مسرحية "قصة حب ساخنة " تأليف عبدالحميد هاشم الزيدي
مجلة الفنون المسرحية
الشخصيــــــــــــــــــات
1- الشـــــــــــــــاب
2- الفتــــــــــــــــــاة
المنظر :
كوخ يتوسطها شباك صغير..وباب خشبي موصود في الجانب الأخر مــن الجدار الطيني المشقق ..وسقف من أغصان الأشجار.....
أنين لامرأة يخفى ملامحها الظلام ...ضوء عمودية مسلطة على شاب عاري يحـاول خجلاً أن يخفي عورته.
الشاب: أصبحت الأرض هائمة غير مستقرة ولا يستطيــــع أحد أن يملك فيها أزمــة نفســـه فتحجب الشمس خجلاً خلف سحابات دخان أسود اجلس في زاوية صغيرة جداً من هذا العالم لا تكفـــــي حتى لفأر صغيـــــر أستجيـر بالجدران الصامتة خوفاً و ألوذ حتى بالعدم... أفتش عن منفذاً من ما أنا فيــــــــــــــه (يتسلل نحو العدم باحث عن الخلاص) : أنه ثقب صغير ينفذ من خلال الدخان الأسود الغليظ....أرى من بعيد نوراً(يفرح) أنه ..أنه يتلاشى (يحزن ..يعاود النظر مرة أخرى) : صبية يلعبون..رجال يعملون.أرض خضراء يافعة أشجارها..دور مأهولة بسكانها ..الشمس تمد بلطف خيوطها (بعدها يحدق بحزن وخوف) :أشباح تخرج من العدم تحمل فؤوس مصنوعة من الحجر تنخر فيها الكرة الأرضية وآلت الأرض رماداً ..
(ظلام على الشاب..ضوء عمودية في الجهة الأخرى من الشاب مسلطة على امرأة تغسل الملابس في أناء ممتلئ بالدم وهي تنشد بحزن)
: دللول يا الولد يا أبني دللول يمه..عدوك عليل وساكن الجول يمه..يحقلي لا صير دلي تره..أطلك الدنيه وولي : يمه..على ظليمتي من دون حلي
يمه..هب الهوى وأندكت الباب تره..حسبالي يا يمه خشت أحباب يمه..أثاري الهوه والباب كذاب يمه..ما أريد من جدرك غموس والله يمه ولا أريد من جيبك فلوس دللول يالولد يا أبني دللول عدوك عليل وساكن الجول
(أصوات استغاثة..خطابات ثورية..انفجار..ضوء يتضح من خلالها الشاب في حالـة من الذعر والمرأة مستمرة في غسل الملابس بالدم ..تتوقـــــــف الأصوات ..المـرأة تدندن بصوت خافت حزين..يهدأ الشاب وهو يحدق إلى المرأة من مكان مرتفــــــع)
: كلمات جوفاء لا تساوي شيء أمام هذه الرزية لا أطيق أن أصبو أليها..ربما أغفلنا التأريخ ونحن نقرع أبواب الموت ..ملعون أيها الموت فأنه يمسخ كل الموجودات .. عندها يتدلى ستار أسود تتبدد خلفه الأحلام التي نسجها العقل الباطن وتطمر الأمنيات والحكايات والصور..
(يرتفع صوت المرأة...يحاول الشاب أن يضع أصابعه في أذنيه لكي لا يسمع)
المرأة: دللول يالولد يا أبني دللول عدوك عليل وساكن الجول
الشاب: أرجوك أن تكفي عن ذلك فأنا لا أطيق أن أسمع هذه الأصوات. رعد..وميض البرق كل هذا سيوقظ الجن القابع في جوف الليل وأن الرياح العاتية الهوجاء ستثير غرائز الذئاب المتسللة. والودق المتساقط من المعصرات سيقرع أبواب الشيطان
(أصوات تأتي من الخارج فيحدق أليها بنظرات يشوبها الخوف..يتسلل نحو الصوت بحذر ..يرتفع صوت المرأة )
الشاب: كفي عن هذا الهراء ودعيني أرى ماذا يحدث في الخارج (لم تتوقف)اللعنة على القدر الأسود الذي جمعنا تحت هذا السقف
(يدنو بحذر شديد من الباب الخشبي الموصود وينظر من خلال ثقب صغير يندهش فيعاود النظر مرة أخرى)
:أيعقل أن تتحول كل هذه الأشجار إلى أشباح ترقص تغني ..أنه شيء جميل أنهــــم يقيمون احتفالية رائعة..
