تصنيفات مسرحية

الاثنين، 31 أكتوبر 2022

مسرحية للأطفال " طبول في الليل " تأليف طلال حسن

مجلة الفنون المسرحية 
الكاتب طلال حسن


  مسرحية للأطفال  "  طبول في  الليل " تأليف طلال حسن

    " 1 "

ــــــــــــــــــ

                               ظلام ، أصوات طبول ،

                              تتناهى متواصلة من بعيد


أغنية :   تم تم تم 

    تم تم تم      

    هذي الطبول ،

    ماذا تقول ؟

    تم تم تم 

    تم تم تم 

    اقتل .. لا تحتار 

    الموت للأغيار

    تم تم تم 

    تم تم تم 

  الموت للأغيار

    الموت للأغيار

  الموت للأغيار

    الموت للأغيار



                           تضاء نميلة  ، ترقد في فراشها 

                       ، وإلى جانبها أمها، أصوت  الطبول  


الطبول : تم تم تم 

  تم تم تم 

نميلة : " تتقلب متأوهة " أوووه .

الأم : " تربت عليها " ....

نميلة : طبول .. طبول .. طبول .

الأم : نامي ، يا بنيتي .

نميلة : لا أستطيع أن أنام  ، يا ماما ، لا أستطيع
، لا أستطيع .

الأم : أغمضي عينيك ، وسيأتيك النوم
والأحلام ، و ..

نميلة : أغمضتهما مرات ومرات ، لكن دون
جدوى .

الأم : " تلوذ بالصمت " ....

نميلة : ربما هي الطبول ، نعم الطبول ، فهي
تقرع دائماً .. تم .. تم .. تم .

الأم : دعكِ منها ، يا بنيتي ، لا تعيرها انتباهاً
، أنسيها ، انسيها .

نميلة : حاولت .. يا ماما ..حاولت .

الأم : " تلوذ بالصمت " ....

نميلة : " تتنهد " أحكي لي حكاية ..

الأم : حكاية ..

نميلة : النملة والصرصار .

الأم : لكني حكيتها لك مرات كثيرة .

نميلة : " متذمرة " أحكيها لي ، أريد أن أنام ،
أريد أن أنام .

الأم : حسن ، سأحكيها لك " تتأهب لروي
الحكاية " ..

نميلة : ماما .

الأم : نعم .

نميلة : تلك النملة لم تساعد الصرصار ، عندما
لجأ إليها ، متعباً جائعاً ، في ليلة من ليالي
الشتاء .

الأم : قالت أنه صرصار عابث كسول ، فبدل
أن يعمل ، راح يلهو طول الصيف .

نميلة : لكنه كان يغني .

الأم : يغني ويرقص و .. ولا يعمل .

نميلة : حتى لو أن ما فعله ، ذلك الصرصار ،
خطأ ، فإن هذا لا يبرر عدم مساعدته ،
                  وقتله .

الأم : كسله ولهوه قتلاه ، وليس أي شيء آخر
، يا بنيتي .

نميلة : " تهز رأسها " ....

الأم : أغمضي عينيك ، يا صغيرتي ، وحاولي
أن تنامي .

نميلة : القتل شيء رهيب " تغمض عينيها "
لا يستحقه أي كائن حيّ ، مهما كان
السبب .

الأم : " تربت عليها صامتة " ....

نميلة : " تغط في النوم " ....

الأم : " تنهض منصتة " ....

الطبول : " يرتفع صوتها " تم  تم  تم  تم .

الأم : " عند الباب " يا إلهي ، إنهم قد يأتون
في أية لحظة .

الطبول : " يرتفع صوتها أكثر " تم  تم  تم  تم .

نميلة : " تعتدل " ماما .

الأم : " تسرع إليها " بنيتي .

نميلة : ماذا يجري ؟

الأم : لا شيء .. لا شيء .


                         مع صوت الطبول ، يرتفع

                           من بعيد صوت المنادية 


المنادية : " من الخارج " تأهبوا ، الأعداء
قادمون .

نميلة : " خائفة " ماما .

الأم : لا تخافي ، يا بنيتي . 

المنادية : " من الخارج " تأهبوا ، الأعداء
قادمون ، تأهبوا ، تأهبوا .

نميلة : " تلوذ بأمها " ماما .. ماما .

الأم : لا تخافي ، إنني معكِ .

المنادية : " من الخارج " الأعداء يقتحمون
الأبواب ، إلى السلاح ، إلى السلاح .

الأم : " تنهض مترددة " يا ويلي .

نميلة : " تتشبث بأمها " ماما .. ماما .

المنادية : " من الخارج " إلى السلاح .. إلى
السلاح .

الأم : ابقي أنتِ هنا ، لا تغادري فراشك .

نميلة : " تتشبث بأمها " ماما ، لا تذهبي .

المنادية : " من الخارج " إلى السح .. إلى
السلاح .. إلى السلاح .

الأم : " تتملص من نميلة " الجميع يذهبون ،
يا بنيتي ، ولابد أن أذهب أنا أيضاً .

نميلة : إنني خائفة .

الأم : ابقي في فراشكِ ، ابقي ، ريثما أذهب
وأعود " تخرج وتغلق الباب " .

نميلة : " تنهض وتقف خائفة عند الباب "
ماما .. ماما .. ماما .

المنادية : " من الخارج " أيتها المواطنات ..
قاتلن .. قاتلن .. الموت للأعداء .

نميلة : الأعداء ! ترى من هم هؤلاء الأعداء
؟وماذا يريدون ؟ مهما يكن ، فلأذهب إلى
ماما .


                              نميلة تفتح الباب وتخرج ، 

                            ترتفع الأصوات من الخارج


                                          إظلام


        



    " 2 "

ــــــــــــــــ

                         تضاء فسحة بين البيوت ، 

                        معركة بين نملات مختلفات


نميلة : " عند الباب مرعوبة " ماما .

