تصنيفات مسرحية

الجمعة، 5 مايو 2023

مسرحية للفتيان " ملكة العالم الأسفل " تأليف طلال حسن

مجلة الفنون المسرحية

     شخصيات المسرحية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


1 ـ ايرشكيكال إلهة العالم الأسفل

2 ـ ايا إله المياه الأرضية

3 ـ نركال ابن الإله ايا

4 ـ نمتار وزير ايرشكيكال

5 ـ آنو إله السماء ، وزعيم الآلهة

6 ـ انانا سيدة السماء

7 ـ عشتار اسم سامي لانانا

8 ـ تموز زوج عشتار

9 ـ ننسون إلهة والدة كلكامش

10 ـ ننليل إلهة السماء والأرض والجو

11 ـ انليل زوج الإلهة ننليل 

12 ـ بعلة صيري كاتبة العالم الأسفل




     المشهد الأول



                     قاعة في العالم الأسفل ، ايرشكيكال

                    على العرش ، الوصيفة إلى جانبها


ايرشكيكال : الخلود ، آه .

بعلة صيري : أنتِ الهة ، يا مولاتي .

ايرشكيكال : نعم إلهة ، مثل أختي عشتار .

بعلة صيري : " تنظر إليها صامتة " ....

ايرشكيكال : " تهز رأسها بمرارة " لا عدالة حتى
في السماء .

بعلة صيري : مولاتي ..

ايرشكيكال :" تنهض " عشتار أختي خالدة مثلي ،
لكنها خالدة في السماء العليا ، وأنا خالدة
هنا في .. العالم الأسفل .

بعلة صيري : أنتِ هنا ملكة ، يا مولاتي .

ايرشكيكال : ملكة ، نعم ، لكن ليس على الأحياء ، بل
على الأموات .

بعلة صيري : ايه لقد جاء إلى العالم الأسفل هنا عظماء
كثيرون ، بل جاء حتى آلهة .

ايرشكيكال : " ساهمة " نعم ، أنت محقة .

بعلة صيري : جاء انكيدو ثم جلجامش ، وجاء أيضاً
من الآلهة تموز وعشتار ..

ايرشكيكال : نركال ..

بعلة صيري : نركال !

ايرشكيجال : اه نركال ..

بعلة صيري : " تنظر إليها " ....

ايرشكيجال : لو يأتي إلى هنا ..

بعلة صيري : مولاتي ..

ايرشكيكال : لكن هذا محال " تنظر إلى الوصيفة "
لقد اختار السماء العليا .     


                             يُفتح الباب ، ويدخل

                          الحاجب ، وينحني للملكة


الحاجب : مولاتي .

ايرشكيكال : نعم .

الحاجب : الوزير نمتار، ومعه رسول الآلهة .

ايرشكيكال : رسول الآلهة !

الحاجب : بالباب ، يا مولاتي .

ايرشكيكال : فليدخلا .

الحاجب : " ينحني " أمر مولاتي " يتجه إلى
الخارج " .

بعلة صيري : مولاتي .

ايرشكيكال : ابقي قريباً ، فقد أحتاجكِ .

بعلة صيري : " تنحني " أمر مولاتي .


                      تخرج الكاتبة ، ويدخل

                      الوزير نمتار والرسول


نمتار : " ينحني " مولاتي ، أقدم لكِ رسول
الآلهة .

ايرشكيكال : أهلاً برسول الآلهة .

الرسول : " ينحني " أهلاً بك مولاتي .

ايرشكيكال : عسى أن تكون رسول خير .

الرسول : خير ، يا مولاتي .

ايرشكيكال : اسمعني هذا الخير  .

الرسول : الألهة ، يا مولاتي ، تعد وليمة ، في
السماء العليا .

ايرشكيكال : هذا خير فعلاً ، لكل الآلهة ، الذين في
السماء .

الرسول : وأرسلتني الآلهة لأنقل دعوتهم لكِ ، يا
مولاتي .

ايرشكيكال : " تنظر إلى الوزير " لكنهم يعرفون
أنني لا أستطيع الصعود إليهم ، فأنا ملكة
العالم الأسفل .

نمتار : هذا ما قالته الآلهة في دعوتها ، وهم
أيضاً لا يستطيعون النزول إلى العالم
الأسفل ، رغم أنهم آلهة عظام .

ايرشكيكال : " تنظر إلى الرسول " أنت كما ترى ،
أنا لا أستطيع الصعود إليهم ، وهم لا
يستطيعون النزول إليّ ، إنني أريد أن
ألبي الدعوة ، لكن كيف ؟ هذا ما لا
أعرفه .

الرسول : الآلهة يعرفون ذلك أيضاً ، ولهذا
اقترحوا الحل الممكن .

ايرشكيكال : حسن ، ماذا تنتظر ؟ أخبرني به .

الرسول : مولاتي ، الآلهة يقولون ، أرسلي من
يمثلك في الوليمة الإلهية .

ايرشكيكال : " تنظر إلى الوزير وتهمهم " هم م م م .

الرسول : مولاتي .

ايرشكيكال : انتظر في الخارج .

الرسول : " ينحني " أمر مولاتي " يخرج " .

ايرشكيكال : ماذا تقول ، يا نمتار ؟

نمتار : الأمر لكِ ، يا مولاتي .

