"ملابس داخلية".. نص فارغ وألفاظ خارجة بمهرجان المسرح
مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني
عرف عن المسرح دوره في تشكيل وعي الجمهور، ومناقشته للعديد من القضايا الهامة، من خلال تجسيدها في صورة إبداع فني، فضلاً عن معالجته لسلبيات المجتمع دون الإخلال بالقيم الأخلاقية الراسخة لديه.
ولكن أن يقدم عرض مسرحي لا يعتمد فقط على نص فارغ المحتوي، بل يشتمل على ألفاظ خارجة، وإيحاءات جنسية، وسباب، دون مراعاة وجود أسر، وأطفال، يشاهدان العرض، فهي "كارثة".
أما الكارثة الكبرى، فتكمن في أنه قدم على إحدى المسارح التي تقع تحت مظلة دار الأوبرا المصرية، وهو مسرح الميدان.
كل هذا من الممكن أن يقبل، أو يوضع تحت بند الخطأ الغير مقصود، لكن أن تكون هذه المسرحية من ضمن العروض التي أختيرت من قبل لجنة التحكيم، للمشاركة في مسابقة المهرجان القومي للمسرح، في دورته الثامنة، فهذا لا يقبل على الإطلاق.
أنه عرض "ملابس داخلية"، الذي قدم، مساء أمس، على خشبة مسرح الميدان، بساحة دار الأوبرا المصرية، والذي شارك فيه مدرسة"ناس للفنون المسرح"، وجمعية النهضة العلمية والثقافية "جيزويت القاهرة"، ضمن عروض الهواة، المشاركة بمهرجان المسرح.
وعلى الرغم من أن الممثلين سعوا جاهدين إلى تقديم العرض في قالب كوميدي، إلا أن هذا لم يمنع حالة الاستياء التي شعر بها كثيرون جراء الألفاظ الخارجة والخادشة للحياء.
كما أن العرض شهد سوء تنظيم، يرجع إلى وضع المسرح في شكل ممر، والجمهور يحيطه من جميع الجهات، وهو مالم يلقى ترحيباً من الكثيرين، فضلاً عن الإطالة التي أضفت على الحاضرين الشعور بالملل.
ومن الواضح أن فريق عمل "ملابس داخلية"، كان يهدف إلى الكشف عن السلبيات التي نواجهها الأن داخل المجتمع المصري، من بطالة وزحام، وسلبية، وأزمة زواج، وعنوسة، وعنصرية، وغيرها، إلى أنهم لم يستطيعوا تقديم ذلك من خلال نص درامي يحمل بداخله على محتوي، وهو ما اضطرهم لمعالجة الأمر بـ "الإفيهات" الكوميدية التي اشتملت على الكثير من الألفاظ الخارجة والخادشة للحياء
والسؤال الذي يطرح نفسه الأن، كيف للقائمين على المهرجان القومي للمسرح، في دورته الثامنة، السماح بتقديم تلك العروض على مسارح الدولة؟!!.
و"ملابس داخلية"، تمثيل أحمد شبل، محمد سويسى، نورهان صلاح، مصطفى مهدى، عز الدين خالد، إسراء البدراوى، محمد السورى، رائف صبرى، وغيرهم، تأليف ورشة الارتجال الخاصة بمدرسة "ناس"، موسيقى محمد السورى، مخرج منفذ أحمد شبل، إخراج محمد عادل.
سارة علي - مصر العربية
0 التعليقات:
إرسال تعليق