الأم : " تعارك نملة وسط النمل " ....

نميلة : " تبحث بنظرها عن أمها " ماما ..
ماما .

الأم : " تعارك النملة العدوة متراجعة " ....

نميلة : " مازالت تبحث عن أمها " .....

الأم : " تتهاوى متألمة على الأرض " آآآي .

العدوة : " تقترب مكشرة " حانت نهايتك ِ ..
حانت نهايتكِ .

الأم : " تتراجع زاحفة " النجدة . 

العدوة : " تتقدم منها " لن ينجدك أحد .

الأم : " تتراجع خائفة " النجدة .. النجدة .

نميلة : " ترى أمها فتتمتم " ماما !

الأم : " تتراجع مرعوبة " النجدة .. النجدة ..
النجدة .

العدوة : " تحاصرها مكشرة " الويل لكِ ، لن
تفلتي مني ، سأجهز عليكِ .

نميلة : " تنطلق راكضة بين المتحاربات "
ماما .. ماما .

الأم : " ترى نميلة " بنيتي ، ابتعدي .

العدوة : " تتراجع قليلاً " ....

نميلة : " تقف بين أمها والعدوة " ابتعدي ..
ابتعدي .. إنها ماما .

العدوة : " تحملق في نميلة " .....

الأم : " تحاول أن تعتدل " نميلة ، اهربي
وإلا قتلتك هذه النملة العدوة .

العدوة : " ترق ملامح نميلة " ....

الأم : اهربي ، ستقتلكِ .

العدوة : " تهز رأسها " ....

نميلة : " تبقى في مكانها " لن أهرب .. لن
أهرب .

العدوة : " تتمتم " بنيتي .

نميلة : " تنظر إليها مذهولة " ....

العدوة : " تمد يديها إلى نميلة " تعالي .

الأم : لا تذهبي إليها ، ستقتلك .

العدوة : أقتلك ! أقتل بنيتي !

الأم : " مذهولة " بنيتي !

العدوة : " تهز رأسها " لا .. لا .. لا .

الأم : بنيتي ..

العدوة : " تقترب من نميلة ممدودة اليدين "
تعالي ، يا بنيتي ، تعالي .. تعالي .

نميلة : " تقف مذهولة " ....

العدوة : أنتِ في عمر ابنتي ، بل أنتِ ابنتي
نفسها ..

الأم : " تحاول الزحف تحو نميلة " ....

العدوة : الويل لي ، لقد فقدتها ، فقدتها إلى الأبد ،
" بصوت متهدج " قتلتْ بنيتي في إحدى
معاركنا الغبية ، التي لا تنتهي " تقترب
منها ممدودة اليدين " تعالي ، يا بنيتي ،
تعالي ، أنا أمكِ .

الأم : " تنهض " نميلة .


                              تنقض نملة ضخمة ، على

                              النملة العدوة ، وتصرعها 


العدوة : " تتهاوى على الأرض مضرجة
بالدماء " آآآآي . 

الأم : " تسرع إلى نميلة وتحضنها " بنيتي .

الضخمة : " للأم " خذي صغيرتك ، وادخلي
البيت .

الأم " تأخذ نميلة وتسرع نحو البيت "
فلنسرع ، ونبتعد عن أرض المعركة .

نميلة : " تنظر إلى النملة العدوة دامعة العينين
" ماما .

الأم : " تحضنها " بنيتي .

نميلة : المسكينة ، إنها تنزف .

الأم : بنيتي ، إنها نملة عدوة .  

نميلة : ماما ، توقفي .

الأم : لا يا بنيتي ، المعركة تشتد ، ولابد أن
أحميك من الأعداء .

العدوة : " تمد يديها إلى نميلة " بنيتي .

نميلة : " بصوت متهدج " ماما ، إنها تناديني.

الأم : من الجنون أن أبقيك هنا " تدفع الباب " فلندخل .

الأم : " تدخل بنميلة وتغلق الباب " ....

نميلة : " من داخل البيت " ماما ، المسكينة تموت ، دعينا ننقذها .

الأم : " من داخل البيت " لا تكوني مجنونة ، إنها نملة عدوة ، نامي .


                         المعركة مستمرة ، الأضواء

                         والأصوات تخفت بالتدريج

                                      إظلام

     " 3 "

ـــــــــــــــــــ

                           تضاء الأم ونميلة راقدتان

                           في الفراش ، تدق الطبول

                         

الطبول :    تم تم تم 

           تم تم تم    


الصوت :   هذي الطبول

    ماذا تقول ؟

    تم تم تم 

    تم تم تم

    اقتل لا تحتار 

    الموت للأغيار

    تم تم تم 

    تم تم تم 

    الموت للأغيار

    الموت للأغيار

    الموت للأغيار

    الموت للأغيار 



 

نميلة : " تعتدل خائفة " ماما ..

الأم : " بصوت ناعس " الوقت مبكر ، نامي
يا بنيتي .

نميلة : الطبول .

الأم : " تنصت " ....

نميلة : " تنظر إلى أمها " ماما ..

الأم : دعك منها ، الطبول .

نميلة : أولئك النملات .. الغريبات ، لماذا
هاجمننا ؟

الأم : " تنظر إليها متسائلة " ....

نميلة : لماذا هاجمننا ؟ لماذا هاجمننا ؟

الأم : بنيتي ، أنت صغيرة ..

نميلة : منذ البارحة ، وبعد ما شاهدته ، لم أعد
صغيرة .

الأم : " تهز رأسها " ....

نميلة : لماذا ؟ أخبريني .

الأم : لأننا سابقًاً .. هاجمناهم .

نميلة : نحن هاجمناهم !

الأم : " تهز رأسها " ....

نميلة : لماذا ؟ لماذا هاجمناهم ؟

الأم : كان لابد أن نهاجمهم .

نميلة : لماذا ؟

الأم : " تنظر إليها صامتة " ....

