أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الثلاثاء، 26 يناير 2021

مسرحية " قيامة البحر" تأليف: *عبدالله جدعان

مجلة الفنون المسرحية


الشخصيات : 

- رجل1
- امرأة 
- رجل2
- رجل السواد

{ارضية المسرح بيضاء تمتد حتى السايك الخلفي ــ موسيقى مناسبة ــ تدور دوائر صغيرة ثم تكبر شيئاً فشيئاً مع ازدياد حدة الموسيقى ــ قطع مفاجىء  ــ صراخ ــ عويل ـ استغاثات ـ آهات ــ  ثم يضاء المسرح باللون الأحمر}.
{ ايقونة وسط اعلى نهاية المسرح كأن تكون شجرة متيبسة أو رحم أو جذور لشجرة كبيرة قطع ساقها واراقها ومربوط فيها اربعة حبال ملطخة بالدماء 
تنتهي برجل 1و2والمرأة}.
رجل1[ يتحرك بطيئاً وهو يلهث من شدة التعب على موسيقى تشبه نبضات قلب سريعة
        يحمل حقيبة رياضية وهو مربوط بالحبل الذي ينتهي بجذع الشجرة الكبير]
                          تصورت نفسي كعصفور صغير
رجل2[ يرتدي نجاة من الغرق وهو يلهث من شدة التعب مع الموسيقى ذاتها مربوط
        بالحبل الذي ينتهي بجذع الشجرة] نهرب خائفين من انهار  الدم التي ستجرفنا
                                           معها
المرأة[ تحمل على ظهرها مجموعة من  الكتب وهي متعبة مع الموسيقى ذاتها مربوطة
        بالحبل الذي ينتهي بجذع الشجرة]اسقطوا طائرات احلامنا.. حرقوا التاريخ
                                         والزمن!!
رجل1: عالمنا ماتت فيه الانسانية  والتعايش
{ الثلاثة يقتربون من بعضهم البعض وتتشابك الحبال التي تعيق حركتهم، يصرخون ــ يستغيثون بصوتٍ واحد بطريقة الايكو: 
                     تشابكت علينا خطوط الحياة ..علينا ان نجد مخرج!!}
رجل1: نعم. لا بد من ايجاد طريقة للخلاص؟! 
رجل2: علنا نمسك برأس خيط النور
المرأة[ تشير الى الحبال] وهذه خيوط الجذور ام خيوط المحنة؟
رجل1: انها خيوط تربطنا بجذور الهوية
رجل2: هيا لنطير ونبحث لنا عن وطنٍ جديد
{ لقطات فديوية لطيور مهاجرة تملأ السايك }
المرأة: لكن اجنحتنا تكسرت
رجل1:لان الحزن كبيرا في حياتنا، نشمه مع الهواء ، ناكله مع الطعام
رجل2[يشم الحبل] لازلت اشم رائحة جذري ،فكيف لي ان اتخلى عنه؟!
المرأة: اسكت يا رجل. اصبحنا غرباء في وطننا
رجل1: مهما ابتعدنا عنه يظل هو نبته ياسمين في القلب
           { صوت رجل السواد : لكنها ستموت!}
رجل2: سنرويها بحنيننا
المرأة: ارى في الرحيل نعمة النسيان ما حصل لي
رجل1: اشتروا احلامنا وباعوا الارض والجذر
{لقطات فديويه عن عراك لأعضاء البرلمان داخل قاعة الاجتماعات}    
رجل2: بل سرقوا حياتنا الآمنة وتساقطنا كالفراش
{لقطات لرفات مدنيين من اطفال ونساء في معركة الزنجيلي}
المرأة: وطني كل يوم يفقد قطعة من كبده، اصبحنا فيه غرباء
رجل1: لماذا نحن في رحيل متكرر؟
{لقطات لنزوح جماعي من جراء العمليات العسكرية}
رجل2: فيما مضى كنا نختار الهجرة. اما اليوم فنحن مجبرين عليها
رجل1: الوقت ينفذ منا. كفانا نبكي ونتباكى، لنفكر في خلاصنا
المرأة: لا خلاص لنا سوى ركوب البحر!!
[ الاول والثاني بصوت واحد] ركوب البحر؟
المرأة: نعم. لأنها آخر قطرة أمل في حياتنا
رجل2: البحر سيكون دارنا .. وطننا.. سأحكي له افراحي واغرق فيه احزاني
رجل1: لا خيار لنا  سوى عبوره. فأن لم يلتهمني الظلاميين قيامة البحر ستلتهمني؟!!
                { ينبعث صوت امواج بحر متلاطم بشكل قوي}
رجل2: عذرا ايها البحر لم نختارك للهرب برغبة انما نستجدي وطن جديد ..
           فنحن هاربين من رماديون يريدون ابتلاعنا
رجل السواد[ يظهر يضحك ساخرا] لا مرفأ  ينتظركم سوى امواج عاتية  تحمل غضب
                                         البحر!!
الجميع: من انت؟
رجل السواد: انا البحر والزورق لي صديقين
رجل1: انت صاحب الزورق؟
رجل السواد: نعم. خلاصكم معي.. انظروا
{ لقطات لمهاجرين الى أوربا في زوارق الموت}
رجل2: ما انت نوح فتنجينا سفينتك؟
رجل1: ولا المسيح يمشي على الماء؟
رجل السواد: لا.. لا. لكن قولوا لي: هل تجيدون السباحة؟
الجميع[بصوت واحد] لا. لكننا نجيد الغرق
رجل السواد: لماذا؟
الجميع[بصوت واحد] سنموت حتى لا ينتصر القتل!
