"عوني كرومي.. الإنسان والمسرح" توثيق لحياة كرومي وعطاءاته الفنية
مجلة الفنون المسرحية
كتب عن رحيل الدكتور عوني كرومي الكثير من المقالات والنصوص وكلمات الرثاء التي نشرت في الصحافة العربية والمواقع الألكترونية وأقيمت حفلات التأبين في أكثر من مكان في الوطن العربي ومنها صلالة الواقعة جنوب سلطنة عمان حيث أقام المسرحيون العمانيون من أعضاء فرقة صلالة المسرحية عزاء إستمر ثلاثة أيام
وله أصدقاء وأحبة ومريدون في كل مكان
وله ذكريات تركها في قلوب أحبته الذين صعقوا حين سمعوا بخبر رحيل هذا الفنان الذي كان يسخر من الموت ,يعمل كانه يسابق الزمن وكثيرا ما كان يردد على مسامعي " آني عايش على الصوندات ومع ذلك لازم أشتغل "مشيرا الى قلبه الذي كان قد أجرى له أكثر من عملية جراحية .
وبمناسبة الذكرى الأولى لوفاة الدكتور كرومي الذي توقفت مسيرة حياته الفنية الحافلة بالعطاء والمثابرة وهو يهم بالصعود إلى عرضه الأخير "مسافر الليل " على مسرح مؤسسة الثقافات , سصدرعن مؤسسة حوارات التابعة للمعهد الثقافي العربي في برلين كتاب "عوني كرومي..الإنسان والمسرح" إختيار ومراجعة وتقديم الدكتور نزار محمود
ويتضمن مجموعة من المقالات والكلمات والقراءات في تجربته التي سلط بها كتابها الضوء على نتاجه وعطاءاته الفنية
ووصف الدكتور نزار محمود في مقدمة الكتاب اللحظات الأخيرة للفنان عوني كرومي الذي لفظ أنفاسه الأخيرة في مركز امراض القلب في برلين حيث قال :" في السابع والعشرين من مايو 2005 وفي مركز أمراض القلب في برلين توقف، ما بعد الساعة السادسة والنصف مساء، قلب الفنان عوني كرومي.. كنا في المشفى، بالإضافة إلى عائلته، ثلة من أصدقاء.. استغرقوا في بكاء طويل.أجهشت من فوقنا السماء ودخلنا في حرقة النشيج.
في السادس من يونيو وعند الظهيرة في المقبرة الفرنسية وبحضور عدد كبير من أبناء الجالية العربية ووري جسده الطاهر الثرى. جدار واطئ من حجر عشوائي البناء صار يفصل ما بين قبره وقبر "قنينة الرماد" برتولد بريخت.
مر عام ونيف على رحيل عوني كرومي الذي ترك لنا ثروة كبيرة من مسرحيات تجاوزت السبعين مسرحية وعددا كبيرا من الكتب والدراسات التي سيأتي عليها اليوم المناسب لكي ينصفها البحث "
والمواد التي تضمنها الكتاب الذي يقع في 91 صفحة وقد زينت غلافه الذي صممه الفنان فيصل الترك صورة كبيرة للفنان الراحل هي :"عوني يسافر ليلا" للدكتور نزار محمود و"كتاب المسرح الحديث" للدكتور عوني كرومي و"ثلاث طرقات مسرحية" لخالص عزمي و"لروح فقيد المسرح العربي"للزيتوني بو سرحان و"البداية: قلب عوني المعلق"لنيرمين المفتي و"من الإنسان الطيب إلى مسافر الليل" للدكتور حسين الأنصاري و"لأنك عوني " للدكتور سعيد الزبيدي و"خشبة عوني" و"حوار مع عوني- الموت لا يخيفني" لعبدالرزاق الربيعي و"مسافر زاده الوطن" لعصام جعفر و"غادرنا بعد أن توقفت الطيور عن الغناء" لعبدالله السعدي و"كرومي.. ذاكرة ولقاءات ومواقف" حرره مسرحيو البحرين و"الطائر الأزرق.. وسيط ثقافات العالم" للدكتور سيار الجميل و"صرخ صرخة المنفى الأخيرة ورحل" لبول شاوول و"سنبلة تنمو من قبر صديقي" لياسين النصر و"إلى عوني كرومي" لدنى غالي و"عوني فقط" لفاروق يوسف و"المخرج الذي فقدناه" للدكتورسناء مصطفى و"مات بعيدا عن بغداد" لبيار أبي صعب و"مسافر ليل يختصر الرحلة"لإيمان محمد و"وداعا كرومي" لمصطفى القره داغي و"عوني كرومي رحلة مسرحية" ليوسف العاني و"الفنان العراقي .. عوني وبرتولد بريخت" لفاضل سوداني و"مرثية عوني" لصبري هشام.
والملاحظ إن الأسماء المشاركة في الكتاب تنتمي الى أجيال مختلفة وهذا يعني إن تجربة كرومي لاقت قبولا من قبل أجيال عديدة ففي أعماله نجد روحا تجريبية تستهوي المسرحيين الشباب بالإضافة الى رصانة وحرفية عالية ومسحة شعبية وفرجة تستهوي الجميع صغارا وكبارا ,
وقد اكدت الأقلام العربية التي تناولت تجربة كرومي إن لهذه التجربة سطوعا عربيا بل إمتد هذا السطوع الى دول اوروبية عديدة خصوصا بعد ذيوع صيت تجربته مع مسرح الرور ومشروع "طريق الحرير " .
بالتأكيد إن الكتاب لم يجمع كل ما كتب عن الراحل عوني كرومي وكما قال الدكتور نزار "لو جمعناها لشكلت مجلدا ضخما" لكن الكتاب تحية إعتزاز وتقدير لهذا المبدع الكبير .
----------------------------------------------
المصدر : عبد الرزاق الربيعي - النور
0 التعليقات:
إرسال تعليق