مسرحية كوميديا " بــوظــــــا " تأليف محمود القليني
مجلة الفنون المسرحية الشخصيات
المعلم بوظا
خالد ..........................................................راسب ثانوية عامة
بيضة ..........................................................صبي المعلم
فاكيهه ........................................................ زوجة المعلم
مشمشة
موزة
ريشة ]................................أولاد المعلم
قرصان
مصطفى
سامي
مها ]..................محررين في جريدة الوطن
شوقي
عبد اللطيف
عزيز.............................................رئيس مجلس إدراة الجريدة
عم أحمد ..................................................عامل في الجريدة
شوكت ....................................................عضو في مجلس الشعب
فايز .........................................................سكرتير شوكت
دكتور ملش ...............................................رئيس شركة إعلانات
قرقورة ......................................................صبي المقهى
الفصل الأول .
المشهد الأول :
خارج محل لبيع البوظا ، المقاعد الخشبية مرصوصة على الجانبين ، جزء من داخل المحل ظاهر ، أوان البوظة والشيشة ومنصة يقف خلفها صبي ، يصب البوظا من إناء كبير في أواني أصغر ، ويخرج ليوزعها على الجالسين ، في الخلفية جدران لبيوت متصدعة ، وأخرى أيلة للسقوط ، حبال الغسيل متدلية من النوافذ والشرفات ، وإعلانات ورقية كبيرة الحجم لصور مرشحين لمجلس الشعب ، وعدد من عربات ( الكارو) و( الحنطور ) المحطمة والمهملة في جانب المكان ، يجلس ( المعلم ) صاحب المحل ، وحوله بعض أصدقائه ومعهم شاب متأنق في ملبسه ، معه عدد من المجلات والجرائد منهمكا في تصفحها .
المعلم : ( مخاطبا الشاب ) إيه آخر الأخبار يا أستاذ ( خالد ) ؟
خاد : ( بدون ان يلتفت إليه ) أخبار إيه يا معلم بوظا ؟
بوظا : ( يجذب الجرائد من يده ) هو لا مؤاخذة مش الجرايد مليانة بالأخبار ؟
خالد : إيوه .
بوظا : اقرأها لي .
خالد : ( متعجبا ) كلها !!
بوظا : ( واقفا ) إيوه يا ولد يا أستاذ .... أنا مش مالي عينك ولا إيه ؟
خالد : أبدا يا معلم .. بس لكل واحد اهتمامات بناحية معينة ، فيه ناس بتهتم بأسعار الدهب ، وناس يتهتم بأخبار الرياضة ، وناس بأخبار السياسة المحلية والعالمية ، أما بالنسبة لك ، إيه هي الأخبار اللي أنت بتهتم بيها لاقرأها لك ؟ !
بوظا : ( يجلس ويضع قدما فوق الأخرى ويفتل شاربه ) اقرأ لي آخر أخبار البوظا العالمية .
خالد : ( متعجبا ) بوظا .... وعالمية .!!
بوظا : أظن ح تقولي ما فيش أخبار عن البوظا في الجرنال .
خالد : طبعا يا معلم ... لا يوجد اخبار عن البوظا العالمية !
بوظا : إنت حمار ، معقول الجرنال مليان كلام في كل حاجة إلا في البوظا ؟ هم الناس اللي بيكتبوا ما بيشربوش بوظا ؟ على كده كلامهم كله فارغ .
خالد : ليه يا معلم ؟
بوظا : البوظا مسمار الدماغ .
خالد ( ساخرا ) معلش يا معلم .. ما عندهمش نظر .
بوظا : ( يأخذ الشيشة من الصبي ويدخن ) تعرف يا ولد يا أستاذ ، أنا عرفت سبب خيبتك دلوقت .
خالد : ( مبتسما ) والله يا معلم ...إيه هيه يا ترى ؟
بوظا : أنت بتقرا كتير ، والظاهر أن القرايه ربت لك الخفيف ، تعرف يا أستاذ ، أنا من يومي وأنا متنور ، رغم إني جاهل ، ما هو مش كل المتعلمين متنورين ، فيه منهم زي الجاموس الأبيض ، تعرف وأنا صغير غلب أبويا وأمي يودوني المدرسة ، وأنا أهرب ، يدخلوني المدرسة من الباب أهرب من الشباك ، يوصي علي الناظر ، أطيح في العيال ضرب ، كنت حاسس أن العلم والمدرسة كلام فاضي ، مدرسة إيه يا جدع ، الحياة هي المدرسة تتعلم فيها الجدعنة والفهلوة والشطارة ، كانوا عاوزين يضيعوا مستقبلي ، لكن الحمد لله العناية الإلهية انقذتني ، علشان كده ولادي كلهم ، ولا واحد عتب باب المدرسة ، ما عدا واحد بس غاوي علم وغاوي مدارس .
خالد : دا مين يا معلم ؟
بوظا : الواد مصطفى ، غلبت معاه ، ما فيش فايدة ، ماسك في المدرسة زي الكلب ما يمسك عضمة .
خالد : في سنة كام ؟
بوظا : عنده ستاشر سنة أو تمنتاشر .. يعني مش متأكد .
خالد : لا ، أنا بسأل عن السنة الدراسية .
بوظا : أنا عارف ، أهه بيقول بعد سنة ح يكون في الثانوية العامة أو السنة دي ، الحاجات دية مقدرش أديك فيها كلمة أخيرة ، المهم هو ناوي يدخل الجامعة ، حمار مش عارف مصلحته ، وأنا عملت اللي على ، علشان ضميري يستريح ، نصحته أكتر من مرة ، ورميت كتبه في الشارع ، وضربته ومنعت عنه المصروف ، بس أمه الله يخرب بيتها ، بنت المركوب .
خالد : مالها يا معلم ؟
بوظا : غاوية يكمل تعليمه .
خالد : وماله يا معلم .. العلم سلاح .
بوظا : ( متضايقا ) أنا مش عارف إيه المودة اللي طالعين فيها اليويمن دول ...العلم سلاح... العلم سلاح ، هو ح يشتغل في السلخانة ، ولا ح يحارب ، يا أستاذ المهم أنك تحصل على القرش اللي تقدر تعيش بيه ، تعرف يا أستاذ المحل ده بيدخل لي مرتب اجدع من مرتب الوزير ، من بيع البوظا والذي منه .
خالد : عندك كام ولد يا معلم غير ( مصطفى ) ؟
بوظا : ( يعد على أصابعه أكثر من مرة ) خمسة ... ستة .... سبعة ..يعني زي ما قلتلك الحاجات دى مش متأكد منها .
خالد : بيشتغلوا إيه يا معلم ؟
بوظا : الصبيان بس هم اللي بيشتغلوا ، ما عندناش بنات تشتغل ، الواد (خليل) ميكانيكي ، الواد (ريشه) نجار مسلح ، الواد ( قرصان ) دا مؤهلاته عالية .
خالد : بيشتغل إيه يا معلم ؟
بوظا : واد مولود من بطن أمه متعلم ... بيشتغل ملقاط .
خالد : ( مفزوعا ) حرامي ..
بوظا : ( متلفتا ) ملقاط .. اتعلم السين يا خيبة .
خالد : مش عيب يا معلم أن ابنك يشتغل ...
بوظا : لا مش عيب .. عيب لو أخد منه ، بس وشرفك ما إيدي تتمد لقرش منه ، وبعدين أنا حاولت أبعده عن الطريق ده ، ما فيش فايدة .
خالد : أنعم وأكرم عائلة محترمة بجد .
بوظا :طبعا كل واحد بيشتغل ويحصل على القرش من عرق جبينه ، مش زيك خيبان ، وماسك في الكتب والمجلات وعاملي ( مسقف ) ، على رأي الواد ( بيضة )
خالد : ( ضاحكا ومشيرا إلى شاب يدخل ) جبنا سيرة القط جانا ينط . أهو ( بيضة ) جه على السيرة .
بيضة : ( بيديه زوجين من الفراخ ، يقبل يد المعلم ) صباح النجف والفللي على أجدعه معلمين ، ( يلتفت إلى خالد ) إزيك يا أستاذ ( سقافة ).
خالد : إزيك يا زفت .
بيضة : ( يجلس بجانب بوظا على الأرض ، ويرفع يده بزوج الفراخ ) إيه رأيك يا معلم ، من بين خمسين جوز فراخ ، قلت دول يستهلوا حنك المعلم ، وليلتك بيضة يا معلم المعلمين .
بوظا : روحهم البيت يا ( بيضة ) .
بيضة : ( يقترب من أذن المعلم ويسر له ) إلهي ربنا يخليك يا معلم ، أحسن الجماعة تعبني شوية ، وأنا مش مالي عينيهم .
بوظا : ( يخرج من جيبة قطعة صغيرة ملفوفة بالورق ) خد يا (بيضة ) مش خسارة فيك .
بيضة : ( يأخذها من يده ، ويدور حول نفسه ، راقصا ورافعا يده ويقبلها ) الليلة عيد على الدنيا سعيد ... الليلة الليلة ... أما يا معلم ح أقول ببركة المعلم بوظا .
بوظا : ( ضاحكا وضاربا بيضة على قفاه ) يعني ما تفتكرنيش إلا في الساعة دي يا بغل ؟!
بيضة : والله يا معلم فاكرك كل ساعة ، مش عارف أنا بحبك ليه يا معلم ( يقترب منه ويقبله ) .
بوظا : ( ضاحكا ) أبعد الله يخرب بيتك ... أنت ريحتك وحشة .
بيضة : أنت عارف السوق ..والبط والوز والفراخ ..( يلتفت إلى خالد ) ويعني اللي ريحتهم حلوة عملوا إيه يا حسرة ؟!
خالد : ( متوعدا) ولد يا ( بيضة ) وحياة أمك ما ح يحصل لك طيب ، احترم نفسك أحسن .
بيضة : ( غاضبا ) شوف يا أستاذ ، مالكش دعوة بأمي .
خالد : إحنا مش متفقين لا أكلمك ولا تكلمني .
بيضة : أنا محبش حد يكون زعلان مني ، عيز أكون متصالح مع كل الناس ( يقترب من خالد محاولا تقبيله ) وعلشان ما تزعلش ، أدي راسك أهه .
خالد : ( محاولا إبعاده ) خلاص يا أخي ... خلاص .
بيضة : يعني صافي يا لبن .
خالد : خلاص قلت لك .
بيضة : ( مترددا ) أنا لي طلب عندك .
خالد : عايز إيه تاني .
بيضة : عايز أتعلم القراية والكتابة .
بوظا : الاتنين مرة واحدة ؟!
بيضة : نفسي .. واللي أنت تطلبه يا أستاذ خالد .
بوظا : ( ضاحكا وضاربا بيضة على قفاه ) عايز تكون ( مسقف) يا بيضة ، ح تبيع الفراخ على البطاقة ،يا ولد أنت أتولدت حمار وح تعيش حمار طول عمرك ... وح يفيدك التعليم بإيه يا خيبة ؟
خالد : يا (بيضة) أنا مستعد أعلمك ، بس لسانك الزفر ده نضفه .
بيضة : خلاص يا أستاذ .. نشرب البوظا ... ولد يا قرقر ..اتنين بوظا هنا وشيشة .
بوظا : الولد بيضة قلبه أبيض ، بس ساعات بيكون عاوز ضرب الجزمة .
بيضة : ( ممسكا بإناء البوظا) يا سلام يا معلم البوظا دي فيها عسل ،على النعمة دي أحسن من النبيت اللي بيجي من فرنسا ، تعرف يا معلم أنا شربت في كل غرز البلد ، ولكن ما دخلش نفوخي و...و ..نشنش دماغي غير بوظة المعلم بوظا ،إزاي بتعملها يا معلم ؟
بوظا : دا سر يا حمار ،مش أي واحد يعمل بوظا ، أنا واخدها وراثة عن جدودي ، شفت السياح اللي شربوا البوظة من أسبوع واتصوروا هنا ؟
بيضة : يا خبر أبيض السياح الأجانب جم هنا وشربوا بوظة كمان ( يصفق على يديه ) والله طلعت يا معلم ....ماشية معاك بوظا .
بوظا : ( يخرج محفظته ويمسحها في ثيابه ويخرج صورة ) خد اتفرج يا بيضة ، حاسب أحسن دي صورة سياح ما تستحملش .
بيضة : ( متأملا) أي والله شعرهم أصفر ، وعينهم خضرا ، ولابسين لبس صيع ، أنا معلمهم فعلا أجانب ( ينفجر في الضحك ويستلقي على ظهره )
بوظا : بتضحك على إيه يا جاموس أبيض ؟
بيضة : ( يشير إلى الصورة ) أصل لما شفتك مع السياح افتكرتك تمثال رمسيس .
[ يدخل رجل يرتدي جلبابا وفوقه بالطو ، وبيده خيزرانه ]
بيضة : ( يجذب كرسيا ويمسحه بطرف جلبابه ) أهلا بالمعلم ( جلال ) ..تفضل يا معلم .
بوظا : أنت بتغطس بتروح فين يا ( جلال ) .
جلال : الأستاذ ( شوكت ) صاحب الشركة اللي بنشتغل فيها ، بيرتب للانتخابات مجلس الشعب .. تالت مرة ، وشاغلنا معاه .
بوظا : يا أخي ربنا ياخده بدل مجلس الشعب ما ياخده ، وإيه يعني ، وفي النهاية ح يكون إيه موظف .
جلال : ( يقترب منه ) اسكت يا معلم ، ما توديش نفسك في داهية ، اللي مش مالي عينك ده أخطر رجل في مجلس الشعب كله ، وكل يوم تظهر صورته في الجرايد والإذاعة والتليفزيون ، ( يقترب منه أكثر ) وما يقدرش أي ضابط في الداخلية يرفع عينه قدامه ،وكلمته ولا كلمة أجدع المعلمين ، تمشي على رقاب الكل ، وممكن يفبرك أي قانون يعجبه .
بيضة : ( يقف مبهورا ) الله ... الله ... على معلمين مجلس الشعب ، أهه ده يا أخوانا ، ولا ضابط ولا مخبر يقدروا يرفعوا عينهم قدامه .. اللهم صلي على النبي ( يجلس على الأرض ويضع الفحم على حجر الشيشة ) يا صلاة النبي على مجلس الشعب ، وعل معلمينه ، حاجة تنشنش بصحيح .
بوظا : ( مبهورا ) دا أجدع رجل علشان ما يهمهوش أي ضابط أو مخبر ، ولكن معاه مدافع ورشاشات ؟
جلال : ( ضاحكا ) مدافع إيه ورشاشات يا عبيط ، معاه حصانة ، يضعها في محفظته ، يخرجها لأي واحد من الشعب ، على طول يسمع كلامه ، رجل الكل يحترمه ويقف له .
بوظا : يا سلام ، الحصانة لها قيمة كبيرة كدة ، ( يلتفت إلى خالد ) ولد يا أستاذ ، سمعت عن موظف مجلس الشعب .. دا عجبني قوي .
بيضة : دا أعظم من رامبو وأعظم من أميتاب با تشان
خالد : ( يتثآب ) عاوز ترشح نفسك يا معلم ؟
بوظا : يعني إيه أرشح نفسي ؟
خالد : يعني تتقدم بطلب علشان تدخل مجلس الشعب .
بوظا : (يقف ويتقدم من خالد ) يا سلام وتكون معايا الحصانة ،والكل يضرب لي تعظيم سلام ، وصوري تظهر على الحيطان وفي التلفزيون والجرايد .
خالد : أي واحد يرشح نفسه ، بشرط يكون من الشعب .
بوظا : طاب ما أنا من الشعب ( يشير إلى الجالسين ) والشعب ما يقدرش يستغنى عني ليل نهار ، زي ما أنت شايف .
خالد : خلاص يا معلم ، ممكن نقدم لك طلب ترشيح .
بوظا : أنت صدقت يا عبيط ، أنا ما أعرفش حد من الناس الكبار ، ولا ليا واسطة ، وأنا وإن كنت معلم إلا إني على قد حالى .
خالد : يا معلم أي مواطن يمكن يرشح نفسه ، إحنا في عصر الحريات الشخصية ، والاجتماعية ، فيه في البلد حرية اقتصادية وقومية وعالمية ، والأمريكية الرأسمالية ، والروسية الاشتراكية الشيوعية ، والعسكرية العنصرية في جنوب إفريقيا ، والارهاب والعنف في جميع بقاع العالم ... المهم يا معلم ممكن أي مواطن أن يرشح نفسه .
بيضة : ( مبهورا ) الأستاذ خالد بيتكلم زي الراديو .. ( مصفقا ) اللهم صلي على النبي ، يا سلام على معلمين السقافة والعنصري والارهاب والعسكرية ...إيه السقافة دي اللي بتشر منك يا أستاذ ( يلتفت إلى المعلم بوظا ) يا سلام يا معلم لو تكون في مجلس الشعب ، وإحنا نمشي وراك ، وندخل صوابعنا في عين أجدع مخبر في البلد .
بوظا : ( مفكرا ) ولد يا أستاذ .... أنا قررت أدخل مجلس الشعب ده .
خالد : ( يقف ويصافح المعلم ) مبروك يا معلم .
بيضة : ( يجري وسط المكان رافعا ذراعه بزوج الفراخ ) الله أكبر ، صلي على النبي ، المعلم داخل مجلس الشعب يا جدعان ، وح يرفع راسنا .
خالد : بس يا معلم العملية دي لازمها مصاريف جامدة للدعاية والذي منه .
بوظا : ( ضاربا على صدره ) معايا كتير ، وح أبيع اللي ورايا واللي قدامي ، ما يهمكش يا أستاذ .
خالد : ومسألة القراية والكتابة كمان .
بوظا : ومال مجلس الشعب والقراية والكتابة .؟!
خالد : شرط يا معلم ، أنك لابد تعرف القراية والكتابة .
بوظا : مش ممكن حاجة واحدة بس .
خالد : حاجة واحدة يعني إيه ؟
بوظا : يعيني كفاية حكاية القراية ، إيه لازمة الكتابة كمان .
خالد : هو إحنا ح نفاصل يا معلم .
بوظا : بسيطة ، على الله وعليك حكاية تعليمي ، وأنا فاكر بس طشاش ، يعني بسرعه كده ح أعرف كل حاجة ، ومحسوبك مخه متكلف ومصروف عليه .
خالد : خلاص يا معلم على بركة الله ، الأسبوع الجاي ح قدم لك طلب في مركز الشرطة .
بوظا : ( مفزوعا ) هو من أولها ... مالنا ومال الشرطة يا أستاذ ؟
خالد : ما إحنا ح نقدم الطلب هناك .
بيضة : هو أنت ح يهمك شرطة ولا ضابط .
جلال : ( ساخرا ) الله ... هو أنت واخد الحكاية جد ولا إيه يا معلم ... أنا فاكرك بتهزر .!
بوظا : إيه المانع يا (جلال) ... إحنا مش ح نستفيد من مجلس الشعب ده .
جلال : ( غاضبا ) أنت أتجننت يا بوظا ، ح تمشي ورا كلام الطالب الخايب الفاشل ده ، مجلس شعب إيه يا خويا اللي عايز تدخله ؟!
بوظا : إيه يا جلال ... وإحنا مش قد المقام ولا إيه ؟ !