(يدندن وهو مسرور ويرقص) :هيا أيها الملاك الشيطاني تعالي كي نحتفــــــل مـــع الأشباح التي جن جنونهـــــــــا
(يمسك المرأة من يدها ويسحبها نحو صدره) :هيا أسترخي قليلاً واجعلي قدميك تتسابقان فيما بينهما (يرقصان.....بعد ذلك يتوقف عن الرقص) ربما جعلني الخوف أرى الأشياء بما ينسجه عقلي الذي يغشاه خــــــوف شــــديـــــد :أي أشباح هذه بل أنهم أدركوني وهم الآن يحاصرون الكوخ
المرأة : من هم؟؟
المرأة : من هم؟؟
الشاب : أنهم مسخ قد جاءوا من عوالم غير عالمنا لا يميزون بين الرجل والمرأة..بيــــــــــن الأسود والأبيض..بين الرضيع والكهل.المهم أنهم يصلون إلى غايتهم بأي طريقـــــة كانت..المهم أنهم يمسكون الأرض... هربت منهم مثل فأر صغير يبحث عن ثقــــب صغير في جدار الكرة الأرضية.... :الكل في هذا العالم يبحث يفتش عن قتيل :هؤلاء....(يشير إلى الجهة اليمنى) سيأتون وعندها سيمسكون بي كالشاة ...ومن ثم يقرعون الطبول فرحاً ويرقصون على نغمات الموت وآهات الجرحى.... :وبعدها ينتزعون فروت رأسي وأعلق بأعلى غصن لشجرة التوت المقتولة...
:وهؤلاء.......(يشير إلى الجهة الأخرى) سيأتون صامتون حيث يرثى خطاهم بـوق حزين...يأتون عند دياجير الدجى كي لا تفضح هزيمتهم... وفـــي كلتا الحالتين سيهيلون علــــيَ رشقات الموت ومـــن ثم تنهش جسدي الممزق غربان تبحث عن جسد ميت :مع كل هذا ستلصق بي بصمات الخيانة الكبرى.هل تعلمين لماذا؟؟ (تحدق إليه ولم ترد) لأني لم أكــن قتيـــــل...شـــــاء الله أن لم أقتل ...ألا يسعدكم أن أكـــــون حــــــي ؟؟ أما أن أكون قتيلاً وأما أكن خائن جبان وعندها أقتل لما اقترفته من ..من..من ماذا؟؟ :ذنبي الوحيد هو أني فكرت أن أعيش
المرأة: كان يراودنــــي وأنت في عداد الموتـــى على ارتكاب عمل شـاذ ..أنظر لهذا الرجل ..أبتســــم لذاك ..أضاجع هذا ..وأقبل ذاك ..في داخلي غريــزة حيوانيـــــة يمكن أن تقودني إلى الرذيلة...كيف أقيــد رغبتي الجامحة وأنت أصبحت في عداد المنسيين.. كنت فيما مضى بلسم لجراحي..ولا أطيق صبراَ على فراقك الشاب: وها أنا واقف أمامك بلحمــــي ودمــــي
المرأة: أنــــــك ميـــــــــت.
