مسرحية للأطفال " طبول في الليل " تأليف طلال حسن
مجلة الفنون المسرحيةالكاتب طلال حسن |
مسرحية للأطفال " طبول في الليل " تأليف طلال حسن
" 1 "
ــــــــــــــــــ
ظلام ، أصوات طبول ،
تتناهى متواصلة من بعيد
أغنية : تم تم تم
تم تم تم
هذي الطبول ،
ماذا تقول ؟
تم تم تم
تم تم تم
اقتل .. لا تحتار
الموت للأغيار
تم تم تم
تم تم تم
الموت للأغيار
الموت للأغيار
الموت للأغيار
الموت للأغيار
تضاء نميلة ، ترقد في فراشها
، وإلى جانبها أمها، أصوت الطبول
الطبول : تم تم تم
تم تم تم
نميلة : " تتقلب متأوهة " أوووه .
الأم : " تربت عليها " ....
نميلة : طبول .. طبول .. طبول .
الأم : نامي ، يا بنيتي .
نميلة : لا أستطيع أن أنام ، يا ماما ، لا أستطيع
، لا أستطيع .
الأم : أغمضي عينيك ، وسيأتيك النوم
والأحلام ، و ..
نميلة : أغمضتهما مرات ومرات ، لكن دون
جدوى .
الأم : " تلوذ بالصمت " ....
نميلة : ربما هي الطبول ، نعم الطبول ، فهي
تقرع دائماً .. تم .. تم .. تم .
الأم : دعكِ منها ، يا بنيتي ، لا تعيرها انتباهاً
، أنسيها ، انسيها .
نميلة : حاولت .. يا ماما ..حاولت .
الأم : " تلوذ بالصمت " ....
نميلة : " تتنهد " أحكي لي حكاية ..
الأم : حكاية ..
نميلة : النملة والصرصار .
الأم : لكني حكيتها لك مرات كثيرة .
نميلة : " متذمرة " أحكيها لي ، أريد أن أنام ،
أريد أن أنام .
الأم : حسن ، سأحكيها لك " تتأهب لروي
الحكاية " ..
نميلة : ماما .
الأم : نعم .
نميلة : تلك النملة لم تساعد الصرصار ، عندما
لجأ إليها ، متعباً جائعاً ، في ليلة من ليالي
الشتاء .
الأم : قالت أنه صرصار عابث كسول ، فبدل
أن يعمل ، راح يلهو طول الصيف .
نميلة : لكنه كان يغني .
الأم : يغني ويرقص و .. ولا يعمل .
نميلة : حتى لو أن ما فعله ، ذلك الصرصار ،
خطأ ، فإن هذا لا يبرر عدم مساعدته ،
وقتله .
الأم : كسله ولهوه قتلاه ، وليس أي شيء آخر
، يا بنيتي .
نميلة : " تهز رأسها " ....
الأم : أغمضي عينيك ، يا صغيرتي ، وحاولي
أن تنامي .
نميلة : القتل شيء رهيب " تغمض عينيها "
لا يستحقه أي كائن حيّ ، مهما كان
السبب .
الأم : " تربت عليها صامتة " ....
نميلة : " تغط في النوم " ....
الأم : " تنهض منصتة " ....
الطبول : " يرتفع صوتها " تم تم تم تم .
الأم : " عند الباب " يا إلهي ، إنهم قد يأتون
في أية لحظة .
الطبول : " يرتفع صوتها أكثر " تم تم تم تم .
نميلة : " تعتدل " ماما .
الأم : " تسرع إليها " بنيتي .
نميلة : ماذا يجري ؟
الأم : لا شيء .. لا شيء .
مع صوت الطبول ، يرتفع
من بعيد صوت المنادية
المنادية : " من الخارج " تأهبوا ، الأعداء
قادمون .
نميلة : " خائفة " ماما .
الأم : لا تخافي ، يا بنيتي .
المنادية : " من الخارج " تأهبوا ، الأعداء
قادمون ، تأهبوا ، تأهبوا .
نميلة : " تلوذ بأمها " ماما .. ماما .
الأم : لا تخافي ، إنني معكِ .
المنادية : " من الخارج " الأعداء يقتحمون
الأبواب ، إلى السلاح ، إلى السلاح .
الأم : " تنهض مترددة " يا ويلي .
نميلة : " تتشبث بأمها " ماما .. ماما .
المنادية : " من الخارج " إلى السلاح .. إلى
السلاح .
الأم : ابقي أنتِ هنا ، لا تغادري فراشك .
نميلة : " تتشبث بأمها " ماما ، لا تذهبي .
المنادية : " من الخارج " إلى السح .. إلى
السلاح .. إلى السلاح .
الأم : " تتملص من نميلة " الجميع يذهبون ،
يا بنيتي ، ولابد أن أذهب أنا أيضاً .
نميلة : إنني خائفة .
الأم : ابقي في فراشكِ ، ابقي ، ريثما أذهب
وأعود " تخرج وتغلق الباب " .
نميلة : " تنهض وتقف خائفة عند الباب "
ماما .. ماما .. ماما .
المنادية : " من الخارج " أيتها المواطنات ..
قاتلن .. قاتلن .. الموت للأعداء .
نميلة : الأعداء ! ترى من هم هؤلاء الأعداء
؟وماذا يريدون ؟ مهما يكن ، فلأذهب إلى
ماما .
نميلة تفتح الباب وتخرج ،
ترتفع الأصوات من الخارج
إظلام
" 2 "
ــــــــــــــــ
تضاء فسحة بين البيوت ،
معركة بين نملات مختلفات
نميلة : " عند الباب مرعوبة " ماما .
الأم : " تعارك نملة وسط النمل " ....
نميلة : " تبحث بنظرها عن أمها " ماما ..
ماما .
الأم : " تعارك النملة العدوة متراجعة " ....
نميلة : " مازالت تبحث عن أمها " .....
الأم : " تتهاوى متألمة على الأرض " آآآي .
العدوة : " تقترب مكشرة " حانت نهايتك ِ ..
حانت نهايتكِ .
الأم : " تتراجع زاحفة " النجدة .
العدوة : " تتقدم منها " لن ينجدك أحد .
الأم : " تتراجع خائفة " النجدة .. النجدة .
نميلة : " ترى أمها فتتمتم " ماما !
الأم : " تتراجع مرعوبة " النجدة .. النجدة ..
النجدة .
العدوة : " تحاصرها مكشرة " الويل لكِ ، لن
تفلتي مني ، سأجهز عليكِ .
نميلة : " تنطلق راكضة بين المتحاربات "
ماما .. ماما .
الأم : " ترى نميلة " بنيتي ، ابتعدي .
العدوة : " تتراجع قليلاً " ....
نميلة : " تقف بين أمها والعدوة " ابتعدي ..
ابتعدي .. إنها ماما .
العدوة : " تحملق في نميلة " .....
الأم : " تحاول أن تعتدل " نميلة ، اهربي
وإلا قتلتك هذه النملة العدوة .
العدوة : " ترق ملامح نميلة " ....
الأم : اهربي ، ستقتلكِ .
العدوة : " تهز رأسها " ....
نميلة : " تبقى في مكانها " لن أهرب .. لن
أهرب .
العدوة : " تتمتم " بنيتي .
نميلة : " تنظر إليها مذهولة " ....
العدوة : " تمد يديها إلى نميلة " تعالي .
الأم : لا تذهبي إليها ، ستقتلك .
العدوة : أقتلك ! أقتل بنيتي !
الأم : " مذهولة " بنيتي !
العدوة : " تهز رأسها " لا .. لا .. لا .
الأم : بنيتي ..
العدوة : " تقترب من نميلة ممدودة اليدين "
تعالي ، يا بنيتي ، تعالي .. تعالي .
نميلة : " تقف مذهولة " ....
العدوة : أنتِ في عمر ابنتي ، بل أنتِ ابنتي
نفسها ..
الأم : " تحاول الزحف تحو نميلة " ....
العدوة : الويل لي ، لقد فقدتها ، فقدتها إلى الأبد ،
" بصوت متهدج " قتلتْ بنيتي في إحدى
معاركنا الغبية ، التي لا تنتهي " تقترب
منها ممدودة اليدين " تعالي ، يا بنيتي ،
تعالي ، أنا أمكِ .
الأم : " تنهض " نميلة .
تنقض نملة ضخمة ، على
النملة العدوة ، وتصرعها
العدوة : " تتهاوى على الأرض مضرجة
بالدماء " آآآآي .
الأم : " تسرع إلى نميلة وتحضنها " بنيتي .
الضخمة : " للأم " خذي صغيرتك ، وادخلي
البيت .
الأم " تأخذ نميلة وتسرع نحو البيت "
فلنسرع ، ونبتعد عن أرض المعركة .
نميلة : " تنظر إلى النملة العدوة دامعة العينين
" ماما .
الأم : " تحضنها " بنيتي .
نميلة : المسكينة ، إنها تنزف .
الأم : بنيتي ، إنها نملة عدوة .
نميلة : ماما ، توقفي .
الأم : لا يا بنيتي ، المعركة تشتد ، ولابد أن
أحميك من الأعداء .
العدوة : " تمد يديها إلى نميلة " بنيتي .
نميلة : " بصوت متهدج " ماما ، إنها تناديني.
الأم : من الجنون أن أبقيك هنا " تدفع الباب " فلندخل .
الأم : " تدخل بنميلة وتغلق الباب " ....
نميلة : " من داخل البيت " ماما ، المسكينة تموت ، دعينا ننقذها .
الأم : " من داخل البيت " لا تكوني مجنونة ، إنها نملة عدوة ، نامي .
المعركة مستمرة ، الأضواء
والأصوات تخفت بالتدريج
إظلام
" 3 "
ـــــــــــــــــــ
تضاء الأم ونميلة راقدتان
في الفراش ، تدق الطبول
الطبول : تم تم تم
تم تم تم
الصوت : هذي الطبول
ماذا تقول ؟
تم تم تم
تم تم تم
اقتل لا تحتار
الموت للأغيار
تم تم تم
تم تم تم
الموت للأغيار
الموت للأغيار
الموت للأغيار
الموت للأغيار
نميلة : " تعتدل خائفة " ماما ..
الأم : " بصوت ناعس " الوقت مبكر ، نامي
يا بنيتي .
نميلة : الطبول .
الأم : " تنصت " ....
نميلة : " تنظر إلى أمها " ماما ..
الأم : دعك منها ، الطبول .
نميلة : أولئك النملات .. الغريبات ، لماذا
هاجمننا ؟
الأم : " تنظر إليها متسائلة " ....
نميلة : لماذا هاجمننا ؟ لماذا هاجمننا ؟
الأم : بنيتي ، أنت صغيرة ..
نميلة : منذ البارحة ، وبعد ما شاهدته ، لم أعد
صغيرة .
الأم : " تهز رأسها " ....
نميلة : لماذا ؟ أخبريني .
الأم : لأننا سابقًاً .. هاجمناهم .
نميلة : نحن هاجمناهم !
الأم : " تهز رأسها " ....
نميلة : لماذا ؟ لماذا هاجمناهم ؟
الأم : كان لابد أن نهاجمهم .
نميلة : لماذا ؟
الأم : " تنظر إليها صامتة " ....
نميلة : لماذا ، يا ماما ، لماذا ؟
الأم : لأنهم قبلها .. هاجمونا .
نميلة : " مذهولة ومستنكرة " هاجمونا لأننا
هاجمناهم .. !
الأم : " مترددة " نعم .
نميلة : وهاجمناهم لأنهم هاجمونا !
الأم : " تهز رأسها مترددة " ....
نميلة : هاجمناهم وهاجمونا .. وهاجمونا
وهاجمناهم..وهاجمناهم ..
الأم : " تحضن نميلة " كفى ، يا بنيتي ، كفى
، كفى ، كفى .
نميلة : " تنهنه بالكية " ....
الأم : " تربت على ظهرها مهدئة " ....
يرتفع صوت الطبول ،
يتناهى صوت المنادية
الطبول : تم تم تم
تم تم تم
تم تم تم
تم تم تم
المنادية : إلى السلاح ، بأمر جلالة الملكة ، إلى
السلاح ، إلى السلاح .
نميلة : " ترفع رأسها منصتة " ....
المنادية : بأمر جلالة الملكة .. إلى السلاح .. إلى
السلاح .. إلى السلاح .
نميلة : " تنظر إلى أمها " ماما ..
الأم : " تغض نظرها " ....
نميلة : سيهجم الأعداء مرة أخرى .
الأم : " تهز رأسها " ....
نميلة : سيهجمون ، أصغي إلى الطبول .
الأم : لا يا بنيتي ، لن يهجم الأعداء ، نحن من
سيهجم هذه المرة .
نميلة : ماذا ! هذا .. " يرتفع ضجيج من
الخارج " ..
المنادية : " يتباعد صوتها " بأمر جلالة الملكة
.. إلى السلاح .. إلى السلاح " من بعيد "
إلى السلاح .
الأم : بنيتي .. " يرتفع الضجيج بالتدريج "
....
نميلة : " تتلفت قلقة " أسمع ضجيج نملات ..
كثيرات .. يتدافعن .
الأم : نعم ، الجميع يتجهون إلى ساحة
الاستعراض الكبيرة .
أصوات : " من الخارج " الموت للأعداء ..
الموت للأعداء .. الموت للأعداء .
نميلة : هذا ما تقوله الطبول إذن ؟
الأم : " تنظر إليها صامتة " ....
المنادية : " من بعيد " بأمر جلالة الملكة .. إلى
السلاح .. إلى السح .. إلى السلاح .
الأم : " تهم بالابتعاد عن نميلة " بنيتي ..
نميلة : " نحاول التشبث بها " ماما .
أصوات : " من الهارج " الموت للأعداء ..
الموت للأعداء .. الموت للأعداء .
الأم : لا مناص ، لابد أن أذهب ..
نميلة : " بصوت باك " لا .. لا .. لا .
الأم : " تتراجع نحو الباب " إنها جلالة
الملكة ، يا بنيتي .
نميلة : ماما ، لا تدعيني وحدي .
الأم : " تفتح الباب " ابقي أنت هنا " وهي
تخرج " سأعود ، سأعود حتماً " تخرج
وتغلق الباب " ..
أصوات : " من الخارج " الموت للأعداء ،
الموت للأعداء ، الموت للأعداء .
نميلة : " عند الباب " ماما .. ماما .. ماما .
أصوات : " من الخارج " الموت للأعداء ..
الموت للأعداء .. الموت للأعداء .
نميلة : لن أدع أمي تذهب إلى الموت ، مهما
كلفني الأمر " توارب الباب وتنظر إلى
الخارج " يا إلهي ..
أصوات : " ترتفع الأصوات في الخارج " الموت
للأعداء .. الموت للأعداء .. الموت
للأعداء .
نميلة : لابد أن أسرع وإلا ذهبت ماما .
نميلة تخرج مسرعة ،
وتغلق الباب وراءها
إظلام
" 4 "
ـــــــــــــــــــ
تضاء الساحة ، العرش
خال ، نميلة وسط الزحام
نميلة : ماما " تتلفت " ماما ليست هنا أيضاً ،
ترى أين مضت ؟ " تسير مبتعدة " لابد
أن أجدها ، قبل أن تذهب إلى المعركة "
ترتطم بنملة مقطوعة الذراع " آآآي .
المقطوعة : عفواً حبيبتي .
نميلة : " تحاول الابتعاد عنها " ....
المقطوعة : أخشى أن أكون قد آذيتكِ .
العجوز : " تدخل وتقف قرب مقطوعة الذراع "
....
المقطوعة : تعالي ، يا حبيبتي .
نميلة : " تبتعد مسرعة " ماما .
المقطوعة : المسكينة .
العجوز : كلنا مساكين .
المقطوعة : تلك النملة الصغيرة ، ارتطمت بي ،
وكادت تتهاوى على الأرض .
العجوز : مثل تلك النملة ، كان يجب أن تكون
أمها إلى جانبها .
المقطوعة : لابد أن أمها ستشارك اليوم في
الاستعراض الكبير .
العجوز : هذا ذنبها أيضاً ، فكان عليها أن تختار
صغيرتها ، وليس ..
المقطوعة : أرجوكِ " تتلفت خائفة " العيون في
كل مكان .
العجوز : ولهذا نُعوَق ..
المقطوعة : " تتأهب للابتعاد " أيتها العجوز ..
العجوز : " وهي تبتعد " أو نترك صغارنا للنار.
المقطوعة : كوني حذرة ، الملكة لا ترحم .
العجوز : لا تخبريني ما خبرته جيداً ، منذ فترة
طويلة " تخرج " .
المقطوعة : هذه العجوز المسكينة ، فقدت ابنتها في
إحدى المعارك ، التي لا تنتهي ، وستفقد
نفسها ، إذا لم تلزم الحذر .
أصوات : الملكة .. الملكة .. الملكة .
المقطوعة : فلأبتعد ، وأقف جانباً ، فالقرب من
الملكة لا يقل خطورة عن القرب من
النملة العجوز " تخرج مسرعة " .
تدخل الملكة ، وتجلس على العرش ،
المستشارة والحرس يحيطون بها
الملكة : الجو حار اليوم .
المستشارة : " تميل عليها " نعم ، مولاتي ، الجو
حار فعلاً ، والاستعراض لن يطول ، كما
أمرتِ .
الملكة : هيا ، وإلا طال الاستعراض ..
المستشارة : " تعتدل قليلاً " عفواً مولاتي .
الملكة : فليبدؤوا .
المستشارة : أمر مولاتي .
المستشارة تشير بيدها ، فتقرع
الطبول ، ويبدأ الاستعراض
الملكة : العدد ، على ما يبدو ، ليس كثيراً .
المستشارة : معظم المقاتلات أرسلناهن إلى المعركة
منذ الفجر ، يا مولاتي .
الملكة : هذه المرة أريد نصراً كبيراً .
المستشار : بفضل توجيهاتكم السديدة ، سنحرز
النصر ، ونبيد العدو .
الملكة : " تهمهم " هم م م م .
المستشارة : " تعتدل صامتة " ....
الحارسة : " تقترب من المستشارة " سيدتي .
المستشارة : نعم .
الحارسة : الأمور طبيعية ، وعيوننا منتشرة في كل
مكان .
المستشارة : كنّ يقظات جداً ، لا أريد أي إزعاج أو
خطأ ، هذا يوم مهم للغاية ، والظروف
حساسة .
الحارسة : اطمئني سيدتي ، كل شيء تحت
السيطرة .
المستشارة : قيل لي أن النملة العجوز هنا .
الحارسة : نعم ، يا سيدتي .
المستشارة : ليس كل شيء تحت السيطرة إذن .
الحارسة : سيدتي ، إنها لم تغب لحظة واحدة عن
عيوننا ، ولن تغيب .
المستشارة : أريدها تحت عينيك أنتِ ، وإلا لن تبقى
لك عينان .
الحارسة : أمر سيدتي .
المستشارة : اذهبي .
الحارسة : " تخرج مسرعة " ....
الملكة : " دون أن تلتفت " أيتها المستشارة .
المستشارة : " تميل على الملكة " مولاتي .
الملكة : لا تقولي لي ، أن هناك أمراً ليس على
ما يرام .
المستشارة : اطمئني يا مولاتي ، لن يكون هناك أمر،
مهما كان ، يمكن أن يعكر صفو هذا اليوم
التاريخي .
الملكة : أريد أن ينتهي هذا اليوم ، كما بدأ ،
هادئاً منتظماً .
المستشارة : لن يكون إلا كما أردته ، وتريدينه ، يا
مولاتي .
نميلة : " من الخارج " ماما .
المستشارة : " تتلفت قلقة " ....
نميلة : " من الخارج " ماما .. ماما .
المستشارة : " تبحث بعينيها عن مصدر الصوت "
....
نميلة : " بصوت يتباعد " ماما .. ماما .. ماما.
الملكة : أسمع صوتاً بين الجمهور .
المستشارة :مولاتي ، هذه نملة صغيرة ، ربما تبحث
عن أمها .
الملكة : مهما تكن ، لا أريد أن أسمع صوتها ،
أبعدوها .
المستشارة : أمر مولاتي " تشير لحارسة " جديها ،
حيثما كانت ، وأبعديها .
الحارسة : أمر سيدتي " تخرج مسرعة " .
المستشارة : " تميل على الملكة " ستبعد ، تلك
النملة الصغيرة ، يا مولاتي .
الملكة : " لا ترد بشيء " ....
المستشارة : " تعتدل " ....
الملكة : " تتأفف " الجو حار جداً ، وهذا
الاستعراض يبدو أنه سيستمر أكثر مما
ينبغي .
المستشارة : عفو مولاتي ، سننهيه فوراً إذا أمرتِ
بذلك .
الملكة : لا ، فليستمر .
المستشارة : أمر مولاتي .
الملكة : تأخرت رسولتك .
المستشارة : " تتلفت " ها هي قادمة ، يا مولاتي .
الحارسة : " تدخل وتقترب لاهثة من
المستشارة" سيدتي .
المستشارة : النملة الصغيرة ..
الحارسة : اختفت ، يا سيدتي .
المستشارة : اختفت ! أيتها الحمقاء ..
الملكة : ها ؟
المستشارة : تلك النملة الصغيرة ، اختفت يا مولاتي
..
الملكة : " تحدجها بنظرة قاسية " ....
المستشارة : سنجدها ، يا مولاتي ، سنجدها ،
ونبعدها .
الملكة : " تلتفت وتراقب المستعرضات " ....
المستشارة : " للحارسة " جدوها ، حتى لو كانت
تحت الأرض ، وأبعدوها .
الحارسة : أمر سيدتي " تخرج مسرعة " .
المستشارة : " تقف جامدة تراقب الجمهور " ....
تدخل النملة العجوز
مسرعة ، وتعترض المقاتلات
العجوز : أيتها المجنونات ، توقفن ..
المستشارة : " تتمتم مرعوبة " النملة العجوز !
الملكة : " تنظر إلى العجوز غاضبة " ....
العجوز : " تتحرك بين المقاتلات " توقفن ..
توقفن .. توقفن ..
الملكة : " تهب واقفة " العجوز الخرفة ..
العجوز : " تصيح بالمقاتلات " إلى أين ؟
الملكة : " تصيح بالمستشارة " أوقفوا هذه
العجوز الخرفة .
المستشارة : أمر مولاتي " تدفع الحارسات " هيا ،
سنوقفها ، هذه العجوز الخرفة " تنزل
عن المنصة "
العجوز : " تتحرك بين المقاتلات " أيتها
الحمقاوات ، إلى أين ؟
الملكة : أسكتوا هذه المجنونة .
المستشارة : " للحارسات " أمسكوا بها "
الحارسات يحطن بها " أمسكنها ،
أمسكنها .
العجوز : " تقاوم الحارسات " كفى جنوناً ، أيتها
النملات ، أولادكن بحاجة إليكن ، لا
تذهبن إلى الحرب ، لا تذهبن ، لا تذهبن
، لا تذهبن .
المستشارة : " للحارسات " أمسكنها " الحارسات
يمسكن العجوز " أمسكنها جيداً ، لا
تدعنها تتحرك .
الملكة : خذنها إلى السجن .
المستشارة : أمر مولاتي " للحارسات " خذنها إلى
السجن ، هيا " الحارسات يقدنها إلى
الخارج " .
العجوز : لا تذهبن .. لا تذهبن .. لا تذهبن .
الحارسات يأخذن العجوز
إلى الخارج ، ويسكتنها
المستشارة : " تسرع وتقف إلى جانب الملكة "
مولاتي .
الملكة : هذه العجوز الخرفة ستدفع ثمن فعلتها
غالياً " تجلس " ستبقى في السجن حتى
النهاية .
المستشارة : أمر مولاتي .
الملكة : ليستمر الاستعراض ، هيا .
المستشارة : أمر مولاتي .
المستشارة تشير بيدها ، فتقرع
الطبول ، ويستأنف الاستعراض
إظلام تدريجي
إظلام
" 5 "
ــــــــــــــــــ
تضاء الساحة ، عند الغروب ، نميلة
تجثو على الأرض ، الطبول تقرع حزينة
الطبول : تم تم تم
تم تم تم
نميلة : " تبقى جاثية "....
الطبول : تم تم تم
تم تم تم
الصوت : هذي الطبول
ماذا تقول ؟
تم تم تم
تم تم تم
اقتل لا تحتار
الموت للأغيار
تم تم تم
تم تم تم
اقتل لا تحتار
الموت للأغيار
الموت للأغيار
الموت للأغيار
الموت للأغيار
نميلة ترفع رأسها وتتلفت ، تدخل
مقطوعة الذراع متعبة حزينة
نميلة : ماما .. ماما .. ماما .
المقطوعة : " تتوقف " هذه النملة الصغيرة "
ترفع صوتها " بنيتي .
نميلة : " تلتفت إليها " ماما ؟
المقطوعة : " تسرع إليها " نميلة .
نميلة : " بخيبة أمل " حسبتك ماما .
المقطوعة : " تحاول إنهاضها " انهضي ، يا بنيتي
، انهضي .
نميلة : " تقف حزينة منكسرة " ....
المقطوعة : الشمس ستغرب ، يا بنيتي ، الأفضل أن
تعودي إلى البيت ؟
نميلة : كلا ، لن أعود إلى البيت ، سأنتظر
ماما .
المقطوعة : لكن أمك قد تتأخر .
نميلة : " تنظر إليها " وقد تأتي بذراع
مقطوعة ..
المقطوعة : بنيتي ..
نميلة : وقد لا تأتي أبداً .
المقطوعة : " تأخذها بين ذراعيها " أنت صغيرة
، يا بنيتي ، لا تفكري هكذا .
نميلة : " تتملص من بين ذراعيها " ....
المقطوعة : تعالي معي ، تعالي وابقي مع ابنتي ،
ريثما تعود أمك .
نميلة : أشكرك ، سأنتظر ماما هنا .
المقطوعة : " تتراجع ببطء " بنيتي .
نميلة : " تجثو على الأرض " سأنتظرها ..
سأنتظرها ..
المقطوعة : " تخرج بخطوات بطيئة " ...
نميلة : " بصوت حزين وخافت " سأنتظرها ..
سأنتظرها .. " تغفو .. " تتمتم كالحالمة
" ماما .. ماما .. ماما "
الأم : تصيح في الحلم " آه
نميلة : " في الحلم " ماما .
الأم : " في الحلم " بنيتي .. نميلة " تترنح
مضرجة بالدماء " ..
نميلة : " تمد يديها في الحلم " ماما .. ماما .
الأم : " تتراجع في الحلم حتى تتلاشى في
الظلام " .....
نميلة : " تصيح " ماما .. ماما " تفيق من
النوم " ماما " تتلفت " ماما .. ماما "
تصمت وتهز رأسها " يا له من حلم .
الشمس تكاد تغرب ،
يرتفع قرع الطبول الحزين
نميلة : " ترفع رأسها " يبدو أنهن عدن "
تنهض متطلعة إلى الخارج " نعم ، لقد
عدن " تسير قليلاً صوب العمق " لابد
أن ماما معهن ، نعم ، لابد أنها عادت
معهن ، هاهن المقاتلات ، فلأبحث عن
ماما بينهن .
تدخل نملات منهكات متداعيات ،
بعضهن مجرحات أو معوقات
نميلة : " تسير متلفتة بينهن " ماما .. ماما ..
ماما " تقترب من نملة تسير على عكاز
" ماما .. ماما " النملة تسير دون أن
تلتفت إليها " هذه ليست ماما ، هذا أفضل
، فأنا لا أريد ماما هكذا " تلاحق نملة
أخرى " ماما .. ماما " النملة لا تلتفت
إليها " هذه ليست ماما ، إنها رثة ومنهكة
و .." تلاحق نملة أخرى " ماما .. ماما..
ماما " تدق النملة فيها دون أن تتوقف "
هذه أيضاً ليست ماما " تتوقف حائرة "
نرى أين ماما ؟ " تتلفت " الساحة تكاد
تقفر " تعترض نملة تسير على عكازين
" أرجوكِ ، لحظة .
النملة : " لا تتوقف " دعيني يا صغيرتي ،
إنني كما ترين ، أكاد أتهاوى من الإنهاك
والجراح .
نميلة : لم أرَ ماما بين العائدات ..
النملة : " تهز رأسها " ....
نميلة : لقد ذهبت معكن ، صباح هذا اليوم ، إلى
المعركة .
النملة : ذهبنا اليوم بالمئات ، يا صغيرتي ، ولم
تعد منا إلا ما رأيته .
نميلة : وماما ، هل عادت ؟
النملة : إنني لا أعرف أمكِ ، يا صغيرتي "
تستأنف سيرها " انتظريها لعلها تعود "
وهي تبتعد " وحتى لو عادت ، فلن تكون
أفضل مني .
نميلة : " تتوقف دامعة العينين ، تراقب ما
بقي من العائدات " ماما .. ماما .. ماما "
تمر آخر العائدات ، وتتجه إلى الخارج "
ماما .. ماما .. ماما " تجثو على الأرض
" ماما .. ماما .. ماما ..
الساحة خالية إلا من نميلة ،
تدخل النملة المقطوعة الذراع
المقطوعة : " تتوقف متلفتة " تلك هي نميلة " تتجه نحوها " هذا ما خشيته ، إنها الحرب " تجثو إلى جانب نميلة " بنيتي.
نميلة : " تبقى جامدة " ....
المقطوعة : بنيتي نميلة .
نميلة : " ترفع عينيها الدامعتين إليها " ....
المقطوعة : حلّ الليل ، والجو بدأ يبرد .
نميلة : ماما لم تعد .
المقطوعة : أمهات كثيرات لم يعدن بعد ، يا بنيتي ،
هذه هي الحرب .
نميلة : لم يعد لي أم .
المقطوعة : لا يا بنيتي ، لا تقولي هذا ، لكِ أم تحبكِ
كثيراً ..
نميلة : " تحدق فيها " ....
المقطوعة : أنا .. أنا أمكِ .
نميلة : " تحضنها باكية " ....
المقطوعة : " تأخذها إلى صدرها " بنيتي ..حبيبتي
" تنهض حاملة نميلة " لي ابنة في
عمرك " تتجه بنميلة إلى الخارج "
ستكونين معها دائماً ، وبدل الابنة الواحدة
ستكون لي ابنتان ، ستنامين اليوم إلى
جانب ابنتي ، وسترتاحين ، يا حبيبتي ،
سترتاحين .
تخرج النملة المقطوعة الذراع ،
حاملة نميلة ، والطبول ما تزال تقرع
إظلام
" 6 "
ـــــــــــــــــــــ
ظلام ، أصوات الطبول ،
أصوات متعددة مختلطة
الطبول : تم تم تم
تم تم تم
الصوت : تم تم تم
تم تم تم
هذي الطبول ،
ماذا تقول ؟
تم تم تم
تم تم تم
اقتل لا تحتار
الموت للأغيار
تم تم تم
تم تم تم
الموت للأغيار
الموت للأغيار
الموت للأغيار
الموت للأغيار
نميلة : " بصوت متهدج " ماما .. ماما ..
ماما .
المقطوعة : " تضاء " هذه هي الحرب .
نميلة : " بصوت متهدج " ماما .. ماما ..
ماما .
العجوز : " تضاء " كفى جنوناً .
نميلة : " بصوت متهدج " ماما .. ماما ..
ماما .
الملكة : " تضاء " أبعدوا هذه المجنونة .
نميلة : ماما .. ماما .. ماما .
ظلام ، أصوات الطبول ترتفع ،
تضاء نميلة تصرخ في فراشها
نميلة : ماما .
المقطوعة : " تعتدل في فراشها " نميلة .
نميلة : " تصرخ " ماما .. ماما .
الابنة : " تهب خائفة " ماما .
المقطوعة : " مترددة حائرة " لا تخافي ، يا ابنتي،
لا تخافي .
نميلة : ماما .
المقطوعة : " تسرع إليها " لا تخافي ، يا بنيتي .
نميلة : الأعداء ، لقد عادوا .
المقطوعة : الأعداء !
الابنة : ماما .
المقطوعة : " تسرع إليها " بنيتي ، لا تخافي ، لا
تخافي .
أصوات مختلطة مضطربة في
الخارج، يرتفع صوت المنادية
المنادية : " من الخارج " إلى السلاح ، بأمر
جلالة الملكة ، إلى السلاح .
نميلة :" تهب من مكانها " الأعداء .
المقطوعة : " تهم بالنهوض " نميلة .
الابنة : " تصرخ " ماما .
المقطوعة : " تلتفت إليها " بنيتي ..
الابنة : لا تتركيني .
المقطوعة : لن أترككِ .
المنادية : " من الخارج " إلى السلاح ، بأمر
جلالة الملكة ، إلى السلاح .
نميلة : " عند الباب " لتصمت الطبول .
المقطوعة : نميلة ، تعالي .
نميلة : لتصمت الطبول .. لتصمت الطبول .
المقطوعة : نميلة .
المنادية : بأمر جلالة الملكة .. إلى السلاح "يبتعد
صوتها " إلى السلاح .. إلى السلاح .
نميلة : " لتصمت الطبول " توارب الباب "
لتصمت الطبول .
المقطوعة : " تهم باللحاق بها " بنيتي ، مهلاً .
الابنة : " تتشبث بأمها " ماما ، لا تذهبي ،
وتدعيني وحدي .
المقطوعة : " تحضن ابنتها " لا تخافي ، يا ابنتي ،
لن أترككِ .
نميلة : " تفتح الباب " لتصمت الطبول ..