جلال : مقام إيه وبتاع إيه يا معلم ... أنت فاكر مجلس الشعب غرزة ولا مصطبة ح تدردش فيها وتشرب بوظا والشيشة ، وتجمع حواليك شوية الهلافيت بتوعك .
بيضة : ( غاضبا ) بس ما تقلش هلافيت .
جلال : أخرس يا واد .
بيضة : هلافيت هلافيت ...حد لاقي حاجة .
بوظا : شوف يا (جلال) .. أنا دماغي صرمة قديمة ، وأنا لما أحط دماغي في حاجة مش ممكن أتنازل عنها ، أنت عارف كده كويس ، وأنا قررت خلاص .
بيضة : يا صلاة النبي على المعلم المقرر .
جلال : مش حكاية نشفان دماغ يا معلم ، ده مش سوقك دا سوق الناس المتعلمين المثقفين .
بوظا : لا مش سوق المتعلمين و(المسقفين) بس ، وإلا كانوا سموه مجلس المتعلمين والمسقفين ، دول سموه مجلس الشعب ، وأنا من الشعب ، ولا إيه يا أستاذ ؟
خالد : منطقك سليم يا معلم .
بيضة : الله ...الله ... المعلم بيتكلم بالمنطق السليم ، مش بالعربي بس .
جلال : طاب يا معلم ، الأستاذ (شوكت ) بيرشح نفسه في الدايرة ، وبيفوز في كل مرة ، ح تعرف تقف قدامه ؟
بيضة : شوكت مين وبتاع مين يا با ، المعلم بوظا باسط البلد ومفرفشها .
بوظا : شوف يا جلال ، أنا ما أخافش إلا من الخالقني بس .
بيضة : الله على المعلمين اللي ما بيخافوش إلا من اللي خالقهم ، أمال يا جدع دا المعلم بوظا على سن ورمح .
جلال : ( ينصرف ) أنت صاحبي وعايز مصلحتك ، ونصحتك وأنت حر ، الهلافيت اللي حواليك دول ح يضيعوك ،سلام عليكم .
بيضة : هو زعلان ليه يا معلم ؟
خالد : يمكن علشان الأستاذ ( شوكت ) اللي بيشتغل عنده ، والمعلم ح يقف ضده في الدايرة .
بيضة : يعني خايف على معلمه ( شوكت ) ، كده إحنا فهمنا الفولة ، شوف يا معلم لسة ما عملناش حاجة ،ة وبدأوا يخافوا ، أمال لما نعمل الدعاية والذي منه ح يعملوا إيه .
خالد : اعمل حسابك يا أستاذ على أنك ح تعلمني من أول بكرة .
خالد : على عيني يا معلم .
بوظا : ( ينصرف ) ولد يا قرقورة .. المشاريب تنزل على حسابي ، أنا مروح استريح شوية في البيت .
بيضة : ( يسير وراءه رافعا زوج الفراخ ) بالبيض والفراخ نفديك يا بوظا .
( إظلام )
الفصل الأول .
المشهد الثاني :
حجرة من منزل المعلم بوظا ، الأرائك الخشبية وفوقها الحشايا والوسائد ، وفي الوسط منضدة وفوقها ودعة كبيرة الحجم ، يجلس المعلم ( بوظا) يرتدي سروالا طويلا ، وصديري ، وأمامه الشيشة وكوب الشاي ، تدخل ( فاكيهه ) زوجته ومعها طبق مملوء بالفاكهة .
فاكيهه : خد يا خويا كل .
بوظا : ( يبعد يدها ) ماليش نفس .
فاكيهه : ( مستنكرة ) مالكش نفس ؟!، دا أنت ما أكلتش حاجة على الشاي يا نضري ،
يمكن تكون عيان ولا حاجة .
بوظا : إيه يا ( فاكيهه) هو الواحد لو ما أكلش زي الطور يكون عيان ؟!
فاكيهه : اسم الله على مقامك يا خويا ... طور إيه وجاموسة إيه .؟!
بوظا : فاكيهه .... أنا مش فايق لك النهاردة .
فاكيهه : ( تغنزه بكوعها ) مالك يا رجل ... فيه إيه .؟!
بوظا : فيه موضوع شاغلني شويتين .
فاكيهه : ( ساخرة ) من أمتى ده ؟
بوظا : يعني إيه من أمتى ؟ !
فاكيهه : يعني مش عاويدك تشغل دماغك بأي حاجة ، دا الدنيا في كفة ودماغك
وراحتها في كفة ، ويعني لما يكون دماغك مشغول ما تكلش ؟
بوظا : أنا شفت كده في التليفزيون والسيما ، لما يكونوا مشغلوين ما يكلوش .
فاكيهه : ( تلتهم ما في الطبق ) دا موضوع إيه اللي شاغلك .؟
بوظا : حذري فزري موضوع إيه اللي شاغلني ؟
فاكيهه : ( مفكرة ) عاوز تشتري دكان تانية .
بوظا : هو أنا معايا اللضى .
فاكيهه : عاوز تتجوز .
بوظا : ( ضاحكا ) ما أنت خلصتي عليا .
فاكيهه : أنا غلب حماري .
بوظا : أما لو تم الموضوع ،ح تكون حالتنا آخر نغنغة ، وح يكون مقامي كبير قوى
، وصورتي تظهر في التليفزيون والجرايد وعلى الحيطان .
فاكيهه : ( تصرخ ) يا دهوتي ح تشتغل إرهابي !
بوظا : أنت اتعبطي يا واليه ، إيه إلارهابي ده ، أنا قتلت أبوك ولا أمك .
فاكيهه : ما هم اللي صورتهم بتظهر في التليفزيون ..
بوظا : ( يعتدل في جلسته ) أنا قررت ...
فاكيهه : ( تقاطعه وتضرب على صدرها ) والنبي .. أمتى وفين ؟
بوظا : ( متعجبا ) هو أنا قلت حاجة لسة .
فاكيهه : قول يا خويا .
بوظا : : قررت أرشح نفسي علشان أدخل مجلس الشعب .
فاكيهه : (تطلق زغرودة وتدور في أرجاء المكان ، فيأتي أولادها واحد وراء الآخر )
مشمشة : ( تمسك أمها ) إيه يا أما ... أبويا ح يتجوز ؟
فاكيهه : لا يا مشمشة .
موزة : ح يورث ؟
فاكيهه : لا يا موزة .
ريشة : ح يشتري أرض ؟
فاكيهه : لا يا ولد يا ريشة .
قرصان : إتلايم على كنز ؟
فاكيهه : لا يا قرصان .
مشمشة : أمال إيه الحكاية ؟
فاكيهه : أبوكم قرر يدخل مجلس الشعب .
( مشمشة وموزة يزغردان ويقبلان والدهما )
قرصان : وأنت حجزت يا با؟
بوظا : حجزت إيه يا بن الحمار ؟!
قرصان : كرسي .. هو مش زي السيما علشان تدخل لابد تقطع تذكرة وتحجز .
مصطفى : ( بيده كتاب ) لا مش زي السيما يا جاهل ... دا يترشح ، وبعد كده الناس
ينتخبوه ، وإن نجح يدخل مجلس الشعب ، بس اللي ناوي يعمله أبونا دا جنون
ومصيبة سودا .
بوظا : أخرس يا كلب يا ابن الكلب ، هو ده اللي اتعلمته في المدارس ، تقل أدبك
على أبوك .
مصطفى : يا با مالك ومال مجلس الشعب ، أنت تعرف إيه في أمور السياسة ومشاكل
الشعب علشان ترشح نفسك .
فاكيهه : ما هو البركة فيك يا مصطفى .
بوظا : بركة فيه إيه يا وليه يا عبيطة يا بنت العبيطة ، دا أنا أعلم ألف منه ، هو
بيفهم حاجة ، هو يقدر يوكل نفسه ، ما هم المتعلمين ماليين البلد زي الهم على
القلب .
قرصان : مش إحنا بنشوف بتوع مجلس الشعب بيتكلموا كلام كبير وموزون ... فكلام
(مصطفي) معقول برضة .
ريشة : ما هو شوية شوية ، المعلم ح يتودك ، ويفهم اللعبة اللي بيلعبوها في مجلس
الشعب .
مصطفى : إن كنتم فاكرين إن في مجلس الشعب بيلعبوا ، فمعاكم حق إنكم تفكروا
التفكير الأهوج ده .
ريشة : وماله يا مصطفى ، يجرب ، استريح أهو قاعد على كرسيه ، ما عجبهوش
مجلس الشعب ، يخرج وكرسيه فوق راسه .
مشمشة : دا أنت ح تقف وتتكلم في الميكرفون , والناس ح تصقف لك ، ويقولوا يعيش
المعلم بوظا .
موزة : وح تتصور تصويرات كبيرة ، وتتلزق على الحيطان .
قرصان : ( ضاحكا ) ولد يا ريشة ، أبوك ح يتلزق على الحيطان .
ريشة : واللي يزعل منه يصطاده .
قرصان : قصدك اللي يقرف منه .
بوظا : ( يتصنع سيما المجد ) احترموني يا ولاد الكلب ،من هنا ورايح ما فيش هزار
معايا ، ولا ضحك ، ومش عايز مشاكل مع الناس ، علشان سيرتي ح تكون
على كل لسان ( يقف ويسير إلى منتصف الحجرة ) وعيون الناس ح تكون
عليا ، وأنت يا ( فاكيهه) أمور المعيشة ما تشغليش بيها دماغي ، اعتبروني
مش موجود .
فاكيهه : بس يا خويا الرجل اللي جاي (لمشمشة ).
بوظا : قلت كل حاجة تتأجل لحد ما ندخل مجلس الشعب ، أنا ح أدخل استريح شوية
، الأستاذ (خالد) زمانه جاي ، خليه يستناني .
مشمشة : افرحي يا موزة أبوك ح يدخل مجلس الشعب .
قرصان : ( يصفق على يديه ) دا رزق جديد وسبوبة ...المجلس بيكون زحمة ، الواحد
يدخل بحجة أبويا ، ويلقط رزقه ، والناس هناك مليانه ، والأهم فيه منهم
نايمين .
[ ينصرفون ويبقى (مصطفى) يصفح كتابا ، ويسمع دقا على الباب ]
مصطفى : تعالي يا ( موزة ) شوفي مين على الباب ؟
موزة : ( تأتي وتفتح الباب) دا واحد أستاذ عاوز المعلم .
مصطفي : خليه يدخل .
[ يدخل خالد ويتابع بنظره موزة ولا ترتفع عيناه عنها حتى يكاد أن يتعثر ويسقط ]
موزة : إيه يا أختي الأستاذ الملحوس ده !
مصطفي : ( يستقبله ) تفضل يا أستاذ ( خالد ) ، تشرب إيه ؟
خالد : ( وهو ما يزال ناظرا إليى موزة ) بوظة ... أقصد شيشة ... شاي ... شاي .
مصطفي : روحي يا بنت اعلمي الشاي .
خالد : فين المعلم .؟
مصطفي : ليه ؟ !
خالد : أصله متفق معايا أعلمه القراية والكتابة .
مصطفي : ( ساخرا ) اشمعنى ؟!
خالد : أنت ما تعرفش أنه ناوي يرشح نفسه لمجلس الشعب ؟
مصطفي : مين اللي ملأ دماغه بالكلام الفارغ ده ؟
خالد : أبدا كان المعلم ( جلال ) بيتكلم عن صاحب الشركة اللي بيعمل فيها ، واتكلم
قدامه عن مميزات عضو مجلس الشعب ، طلعت في دماغ أبوك إنه يرشح
نفسه ، وأنت عارف أبوك لما يصمم على حاجة .
مصطفى : ناوي تساعده في الحكاية دية ؟
خالد : إيه المانع ... المعلم معتمد علي ، وجمايله على كتير ، وأنا أخدمه بعيني .
مصطفي : ( غاضبا ) أنت لازم تقنعه أنه يترك العبث ده .
خالد : ليه ؟
مصطفى :(ثائرا ) كأنك مقتنع .
خالد : وإيه المانع ؟
مصطفى : أما أنك عبيط أو بتستعبط .
خالد : ( ضاحكا) ليه يا أخي ؟
مصطفى : ( واقفا) أبويا ما يعرفش أبعد من أنفه ، وحياته كلها ما بين البوظة والحشيش ،والباقي أنت عارفه .
خالد : كل ده ما يمنعوش إنه يرشح نفسه .
مصطفي :(يذهب ويجيء في أرجاء المكان ) أما أنا اتجننت أو أنتم .
خالد :( مهونا الأمر ) يعني هم أعضاء مجلس الشعب بيعملوا إيه ، أو عملوا إيه ،
ولا هم أحسن منه في إيه ؟ أهو لو نجح ما يحضرش تلت إرباع الجلسات ،
والربع الباقي ينام في المجلس ، ولا من شاف ولا من دري ...أنت مضخم
الحكاية ليه ؟
مصطفي : يا أستاذ (خالد) مجلس الشعب من أخطر وأهم المؤسسات التشريعية في البلد ، دا بيحدد شكل ومستقبل البلد ، إزاي واحد زي المعلم بوظا يكون فيه أو منتسب إليه ؟!
خالد : مش بالضبط ، وعلى كل أهة تجربة يدخلها أبوك ، وح نخسر إيه ، بل يمكن
أبوك يعمل اللي ما حدش عمله .
مصطفى : هو فعلا ح يعمل اللي حد ما عملوش .
بوظا : ( يدخل ) أهلا بالأستاذ ..أنت مندمج مع الأستاذ بتاعنا ..فيه إيه ؟ أنا عارف
لما الأساتذة بيتجمعوا القعدة بتكون أنس وآخر منجهة ( ينظر إلى مصطفى )
اتفضل يا أستاذ من غير مطرود متعطلناش .
خالد : ( يفتح كراسة ويضعها على المنضدة ) مستعد يا معلم ؟
بوظا : ( يشمر على ساعديه ) أيوه يا سيدي ... والله ما أنا عارف لزمتها إيه حكاية
القراية والكتابة دي ، هو لا مؤاخذه الواحد ح يعمل إيه في مجلس الشعب ؟
خالد : الحكومة بتتخد قرارات وتعمل قوانين ، وقبل ما تنفذها تاخد رأي مجلس
الشعب ، وهو إما يوافق عليها أويرفضها أو يعدلها ، وكمان بيحاسب الحكومة
على كل كبيرة وصغيرة .
بوظا : يعني زي الرجل ما بيحاسب الست حرمه على كل كبيرة وصغيرة .
خالد : بالضبط كده .
بوظا : ودي محتاجه أن يتعب دماغه ويقعد زي التلموذ ، وإن كان ما فيش رجل
يقدر على الست، فالنسوان يعملوا اللي عايزينه من ورا الرجل حتى لو كان
الجن نفسه ، ( يمسك يد خالد ) أوعى تكون الحكومة بتعمل كده مع مجلس
الشعب ، وتستغفله ..دي تكون حكومة مش كويسه .
خالد : ما هي دي مهمتك يا معلم ، أنك تكون صاحي للحكومة .
بوظا : لا متخافش ، دا إحنا ولاد بلد ونفهم كويس ، وملاعيب شيحه حافظنها كويس
، حكم إحنا زي الديابة ، ننام بعين واحدة ،والتانية مفنجلة ، والله لنخلي
الحكومة تمشي على العجين ما تلخبطه ، حكومة إيه اللي ح تستغفلنا دي .
خالد : طاب لو اكتشفت يا معلم أن الحكومة استغفلتك ح تعمل إيه ؟
بوظا :( يهب واقفا ) الطلاق على طول ، أنا ما أعرفش أتفاهم .
خالد : يا معلم دي الحكومة ما هيش الست حرمك .
بوظا : ( يجلس مفكرا ) أه ... الطلاق هنا ما ينفعش ... خلاص نتجوز عليها .
خالد : ( ضاحكا ) قصدك تشكل حكومة جديدة .
بوظا : إيوه ..نجبلها ضرة ...علشان تموت بغيظها .
خالد : يا معلم ...أبعد عن ذهنك حكاية النسوان والضراير دي ..الحكومة ومجلس
الشعب حاجة ، والست وجوزها حاجة تانية خالص .
بوظا : ما أنا فاهم كل حاجة .... بس أنا بأقول مثلا يعني .
خالد : أنت محتاج درس كمان في السياسة وفي الدستور وفي الاقتصاد والاحصاء
كمان .
بوظا : ( منزعجا) هو أنا ح أدرس في الجامعة ولا إيه يا أستاذ ... لا ..صلي على
النبي ، أنا فعلا دماغي متكلفة ، بس برضه لابد الواحد يحافظ عليه ، كده
دماغ الواحد يشيط ، ما يستحملش الحمل ده .
خالد : ما أنا ح أبسط كل حاجة ، بحيث تفهمها بكل سهولة .
بوظا : إيوه إن كان كده معلش ، وعلى كل أنا معتمد على الله وعليك ، إنما قل لي يا
أستاذ ، لما أنت عارف كل الحاجات دية ، أمال ما نفعتش ليه في المدارس ؟
خالد : والله يا معلم ظروف ... مع إني معظم وقتي أقرأ بس قراية خارج المقرر .
بوظا : أوعى تعلمني من خارج المقرر ، أحسن أخيب خبتك .
موزة : ( تدخل حاملة الشاي ) اتفضل يا أستاذ .
بوظا : ( يبعدها ) يالا إطرقي ...إتوكلي على الله .
موزة : هو أنت مش عاوز شاي يا با ؟
بوظا : لا مش عايز شاي ..اتفضلي وريني عرض كتافك .
موزة : ( تنظر إلى ما في يد أبيها ) هو أنت بتتعلم يا يا ؟!
بوظا : ( غاضبا ) أيوه بأزفت ...بأتنيل ... عجيبة دي ... اتفضلي مع السلامة .
موزة : ( تجلس بجانبي أبيها ) أنا عايزة أتعلم القراية والكتابة .
بوظا : ( يدفعها بعيدا عنه) يالا يا بنت شوفي شغلك ... أمك بتناديلك .
موزة : ( تتخلص منه ) والنبي يا با نفسي أتعلم .
بوظا : ( غاضبا ) هي أمك مسلطاك عليا ولا إيه ...يالا يا بنت اطلعي برة .
خالد : يا آنسة موزة ...أنا مستعد أعلمك ، بس بعد ما نخلص من المعلم إن شاء الله .
موزة : ( بدلال ) والنبي يا أستاذ !
خالد : دا وعد مني .
موزة : (تنصرف ) يارب يخليك يا أستاذ ، ويعلي مراتبك ، والنبي أنت ابن حلال
وحلو وعسل ، وسكر .
بوظا : مع السلامة ... جدع يا أستاذ ، يعجبني فيك انك بتريح الزبون ، تتعلم يا أخي
دهده .
خالد : أنا بتكلم جد .. إيه المانع أنها تتعلم يا معلم .
بوظا : ( غاضبا ) مش لما أنا أزفت الأول .
خالد : ( يفتح الكراسة ) خد بالك يا معلم ... دي حروف الأبجدية .
بوظا : ما أنا عارف الحروف دي كويس وحافظها .
خالد : يعني نبدأ بالكلمات .
بوظا : أيوه .
قرصان : ( يدخل مندهشا ) بتعمل إيه يا با ؟
بوظا : ( غاضبا ) بأغني ...بأرقص ..بألعب عجين الفلاحة ..أنت مال أمك .
قرصان : ( خارجا) خلاص ...خلاص ، أنت زعلان ليه ؟
خالد : شوف يا معلم الكلمة دي فيها كام حرف ؟
بوظا : أربعة .