نميلة : لماذا ، يا ماما ، لماذا ؟

الأم : لأنهم قبلها .. هاجمونا .

نميلة : " مذهولة ومستنكرة " هاجمونا لأننا
هاجمناهم .. !

الأم : " مترددة " نعم .

نميلة : وهاجمناهم لأنهم هاجمونا !

الأم : " تهز رأسها مترددة " ....

نميلة : هاجمناهم وهاجمونا .. وهاجمونا
وهاجمناهم..وهاجمناهم ..

الأم : " تحضن نميلة " كفى ، يا بنيتي ، كفى
، كفى ، كفى .

نميلة : " تنهنه بالكية " ....

الأم : " تربت على ظهرها مهدئة " ....


                          يرتفع صوت الطبول ، 

                          يتناهى صوت المنادية


الطبول :    تم تم تم 

    تم تم تم

    تم تم تم 

تم تم تم 


المنادية : إلى السلاح ، بأمر جلالة الملكة ، إلى
السلاح ، إلى السلاح .

نميلة : " ترفع رأسها منصتة " ....

المنادية : بأمر جلالة الملكة .. إلى السلاح .. إلى
السلاح .. إلى السلاح .

نميلة : " تنظر إلى أمها " ماما ..

الأم : " تغض نظرها " ....

نميلة : سيهجم الأعداء مرة أخرى .

الأم : " تهز رأسها " ....

نميلة : سيهجمون ، أصغي إلى الطبول .

الأم : لا يا بنيتي ، لن يهجم الأعداء ، نحن من
سيهجم هذه المرة .

نميلة : ماذا ! هذا .. " يرتفع ضجيج من
الخارج " .. 

المنادية : " يتباعد صوتها " بأمر جلالة الملكة
.. إلى السلاح .. إلى السلاح " من بعيد "
إلى السلاح .

الأم : بنيتي .. " يرتفع الضجيج بالتدريج "
....

نميلة : " تتلفت قلقة " أسمع ضجيج نملات ..
كثيرات .. يتدافعن .

الأم : نعم ، الجميع يتجهون إلى ساحة
الاستعراض الكبيرة .

أصوات : " من الخارج " الموت للأعداء ..
الموت للأعداء .. الموت للأعداء .

نميلة : هذا ما تقوله الطبول إذن ؟

الأم : " تنظر إليها صامتة " ....

المنادية : " من بعيد " بأمر جلالة الملكة .. إلى
السلاح .. إلى السح .. إلى السلاح .

الأم : " تهم بالابتعاد عن نميلة " بنيتي ..

نميلة : " نحاول التشبث بها " ماما .

أصوات : " من الهارج " الموت للأعداء ..
الموت للأعداء .. الموت للأعداء .

الأم : لا مناص ، لابد أن أذهب ..

نميلة : " بصوت باك " لا .. لا .. لا .

الأم : " تتراجع نحو الباب " إنها جلالة
الملكة ، يا بنيتي .

نميلة : ماما ، لا تدعيني وحدي . 

الأم : " تفتح الباب " ابقي أنت هنا " وهي
تخرج " سأعود ، سأعود حتماً " تخرج
وتغلق الباب " ..

أصوات : " من الخارج " الموت للأعداء ،
الموت للأعداء ، الموت للأعداء .

نميلة : " عند الباب " ماما .. ماما .. ماما .

أصوات : " من الخارج " الموت للأعداء ..
الموت للأعداء .. الموت للأعداء .

نميلة : لن أدع أمي تذهب إلى الموت ، مهما
كلفني الأمر " توارب الباب وتنظر إلى
الخارج " يا إلهي ..

أصوات : " ترتفع الأصوات في الخارج " الموت
للأعداء .. الموت للأعداء .. الموت
للأعداء .

نميلة : لابد أن أسرع وإلا ذهبت ماما .


                         نميلة تخرج مسرعة ، 

                         وتغلق الباب وراءها

                                إظلام 






     " 4 "

ـــــــــــــــــــ


                               تضاء الساحة ، العرش

                              خال ، نميلة وسط الزحام


نميلة : ماما " تتلفت " ماما ليست هنا أيضاً ،
ترى أين مضت ؟ " تسير مبتعدة " لابد
أن أجدها ، قبل أن تذهب إلى المعركة "
ترتطم بنملة مقطوعة الذراع " آآآي .

المقطوعة : عفواً حبيبتي .

نميلة : " تحاول الابتعاد عنها " ....

المقطوعة : أخشى أن أكون قد آذيتكِ .

العجوز : " تدخل وتقف قرب مقطوعة الذراع "
....

المقطوعة : تعالي ، يا حبيبتي .

نميلة : " تبتعد مسرعة " ماما .

المقطوعة : المسكينة .

العجوز : كلنا مساكين .

المقطوعة : تلك النملة الصغيرة ، ارتطمت بي ،
وكادت تتهاوى على الأرض .

العجوز : مثل تلك النملة ، كان يجب أن تكون
أمها إلى جانبها .

المقطوعة : لابد أن أمها ستشارك اليوم في
الاستعراض الكبير .

العجوز : هذا ذنبها أيضاً ، فكان عليها أن تختار
صغيرتها ، وليس ..

المقطوعة : أرجوكِ " تتلفت خائفة " العيون في
كل مكان .

العجوز : ولهذا نُعوَق ..

المقطوعة : " تتأهب للابتعاد " أيتها العجوز ..

العجوز : " وهي تبتعد " أو نترك صغارنا للنار.

المقطوعة : كوني حذرة ، الملكة لا ترحم .

العجوز : لا تخبريني ما خبرته جيداً ، منذ فترة
طويلة " تخرج " .

المقطوعة : هذه العجوز المسكينة ، فقدت ابنتها في
إحدى المعارك ، التي لا تنتهي ، وستفقد
نفسها ، إذا لم تلزم الحذر .

أصوات : الملكة .. الملكة .. الملكة .

