معاناة الأنثى الشرقية يجسدها "بارانويا" على مسرح الهناجر
مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني
سارة علي - مصر العربية
"التحرش، العنصرية، الحرية، الكرامة، الجسد، اليتم، السند، الأمان "، قضايا شائكة، تظهر مدى معاناة الأنثى داخل مجتمعنا الشرقي، الذي لا زال ينظر إليها بعنصرية، متجاهلاً ما يميزها من عقل وفكر.
وبمزيج من اللغة العربية الفصحى، والعامية، استطاعت الفنانة ريم حجاب، أن تجسد هذه المعاناة من خلال مونودراما "بارانويا"، الذي قدم على مسرح مركز الهناجر للفنون، ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان المسرح، في دورته الثامنة.
وتدور الأحداث، حول تعرض فتاة شرقية للعديد من الأزمات النفسية، التي أدت إلى تعرضها لما يعرف بمرض "البارانويا"، الذي يصيب صاحبه بشعور الاضطهاد، والخوف، والعزلة عن الآخرين.
تروي بطله العرض عن ثلاث مراحل فاصلة في حياتها، كان أولها مرحلة الطفولة، التى واجهت خلالها واقع الموت، وهي في الرابعة من عمرها، بعد فقدها لجدتها التي كانت تمثل لها كل معانى الأمان والحب.
وتنتقل البطلة بعد ذلك إلى منزل خالها؛ لتتعرض بعد سنوات إلى صدمة جديدة، وهي محاولته التحرش بها.
وخلال فترة الشباب، تشعر البطلة بأنها كيان مخترق، لا يعرف الأخرين عنها شئ سوى الجسد، لذلك كانت تشعر دائماً بأن جميع من حولها يحاولون انتهاك كرامتها.
وحرصت البطلة أن تبرز المراحل الثلاث بملابس مختلفة، منها، الفستان الملون الذي كان يجسد طفولتها البريئة، والثياب الذي كانت ترتديه أثناء فترة مراهقتها وهي في منزل خالها، والفستان الذي كشف عن جمالها وأنوثتها.
وكان للأداء الحركي المميز، الذي قدمته البطلة، دور كبير في توصيل ما تعانيه تلك الفتاة من صراعات نفسية، كانت توشك أن تودي بها إلى الانتحار.
كما أن البطلة كانت تعاني من هلاوس سمعية وبصرية، كانت تشعرها دئماً بمدى حقارتها، وتتهمها بالقذارة والدونية، والقبح، إلى أن تسمع صوت من السماء يمنحها السكينة والهدوء، ويشد من أزرها ليساعدها على الخروج من مرضها.
و"بارانويا"، بطولة ريم حجاب، وديكور وملابس محمد العبد، موسيقى عمرو سليم، مخرج منفذ رامي التونسي، تأليف رشا فلتس، وإخراج محسن حلمي.
جانب من "بارانويا" على مسرح الهناجر
سارة علي - مصر العربية
0 التعليقات:
إرسال تعليق