خالد : أنطقها كويس كده .
ريشة : ( يدخل ) أنا كنت عاوز ... إيه الحكاية ،أنت بتعمل إيه بالقلم والكراسة يا با؟
بوظا : أنا عارف أن الليلة دي سودة عليكم وعلى أمكم يا ولاد الكلب ، إيه ياسي
(ريشة) ، في إيدي قلم وكراسة ، ح أعمل إيه ، ح أفتح المندل ، ح أقرا الكف
، ح ألعب عشرة كوتشينة ؟!
ريشة : ( يسرع بالخروج ) إيه الرجل حصل له حاجة .
خالد : ( يهدي من غضب المعلم ) وماله يا معلم لما يسألوا ، هي فيها حاجة ؟
بوظا : أيوه فيها ...لما أنا المعلم بوظا قاعد زي التلموذ قدامك أنت ، إزاي
يحترموني بعد كده ، وإزاي ح أمشي كلمتي عليهم ، دا أنا كبير قوي هنافي
بيتي ، هنا كل حاجة بأمري .
خالد : يا معلم العلم مالوش كبير .
بوظا : أنا عارف مالي ووجع الدماغ ده ؟!
خالد : إحنا ح نضعف من أولها .
بوظا : لا وشرفك ...أنا لما أقرر حاجة ، لابد أنفذها على طول ( يمسك بالقلم ويحاول أن ينطق الكلمة ) م...مج..... مجلس..ال....الش.....الشع......الشعب
فاكيهه : (تدخل وبيدها جلباب المعلم ، تراقب ما يدور ) اسم النبي حارسك وصاينك
...أنت بتقرا ... هو بعد ما شاب ودوه الكتاب ؟!
بوظا : ( منفجرا وممزقا ما أمامه من ورق وقالبا المنضدة ) على الطلاق ما أنا
شغال في ليلتكم السودة يا ولاد الكلب يا مجرمين ....يا لا يا أستاذ مش شاغلين
الليلة دي ...علشان العيال وأمهم يستريحوا .
( إظلام )
الفصل الأول .
المشهد الثالث :
مكتب المحررين في جريدة ( الوطن) ، قاعة واسعو يها بابان ، أحدهما يؤدي للخارج ، والآخر يؤدي إلى غرفة رئيس التحرير ، يوجد أربع مكاتب ، ودولاب معدني في أحد الأركان ، يدخل الساعي وبيده منفضة ، ويدخل وراءه شاب متأنق في ملبسه .
الشاب : ( يسوى ملابسة ويحكم ربطة عنقه ) صباح الخير يا عم ( أحمد) .
أحمد : صباح الخير يا أستاذ ( سامي) مش عوايدك تيجي بدري كده .؟!
سامي : الصحيان بدري أحسن ، مش كده برضه ... الأنسة ( مها ) محضرتش ؟
أحمد : زمانها جاية .... هي متعودة تيجي بدري .
سامي : إيه رأيك فيها يا عم ( أحمد) ؟
أحمد : والله يا أستاذ ( سامي) ما أعرفش .. ما مرش عليها هنا غير أسبوع واحد ،
لكن باين عليها بنت حلال .
سامي : وجميلة .
أحمد : أظن ذلك .
سامي : وظريفة .
أحمد : باين عليها .
سامي : ودمها خفيف .
أحمد : دا واضح ... وواضح أن ساعتك مقدمة .
سامي : ( ضاحكا ) عيبك أنك فاهمني ... يا لا روح هات المعلوم .
أحمد : ساندوتش الفول وكباية الشاي .
سامي : ما تنساش المخلل .
مها : ( تدخل وتتجه إلى مكتبها وتخرج كومة من الأوراق من حقيبتها ) صباح
الخير يا أستاذ ( سامي )
سامي : ( يقترب منها ) صباح الخير يا آنسة ( مها ) إيه الأوراق دي كلها ؟
مها : ( ترتب الأوراق) دي مسودة مقال .
سامي : عن إيه ؟
مها : عن المرأة العاملة والمشكلات اللي بتواجهها .
سامي : ( متعجبا ) مرأة عاملة ومشكلات ... إنت مش نافعة .
مها : ( غاضبة ) بتقول إيه يا أستاذ ( سامي) ؟ !
سامي : لا مؤاخذة ...إنت جديدة هنا ، ولابد أن تفهمي اللعبة ، ح أسألك سؤال ، إنت
كاتبة المقال ده لمين ؟
مها : للمسؤولين والمرأة العاملة .
سامي : أن بأقوللك منتش نافعة .
مها : ( غاضبة ) وبعدين يا أستاذ ( سامي ) .
سامي : ( يجلس على طرف مكتبها ) على مهلك بس ، إنت قلت إنك كاتبة المقال
للمسؤولين والمرأة العاملة .
مها : إيوه .
سامي : أما المسؤولين مش في حاجة إلى مقالك إو أي مقال صحفي ، هما
عندهم الكتير ، من المشكلات المستعصية ، أما المرأة العاملة ، فتفتكري أنها
بعد ما ترجع من الشغل وتحضر الغدا وتقوم ببقية أعمالها ، تفتكري ح يفضل
وقت تقرا فيه مقالك ، حتى لو كان عندها وقت ، ح يتسع صدرها لمقالك ، هي
في مشاكل ، البيت فيه مشاكل ، الشغل فيه مشاكل ، ولما تيجي تقرا تقرا عن
مشاكل كمان ؟ هي عايزة حاجة تانية خالص .
مها : زي إيه ؟
سامي : ( يقترب منها ) زي أخبار المودة ، أحدث تسريحة ، قصة عاطفية ، كلام
عن الحب ، كيف تقنعين زوجك أن يشتري لك فستانا ، أو هدية ، مقال عن
كيفية اختيار خطيبك .
مها : إزاي اكتب بالشكل ده ؟
سامي : ( هامسا ) تحددي ميعاد ، كأن يكون في الخامسة عصرا في جروبي .. إيه
رأيك ؟
مها : ( تنهض وتبتعد عن سامي ) ويعدين يا أستاذ ( سامي ) أنا أرفض أسلوبك
الرخيص ده .
سامي : انت مش سألتيني إزاي ؟
مها : أنا بسأل إزاي الأشياء التافهة دي يكون لها كل الاهتمام ده .
سامي : ( ضاحكا ) نحن في زمن التفاهات .
أحمد : ( يدخل حاملا لفافة ) اتفضل يا أستاذ ( سامي) .
سامي : شكرا يا عم أحمد ...آنسة ( مها ) تفطري معايا ؟
مها : ( تفتح حقيبتها ) شكرا ... أنا جبت معايا ساندوتش .
سامي : ( يأكل ) فيه إيه ؟
مها : هو إيه ؟
سامي : الساندوتش ؟
مها : فيه بيض وبسطرمة .
سامي : ( يتجه إليها حاملا الساندوتش ) خدي نص من ساندوتشي وهاتي نص من
ساندوتشك .
مها : لا خد نص من ساندوتشي ، ومش عايزة منك حاجة .
سامي : ( يأخذ الساندوتش كله منها ) يا عم أحمد هات الشاي .
مها : ( واقفة ) أنت أخدت الساندوتش كله !
سامي : ( يعيد إليها النصف ) لا مؤاخذه.. يا عم ( أحمد ) ، هات كباية شاي كمان
للآنسة ( مها ) .
شوقي : ( يدخل وحينما يرى سامي ، يقف متعجبا ) إيه الحكاية أنت جاي بدري
النهاردة ..مش عوايدك ؟!
سامي : قول صباح الخير الأول يا استاذ ( شوقي ) ..كل ما في الأمر أن ساعتي
مقدمة .
شوقي : ( ملتفتا إلى مها ) أزيك يا آنسة (مها) ، الشغل عاجبك هنا ؟
مها : الحمد لله .
شوقي : كتبت المقالة ؟
مها : إيوه .
مها : إن شاء الله يوافق عليها رئيس التحرير .
مها : الظاهر مش ح تعجبه .
شوقي : إش عرفك ؟
مها : الأستاذ ( سامي ) قال لي ....
شوقي : ( مقاطعا ) هو سامي وصلك ... وعرف يقنعك بمنطقه الفاسد .
سامي : إيه يا أستاذ ( شوقي ) هو عيب أعرف الآنسة ( مها ) اصول الشغل .
شوقي : وهي المودة والفساتين وأخبار الراقصات والفنانات والجرائم العاطفية أصول
الشغل ؟
سامي : تعرف يا ( شوقي ) واحد كمان زيك في الجرنال ، ويجيب الجرنال ضرفه ،
وإهي جات لك واحدة شكلك ، أنت تكتب عن الإنسان المصري ومعاناته
اليومية ، وهي تكتب عن مشكلات المرأة العاملة ،وإحنا نجيب ضرفها .
عبد اللطيف : ( متعجبا ، ناظرا إلى سامي ) السلام عليكم ورحمة الله ...إيه الحكاية ، أنت
جاي بدري ليه النهاردة ، مش عوايدك ؟!
سامي : صباح الخير يا أستاذ ( عبد اللطيف ) ... إيه الحكاية يا أخونا .. البلد كلها
واخدة بالها مني ليه ؟
عبد اللطيف : ( يعطي كتابا لمها ) خذي يا آنسة ( مها ) هذا الكتاب قمت بتأليفه ، منذ عام
تقريبا ، وهوعن الجمال والقبح في حياتنا ، وسوف يحوز إعجابك إن شاء الله .
مها : ( تأخذ الكتاب ) شكرا يا أستاذ ( عبد اللطيف ) .
عبد اللطيف : لقد كُتب عنه الكثير عند صدوره ،وعُقدت ندوات في الإذاعة والتلفاز ، لقد
كان صدوره بمثابة حدث ثقافي عظيم .
سامي : ( ضاحكا في سخرية ) ما تبعش منه أكتر من خمسين نسخة .
عبد اللطيف : ( محتدا) يا هذا ... نحن لا نبيع فكرا ... نحن نكتب لأن لنا رسالة ، ألا وهي
صقل أذواق الناس ، والارتفاع بهم فوق مستوى الحيوانية ، وإذا كان قارئو
هذا الجيل قليلا ، فسوف ، تأتي أجيال لترتفع ما كتبناه فوق الرؤوس ، ولسنا
مثل هؤلاء الذين يكتبون للمراهقات والمتخلفين والمرضى .
سامي : ( ساخرا ) ربنا يعطيك الصحة يا شيخ عبد اللطيف .
شوقي : على فكرة الانتخابات لمجلش الشعب على الأبواب ،إيه رأيكم نخصص عددا
من الجرنال عن تاريخ الحياة النيابية في مصر .
عبد اللطيف : إنه رأي وجيه ، ولدي من المراجع ما يفيدك في هذا الموضوع ... أظن أن
الموضوع جاء في وقته .
سامي : ( واقفا ) دا كلام فاضي ...يعني إيه نخصص عدد كامل لموضوع الانتخابات
، ومال الناس والانتخابات ، الجرنال لابد يهتم باللي الناس تهتم بيه .
شوقي : يا سي سامي ... اللي يحدد مصير ومستقبل البلد شيء مش مهم في نظرك ؟
سامي : ( متعجبا ) أنا قلت إنه شيء مش مهم !
عبد اللطيف : نعم ، وقلت إن الناس لا يهتمون بالانتخابات .
سامي : هو معنى أن الناس ما بيهتموش بشيء يعني ده أنه مش مهم ، الناس بتهتم
بكل شيء ، إلا الأشياء المهمة .
شوقي : وإيه دليلك على هذا المنطق الفاسد ؟
سامي : يا سلام ...كلامي محتاج دليل ، يا سيدي لو نشرت خبرا عن جلسة لمجلس
الشعب وإن الأعضاء ظلوا شهرا في حالة إنعقاد تام لمناقشة المشكلات
والقضايا التي تهم الشعب ، فلن يهتم أحد بهذا الخبر ، أما لو نشرت خبرا عن
طلاق ليلى علوي . ..
مها : (مقاطعة وقد نهضت من على كرسيها ) والله ...إمتى حصل ده ؟
سامي : ( ضاحكا ) عايز دليل أقوى من كده ، الخبر الأول لم يحرك الآنسة ( مها )
على أهميته وجلاله ، أما الخبر الثاني فقد ثقب أذنيها على رأي الشيخ عبد
اللطيف ...لازم يا أخونا نهتم بما يتهم به الناس .
عبد اللطيف : ( منفعلا) يا أستاذ ( سامي) هذا رأي فاسد ومفسد ، يجب أن نقود الرأي العام
، إن نرتفع بفكر وثقافة وذوق الناس ، لا أن ننغمس فيما ينغمسون فيه .
سامي : ( ساخرا ) يا شيخ صلي على النبي ...ثقافة إيه وفكر إيه .
عبد اللطيف : ( ملتفتا إلى شوقي ) إيه يا استاذ ( سامي) قول حاجة ترد بها على كلام أخينا
ده .
سامي : يعني الانتخابات اللي بتقول عنها أنها مهمة ، مين ح يقرا عنها ، ولا مين
اللي ح يرشح نفسه ، ممكن حد من عامة الشعب ، مش ممكن ، اللي بيرشح
نفسه ، هو اللي عرف السكة إلى مجلس الشعب ، وعرف دهاليزه ، مثل
الأستاذ ( شوكت ) قريب رئيس التحرير له أكثر من ثلاث دورات والرابعة
جاية ، عمل إيه وح يعمل إيه ؟ تعرفوا ليه ما فيش حد من عامة الشعب يرشح
نفسه ، لأنه متأكد أن ما فيش فايدة ، وح يستفيد إيه من وجع الدماغ والمناقشات
والمجادلات البيزنطية .
عبد اللطيف : ما الأهم في نظرك مجلس الشعب أم أعضاء مجلس الشعب ؟ .
سامي : دخلنا في دائرة الفرخة والبيضة .
عبد اللطيف : يا استاذ ( شوقي) قل حاجة ترد بيها على كلام هذا الأفاق.
شوقي : كلام (سامي) صحيح ، فعامة الشعب ما عدوش يهتموا ، بممارسة أي نشاط
سياسي ،بل ما عدوش يهتموا بأمر السياسية أصلا ، وأصبحت السياسة من
أكثر الأمورالتي تبعث على الملل والسأم ، ليس لأنها أمور جادة زي ما بيقول
(سامي )، لا .. الأمر أكبر من كده بكتير .
مها : يا ترى إيه السبب ؟ !
شوقي : مش عارف .. المتخصصين في تلك الأمور بيقولوا أن السبب تاريخي ، ففي
المراحل السابقة كانت السلطة تنفرد بالأمر وبعدت الشعب عن الاشتراك ،
واحترم الشعب إرادة السلطة ، وذلك إما راجع لشعور الشعب بقوة وقدرة
السلطة ، أو أن الشعب وكل السلطة عنه لتفعل كل شيء .
سامي : يا سلام !! الحكاية مش عايزه متخصصين ، الحكاية ببساطة أن الشعب شايف
إن السياسة نوع من الترف ،بيشتغل بيها اللي ما لوش شغلانة ، أما الفلاح
والعامل والحرفي فما عندهمش وقت بيضعوه فيما لا جدوى منه .
شوقي :يا فالح ..هومجلس الشعب فيه عمال ولا فلاحين ؟
سامي : صورة بس .
شوقي : جايز يظهر شخص من قاع الشعب يرشح نفسه .
سامي : ( ضاحكا) كنت أنا رشحت نفسي ، ولا عم (أحمد) .
أحمد : ( يدخل حاملا حقيبة ) الأستاذ (عزيز) جاي على السلم .
عزيز : (يدخل ويتجه إلى باب مكتبه ) سلام عليكم يا أساتذة ...( ينظر إلى الأستاذ
(سامي ) إيه الحكاية أنت جيت بدري النهاردة ..مش عوايدك .
سامي : ...................................................
عزيز : الانتخابات على الأبواب ....والأستاذ ( شوكت )عشمه كبير فينا ...أنتم
عارفين الواجب علينا .... لو سمحت يا آنسة ( مها ) تيجي المكتب .
سامي : هو عاوز إيه منك ؟
مها : مش عارفة .
سامي : أجي معاك ؟
عبد اللطيف : إيه الصفاقة دي ، الأستاذ ( عزيز ) طلب الآنسة ( مها ) مالك أنت ؟!
سامي : مش إحنا زملاء في العمل .
عبد اللطيف : أنت مضى عليك هنا خمس سنوات .
شوقي : اشمعنى النهاردة بس ساعتك قدمت ؟
سامي : ( يخلع ساعته ) أنتم شم مصدقين ... الساعة إيه .
شوقي : سامي ... ابعد عن ( مها ) دي مش زي بقية البنات اللي أنت تعرفهم.
سامي :هو اللي أنا بعرفهم وحشين ولا إيه ؟
عبد اللطيف : لا استغفر الله ... أنت كل معارفك من خيار القوم .
سامي : ( متضايقا ) والله انتم مش ولاة أمرها ... المهم شفتم حاجة وحشة مني لا
سمح الله .
مها : ( تخرج من عن مكتب الأستاذ عزيز رئيس التحرير) أنا رايحة المحافظة يا
جماعة ...
سامي : خير يا آنسة ( مها ) .
مها : ( تعد حقيبتها )طلب مني أروح للمحافظ ح أعمل معاه ربيورتاج .
سامي : وليه أنا ما أعلموش ؟!
عبد اللطيف : (ضاحكا ) هو عارف أنك لا تستسيغ تلك الموضوعات .
سامي : إيوه بس مع المحافظ الأمرمختلف ، ثم يا آنسة ( مها ) إحنا ح نقطع على
بعض ولا إيه .. أنا أقدم منك هنا ، ولي خبرتي برضة .
مها : بس رئيس التحرير هو اللي أمر بكده .. ولو حبيت تدخله وتقله الكلام ده أنا
ما عنديش مانع .
سامي : ( متراجعا ) هو رئيس التحرير اللي أمر ... أنا كنت فاكر حد تاني ، بس ما
يمنعش إني أفيدك برضة .
مها : ( تأخذ حقيبتها وتخرج ) سلام عليكم .
سامي : (يسرع بالخروج وراءها ) استني ...معايا شكوى ح وصلها للمحافظ .
شوقي : ( ضاحكا ) (سامي) هو (سامي) ...مش ممكن يتغير .
(إظلام )
الفصل الثاني
المشهد الأول :
أمام محل البوظة ، مجموعة من الرواد ، تشرب وتدخن ، و ( قرقورة ) يلبي طلباتهم ، يدخل بيضة .
بيضة : ( يقفز في الهواء مصفقا صائحا ) وسع يا جدع ... وسع لمعلمين مجلس
الشعب ،نجحنا في الامتحان ، وأخذنا الدكتوراه ، وهاجمين على المجلس ...
وسع يا جدع .
بوظا : ( يدخل ووراءه خالد ، الجميع يهني ويعانق المعلم ، وهو يرد التحيات )
انتهينا من مشكلة الامتحان ... كان كابوس ، كانوا كاتمين على أنفاسي ، الله
يكتم أنفاسهم ، تحكمات فارغة ، يعني مش ح نعرف نشتغل في مجلس الشعب
إلا بالقراية والكتابة ؟ كلام فاضي ( يشير إلى رأسه ) طالما ده متعمر ، أنا
أشغل بلد بحالها ، مش حتة مجلس شعب .