المقطوعة : فلأبتعد ، وأقف جانباً ، فالقرب من
الملكة لا يقل خطورة عن القرب من
النملة العجوز " تخرج مسرعة " .


                       تدخل الملكة ، وتجلس على العرش ، 

                         المستشارة والحرس يحيطون بها


الملكة : الجو حار اليوم .

المستشارة : " تميل عليها " نعم ، مولاتي ، الجو
حار فعلاً ، والاستعراض لن يطول ، كما
أمرتِ .

الملكة : هيا ، وإلا طال الاستعراض ..

المستشارة : " تعتدل قليلاً " عفواً مولاتي .

الملكة : فليبدؤوا .

المستشارة : أمر مولاتي .


                           المستشارة تشير بيدها ، فتقرع 

                            الطبول ، ويبدأ الاستعراض 


الملكة : العدد ، على ما يبدو ، ليس كثيراً .

المستشارة : معظم المقاتلات أرسلناهن إلى المعركة
منذ الفجر ، يا مولاتي .

الملكة : هذه المرة أريد نصراً كبيراً .

المستشار : بفضل توجيهاتكم السديدة ، سنحرز
النصر ، ونبيد العدو .

الملكة : " تهمهم " هم م م م .

المستشارة : " تعتدل صامتة " ....

الحارسة : " تقترب من المستشارة " سيدتي .

المستشارة : نعم .

الحارسة : الأمور طبيعية ، وعيوننا منتشرة في كل
مكان .

المستشارة : كنّ يقظات جداً ، لا أريد أي إزعاج أو
خطأ ، هذا يوم مهم للغاية ، والظروف
حساسة .

الحارسة : اطمئني سيدتي ، كل شيء تحت
السيطرة .

المستشارة : قيل لي أن النملة العجوز هنا .

الحارسة : نعم ، يا سيدتي .

المستشارة : ليس كل شيء تحت السيطرة إذن .

الحارسة : سيدتي ، إنها لم تغب لحظة واحدة عن
عيوننا ، ولن تغيب .

المستشارة : أريدها تحت عينيك أنتِ ، وإلا لن تبقى
لك عينان .

الحارسة : أمر سيدتي .

المستشارة : اذهبي .

الحارسة : " تخرج مسرعة " ....

الملكة : " دون أن تلتفت " أيتها المستشارة .

المستشارة : " تميل على الملكة " مولاتي .

الملكة : لا تقولي لي ، أن هناك أمراً ليس على
ما يرام .

المستشارة : اطمئني يا مولاتي ، لن يكون هناك أمر،
مهما كان ، يمكن أن يعكر صفو هذا اليوم
التاريخي .

الملكة : أريد أن ينتهي هذا اليوم ، كما بدأ ،
هادئاً منتظماً .

المستشارة : لن يكون إلا كما أردته ، وتريدينه ، يا
مولاتي .

نميلة : " من الخارج " ماما .

المستشارة : " تتلفت قلقة " ....

نميلة : " من الخارج " ماما .. ماما .

المستشارة : " تبحث بعينيها عن مصدر الصوت "
....

نميلة : " بصوت يتباعد " ماما .. ماما .. ماما.

الملكة : أسمع صوتاً بين الجمهور .

المستشارة :مولاتي ، هذه نملة صغيرة ، ربما تبحث
عن أمها .

الملكة : مهما تكن ، لا أريد أن أسمع صوتها ،
أبعدوها .

المستشارة : أمر مولاتي " تشير لحارسة " جديها ،
حيثما كانت ، وأبعديها .

الحارسة : أمر سيدتي " تخرج مسرعة " .

المستشارة : " تميل على الملكة " ستبعد ، تلك
النملة الصغيرة ، يا مولاتي .

الملكة : " لا ترد بشيء " ....

المستشارة : " تعتدل " ....

الملكة : " تتأفف " الجو حار جداً ، وهذا
الاستعراض يبدو أنه سيستمر أكثر مما
ينبغي  .

المستشارة : عفو مولاتي ، سننهيه فوراً إذا أمرتِ
بذلك .

الملكة : لا ، فليستمر .

المستشارة : أمر مولاتي . 

الملكة : تأخرت رسولتك .

المستشارة : " تتلفت " ها هي قادمة ، يا مولاتي .

الحارسة : " تدخل وتقترب لاهثة من
المستشارة" سيدتي .

المستشارة : النملة الصغيرة ..

الحارسة : اختفت ، يا سيدتي .

المستشارة : اختفت ! أيتها الحمقاء ..

الملكة : ها ؟

المستشارة : تلك النملة الصغيرة ، اختفت يا مولاتي
..

الملكة : " تحدجها بنظرة قاسية " ....

المستشارة : سنجدها ، يا مولاتي ، سنجدها ،
ونبعدها .

الملكة : " تلتفت وتراقب المستعرضات " ....

المستشارة : " للحارسة " جدوها ، حتى لو كانت
تحت الأرض ، وأبعدوها .

الحارسة : أمر سيدتي " تخرج مسرعة " .

المستشارة : " تقف جامدة تراقب الجمهور " ....


                               تدخل النملة العجوز 

                         مسرعة ، وتعترض المقاتلات 


العجوز : أيتها المجنونات ، توقفن ..

المستشارة : " تتمتم مرعوبة " النملة العجوز ! 

الملكة : " تنظر إلى العجوز غاضبة " ....

العجوز : " تتحرك بين المقاتلات " توقفن ..
توقفن .. توقفن ..

الملكة : " تهب واقفة " العجوز الخرفة ..

العجوز : " تصيح بالمقاتلات " إلى أين ؟

الملكة : " تصيح بالمستشارة " أوقفوا هذه
العجوز الخرفة .

