'كأنو مسرح'.. ما تفرقه السياسة تجمعه الخشبة السورية
مجلة الفنون المسرحية
'كأنو مسرح'.. ما تفرقه السياسة تجمعه الخشبة السورية
نضال قوشحة - العرب
نادرة هي العروض التي تحفل بحضور جماهيري كبير في الوسط الفني السوري، ولكنها حدثت مع عدد من العروض التي قدمت خلال تاريخ المسرح السوري، لعل آخرها مسرحية “كأنو مسرح” التي تعرض حاليا على “مسرح الحمراء” في العاصمة دمشق، وتقوم بالبطولة فيها ثلة من نجوم الدراما التلفزيونية من الذين صعدوا على الخشبة في مواجهة مباشرة مع محبّيهم.
“كأنو مسرح”، عرض يحمل في ثناياه العديد من عوامل النجاح، حيث يشهد عودة نجم فني ومسرحي عربي مهم للمسرح، هو النجم السوري غسان مسعود، الذي انطلق منذ ما يزيد عن الثلاثين عاما إلى الخشبة، ويحقّق فيه وفي التلفزيون والسينما حضورا كبيرا وصل به إلى العالمية، كما أن النص ألفته لوتس غسان مسعود، ابنة غسان، الذي قام أيضا بإعداد السينوغرافيا والإخراج المسرحي.
وتقدم لوتس عبر نصها تقنية التعليب، “مسرحية داخل المسرحية”، محاولة تقديم نماذج من المجتمع السوري الحالي، بما يحمله من تناقضات واستقطابات حادة في ظل الوضع السياسي المأزوم الذي تعيشه سوريا منذ بداية الأزمة فيها في العام 2011.
وتحكي المسرحية عن “ليلى” (ديمة قندلفت)، وهي مخرجة مسرحية تودّ أن تقدّم عرضا مسرحيا برفقة العديد من زملائها الفنانين، ومن خلال العرض الذي يستحضر العديد من الشخصيات، وبحكم وجود الانقسام السياسي الحاد في المجتمع السوري الآن، ينتقل هذا الوضع بشكل آلي للمسرحية ذاتها، حيث يعيش أعضاؤها حالة التشتّت العنيف، فتظهر الأهواء الشخصية التي تتنازعها رغبات أصحابها، لينطلق النص نحو مقولته النهائية أن حيّدوا خلافاتكم ودعونا للمسرح.
غسان مسعود: للحظة التي أكوّن فيها مشهدا مسرحيا، أقترح وطنا من خيالي
ومن أهم ما يميّز هذا العرض المسرحي، تقديمه عددا من النجوم الشباب في الدراما التلفزيونية والسينمائية السورية، والذين يعتبرون من الصف الأول في هذه الأيام، وهم ديمة قندلفت، محمود نصر وروبين عيسى، الأمر الذي حقّق مكسبا فنيا وماديا كبيرا للعرض نفسه، فالجمهور السوري لم يشاهد سابقا نجمين هامين في الدراما التلفزيونية على خشبة واحدة وهما: ديمة قندلفت ومحمود نصر، لذلك كان وجودهما في العرض كسبا فنيا هاما لهما وللعرض على حد السواء.
وبكل الطاقة على محبة المسرح يقول غسان مسعود “للحظة التي أكوّن فيها مشهدا مسرحيا، أقترح وطنا من خيالي”، فهو منذ ظهوره الأول في مسرحية “سكان الكهف” للراحل فواز الساجر، كان اسما فاعلا في المسرح السوري، كأستاذ تمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية وممثلا ومخرجا للعديد من المسرحيات الهامة.
ومن المعروف أن مسعود لم ينقطع عن المسرح نهائيا، رغم كثرة انشغالاته في الدراما التلفزيونية والسينما، حيث قدّم خلال تاريخه الفني مسرحيات هامة منها “سكان الكهف”، “الدبلوماسيون”، “كسور”، “جنكيز خان”، “الاغتصاب”، “تقاسيم على العنبر”، “صدى”، “جنون في الإسطبل” وغيرها، وكان آخر إخراج مسرحي له في مسرحية “عرش الدم” المأخوذ عن مسرحيتي شكسبير “ماكبث” و”ريتشارد الثالث”والذي قدّم كمشروع تخرّج لطلاب المعهد العالي للفنون المسرحية في العام 2012.
وعن سبب عودته مخرجا لهذا العرض المسرحي، وهل كان سبب العمل أن النص لابنته، يبيّن مسعود الأب بقوله “أعرف النص، وهو من اختارني، كتب بصيغة تلائم مفاهيم الشباب ويقدّم أفكارا حارة وحياتية، لذلك أعددت له فريقا شابا بعناية”.
وشارك في تقديم عرض “كأنو مسرح” تمثيلا كل من: ديمة قندلفت، محمود نصر، ناظلي الرواس، أيمن عبدالسلام، لجين إسماعيل، روبين عيسى، مصطفى المصطفى وراما عيسى، فيما تولّت كتابة النص لوتس غسان مسعود والإخراج لغسان مسعود.
0 التعليقات:
إرسال تعليق