خالد : والله يا معلم أنا كنت خايف أحسن تنضرب بمبة .
بوظا : ( يقف ويربت على صدره ) شوف يا أستاذ .. أنا مدخلتش أمتحان بعون الله
إلا ونفذت اللي في دماغي ، كل الامتحانات اللي أنا دخلتها ، سقطت فيها
بالثلث ،علشان كنت ناوي ..غاوي سقوط في الامتحان ، ما أنا طول عمري
ما حبش حد يمشي كلامه علي ..قال يقعدوني على كرسي ويدوني ورق
وجاوب يا ولد يا بوظا ، من ورقة لورقة ، طاب أنا عملت إيه ، جبت إيه من
عندي .... طاب بذمتك ده تعليم ؟!
خالد : ( ضاحكا ) ماهو لابد تجاوب على الأسئلة .
بوظا : استفدت أنا إيه ؟ ناس عندهم الخفيف ... هو أنا لما اكسب عيشي ح
أكسبه بالورقة والقلم ...شوف يا أستاذ التعليم إحنا نعرفه كويس إش قولك بأه
، أنا بعت الولد (خليل ) وهو صغير لسة للورشة هناك يتعلم ، كنت تشوفه
هناك متنيل بالزفت والشحم ومرمي تحت العربية ، والمعلم يضربه بالمفتاح في
نافوخه يطرشم وشه ، ويجي الواد آخر النهار ، حالته بله وزفت ، إش قولك
بأه أنا بأكون مبسوط علشان عارف أن ده هو التعليم ،بالك الولد ( خليل ) دولقت ولا أجدع (خنزيرة) ولا أي نوع ياخد في إيده غلوة ، معلم بحق ...قل لي بأه مسك ورقة ولا قلم ، فك خط ولا ربطه ؟ !
قرقورة : ( يأتي بأكواب البوظة والشيشة ) مبروك يا معلم ... على الله وعليك بوفيه
مجلس الشعب ، ندر على أني أبسط كل أنفار مجلس الشعب ، علشان خاطر
معلمنا ، أمال إيه ، ياعيش المعلم بوظا ( يردد الجالسون وراءه ) .
بوظا : ( يحي الجميع ) إش قولك يا أستاذ أنا كنت خايف وأنا رايح الامتحان
النهاردة ، ما أنا كل الامتحانات كنت بأسقط فيها زي ما قلت لك ، أما الامتحان
ده فكنت عايز أنجح ، وأنا دماغي ناشفة زي القرعة العسلي ، لما أنوي على
حاجة أجارك الله ، لابد تتنفذ أمال إيه ... بس الامتحان ما كنش صعيب ولا
حاجة .
خالد : أنت اللي سمعت كلامي وعملت بالنصايح .
بوظا : وإن كنت محبش أسمع كلام حد ، بس علشان أنت السكرتور بتاعي ، اسمع
كلامك بس ، بس عايز كل ما أشخط فيك واتنرفز عليك واضربك على قفاك
ماتزعلش ، أنا بعمل كل ده بس برضة قلبي أبيض زي البفتة .
خالد : شوف يا معلم ..اتنرفز واشخط على كيفك ، بس بلاش حكاية الضرب .
بوظا : ماشي كلامك يا أستاذ ، ماهم الناس المهمين لابد يشخطوا ويتنرفزوا ( يتلفت
حوله ) الولد بيضة مش باين ليه ؟
بيضة : ( يدخل إلى المسرح ، وفي يد طبق والأخرى رغيف خبز وتحت إبطه بصل
أخضر) إيوه يا معلم ، أصل من طلعة الصبح وأنا مستنيك تخرج ومعاك
الشهادة ، ما أكلتش ، أكل إزاي وأنا متوتر ( يجلس على الأرض ويضع
مابيده ويبدأ في الأكل ) بالك يا معلم لما أنت خرجت وأخدتك بالحضن ، كنت
فرحان مش مصدق أن المعلم وصوره تظهر في السيما والراديو والتليفزيون ،
وأنا أمشي وأقول للناس ده معلمي ، والناس تهتف والنسوان تزغرد .
خالد : ألا يا معلم ... إحنا معملناش حساب الدعاية .
بوظا : يعني إيه دعاية يا أستاذ ؟ !
بيضة : يعني يا معلم الناس ح تدعي عليك ، ما أنت ح توقف حال ناس كتير لما
تظهر في كل مكان ، وتقطع السبوبة بتاعتهم ( مخاطبا خالد ) شوف يا أستاذ
... اللي يدعي على المعلم دا انا أنط في كرشه .
بوظا : اسكت يا حمار ..لما نشوف حكاية الدعاية دية .
خالد : يعني يا معلم ما فيش حد عارفك ، ولازم الناس تعرفك و ...
بوظا : ( مقاطعا ) إزاي ده دا أنا نص البلد عارفاني ، نص أمخاخ ومزاجات البلد
أنا اللي بأعمرها ، وأمنجهها ، دا أنا بأعمل خدمة ليلية علشان زباين
آخرالليل والفجر .
خالد : إيوه يا معلم ...بس إحنا عاوزين كل اللي في البلد يعرفوك .
بوظا : طاب وليه .... ما كفاية اللي إحنا عارفينهم ؟!
خالد : يا معلم لازم علشان أكبر عدد من الناس يصوتوا لك .
بيضة : أنت ح تدخل مجلس الشعب ولا القرافة يا معلم ؟!
بوظا : يا أستاذ أنا مش عارف حاجة ...فهمني علشان أعرف راسي من رجلي .
خالد : ماهو علشان تكون عضو في المجلس ، لابد أكبر عدد من الناس يوافقوا
عليك ، وطبعا الناس لازم يعرفوا عنك كل حاجة ، قبل ما يوافقوا عليك ، إحنا
ح نعمل دعاية لك علشان يعرفوك ويوافقوا عليك .
بوظا : أنا فهمت الفولة دلوقت ، يعني إحنا ح نعمل حفلة استعراف .. وماله ..لك
علي أمنجه وأبسط كل الناس ...البوظة والذي منه .
خالد : لا يا معلم بلاش الحاجات دي ، إحنا ح ندعي الناس هنا ، وكمان ح نروح
لهم في أماكنهم ... المهم دلوقت نطبع ورق الدعاية ، وصورتك ، وعايزين
أكبر عدد من أصحابك ينشرها في كل الحي .
بوظا : ( يقف وسط المكان رافعا يديه ) يا رجاله ...يا جدعان ... أنا محتاج لكم
دلوقت ، لازمني ناس يبعتروا الدعاية في البلد ، مين اللي ح يساعدني في
الحكاية دية .
الجميع : ( في صوت واحد ) كلنا خدامينك يا بوظا .
بيضة : شوف يا معلم ...بقدرة قادر ، بكرة ح تلاقي كل البلد مليانة بصورتك واسمك
... الحيطان والأرض والعربيات وعلى الأحصنة وعلى الحمير وعلى الكلاب
والقطط
بوظا : ( يضرب بيضه على قفاه ) يخرب بيت أبوك يا بيضة ... أنت ح تعلقني على
الحمير والكلاب . ..هم ح يعينوني في الشفخانة ؟!
بيضة : مش قصدي يا معلم .
خالد : والله يا معلم اللي بيقوله الولد بيضة مضبوط .
بوظا : سلامة عقلك يا أستاذ ... إزاي ؟!
خالد : طبعا مش كل اللي قاله (بيضة )، بس بعض كلامه ... لما كل عربية كارو ،
وكل حنطور ، وعربية نقل نحط عليها ورقة دعاية ، وطبعا كلهم خدامينك
وزباينك ، أهي دي ح تكون أحسن دعاية لك ، وكده ح تكون الدعاية حية
ومستمرة طول النهار ويتتحرك في كل مكان ، في الحواري والزقايق والشوارع
بوظا : ( يربت على كتف بيضة ) والله يا واد بيضة أنت عندك مخ وبتفكر كويس
أهه .
بيضة : ( واثقا من نفسه ) تلموذك يا معلم ... ولك علي أجمع الحمام بتاعي كله
وأعلق في رجليه ورق الدعاية لك .
خالد : ( ضاحكا ) الولد بيضة بيطلع علينا بأفكار كويسة يا معلم ، أهه الدعاية ح
تكون على الأرض وفي الجو كمان ،
بيضة : علي النعمة ح أخلي كل الفراخ والبط والوز كمان يشيل ورق دعاية .
خالد : تعرف يا معلم .. الواد (بيضة) يستحق يكون المسؤول عن ملف الدعاية لك .
بوظا : خلاص ...قررنا نحن المعلم بوظا أن الولد بيضة يكون رئيس ملف الدعاية .
بيضة : ( يقفز قفزات عالية ويعانق المعلم ) الله يخليك يا معلم ...يا عيش بوظا بتاع
مجلس الشعب ، يعيش المعلم بتاع البوظة والمنجهة .
خالد : لا يا بيضة ... كفاية تقول يعيش المعلم بوظا ، وممكن تقول ناصر
المظلومين والمطحونين .
بوظا : طاب المظلومين وعرفناهم ... المطحونين دول يطلعوا مين ؟ !
خالد : دول الناس اللي زمنهم طحنهم يا معلم ، يعني زي ما تقول كده الناس اللي
ضربهم السلك .
بوظا : طاب ما تقول كده من الصبح .
خالد : ما هو لابد الشعار يكون له معنى ويؤثر في قلوب الناس ، وأنا ح أحفظ الواد
بيضة كام شعار علشان يهتف هو الناس بتوعنا بيه .
بوظا : خلاص الواد بيضة ح يمسك الدعاية بإيده الاتنين زي الكلب ما يمسك فرخة
...فاضل حاجة تانية يا أستاذ ؟
خالد : عايزين نعمل كام مؤتمر نناقش فيه مشكلات الناس .
بوظا : يعني إيه ؟
خالد : مش الناس اللي في البلد لهم مشاكل ..زي السكن والعيش والتعليم والعلاج .
بوظا : إيوه كل واحد بيه اللي مكفيه يا ولداه .
خالد : أنت ح تتكلم في المشاكل دية .
بوظا : طاب وأنا مالي يا عم خالد .
خالد : إزاي يا معلم !
بوظا : هي مشاكلي ولا مشاكلهم ؟!
خالد : مشاكلهم طبعا .
بوظا : خلاص هما حرين في مشاكلهم يحلوها يربطوها .
خالد : الناس ما يعرفوش يحلوها .
بوظا : وأنا سبع البرمبة وأبو العريف ح أحلها لهم ،هي مشاكلي حد حلها لي علشان
أحل مشاكلهم ؟!
خالد : ( يمسك رأسه ) ولد يا قرقورة هات لي كباية شاي ، أحسن راسي ح تنفجر
...يا معلم حاول تفهمني ولا الحكاية مش ح تنفع .
بوظا : ماشي كلامك يا أستاذ ...أنا ح أرمي نفسي على مشاكل الناس ، وح أنحشر
بينهم علشان زي ما بتقول نحل مشاكلهم مش كده ؟
خالد : إيوه يا معلم .
بوظا : بإيه يا فالح ؟!
خالد : مش فاهم قصدك إيه ؟
بوظا : ح أحل مشاكلهم بإيه يا بني آدم ؟
خالد : بالكلام .
بوظا : ( يقف وينظر إليه بقوة ، ثم يجلس مرة أخرى ) ولد يا أستاذ أنت عبيط
وحمار ...هات يا ولد يا قرقورة شيشة ...قال نحل مشاكل الناس بكلام
...يعني واحد جعان نحط له كلمتين في ورقة ، واحد عريان نلبسه موال كلام .
خالد : يا معلم ...
بوظا : ( مقاطعا ) بلا معلم بلا بتاع .. أنت فاهم حاجة .
بيضة : يا معلم طول بالك على الأستاذ يمكن قصده حاجة تانية .
بوظا : ماهو يا بيضة ربنا عرفوه بالعقل ...مش كده .
بيضة : إيوه يا معلم .
بوظا : يعني ح نلم الناس اللي محتاج لقمة واللي محتاج هدمة ... وبدل ما نديه هدمة
ولا لقمة نديه شوية كلام ،هوده معقول ، يعني ( فاكيهه) مراتي لما تقولي هات
مصروف البيت بدل ما أديها فلوس أديها كلام في إيديها ، ونقولها خالي بالك
أوعي تبعزقي .
خالد : يا معلم أنت مش ح تحل مشاكلهم .. أنت ح تديهم وعد بحل مشاكلهم لو
نجحت ودخلت مجلس الشعب .
بوظا : ( يضع إصبعه على رأسه ) أشمعنى ...هو أنا اللي ح أحل المشاكل ولا
مجلس الشعب .
خالد : ( يمسك رأسه ويقوم ويقعد وينظر يمينا ويسارا ) يا معلم لما تدخل مجلس
الشعب ح تطالب الحكومة إنها تحل مشاكل الناس .
بوظا : ( مستنكرا ) والله ...ها أو...أو... الحكومة بجلالة قدرها مستنية واحد يعرفها
مشاكل الناس ، وقال أول مأ أعرفها مشاكل الناس ح تحلها على طول ، طاب
يا خويا ما تحلها لوحدها لو كانت عندها النية ...قال أنا اللي ح أخلي الحكومة
تحل مشاكل الناس ...طاب فرضنا الحكومة ركبت رأسها وعندت وحرنت
وما حلتش مشاكل الناس ، إش قولك ، أطلع أنا عيل صغير قدام الناس ،
طاب يا عم مالي أنا ...على رأي المثل يا داخل بين البيضة قشرتها .
بيضة : ( يربت على يد المعلم ) البصلة يا معلم مش البيضة .
بوظا : البيضة ولا البصلة أهو كله له قشر .
خالد : ( واقفا ممسكا برأس المعلم ومقبلا على رأسه ) شوف يا معلم .... أنا مستقيل
..اعفيني من العمل ... أنا يئست ... أنا فشلت معاك .
بوظا : ( يركل الشيشة برجله ويقلب المنضدة ) وأنا مش داخل مجلس الهباب ده ...
اللي ح يربيلي الخفيف ، مع السلامة ..وريني عرض كتفافك .
بيضة : ( متدخلا بينهما ) صلوا على النبي ...إحنا ح نطلع عيال ونفرج الشعب علينا
...اصبر شوية يا أستاذ خالد ...وانت يا معلم ،معلش فتح دماغك شوية ..كلام
الأستاذ معقول برضة
بوظا : ( يمسك بيضة من ذراعه ) أنت فاهم حاجة من اللي بيقوله ؟!
بيضة : لا والله يا معلم .
بوظا : ( يضربه على قفاه ) أمال كلامه معقول إزاي يا حمار .
بيضة : دا برضه أستاذ ومتنور ، ولازم يكون كلامه معقول .
بوظا : أنت شايف كده ؟
بيضة : إيوه يا معلم .
بوظا : طاب إجري هاته قبل ما يمشي .
بيضة : ( يجري نحو خالد محتضنه ومقبلا إياه ) امسحها في يا أستاذ ، حقك عليا
،امسحها في .
خالد : ( يتخلص من بيضة ) ابعد الله يخرب بيتك ... أنت فيك حاجة تتمسح .
بيضة : خلاص يا استاذ .. المعلم ح يسمع الكلام .
خالد : ما هوش عايز يقتنع يا بيضة .
بيضة : واحدة واحدة يا أستاذ ..برضة إحنا عقلنا على قدنا ...السلم بيطلعوه سلمة سلمة .
خالد : ( راجعا ) تعرف يا بيضة ...أنت ولد كويس وعقلك كبير .
بيضة : تلموذك يا أستاذ .
خالد : بس بشرط يسمع الكلام بدون مناقشة
بوظا : ( مقتربا منه ) مش لازم الأول يكون فيه قناعة يا أستاذ .
خالد : قصدك اقتناع .
بوظا : عيبكم إنكم تيجوا في الهايفة وتتصدروا ، ماهي قناعة يعني اقتناع ما فيش
فرق .
بوظا : لا فيه فرق يا معلم .
بوظا : خلاص يا أستاذ ..نكمل الشغل والذي منه .
خالد : ح نجمع الناس في كذا مكان ، وأنت تقف تخطب فيهم .
بوظا : ح اقول إيه ؟
خالد : ح أحضر لك كلام في كل مرة .
بوظا : يعني أنت عارف الكلام اللي أنا ح أقوله .
خالد : إيوه طبعا .
بوظا : طاب ما تقوله أنت للناس .
خالد : ( يهجم على رأس المعلم ويقبلها ) ارحمني يا معلم ...حرام عليك .
بوظا : ودي فيها حاجة يا بيضة ... هو عارف الكلام ...طاب ما يقوله هو ، على
الأقل هو متعلم وملسن .
خالد : يا معلم الناس عايزين يعرفوك ...يسمعوك ...يشفوك ...يقربوا منك ..علشان
ينتخبوك ويصدقوا كلامك .
بوظا : يعني نعمل معاهم كبانية وصحبة .
خالد : الله ينور عليك يا معلم .
بوظا : وماله ...وبالمرة ناكل عيش وملح مع بعض .
خالد : بلاش حكاية عيش وملح دية .
بوظا : على رأيك ...بلاش حكاية العيش دي ومنجبوش سيرتها .
خالد : لا تتكلم في حكاية العيش ...إنما بلاش حكاية ناكل عيش معاهم .
بوظا : ماشي يا أستاذ ..اللي تؤمر بيه .
خالد : ح اتفق معاك على الكلام اللي ح تقوله ...لا تزود ولا تنقص .
بوظا : هو أنت مش ح تكون معايا .
خالد : طبعا يا معلم ، وأنا اللي ح أقدمك للجمهور .
بوظا : إنما تفتكر أنا ح ادخل دماغ الجمهور بتاعك ده ، وح ينشكح مني يا أستاذ ؟
خالد : والله يا معلم دي مهمتك .
بيضة : يا معلم دي لعبتك ...أنت معاك اللي يفتح أمخاخ كل الناس ... دا انت صاحب
المنجهه والانسجام ، بالك يا معلم أنت أول ما ح تتكلم الحتة الواسعة دي ح
ترش الملح فيها مش ح ينزل ، يا معلم أنت مش عارف قيمتك ولا إيه ؟!
بوظا : إيوه يا بيضة دول ناسنا وزباينا ، إحنا بنتكلم على الناس اللي ما يعرفوناش ،
ولا نعرفهم ، ح ييجوا هنا إزاي ، الناس اللي هم كويسين ، يعني محترمين ،
دول ما بيشربوش بوظة ولا غيره ، دول ما يفهموش السين بتاعنا ولا نفهم
السين بتاعهم .
خالد : ( مصفقا ) أيوه يا معلم بدأت تفهم كويس أهه .
بوظا : لا ما أنا لما اشتغل واحط دماغي في حاجة والله ولا ميه من عينتك ، يا استاذ
دا إحنا ( يخاطب بيضة ) ما تتكلم يا ولد .
بيضة : أيوه ..دا معلمنا اللي بيلعب بيا والحجر كمان .
خالد : شوف يا معلم ، كل حاجة معتمدة على الدعاية ...إحنا عايزين نقعد في مكان
هادي علشان نرتب الكلام اللي ح تقوله للجمهور .
بوظا : ( واقفا ) يالا بينا على البيت ، بس تتعشى معايا ، مرتي ( فاكيهه ) عاملة
ممبار ولحمة راس ، إنما ح تعجبك ..يا لا يا واد يا بيضة .