ايرشكيكال : هذه وليمة الآلهة ، ولابد أن نحضرها ،
مادمنا قد دعينا إليها .

نمتار نعم ، يا مولاتي .

ايرشكيكال : ولابدّ أيضاً ، أن يمثلني في هذه الوليمة
، ما يؤكد حضوري ، ومكانتي .

نمتار : نعم ، يا مولاتي .

ايرشكيكال : ولا يوجد من هو جدير بذلك إلا شخص
واحد ، لا بديل له .

نمتار : الأمر لكِ ، يا مولاتي .

ايرشكيكال : وهذا الشخص ، كما تعرف ، هو أنتَ ،
يا نمتار .

نمتار : أنا !

ايرشكيكال : ولا أحد غيرك .

نمتار : مولاتي .

ايرشكيكال : أنت قلتَ ، الأمر لي .

نمتار : " ينحني " أمر مولاتي .

ايرشكيكال : " تجلس على العرش " نمتار .

نمتار : مولاتي .

ايرشكيكال : أنت ستصعد إلى السماء العاليا ..

نمتار : نعم ، يا مولاتي .

ايرشكيكال : وستمثلني في وليمة الآلهة العظام ..

نمتار : نعم ، يا مولاتي .

ايرشكيكال : وأنت تعرف مكانتي بين الآلهة في كل
مكان ..

نمتار : نعم ، يا مولاتي .

ايرشكيكال : أنت في وليمة الآلهة ، في السماء العليا
، أنا ايرشكيكال ..

نمتار : نعم ، يا مولاتي .

ايرشكيكال : الآلهة جميعاً ، الذين سيحضرون الوليمة
، يجب أن يظهروا الاحترام لكَ ، فأنت
رسولي ، بل أنت أنا هناك ..

نمتار : هذا شرف لي ، يا مولاتي .

ايرشكيكال : أريد أن تنتبه جيداً ، يا نمتار ..

نمتار : " ينظر إليها " ....

ايرشكيكال : لسبب أو لآخر ، قد يمتنع أحد الآلهة عن
إظهار الاحترام لك ، فعليك أن تعلمني ، وتقول لي من هو .

نمتار : " ينظر إليها صامتاً " ....

ايرشكيكال : هذا أمر ضروري ، يا نمتار .

نمتار : أمر مولاتي . 

ايرشكيكال : فأنا ايرشكيكال ، إلهة العالم الأسفل ،
وعلى جميع الآلهة إظهار الاحترام
لرسولي ووزيري .. نمتار .

نمتار : " ينحني " أشكركِ ، يا مولاتي .

ايرشكيكال : ليدخل الرسول الآن .

نمتار : أمر مولاتي " يذهب عند الباب " أيها
الحاجب .

الحاجب : " يفتح الباب " سيدي .

نمتار : فليدخل الرسول .

الحاجب : أمر سيدي .

الرسول : " يدخل " مولاتي .

الحاجب : " يغلق الباب " ....

ايرشكيكال : انقل تحياتي إلى الآلهة جميعاً ..

الرسول : أمر مولاتي .

ايرشكيكال : وقل لهم ، إن ممثلي في هذه الوليمة
الإلهية ، هو وزيري .. نمتار .

الرسول : " ينحني " أمر مولاتي .

ايرشكيكال : نمتار..

نمتار : مولاتي .

ايرشكيكال : تذكر إنك أنا .. ايرشكيكال .

نمتار : هذا شرف لي ، يا مولاتي .

ايرشكيكال : سأنتظرك ..

نمتار : " ينحني " مولاتي .

ايرشكيكال : " تنظر إلى الرسول " ....

الرسول : " ينحني بدوره " مولاتي .

نمتار : " يتجه إلى الخارج " ....

الرسول : " يتجه بدوره إلى الخارج " ...

الحاجب : " يفتح الباب " ....

نمتا والرسول : " يخرجان " ....

الحاجب : " يغلق الباب " ....

ايرشكيكال : آه ، نركال " تصمت " لا عدالة حتى في السماء .


                          ايرشكيكال تقفعن النافذة ، 

                            وتنظر عبرها مقطبة  


                                  إظلام 













    المشهد الثاني



                             قاعة في السماء العليا ،

                           يدخل نمتار ورسول الآلهة


نمتار : " يتلفت " يا لها من قاعة .

الرسول : نحن ، يا سيدي ، كما تعلم ، في السماء العليا ، وهذا مقر الآلهة العظام .

نمتار : شتان بين هذا المقر ، ومقر الإلهة ايرشكيكال ، في العالم الأسفل .

الرسول : " يتشاغل بمراقبة آلهة صغاريروحون ويغدون " ....

نمتار : حقاً ما تقوله مولاتي الإلهة ايرشكيكال ..

الرسول : " ينظر إليه " ....

نمتار : لا عدالة حتى في السماء .

الرسول : هذا ليس من شأننا ، يا سيدي ، نحن آلهة صغار .

نمتلر : نعم ، أنت محق ، هذا شأن الآلهة الكبارفقط .

الرسول : " ينظر إلى الخارج " بدأ بعض الآلهة يتوافدون .

نمتار : " ينظر بدوره إلى الخارج " يبدو أن هذه الوليمة الإلهية الفخمة ، لا تقام في هذه القاعة . 

الرسول : نعم ، يا سيدي ، ستقام في قاعة قريبة ، وهي قاعة فخمة ، مخصصة للولائم الإلهية .

نمتار : " ينظر إلى الخارج " هذا الإله القادم ، أظن إنني أعرفه .

الرسول : نعم ، يا سيدي ، وتعرف أيضاً الإلهة التي ترافقه .

نمتار : " يدقق النظر " آه ، يا للإلهة ايرشكيكال ، إنها الإلهة انانا .

الرسول : " يبتسم " أنت محق ، يا سيدي ، والإله الذي برفقتها هو ، الإله تموز .

نمتار : بالضبط ، لقد قتله خنزير بريّ ، فنزلت انانا إلى العالم السفلي ، والتقت بأختها الإلهة ايرشكيكال ، وافتدته بوزيرها ، ننشوبر ، وأعادته إلى الحياة .

الرسول : يبدو أن الإلهين العظيمين قد لاحظانا ، هاهما قادمان ، يا سيدي .


                              يدخل الإله تموز ،

        ومعه تدخل الإلهة انانا


تموز : مهما بكرنا ، يا انانا ، فإن هناك من يسبقنا .

انانا : " تنظر إلى نمتار والرسول " لم يسبقنا أحد من الآلهة الكبار .

تموز : هذا أفضل .

انانا وتموز : " يقتربان من نمتار والرسول " ....

الرسول : " ينحني " طاب يومك ، يا مولاي . 

" ينحني لانانا " طاب صباحك ، يا مولاتي .

تموز : " يحدق في نمتار " أظن أنني رأيتك ، في مكان ما ، ولكن ليس هنا في السماء العليا .

نمتار : نعم ، يا مولاي .

انانا : " تحدق فيه " أنا أيضاً رأيتك ، نعم ، ليس في السماء العليا ، بل في العالم الأسفل .

الرسول : إنه نمتار ، يا سيدتي ، وزير وممثل الإلهة ايرشكيكال .

انانا : أهلاً بكَ .

تموز : أهلاً ومرحباً .

نمتار : " ينحني لهما " أهلاً بكما .

تموز : " يأخذ بذراع انانا " لنمض ِ يا عزيزتي انانا .

انانا : " تبتعد معه " هيا يا عزيزي ، ولنكن أول من يدخل قاعة الاحتفالات ..

 

                         يدخل الآلهة تباعاً ، وبعضهم

                        يحيي نمتار والرسول من بعيد


الرسول : أنظر ، يا سيدي ، بدأ الآلهة يتوافدون ، الواحد بعد الآخر ، لحضور الوليمة الإلهية .

نمتار : لننتظر الإله آنو ، فتقدمني إليه ، قبل أن ندخل القاعة ، التي ستقام فيها الوليمة الإلهية .

الرسول : هذا ما سأفعله ، يا سيدي ، وطبعاً لن أدخل معك القاعة ، فهذه الوليمة للآلهة الكبار ولممثليهم فقط .

نمتار : " ينظر إلى إله يلوح لهما من بعيد " هذا الإله لم أره من قبل .

الرسول : وما كان لك أن تراه ، لو لم تخرج من العالم الأسفل ، إنه يا سيدي الإله شمش ، إله الشمس .

نمتار : ولابد أن من معه هي زوجته .

الرسول : نعم ، يا سيدي ، إنها زوجته آية ، وهي إلهة الضوء .

نمتار : ليت أحدهما يزور العالم الأسفل ، فيزيل عنه الظلام الأبدي .

الرسول : " يشير بعينيه " وذاك الإله هو الإله أنكي ، وهو إله المياه الأرضية ، وخالق الإنسان وحاميه ، ومقامه في مدينة اريدو المقدسة .

نمتار : " يشير بعينيه " وذاك ؟

الرسول : إنه الإله سين ، يا سيدي ، وهو إله القمر.

نمتار : شمش وسين ، أحدهما يضيء في النهار ، والآخر يضيء في الليل ، ونحن في العالم الأسفل ، لنا فقط ليل دائم .

الرسول : وذاك الإله نسكو ، إله النار ، ثم الإله ننكرسو إله الخصب ، ثم ننليل إله السماء والأرض ، وتلك الإلهة ننسون ، والدة البطل كلكامش .

نمتار : آه ذلك البطل ، الذي بحث عبثاً عن الخلود ، إنه الآن ورفيقه انكيدو ، في العالم الأسفل .


                            من بعيد ، يتوقف إله ، 

                            ثم يمضي ، ولا يحييهما


نمتار : من ذاك الإله ؟

الرسول : " يتغافل " لم أنتبه إليه .

نمتار : " يشير نحوه " ذاك الإله ، الذي لم يحيينا  .

الرسول : آه ، إنه الإله نمتار ، إبن الإله العظيم ايا ، إله المياه الأرضية ، وخالق الإنسان وحاميه . 

الرسول : " ينظر إلى الخارج " سيدي ، جاء الإله آنو ، إنه إله السماء ، وزعيم السلالة الإلهية ، ومؤسسها .


                             يدخل الإله آنو ، يحييه

                         الجميع ، الرسول يقترب منه

 

الرسول : طاب صباحك ، يا مولاي .

آنو : " يتوقف " طاب صباحك " يتذكره " آه رسولنا إلى أختنا إلهة العالم الأسفل .. ايرشكيكال .

الرسول : نعم ، يا مولاي ، وهي تبلغكم تحياتها ، وتتمنى لكم كلّ الخير .