الشاب: لحـــــد هــــــذه اللحظــــــة أنا لســــت بميــــــت. (يقف الشاب عند منتصف الكوخ وتحت مصباح يتدلى معلق بسقف الكوخ..يرفـــــع الشاب رأسه إلى الأعلى محدق للمصباح وهو يطلق ابتسامة عريضة)
:أجمل ما في هذا المكان.هذا المصباح الذي يتمايل راقصاً يميناً شمالاً..شمالاً يميناً.. أنه السبيل الوحيد الذي سيخرجني من هذه الطامة الكبرى.. (يحاول أن يتجرد من ملابسه وهو منشغل في ذلك تحدق إليه المرأة بنظرات ممتلئة بالرغبة الجامحة) المرأة : وهذا ما أنا أترقبه منذ سنين..أنه سيتفجر كبركان ثائر..أهدأ ولا تتعجل .... سأخلع أنا أيضاً ملابسي لا..لا بل أنت من سيمزقهـــا بحالـة جنونيـــــة من على جســــدي. ســـــألتصق بجســــــدك ولا يفصلنا عن البعض جلاد لعين ..هيا فأنا الآن في غاية السعادة والسرور (الشاب مثابر على ربط الملابس ببعضها حيث ترسم على وجهه ابتسامة عريضـــة وهو يحدق بين الحين والأخر إلى الباب الموصود)
الشاب : يجــــــب أن أســـــتبق خطاهـــــــــم... (يضحك بصوت عال وهو يعمل مثابراً في أعداد الحبل....) :سيتفاجئون عندما يحطموا الباب الخشبي فيروني عندها معلـــق ما بين السمـــــــاء والأرض أترنم راقصاً كالمصباح المعلق (يرقص وتشارك بالرقص المرأة)
المرأة : أمهلني وقت قصير حتى أعبر لك عن ما يكنه قلبي ..أنا يا حلمي الجميل أذوب فيـك في ابتسامتك الجميلة في عينيك السوداوتين أن قلبي المرهف كان يترقبك بشغـــــف من خلال النافذة الصغيرة التي تطل على مفترق الطرق... (يتوقفا عن الرقص ويعاود الرجوع الى الحبل)
الشاب : سيحزنهم هذا كثيراً وبعدها يندبون حظهم لأنهم سيخسرون بعد كل هـــــذا العنـــــاء الجائزة الكبرى...أكيد أن أسيادهم قد وعدوهم بجائزة ثمينة (يضحك بصوت مرتفع) :سأحطم كبريائهم مخططاتهم الدنيئة من خلال هذا الحبل
الشاب : سيحزنهم هذا كثيراً وبعدها يندبون حظهم لأنهم سيخسرون بعد كل هـــــذا العنـــــاء الجائزة الكبرى...أكيد أن أسيادهم قد وعدوهم بجائزة ثمينة (يضحك بصوت مرتفع) :سأحطم كبريائهم مخططاتهم الدنيئة من خلال هذا الحبل
(يحرك الحبل الذي أعده كمشنقة وعلقه في السقف حيث يتمايل الشاب مع الحبل يميناً وشمالاً وهو يضحك أما المرأة فينبعث منها أنين حزين)
: وأخيراً سيقتل أخر مقاتل ليس في أرض المعركة ..بل تحت سقف كوخ مغطـــــى بأغصان الشجر وسعف النخيل....
(يرقص ويضحك والمرأة مستمرة على أنينها ..ومن ثم يسقط أرضاً تحت المصباح المتدلي وهو يحدق إليه مبسماً ..اللأنارة غير مستقرة) :سأكون كالمصباح المتدلي ..أتمايل بخطوات رشيقـــة كراقصة باليا خليعة عندهــا سألقى ربي معلق ما بين السمـــــاء والأرض عـــــريان عندهـــــا كنت أرقـــــص . (يمسك بيد المرأة ويراقصها) :أرقــص كطائر أبيض قــــد تلطخــــــــت أجنحتــــــــه البيضــــــــــاء بالـــــــــدم . (يتوقفــــــا عــــــن الرقــــــــــص)
الشاب: برغـــــــم كل هذا سيأتون في نهاية المطاف عندها يروني معلق ..فتعبس وجوههــم ويرحلون مطأطئين رؤوسهم (صوت من الخارج يحدث حركة من على خشبة المسرح..حيث يبحث الشاب عـــن مكان يلوذ به)
الشاب: سأختبئ تحت أكوام القاذورات النتنة لعلهم لن يدنو منها من شدة انبعاث رائحــــــــة كريهة منها.
(يضع على جسده ورأسه بعض أكوام القاذورات..وبعدها ينقطع الصوت الأتي مــن الخارج..وهو يحدق بتفحص إلى ما حوله وبعدها يطمئن فيطلق ابتسامة تمتــــــــزج بالقلق..ومن ثم يزيح عنه تلك الأكوام من القاذورات باشمئزاز....وبعدها يحـدق إلى أوراق مبعثرة مرمية في النفايات فينهمك في تجميعها برفق لكي لا تتمزق وهــــــو يتفحصها ورقة ورقه) الشاب: وريقات صفراء قديمة مكتوبة بخط عربي جميل ..برغم الرائحة النتنة التي تنبعـــث مــــن تلك الأكوام تنبعث من هـــــذه الوريقــــات رائـحة عطــــــرة. (يحاول أن يقرأ بعض الوريقات بعد أن يزيح عنها التراب المتراكم بصعوبة وهــــو يمسح الدم والأوساخ عن عينيه )
الشاب : حبيبــــــــــــــــــــــــــي.