بيضة : ( يهتف ) يا عيش لحمة راس المعلم .
( إظلام )
الفصل الثاني .
المشهد الثاني :
مكتب المحررين في جريدة ( الوطن ) ، يجلس ( شوقي ) إلى مكتبه ، وبيده كتاب يطالع فيه ، ينظر إلى ساعته كثيرا ، وبين الأونة والأخرى ينهض متجها نحو النافذة ، ويعود مرة أخرى إلى مقعده ، يدخل عم ( أحمد) .
أحمد : ( يحمل كوبا من الشاي ) صباح الخير يا أستاذ ( شوقي ) أنا عملت لك
الشاي .
شوقي : ( غاضبا ) هو أنا طلبت منك تعمل شاي ؟
أحمد : لا بس ده المعياد اللي بتشرب فيه الشاي كل يوم .
شوقي : لا مش عايز شاي .
أحمد : إ زاي يا أستاذ ( شوقي ) ؟!
شوقي : أمرك غريب يا أخي ..مش عايز شاي لا دلوقت ولا بعد شوية .. وعلشان
خاطرك مش ح أشرب شاي النهاردة خالص .
أحمد : طاب والشاي ده ح أعمل بيه إيه ؟
شوقي :اشربه ..ارميه ...المهم اتوكل على الله دلوقت .
مها : ( تدخل وتلقي التحية على ( شوقي) ، يرد باقتضاب ، تجلس إلى مكتبها )
أنت زعلان مني ؟
شوقي : ( بدون اكتراث ) أبدا وح ازعل منك ليه .
مها : علشان خلفت ميعاد .
شوقي : ( يطالع الكتاب ) والله إنت حرة .
مها : ( مترددة ) أنا متأسفة .
شوقي : ( يغلق الكتاب ) لا يا آنسة (مها ) الأمر مش في حاجة إلى اعتذار ، الظاهر
إني ألححت في أن توافقي على مقابلتي ، ونبل أخلاقك دفعك أنك توافقي ولو
بالكلام .
مها : بالعكس يا أستاذ شوقي ...أنا كنت ناوية ، أجي في الميعاد ، بس قبل ما أترك
البيت زارتني أختي وزوجها ، فمقدرتش اعتذر ومتصورش الحكاية دي
ضايقتني إزاي .
شوقي : خلاص يا آنسة ( مها ) أنا قبلت الاعتذار .
مها : ( تفتح حقيبتها ) أنت فطرت ؟
شوقي : لا ماليش نفس .
مها : لازم لسة زعلان مني .
شوقي : لا والله .
مها : خلاص لو ما فطرتش ح أعرف أنك لسة زعلان مني .
شوقي : خلاص ح افطر معاك ... نشرب شاي .
مها : نشرب شاي .
شوقي : ( يتجه نحو البوفيه ) يا عم أحمد .
أحمد : ( يدخل ) عاوز حاجة يا أستاذ ( شوقي ) ؟
شوقي : إيوه... هات لنا شاي .
أحمد : ما فيش شاي يا أستاذ ( شوقي )
شوقي : ( متعجبا ) ما فيش شاي إزاي ... أنت مش كنت جايبة دلوقت
أحمد : أنت مش قلت أنك مش ح تشرب شاي النهاردة .
شوقي : روح يا عم أحمد اعمل اتنين شاي وبطل غلبة .
أحمد : حاضر يا أستاذ .
شوقي : (يأكل ) على فكرة يا آنسة ( مها ) مقالك الي اتنشر أمبارح مش عاجبني .
مها : ليه ؟
شوقي : الخط الفكري مضطرب ، وبعض النقاط مبتورة وناقصة .
مها : ما هو اصل الأستاذ ( شوكت ) اختصره وعدل فيه .
شوقي : ( ضاربا سطح المكتب بقبضته ) وليه تخليه يغير فيه ؟
مها : طاب وأنا ح اعمل إيه ؟!
شوقي : كان لابد تتمسكي بمقالك ، وإلا ارفضي أن ينشر .
مها : ما هو بتعديل أو بدون تعديل مش ح يتنشر في أي جرنال تاني .
شوقي : ( هادئا ) معك حق .
مها : تصور لما قرأت المقال ، كأنه مش أنا اللي كتبته ..ما فيش أي علاقة بينه
وبين مقالي .
شوقي : ( يذهب ويجيء متضايقا ) لابد أفكارنا يعدلوا فيها لتتوافق مع أفكارهم
...تسلط ..إخضاع ...مصادرة ...كأننا مواد خام بيصبوها في قوالب على
مزاجهم .
مها : ( متعجبة ) الحكاية ما تستحقش كل الانفعال ده .
شوقي : إزاي .. دا هتك لعرض الكلمة ... اغتصاب لشرف الرأي .
مها : بس الأستاذ ( عزيز ) هو المسؤول عن الجريدة .
شوقي : إيوه بس مش مسؤول عن أفكارنا وأرائنا ... أنت ممكن تكوني مسؤولة عن
كل ما يتعلق بي ولك الحق ، إلا عن فكري ورأيي ، فالمسؤول الوحيد عن
الفكر والرأي هو صاحبه .
مها : دي حاجة من الصعب تحقيقها .
شوقي : لا مش صعب ... ممكن نحققها لو تمسكنا برأينا ، ورفضنا إي إرغام على
شيء ضد إرادتنا .
مها : ما هو لو رفضت التغيير اللي أدخله الأستاذ ( عزيز) ممكن يرفتني ،وتيجي
واحدة تانية تاني يوم وتعمل اللي هو عايزه .
شوقي : ما هي دية المصيبة في حياتنا أن العملة الرديئة بتطرد العملة الجيدة ، فإن
كان فيه واحد بيرفض أنه يبيع كلمته ويساوم على رأيه ، فيه المئات بيوافقوا ،
إنما لو كلنا تمسكنا ، كان واحد زي الأستاذ ( عزيز) مالوش مكان في عالم
الصحافة ، ولا واحد يقبل تغيير أو تشويه فكره أو رأيه .
مها : دي مشكلة العالم النامي اللي إحنا منه .
شوقي : ( صائحا ) غلط ...غلط يا آنسة ( مها ) اللي إنت بتقوليه دليل على أنهم
نجحوا في أنهم يخدعوكم ... إحنا مش من العالم المتخلف ، اللي بيقولوا عليه
نامي ، ولو وافقنا على التسمية دي ح نفضل في العالم المتخلف .... دايما نقبل
أحكام الأخرين ، وكأنها نازلة من السما ، إحنا مصر .. وشعبها وحضارتها
وإصرارها على الحياة ، رغم كل الصعوبات ..معاركنا المستمرة ، تحدياتنا
الصعبة ...كل ده وتقولي عالم نامي ... إحنا رصيد عظيم وكبير من الحضارة
... ظلم إن حد يقول علينا عالم متخلف ..ثم قوللي بإمارة إيه إحنا عالم متخلف .
مها : وبأمارة إيه إحنا متقدمين ؟
شوقي : لا يا ( مها ) مش علشان مشاكلنا والصعوبات والعقبات اللي بتقف أمامنا
..دي أزمة حضارية وح تتحل ، التاريخ بيقول أن مصر جوهرة ، بس ساعات
التراب يداريها والطين يخبيها ..بس بتفضل برضة جوهرة .
مها : أحسن حاجة فيك إيمانك بنفسك وببلدك .
شوقي : وأنت ؟
مها : ( بخجل ) أنت بتعلمني الإيمان بنفسي وبلدي وبك .
أحمد : ( يدخل ومعه الشاي ) الأستاذ ( عزيز) عايز الأستاذ ( سامي ) .
شوقي : لسة ما جاش .
أحمد : غريبة والله !! دا كان أول واحد بيجي هنا ، رجعت ريما لعادتها القديمة ، وح
أقول إيه للأستاذ ( عزيز) .
شوقي : الله !! قل له لسة ما جاش .
أحمد : بس دا بيقول عاوزة ضروري .
شوقي : أنت شارب حاجة على الصبح .. هو إحنا مخبيينه .
أحمد : ( يتمتم بكلمات غير مفهومة ) والله ....
مها : غريبة شخصية الأستاذ سامي .
شوقي : هو الوحيد اللي فاهم اللي حواليه ...وبيعرف إزاي يرضي جميع الأطراف
...هي دي النوعية اللي عايشة مستريحة .
مها : تفتكر كده .
شوقي : والله ما أناعارف ماشي صح ولا غلط ..وإذا كنت ماشي صح ليه من سنين
واقف مكاني مبتحركش خطوة واحدة ، وليه ما حققتش اللي بأحلم بيه ،ولو
كنت ماشي غلط أمال إيه اللي صح ...تعرفي يا (مها) ( يتقدم ويجلس على
سطح مكتبها ) أحيانا أقعد وأحاسب نفسي ، وأقول تعليم.... اتعلمت ، ثقافة...
اتثقفت ، تأليف ...عندي بدل الرواية والمسرحية أربعة وخمسة ، قيم مبادئ
..اتمسكت ...اتفضل إيه ؟ فين التقصير اللي عندي ...الغلط فين ...العيب فين
،اتفضل إيه أنا ما عملتوش أعمله ؟
مها : دي مش مشكلتك أنت بس دي مشكلة الجيل كله .
شوقي : إيوه فيه كتير زيي ، أمالهم محنطة في قلوبهم ، أمانيهم محبوسة في صدورهم
، سنين عمرهم بتتسرب من بين صوابعهم ، بيتخبطوا كل صباح بحيطان
العجز ، وكل مساء بأسوار الحسرة والمرارة ، تعرفي إنهم بيصعبوا عليا
أكتر ما بتصعب عليا نفسي .
مها : دا دليل على نبلك .
شوقي : لكن رغم كل ده تلقينا مصرين على أننا نحقق أحلامنا ، عندنا إحساس إنها ح
تفرج وتحلو زي ما بيقولوا ولاد البلد ، مش عارف بنجيب التفاؤل ده منين ،
مع أن الواقع لا يسمح به .
مها : ( بدلال ) يعني ما فيش حاجة قدامك خالص تبعث على التفاؤل ؟
شوقي : ( يقترب ) لا يا ( مها ) أنا مش أعمى للدرجة دي ، من زمان وأنا بدور على
اللي تخليني اتصالح مع الدنيا ، والظاهر إني لقتها خلاص ، بس مش عارف
إن كانت هي ...
سامي : ( يدخل مندفعا إلى داخل المسرح وبيده بعض الأوراق ) أنتم هنا ومش
عارفين اللي بيحصل برة .
شوقي : طاب ياأخي قول صباح الخير الأول .
سامي : ( يتجه ناحية مها ) صباح الخير .. إزيك يا ( مها ) معاك سندوتش ؟
مها : ( تخرج لفافة ) فاضل نصه .
سامي : ( يأخذه ) هاتيه .
مها : ( ضاحكة ) وأنا آكل إيه ؟
سامي : إنت مش أكلتي نصه .. خلاص ..أصل أنا ما فطرتش ..فين المخلل .
مها : خد المخلل أهوه .
شوقي : إيه اللي بيحصل برة ؟
سامي : ( يأكل ) لسة بتسأل ... حاجة فوق الوصف والمعقول .
مها : ( ضاحكة ) كوكب الرقاصة اتجوزت الواد كراكيبو .
سامي : ( مصفقا ) الله ...الله ..( مها ) عرفت اللون أهوه ... بس لا مش ده
الموضوع .
شوقي : ( ساخرا ) الواد نتاشة رمى مية نار على وش البنت زلعكة الرقاصة .
سامي : الله ...دا أنتم عارفين كل الوسط الفني أهه ..... بس لا برضة ، مش ده هو
الموضوع .
شوقي : يا أخي ما توجعش دماغنا بأخبار العوالم والراقصات .
سامي : والله ما هي أخبار عوالم ولا راقصات ، دي حاجة تانية خالص .
شوقي : إيه هية ؟
سامي : اطلب لي شاي وأقولها لك .
شوقي : لا ، مش عايز أعرف حاجة .
سامي : طاب يا آنسة ( مها ) أطلبي لي شاي وح اقول لك على الأخبار المهمة .
مها : ح اطلب لك شاي ، ومش عايزة أعرف حاجة .
سامي : أنتم تعرفوا واحد اسمه المعلم ( بوظا) .
شوقي : دا بيبيع طرشي ولا إيه ؟
سامي : ( ساخرا ) طرشي ... مش قلت لكم أنتم مش عايشين في البلد ... وعامل
مصلح اجتماعي
شوقي : ماله المعلم ( بلوظة ) بتاعك ده ؟
سامي : المعلم ( بوظا) أشهر بياع بوظة في البلد ، اللي ضربهم السلك والعربجية
والفتوات والعاطلين والصنايعية والحرمية وأرباب السوابق بيقعدوا ويسهروا
عنده ما بين البوظة والحشيش والمخدرات ... تعرفوا الرجل ده عمل إيه ؟
شوقي : عمل إيه ؟
سامي : حذر فذر .
شوقي : ( ساخرا ) ما أعرفش ، أصلي لا بأشرب بوظة ولا حشيش .
سامي : ( يتجه نحو مها ) حذري فذري يا ( مها )
مها : ( ضاحكة ) لا معلش ، اصلي ما كنتش بأسهر هناك علشان أعرف .
سامي : الرجل ده ...رشح نفسه لمجلس الشعب تتصوروا.
شوقي : ( مقتربا منه ) إزاي !!
سامي : بأقوللك..رشح نفسه لمجلس الشعب ...والأهم من ده إنه مكتسح الدايرة ....
شوقي : إزاي !!
سامي : هو أنت كل حاجة إزاي إزاي ... شوف ما فيش حصان ولا حمار ماشي في
البلد إلا ومكتوب عليه انتخبوا المعلم بوظا .. وعلى الأرض وعلى الجدران
...في كل مكان ..صور واسم المعلم بوظا ... بالطبل والزمامير والزغاريد
..النسوان والعيال الصغيرة ..الأغاني كلها بتدور حواليه ..والنكت ماليه البلد
...شوفوا ..دي كلها صوره .
شوقي : ( مندهشا ) دي مهزلة .
مها : ( تأخذ من يده الصور ) دي حاجة غريبة ..
سامي : كل ده مش مهم .
شوقي : فيه حاجة تانية .
سامي : طبعا .
شوقي : قول يا جلاب العجايب ..قول .
سامي : تعرفوا المعلم ( بوظا ) مرشح نفسه في أي دايرة .
مها : فين .
شوقي : أوعى تقول في ....
سامي : بالضبط ...مرشح نفسه في نفس دايرة الأستاذ ( شوكت ) يعني منافس له .
شوقي :معلمك ده مش ح ياخد غلوة في إيد ( شوكت ) الفلوس كفيلة أنها تشتري
المعلم (بوظا) ، فلوس (شوكت) اشترت ذمم وضماير كتيرة .
سامي : الظاهر إن منافس الأستاذ ( شوكت ) المرة دي من نوع تاني خالص على ما
سمعت .
شوقي : بس اللي خلا واحد زيه يرشح نفسه ، وإزاي يوافقوا على ترشيحه من الأصل
سامي : الرجل مخالفش القانون ...والشروط متوافرة فيه ، المهم أنه مرشح نفسه أمام
الأستاذ ( شوكت ) .
شوقي : أنا شايفك فرحان بالحكاية دي .
سامي : بيني وبينك أنا مبسوط ، وبأفكر إني أكون واحد من المؤيدين للمعلم ( بوظا )
شوقي : أنت مجنون على كده .
سامي : أبدا ..لمجرد التغيير ... فأنا مليت وزهقت من شكل ووش ( شوكت ) وأمثاله
، والمعلم ( بوظا ) حاجة تانية ، والأهم من ذلك عايزين نعرف موقف الناس
منه .
شوقي : طبعا ح يضربوه بالبيض .
سامي : ما أظنش .
شوقي : ليه ؟
سامي : ( ضاحكا ) البيض غالي دلوقت .
شوقي : والأستاذ ( عزيز) عرف حكاية ( بوظا ) دي ؟
سامي : زمان الأستاذ ( شوكت ) اتصل بيه وقال له كل حاجة .
شوقي : ( متذكرا ) شوف نسيت إزاي ...الأستاذ ( عزيز ) طلبك من بدري .
سامي : طاب يا آنسة ( مها ) ..اطلبي الشاي لغاية ما أشوف الأستاذ عايز إيه .
مها : ( تخاطب شوقي ) معقوله اللي بنسمعه ده !!
شوقي : ما إحنا في زمن العجايب ... عشنا وشفنا ... بياعين البوظة والحشاشين
بيدخلوا مجلس الشعب .
عبد اللطيف : ( يدخل ومعه صحبة من الورد ) سلام عليكم ..كيف حالك يا آنسة ( مها .
مها : ( تتأمل الورد ) الحمد لله .
عبد اللطيف : ( يقترب من باب البوفيه ) يا عم أحمد ... يا عم أحمد .
أحمد : أهلا بالأستاذ عبد اللطيف .
عبد اللطيف : ( يخرج فازة من أحد أدراج مكتبه ) خد يا عم ( أحمد ) ضع هنا بعض الماء
، ثم ضع الورد فيه ... وبعد الانتهاء من عمل هذا تصنع لي فنجانا من
القهوة .
شوقي : ( يقترب من عبد اللطيف ) إيه الحكاية ... ورد وشياكة على الأخر ، وعطر
كمان .. إيه الحكاية
عبد اللطيف : ( يضع قدما فوق الأخري ) لقد قررت أن أعيش الحياة ..استمتع ما وسعني
الاستمتاع بكل طيبات الحياة ..محاولا ان أبعد كل ما ينغص ويعكر صفو حياتي ، فلم أجد فائدة من أن أعاني ليل نهار .
شوقي : أنت غيرت موقفك من المجتمع ولا إيه ؟
مها : ( ساخرة ) يمكن يأس .
عبد اللطيف : ( يقف ويدور في أرجاء المكان ) أبدا يا إخواني ... وجدت أن معاناتي
الفكرية وقلقي وتوتري لوجود القبح والشرور في المجتمع ...تلك المعاناة لن
تغير شيئا فوجودها كعدمه ، وكل ما تفعله أن تفسد وجودي ، وتقلل قدرتي على
التحمل ، فقررت أن أحارب القبح والشرور ، ولكن في نفس الوقت أعيش حياتي
وأستمتع .
شوقي : الله يفتح عليك يا شيخ عبد اللطيف ... المهم سمعت آخر الأخبار .
عبد اللطيف : ( يجلس إلى مكتبه ) أي أخبار ؟
شوقي : واحد بياع بوظة رشح نفسه لمجلس الشعب .
عبد اللطيف : نعم ، سمعت ، ورأيت القبح والشر والفساد على الحوائط وعلى الأرض
وعلى الحيوانات وعلى العربات ... لم أكن أتصور ان القبح سيطير في الجو .
مها : ( متعجبة ) في الجو !!
شوقي : ( مندهشا ) أمر غريب !!
عبد اللطيف : ( متضايقا ) نعم ، فهذا المدعو ( بوظا ) أخفاه الله ..أتصدق فكر هذا
الآفاق يصل إلى أن يعلق أوراق الدعاية في أرجل الحمام ليطير بها ، والطامة
الكبرى أن سفلة القوم والرعاع والهمج يلتفون حوله ، لم لا ؟ فهو من جنسهم
وعلى شاكلتهم .