المستشارة : أمر مولاتي " تدفع الحارسات " هيا ،
سنوقفها ، هذه العجوز الخرفة " تنزل
عن المنصة "

العجوز : " تتحرك بين المقاتلات " أيتها
الحمقاوات ، إلى أين ؟

الملكة : أسكتوا هذه المجنونة .

المستشارة : " للحارسات " أمسكوا بها "
الحارسات يحطن بها " أمسكنها ،
أمسكنها .

العجوز : " تقاوم الحارسات " كفى جنوناً ، أيتها
النملات ، أولادكن بحاجة إليكن ، لا
تذهبن إلى الحرب ، لا تذهبن ، لا تذهبن
، لا تذهبن .

المستشارة : " للحارسات " أمسكنها " الحارسات
يمسكن العجوز " أمسكنها جيداً ، لا
تدعنها تتحرك .

الملكة : خذنها إلى السجن .

المستشارة : أمر مولاتي " للحارسات " خذنها إلى
السجن ، هيا " الحارسات يقدنها إلى
الخارج " .

العجوز : لا تذهبن .. لا تذهبن .. لا تذهبن .



                            الحارسات يأخذن العجوز 

                             إلى الخارج ، ويسكتنها 


المستشارة : " تسرع وتقف إلى جانب الملكة "
مولاتي .

الملكة : هذه العجوز الخرفة ستدفع ثمن فعلتها
غالياً " تجلس " ستبقى في السجن حتى
النهاية .

المستشارة : أمر مولاتي .

الملكة : ليستمر الاستعراض ، هيا .

المستشارة : أمر مولاتي .


                          المستشارة تشير بيدها ، فتقرع  

                         الطبول ، ويستأنف الاستعراض

                                    إظلام تدريجي 

                                         إظلام



   " 5 "

ــــــــــــــــــ


                     تضاء الساحة ، عند الغروب ، نميلة 

                   تجثو على الأرض ، الطبول تقرع حزينة


الطبول : تم تم تم 

  تم تم تم 

نميلة : " تبقى جاثية "....

الطبول : تم تم تم

  تم تم تم


الصوت :   هذي الطبول

    ماذا تقول ؟

    تم تم تم 

    تم تم تم 

    اقتل لا تحتار

    الموت للأغيار

    تم تم تم 

    تم تم تم 

    اقتل لا تحتار

    الموت للأغيار 

    الموت للأغيار

    الموت للأغيار

    الموت للأغيار

        

                           نميلة ترفع رأسها وتتلفت ، تدخل 

                             مقطوعة الذراع متعبة حزينة

 

نميلة : ماما .. ماما .. ماما .

المقطوعة : " تتوقف " هذه النملة الصغيرة "
ترفع صوتها " بنيتي .

نميلة : " تلتفت إليها  " ماما ؟

المقطوعة : " تسرع إليها " نميلة .

نميلة : " بخيبة أمل " حسبتك ماما .

المقطوعة : " تحاول إنهاضها " انهضي ، يا بنيتي
، انهضي .

نميلة : " تقف حزينة منكسرة " ....

المقطوعة : الشمس ستغرب ، يا بنيتي ، الأفضل أن
تعودي إلى البيت ؟

نميلة : كلا ، لن أعود إلى البيت ، سأنتظر
ماما .

المقطوعة : لكن أمك قد تتأخر .

نميلة : " تنظر إليها " وقد تأتي بذراع
مقطوعة ..

المقطوعة : بنيتي ..

نميلة : وقد لا تأتي أبداً .

المقطوعة : " تأخذها بين ذراعيها " أنت صغيرة
، يا بنيتي ، لا تفكري هكذا .

نميلة : " تتملص من بين ذراعيها " ....

المقطوعة : تعالي معي ، تعالي وابقي مع ابنتي ،
ريثما تعود أمك .

نميلة : أشكرك ، سأنتظر ماما هنا .

المقطوعة : " تتراجع ببطء " بنيتي .

نميلة : " تجثو على الأرض " سأنتظرها ..
سأنتظرها ..

المقطوعة : " تخرج بخطوات بطيئة " ...

نميلة : " بصوت حزين وخافت " سأنتظرها ..
سأنتظرها .. " تغفو .. " تتمتم كالحالمة
" ماما .. ماما .. ماما " 

الأم : تصيح في الحلم " آه

نميلة : " في الحلم " ماما .

الأم : " في الحلم " بنيتي .. نميلة " تترنح
مضرجة بالدماء " ..

نميلة   : " تمد يديها في الحلم " ماما .. ماما .

الأم : " تتراجع في الحلم حتى تتلاشى في
الظلام " .....

نميلة : " تصيح " ماما .. ماما " تفيق من
النوم " ماما " تتلفت " ماما .. ماما "
تصمت وتهز رأسها " يا له من حلم .


                                الشمس تكاد تغرب ،

                            يرتفع قرع الطبول الحزين   


نميلة : " ترفع رأسها " يبدو أنهن عدن "
تنهض متطلعة إلى الخارج " نعم ، لقد
عدن " تسير قليلاً صوب العمق " لابد
أن ماما معهن ، نعم ، لابد أنها عادت
معهن ، هاهن المقاتلات ، فلأبحث عن
ماما بينهن .


                         تدخل نملات منهكات متداعيات ،

                           بعضهن مجرحات أو معوقات  


نميلة : " تسير متلفتة بينهن " ماما .. ماما ..
ماما " تقترب من نملة تسير على عكاز
" ماما .. ماما " النملة تسير دون أن
تلتفت إليها " هذه ليست ماما ، هذا أفضل
، فأنا لا أريد ماما هكذا " تلاحق نملة
أخرى " ماما .. ماما " النملة لا تلتفت
إليها " هذه ليست ماما ، إنها رثة ومنهكة
و .." تلاحق نملة أخرى " ماما .. ماما..
ماما " تدق النملة فيها دون أن تتوقف "
هذه أيضاً ليست ماما " تتوقف حائرة "
نرى أين ماما ؟ " تتلفت " الساحة تكاد
تقفر " تعترض نملة تسير على عكازين
" أرجوكِ ، لحظة .

