أزمة في دورالعرض المسرحية في قطر
مجلة الفنون المسرحية
كشفت أزمة دور العرض المسرحيّة وجهاً آخر للحقيقة الغائبة لدى المسرحيين والقائمين والمهتمّين بالحركة المسرحيّة، إذ تشكل عائقاً جوهرياً أمام إبداعاتهم وتواجدهم الفني، كما أن تقليص عدد المسارح وإطفاء بعض أنوار الخشبات الموجودة يمثل تجاهلاً آخر لإبداعات هؤلاء الفنانين الذين وهبوا حياتهم وجهدهم للمسرح، واجتهدوا لتقديم أعمال تخلّد مشوارهم الفني، إلا أنهم دائماً ما يواجهون تلك العقبات التي تقف حائلاً أمام أنشطتهم، فضلاً عن انسحاب المنتجين للعروض المسرحية أيضاً، وطالب الكثيرون بأن تحدّد مسارح خاصّة للعروض المسرحيّة فقط وأن توفر لهم بالمجان وأن تقدّم لهم أيادي الدعم، فيما اعتبر تشكيليون أن إغلاق مركز الإبداع وقاعات التشكيل ودمج بعض المؤسسات وعدم وجود صالات كبرى للعرض سبب أزمة العروض التشكيلية خاصة لدى الشباب من المُبدعين الذين ما زالوا يتحسسون طريق الشهرة والأضواء، وغلق تلك المنافذ أمامهم هو بمثابة قتل لموهبة في بداية الطريق، وطالبوا بأن يقام بينالي عالمي كبير خاصة بعد تقدّم الفن التشكيلي في قطر ووصوله للساحات العالميّة والاحتفاء به عربياً ودولياً، مطالب كثيرة للمسرحيين والتشكيليين رصدتها الراية في هذا التحقيق.
علي سلطان: تعدد المسارح يساهم في ازدهار الحركة الفنية
قال الفنان علي سلطان إن الحركة المسرحيّة لن تزدهر بدون وجود دور عرض متعدّدة في كل الأماكن بدولة قطر، وقال إنهم قديماً كانوا يحرصون على أن يقدّموا أعمالهم المسرحية في جميع المسارح حيث كان هناك أكثر من دار عرض مثل الدوحة بلايرز، ومسرح شل، ومسرح النجمة وغيرها فضلاً عن أنهم كانوا يقدّمون أعمالهم في مدن خارج الدوحة، وأوضح سلطان أن الحركة المسرحيّة تشهد تذبذباً في الأداء حيث تنشط أحياناً وتفتر أحياناً أخرى، كما أكد أن هناك محاولات جادّة من الفنانين والمسؤولين للنهوض بالحركة المسرحيّة فضلاً عن إرادة الدولة لتعزيز الفنون وهو ما وضح من خلال إنشاء مسارح في كتارا وفي سوق واقف. وطالب الفنان علي سلطان بضرورة منح الأولوية في استخدام هذه المسارح للأنشطة الفنيّة خصوصاً المسرحية حيث إن المسرح هو أبو الفنون وهو الذي يفتح الباب أمام ازدهار ونشاط الحركة الفنيّة بشكل عام.
موسى عبدالرحمن: عدم استمرار العروض لقلة دور العرض
يقول الفنان موسى عبدالرحمن إنه يتمنّى أن تشمل النهضة الكبرى التي تشهدها قطر كافة المستويات ومن بينها البنية التحتية الثقافية، ومن أبرز الأمور التي يحتاج إليها الفنان هي خشبة المسرح أو دار العرض التي يقدّم عليها إبداعاته، مؤكداً أنهم كان لديهم العديد من خشبات المسارح في الدوحة من قبل، كما قام هو وزملاؤه ببناء مسرح خاص لتقديم أعمالهم عليه عُرف وقتها باسم مسرح موسى عبد الرحمن، ولكنه للأسف لم يعد موجوداً، وكان هناك العديد من المسارح الأخرى لذلك كانت الحركة المسرحية مزدهرة.
وتابع: أعتقد أن عدم استمرار العروض على مدار العام قد يعود لعدم توافر دور للعرض أمام الفرق طوال العام، وهو الأمر الذي يجعلهم يحجمون عن الإنتاج ولا يقومون بالدور المفترض بهم أن يقوموا به وهو الإنتاج المسرحي، ولذلك نشاهد مقرّات الفرق وقد تحوّلت إلى أماكن للسمر، وبات المسرح مهجوراً وابتعد عنه الجمهور ولم يعد هناك وعي مسرحي وذائقة لدى الناس وحب المسرح، وعدم وجود خشبات مسرح متعدّد يجعل الجمهور غير معتاد على مشاهدة المسرح أو ارتياده، فإذا نظرنا إلى السابق سنجد أن إنتاجنا المسرحي كان غزيراً وكانت الأعمال المسرحية تقدّم لفترات زمنية طويلة وليست مثل الآن لمدة يوم واحد وكانت المسارح ممتلئة، لكن اليوم وبعد أن أصبح الأمر مقتصرًا على مسرح قطر الوطني فقط أو مسارح أخرى غير مجهزة بشكل كامل للعروض المسرحية اختفت ثقافة ارتياد المسرح عند كثيرين، كما اختفى كذلك المُنتجون.
خالد الزيارة: الفرق لا تجد أماكن لتقديم أعمالها
أكّد الكاتب المسرحي خالد الزيارة نائب رئيس فرقة الغد لفنون الدراما أن أزمة دور العرض تهدّد النشاط المسرحي حيث لم تعد الفرق المسرحية تجد أماكن لتقديم أعمالها بسهولة، وأوضح أن الفرقة تسعى منذ شهر رمضان الماضي لإعداد عمل مسرحي موسمي ضخم للأطفال قامت بالفعل بتجهيزه، حيث لم يكن يتبقى إلا حجز مسرح فقط لتقديمه، وقال: كنا ننوي تقديمه خلال عيد الفطر، إلا أننا لم نجد مكاناً لعرضه، وهو ما اضطرنا لتأجيله للعرض خلال عيد الأضحى والآن اضطررنا لتأجيل العمل مرة ثالثة بسبب أن مسرح قطر الوطني محجوز بالرغم من حجزنا للمسرح ولكن يبدو أن الأولويات تفرض منح المسرح لفرق أو جهات أخرى، وهو الأمر الذي اضطرنا لتأجير مسرح عبد العزيز ناصر لتقديم العمل عليه في شهر يناير، ولذلك أقول إن تخصيص مسرح للأنشطة المسرحية أو للفرق المسرحية الرسمية هو أمر ضروري ويجب أن يؤخذ بعين الاعتبار إذا ما أردنا للحركة المسرحية أن تزدهر وللفنون بشكل عام أن تنشط ويكون لدينا نتاج فني متميّز على مدار العام.
-------------------------------------------------
المصدر : الراية القطرية
0 التعليقات:
إرسال تعليق