مها : بياع بوظة يعمل كده ؟ !
عبد اللطيف : ( يقف ويجلس عدة مرات ، ويذهب ويجئ ) ظهر القبح والشر ...لم أكن
أصدق أن يصل الأمر إلى هذا الحد ... واجهة البلد وأكبر مؤسسة تشريعية و
دستورية و..
شوقي : ( مقاطعا ) أنت بتتكلم كأن الرجل نجح ووصل إلى مجلس الشعب .
عبد اللطيف : ( محتدا ) مجرد أن يفكر هذا الهمجي في أن يرشح نفسه ، هذا يدل على مدى
سيطرة القبح على حياتنا ،وعلى سيطرة نوع دنئ من البشر على مجتمعنا ،
بالأمس غزت الأغاني الرخيصة والموسيقى أذاننا والمناظر المزرية عيوننا ،
اليوم تغزو الأفكار المنحطة عقولنا ، وهذا هو سبب تأخر وانحدار مجتمعنا ،
إن الغوغاء والرعاع والسفلة تجدهم في كل مكان هام وحساس في المجتمع .
مها : إنت عملت من الرجل قضية قومية يا أستاذ .
عبد اللطيف : أليس هذا ما هو حادث الآن يا آنسة ( مها ) ؟!
سامي : ( يدخل ) الأستاذ ( عزيز ) طلب يجتمع بيكم دلوقت يا أساتذة .
عبد اللطيف : ( يسوي ربطة عنقه ) خير إن شاء الله .
شوقي : لابد فيه حاجة مهمة .
سامي : إيوه ..اتصل بيه الأستاذ ( شوكت ) وكلمة في حكاية ( بوظا )
شوقي : جالنا منين المعلم الهباب ده ؟!
سامي : ( متكلفا الغضب ) لا أسمح لك بذلك ، فهو نائب عن الشعب ويجب احترامه .
عزيز : ( يدخل ويقف مبتسما للجميع ويومئ برأسه لآنسة ( مها ) ) إذيكم ...أخبارك
إيه يا أستاذ عبد اللطيف ؟
عبد اللطيف : الحمد لله يا أستاذنا .
عزيز : مش ح أخد من وقتكم كتير ... أنتم عارفين الأستاذ ( شوكت ) مرشح نفسه
الدورة دي ، وهو معتمد علينا في أمور الدعاية ، وكانت الجريدة بتكون عند
حسن ظنه دايما ، ومش عاوز أخفي عنكم لولا الدعاية لمنتجات شركته
وشركات معارفه وأصدقائه ، لأغلقت الجرنال أبوابه ، ومش معنى ده أننا
بنبيع مبادئنا ، كل ما في الأمر أن الأستاذ ( شوكت ) هو الأفضل أمامنا ، بس
فيه حاجة بتحصل في دايرته ، ويمكن كلكم سمعتم عنها ، والأستاذ ( سامي )
جاب أخبار وصور عنها ،أن وأحد من إخوانا الحشاشين الخمرجية مرشح نفسه
، لحد كده دا شيء لا يدعو للخوف ، ولكن العجيب طريقة الدعاية اللي اتبعها
والعدد الهائل اللي بيحضر مهازلة من الشباب ،في الشوارع والحارت ، وأنا
عارف ان أغلبهم من على شاكلته ، ومطمئن على موقف الأستاذ ( شوكت )
إلا إنه اتصل بي ، وأخبرني ضيقه من هذا الرجل ،، وأنا بأسألكم نعمل إيه
دلوقت ، أو إيه هو الدور اللي يجب تقوموا بيه ؟
عبد اللطيف : ( متحمسا ) نخصص عددا كاملا لفضح الرجل ، وكشف مساوئه للرأى العام.
شوقي : إيوه لازم الناس تعرفه ، وتعرف حقيقته وأصله .
عزيز : ( مخاطبا سامي ) يعني ما قلتش رأيك يا أستاذ ( سامي) .
سامي : معلش .. أنا لي رأي تاني خالص .
عزيز : إيه هو ؟
سامي : الناس عارفه عن المعلم ( بوظا ) أكتر من أي واحد قاعد هنا ، إذن فلن
نضيف جديدا إلى ما يعرفه الناس ، الشيء الآخر أن نخصص عددا حول
المعلم ( بوظا) هذا يعتبر دعاية له ، لأن اللي ما يعرفهوش ح يعرفه عن
طريقنا ، فهي دعاية له غير مدفوعة الأجر .
عزيز : والعمل ؟
سامي : أن ننشر في كل عدد تحقيق بسيط ومصور عن المعلم ( بوظا ) بطريق غير
مباشر ، والمستنقع اللي بيعيش فيه .
شوقي : ما أنت قلت إن الناس عارفين عنه كل حاجة .
عبد اللطيف : إيوه ... بس الناس مش عارفين معنى اللي ح يعمله الرجل ده .
عبد اللطيف : إنها علامة على ان الزلزال قادم .. زلزال في القيم والمبادئ ، في كل شيء .
عزيز : ( منصرفا ) إذن نركز على الدعاية للأستاذ ( شوكت ) عايز تذكروا انجازاته
في الدورات السابقة .
شوقي : ( بصوت منخفض ) صعب جدا ، لأنه ما أنجز حاجة بالمرة .
عزيز : ( ملتفتا ) بتقول حاجة يا أستاذ شوقي ؟
شوقي : لا ، أبدا .. بأقول إن شاء الله ح نقوم بالاحصاء ده .
عزيز : وكل يوم خبر أو خبرين عن الأعمال الخيرية للأستاذ ( شوكت ) وخدماته
لأهل الدايرة ، وفي نفس الوقت نحاول أن نكشف هذا الحشاش للرأي العام ،
وهذه مهمتك يا أستاذ ( سامي ) سلام عليكم .
سامي : ( رافعا الكاميرا والمسجل ) طبعا يا أستاذ ، بالصوت والصورة .
عبد اللطيف : ( يسير وسط المكان ) لابد أن القيامة قد اقتربت .. أي شيطان دفع هذا الرجل
إلى أن يقوم بما قام به ؟
سامي : ليه يا شيخ عبد اللطيف ... نسيت اللي كنا بنتكلم فيه من أسبوع ...اللي بيعمله
( بوظا ) بيبشر بالخير ... واحد من القاع يسعى نحو مجلس الشعب .
شوقي : ( ضاحكا ) دا مش من قاع المجتمع دا من قاع بلاص البوظة .
سامي : يا جماعة أنتم شايفين أن الأمر خطير .... أنا شايف غير كده بالمرة .
شوقي : إزاي يا جهبذ الصحافة والإعلام ؟
سامي : الأستاذ ( شوكت ) محتكر الدايرة دلوقت لمدة ثلاث دورات ، ومظهرش حد
في الدايرة بالمرة ينافسه منافسة حقيقية ، وإن فيه حد ينافسه مهما كان هذا
الواحد ، فالحكاية دي تبشر بالخير ، وتبشر بالخير أكتر لما يكون من تحت ،
فهو دماء جدديدة تسري في جسد الحياة النيابية في مصر .
عبد اللطيف : ( ساخرا ) دماء!! تقصد زفت ونيلة .
مها : ( ضاحكة ) وبوظة .
سامي : يا جماعة .. يا حكماء ... يا مثاليين ..يا تلامذة أفلاطون ...فيه كام واحد يشبه
المعلم ( بوظا) في البلد ؟
شوقي : كتير .
سامي : إذن أنتم متفقين معايا على كده .
مها : إيوه .
سامي : خلاص ، المعلم ( بوظا) يمثل تلك الشريحة من الناس في مجلس الشعب .
شوقي : ( يحمل مقعدا لضرب سامي ) أنا ح أسيح دمك دلوقت أهه .
عبد اللطيف : ( يخلع الجاكت ) أنت فاكر مجلس الشعب مجال من مجالات العوالم وشلة
الأنس ح يلم من كل جنس ونوع .
شوقي : النقطة دي من المعلم عكاشة ، والمسا ده للمعلم عضمة ، يا بني آدم دا مجلس
شعب ،لابد يكون أعضاؤه من صفوة الصفوة ، من حيث الأخلاق والأمانة
والشرف والاستقامة .
سامي : ( يظهر من خلف مكتبه ، بعد أن كان مختبئا وراءه ) خلاص .. أنا غلطان ،
المعلم ( بوظا) وحش ومش كويس .
عبد اللطيف : ( يرتدي الجاكت ) كان نفسي نعطي درسا لنصير الفوضى والقبح .
شوقي : نسامحه المرة دية .
سامي : ( ناظرا إلى ( مها )) وأنت واقفة كدة ما تعمليش حاجة .
مها : ( ضاحكة ) إزاي ، أنا كنت محضرة القطن والشاش .
سامي : ما صدقتي ... عايزة عركة وتشبعي فيها شاش وقطن ، كل ده علشان قلت إن
المعلم ( بوظا) ينفع عضو في المجلس ، طاب بصراحة ، بيني وبينكم ... إيه
المانع إنه يكون عضو في المجلس .
شوقي : ( يعود إلى حمل المقعد ويجري نحو سامي وعبد اللطيف يخلع الجاكت ويفك
رباط العنق ) تاني ... طاب المرة دي مش ح نسيبك .
سامي : ( يسرع نحو باب حجرة رئيس التحرير ) لو حد قرب مني ح أدخل عن
الأستاذ ( عزيز ) .
شوقي : ( يعود إلى مكانه ) يا جبان .
عبد اللطيف : ( يرتدي الجاكت ) نفد المرة دي كمان .
سامي : ( ضاحكا ) أنا ح أريحكم مني ... أنا خارج ...بس إديني الكاميرا من على
مكتبي .
شوقي : تعالى خدها .
سامي : ( مخاطبا ( مها ) ) هاتيها أنت يا مها .. أحسن لو رحت ناحية شوقي ولا
عبد اللطيف يمكن أتهور وأعمل حاجة مش كويسة، يعني أضربهم ولا حاجة .
شوقي : طاب ما تيجي تضرب .
سامي : لا بلاش ... أصل ماليش مزاج النهاردة .
مها : ( تناوله الكاميرا ) خد يا أستاذ ( سامي)
سامي : أنتم عارفين أنا رايح فين دلوقت ؟
شوقي : فين ؟
سامي : عند المعلم ( بوظا ) ح احضر مؤتمر من مؤتمراته ( يجري شوقي وعبد اللطيف وراءه ) ( إظلام )
الفصل الثالث
المشهد الأول :
منصة من الخشب في جانب المسرح وفوقها الموسيقيون يضبطون آلاتهم ، وحولهم لفيف من جمهور المعلم ( بوظا) وزاد في تلك المرة عدد كبير من شباب الجامعات والمثقفين ، يظهر ( خالد ) وبيده أوراق كثيرة .
خالد : ( يسأل بعض الواقفين ) الواد بيضة فين ؟
رجل : كان هنا من شوية .
خالد : دور عليه بسرعة ... الله يخرب بيتك يا بيضة .. مين اللي عمل كده ؟
الرجل : بيضة أجر فرقة الست ( نار الفرن ) الرقاصة دي ح تولع الليلة .. الله ينور
عليك يا بيضة .
خالد : نار فرن تحرقك وتحرق بيضة وتحرق المعلم ...أنا مش عارف أعمل إيه
..دعاية انتخابية ترقص فيها الست ولعة الفرن .
الرجل : لا يا أستاذ ( نار الفرن ) أهو بيضة أهه .... ولد يا بيضة ... كلم الأستاذ .
بيضة : ( بإحدي يديه شيشة والأخرى زجاجة بوظة ) أيوه يا أستاذ .
خالد : ( مسرعا إليه وممسكا بكتفه ) إزاي يا بيضة تعمل العمل الأسود ده ...وإزاي
المعلم يوافق على كده .
بيضة : ( متعجبا ) ليه يا أستاذ .. هم الناس اللي جم دول مش ضيوفنا .
خالد : إيوه ... الله يخرب بيتك ضيوفنا .
بيضة : وإحنا لازم نقدم تحية للضيوف .
خالد : ( ساخرا ) طبعا .
بيضة : دول ما بيشربوش بوظة ، حتى ولو بيشربوا تفتكر ح نكفيهم منين ، ما فيش
غير إننا نعمل لهم وصلة رقص وفرفشة ، ويعني نمتعهم شوية ونبسطهم ،
بعد كده يدخل المعلم بالخطبة بتاعته ، على طول توصل الخطبة للنافوخ ....
ما هو أنت عايز تقنع واحد تبسطه الأول ، مثلا أنا لما أحب أخلى الزبون يدفع
أي تمن أنا عايزة ، أفرجه الأول على الفراخ أو البط والذي منه ، وما تجبش
سيرة الفلوس ، بعدما نشوفه أنبسط بالبضاعة اللي قدامه وبقى على صنجة
عشرة ، على طول أطلب منه التمن اللي أنا عايزه ، على طول يكعمني ..
ماهو البيع والشرا تفانين برضة .
خالد : ( مبتسما ) يا سلام يا واد يا بيضة ... اللي بتقوله بيقوله أكبر علماء النفس .
بيضة : هأووو النفس له علما كمان .
خالد : بس أنت نيلت الدنيا يا بيضة ... دي حاجة تقلق .
بيضة : ليه يا أستاذ ؟
خالد : منتش شايف كل الناس دول ... إزاي ما اقلقش .
بيضة : هو كتر الناس يخليك تقلق ولا تفرح ؟
خالد : أنت مش ح تفهم .
بيضة : ليه يا أستاذ .. أنا تلموذك برضه .
خالد : أنا مكنتش متصور أن الموضوع ح يوصل للدرجة دي ... الموضوع كبر
قوي يا بيضة ...وإحنا مش قده .
بيضة : إحنا مين ؟
خالد : المعلم .
بيضة : لا المعلم قده وقدود .
خالد : انت شايف يا بيضة الناس اللي قاعدين هناك دول .
بيضة : إيوه .
خالد : مش ملاحظ حاجة ؟
بيضة : كلهم لابسين أفندية .
خالد : تعرف دول صعب أن المعلم يقنعهم أو يخدعهم .
بيضة : ( يضع ما بيده على الأرض ) بالك يا أستاذ ... دول أسهل ناس بينضحك
عليهم ، أصلهم ما يعرفوش حاجة غير الكتب ، ما يعرفوش حاجة في الدنيا
ولا اللي بيحصل فيها .
ريشة : ( يدخل وينادي بصوت عال ) يا واد يا بيضة ... يا بيضة .
بيضة : ( يتجه ناحية (ريشة) دا ريشة ابن المعلم ( بوظا ) يا ترى عايز إيه ؟
ريشة : فين الأستاذ خالد ... فيه أستاذ زميله عايزه .
بيضة : كلم يا أستاذ خالد ...فيه واحد عايزك .
خالد : هو فين .
سامي : ( يتابع ما حوله مندهشا ) أنا كنت فاكر أن المعلم ( بوظا ) عامل مؤتمر .
خالد : هو كده بالضبط يا أستاذ ( سامي ).
سامي : ( ضاحكا ) دا مؤتمر للعوالم .. وعلى كده المعلم ( بوظا ) ح يرقص مش ح
يتكلم .
خالد : ( ناظرا إلى بيضة ) مبسوط يا بيضة ، ح تضحك الصحافة علينا ، وعملي
فيها مندوب دعاية .
سامي : المهم عندي لك خبر بمليون جنيه .
بيضة : ( يصفق ) يا عيني على ملايين مجلس الشعب اللي نازلة على نافوخنا ، بدأنا
نلعب في الغويط .
خالد :اصبر يا حمار لما نعرف إيه الحكاية .
سامي : إذاعة ( البي بي سي ) وشبكة ( cnc ) اذاعوا تحقيقات عن المعلم ( بوظا)
ونشروا خبر المؤتمر ده وساعة والتانية وتلاقي الصحفيين متجمعين هنا .
خالد :( مفزوعا ) يا ليلة سودة ... الحكاية ح تكون فضيحة ... وإيه وصل المعلم (
بوظا ) للإذاعات والشبكات الأجنبية والعالمية .
سامي : شوف اللي أنا توقعته حصل .
خالد : هو إيه يا أستاذ اللي أنت توقعته ؟
سامي : المحاولات اللي عملها الأستاذ ( عزيز) والحملات الصحفية والندوات
والمؤتمرات كلها كانت في صالح المعلم ( بوظا) .
خالد : على فكرة يا أستاذ ( سامي ) إيه الاتهامات اللي بيتهم الأستاذ ( شوكت )
المعلم ( بوظا ) بيها ؟
سامي : ما سبش تهمة ولا مصيبة إلا ولصقها بالمعلم ...مرة تاجر مخدرات ... مرة إنه زير نساء ، ومرة إنه إرهابي كان بيشتغل في أفغانستان ، ومرة إنه رئيس عصابة .
خالد : ( متعجبا ) معقوله الكلام ده ؟!
سامي : أي منافس عايز يشوه صورة منافسه بأي طريقه ، الغريب أن ده كله جعل
من المعلم ( بوظا ) شيء غير طبيعي ..شبه أسطورة .. وأنت عارف أن
الناس مغرمة بغير الطبيعي
خالد : البركة في الجرنال بتاكم .
سامي : وأنت حقك تشكرنا .. إحنا بنعمل دعاية للمعلم أهو .
[ مجموعة من الصحفيين الأجانب والمصورين حاملين كاميرات الفيديو ن يدخلون
من جانب المسرح ]
سامي : ( يشير للصحفيين الأجانب ) شايف أهم بدأوا يتجمعوا ... الله مش الأستاذ (
شوقي ) ده .. يا شوقي .. يا شوقي ..
شوقي : ( يبحث عن مصدر الصوت ) أنت هنا يا سامي .
سامي : ( متعجبا ) إيه اللي جابك ؟
شوقي : الأستاذ ( عزيز) يا سيدي ،لما سمع باهتمام الإذاعات والشبكات الأجنبية
بمؤتمر المعلم ، بعتني أنا كمان علشان أغطي أحداث المؤتمر ..ماهو مؤتمر
عالمي .
سامي : ( مقدما خالد ) أعرفك بالأستاذ خالد ... سكرتير المعلم ( بوظا ) ودراعه
اليمين .. الأستاذ ( شوقي ) صحفي في الجرنال .
شوقي : معقول اللي بيحصل ده .. وليه الاهتمام بمؤتمرات المعلم ( بوظا) بصفة
خاصة ، وإيه الداعي بالاهتمام بيه والساحة مليانة بالمرشحين الجادين ( ينظر
إلى خالد ) لا مؤاخذه يا أستاذ ( خالد ) دي أسئلة بتمر بذهني .
خالد : أيوه يا أستاذ ( شوقي) الأمر أمر سخرية... بياع بوظة يرشح نفسه لمجلس
الشعب .
سامي : بس لو كانت إذاعة أجنبية بتذيع أخبار عن مؤتمرات المعلم ( بوظا) علشان
يسخروا منه .. طاب كل الجماهير على مختلف أنواعها بتتجمع هنا ليه ؟
شوقي : فعلا سؤال يحير ، إنما قلي ، الناس دول جادين في دفع المعلم ( بوظا) إلى
مجلس الشعب ؟
سامي : ليل نهار مع المعلم ( بوظا) وقدام بيته بالمئات ،الناس ما عدش لهم سيرة
غير المعلم ( بوظا) ..دول جادين بشكل غريب .
شوقي : ما فيش غير إنهم بيسخروا من نفسهم .
سامي : وما تقلش إنهم بيسخروا من نوعيات بعينها في مجلس الشعب ليه ؟
خالد : ( ناظرا إلى ساعته بقلق ) ميعاد المعلم قرب .
سامي : ( متابعا الراقصة التي صعدت على المسرح تستعد لأداء وصلتها ) إنما
فكرتك دي عظيمة بحق يا أستاذ ( خالد ) ما فيش شيء يجمع المئات على
مختلف أنواعهم وأشكالهم ذي راقصة .. وبالأخص لما تكون نار الفرن .
بيضة : ( مصفقا ) الليلة بيضة يا نار الفرن .. ولعي الليلة ..ولعي الدنيا كلها .
شوقي : هو المعلم ح يدخل كبارية ولا مجلس الشعب ... راقصة واسمها نار الفرن
في مؤتمر انتخابي ، حتى ما فيش ذوق في اختيار الراقصة .
بيضة : ( يصعد إلى المنصة ويرقص مع الراقصة ، ويشير إلى الفرقة الموسيقية
ويخرج ورقة نقدية ) سمع هس ... المعلم ... المعلم ... ومجلس الشعب ...
وجدعان مجلس الشعب ... وكمان جدعان مجلس الشعب .. والناس اللي
شرفونا ،و(المسقفين ) والمتعلمين والمدرسين والأساتذة وطلاب الجامعة
والمدارس ... وكل حبايبنا ..وأنا وأنت ورقصني يا جدع .
شوقي : شوف يا سامي ... المهزلة قبل كده كانت محلية ، ودلوقت ح تكون مهزلة
عالمية ، ومذاعة على المحطات الأجنبية ، ويا ترى المعلم بتاعك يا سامي ...
بعد كده ح يقول إيه ؟
سامي : ( محدثا خالد ) شوف يا خالد لو حضر المعلم ( بوظا) هنا الليلة واتكلم ح
تكون مصيبة سودة وفضيحة لنا كلنا .
شوقي : ( ساخرا ) ليه ...ما نسمع الفتوحات البوظية اللي ح يشنف بها المعلم أذاننا .
خالد : معاك حق يا أستاذ ( سامي ) الأجانب دول الواحد خايف منهم .
سامي : والعمل ؟
خالد : ( مفكرا ) ما فيش غير بيضة ... يا بيضة ...يا بيضة .
بيضة : (نازلا من على المنصة ) خير يا أستاذ .
خالد : ( منتحيا به على جانب ) الخبر اللي ح أقوله لك ، مش عايز حد يعرفه .
بيضة : ( قلقا ) فيه إيه يا أستاذ ؟
خالد : فيه مؤامرة عالمية لقتل المعلم ( بوظا) لو هو طلع على المنصة دلوقت .
بيضة : ( مفزوعا ) يقتلوا المعلم ... دا أنا ألم جدعان الحتة وحبايبنا و ...
خالد : (مقاطعا ) الكلام ده مش ح ينفع ، دا يمكن يقتلوه من طيارة ( هيليوكبتر) ولا
يفجروا قنبلة ... ولا صاروخ ... المهم لابد تمنع المعلم إنه يظهر دلوقت .
بيضة : حاجة واحدة بس تمنع المعلم إنه ما يحضرش .
خالد : إيه هية يا بيضة ؟
بيضة : لحظة واحدة يا بيضة ( ويشير إلى مجموعة من أصحابه ويسر لهم بكلام
، وفجأة تتطاير الكراسي تكسر المصابيح ويسود الهرج والمرج )
خالد : الله يخرب بيتك يا بيضة ... إيه اللي بتعمله ده ؟
بيضة : ما هو شوف يا أستاذ ... فيه مؤتمر وفيه ناس ... المعلم ح ييجي ولو فيه
دبابات ... ما فيش مؤتمر ولا ناس ... المعلم مش جاي .
( إظلام )
الفصل الثالث .
المشهد الثاني :
في مكتب الأستاذ ( شوكت ) عضو مجلس الشعب ، يجلس إلى مكتبه ، يتصفح بعض الجرائد والمجلات يضرب كفا بكف غير مصدق ما يقرأه ويراه وكأنه يحدث نفسه .
شوكت : مش ممكن اللي بيحصل ده ، كل الجرايد والمجلات كلها أخبار عن المعلم
زفت .. طلعلي منين المصيبة ده ،والناس إيه اللي حصل لهم علشان يجروا
ورا الخمرجي ويؤيدوه التأييد دا كله ، معقوله اللي بيحصل ده ، أنا ح اتجنن ،
أنا فعلا في السنين اللي عددت ما عملتش حاجة لأهل دايرتي ، وما أقعدش
معاهم إلا كل خمس سنين مرة ، وبعد كده ما بأشوف وشهم ولا يشوفوا وشي ،
بس ما هو ده المعتاد ، والناس واخدين على كده وأنا واخد على كده ، وكل
دورة بأنجح ، بس المرة دية مش زي كل مرة ، دا حتى الحزب قالي اتصرف
مع المعلم زفت أحسن مسألة التزوير ح تكون مكشوفة قوى ، وأنا اتصرفت
مع الزفت ما فيش حاجة نفعت معاه ، وكأنه قط بسبع أرواح .... وبعدين
وبعدين الكرسي باين ح يضيع منك يا شوشو .
[ يرن جرس التليفون معلنا عن وصل الاستاذ ( عزيز ) ]
عزيز :(يصافحه ) صباح الخير يا أستاذ شوكت .
شوكت :( يشير إلى الصحف والمجلات ) منين الخير يا عزيز ؟!
طالما الزفت ده واقفلي زي العمل الرضي ، الرجل ده ح يجنني يا (عزيز)، كل الجرايد والمجلات ما لهاش سيرة إلا هو ، حتى الجرنال بتاعك بينشر عنه ، أيوه هما بيسخروا منه وبيشتموه بس ده برضه بيكون في صالحه .
عزيز : ( جاسا واضعا قدما فوق الأخرى ) اطلب لي فنجانا قهوة .
شوكت :( ينهض ويجلس بجواره ) طبعا ما أنت مش همك ، اللي إيده في المية
مش زي اللي إيده في النار .
عزيز : ( يربت على كتفه ) لا نار ولا ميه ، أنأ لقيت اللي يحل مشكلتك
ويخلصلك من المعلم ( بوظا )
شوكت : دا ما بينفعش معاه حاجةخالص، كل حاجة بأعملهابتنقلب في صالحه .
عزيز : الدكتور اللي أنا جايبه دا راجل دارس في أمريكا وحاصل
على أكتر من شهادة عالمية وله مؤلفات ، يمكن سمعت عنه
أو قرأت له حاجة .
شوكت : ( ضاحكا ) هو أنت تعرف عني أني بأقرأ ، أنا أخر كتاب قرأته من
عشرين سنة ، وفي النهاية ما طلعش كتاب .
عزيز : أمال طلع إيه ؟
شوكت : طلع كتالوج ، والله ما أنا عارف لغسالة ولا لتلاجة .
عزيز : الدكتور ( ملش ) أنا اتكلمت معاه في موضوع المعلم(بوظا) وإتضح أنه عنده فكره عنه ، دا كمان بيعمل بحث عنه أصل تخصصه نفسية الشعوب والجماعات ، وكيفية صنع الزعماء ، ولديه وكالة للدعايةوالإعلان ، المهم هو أبدى استعداده علشان يتعاون معاك ويخلصك من المعلم إياه ، بس من البداية
هو طلباته كتيرة ومبالغ فيها ، فإن كان عندك استعداد ، أنا محدد معاه ميعاد هنا بعد خمس دقايق ، أما إذا رفضت ، فممكن اتصل بيه وألغي الميعاد .
شوكت : ( ممسكا به ) تلغي معياده إزاي يا عزيز ، دى آخر قشة اتعلق بيها ،
وبعدين دا لو طلب مليون جنيه أنا مستعد ادفع له ، بس يخلصني من
المعلم زفت ده .
[ يرن جرس التليفون معلنا عن وصول الدكتور ( ملش ) ]
عزيز : (ناظرا في ساعته ) وصل في معياده بالدقيقة ....أهلا بالدكتور (ملش )
أعرفك بالأستاذ (شوكت ) عضو مجلس الشعب .
شوكت : ( متأملا إياه في إندهاش ) غريبة ... أنا من كلام الأستاذ (عزيز ) عنك
تصورتك رجل عجوز وأصلع ولابس نضارة و...
ملش : ( منهمكا في إشعال البايب ) وأنا من كلام الأستاذ ( عزيز )
أفتكرتك شاب ، إنما طلعت رجل عجوز كركوبة يعني .
شوكت : ( متضايقا ) بتقول إيه ؟
ملش : ) متأملا ما حوله ) ولا حاجة ، أنا طول الطريق وأنا جاي بأفكر في
الموضوع اللي كلمني فيه الأستاذ عزيز .
عزيز : ( ناهضا وناظرا في ساعته ) أنا كنت أود ان أبقي معكما ،بس لابد ألقي
نظرة على العدد قبل ما يودوه المطبعة ، وأنتم مع بعض ، سلام عليكم .
شوكت : ( متأملا الدكتور ملش باستخفاف ) وعرفت إزاي ح تحل المشكلة اللي
كلمك عنها الأستاذ ( عزيز ) .
ملش :(يشير إليه بطرف البايب ) هي طبعا مشكلة بالنسبة لك على الأقل ..أنت عارف لو لم تستفزني الظاهرة ما قبلت عرض الأستاذ عزيز
شوكت :( مندهشا ) ظاهرة ؟ !
ملش : نعم ، فالمعلم بلوظا ظاهرة لا تتكرر كثيرا ، وأنا بسبيلي لكتابة بحث عنه وح أنشره في أمريكا و...
شوكت : ( مقاطعا ) يا دكتور ( ملش) أن ما ليش دعوة بأبحاثك ودراساتك ، أنا
موقفي في الدايرة حرج جدا ، ولابد أنك تخلصني من المعلم ( بوظا )
ملش : أنت مستعد لتمويل العملية .
شوكت : ( يخرج دفتر شيكاته ) أيوه ، بس مش أعرف أنت ح تعمل إيه ؟
ملش : لا دا مش شغلك ، أنت يلزمك أنك تتخلص من المعلم بلوظا كمنافس لك
في الدايرة .
شوكت : شوف يا دكتور ... ما فيش وسيلة ما جربنهاش معاه .. علشان الناس
يبتعدوا عنه ما فيش فايده ...دا سرق جمهور الدوائر التانية .
ملش : أنا عرفت كل الكلام ده ... أنت بتتكلم كتير ليه ؟
شوكت : أنا مستعد لكل طلباتك ، بس أعرف ح تعمل إيه ؟
ملش : بالفلوس بتاعتك ح يقوم مكتبي بتمويل الدعاية للمعلم بلوظا .
شوكت : (منزعجا ) أنت مجنون ولا إيه ؟!
ملش : إذا كان الجنون هو اللي ح يخلصك من منافسك ح توافق عليه ولا لأ
شوكت : إيوه ...لكن ..
ملش : ( يقترب من شوكت ) الناس اللي إلتفوا حول بلوظا إلتفوا حوله لأنه
شخصية جديدة لهم ، وأول رجل من نوعه في تاريخ الانتخابات
البرلمانية ...شكله ..كلامه ..وضعه الاجتماعي والفكري ...بيئته ..البعض
متعاطف معه والآخر ساخر منه ،والآخر يكيد لك ، ليس حبا في بلوظة
ولكن كراهية فيك .
شوكت : برضه مش فاهم اللي تقصده .
ملش : باختصار وببساطة ح أظهر بلوظة في شكل عادي جدا ، ومألوف
..يعني ح أنمطه .. ح أخلي له الشكل النمطي ،وبكده مش ح يكون فيه
مشكلة .
شوكت : ( يناوله الشيك ) بالرغم من إني مش فاهم حاجة إلا إني حاسس أن لك
طريقة غير اللي إحنا كنا ماشيين عليها ... وده شيك على بياض لتمويل
الحملة الانتخابية لمنافسي في الدايرة ... والله ما أنا عارف اللي بأعمله ده
صح ولا غلط .
( إظلام )
الفصل الثالث .
المشهد الثالث :
حجرة في منزل ( بوظا) يجلس يدخن الشيشة ، ومعه ( خالد ) يقرأ تعليقات الجرائد والمجلات .
بوظا : شوف يا أستاذ ... أنا تعبت من الحدوته بتاعتكم دى ... ما خدتش من وراها
غير وجع الدماغ ، وصرفت اللي ورايا واللي قدامي . أنا كنت أتجننت لما
سمعت كلامك ...وطول النهار والليل زي المكوك .. دا أنا الأسبوع اللي فات
قلت كلام أد اللي قلته طول عمري ، مع إني مش فاهم ولا كلمة من اللي قلته
..دا في سرك بس .
خالد : إزاي يا معلم ...دا أنت دلوقت رجل الساعة والإذاعات الأجنبية والجرايد
والمجلات ... أنت كنت تحلم أن دا يحصل .
بوظا : ( منتشيا ) لا والله ... مع إني مش عارف ليه الناس مبسوطين مني مع إني
يعني ...
خالد : ( مقاطعا ) إزاي يا معلم ...دا أنت بتعبر عن الطبقة الكادحة اللي هي في قاع
المجتمع .
بوظا : ( منفعلا ) ما هم لازم يكونوا في القاع ...مش طول الليل بيشربوا بوظة
واللي بيبرشم والخمرجي والحرامي والنصاب والصايع ...تقوم تقولي بتعبر
عنهم ... على كده أنا واحد منهم .
خالد : ما هو يا معلم دول شريحة من المجتمع ... وأنت إن شاء الله لما تدخل
المجلس ح تحاول ترفع من مستواهم .
بوظا : هأووو ..يعني بدل ما يشربوا بوظة يشربوا ويسكي ، وبدل ما يتكيفوا
بالحشيش يتكيفوا بالهرويين ...شوف يا أستاذ ... الناس دي أنا عارفهم
وعارف نفسي ..بالك يا أستاذ إحنا مزروعين في الحكاية دية ...جدي عاش
ومات ... وأبويا وأنا ح أعيش وأموت في الهم والغم ده .
خالد : طاب والناس والمثقفين وطلاب الجامعة اللي بيأيدوك ؟
بوظا : أنت فاكر إني مش عارف ... دول يا حمار واخدني تسلية وضحك ...شوف
يا أستاذ أنا ما اتعلمتش في مدارس ، وما قرتش كتب ..بس الحياة علمتني
كتير ، أنا انسجمت وانبسطت في الأول من كترة الناس حوليا ، وإنهم بيكتبوا
اسمي ويعلقوا صوري في كل مكان ... بس سألت نفسي ... ليه الناس
متجمعين حولي ...ليه وأنا ما فيش ميزة ... دا أنا كلي عيوب.
خالد : طاب والإذاعات الأجنبية والشبكات الإخبارية .
بوظا : ( ضاحكا ) أرجع وأقول يا واد يا بوظا أكيد أنت فيك حاجة مش موجودة في
حد ... وأنك أنت يا أستاذ خالد اللي اكتشفتني ...ما هو أنا برضة مش شوية
في البلد .
موزة : ( تدخل مسرعة ووراءها مشمشة وقرصان ) إلحق يا با ، فيه ناس محترمين
عايزينك .
بوظا : ( متعجبا ) محترمين ... غريبة دي !
قرصان : عربية بطول الحارة .. وأستاذ آخر أبهة ومعاه هانم آخر شياكة وآخر جمال .
بوظا : ( يقف ويهندم من نفسه ) بجد يا واد يا قرصان ..أستاذ محترم وهانم ...خبي
الشيشة وخبوا أمكم احسن دي تفضح .
بيضة : ( يدخل ويصفق على يديه ) اتفضلوا ...يا معلم ..الأفندي الأستاذ عايزك .
ملش : ( ينظر حوله بتأفف ووراءه سكرتيرته ) فين المعلم بلوظة .
بيضة : المعلم بوظا ... أهو ده معلمنا ورافع راسنا .
بوظا : ( مبهورا بالسكرتيرة) أيوه أنا المعلم بوظا ... وده الأستاذ خالد السكرتور
الخصوصي .
ملش : ( مصافحا ) أنا الدكتور ( ملش )
بوظا : بس أنا مش عيان ولا تعبان .
ملش : لا ما أنا مش جاي أعالجك .. أنا مدير مكتب الدعاية .
بوظا : بس إحنا مش عايزين دعاية ... الواد بيضة متولي كل المسائل .
بيضة : ( غاضبا ) هي إيه الحكاية ... هي لما استوت وطابت ح يكلوها مننا ولا إيه
..إيه يا دكترة ؟!
خالد : ( يقدم مقعدا ) أهلا وسهلا يا دكتور،تفضل ، أنا عايز أفهم .. إيه الحكاية ؟!
بوظا : إيوه اتفاهم مع السكرتور بتاعنا ...والأمورة دي دكتورة برضة .؟
ملش : دي السكرتيرة .
بوظا : أنعم وأكرم .
ملش : ( مخاطبا خالد ) يا أستاذ خالد ... مكتبي قرر أنه يمول الدعاية الانتخابية
للمعلم بلوظة ..وأنتم في حاجة إلى تركيز الدعاية اليومين دول .
بوظا : ( منفعلا ) إيه يا دكتور ... المعلم ( بوظا ) إيه بلوظة دي .
ملش : المهم يا معلم ... أول حاجة البرستيج بتاعك .
بوظا : ( يفتش في جيوبه ) ما أظنش أنه معايا دلوقت .
خالد : الدكتور يقصد شكلك ومظهرك .
ملش : إحنا ح نوفر لك فيلا في الزمالك ، وعربية من أحدث طراز تحت أمرك ،
وطقم من المساعدين والسكرتارية .. ودلوقت حالا تستعد للانتقال للمقر
الجديد .
قرصان : اللهم صلي على النبي... بركات مجلس الشعب بدأ ...فيلا في الزمالك ...دا
الشغل ح يكون على ودنه .
موزة : محلا شباب الزمالك اللي بشفهم في التليفزيون .
ريشة : والله ما أنا رايح الزمالك ...دا أنا أهلاوي صميم .
خالد : ممكن توضح الأمر أكتر يا دكتور .
ملش : استطلاع الراي اللي عمله مكتبي ... أثبت ان المعلم بلو... بوظا يتمتع بعدد
كبير من المؤيدين ..وطبعا لابد يكون البرستيج على مستوى مجلس الشعب .
بوظا : ( يأخذ خالد على جنب ويسأله ) إيه حكاية البرستيج دي ... حاجة غير
مجلس الشعب .
خالد : ( مخاطبا الدكتور ملش ) وإيه الداعي لحكاية البرستيج ده .
ملش : أكيد أنت قرأت في الصحف والمجلات المضادة للمعلم ، وبدأوا يركزوا على
الحارة والمكان اللي عايش فيه ومنظرة ..إلخ ... وإحنا يهمنا أن المعلم بوظا
يصمد أمام الهجمات ويوصل لمجلس الشعب .
بيضة : يعيش المعلم بوظا الصامد .
خالد : ( مفكرا ) بس إيه الفايدة اللي ح ترجع على المكتب بعد ما يصرف كل الفوس دية ؟!
ملش : ( ينهض ) لا ... حكاية الفوايد دي بعد ما يدخل المعلم بوظا المجلس ح نتكلم
فيها بعدين ... المهم دلوقت يا معلم حضر نفسك ... العربية تحت أمرك ...
أما أنت يا أستاذ خالد فممكن تاخد أجازة .
بوظا : لا ..يا دكترة ..خالد دراعي اليمين ... أنا رجل أصيل ،مش معنى إني
وصلت استغنى عنه .
ملش : ما فيش مانع يا معلم .
بوظا : ( مخاطبا أولاده ) يا ولاد ...هاتوا أمكم وتعالوا ورايا على الزمالك .
قرصان : ( مصفقا ) بركاتك يا مجلس الشعب ...دي ح تحلو قوي ..والشغل ح يكون
على ودنه .
( إظلام )
الفصل الثالث
المشهد الرابع :
أمام محل المعلم ( بوظا ) ، يجلس ( خالد ) يتصفح بعض الجرائد ، يدخل بيضة .
بيضة : إزيك يا أستاذ ... إيه الحكاية ... من يوم المعلم ما راح الزمالك محدش شافه
، هو عامل معسكر هناك ولا إيه ... والله ده وحشني .
خالد : روح زوره في الزمالك .
بيضة : لا ... أنا ما أرحش الزمالك ...
خالد : ( حزينا ) المعلم ما عدش المعلم يا بيضة .
بيضة : ( مفزوعا ) يا نهار أسود ... حصل للمعلم حاجة يا أستاذ .
خالد : حاجات وحاجات .
بيضة : إزاي يعني يا أستاذ ؟
خالد : بدل ما كان بيلبس الجلبية ، لبس بدلة على آخر شياكة ، والسيجار مكان
الشيشة ، والجريب فروت بدل البوظة .... وما تقدرش تقابله إلا بعد إذن
السكرتيرات ، والفيلا عليها حرس ولا كأنه رئيس الوزرا ... وكل جلساته
وسهراته في نادي الجزيرة ... أنت عارف لو شفته دلوقت مش ح تعرفه .
بيضة : ( متعجبا ) أنا لما أشوفه مش ح أعرفه ،على كده الناس كمان مش ح تعرفه .
خالد : أنا مش عارف حكاية الدكتور (ملش ) دي في صالحه ولا لأ .
بيضة : هي الحكاية ممكن تضره ؟
خالد : الناس اتعودت على المعلم ( بوظا ) ابن الحتة ، اللي بيسهروا معاه ويضحكوا
وينكتوا .. أما دلوقت .
بيضة : إن كانت الحكاية كده ...ما تيجي نرجعه هنا .
خالد : ( ضاحكا ) دا عايش في الجنة دلوقت .
بيضة : مش يمكن الناس لما تشوفه تحبه أكتر وينبسطوا منه .
خالد : جايز يا بيضة .
بيضة : بس اللي عمله الدكترة ( ملش ) كنت أنت عايز تعمله ... أنك تعلم المعلم
وتخليه يفهم ، وعقله كبير ،ويقرا ويكتب .
خالد : إيوه أنا كنت عاوز أخلى المعلم زي ما بتقول ...بس الدكتور ( ملش ) محا
وشطب صورة المعلم ... بقى حاجة تانية خالص .
بيضة : أنت مش بتقول إن الدكترة ( ملش ) ده عنده شهادات كتير ورجل عوالم .
خالد : ( ضاحكا ) تقصد عالم .
بيضة : إيوه .... يعني هو يعرف أكتر مننا ، ورجل دارس في أمريكا ... بس قولي
أنت سبت المعلم ليه دولقت ورجعت ؟!
خالد : لا ... أنا ماليش مكان ، هناك ناس مستويات عالية قوي ... وعلى رأي
المثل تروح فين يا صعلوك بين الملوك .
بيضة : إحنا محضرين له النصبة ... والحتة كلها مستنية ... وح تكون سهرة
صباحي.
خالد : إيوه يا بيضة ... وده ح يكون آخر مؤتمر ، بعدها الناس ح يروحوا ينتخبوا
المعلم ويدوه أصواتهم
بيضة : شوف يا أستاذ إن شاء الله إحنا ح نشيل المعلم وح نوصله لحد باب مجلس
الشعب ، وح ندبح اللي نقدر عليه على باب مجلس الشعب ... دا البلد بحالها ح
تحضر علشان تسمع المعلم .
خالد : ( ضاحكا ) والست ولعة الفرن ح تحضر المؤتمر ؟
بيضة : لا ولعة ولا نار يا أستاذ ... إحنا خلاص اتغيرنا والمعلم لبس بدلة ... شوف
يا أستاذ ... الغرزة دي ..قصدي القهوة دي بقت تتملي بالأفندية والمثقفين
والصحفيين والأجانب ، خلو الحتة هنا سياحية ... يعني المعلم زود السياحة
في البلد ... بالك ما كنش في أستاذ لابس بدلة يدخل الحتة دي إلا إذا كان تايه
أو داخل الحتة غلط .
سامي : ( قادما وهو يبحث في وجوه الجالسين ) المعلم بوظا فين ؟
بيضة : عقبال أملتك في الزمالك .
سامي : ( متعجبا ) بيعمل إيه في الزمالك ؟
بيضة : عايش يا سيدي في الجنة .
خالد : أصل الحكاية أن الدكتور ( ملش ) ...
سامي : ( مقاطعا ) إذن المعلومات اللي وصلتني حقيقية .
خالد : معلومات إيه ؟
سامي : إن الدكتور ( ملش ) تبع الأستاذ ( شوكت ) منافس المعلم بوظا .
خالد : ( واقفا ممسكا سامي من يديه ) واحدة ..واحدة عليا أحسن أنت برجلت عقلي
اتفضل اقعد ... وواحدة واحدة ... واد يا قرقورة ...هات اتنين قهوة مظبوط .
سامي : ( جالسا ) هي دي الطريقة الوحيدة لإزاحة المعلم بوظا من قدام الأستاذ (
شوكت ) من الدايرة ... الالآف اللي بيصرفها الدكتور ( ملش) على المعلم (
بوظا) بتمويل من الأستاذ ( شوكت )
خالد : طاب وليه ؟
سامي : لتشوبه صورته قدام أهل حتته ...هو لما الواد بيضة ألبسه بدلة وكرافته إيه
اللي ح يحصل ؟
بيضة : ( ضاحكا ) أنا مش ح أكون بيضة ... ح أكون ديك رومي .
سامي : والناس ..
بيضة : الناس مش ح يعرفوني ، واللي يديني على قفايا واللي ح يشد البدلة واللي ح
يسحبني من الكرافتة وح تكون مسخرة .
سامي : أهو الأستاذ ( شوكت ) عايز كده ،وأكيد زمانه ح ينشر أن المعلم ( بوظا) خد
فلوس من تجار الحتة والمقاولين ... وإلا جاب شقة الزمالك والعربية منين .
خالد : طاب وإيه العمل ؟
سامي : دا شغلكم أنتم .
خالد : واد يا بيضة ...طيران على المعلم علشان نكشف له المعلوب ده .
بيضة : أجيب رجالتنا والنبابيت .
خالد : إحنا ح نتعارك ... يالا بسرعة يا بيضة .
( إظلام )
الفصل الثالث
المشهد الخامس :
أمام محل المعلم ( بوظا) يجلس ومعه خالد وبيضة ، وكلهم معصوبو الرؤوس بالشاش والقطن وذراع (بيضة) في الجبس ، وكذلك قدم (خالد) .
بوظا : ( يتحسس رأسه ) أنا نفسي أعرف إيه اللي حصل ...نفسي أعتر على حد
يقولي إيه اللي حصل لما طلعت على المنصة علشان أتكلم ... أنت شفت
حاجة يا بيضة ؟
بيضة : ( يتحسس ذراعه ) شوف يا معلم ، أنا في الليلة السودة دي شفت كتير ، شفت
اللي ما شفتهوش طول عمري ، وسمعت كتير ، إنما اللي قاطع فيا إني لا
شفتك ولاسمعتك .
بوظا : وأنت يا خالد ...شفت اللي حصل .
خالد : ( يحرك يديه أمام عينيه ) أنا لحد دلوقت مش شايف حاجة خالص ..وبأسمع
حاجات بتقع وحاجات بتتكسر .
بيضة : أكيد دا كان دراعي .
بوظا : الليلة الوحيدة اللي ما اتكلمتش فيها .
بيضة : أمال كان إيه اللي ح يحصل لو أتكلمت يا معلم ؟
بوظا : إنما قلي يا واد يا بيضة هي الليلة دي كانت بتمطر ، أنا حسيت أن فيه
حاجات كتيرة نازلة عليا .
بيضة : والله يا معلم ما اكدبش عليك ، أنا حسيت إني بيتمسح بي أرض الحارة .
خالد : دي كانت ليلة عاصفة يا معلم .
بوظا : أنا لحد دلوقت مش عارف الناس كانوا زعلانين ليه ...إيه اللي حصل مني
..دا أنا كنت فاكر إنهم ح ينبسطوا مني لما شفوني لابس البدلة ونازل من
العربية .
بيضة : الظاهر يا معلم البدلة اللي عملت كل ده .
بوظا : ما في ناس كتير لابسة بدل ...إشمعنى لما (بوظا) يلبس بدلة ويركب عربية هي
الكعكة في إيد بوظا عجبة .
خالد : اللي بيقوله بيضة صح يا معلم .
بوظا : معقول ده يا أستاذ !
خالد : وكلام كتير قاله الأستاذ ( شوكت ) خصمك في الدايرة .
بوظا : ما هومن مدة وهو بيقول كلام وبيعمل حاجات ، ولا كانت بتنفع ولا تشفع
..إشمعنى المرة دي .
خالد : لما استخدم الوسائل العلمية واستعان بالدكتور ( ملش )
بوظا :يا سلام ..الرجل ده عيشني في الجنة شوية أيام مش ح أنساهم .
بيضة : ماهي شوية الأيام دول اللي خرجوك من مجلس الشعب ...ودخلوا شوكت بدل منك .
بوظا : يا رتني سمعت كلامكم .
بيضة : كنا خلاص على الباب ، يا دوبك ح نزق وندخل .
بوظا : لا يا بيضة ... ما ليش نصيب إني أدخل مجلس الشعب ... دا أنا كنت ح
أسوي الهوايل في المجلس يا أستاذ خالد .
خالد : كنت ناوي تعمل إيه يا معلم ؟
بوظا : أنا كنت ناوي أخد مرتبة ومخدة ولحاف .. وورا باب مجلس الشعب ليل نهار
قاعد مستني إللي عنده مشكلة ... اللي عنده مسألة .
المعلم جلال : ( يسير بتمهل يحرك عصاه في خيلاء ) يا ميت ندامة على اللي حب ولا
طالش .
بوظا : شمتان فينا يا (جلال) ؟
بيضة : لا فرحان ..علشان معلمه هو اللي دخل مجلس الشعب .
جلال : مش قلت لك يا بوظا ..دا مش سوقك ..مالك أنت ومجلس الشعب .
بوظا : معلمك ( شوكت ) هو اللي خدني على خوانة ...معلمك ده مش جدع على
فكرة .
جلال : هو الأستاذ ( شوكت ) برضه هو اللي بطحك كده وبطح شوية العيال دول
اللي قللوا قيمتك في الحتة .
بوظا : أنا محدش يستجري يقلل من قيمتي يا جلال .
بيضة : المعلم راسة مرفوعة على طول .
جلال : ( ساخرا ) مرفوعة وهي مربوطة بالشاش والقطن .
بوظا : لا ما يهمكش دا إحنا جدعان قوي ... أنا عايزك تبلغ معلمك إن الحكاية دي
مش ح تمر بسلام .
جلال : ما خلاص يا بوظا ..الأستاذ شوكت نجح ودخل المجلس ... وأنت ما طلعتش
حتى بصوت واحد .
بوظا : ( مخاطبا خالد ) هو مش فيه إعادة .
خالد : يعني إيه إعادة يا معلم ؟
بوظا : هو التلموذ لما يسقط في الثانوية العامة مش بيعيد تاني .
خالد : إيوه يا معلم .
بوظا : خلاص ... أنا ح أعيد امتحان مجلس الشعب .
خالد : قصدك تدخل انتخابات تانية .
بوظا : هو فيه انتخابات تانية ؟
خالد : إيوه انتخابات مجلس الشورى .
جلال : ( واقفا ممسكا برأسه ) شوف يا جلال ... أنا دماغي زي القرع العسلي
..قل لمعلمك المعلم (بوظا) مستنيك على باب مجلس الشورى ... وأنا وهو
والزمن طويل .
( إظلام )
( تمت )
المؤلف في سطور.
الاسم : محمود محمد محمود القليني
الإيميل : elkellenymahmoud@yahoo.com
الهاتف :0201061414124- 0201025544856
الأعمال المنشورة :
أولا : في المسرح :
مسرحية : ( إخناتون والكهنة ) جهة النشر : الهيئة العامة للكتاب بالقاهرة عام 1994
مسرحية : ( مصرع الخُرساني ) جهة النشر : الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة عام2002.
مسرحية :(محنة الإمام أحمد بن حنبل) جهة النشر : الهيئة العامة للكتاب بالقاهرة عام 1997
مسرحية : ( بلد راكبها عفريت ) جهة النشر : الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة عام 2010.
مسرحية : ( غائب لا يعود ) جهة النشر : الهيئة العامة للكتاب بالقاهرة – تاريخ النشر 2019.
كتاب : ( الأدب في مسرح الطفل ) جهة النشر : العلم والإيمان للنشر والتوزيع بدسوق عام 2015.
مسرحية : ( محاكمة الحمير ) جهة النشر : مجلة الفنون المسرحية – مدير الموقع الفنان : ( محسن النصار )
مسرحية : ( البلطجية اشتكوا ) جهة النشر : مجلة الفنون المسرحية –مدير الموقع الفنان : ( محسن النصار )
مسرحية : ( ليلة وحشية ) مونودراما – جهة النشر : مجلة الفنون المسرحية – مدير الموقع : ( محسن النصار )
مسرحية : ( الأرجواني السماوي ) خيال علمي – جهة النشر – المسرح نيوز – مؤسس ومدير الموقع : ( صفاء البيلي )
مسرحية : ( الوزير على التليفون ) جهة النشر: المسرح نيوز – مؤسس ومدير الموقع : ( صقاء البيلي )
مسرحية :(المحاكمة) :جهة النشر : مجلة الفنون المسرحية – مدير الموقع )محسن النصار )
مسرحية : ( أسوار بغداد ) جهة النشر : مجلة الفنون المسرحية – مدير الموقع )محسن النصار )
مسرحية : (ابن جلا ) جهة النشر : مجلة الفنون المسرحية – مدير الموقع )محسن النصار )
مسرحية : ( الأم الثكلى ) مونودراما . جهة النشر : مجلة الفنون المسرحية – مدير الموقع )محسن النصار )
مسرحية : ( القرية الذكية ) جهة النشر : مجلة الفنون المسرحية – مدير الموقع )محسن النصار ) .
مسرحية :(بوظا في مجلس الشعب ) جهة النشر : دليل النصوص المسرحية – الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة .
مسرحية ( غائب لا يعود ) الهيئة العامة للكتاب بالقاهرة- 2019
مُثلت مسرحية (بلد راكبها عفريت ) على مسرح مركز ثقافة المحلة الكبرى بطنطا .المخرج : ياسر سري.
ثانيا : في الروايات والقصص :
رواية :(الإسكندرية عناقيد العشق والغضب) جهة النشر : مكتبة بستان المعرفة عام 2011.
رواية :(الجنوب الهادئ ) جهة النشر :الهيئة العامة لقصور الثقافة عام : 2014
رواية : ( الدجال والشيطان ) جهة النشر : مكتب معروف للنشر والتوزيع عام 1985
( إنهم يذهبون ) مجموعة قصص قصيرة ، جهة النشر : دار الشعب بالقاهرة عام 1983.
ثالثا : في الكتب :
(الفكر الإسلامي ومستجدات العصر) جهة النشر :المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة عام 2005 .
( أمير الصحافة العربية ) جهة النشر : مكتبة بستان المعرفة عام 2009
( العمرية ..في رحاب عمر بن الخطاب ) جهة النشر: مكتبة دار العلم والإيمان عام 2007
( عش حياتك سعيدا ولا تحزن ) جهة النشر: مكتبة بستان المعرفة عام 2004 .
( الثورة في وجدان المصريين ) جهة النشر : مكتبة بستان المعرفة عام 2012.
( الباحثون عن الله ) جهة النشر مكتبة دار العلم والإيمان عام 2013.
(شخصية موسى النبي) جهة النشر : مكتبة بستان المعرفة عام 2011 .
(شخصية المسيح) جهة النشر : مكتبة بستان المعرفة عام 2014.
( شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم ) جهة النشر : مكتبة بستان المعرفة عام 2014
10-(قيم ومعايير في أدب يوسف إدريس ) جهة النشر : مكتبة دار العلم والإيمان عام 2015.
11-( الذاتية والقيم الوجودية في أدب إبراهيم عبد القادر المازني ) جهة النشر : مكتبة دار العلم والإيمان عام 2015.
12- (النساء فقدن عروشهن) جهة النشر :مكتبة العلم والإيمان بالمنصورة .
13- الخليل – عليه السلام – رحلة في المكان وسياحة في الزمان . دار العلم والإيمان عام 2018 .
14- نحو تفسير علمي للأحلام – الهيئة العامة للكتاب بالقاهرة - 2022
الجوائز الحاصل عليها :
1-جائزة التأليف المسرحي من المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة عن مسرحية ( محنة الإمام أحمد )
جائزة ( ملتقى جائزة أبها ) بالمملكة العربية السعودية عن مسرحية ( محنة الإمام أحمد بن حنبل ) عام 1417هجرية .
جائزة التأليف المسرحي من المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة عن مسرحية ( إخناتون والكهنة ) .
جائزة التأليف المسرحي من مجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة عن مسرحية ( مصرع الخرساني ) .
جائزة من نادي القصة بالقاهرة عن رواية بعنوان : ( قوس قزح ) عام 2002
جائزة الدراسات النقدية عن دراسة بعنوان ( قيم ومعايير في أدب يوسف إدريس ) من المجلس الأعلى للثقافة .
جائزة الدراسات النقدية عن دراسة بعنوان ( الذاتية والقيم الوجودية في أدب المازني )
جائزة المقالة النقدية عن دراسة في قصة ( الطريق ) لنجيب محفوظ ،من المجلس الأعلى للثقافة .
جائزة التأليف المسرحي للكبار – الشارقة – الهيئة العامة للمسرح – عن نص مسرحي بعنوان ( غائب لا يعود ) 2016
الوصول إلى القائمة القصيرة في مسابقة الهيئة العامة للمسرح بالشارقة في مجال الخيال العلمي للأطفال عن مسرحية بعنوان ( الأرجواني السماوي ) 2017 .
الوصول إلى القائمة القصيرة في مسايقة الهيئة العامة للمسرح بالشارقة في مجال الكتابة للأطفال عن مسرحية بعنوان ( القرية الذكية ) 2021
الوصول إلى القائمة القصيرة في مسابقة الهيئة العامة للمسرح بالشارقة في مجال الكتابة للكبار عن مسرحية ( أسوار بغداد ) 2023
0 التعليقات:
إرسال تعليق