أنو : كنا نتمنى لو تستطيع الحضور ، فأرجو أن تكون قد أرسبت من يمثلها ، في هذه الوليمة الإلهية .

الرسول : نعم ، يا مولاي " يشير إلى نمتار " إنه ممثلها ووزيرها .. نمتار .

نمتار : " ينحني " مولاي الإله آنو .

أنو : أهلاً بنمتار ، ممثل أختنا العزيزة الهة العالم الأسفل ايرشكيكال .

نمتار : أشكرك ، يا مولاي .

آنو : " للرسول " اذهب أنت .

الرسول : " ينحني " أمر مولاي " يخرج " .

آنو : " يمسك بذراع نمتار " أنت الآن هنا بمثابة الإلهة ايرشكيكال ، ومن الواجب أن نحتفي بك .

نمتار : أشكرك ، يا مولاي .

آنو : " يسير به نحو قاعة الإحتفالات " تعال معي إلى القاعة ، التي ستقام فيها الوليمة الإلهيه ، وسيظهر لك جميع الآلهة الإحترام ، كما لو كانوا يظهرونه إلى إلهة العالم الأسفل ايرشكيكال نفسها .


                               يدخل الإله آنو  

                           القاعة ، يرافقه نمتار                                 

         

                                   إظلام











    المشهد الثالث



                              منظر المشهد الأول ،

                        الملكة ايرشكيكال والكاتبة 

 

ايرشكيكال : " تدخل القاعة " ....

بعلة صيري : " تنظر إليها متوجسة " ....

ايرشكيكال : " تجلس على العرش " .... 

بعلة صيري : طاب صباحك ، يا مولاتي .

ايرشكيكال : أي صباح هذا ؟ الصباحات هنا كلها متشابهة .

بعلة صيري : أنت الملكة هنا ، يا مولاتي .

ايرشكيكال : ملكة على الأموات .

بعلة صيري : " تلوذ بالصمت " ....

ايرشكيكال : وأختي اينانا تنعم مع زوجها تموز ، بعد أن أخذته من بين يديّ .

بعلة صيري : " تنظر إليها صامتة " ...

ايرشكيكال : لا عدالة حتى في السماء . 

بعلة صيري : مولاتي . 

ايرشكيكال : نعم .

بعلة صيري : وصل الوزير نمتار .

ايرشكيكال : وصل ؟

بعلة صيري : نعم ، فقد قفل عائداً بعد انتهاء وليمة
الآلهة مباشرة .

ايرشكيكال : " تنظر إليها " أرسلوا في طلبه ، أريد
أن أراه حالاً .

بعلة صيري : لقد حضر فور وصوله ، وهو الآن 
بالباب ، يا مولاتي .

ايرشكيكال : ليدخل حالاً .

بعلة صيري : " تنحني " أمر مولاتي " تتجه إلى
الخارج " .

ايرشكيكال : أسرعي .. أسرعي . 

بعلة صيري : " تسرع " أمر مولاتي " عند الباب "
أيها الحاجب .

الحاجب : " يفتح الباب " سيدتي .

بعلة صيري : ليدخل الوزير نمتار ، الملكة تريدأن
يمثل بين يديها  في الحال .

الحاجب : الأمر لمولاتي الملكة ايرشكيكال "
ينسحب " .


                          يدخل الوزير نمتار ، وينحني

                          للملكة ، الحاجب يغلق الباب


نمتار : طاب صباحك ، يا مولاتي .

ارشكيكال : أهلاً بوزيري نمتار .

بعلة صيري : مولاتي .

ايرشكيكال : ابقي هنا .

الوصيفة : أمر مولاتي .

ايرشكيكال : لنسمع الآن وزيري نمتار .

نمتار : " ينحني لها " ....

 ايرشكيكال : حدثنا عن وليمة الآلهة ، التي مثلتني
فيها ، يا نمتار .

نمتار : مولاتي ، هذه الوليمة يعجز لساني عن
وصفها ، إنها وليمة الآلهة ، وقد أقيمت
في قاعة الاحتفالات الكبرى ، في السماء
العليا .

ايرشكيكال : ولابد أن الآلهة جميعاً ، قد حضروها ،
وكذلك الإلهات .

نمتار : كبار الآلهة حضروا ، وكذلك الإلهات ،
يا مولاتي .

ايرشكيجال : جميعهم ؟

نمتار : وجميع الإلهات ، يا مولاتي .

ايرشكيكال : " تهمهم " هم م م م م .

نمتار : وانليل ..

ايرشكيكال : وننليل ..

نمتار : شمش ..

ايرشكيجال : وزوجته آية ..  

نمتار : وننسون ..

ايرشكيكال : آه والدة البطل كلكامش .

بعلة صيري : يا للمسكين .

ايرشكيجال : لقد بحث عن الخلود عبثاً ، فقد قدرت
الآلهة الموت على الانسان ، واستأثرت
هي بالخلود .

نمتار : " يلوذ بالصمت " ....

يعلة صيري : " تتنهد " آه .

ايرشكيكال : نعم ، هذا هو قدر الإنسان " تصمت "
لا عدالة حتى في السماء .

نمتار : هذا ما لا أستطيع أن أقوله ، حتى بيني
وبين نفسي ، يا مولاتي .

