الشبكة العربية لحماية حقوق الفنان المسرحي
مجلة الفنون المسرحية
الشبكة العربية لحماية حقوق الفنان المسرحي
الشبكة العربية لحماية حقوق الفنان المسرحي
عبد العليم البناء
لا يختلف إثنان ،على "أن (الهيئة العربية للمسرح) ،ومنذ نشأتها ، عملت وتعمل على أن تكون مظلة للمسرحيين العرب، وقد دأبت على ذلك ، منذ عام 2013، بالعمل على تفعيل الجسم المسرحي العربي ،من خلال شبكات تساهم في جمع الجهود والتنسيق في ما بين أصحابها، خدمة للمشاريع الخلاقة ببعديها الفردي والجماعي، وبأطرها المختلفة باختلاف التشريعات و الأحوال التي تعيشها" ، ناهيك عن مهرجاناتها المتنوعة ،وفي مقدمتها مهرجان المسرح العربي ،الذي يشهد مطلع العام المقبل نسخته العاشرة في تونس الخضراء ،التي تتوج عادة بجائزة الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة الرئيس الأعلى لهذه الهيئة وراعيها وداعمها الأساسي ،التي زخرت برامجها وخطط عملها بالعديد من المشاريع المكملة ،لاسيما مسابقات تأليف النصوص الموجهة للكبار والصغار، وآخرها مسابقة البحث العلمي المسرحي للشباب ،بالإضافة الى المؤتمرات الفكرية والحلقات الدراسية والبحثية والنقاشية والتطبيقية والاصدارات المسرحية المتنوعة ،وغير ذلك الكثير مما لا يتسع المجال لذكره هنا ..
واذا كانت هذه الفعاليات والأنشطة والبرامج والمشاريع ،تمثل عصب العمل في الهيئة العربية للمسرح، فإنها من الجانب الاخر ،حاولت أن تؤسس لهيكلية وبنية تحتية ، إذا صح التعبير، لعملها الطموح هذا ،من خلال تأسيس وإدامة العمل في عديد الشبكات ،التي مثلت أذرعا حيوية وفعالة في تحقيق مجمل أهداف الهيئة بكل تمظهراتها ،متجسدة في (تعاونية المواقع الإعلامية الإلكترونية المسرحية)،التي تأسست العام 2013 ،وربما كانت من أكثر هذه الشبكات تميزا وحضورا فاعلا في سياقات عمل الهيئة ،إضافة الى شبكة (المسرحيون العرب في المهجر)2014، وشبكة (السينوغرافيون العرب)2015 ،فضلا عن السعي لإنشاء شبكة (المهرجانات المسرحية العربية) ، وشبكة (العلوم النظرية في المسرح العربي) ،وإنشاء شبكة (الإيماء وفنون الأداء الحركي)عام 2016.
ويجيء إنشاء (الشبكة العربية لحماية حقوق الفنان المسرحي العربي) ،والتي أطلق فكرتها مسؤول النشر والإعلام في الهيئة العربية للمسرح ،خلال جلسات مؤتمر الرقابة و المسرح ،التي عقدها المركز القومي في القاهرة للمسرح في كانون الثاني يناير 2016 ،متسقا مع هذا المنهج الذي يمنح العمل حيوية أكبر من خلال الشبكات، لما لها من تماس حيوي مع الحاجات الإنسانية والمعيشية لفناني المسرح العرب ،الذين ربما يعاني كثير منهم من غائلة العوز والانتهاك المتواصل، لحقوقهم المادية والمعنوية على حد سواء، دون أن تسعفهم ،أحيانا ،حتى نقاباتهم المحلية للمطالبة أو الحفاظ على حقوقهم تلك ،لاسيما أن فكرة إنشائها لم تكن كيفية بقدر ما كانت نوعية ،حيث تعززت باتفاقية (وهران) ،وهي اتفاقية اطار وقعتها الهيئة العربية للمسرح ،على هامش الدورة التاسعة لمهرجان المسرح العربي، التي أقيمت في مدينتي وهران ومستغانم الجزائريتين مطلع العام 2017 مع ( الفيدرالية الدولية للممثلين) التي تأسست عام 1952،في خطوة راهنت الهيئة فيها على استثمار خبرة الفيدرالية ،في مجال القوانين المتعلقة بالفنانين ،لتحسين أوضاع الفنانين العرب والدفاع عن حقوقهم ،لاسيما انها تضم حوالي 105 نقابات في مختلف دول العالم ، ومن شأنها المساعدة في مراجعة القوانين ومخاطبة الهيئات لتحسين أوضاع الفنانين ، وما الى ذلك من مهام وسبل لتحقيق الأهداف المتوخاة.
ولعل المهم في أمر تأسيس الشبكة العربية لحماية حقوق الفنان المسرحي ، على الرغم من أنها شبكة عمل تطوعي من أجل حماية الفنان المسرحي العربي و حقوقه ، هو إشراف الهيئة العربية للمسرح عليها ، اعتماداً على ما ورد في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، ومن خلال لجنة مسيرة من المسرحيين والقانونيين المتطوعين ، وفي مقدمتهم منسقها العام المخرج والإعلامي المعروف غنام غنام ، بما عرف عنه من حيوية وفاعلية في الأداء والعطاء اللامحدود ، من خلال تجربته كمسؤول للنشر والاعلام في الهيئة وعضويته في مجلس امنائها .
وتتضح أهمية الشبكة من خلال ما حدد لها من أهداف، تتمثل في :المساهمة في رفع الوعي الحقوقي لدى الفنان المسرحي ،والمساهمة في حمايته وحقوقه المادية و الفكرية و المعنوية ، وتقديم المشورة القانونية للفنانين المسرحيين أفراداً ومؤسسات، وهو ما يشكل ركيزة أساسية في انجاز مهام عمل الشبكة في مرحلتها التأسيسية عبر دورة عمل تستمرعامين، تبدأ مطلع شباط فبراير 2016 و تمتد إلى نهاية كانون الثاني يناير 2018، حيث تقوم بوضع خطة عمل الشبكة ،وتخصيص صفحة خاصة للشبكة على موقع الهيئة العربية للمسرح ، مع حسابات خاصة للشبكة على مواقع التواصل الاجتماعي ، وتعمل على رفع الوعي و المعرفة بالحقوق لدى الفنان المسرحي ، ولأجل ذلك تطلق اللجنة استمارة الكترونية يقوم المسرحي من خلالها بالتسجيل بعضوية الشبكة، على أن تتلقى القضايا الخاصة بحقوق الفنان المسرحي العربي عبر حساب إلكتروني خاص، واستمارة إلكترونية خاصة ، وتقدم الاستشارة القانونية للملفات التي تصلها، وتتحقق من حيثيات القضية قبل تقديم المشورة القانونية ، وان تتواصل مع الجهات النقابية والمنظمة للمهنة من أجل تحقيق حماية الفنان المسرحي بالصورة المطلوبة، وبالشكل الذي يفضي الى تحقيق الأهداف والفائدة المرجوة من تأسيس هذه الشبكة، التي تعد بارقة أمل نوعية في هذا الاتجاه ،الذي يندر الاخذ به ،دون مصاعب وعقبات معروفة ،لكل من خاض غمار العمل الفني عامة ،والمسرحي خاصة ،في بلادنا العربية ،إلا ما ندر.
0 التعليقات:
إرسال تعليق