النملة : " لا تتوقف " دعيني يا صغيرتي ،
إنني كما ترين ، أكاد أتهاوى من الإنهاك
والجراح .

نميلة : لم أرَ ماما بين العائدات ..

النملة : " تهز رأسها " ....

نميلة : لقد ذهبت معكن ، صباح هذا اليوم ، إلى
المعركة  .

النملة : ذهبنا اليوم بالمئات ، يا صغيرتي ، ولم
تعد منا إلا ما رأيته .

نميلة : وماما ، هل عادت ؟

النملة : إنني لا أعرف أمكِ ، يا صغيرتي "
تستأنف سيرها " انتظريها لعلها تعود "
وهي تبتعد " وحتى لو عادت ، فلن تكون
أفضل مني .

نميلة : " تتوقف دامعة العينين ، تراقب ما
بقي من العائدات " ماما .. ماما .. ماما "
تمر آخر العائدات ، وتتجه إلى الخارج "
ماما .. ماما .. ماما " تجثو على الأرض
" ماما .. ماما .. ماما ..


                           الساحة خالية إلا من نميلة ، 

                         تدخل النملة المقطوعة الذراع 


المقطوعة : " تتوقف متلفتة " تلك هي نميلة " تتجه نحوها " هذا ما خشيته ، إنها الحرب " تجثو إلى جانب نميلة " بنيتي.

نميلة : " تبقى جامدة " ....

المقطوعة : بنيتي نميلة .

نميلة : " ترفع عينيها الدامعتين إليها " ....

المقطوعة : حلّ الليل ، والجو بدأ يبرد .

نميلة : ماما لم تعد .

المقطوعة : أمهات كثيرات لم يعدن بعد ، يا بنيتي ،
هذه هي الحرب .

نميلة : لم يعد لي أم .

المقطوعة : لا يا بنيتي ، لا تقولي هذا ، لكِ أم تحبكِ
كثيراً ..

نميلة : " تحدق فيها " ....

المقطوعة : أنا .. أنا أمكِ .

نميلة : " تحضنها باكية " ....

المقطوعة : " تأخذها إلى صدرها " بنيتي ..حبيبتي
" تنهض حاملة نميلة " لي ابنة في
عمرك " تتجه بنميلة إلى الخارج "
ستكونين معها دائماً ، وبدل الابنة الواحدة
ستكون لي ابنتان ، ستنامين اليوم إلى
جانب ابنتي ، وسترتاحين ، يا حبيبتي ،
سترتاحين .


                        تخرج النملة المقطوعة الذراع ،

                     حاملة نميلة ، والطبول ما تزال تقرع

                                    إظلام 

 


  

  

      " 6 "              

ـــــــــــــــــــــ


                               ظلام ، أصوات الطبول ، 

                               أصوات متعددة مختلطة


الطبول : تم تم تم 

  تم تم تم 


الصوت :    تم تم تم 

    تم تم تم

    هذي الطبول ،

    ماذا تقول ؟

    تم تم تم 

    تم تم تم 

    اقتل لا تحتار

    الموت للأغيار

    تم تم تم 

  تم تم تم

    الموت للأغيار

    الموت للأغيار

    الموت للأغيار

    الموت للأغيار


نميلة : " بصوت متهدج " ماما .. ماما ..
ماما .

المقطوعة : " تضاء " هذه هي الحرب .

نميلة : " بصوت متهدج " ماما .. ماما ..
ماما .

العجوز : " تضاء " كفى جنوناً .

نميلة : " بصوت متهدج " ماما .. ماما ..
ماما .

الملكة : " تضاء " أبعدوا هذه المجنونة .

نميلة : ماما .. ماما .. ماما .


                          ظلام ، أصوات الطبول ترتفع ،

                          تضاء نميلة تصرخ في فراشها


نميلة : ماما .

المقطوعة : " تعتدل في فراشها " نميلة .

نميلة : " تصرخ " ماما .. ماما .

الابنة : " تهب خائفة " ماما .

المقطوعة : " مترددة حائرة " لا تخافي ، يا ابنتي،
لا تخافي .

نميلة : ماما .

المقطوعة : " تسرع إليها " لا تخافي ، يا بنيتي .

نميلة : الأعداء ، لقد عادوا .

المقطوعة : الأعداء !

الابنة : ماما .

المقطوعة : " تسرع إليها " بنيتي ، لا تخافي ، لا
تخافي .


                          أصوات مختلطة مضطربة في 

                          الخارج، يرتفع صوت المنادية


المنادية " من الخارج " إلى السلاح ، بأمر
جلالة الملكة ، إلى السلاح .

نميلة :"  تهب من مكانها " الأعداء .

المقطوعة : " تهم بالنهوض " نميلة .

الابنة : " تصرخ " ماما .

المقطوعة : " تلتفت إليها " بنيتي ..

الابنة : لا تتركيني .

المقطوعة : لن أترككِ .

المنادية : " من الخارج " إلى السلاح ، بأمر
جلالة الملكة ، إلى السلاح . 

نميلة : " عند الباب " لتصمت الطبول .

المقطوعة : نميلة ، تعالي .

نميلة : لتصمت الطبول .. لتصمت الطبول .

المقطوعة : نميلة .

المنادية : بأمر جلالة الملكة .. إلى السلاح "يبتعد
صوتها " إلى السلاح .. إلى السلاح .

نميلة : " لتصمت الطبول " توارب الباب "
لتصمت الطبول .

المقطوعة : " تهم باللحاق بها " بنيتي ، مهلاً .

الابنة : " تتشبث بأمها " ماما ، لا تذهبي ،
وتدعيني وحدي .

المقطوعة : " تحضن ابنتها " لا تخافي ، يا ابنتي ،
لن أترككِ .

نميلة : " تفتح الباب " لتصمت الطبول ..
لتصمت الطبول .