ايرشكيكال : اترك هذا لي ، وتحدث أنت عن الوليمة
الإلهية ، وبقية الآلهة .

نمتار : الآلهة جميعاً ، أبدوا اهتماماً بي ، وفي
مقدمتهم ، وأكثرهم على الاطلاق ، الإله
العظيم .. آنو .

ايرشكيكال : لا عجب ، يا نمتار ، الإله آنو هو إله
السماء ، وزعيم السلالة الإلهية ومؤسسها
، وزوجته هي الإلهة انتو .

نمتار : وفي القاعة الكبرى ، حيث كان الآلهة
العظام جميعاً ، مجتمعون في الوليمة
الإلهية ، وكنت أنا بينهم ، إلى جانب الإله
العظيم آنو ، ممثلاً لملكتنا العظيمة
ايرشكيكال ، وقف الإله العظيم آنو ،
وخاطب الآلهة جميعاً قائلاً ..

ايرشكيجال : " تتطلع إليه متشوقة " ....

نمتار : أيها الآلهة العظام ، حييوا نمتار ، ممثل
أختكم العظيمة ايرشكيكال ، الملكة
العظيمة للعالم الأسفل . 

ايرشكيجال : " فرحة " آه آنو .

بعلة صيري : المجد للإله العظيم آنو .

ايرشكيجال : وطبعاً حياك جميع الآلهة العظام ، فهم
يحييون أختهم .. ايرشكيجال .

نمتار : " يطرق رأسه " ....

ايرشكيجال : نمتار .

نمتار : نعم مولاتي .

ايرشكيكال : لا تقل لي ، أن بعضهم لم يحييك .

نمتار : لا ، لا يا مولاتي .

ايرشكيكال : " تحدق فيه " ....

نمتار : إله واحد فقط .

ايرشكيكال : " تهمهم " هم م م م م م .

نمتار : جميع الآلهة حيّوني بحرارة ، وأظهروا
لي الاحترام الفائق ، فأنا رسولك ، يا
مولاتي ، رسول ملكة العالم الأسفل ..
ايرشكيكال .

ايرشكيكال : عرفته ، هذا الإله الواحد ، إنه هو ، ولا
أحد غيره ..

نمتار : مولاتي ..

ايرشكيكال : الإلهه نركال .

نمتار : نعم ، يا مولاتي .

ايرشكيكال : " بغضب متزايد " عرفته ، فلا أحد
يمكن أن يقف مني هذا الموقف غيره ،
ولا حتى الإله تموز " من بين أسنانها "
سيندم .

الوصيفة : " تحاول تهدئتها " مولاتي .

ايرشكيكال : " لا تلتفت إليها " سيندم ، ويدفع الثمن
غالياً ، فليس أنا ايرشكيكال من تسكت
على مثل هذه الاهانة .

بعلة صيري : مولاتي ، مولاتي .

ايرشكيكال : نمتار ..

نمتار : مولاتي .

ايرشكيكال : اذهب إلى الإله أنو ، إله السماء ،
وزعيم السلالة الإلهية ومؤسسها ، اذهب
إليه فوراً..

بعلة صيري : مولاتي ..

ايرشكيكال : وقل له ، أن يرسل لي الإله نركال ،
الذي لم يظهر الاحترام لرسولي .

نمتار : " يلوذ بالصمت متردداً " ....

ايرشكيكال : اذهب فوراً ..

نمتار : " ينحني متأهباً للخروج " أمر مولاتي"
يتجه إلى الخارج " .

ايرشكيكال : ليعرف هذا الإله العاق ، من هي إلهة
العالم الأسفل .. ايرشكيكال .

الحاجب : " يفتح الباب " ....

نمتار : " يخرج " ....

الحاجب : " يغلق الباب " .....

بعلة صيري : مولاتي .

ايرشكيكال : لن أسكت على هذه الاهانة ..

بعلة صيري : " تلوذ بالصمت " ....

ايرشكيكال : " تقف وكأنها تحدث نفسها " لقد أخطأ
نركال ، وهذا ليس أول خطأ يرتكبه " من
بين أسنانها "  وقد حان أن يدفع الثمن ،
وسيدفعه غالياً جداً هذه المرة .


                         الإلهة ايرشكيكال تتوقف ،

                     الكاتبة تقف جامدة إلى جانبها


                                  إظلام















    المشهد الرابع 



                        قاعة في السماء العليا ،

                        الإله آنو والوزير نمتار


آنو : أعرف ، أعرف .

نمتار : إن مولاتي ايرشكيكال ، شديدة الغضب
، يا مولاي .

آنو : هذا طبعها ، ولن تغيره .

نمتار : ما حدث ، يا مولاي ، أشعرها بالاهانة
الشديدة .

آنو : لا أحد يلومها ، يا نمتار ، الحق معها
هذه المرة .                        

نمتار : مولاي ، أنت تعرف أن الأمر لا يتعلق
بي شخصياً .

آنو : أنت ممثلها ، يا نمتار ، وعلى الجميع أن
يحييونك ، ويُظهروا لك الاحترام ، كما لو
أن مَن بينهم ، هي الإلهة ايرشكيكال
نفسها .

نمتار : الإلهة ايرشكيكال تريد أن يمثل الإله
نركال أمامها .

آنو : هذا حقها أيضاً ، وقد أرسلت في طلب
الإله نركال ، ولابد أنه سيأتي ، لقد تأخر
قليلاً ، وأنا أتفهم تأخره  .