رجل السواد [ساخرا] هذا هو قدر الضعفاء
المرأة: بل قدرنا ان يتسلط علينا لصوص يرتدون قناع الرحمة يحتمون بعباءة البراءة
رجل 1:زحام الموت كل يوم صار يدق ابوابنا
رجل السواد: زورقي خلاصكم، وفي الضفة الثانية تنتظركم السعادة التي جئتم من اجلها
{ لقطات فديوية لأناس فيدول اوربية تزدحم بهم الشوارع}
رجل 2[بفرح] ربما ساجد ميناء يتسع لأحزاني؟!
المرأة[ بفرح] ما ان تطأ قدميّ زورق الخلاص سأتحرر
       [ينظر الى الحبل الذي يكبله] كيف لي ان اترك الحبل؟
رجل السواد: الحل عندي
المرأة[بلهفة] احقا ما تقول!.. كيف؟
رجل السواد: الحل يكمن في ذبح الوطن!!
رجل1: الكل سعيد بذبح الوطن
رجل2: لكنه مذبوح في حروب متتالية وقودها خيرة شبابنا
{ لقطات ماكس ما بين حرب ايران والاحتلال الامريكي}
المرأة: مرت قرون من الظلمات علينا ، لكنها لم تكن بهذا البشاعة
{ لقطات عن جرائم داعش ضد المدنيين}
رجل السواد[ بانزعاج] لازلتم تدورون في حلقة مفرغة! سأنطلق بزورقي فالآلاف غيركم
                                    ينتظروني؟
رجل1:اذا هو الوطن!.. أم ذا هو الكفن؟
رجل2: وطني اغتالوه سراً !مباعٌ يشترى!
رجل1و2 [ينادون] خذنا معك
المرأة[ تصرخ بهم] تمهلوا! ستسافرون نحو الغربة
رجل1: اصبحنا غرباء في وطننا واهلنا، لا ضير ان تكون الغربة غربتين
        [مع رجل السواد] هيا لنركب البحر ايها القبطان؟
المرأة[ تصرخ على حين غفلة وتجهش بالبكاء] رحلوا كل احبتي.. اولادي.. زوجي!
{ لقطات عن دمار الجانب الايمن لمدينة الموصل}
المرأة[ لازالت تصرخ ويبكي] لاتدعوا بأنفسكم نحو الهاوية. ان البحر قاتل!
                      قيامة جديدة نسمع بها الآن!!
رجل السواد: لا زالت مشاعركم مشتتة ما بين الحلم والحقيقة
رجل2: احس بأن البحر يعوي كذئب!
رجل السواد: لان الذئاب لا تخجل من فريستها
رجل1: البحر سيأكلنا واحداً تلو الآخر
المرأة: لا يهم ، ما دمت قد نجوت من عصابات التوحش
{ رجل السواد يقوم بقطع الحبال عن رجل1و2 والمرأة}
رجل2[يقترب من المرأة يتوسلها ] ستبقين بمفردك.. لا خيار لك سوى ركوب البحر. 
المرأة: قد نجونا من جز الرؤوس ، لكن ربما قيامة البحر ستلتهمنا
           [ تقتنع وتشير لقطع الحبل وتحريرها منه]
الجميع[ داخل الزورق المطاطي]
{ تتغير الاضاءة ــ من ارضية المسرح وحتى السايك بحر متلاطم الامواج ممزوج بمؤثرات هيجان البحر}
رجل1: احلامنا سنشعلها كالشموع على امواج البحر
رجل 2: ربما سنكتبها على رمال الشاطىء
المرأة: الموت والحياة يكمن في الماء في ذات  اللحظة. لأن ما بين الضوء والظلمة بقيت
           خيوط الذكرى عالقة في ذهني.. اولادي.. زوجي.. الديار
{ من خلال خدعة بصرية الممثلون بداخل الزورق المطاطي الذي يصارع امواج البحر ورضية المسرح والسايك تجسد البحر}
{موسيقى قلقة ممزوجة بصياح الجميع والزورق يبدأ بالميلان}
رجل 1[ بخوف شديد] ربما ضللنا الطريق
رجل 2:  لا اريد ان اموت غريقا
المرأة: من يموت غريقا سيصبح كقمر مضىء
رجل 1: هذا هو قدرنا في قارب للخلاص او للموت
رجل 2: لنغمض عيوننا ونحلق فوق السماء ! فلا شيء يضاهي السحاب
{السايك سماء صافية والغيوم تتداخل مع بعضها}
{ رعد وبرق وامواج البحر الهائجة ممزوجة بموسيقى قلقلة ويسمع صراخ وعويل الجميع ويبدأ الزورق بالميلان ــ اظلام ــ يختفي الممثلين ــ هدوء موسيقى حالمة وارضية المسرح بحر هادىء}
رجل السواد[ يظهر ويمد راسة ثم يضحك ويختفي].
{ لازالت صور البحر الهادىء مع خلفية موسيقية يتصاعد بخار كثيف وتتغير الاضاءة، تظهر الاشباح الثلاثة الغرقى بلباس ابيض كأنه كفن ميت}
شبح1: رغم العبث والخوف الذي لفنا تبقى بلادي هي الدار
شبح2: ايها العالم اسمع! كفى بارود ومدفع
شبح3: يامن تسمعونا ،هيا انقذونا.. لأن قيامة البحر التهمت الكثير
شبح1: ديارنا فاضت بالدمار والخراب! هيا لنزرع الطمأنينة
شبح2: متى ستسقط الراء في حروبنا لنعيش حبنا

                 ( تســــــــــــــــــــــــــــدل الســـــــــــــــــتارة)  

*abdllah610074@gmail.comhgfvd



0 التعليقات:

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption