معاناة المبدع في مسرحية "كاموفلاج"
مجلة الفنون المسرحية
الأديب ومعاناته
المضاعفة من قبل من لا يعرف رسالته ،ومن قبل من يحب أن يعيش بعيدا عن الانتقاد ،
ومن قبل من يؤول كتاباته تأويلا عدائيا ، ومن قبل من يرى في الكتابة الإبداعية
تأجيجا للجماهير عبر الوعي بأحوالهم...ذاك ما تطرحه مسرحية "كاموفلاج"
بعمق عززه حسن اختيار السينوغرافيا، علاوة على حبكة رصينة تكاملت فيها الأحداث
وصراع الشخصيات من أجل وضع اليد على الجرح الذي يؤلم المبدع وهو يعبر عن حرقته
إزاء الأوضاع الاجتماعية للفقراء ،ولوضعه النفسي المفعم بالقهر والانحصار والتحسر
في وسط لا يفهمه ولا يدعم مسعاه.
تبدأ المسرحية بموسيقى
هادئة يخترقها صراخ واحتجاج البطل الذي يُكتشف كونه روائيا يحاول مقاربة الواقع
بمرارته وتطلعات أهله ، ويتبادل الاتهامات مع مسؤول يحاول إزعاجه وصده عن الكتابة
، وعبر التحقيق والتلفيق يتأجج الصراع لتتخلله المساومات التي تعيد بعض الهدوء إلى
الأحداث وسرعان ما يعود الصراع إلى ذروته لينتهي الامر بقتل البطل
"الروائي" لكنه لن يموت ...سيعود متحديا مواصلا كتاباته معتزا بالكتاب ،
متحديا لكل من يقف قي طريقه.
المسرحية جرت أحداثها عبر سيناغرافية بسيطة لكنها فعالة ،وعبر موسيقى
جميلة متساوقة مع الأحداث بشكل دقيق جعلها تساهم في توصيل المضمامين وتعزيز
الاحداث.
مسرحية " كاموفلاج" تمت عبر الجولة الفنية الوطنية التي
تنظمها الفرقة قي إطار جمعية فوانيس ورزازات تحت شعار " مسرحية كاموفلاج..
جولة الاحتفاء ".
وللإشارة فالمسرحية حصلت على ثلاث جوائز إلى جانب الجائزة
الكبرى،جائزة أحسن تأليف موسيقي، وجائزة أحسن سينوغرافيا ، وجائزة أحسن
تشخيص..
المسرحية من تأليف إسماعيل
الوعرابي وعادل الحمدي. ومن إخراج إسماعيل
الوعرابي.
0 التعليقات:
إرسال تعليق