نمتار : " يلوذ بالصمت " ....

آنو : إنهما إلهان ، إلهان كبيران ، صحيح إن
أحدهما غاضب من الآخر ، ليس لهذا
السبب فقط ، لكني آمل أن يسويا ما بينهما
بطريقة ودية معقولة .

نمتار : هذا ما نتمناه ، يا مولاي .

آنو : لقد تأخرا ، أرجو أن أنتهي من هذا
الأمر بسرعة ، فلدي مهمة عليّ إنجازها
، في مكان آخر .

نمتار : أرجو أن لا يتأخر الإله نركال أكثر ،
فالملكة ايرشكيكال تنتظرني على أحر من
الجمر .

الحاجب : " يدخل " مولاي .

آنو : نعم .

الحاجب : الإلهان ايا و نركال .

آنو : " لنمتار " جاء الأله نركال ، ومعه أبوه
الإله ايا .

نمتار : " يبقى صامتاً " ....

آنو : " للحاجب " ليتفضلا .

الحاجب : " ينحني " أمر مولاي " يخرج " .

آنو : الإله نركال خائف ، وهذا حقه ، إنها
ملكة العالم الأسفل .. ايرشكيكال ،
ويخشى اللقائ بها .


                           يدخل الإله ايا ، ومعه

                             ابنه الإله نركال


ايا : " لا يلتفت إلى نمتار " طاب يومك ،
أيها الإله العظيم ، آنو .

آنو : وطاب يومك ، يا ايا .

ايا : جئت إليك أيها المعظم ، ومعي ابني ،
الإله نركال .

آنو : أهلاً بكما " يشير إلى نمتار" أنتما
تعرفان نمتار .

ايا : " ينظر إلى نمتار " ومن لا يعرف
رسول ووزير أختنا ، ملكة العالم الأسفل
، الإلهة ايرشكيكال ؟

نمتار : طاب يومك ، يا مولاي .

ايا : أرجو أن تكون أختنا الملكة ايرشكاكيل
بخير .

نمتار : " ينظر إلى آنو " ....

آنو : إنها غاضبة ، غاضبة جداً ، من ابنك
الإله نركال ، يا ايا .

نركال : ومتى كانت ايرشكيكال ..

آنو : " ينظر إلى ايا " ....

ايا : " يشير لنركال أن يهدأ " بنيّ .

نركال : " بشيء من الهدوء " إن ملكة العالم
الأسفل غاضبة دوماً .

أنو : غضبها هذه المرة ، ليس بدون سبب ،
يا نركال .

ايا : ما فعله ابني الإله نركال خطأ ، وأنا لا
أوافقه عليه .

آنو : هذا الخطأ يا ايا ، لابد أن يدفع مرتكبه
ثمنه .

ايا : مولاي آنو ..

آنو : هذا قانون الآلهة .

الحاجب : مولاي .

آنو : نعم .

الحاجب : طلبت مني ، يا مولاي ، أن أذكرك ..

آنو : نعم ، نعم ، اذهب أنت .

الحاجب : " ينحني " أمر مولاي .

آنو : إنني مستعجل ، لديّ مهمة عاجلة ،
وعيّ أن أذهب الآن .

نمتار : مولاي .

آنو : اطمئن ، نمتار سيأتي معك بعد قليل ،
وسيمثل بين يدي إلهة العالم الأسفل
ايرشكيكال .

ايا : مولاي آنو .

آنو : " ينهض " أنت إله عظيم ، يا ايا ،
        وتعرف أن هذا قانون الآلهة .

نركال : " ينظر إلى أبيه " ....

أنو : بعد قليل ، خذ الإله نركال ، واذهب به
إلى العالم الأسفل ، ليمثل بين يدي الإلهة
ايرشكيكال .

نمتار : شكراً ، يا مولاي .

ايا : مولاي آنو .

آنو : " يتأهب للخروج " إنني مستعجل ، يا
ايا .

ايا : ابني الإله نمتار سيمثل بين يدي الإلهة
ايرشكيكال ، امهلني لأختلي به بعض
الوقت .

آنو : " وهو يتجه إلى الخارج " لك ما تريد ،
يا ايا ، وعفواً لأنني لم أستطع أن أقدم
لكما أية مساعدة ، ابقيا هنا .

نمتار : " يلحق بآنو " مولاي .

آنو : " دون أن يتوقف " تعال ، وابقَ في
الخارج ، ريثما ينتهي الإله ايا من توديع
ابنه نركال .


                         يخرج الإله آنو ونمتار ،

                        يبقى الإله ايا وابنه نركال


نركال : أبي ..

ايا : لقد أوقعت نفسك ، وأوقعتني أيضاً ، في
محنة لا نحسد عليها .

نركال : لستُ نادماً على ما فعلته ، وإذا كانت
هي ايرشكيكال ، فأنا نركال .

ايا : لقد وقف جميع الآلهة ، في قاعة
الاحتفالات لرسولها نمتار ، وكان عليك
أنت أيضاً أن تقف .

نركال : لقد تعمدتُ ذلك ، يا أبي .

ايا : " يلوذ بالصمت " ....

نركال : لي أسبابي ، يا أبي ، وأنا أعرف ما
أفعله .

ايا : ايرشكيكال ملكة العالم الأسفل ، ملكة
أرض اللاعودة ، وستمثل أنت بين يديها
هناك .

نركال : أعرف ، يا أبي .

ايا : بني ، لن أتركك وحدك .

نركال : بل سأذهب إليها وحدي ، يا أبي ،
وأواجهها في مقرها في العالم الأسفل ،
مهما كان الثمن .

ايا : نركال ، اسمع يا بنيّ . 

نركال : " ينصت صامتاً " ....

ايا : مهما فعلتُ ، يا بنيّ فستكون في خطر ،
عندما تمثل بين إلهة العالم الأسفل
ايرشكاكيل ..

نركال : هذا خياري ، يا أبي .

ايا : سأرسل معك سبعاً وسبعين عفريتاً ،
وسيكونون لك عوناً في اجتياز بوابات
العالم الأسفل ، وكذلك في مواجهة الإلهة
ايرشكاكيل .

نركال : " محتجاً " أبي .

ايا : سيأتون معك ، يا بنيّ ، سيأتون ، عسى
أن يكونوا لك عوناً في محنتك ، وأي
محنة ، أي محنة .

نركال : الأمر لك ، يا أبي .

ايا : هيا نذهب إذن ، ولتباركك الآلهة .

نركال : هيا يا أبي 


                                الإله ايا ، والإله 

                        نركال ، يتجهان إلى الخارج


                                  اظلام















    المشهد الخامس



                          منظر المشهد الأول ، الكاتبة

                             ايرشكيكال تذرع القاعة


بعلة صيري : مولاتي .

ايرشكيكال : " لا تتوقف " ....

بعلة صيري : ليتك ترتاحين قليلاً ..

ايرشكيكال : " بشيء من الانفعال " إنني مرتاحة ..
مرتاحة .

بعلة صيري : منذ البارحة ، لم تأكلي شيئاً ، يا مولاتي
، ولم تنامي .

ايرشكيكال : لستُ متعبة ..

بعلة صيري : كلي شيئاً على الأقل ، يا مولاتي .

ايرشكيكال : " تتوقف " اسمعي  ..

الحاجب : " يفتح الباب وينحني " مولاتي .

ايرشكيكال : " تلتفت إليه " ....

الحاجب : الوزير نمتار بالباب .

ايرشكيكال : وحده ؟ 

الحاجب : نعم ، يا مولاتي .

ايرشكيجال : ليدخل .

الحاجب : " ينحني " أمر مولاتي  .


                         الحاجب يخرج ، يدخل 

                         نمتار ، وينحني للملكة


نمتار : مولاتي .

ايرشكيكال : " تنظر إليه " ....

نمتار : الإله ننكال هنا ، منذ يومين ، يا
مولاتي، وقد نفد صبره .

ايرشكيكال : " مازالت تنظر إليه " ....

نمتار : لم يعد يحتمل أكثر ، وهو يريد أن
تستقبليه ، يا مولاتي .

ايرشكيكال : عجباً ، يبدو أنه نركال مستعجل على
نهايته .

نمتار : مولاتي ، الأمر لكِ ، لكن الأفضل أن
لا تدعيه ينتظر أكثر .

ايرشكيكال : " تحدق فيه " كيف يبدو ؟ نركال .

نمتار : قلقاً للغاية ، يا مولاتي .

ايرشكيكال : هذه ليست عادته .

نمتار : كنت أظن أن الآلهة لا تتغير ، مهما
كانت الظروف .

ايرشكيكال : العالم الأسفل يغيرها .

نمتار : مولاتي .

ايرشكيكال : أدخله .

نمتار : أمر مولاتي .

ايرشكيكال : ليس الآن .

نمتار : " ينظر إليها " ....

ايرشكيكال : حسن ، ليدخل .

نمتار : أمر مولاتي " يخرج " .

بعلة صيري : مولاتي .

ايرشكيكال : " تنظر إليها " ....

بعلة صيري : سمعتك ، أكثر من مرة ، تتحدثين عن
الإله نركال .

ايرشكيكال : لا تصدقي كلماتي ، إذاهادنته مرة أو
حتى مرات .

بعلة صيري : أنتِ أدرى ، يا مولاتي ، لكن ..

ايرشكيكال : " تنظر إليها " ....

بعلة صيري : عفواً مولاتي .

الحاجب : " يدخل " مولاتي .

بعلة صيري : يبو أن الإله نركال قد حضر ، يا
مولاتي .

ايرشكيكال : إنني لم أره ، منذ فترة طويلة " تصمت"
منذ أن نزلتُ إلى العالم الأسفل .

الحاجب : مولاتي .

ايرشكيكال : نعم .

الحاجب : الوزير نمتار ، والإله ننكال ، بالباب سا
مولاتي .

ايرشكيكال : ليدخلاً .

الحاجب : " ينحني "أمر مولاتي " يتجه إلى
الخارج " .

بعلة صيري : مولاتي .

ايرشكيكال : اذهبي أنت الآن .

بعلة صيري : " تنحني " أمر مولاتي " تتجه إلى
الخارج " .


                            يدخل الوزير نمتار ، 

                              ومعه الإله نركال


نمتار : " ينحني " مولاتي ..

ايرشكيكال : " تحدق في نركال " ....

نمتار : الإله نركال .

ايرشكيكال : " مازالت تحدق في نركال " دعنا
وحدنا ، يا نمتار .

