الحركة المسرحية في الكويت
مجلة الفنون المسرحية
--------------------------------
المصدر :موقع كويت الأستقلال
تعد الحركة المسرحية في الكويت من النشاطات الثقافية البارزة ، التي صاحبت المتغيرات الاجتماعية الحديثة ، وقد توافقت إيقاعاتها هبوطا وصعودا انسجاما مع واقع تلك المتغيرات فلا نجافي الحقيقة إذا جعلنا النشاط المسرحي في الكويت من ابرز أنواع النشاط الفني فيها وأكثرها امتيازا وان كانت المسرحية المحلية قد اقترنت بالكلمة المحلية شكلا ومضمونا خلال ما عرض على خشبة المسرح في الكويت عبر ثلاثين عاما – أي من عصر الارتجال إلى عصر التجريب فالتميز والانتشار – فإن النص المسرحي الأدبي يعد من ابرز عطاءات البحث عن الذات
كانت معرفة الكويت بالمسرح قد بدأت حقيقة منذ عام 1938م على يد أساتذة أفاضل من بعثة المدرسين العرب ، تلك التي جاءت – إلى الكويت في ديسمبر 1936م – ويذكر أن أول مسرحية من نشاطات المسرح المدرسي كانت من تقديم طلاب مدرسة المباركية التي أقيمت على ساحتها في العام 1938-1939م ، حيث عرضت مسرحية " إسلام عمر " أو " عمر بن الخطاب في الجاهلية
والإسلام" وفي العام الدراسي نفسه ( 1938-1939م) قدمت " مسرحية مصر " أو كما يطلق عليها " عمرو بن العاص" ، وإستمرت المحاولات المسرحية مرتبطة بالمدارس ، إذ تشكلت في عام 1939م فرقة بمدرسة الأحمدية ، وفي عام 1940م ظهرت فرقة مدرسة الشرقية ثم فرقة مدرسة القبلية ، فتأسست بذلك أربع فرق مسرحية في المدارس الأربع ثم توسع المسرح المدرسي بعد بعثة الطلاب إلى مصر فكانت لهم تجارب أثرت في الحركة المسرحية ومن نتائجها مسرحية " المروءة المقنعة " في نوفمبر 1947م ، وبعد ذلك مثلت فرقة التمثيل رواية هزلية اسمها " مهزلة في مهزلة " التي تعتبر أول نص مسرحي كتب في الكويت من تأليف الشاعر أحمد العدواني ثم أخذت الحركة المسرحية الطابع الرسمي وذلك بعد استدعاء دائرة الشؤون الاجتماعية والعمل الأستاذ زكي طليمات للتباحث معه في شؤون المسرح ، بحيث تنمي إنتاجها وتعمقه وقد عمل بجهد صادق لإبراز النواحي المسرحية في الكويت ووضع تقريرا مفصلا ، محاولا ترسيخ المفاهيم الجديدة في البيئة لتقبل الفن المسرحي مع الإقناع بأنه ليس خرقا للتقاليد والعادات ، وقد رفع بعدها تقريره إلى الدائرة ، وهو عبارة عن بحث مستفيض يمكن أن يحدد الكثير من طبائع الحركة المسرحية ويرسم خط المستقبل المسرحي كما تصوره
وقد ربط التقرير بين ألوان النشاط الفني ( المسرح – الموسيقى – السينما ) ووصف واقع الحركة المسرحية في الكويت كما تحدث طليمات في تقريره عن النشاط التمثيلي