لتصمت الطبول .
نميلة تخرج ، المقطوعة تهم
باللحاق بها ، الابنة تتشبث بأمها
إظلام
" 7 "
ـــــــــــــــــــ
تضاء الساحة ، الملكة فوق العرش ،
وحولها المستشارة والحارسات
الملكة : أيتها المستشارة ..
المستشارة : " تميل عليها " مولاتي .
الملكة : ما جرى البارحة ..
المستشارة : لن يتكرر ، لا اليوم ولا في المستقبل ،
يا مولاتي .
الملكة : " ترمقها بنظرة سريعة " ....
المستشارة : عيوننا في كل مكان ..
الملكة : البارحة أيضاً ، كانت عيونك في كل مكان .
المستشارة : إن النملة العجوز وأعوانها ، وراء قضبان السجن ، كلهنّ .
الملكة : حسن ، ابدؤوا .
المستشارة : أمر مولاتي .
المستشارة تشير بيدها ، فيبدأ
الاستعراض ، وتقرع الطبول
المستشارة : " تشير لحارسة قريبة منها " ....
الحارسة : " تهز رأسها ثم تهتف " تحيا الملكة .
أصوات : تحيا الملكة .. تحيا الملكة .
الحارسة : الموت للأعداء .
أصوات : الموت للأعداء .. الموت للأعداء .
الملكة : " تراقب المستعرضات " ....
المستشارة : " تميل قليلاً على الملكة " مولاتي .
الملكة : " تنصت دون أن تلتفت إليها " ....
المستشارة : المقاتلات سيكملن اليوم ما بدأن به البارحة.
الملكة : " تهز رأسها " سيُبِدن العدو تماماً ، ولن تقوم له بعد اليوم قائمة .
الملكة : " تهمهم " هم م م م .
المستشارة : " تشير للحارسة القريبة منها " ....
الحارسة : " تهتف بصوت مرتفع " تحيا الملكة .
أصوات : تحيا الملكة .. تحيا الملكة .
الحارسة : الموت للأعداء .
أصوات : الموت للأعداء .
الموت للأعداء
نميلة : " من بين الجمهور " لتصمت هذي
الطبول .
الملكة : " تنتبه منصِتة " ....
المستشارة : " تتلفت قلقة " ....
نميلة : " من بين الجمهور " لتصمت الطبول
.. لتصمت الطبول .
الملكة : " تنظر إلى المستشارة " .....
المستشارة : هذه ليست النملة العجوز ، فهي وراء
القضبان ، منذ البارحة .
نميلة تعترض المقاتلات ،
وتتحرك بينهن صارخة
نميلة : توقفن .. توقفن .. توقفن .
الملكة : هذه المجنونة ، من هي ؟
المستشارة : " تميل عليها " إنها نميلة ، يا مولاتي .
الملكة : نميلة ؟
المستشارة : إنها نملة صغيرة ، قتلت أمها في
المعركة البارحة .
الملكة : جيئوني بها .
المستشارة : أمر مولاتي " لإحدى الحارسات "
هاتيها بسرعة .
الحارسة : أمر سيدتي " تسرع نحو نميلة "
نميلة : لتصمت الطبول .. لتصمت الطبول ..
لتصمت ..
الحارسة : : تحمل نميلة وتتجه بها إلى المنصة "
....
المستشارة : " تأخذ نميلة " اهدئي ، يا صغيرتي ،
أنت ِ بين أيدي أمينه .
نميلة : " تحاول التملص منها " دعيني..
دعيني .. دعيني .
المستشارة : " تدفع نميلة برفق أمام الملكة "
صغيرتي ، إن أمنا الحنون ، الملكة
المبجلة ، تقدر مصابك ، و ..
الملكة : " لنميلة " تعالي ، أيتها الصغيرة ،
سأعطيك ما تريدين .
نميلة : " تحق فيها مفكرة " ....
الملكة : أنا الملكة ، قولي ما تريدين ، وسأحققه
لك في الحال .
نميلة : أريد ماما .
الملكة : ماذا !
نميلة : أريد ماما .
الملكة : لكن أمك ..
نميلة : " تصيح " أريد ماما .. أريد ماما ..
أريد ماما .
الملكة : " تنظر إلى المستشارة " نميلة هذه ..
مجنونة .
نميلة : " تصيح في وجه الملكة " أنتِ مجنونه
.. أنتِ .. أنتِ .. أنتِ .
الملكة : " تنظر إليها غاضبة " ....
نميلة : " تندفع إلى المقاتلات وتعترضهن " لا
تذهبن إلى المعركة .. لا تذهبن .. لا
تذهبن .
الملكة : " تهب غاضبة " خذنها إلى السجن ،
هيا .
الحارسات يحطن بنميلة ،
ويأخذها إلى الخارج
نميلة : " تحاول التملص وهي تصيح "
لتصمت الطبول.. لتصمت الطبول ..
لتصمت الطبول .
الحارسات : " يخرجن بنميلة " ....
نميلة : " صوتها يخفت بالتدريج " لتصمت
الطبول .. لتصمت الطبول .. لتصمت ..
الطبول .
الملكة : " تجلس على العرش " هذه المجنونة..
المستشارة : " تميل عليها " مولاتي .
الملكة : لتدفع ثمن فعلتها هذه ..
المستشارة : بالتأكيد يا مولاتي .
الملكة : وتبقَ في السجن حتى النهاية .
المستشارة : أمركِ مولاتي .
الملكة : ليُستأنف الاستعراض ، هيا .
المستشارة : أمر مولاتي .
المستشارة تشير بيدها ، فتقرع
الطبول ، ويُستأنف الاستعراض
إظلام
" 8 "
ــــــــــــــــــــــ
ظلام ، أصوات الطبول ، تتناهى
من بعيد أصوات المستعرضات
الطبول : تم تم تم
تم تم تم
الصوت : تم تم تم
تم تم تم
هذي الطبول
ماذا تقول ؟
اقتل لا تحتار
الموت للأغيار
تم تم تم
تم تم تم
الموت للأغيار
الموت للأغيار
الموت للأغيار
الموت للأغيار
يضاء السجن ، صوت الطبول ،
النملة العجوز ، حولها سجينات
سجينة 1 : هذه الطبول اللعينة لم تصمت .
العجوز : " تنظر إليها " ....
سجينة 2 : ولن تصمت .
سجينة1 : لابد أن تصمت ، فقد أوشكنا جميعاً أن
نباد عن بكرة أبينا .
سجينة3 : وأوشك جيراننا أن يُبادوا عن بكرة أبيهم
أيضاً .
سجينة 1 : إنها ملكتنا ، هذه البدينة ،الحمقاء ، التي
لا ترتوي من الدماء .
سجين 2 : هم أيضاً لهم ملكتهم ، وهي لا ترتوي
أيضاً من الدماء ، مثل ملكتنا .
سجينة 1 : لا تقولي ، يا عزيزتي ، إن وجودنا هنا
، في هذا السجن ، عبثاً .
سجينة 2 : لن أقول هذا ، فأنا هنا معكن ، في هذا
السجن القذر .
سجينة 3 : " للعجوز " أيتها الجدة .
العجوز : " تنظر إليها " ....
سجينة 3 : ، أنتِ لم تقولي شيئاً .
العجوز :القول الآن للطبول ، اسمعيها .
سجينة 3 : إنني أسمعها دائماً .
سجينة 1 : تباً لهذه الطبول .
السجانة : " من الخارج " تعالي خذي مكانك
بينهن .
سجينة 4 : جئن بسجينة أخرى .
سجينة 2 : في مملكتنا العامرة هذه لا تزدهر غير
السجون ..
سجينة 1 : والقبور .
سجينة 4 : صدقتما .
السجانة : " من الخارج " هيا تحركي.. هيا ..
هيا .
سجينة 1 : لعل هذه السجينة الجديدة ، هاربة مثلي
من القتال .
سجينة 2 : أو مثلي " بسخرية " متمردة .
تدخل السجانة تقود نميلة ،
نميلة تحاول التملص منها
سجينة 4 : " تنظر إلى نميلة " آه ، أنظرن .
سجينة 3 : " تنظر إلى نميلة " إنها صغيرة ،
صغيرة جداً .
نميلة : دعيني .. دعيني .
السجانة : سأدعك حتى تشيخي وتتعفني بينهن "
تدفعها بقوة " ادخلي .
نميلة : " تتهاوى متوجعة " آآآآي .
سجينة 3 : " تتلقاها بين ذراعيها " صغيرتي .
السجانة : لتصمت الطبول ،اهتفي هنا ما تشائين
، حتى يبحح صوتك " لنميلة ساخرة "
فلن يسمعك أحد غير هؤلاء الهتافات
الحمقاوات .
سجينة 2 : الحمقاء أنتِ ، لأنك تخدمين الجلادين
والقتلة .
السجانة : " غاضبة " اصمتي أيتها المجنونة ،
وإلا ستندمين .
سجينة 2 : لم أندم ، ولن ...
سجينة 4 : " تبعد السجينة 2 " تعالي ، هذا ليس
وقته الآن .
سجينة 2 : " تصمت كاظمة غيظها " ....
السجانة : " تحدق في السجينات متوعدة " ....
سجينة 1 : " للسجانة " انتهى الأمر ، اذهبي الآن
، أمامك مهام كثيرة .
السجانة تخرج ، نميلة ترى
النملة العجوز ، وتقترب منها
سجينة 2 : هذه العبدة اللعينة ..
سجينة 3 : كفى ، لدينا ضيفة ، وعلينا أن نهتم بها .
العجوز : أنت محقة .
نميلة : " تنظر إلى العجوز " ....
العجوز : صغيرتي .
نميلة : " تقترب منها قليلاً " ....
العجوز : حتى أنتِ .
نميلة : البارحة رأيتك ..
العجوز : " تبتسم " ....
نميلة : لقد اعترضتِ المقاتلات ، أمام الملكة ،
وهتفتِ ..
العجوز : فجاءوا بي إلى هنا .
نميلة : واليوم اعترضتُ أنا المقاتلات ، أمام
الملكة ..
العجوز : بنيتي !
نميلة : وهتفت مثلك .. فلتصمت الطبول ..
فلتصمت الطبول .
العجوز : لكنك صغيرة ، صغيرة جداً .
نميلة : ذهبتْ ماما ، أول أمس ، إلى الحرب ،
ولم تعد ، " بصوت حزين دامع " وربما
لن تعود .
العجوز : " تأخذها بين ذراعيها " بنيتي ..
نميلة : " بصوت باك " لم يعد لي أم الآن .
العجوز : لا يا عزيزتي ، لا تقولي هذا ، كلنا أمك
، كلنا أمكِ .
نميلة : " تضع رأسها على صدر العجوز "
....
الطبول : " يرتفع صوتها " تم تم تم تم ..
نميلة : هذه الطبول ، متى تصمت ؟ متى ؟
العجوز : " تربت على ظهرها " لا عليكِ ، يا
بنيتي ، ستصمت هذه الطبول يوماً ، قد لا
أرى أنا هذا اليوم ، لكن سترينه أنتِ حتماً
، وسيكون هذا انتصاراً لنا جميعاً .
النملة العجوز تحضن نميلة ،
السجينات يقفن حولهما صامتات
إظلام تدريجي
إظلام
ستار
10 / 10 / 2011
0 التعليقات:
إرسال تعليق