نمتار : " ينحني " الأمر لكِ ، يا مولاتي "
يخرج " .

الحاجب : " يغلق الباب " ....

ايرشكيكال : نركال .

نركمال : ايرشكيكال .

ايرشكيكال : أنت لم تتغير . 

نركال : وهل تغيرتِ أنت ؟

ايرشكيكال : " مازالت تحدق فيه " ....

نركال : الآلهة لا تتغير ، وأنتِ ايرشكيكال ، وأنا
نركال .

ايرشكيكال : لقد غضبتُ ، غضبتُ جداً ، عندما
أخبرني رسولي ، إنك لم تقف له في
وليمة الآلهة .

نركال : رسولك ، يا ايرشكيكال ، مهما كان ،
ليس أنتِ .

ايرشكيكال : رسولي نمتار هو أنا ايرشكيكال ، وهذا
ما يعرفه الجميع .

نركال : فيما يتعلق بي وبك ، يا ايرشكيكال ، أنا
لا يهمني هؤلاء الجميع .

ايرشكيكال : لقد أهنتني أمام جميع الآلهة ، وكان
يجب أن تدفع الثمن ، وها أنت أمامي ،
في العالم الأسفل .

نركال : جئتُ إلى هنا بارادتي .

ايرشكيكال : لم تأتِ بارادتك ، بل جئت بارادة الإله
آنو .

نركال : كان بامكاني أن أختفي .

ايرشكيكال : وعندئذ لن تكون إلهاً .

نركال : وهنا ، هل أنا إله ؟

ايرشكيكال : " تبقى صامتة " ....

نركال : لم آتِ إلى العالم الأسفل وحدي ، يا
ايرشكيكال .

ايرشكيكال : أعرف ، أتى معك سبع وسبعون من
عتاة العفاريت .

نركال : إنهم عند أبواب العالم السفلي ، ولم
آمرهم بأن يتحركوا .

ايرشكيكال : وحولهم آلاف الشياطين والحراس
التابعون لي ، لكني لم آمرهم أن يتصدوا
لعفاريك السبع والسبعين .

نركال : ايرشكيكال ..

ايرشكيكال : إنني سليلة تيامة ..

نركال : لقد شطرها الإله مردوخ إلى شطرين ،
وانتهت إلى الأبد .

ايرشكيكال : لم تنتهِ ، ولن تنتهي ، فها أنا موجودة ،
وأرفض أي مردوخ .

نركال : أنتِ في العالم الأسفل ، عالم الأموات ،
يا ايرشكيكال.

ايرشكيكال : أنا من اختار ذلك ، ورفضلت أنت ،
رغم العلاقة التي كانت بيننا ، إلا البقاء
في السماء العليا .

نركال :لكني ها أنا الآن معكِ ، في هذا العالم
الأسفل .

ايرشكيكال : " تنظر إليه صامتة " ....

نركال : " ينظر إليها بدوره صامتاً " ....

ايرشكيكال : نركال ..

نركال : نعم ، يا ارشكيكال .

ايرشكيكال : أنا ايرشكيكال ..

نركال : وأنا لستُ مردوخ .

ايرشكيكال : لكننا في العالم الأسفل .

نركال : أعرف .

ايرشكيكال : ولن نغادره إلى الأبد .

نركال : هذا خيارنا ، يا ايرشكيكال .

ايرشكيكال : هل يمكن أن نبني عالمنا هنا ، في العالم
الأسفل ؟

نركال : عالم نركال وايرشكيكال .

ايرشكيكال : عالم شكيكال ونركال . 

نركال : كنتُ أريد أن نبني عالمنا في الأعلى ،
في السماء ، أو على الأرض .

ايرشكيكال : " تقترب منه " مادمنا معاً ، يا عزيزي
نركال ، فإننا في أعلى الحياة .

نركال : " يمد يديه نحوها " ايرشكيكال .

ايرشكيكال : " تعانقه " ننكال .


                         اير شكيكال ونركال ، يقفان

                         متعانقين ، إظلام تدريجي 


                                   إظلام 

                                    ستار




                                      4 / 9 / 2012





العالم الأسفل : يمثل الطبقة الأخيرة من الأرض ، محاط بسبعة أسوار ، ولكل سور بوابة ، والإلهة ايرشكيكال ، وزوجها نركال ، هما حاكما هذا العالم ، يساعدهما في ذلك ، عدد كبير من الآلهة الثانويين وكذلك عدد كبير من الشياطين .


قصر العدالة : هو مقر الإلهة ايرشكيكال وزوجها الإله نركال ، في العالم الأسفل .


تيامة       : الإلهة الأصل ، وهي إلهة المياه الأولى ، ولدت جميع الآلهة ، وحكمتهم جميعاً ، حتى ولد الإله مردوخ ، وكان أبوه الإله ايا ، وأمه الإلهة دامكينا ، كان أقوى الآلهة ، وأكثرهم حكمة ، ولم يصمد الآلهة أمام تيامة ، فسلموه أقدارهم ، فتصدى لها ، وبعد معركة حامية ، تغلب مردوخ عليها ، وشطرها شطرين ، فجعل السماء من الشطر الأول ، ومن الشطر الثناني جعل الأرض ، وبذلك انتهى حكم الإلهة الأنثى ، وبدأ حكم  الإله الذكر . 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق