"محتسبون" يقتحمون مسرحية في الرياض بالتكبير..
مجلة الفنون المسرحية
انقسم الشارع السعودي بين مؤيد، ومعارض حول تداول صور يظهر فيها اقتحام “محتسبون” مسرحية “صفحة أولى” في العاصمة الرياض، وذلك ضمن الفعاليات الثقافية.
حيث قاموا برفع أصواتهم مرددين الله أكبر، بحجة إقامة الصلاة، الأمر الذي دفع المؤيدين إلى الإشادة بفعلتهم، والتأكيد أن “الاحتساب” من مكملات الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والذي يعتبر برأيهم من الأساسيات التي يقوم عليها الدين الإسلامي، لكن المعترضين في المقابل على إيقاف المسرحية، اعتبروا أن ذلك اعتداء همجي على الفن، وتشويه واضح لذوق رسالته.
صحيفة “عكاظ” المحلية، وعلى لسان أحد المسؤولين نفى أن تكون مجموعة من “المحتسبين” وراء إيقاف المسرحية، وإنما هم فقط عبارة عن بعض الحاضرين الذي فضلوا عدم الاستماع للموسيقى، وطالبوا بإغلاقها كي يستطيعوا أن يستكملوا حضورهم المسرحية، مؤكداً أن ما حصل كان بحضور مسؤولي العرض.
السعوديون، وكما عادتهم، سارعوا لإطلاق هاشتاق عن اقتحام المسرحية تحت عنوان “محتسبون يقتحمون مسرح الرياض”، فوصف أحد المغردين الاقتحام “بالفعلة الداعشية”، بينما ذهب مغرد آخر بالقول أن تلك المسرحيات، ما هي إلا من أفعال الشياطين، وتتماشى مع المخططات الليبرالية التي تساهم بالقضاء على إسلامية المملكة السعودية، وأجمع آخرون عبر ذات “الهاشتاق” أن الأعمال التي لا تخالف العادات والتقاليد، وتعاليم الإسلام، ولم تخدش الحياء العام، لا يحق لكائن من كان أن يقاطعها، أو يمنعها، ويوقفها.
المؤسسة الدينية البارزة “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” عادة ما تتنصل من تلك الأفعال التي يقدم عليها “المحتسبون”، وتعتبر أن مسؤولية محاسبة هؤلاء لا تندرج ضمن صلاحياتها، وذلك بالرغم من اتهامات البعض لها كمؤسسة ممتدة ومتجذرة في المجتمع المحلي السعودي بأنها من تقف بشكل غير مباشر وراء تلك التصرفات والاقتحامات “الفجائية” خاصة للمسرحيات، والأمسيات الشعرية التي تعتبرها الهيئة مخالفة للدين، وتدعو للفسق والرذيلة الذي يؤدي بنظرهم إلى الاختلاط والسفور.
يشار إلى أن ظاهرة “الاحتساب” في المملكة العربية السعودية لا تحكمها أية قوانين، ولا تنظمها أي ضوابط لدرجة أن أي فرد يستطيع الانضمام إلى “المحتسبين” بإطالة شعر لحيته، وتقصير ثوبه، ومن ثم التدخل في شؤون الناس تحت عنوان “الاحتساب”.
-------------------------------------
المصدر : أخبار اليمن الآن
0 التعليقات:
إرسال تعليق