كانت مهمة طليمات تتمركز في إنشاء فرقة للتمثيل العربي ، لذا قام في 10 /10/ 1961م بالتعاون مع ( الشؤون ) بتكوين ( فرقة المسرح العربي ) كنواة للمسرح الكويتي الحديث ، لتبدأ مرحلة جديدة من تاريخ المسرح في الكويت تحت إشراف زكي طليمات وتوجيهاته وقد تكونت فرقة المسرح العربي نتيجة لإختبار عملي وليست بتلقائية الزمالة في المدرسة أو فريق الكشافة ، إذ أعلنت الوزارة بيانا من الإذاعة وبواسطة الصحافة تطلب مشاركة من يرى في نفسه القدرة والرغبة ، فتقدم 250 رجلا تم اختيار أربعين كويتيا من بينهم ، يعتبرون نواة المسرح وأنضمت لأول مرة فتاتان كويتيتان وقد ضمت الفرقة إلى هذا العدد من الكويتيين والكويتيات خمسة عشر عضوا من أبناء الأقطار العربية وممثلتين مصريتين ، وقد تم الاختيار بمعرفة طليمات والنشمي معا ومن أبرز منجزات زكي طليمات المسرحية بروز الفنان حسين الصالح مخرجا موهوبا من بين تلاميذ مدرسة زكي طليمات الدرامية
الفرق المسرحية في الكويت
1.المسرح العربي
ذكرنا فيما سبق مراحل إنشاء " المسرح العربي " لكن يعنينا هنا دور "المسرح العربي" في إرساء المفاهيم المسرحية ، حيث قدم أكثر من نص في هذه المرحلة من إنشائه ، اتضحت بعدها جدارته بالبقاء وقدرته على تنمية الحس المسرحي في المجتمع
2.المسرح الشعبي
من جراء تحمس "النشمي" واستهوائه لفكرة تكوين مسرح ترفيهي يقلد فيه "مسرح الريحاني" أنشأ فرقة الكشاف الوطني وهذه تطورت فيما بعد إلى "فرقة المسرح الشعبي" أقامها بمساعدة بعض المخلصين له وللحركة المسرحية ومن أبرز مسرحيات ( المسرح الشعبي ) مسرحية "مدير فاشل" التي قدمت عام 1955م
3.المسرح الوطني
بعد نجاح مسرحية "تقاليد" التي كتبها صقر الرشود للمسرح الشعبي ، أقدم على تأليف مسرحيته الثانية " فتحنا" وقدمتها فرقة "المسرح الوطني" الجديدة التي كونها صقر الرشود مع بعض الزملاء والهواة ، وقد حاولت فرقة هذا المسرح وضع لائحة للمسرح إلا أنها سرعان ما تشتت شملها
4.مسرح الخليج العربي
عندما سمحت الدولة بتكوين الجمعيات الثقافية والأدبية في عام 1963م ، تقدمت مجموعة المسرح الوطني نفسها بطلب تكوين مسرح جديد ، فتأسست الفرقة المسرحية التي عرفت ، باسم (جمعية مسرح الخليج العربي ) وذلك في يوم 13/5/ 1963م ويعد مسرح الخليج العربي أحد التجمعات المسرحية الأربعة التي سارعت إلى تشكيل أول مجلس إدارة للمسرح ولجنة ثقافية إيمانا بدور الثقافة في خلق شخصية الفنان المسرحي ، وقامت تلك اللجنة بإصدار ( مجلة الكلمة الثقافية)، كما عقدت عدة ندوات ومحاضرات تعرضت للمسرح محليا وعربيا وعالميا ، وكشفت عن تطلعات حرصت الفرقة على تأكيدها في الساحة المسرحية الكويتية
5.المسرح الكويتي
بعد أن استقال محمد النشمي من "المسرح الشعبي" وبعد ظهور "مسرح الخليج العربي"وبعد أن تخلت وزارة الشؤون الاجتماعية عن الإشراف الكامل على المسارح ، شرع النشمي في تأليف فرقة مسرحية جديدة من بين الذين عملوا معه في فرقة المسرح الشعبي ومن الهواة الشبان كذلك ، ولم يأت عام 1964م حتى ظهرت فرقة "المسرح الكويتي" برئاسته.
المصدر :موقع كويت الأستقلال
0 التعليقات:
إرسال تعليق