المرأة : لقد فتشت في كل بقاع العالم عن قلب يتسع لعاطفة كبيرة يجتاحني ويشدني نحــــوك ويفقدني حالة الاتزان ويجعلني أتشبث بأحرف متناثرة في الفضاء الواسع. أنـــــي أترقبك بشغف من خلال ثقب صغير محدث في نافذتي الصغيرة ...
الشاب : أقطن في زنزانة مظلمة...اسمع عند منتصف الليل خطى جلاد تقترب نحوي فألــوذ بجدار الخوف كي يجيرني ..أتشبث بالأرض فترتجف هي الأخرى خوفاً.....برغــم جراحي ووجعي كان يتسلل إلى زنزانتي فأر صغير يسامرني طوال الليل يأنـــــــس وحشتي...أروي له في كل ليلة ألف حكاية وحكاية..يصغي إلي كأي عشاق يترقـــب كل مساء عشيقته
المرأة:سأرتدي ثوب حرير يلتصق على جسدي ..وأتعطر بعطر يثير غرائـــــزك وأنثـــــر خصلات شـــعري..وأرقص لكــــي علـــــى نغمات موسيقى تجلب الشيطان علــــى سريـــــري
الشاب : أيقنت عندها أن الأرض أصبحت هائمة غير مستقرة وأني بحالة اللاوعي أقــــــرع أبواب الموت...
الشاب : أيقنت عندها أن الأرض أصبحت هائمة غير مستقرة وأني بحالة اللاوعي أقــــــرع أبواب الموت...
المرأة : لقد شعشعت الشمس بأشعتها ومدت في كل ركن مظلم خيوطها..عندها لن أحدق بعد الآن مـن خلال ثقب نافذتي بل سأفتح النافذة على مصراعيها وأترقب بشوق ولهفـــة إلى عودتك
الشاب : كيـــــــــــــــــــــــــــف أعـــــود ولــــــم أقتـــــــل لحــــــــــــــد هــــــــذه اللحظـــــة
المرأة : صفحت كل حكايات التواريخ وأساطير العصور..فتشت عن أجمل حكاية عشق فــي هذا العالم فلن أجد أجمل وأروع. الشاب : كيف يولد العشق وأن الموت يحوم حوله متجسداً بشبح مخيف يمسك سيفه ويحــاول تقطيعي أوصال مبعثرة ..كيف أقول العشق وأنا عريان ولا شيئاً يوارى ســــــوءتي (0يعاود النظر إلى المشنقة) : يجب أن لا أتوانى أبداً من انتــــــزاع روحي التي تحتضر..
(يندفع الشاب باتجاه المشنقة حيث يخطو بخطوات أكثر صلابة ..حيث جسده منشــد العضلات وعيناه تزداد أتساعاً..يدنو من حبل المشنقة فيحدق إليه ومن ثم يمسك بــه بيديه وهما يرتجفان عندها يغمض عينيه..بهذا الفعل تصدر المرأة صوت حزيــــن)
الشاب : منذ تلك اللحظة التي استباحوا العجوز وهي تستغيث من هول ما أصابهـــــــا وهـي تدافع بكل ما تستطيع من قوة عن عفتها ..منــــــــذ تلك اللحظة أصبحـــــت الأرض تسكنها اللعنة .
(يضع الحبل حول عنقه وهو يرتجف من الخوف عندها يصرخ بصـــــــــوت عال)
الشاب : اللعنـــــــة ...لمــــا ترتجفـــــــان (يحدق إلى رجليه مندهشاً وهو يمسكهما حيث يزدادا ارتجافاً)... : تباً لكمــــــــــــــــــا ..تباً لكمـــــــــــــــا (يترك الحبل ويهرب بعيداً عنه)
(ومن ثم يهدأ قليلاً وهو يحدق تارة إلى الحبل المتدلي وتارة أخرى إلى جهة البـاب)
الشاب : يجـــــــب أن أهــــــدأ من روعـــــي وأن لا أستســــلـــــــم لضعفــــــي أبــــــــــداً.. (يحاول أن ينتزع الخوف من قلبه وينطلق مسرعاً باتجاه المشنقة المعلقة..يدنو منها ويحدق أليها وكأنها المنقذ له ..يغمض عينيه ومن ثم يستنشق شهيق قوي) .
المرأة : دللول يا لولد يا أبني دللول يمه ..عدوك عليل وساكن الجول يمه..يحقلي لا صير دلي تره..أطلك الدنيه وولي يمه..على ظليمتي من دون حلي
الشاب : اهدئـــــي أيتها النفس..اهدئي لبرهة عندها سينتهي كل شيء وتتلاشــــــى الرؤيـــــا عن أي بصيص من هذا العالم الخاوي ..
(يمسك الحبل ويضعه حول عنقه...يقرع الباب بقوة فتتسع عيناه خوفاً وكأن توقفت عنده كل الحواس الأدمية ........يتحدث بصوت منخفض )
الشاب : لقــــد تبددت كل الأحلام بهـــــذه الـــــــدقات التي تزامنت مع دقــــــــات قلبــــــــي. (يمسك قلبه بيده يحاول إيقافه) ...... : عليك أن تتوقف ولو للحظات قصار لكي لا يتسلل الصوت إلى الخارج وعندهـــــا سيفضح أمري ...
(تزداد دقات الباب فينتزع الحبل عن رقبته بهدوء ويحاول أن يتسلل بحذر ناحيــــــة الباب ليتفحص المكان لكن سرعان ما يدق الباب بقوة فيرجع متقهقراً خائفاً حيـــــث يلجىء الشاب إلى ركن في الكوخ يلوذ به)
الشاب : (يحدق إلى الباب بنظرات يشوبها الخوف).... :سيقرعون الباب سيمكثون عنده بعض الوقت ومن ثم تتعب أيديهم من الدق وتعجز أبدانهم من الانتظار وبعدها ينصرفوا.....(بسخرية)... :كيف ينصرفوا وقد عثروا على ظالتهم وهي تقبع في هذا الكوخ الذي تتســــلل إلى داخله الأتربة من خلال الشقوق المحدثة بالجدران.....
الشاب : (ينهـــــــض الشاب بتثاقل وحـــــذر)... :كيف يساق برجل وهو يتمالكه الخوف من أعلى رأسه حتى أخمص قدميه لكـــــــي يكون بطل ........أنا لست ببطل..أنا مهزوماً متخاذلاً منكسراً عرياناً أفتــــــــش عن مخرج ضئيل في هذا العالم الواسع
المرأة : علينا أن نبحث عن مكان أمن يقينا شرورهم
الشاب : لا أعرف سبيل للخروج من هذه المحنة..
المرأة : السبيل الوحيد أن تلوذ بين أحضاني وأن تغف على صدري ستشعر عندها بالدفيء والأمان ... الشاب : لا قدرة لي على ذلك فأنا لا أستطيع أن أنصب قامتي
الشاب : لا أعرف سبيل للخروج من هذه المحنة..
المرأة : السبيل الوحيد أن تلوذ بين أحضاني وأن تغف على صدري ستشعر عندها بالدفيء والأمان ... الشاب : لا قدرة لي على ذلك فأنا لا أستطيع أن أنصب قامتي
المرأة : أمنيتي الوحيدة أن أنال رضاك...دعنا نهرب بعيداً عن هذا الكوخ ..ونعيش كيفمـــــا يحلو لنا..لا نخشى صوت آت من هناك ولا نخشى من يقرع بابنا عند منتصــــــــف الليل.. الشاب : أشعر أني مقيد بسلاسل مربوطة في رحم الأرض ...
المرأة : أمسك بيدي حتى نجوب الدنيا ..
الشاب : لا أستطيع...
المرأة : فلنرقص و نمرح و نغني بلا خوف
الشاب : لا رغبة لي بذلك ...
المرأة : دعنا نقرع أبواب العشق...
الشاب : لا أستطيع ..لا أستطيع ...
المرأة : لمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاذا ؟؟
الشاب : أ..أ..أ..أن..أن..أنـــــــــــــــــــــــــــــا
المرأة : أنــــــــــــــــــــت مــــــــــــــــــــاذا ؟؟ الشاب : (بخجل)... : أنـــــــــــــــــــــــــــــــا
المرأة :شاب قوي الشكيمة .. مفتول العضلات..ذو نظرات ثاقبة ..فـــــــــي داخلـــه بركان ثائر يحاول أن يزيح الحجار المتراكم من فوقه..أو ربما يبحث عن منفذ حتى يتدفق من خلال ثورته الكامنة :هيــــا دع أنــــاملك تمتد بســــــــحر فــــــــــي جدائلــــــــي ودعهــــــــا تتــــــسلل بلطف إلى جسدي ..فأنا أضمر في قلبي نحوك عشق كبير...
الشاب : لا قدرة لي على ممارسة العشق..فأن قلبي قد تحــــــول إلى قطعـــــــــة جامــــــــدة
الشاب : لا قدرة لي على ممارسة العشق..فأن قلبي قد تحــــــول إلى قطعـــــــــة جامــــــــدة
المرأة : قالوا أني قد شغفت بك حباً وأصابني مس من الجن ..لكن برغم كل هذا أنا لم أكــــن في أي وقت امرأة ســــوء تبحث فـــــي متــاهـــــات الطرق عــــن غريزتهـــــــــــا
الشاب : كفـــــــي عــــــن هـــــذا الهـــــراء
المرأة: الجوع ينخر جسدي..الخوف شبح مخيف يتسلل عند منتصف الليل ..الوحدة كابوس مخيف يطاردني ..برغـــــم كل هـــــذا لـــــم يتلوث ثوبـــــي بأنـــفاس الرذيلـــــــــة
الشاب : لا يثنيني هذا عن الوصول إلى ما أبغيه..
المرأة : أمهلني بعض الوقت حتى أعبر لكي عن ما يكنه قلبي ..
الشاب : أي وقت تبحثين عنه وقد توقفت عقارب الزمن
المرأة : مستحيــــــــــــــــــــــــــــــــــل
الشاب : لقد حدث ما لم يحدث بالحسبان...
المرأة : أنك تلهج بكلمات ساخنة تختبئ في ثناياها شيء أخشاه..
الشاب : سنين طوال وأنت تترقبيني من خلال نافذتك الصغيرة أن أأتي عند الصباح أمتطي جواد أبيض أنتشلك من تلك النافذة وأذهب بك نحو الشمس...
المرأة : وهذا ما أنا أترقبـــــــــــــــه....
الشاب : أنا لست الذي تترقبين عودته وسيذعن لكي
الشاب : أنا لست الذي تترقبين عودته وسيذعن لكي
المرأة : لمـــــــــــــــــــــــاذا ؟؟
الشاب : أنا لست برجـــــــــــل.
المرأة : ماذا تقـــــــــــــــول ؟؟
الشاب : أنا لست برجــــــــــــل
المرأة : أكيد أنك تمزح معــــي
الشاب : زنزانة مظلمة وأجساد تنزف دماً وبرغم كل هذا جميعنا عراة ولا شيء يســـــــتــر عوراتنا .. المرأة : آه .
الشاب : خجلاً أن لا أستطيع أن أستر عورتي ...لقد ذهبت رجولتي خلف القضبان أتفهمـــين ما أقول..لقد ذهبت رجولتي ..وخجلاً أن..أن..أن أضاجعك المرأة : كل شيء قد تلاشى ..الأسماء تلاشت الصور تلاشت الحكايات الجميلة تلاشـــــــــت الشاب : أكيد أنهم يختبئون خلف الكوخ أو ربما بين الشجر يترقبون من ينادي عليهـــــــــــــم فسرعان ما يهرعوا كالكلاب المفترسة...هيا لما أنت صامتـــــه نادي عليهــــــــــــم
المرأة : كيــــــــف أنادي عليهـــــــــم ولا أعرف أسمائهــــــم وألوانهــــــم وصورهـــــــــــم
الشاب : لا حاجــــــة لأسمائهـــــم وألوانهـــم وصورهم ..فكل شيء عندهم متغير فلهم أسماء كثيرة وألوان مختلفة وصور متشابه وغير متشابه...يا من تبحثون عن ضالتكــــــــم فليأتي جميعكم بلا تردد وخجل وبدون أي خوف وحذر فأن الضحيـــــة جاهــــــــزة
الشاب : هيا تعالوا فأنها أمسية جميلة لرجل فكر أن يعيش
(الشاب يتجه نحو المشنقة ..المرأة ترجع إلى الأناء الممتلئ بالدم وتقوم بنفس الفعل ..الشاب يضع المشنق حول رقبته)
المـــــــرأة : يمه هب الهوه واندكت الباب حسبالي يا يمه خشت احباب أثاري الهوه والباب كذاب للول يا لولد يا ابني دللول عدوك عليل وساكن الجول
الشاب : أنه العالم الذي نبدأ فيه من نقطة صغيرة فتتنامى وتكبر ومن ثم تهوي من مرتفع شاهق وبعدها تتلاشى
ستار
ملاحظه:
لا يحق لأحد نشر هذا النص المسرحي او تقديمه من خلال عمل مسرحي ألا بالاتصال بي
للتواصل abdalhameed476@gmail.com
0 التعليقات:
إرسال تعليق