                            نميلة تخرج ، المقطوعة تهم 

                         باللحاق بها ، الابنة تتشبث بأمها

       

                                        إظلام


     " 7 "

ـــــــــــــــــــ


                   تضاء الساحة ، الملكة فوق العرش ،

    وحولها المستشارة والحارسات


الملكة : أيتها المستشارة ..

المستشارة : " تميل عليها " مولاتي .

الملكة : ما جرى البارحة ..

المستشارة : لن يتكرر ، لا اليوم ولا في المستقبل ،
يا مولاتي .

الملكة : " ترمقها بنظرة سريعة " ....

المستشارة : عيوننا في كل مكان ..

الملكة : البارحة أيضاً ، كانت عيونك في كل مكان .

المستشارة : إن النملة العجوز وأعوانها ، وراء قضبان السجن ، كلهنّ .

 الملكة : حسن ، ابدؤوا .

المستشارة : أمر مولاتي .


                         المستشارة تشير بيدها ، فيبدأ

                         الاستعراض ، وتقرع الطبول


المستشارة : " تشير لحارسة قريبة منها " ....

الحارسة : " تهز رأسها ثم تهتف " تحيا الملكة .

أصوات : تحيا الملكة .. تحيا الملكة .

الحارسة : الموت للأعداء .

أصوات : الموت للأعداء .. الموت للأعداء .

الملكة : " تراقب المستعرضات " ....

المستشارة : " تميل قليلاً على الملكة " مولاتي .

الملكة : " تنصت دون أن تلتفت إليها " ....

المستشارة : المقاتلات سيكملن اليوم ما بدأن به البارحة.

الملكة : " تهز رأسها " سيُبِدن العدو تماماً ، ولن تقوم له بعد اليوم قائمة .

الملكة : " تهمهم " هم م م م .

المستشارة : " تشير للحارسة القريبة منها " ....  

الحارسة : " تهتف بصوت مرتفع " تحيا الملكة .

أصوات : تحيا الملكة .. تحيا الملكة .

الحارسة : الموت للأعداء .

أصوات : الموت للأعداء .

  الموت للأعداء

نميلة : " من بين الجمهور " لتصمت هذي  
الطبول .

 الملكة : " تنتبه منصِتة " ....

المستشارة : " تتلفت قلقة " ....

نميلة : " من بين الجمهور " لتصمت الطبول
.. لتصمت الطبول .

الملكة : " تنظر إلى المستشارة " .....

المستشارة : هذه ليست النملة العجوز ، فهي وراء
القضبان ، منذ البارحة .


                         نميلة تعترض المقاتلات ، 

                          وتتحرك بينهن صارخة


نميلة : توقفن .. توقفن .. توقفن .

الملكة : هذه المجنونة ، من هي ؟

المستشارة : " تميل عليها " إنها نميلة ، يا مولاتي .

الملكة : نميلة ؟

المستشارة : إنها نملة صغيرة ، قتلت أمها في
المعركة البارحة .

الملكة : جيئوني بها .

المستشارة : أمر مولاتي " لإحدى الحارسات "
هاتيها بسرعة .

الحارسة : أمر سيدتي " تسرع نحو نميلة " 

نميلة : لتصمت الطبول .. لتصمت الطبول ..
لتصمت ..

الحارسة : : تحمل نميلة وتتجه بها إلى المنصة "
....

المستشارة : " تأخذ نميلة " اهدئي ، يا صغيرتي ،
أنت ِ بين أيدي أمينه .

نميلة : " تحاول التملص منها " دعيني..
دعيني .. دعيني .

المستشارة : " تدفع نميلة برفق أمام الملكة "
صغيرتي ، إن أمنا الحنون ، الملكة
المبجلة ، تقدر مصابك ، و ..

الملكة : " لنميلة " تعالي ، أيتها الصغيرة ،
سأعطيك ما تريدين .

نميلة : " تحق فيها مفكرة " ....

الملكة : أنا الملكة ، قولي ما تريدين ، وسأحققه
لك في الحال .

نميلة : أريد ماما .

الملكة : ماذا ! 

نميلة : أريد ماما .

الملكة : لكن أمك ..

نميلة : " تصيح " أريد ماما .. أريد ماما ..
أريد ماما .

الملكة : " تنظر إلى المستشارة " نميلة هذه ..
مجنونة .

نميلة : " تصيح في وجه الملكة " أنتِ مجنونه
.. أنتِ .. أنتِ .. أنتِ .

الملكة : " تنظر إليها غاضبة " ....

نميلة : " تندفع إلى المقاتلات وتعترضهن " لا
تذهبن إلى المعركة .. لا تذهبن .. لا
تذهبن .

الملكة : " تهب غاضبة " خذنها إلى السجن ،
هيا .


                           الحارسات يحطن بنميلة ، 

                              ويأخذها إلى الخارج 


نميلة : " تحاول التملص وهي تصيح "
لتصمت الطبول.. لتصمت الطبول ..
لتصمت الطبول .

الحارسات : " يخرجن بنميلة " ....

نميلة : " صوتها يخفت بالتدريج " لتصمت
الطبول .. لتصمت الطبول .. لتصمت ..
الطبول .

الملكة : " تجلس على العرش " هذه المجنونة..

المستشارة : " تميل عليها " مولاتي .

الملكة : لتدفع ثمن فعلتها هذه ..

المستشارة : بالتأكيد يا مولاتي .

الملكة : وتبقَ في السجن حتى النهاية .

المستشارة : أمركِ مولاتي .

الملكة : ليُستأنف الاستعراض ، هيا .

المستشارة : أمر مولاتي .


