(ابصم بسم الله)عرض مسرحي يستذّكر مؤلفه الراحل هدّابي يستخدم إسم أيوب برمزية عالية
مجلة الفنون المسرحية (ابصم بسم الله)عرض مسرحي يستذّكر مؤلفه الراحل هدّابي يستخدم إسم أيوب برمزية عالية
بغداد – كافي لازم - الزمان
قدمت نقابة الفنانين بالتعاون مع وزارة الشباب مسرحية (ابصم بسم الله) تاليف سعد هدابي،اخراج عبد الامير الصغير،تمثيل اسراء ياسين وعبد الامير الصغير، دراماتوج محمد عمر وسنوغرافيا بشار طعمة . (لماذا لا تموت وانت المكلل بالخسارات المتلاحقة)،يجيب (ايوب) لكي اتعذب كثيرا وانا المستعد للعذاب القادم فلن تنفع بيع ضفائر زوجتي لكي اعيش فالبلاء مستمر ولا نهاية في الطريق وانا الذي استحي من مخاطبة الله ان يرفع عني هذا البلاء. استخدم المؤلف الراحل سعد هدابي اسم ايوب(برمزية عاليه) لمواطن قهره الزمن وسحقه الماضي والحاضر والمستقبل فلا شيء يلوح له في المدى البعيد الا ان يكون هكذا.. يبدأ العرض مع ايوب (والذي مثل الدور الفنان عبد الامير الصغير) مع امه في المتخيل وهي تناغيه في الاغنية العراقية الاثيرة (دللول يلولد يبني) حكايات بطولة السندباد وابو زيد الهلالي وقوة الاجداد وعندما شب عن الطوق فأذا به في خضم احداث كارثية في تقاطع تام مع حكايات امه في خيمة بائسة وبرد شديد في المهجرنصبت له منذ عام 1980 والحرب قائمة في ظل الالم والاسى الذي عانى منه العراقيون منذ ذلك التأريخ وإن (هلهلت) بعض الامهات بنهاية الحرب مع ان الجرح ما زال قائما فإذا بموت اخر اشد واقسى يبحث عن مكان اخر لم يصله الطعن ويقول سأجهز على المقتول بثانية وثالثة ورابعة ولم اتعدى العد فالمشروع مفتوح والوطن مذبوح وُضِع تحت(المنگنة) وان استطاع ايوب الافلات.. حينما وضع البلد بين فكّي كماشة من حديد فأين المسير يا ايوب وقال في نفسه ان كل الاتجاهات اوطان لكنه فقد البوصلة وهو يمخر عباب البحر بأمواجه العاتية والاعصاير الشديدة فتح عيناه بحوار مع ديمقراطية الغرب بعد ان تحولت الى محاكمة الى الحد الذي يساله الغرب بعد شرح حالته (اذن انت اشتركت بكل هذه الحروب لماذا لم تمت بعد) و حتى يثبت انه اشترك في الحرب يجب عليه ان يموت واخيرا مات في الغرب كمدا وحسرة على وطنه مغطى باليشماغ العربي.
فن الالقاء
عرفنا الفنان عبد الامير الصغير بأدواره القصيرة لكنه هنا اثبت انه ممثل متمكن من ادواته في فن الالقاء وصوته المناسب للشخصية والتحكم بجسده المرن بحالات الفعل الدرامي رغم انه استعان بالنص المكتوب والذي تضمن ابيات من الشعر الشعبي الجميل.. وهو المخرج ايضآ وقد تأثر بحالة التقشف الذي تعيشه حال الفرق غير الحكومية لكنه عمل بالممكن فلا شيئ على المسرح سوى خيمة مع مصطبة صغيرة واستعان بالممثلة الواعدة (اسراء ياسين) التي اجادت بأداء شخصيات متنوعة مع انها تحتاج الى تدريب اكثر فلها مستقبل اكيد. كما وفق السنوغرافي بشار طعمة في التعويض عن النقص الحاصل باجهزة الانارة وان ادارة مسرح الطليعة بأحتضانها هذا العمل دليل على حرصها المستمر على ديمومه النشاط المسرحي في العاصمة. ايضا هناك دورا مهما للفنان محمد عمر كادراماتوج للعمل وتقديمه العرض بقراءة الفاتحة على روح المؤلف سعد هدابي وقراءة نبذة عن العمل… حضرنا العمل والسماء مبلدة بالغيوم وبعد انتهاء العرض تساقط المطر كثيفا غير اني تحوطت مسبقآ بجلب المظلة المطرية والباقين احتجزوا في بهو المسرح وانا الوحيد خرجت مع صديقي الفنان محمد رويح وقالوا لي كيف حصل ذلك قلت لهم ضاحكا انا كعالم الفيزياء الكبير والمتنبئ الجوي عبد الجبار عبد الله.
0 التعليقات:
إرسال تعليق