                        المستشارة تشير بيدها ، فتقرع

                       الطبول ، ويُستأنف الاستعراض 

                                    إظلام  




        





      " 8 "

ــــــــــــــــــــــ


                           ظلام ، أصوات الطبول ، تتناهى        

                           من بعيد أصوات المستعرضات


الطبول :  تم تم تم

  تم تم تم 


الصوت : تم تم تم

  تم تم تم 

  هذي الطبول

  ماذا تقول ؟

  اقتل لا تحتار

  الموت للأغيار

  تم تم تم 

  تم تم تم 

  الموت للأغيار

   الموت للأغيار 

الموت للأغيار

          الموت للأغيار 

                    

                           يضاء السجن ، صوت الطبول ،

                           النملة العجوز ، حولها سجينات


سجينة  1 : هذه الطبول اللعينة لم تصمت .

العجوز : " تنظر إليها " ....

سجينة 2 : ولن تصمت .

سجينة1 : لابد أن تصمت ، فقد أوشكنا جميعاً أن
نباد عن بكرة أبينا .

سجينة3 : وأوشك جيراننا أن يُبادوا عن بكرة أبيهم
أيضاً .

سجينة 1 : إنها ملكتنا ، هذه البدينة ،الحمقاء ، التي
لا ترتوي من الدماء .

سجين 2 : هم أيضاً لهم ملكتهم ، وهي لا ترتوي
أيضاً من الدماء ، مثل ملكتنا .

سجينة 1 : لا تقولي ، يا عزيزتي ، إن وجودنا هنا
، في هذا السجن ، عبثاً .

سجينة 2 : لن أقول هذا ، فأنا هنا معكن ، في هذا
السجن القذر .

سجينة 3 : " للعجوز " أيتها الجدة . 

العجوز : " تنظر إليها " ....

سجينة 3 : ، أنتِ لم تقولي شيئاً .

العجوز :القول الآن للطبول ، اسمعيها .

سجينة 3 : إنني أسمعها دائماً .

سجينة 1 : تباً لهذه الطبول .

السجانة : " من الخارج " تعالي خذي مكانك
بينهن .

سجينة 4 : جئن بسجينة أخرى .

سجينة 2 : في مملكتنا العامرة هذه لا تزدهر غير
السجون ..

سجينة 1 : والقبور .

سجينة 4 : صدقتما .

السجانة : " من الخارج  " هيا تحركي.. هيا ..
هيا .

سجينة 1 : لعل هذه السجينة الجديدة ، هاربة مثلي
من القتال .

سجينة 2 : أو مثلي " بسخرية " متمردة .


                           تدخل السجانة تقود نميلة ، 

                           نميلة تحاول التملص منها 


سجينة 4 : " تنظر إلى نميلة " آه ، أنظرن . 

سجينة 3 : " تنظر إلى نميلة " إنها صغيرة ،
صغيرة جداً .

نميلة : دعيني .. دعيني .

السجانة : سأدعك حتى تشيخي وتتعفني بينهن "
تدفعها بقوة " ادخلي .

نميلة : " تتهاوى متوجعة " آآآآي .

سجينة 3 : " تتلقاها بين ذراعيها " صغيرتي .

السجانة :  لتصمت الطبول ،اهتفي هنا ما تشائين
، حتى يبحح صوتك " لنميلة ساخرة "
فلن يسمعك أحد غير هؤلاء الهتافات
الحمقاوات  .

سجينة 2 : الحمقاء أنتِ ، لأنك تخدمين الجلادين
والقتلة .

السجانة : " غاضبة " اصمتي أيتها المجنونة ،
وإلا ستندمين .

سجينة 2 : لم أندم ، ولن ...

سجينة 4 : " تبعد السجينة 2 " تعالي ، هذا ليس
وقته الآن .

سجينة 2 : " تصمت كاظمة غيظها " ....

السجانة : " تحدق في السجينات متوعدة " ....

سجينة 1 : " للسجانة " انتهى الأمر ، اذهبي الآن
، أمامك مهام كثيرة .

 

                          السجانة تخرج ، نميلة ترى

                         النملة العجوز ، وتقترب منها

سجينة 2 : هذه العبدة اللعينة ..

سجينة 3 : كفى ، لدينا ضيفة ، وعلينا أن نهتم بها .

العجوز : أنت محقة .

نميلة : " تنظر إلى العجوز " ....

العجوز : صغيرتي .

نميلة : " تقترب منها قليلاً " .... 

العجوز : حتى أنتِ .

نميلة : البارحة رأيتك ..

العجوز : " تبتسم " ....

نميلة : لقد اعترضتِ المقاتلات ، أمام الملكة ،
وهتفتِ ..

العجوز : فجاءوا بي إلى هنا .

نميلة : واليوم اعترضتُ أنا المقاتلات ، أمام
الملكة ..

العجوز : بنيتي !

نميلة : وهتفت مثلك .. فلتصمت الطبول ..
فلتصمت الطبول .

العجوز : لكنك صغيرة ، صغيرة جداً .

نميلة : ذهبتْ ماما ، أول أمس ، إلى الحرب ،
ولم تعد ، " بصوت حزين دامع " وربما
لن تعود .

العجوز : " تأخذها بين ذراعيها " بنيتي ..

نميلة : " بصوت باك " لم يعد لي أم الآن .

العجوز : لا يا عزيزتي ، لا تقولي هذا ، كلنا أمك
، كلنا أمكِ .

نميلة : " تضع رأسها على صدر العجوز "
....

الطبول : " يرتفع صوتها " تم تم تم تم ..

نميلة : هذه الطبول ، متى تصمت ؟ متى ؟

العجوز : " تربت على ظهرها " لا عليكِ ، يا
بنيتي ، ستصمت هذه الطبول يوماً ، قد لا
أرى أنا هذا اليوم ، لكن سترينه أنتِ حتماً
، وسيكون هذا انتصاراً لنا جميعاً .


                           النملة العجوز تحضن نميلة ،

                         السجينات يقفن حولهما صامتات 

                                    إظلام تدريجي

                                         إظلام

                                          ستار


                                          10 / 10  / 2011                        



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق