أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الخميس، 28 مارس 2019

العذراء القرطاجة ( سنوات الوجع ) ثلاثية الحب والفراق والموت مسرحية فى ثلاثة فصول تأليف علاء سيد عمر

مجلة الفنون المسرحية

العذراء القرطاجة
( سنوات الوجع  )
ثلاثية الحب والفراق والموت
  

مسرحية  فى ثلاثة فصول

تأليف

علاء سيد عمر


الشخصيات
.......................

المقدم                 رجل يرتدى عباءة سوداء طويلة
سلامبو               الأميرة القرطاجية العذراء  ..
ماتو                   قائد المرتزقة البربر
هاميليكار             زعيم  زعماء قرطاجه .. وأبو سلامبو
شاهبريم              الكاهن الأكبرلــ.. هنى بعل اله القرطاج
هماكو                كاهن الربة تانيت إلهة القمر
ماجو                  صديق ماتو
نار هوى              أمير النوميديين ... قصير - ومخادع
سبنديوس             احد جواسيس الرومان لدى قرطاجه
لايوس          صديق سبنديوس أسير روماني لدى قرطاجه
هنون           زير قرطاجه .. ضخم الجثة.. يثأثأ في الكلام
هانو                    رســـــــــــــــــــــــــــول
وصيفة 1؛ 2          وصيفتا الأميرة القرطاجيه
جندي بليارى           احد الجنود البليار
شاب                      في مقتبل العمر ا ضحية بشرية
رجل ملثم                لا يتكلم
كهنه وكاهنات           خدام المعابد المقدسة
ضباط وجنود           }       من القراطجه والبربر
مستشارين          

رجال ونساء             }      من عوام الشعب القرطاجى
أطفال




الفصل الأول
♥ الحب ♥

الفصل الأول
الحب
المشهد الأول .. الوليمة
المنظر .. حديقة قصر هاميلكار
شخصيات المشهد ..
المقدم .. جنود البربر.. سلامبو.. هماكو.. كهنة.. ماتو.. ماجو.. نارهوى.. سبنديوس
***************************
{المسرح مظلم إلا من بؤرة ضوء متحركة على المقدم الذي يرتدى عباءة سوداء طويلة }
المــقـدم :-
السادة الحضور قبل الميلاد بثلاثة قرون على شواطئ البحر المتوسط شمال إفريقيا كانت قرطاجه  أعظم  وأغني  دولة تجاريه في العالم  بفضل أسطولها البحري الضخم الذي ملكت به السيادة على هذا البحر وأخضعت لسلطانها معظم جزره حتى الشاطئ الاسباني .
في المقابل كانت هناك دولة فتيه لاتينيه .. تمت لها بفضل فيالقها البرية الغلبة على سائر شبه الجزيرة الايطالية ألا وهى روما .. ومع تزايد قوة كل من الدولتين والمنافسة على مــد  نفوذهما وبسط سلطانها إلى ما وراء حدودهما ..  وقع التصادم بينهما .
{يدار جهاز العرض السينمائي الفيديو بروجيكتور على مشهد معركة حربية تجسد هذا التصادم }
ونشبت الحروب الطاحنة بينهما والتي انتهت بانتصار روما وتنازل قرطاجه عن جزيرة صقلية .. .. ولكــــــــــــــــن ......
 فوجئت قرطاجه بعد هزيمتها بما هو شرمن الهزيمة نفسها..ألا  وهو خطر الثورة في عقر دارها على ايدى الألوف من جنودها المرتزقة الذين يطالبون قبل تسريحهم بالأعطيات وأجورهم المتأخرة
{  يغمر الضوء المسرح .. لنرى الجنود البربر في وضع
 ( ثبات كادر ) بأوضاع متباينة لما هم عليه من أعمال شغب وعنف .. مع علو تدريجي لأصوات هرولة هنا وهناك جلبة .
 هرج ومرج صراخ .. لغط .. استغاثات .. أصوات تحطيم
 وتكسير .. وموسيقى تجسد وتجسم أعمال العنف التي
 يقترفها هؤلاء المرتزقة  }
ولان خزائن الدولة القرطاجية استنزفتها الحرب .. وتعجز عن الوفاء بحقوقهم .. لذا أقام المجلس الأعلى الحاكم وليمة ضخمة
 في حدائق قصر الزعيم القرطاجى برقة من اجل استرضاء
 وتهدئة هؤلاء البربر .. ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهى السفن .{يخرج المقدم }
{ لتدب الحياة والحركة في تلك الأجساد المحنطة لنرى اختلاط الحابل بالنابل معمقين بالصورة البصرية والحركة ما نسمعه
من أصوات تحطيم وصخب وعنف }
احــدهم :- { يدخل مندفعا .. وهو يصرخ }
 لقد  أطلقنا السجناء .. أطلقنا جميع السجناء والأسرى الرومان
 من السجون القرطاجيه .
آخــــــر :- هيــيـــيه  .. فلتحيا الثورة
الجمـيع :- فـلتـــــحيـــــا الــثـورة
ثالـــــث :- اخوانى أرجوأن تعملوا على راحتي .. لاننى أريد من تلك الثورة  أن تلبى جميع احتياجاتي. الداني منها والقاصي .. لاننى وبكل صراحة اشتهى اسماك هذه البركة المقدسة .
الرابـــع :- هذه الأسماك مقدسة .. لذا هي من المحرمات .
الثالـــث :- الثورة لا تصبح ثورة إذا لم تنتهك الحرمات .
الجمــيع :- هيــيـيــه  فلننتهك الحرمات .
{ تتزايد أعمال الشغب والعنف }
الثـــاني :- تبا للقراطجه .. كانوا يظنون بأنهم سيأكلون عقولنا بتلك الوليمة  ولن نطالبهم  بأجورنا المتأخرة لديهم .
الثالـــث :- ألا يكفى إننا نحارب من اجلهم
الأول    :- نتقدم للموت بصدورنا المفتوحة للسهام  وطعنات السيوف الباترة
الثـالــث :- { وهو يلتهم سمكه كبيره ملونه }
وهم في بيوتهم بين ذويهم على أسرتهم ذات الفرش المصنوع من ريش النعام
الخامس :- أو بالمؤخرة يراقبون من بعيد .. دافعين إيانا يمنه ويسرى .. وكـــــــدمى .
الأول    :- كــــدمى  ..  بل قلها . إننا بالفعل دمى ..  دمى بشريه .
الثالث   :- الموت للقراطجه ..
الجميع  :- الموت للقراطجه ..
الخامس :- { ساخرا }
 لكن حذار أن تصل أصواتكم المزعجة هذه إلى أسماع الأميرة المقدسة ..عذراء قرطاج.. سلامبو  ابنة زعيم زعماء قرطاجه الأوحد برقه .. الذي وهب ابنته منذ ولادتها  لــ .. تانيت المقدسة .. حتى تحل فيها روحها الطاهرة .. وتتحد بالجسد  الرباني الموهوب . . فتصير سلامبو مع مر الأزمان إلها تعبد ويقدم لها  العطايا والأضاحي .
الثاني   :- لذا هي محتجبة عن الناس ومنصرفة الانصراف الكلى لعبادة
 تانيت اله القمر.
الثالث   :- يا قـــــــــمر .. يا قــــــــــمر
الأول    :- إذن فلتتم أعمال العنف والتخريب همسا فى صمت حتى  لا
نقطع عبادة الأميرة المقدسة ومن يحيط بها من خصيان المعبد
{ ضحكات ماجنة وصياح وأعمال شغب وتحطيم للموائد وتكسيرها .. وفجأة يسود الصمت الجميع .. ليفتح باب شرفة القصر هناك أعلى السلالم الرخامية الضخمة التي تصل
الشرفة بالحديقة في أعلى منتصف المسرح لتبدو الاميره
 سلامبو متشحة بالسواد يحيط  بها الكهنة  الذين راحوا
 بصوت هامس موحد يترنمون بلحن شجي .. بينما سلامبو تتأمل الجنود البربر الثائرين .. وما إن تهم بالنزول إليهم حتى  يستوقفها كاهن الربة تانيت }
هماكو   :- ابنتي لا  تهبطي إليهم .. وتخاطرين بذاتك الإلهية مع هؤلاء الأرقاء .. وهيا إلى صلواتنا نكيل على رؤوسهم الدعاء .. عسى الربة تانيت المقدسة أن تجلب عليهم اللعنات الأبدية .
سلامبو  :- لو كان الأمر يحل بالدعاء .. ما شقي احد .. ولكن لابد من المواجهة .
هماكو   :- نعم .. ولكن المجلس الأعلى الحاكم عليه أن .......
سلامبو  :- هذا المجلس عليه أن يحل .. فها أنت ترى نتيجة وليمته المقترحة لاسترضاء هؤلاء البربر
خراب وعنف . . ولابد لهم من زاجر .
هماكو   :- أميرتنا المقدسة أرجوك .. طاوعيني
سلامبو  :- كاهننا الطيب  لابد من زجرهم على سوء أفعالهم .. و تهدئة نيران الثورة المتأججة  بنفوسهم
هماكو   :- كثيرا ما حذرت أباك هاميلكار منهم .
سلامبو  :- لو كان أبى موجود ألان .. ما حدث كل هذا الصخب .. لكنه هناك في غرب صقليه بمدينة
( اريكيس )  قاطعا الطريق على الرومان .
هماكو   :- قلت له مرارا  أن  الولاء والاستبسال في ميادين القتال أشياء لا يمكن شراؤها  بالمال ومن شأن المرتزقة إذا انتصروا يأخذهم  الغرور إلى حد  التبجح ..  حتى لا  تؤمن بادرتهم ..
وإذا استشعروا الهزيمة سارع إليهم التخاذل  .. حتى لتخشى
 خيانتهم  ولكنه فتح الأبواب  أمام الألوف منهم .
سلامبو :- كان يبنى جيشا ليصد  به  الفيالق الرومانية .. خاصة بعدما
انشغل أهل قرطاجه بتجارتهم ومكاسبهم الوفيرة عن الاضطلاع بحمل السلاح في الحرب التي تخوض قرطاجه غمارها .
الثالث   :- بماذا تتهامسان عندكما بالشرفة ؟
الثاني   :- يريدان أن نصعد إليهما .
سلامبو :- بل أنا سأهبط إليكم .. أهلا بكم .. إن أعمال الشغب والعنف
تتنافى وأخلاق الجنود فما هكذا تسوى الأمور خاصة بعد الهزيمة التي منيتم بها أمام الرومان والتي نعانى من مرارتها.
نارهوى :- { رداءه الثمين يخفى ملامح وجهه فلا يبدوا منه
 إلا بريق عينيه المحدقتين بشراهة في سلامبو .. وحزام
 خصره مشكوكا به عدد من الخناجر المسمومة .. يحاول
أن يتقرب من سلامبو . معترضا طريقها .. فارضا شخصيته
 عليها بسماجة .. وهى تصده بلطف .. فيجز على شفتاه } .
آه .. أنى أتحرق شوقا ..  للثمة من هذه العذراء .
الخامس :- نحن جنود مرتزقة  حرفتنا الحرب  الحرب فقط .. وسيان
النصر أو الهزيمة  لا يعنينا إلا الأجر.
سلامبو  :- إذن فلا معنى لما تفعلوه ألان.
الثاني    :- نريد حقوقنا قبل تسريحنا .
الرابع    :- نحن نريد أجورنا .. وأجورنا فقط
سلامبو :- لا  تنسوا  بأنكم في قصر سيدكم وقائدكم المغوار هاميلكار برقه .. أبى الذي لا  نــد  له وانظروا إلى سلالم هذا القصر جيدا .. تروها مليئة بآثار انتصاراته العظيمة .
الثالث   :- لا نريد أن ننظر .. بل نريد أن يمتلئ  حجرنا  بأجورنا .. قبل ما تطردوننا.
سلامبو :- من قال إننا سنطردكم .. فانتم درعنا  الحامي .. وقوتها المدافعة
 عن مقدساتها .. لذا لن نستغني عنكم .. ولكن بالفعل الخزائن
 خاوية بسبب الحرب .. وأننا في انتظار أسطولنا  المحمل
بخيرات المسكونة .. والذي منعته الحرب من الوصول في ميعاده .
الثالث  :- لا ..  لــــــن ننــــــــتظر
{  تسحب الإضاءة  فيما عدا الأزرق منها .. ليتحول الجميع إلى أشباح .. مع خفوت جميع الأصوات تماما ..على أن يستكمل هذا الحوار الجدلي العقيم بين سلامبو والجنود بالتمثيل الصامت
 مع استمرار محاولات ( نارهوى )السمجة في التقرب إلى (سلامبو) .. وهى  تقصيه عنها بلطف .. بينما تتسلل موسيقى ناعمة .. مع سقوط  بؤرة الضوء المتحركة .. أسفل  يسار المسرح .. حيث ( ماتو ) وصديق عمره ( ماجو ) ينزويان
 في  هذا الركن بعيدا متطلعين إلى (سلامبو) بانبهار ووله }.
ماتو   :- ماجو شعور غريب مضبب .... يدفعني لمغادرة هذا المكان والهروب منه وبأقصى سرعة .
ماجو  :- دعك  من هذه الهواجس . وانظر يا صديق العمر. وأملأ
عيناك  من عذراء  قرطاجه البتول.
ماتو   :- إحساس غريب يعصر قلبي يحدثني بأني سألاقى حتفي يوما
 ما بين يدي تلك الاميره .
ماجو  :- لذا تريد أن تغادر هذا المكان بسرعة .. هه . . يا ليتنى أنا
الموعود  بالموت  بين  يديها ولو ألف مره .. فمن السخف
انك لا تريد أن تموت بين  يدي عذراء قرطاج الجميلة  ماتو .
ماتو   :- مــــــــــاذا تقول ....!!؟
ماجو  :- أقول أن الموت بين يديها هو الحياة بعينها . أوه . ها هي
 تتطلع إلينا .. كأنها قادمة نحونا .
ماتو   :- بل هي بالفعل قادمة نحونا بالفعل
ماجو  :- إذن تماسك ولا تخشى الردى بين يديها
{ تسحب الإضاءة مع الموسيقى الناعمة .. ليعود المسرح على
 ما كان عليه من قبل  من إضاءة  ولغط  وضجيج  وترانيم
الكهنة الشجي لنرى تقدم سلامبو نحو ماتو وصديقه }
سلامبو:- ألاحظ انزواءك ووجومك الصامت فشاقني هذا إلى سماع رأيك
ماتو    :- ليس لرأى ماتو أهمية بعد ما تقدمت به يا سيدتى . فالحق كل الحق فيما تفوهت به .
سلامبو:- { تتطلع إليه بإعجاب وبشكل لا ارادى تسحب زجاجة خمر وتصب له في كأسه }  ماتو.. اسمك ماتو.. لما لا تقل كلمه ربما يكون لها تأثير السحر على هذه الجموع الغاضبة .
نارهوى:- { بغيظ شديد }  ما الذي يحدث هنا .. ولما لا تصبى لي في كأسى مثله .. فأنا  نارهوى زعيم فرسان البادية وأمير النوميديين .. ومن الضيوف الممتازين في هذا الحفل .
سلامبو    :- لست بجارية يا هذا .. بل سيدة القصر .. ومن الحرية بان أعامل ضيوفي كيفما أشاء
نارهوى   :- - { يصدر من انفه خوارا عميقا مستهزئا }
قحا على هذه الحرية .. وصبى لي كما صببت له .. فأنا أحق من هذا المرتزقة باحتفائك .
سبنديوس :- { متجسسا .. يمعن النظر فيهما بشكل ملفت يتأمل  نارهوى وسلامبو وماتو.. بشكل ينم على مدى خبرته كجاسوس  .. ودرايته بتحليل النفوس البشرية }
هماكو :- فليتقدس اسم الربة .. وتشملنا بالحفظ .
ماتو  :- أنـــــــــــها لصفاقة .
نارهوى  :- لا دخل لك يا هذا
ماتو   :- أنت وقــــــــــــــــــح
نارهوى   :- { يستل خنجرا من خصره } إذن .. فـــخذ
ماجــــو   :- { يصرخ } مااااااااااتو
{ ويتحرك في نفس اللحظة التي ألقى  فيها  نارهوى  خنجره
 على ماتو .. ليتلقى بصدره الطعنه بدلا منه .. ليترنح وسط
ذهول الجميع .. وقبل سقوطه على الأرض .. تنحني سلامبو
عليه بشكل تلقائي .. لتأخذ ماجو بين يديها .. لتريحه برفق
 على الأرض }
ماتو   :- { بفزع } ماجــــــــــــــــــو
ماجو  :- { وهو يلفظ أنفاسه الاخيره }  لا تفزع من أجلى  يا صديقي . . الم اقل لك من برهة أن  الموت بين يديها هو الحياة بعينها
سبنديوس:- { يتدخل منتهز الفرصة  مقررا أن يكون  صديقا لماتو . . متباكيا  }  أفسحوا ..أفسحوا لأرى ماذا حل بصديقي .
ماتو :- صـــــــــــــــــــديقك
سبنديوس:- - نعم يا ماتو ..  أو  لم  يحدثك عنى
ماتو :- لا.........!!!
سبنديوس:- { ينحني على ماجو .. هو يدرك انه قد مات }
 إذن فلتخبره يا ماجو على ما كان بيننا من صداقة دونها الدم .. ماجو .. ماجو .. لقد مات ..
ماتو    :- { يجرد سيفه ويندفع نحو نارهوى صارخا }
 حيـــــــــــــــــــــــــــواااااااان
{ ليدور قتالا شديدا .. تختفي على أثره سلامبو والكهنة .. ويهرب نارهوى .. ليسود الهرج والمرج والصياح والطعان .. وفى لحظة ما .. يتوقف الجميع عن الحركة كل على وضعه المتباين مع الأخر .. بينما تستمر المؤثرات الصوتية لهذا القتال.. مع خفوت تدريجي للإضاءة . } 
- إظلام –

*******************************************************

الفصل الأول
الحب
المشهد الثاني  .. الاعتراف
المنظر .. مخدع سلامبو
شخصيات المشهد ..
سلامبو .. الوصيفات .. هماكو
**************************
الوصيفة 1 :-
{ وهى  تمشط   شعر سلامبو الجالسة على احد الكراسي في استرخاء  تام وقد أمسكت بيدها مرآه مستديرة تنظر فيها من آن لأخر .. وهى تتنهد } مــــــــــــــــــــــاذا بك يا مولاتي ؟
سلامبو :- أمر حرماني من دخول حجرة قدس الأقداس يؤلمني كثيرا .. فما اشد احتياجي للجلوس بين يدي الربة تانيت المقدسة لأفضفض لها عما يجيش بصدري .
الوصيفة 2 :- أنا لا افهم معنى أن يحملك أبانا  الكاهن هماكو مسئولية تفجير الموقف يوم الوليمة .
سلامبو  :- كان لابد من نزولي إليهم .. وراودني شعور بأن الربة تانيت تقود خطاي .
الوصيفة 2  :- الربـــــــة لا تقود إلى الشر
الوصيفة  1 :- لا تنسى نفسك يا هذه .. انك تخاطبين الأميرة المقدسة إلهة المستقبل .
سلامبو   :-  بل دعيها .. فانا اعلم مدى إخلاصها .. ولكن صدقوني كان كل ما يدور في ذهني هو تهدئتهم .. لولا هذا القصير المتغطرس نار هوى كم ابغضه حول الوليمة إلى معركة
الوصيفة 2 :- أنت السبب فقد وقفتي أمام احدهم مذهولة .. مسلوبة الإرادة واللب .. إلى درجة انك صببت له في كأسه كجارية .. فأثار هذا ذلك السمج نارهوى
الوصيفة 1 :- على رسلك يا أمراه .. لا تنسى إن هذا الـــ   نار هوى  كان يحملق في الاميره بشكل شهواني شره .. معترضا طريقها محاولا أن يفرض شخصيته على الأميرة بالقوة .
الوصيفة 2 :- ولم لم تتحاشى هذا المرتزقة أيضا .
الوصيفة 1 :-{ تهم بالرد عليها  تتوقف عن الكلام بإشارة من يد سلامبو }
سلامبو  :- كنت مدفوعة تجاهه بشكل قدري .. بلا إرادة .. نعم أحسست باننى أتضاءل أمام عنفوان شبابه وبشرته السوداء ..  وعضلاته المفتولة وبريق عينيه  العسلي القاتل .. ولى عذري .. فأنا لم أرى مثله فيمن حولي  .. فقد اعتادت عيناي رؤية الكهنة  والخصيان من العبيد  والخدم .. نعم لا أنكر واعترف بأنني  مأخوذة بقوة هذا  رجل.. نعم شعرت بأنني أقف أمام سيد الإلهة  نفسه بجبروته وسلطانه .. ولقد لفحتني نيرانه
الوصيفة 2 :- فقدمت له الكأس كقربان .
سلامبو  :- { سادرة في هيمانها }  وانتاب جسدي خدر لذيذ.. نار دافئة تتغلغل جذوتها في أعماق أعماقي .. انه شيء يستحيل وصفه لكنني أحسه مزيج من السعادة والكآبة من الفرح والألم اليأس والأمل
الوصيفة 1 :- سيدتي إننا نعدك لتحل الروح المقدسة لتانيت بك .. فأنت إلهة قرطاجه القادمة .. فانفضي عن قلبك هذا الشعور المؤلم .
سلامبو   :- كيف وأنا ارغب بأن أكونه ؟ كيف وقد تمنيت أن أكون أنا التي أخذت الطعنه بدلا من صديقه لأموت فدائه ؟ كيف وهو يقض مضجعي  يؤرقني ؟.. كيف وهو ينام بداخلي ؟ كيف وقد ملك جميع جوارحي ؟ وقد حل بى. ملكني وأصبح هو ذات نفسي ؟
الوصيفة 2 :- كل هــــــــــــذا من أول نظرة
الوصيفة 1 :- { لوصيفه 2 } صه يـــــــــا هذه ................
سلامبو      :- ليتنى ما هبط إلى الحديقة ورايته
{ نسمع طرق على الباب فتهرع الوصيفة  2  لتفتحه }
الوصيفة 2 :- أبانا هماكو كبير كهان تانيت المقدسة
سلامبو  :- { تهرع إليه وتركع تحت قدميه }  فلتسامحني يا أبتاه
هماكو    :- { يهبط إليها ويرفعها  بيديه لتقف أمامه }
 لقد ألهمت الإلهة شاهبريم كاهن بعل ورئيس المجمع الكهنى لسيد الإلهة..ليصدر أمره المقدس بالعفو عنك .. والسماح لك بدخول قدس أقداس ابنته لمقدسة تانيت
الجميع    :- فليتقدس اسم الربة .. والمجد لهني بعل
هماكو    :- وعليك قربان بشرى .. لسيد الإلهة  .. هنى بعل .
سلامبو    :- سأقدمه في الحال .. وليتبارك اسمه
الوصيفة 2 :- { بذات مغزى }
 ولكن ماذا فعلتم يا أبانا مع هؤلاء البربر .
هماكو      :- لقد تم ترحيلهم إلى معسكر سيكا
سلامبو    :- { مستبعده المكان }  يــــــــــــــــــــاااااه  ..
الوصيفة 1 :- انه يبعد عن قرطاجه بسبعة أيام ؟
هماكو       :- هذا بعدما أعطاهم المجلس الحاكم العهود والمواثيق القاطعة بأخذ جميع حقوقهم خلال بضعة أسابيع .. مع مندوب خاص من قبل المجلس سيرسلونه إلى معسكرهم هناك بكل عطاياهم المتأخرة .. مع احتساب مدة معسكرهم أيضا .
 سلامبو    :- { تجلس أمامه .. وقد أخذت بطرف ثوبه ووضعته على جبهتها متمتمة .} صلواتك يا أبانا  .. فما اشد حاجتي إليها ألان .

- إظلام –


*********************************************************
الفصل الأول
الحب
المشهد الثالث  .. نقض العهد
المنظر .. معسكر المرتزقة
شخصيات المشهد ..
سبنديوس – لايوس – ماتو – هنون – الجندى البليارى  *****************************
لايوس    :- { يخرج احد الجنود من خيمة جانبيه مع سبنديوس ..
 يبدو منفعلا } لا أدرى ما مدى الاستفادة من هذا الصعلوك الذي جعلت منه زعيما على البربر. ورحت تجمع له العتاد .. وتؤلف من حوله القلوب
سبنديوس :- سأشعل به حربا ضروس لايوس .. حربا تقضى على الزهو القرطاجى .. ولن تكلف روما نقطة دم أو حتى قطعة ذهب واحدة .
لايوس :- وكيـــــــــــف ذلك ..؟
سبنديوس  :- قرطاجه لن تفي بعهودها مع هؤلاء البربر .
لايوس  :-  وكيــــــــف عرفت ؟
سبنديوس  :- الوعود كانت معسولة أكثر من اللازم .. فأيقنت بعدم وفائها .. ولحظتها ستكون الساعة لتلك الحرب .
لايوس :- ولــــــــــــــم هو بالذات .
سبنديوس  :- إحساسا خاصة قادني إليه عندما رأيت بريق الإعجاب به يلمع في عيني عذراء قرطاجه  فقلت في نفسي ..  إذن هو ذلك الموعود الذي سأكسر به شوكة قرطاجه ونصبت شباكي حوله وأوقعته فيها مستغلا حادث الوليمة ..متقربا إليه جاعلا منه الزعيم .. ورويدا رويدا أصبحت مستشاره الأول .
لايوس :- ولكن لم لا يكون احدنا الزعيم ؟
سبنديوس   :- نحن ذو أصول رومانية لا تخفى على البربر .. خاصة بعد أحداث الوليمة  لذا فمن السهل جدا أن يتشككوا في نوايانا .. لأنهم كانوا يحاربوننا ضمن الفيلق القرطاجى
لايوس       :- تقصد أن ماتو منهم .
             سبنديوس    :-  نعم  .. له ما لهم .. وعليه ما عليهم .. إذا سيدينون له بالولاء والطاعة أكثر منا .. هو الواجهة .. وأنا الزعيم الحقيقي .. لأنني سأعمل على أن ينفذ كل ما اطلبه منه .
لايوس :- تخطط وينفذ.. لهذا أقحمت نفسك عليه وأصبحت صديقه المقرب .
سبنديوس  :- كان في حاجة إلى صديق بعد موت صديقه ماجو .. فكنته له .
لايوس       :- ونقـــــــطة الضعف التي تسوسه بها
سبنديوس    :- سلامـــــــــــــــــــــــــبو .
لايوس       :- العـــــــــذراء القرطاجيه ؟
سبنديوس    :- نعم .. اذكي إعجابه بها .. مؤججا النيران بين ضلوعه .. مجسدا إياها  له فيمد يده لينالها .. فأغلق جميع الطرق أمام مراده .. إلا  طريق الحرب .. وتخريب قرطاجه .
لايوس    :- اى روح شريرة انصهرت بداخلك .
سبنديوس :- روح ابنــــــــــــــــــــــــائى القتلى .
{ يسرح سبنديوس ليتم استرجاع ( فلاش باك ) تلك اللحظة في جو أشبه  بالحلم .. لنشاهد بعد انحسار الإضاءة وانبعاث الموسيقى الموحية .. الجنود القراطجة .. يذبحون الأسرى الرومان ومن بينهم أبناء سبنديوس .. على أن يتم التعبير عن هذا المشهد بالتمثيل الصامت .. لنرى سبنديوس من بعيد لا يستطيع أن يفعل شيء غير الألم يعتصر فؤاده ..  كابوس يحاول إزاحته عنه ولا يستطيع .. بينما أرواح أبناءه تحسه على  الثأر من القراطجة ..  وفى قمة هذا الصراع تعود الإضاءة على ما كانت عليه مع التلاشي التام لتلك اللحظة الكابوس :: ليبدو على سبنديوس الإرهاق والعرق من المجهود النفسي المضني }
وقررت الثأر.. وسافرت إلى اسبانيا حيث كان يرسو الأسطول القرطاجى ..واندسست بين عماله .. وأتقنت  اللهجة القرطاجيه كأحد أبنائها وهكذا أصبحت أهم وأشهر عين لروما في قرطاجه .
لايوس     :- حسبك .. فصاحبك قادم .
سبنديوس  :- إذن فلتذهب من فورك .. ولا تنسى أنت ومن معك من الرومان الذين كانوا في الأسر أن تنفذوا  ما  تم الاتفاق عليه بيننا .
لايوس :- لن ننسى .. سنندس  بين البربر ونشحنهم نفسيا لساعتنا تلك .
{ ويخرج مسرعا ليدخل ماتو }
ماتو :- ما بال هذا الجندي يسرع هكذا ..؟
سبنديوس :- انه احد أفراد فرقة الاستطلاع شاهد مجموعة أخرى من القراطجه يتلصصون علينا
ماتو :- وأنت ماذا ترى ؟
سبنديوس :- معك رجال أقوياء وقد بلغ بهم الحقد مداه ..وفى انتظار إشارة منك فمتى أردت أصبحت حاكم الأقاليم كلها .. وتتزوج الأميرة سلامبو ماتو :- سلامبو .. و .. و.. ولكن لا .. لا أريد أن اخلف وعد .
سبنديوس :- هم  لا  يحترمون وعودا .. فلننتهز الفرصة .. خاصة وزعيهم برقة بعيدا مشغولا في صقلية بحرب الرومان .. وكل من عداه هنا من الضعفاء الجبناء .. فما يمنعك ؟ ما الذي يقف في وجهك ؟ .. هيا  سر على  رأس هؤلاء الجنود  المتذمرين من المماطلة في دفع متأخرات أعطياتهم ..والخلف بالوعود المبذولة لهم .؟. هيا .. كن لهم نعم القائد فإنهم ليأتمرون بأمرك .. انقض بهم على قرطاجه .. تحت شعار فلتكن قرطاجه لنا .. فمــــــــــــــــــــــــــاذا تنتظر ؟
ماتو :- سبنديوس أأفأنا .................
سبنديوس :- ماذا ؟ هل تنتظر منهم النعيم أو الراحة .. هه .. قد يكون هذا لحظة ما ينزعون عنك درعك وسيفك .. ليقطعوا به جثتك ويلقوا بها طعاما  لجوارح الطير .. أو لحظة ما تخرج من قتالك معهم تتكئ على عكاز وأنت أعمى عاجز تقرع الأبواب متسولا .. تقص أقاصيص بطولاتك على الصغار وبائعي  والأسماك العفنة  .
ماتو     :- افهمني أرجوك ...........
سبنديوس :- بل افهمني أنت .. أن رجلا شجاعا مثلك يفعل ما هو الأجدر به .. ليكون له لسلطان والثروة والحياة الهنيئة في مقاصير القصر  الكبير يستمتع بالأنغام الشجية ومن حوله المضحكون والمهرجون .. وبين أحضانه أشهى النساء ..  العذراء  القرطاجية .
              ماتو   :- { حالما } سلامبو .. آه .. رفقا بى سبنديوس .. أنا لا أريد أن أبدو في نظرها  كالمغتصب أو    كخائن للعهود .. أأأ  .. المهم  سبنديوس  قد قلت لي انك كنت تعمل خادما في معبد تانيت المقدسة .. وكنت قريب        من سلامبو.. فأرجوك .. حدثني عنها .. أرجوك
سبنديوس  :- أتعشقها إلى هذا الحد .
ماتو        :- وبشكل قدري إنها تقتفى آثار خطاي تنام في .. تتجلى لي في الظلام واهرع إليها كالفراش المندفع صوب الشموع  لاحترق .. نعم  أنا  أضحية وعدت  بها  سلامبو الآلهة فتحالفت معها  ضدي .. فربطتني  بقيد  خفي غير منظور .. بينما عيناها راحت تحرقني .. نعم  أبصرها  تحدق  بى  في كل آن .. ولا استطيع أن اختبئ منها أو أقاومها ..  أننى أحس أن بيني  وبينها أمواج بحر .. بل محيط   بلا شط   أو قرار
سبنديوس :- أنساهــــــــــــا .
ماتو   :- لا استطاعة لي على ذلك .. طيفها النوراني لا يفارقني حتى في حومة الوغى اسمع صوتها في اصطدام  التروس  ورنين السيوف فالتفت فأبصرها تتنائى  .حينئذ يمسني الجنون فاخطف هامات الرجال بسيوفي ..  اسحقهم كالأصداف تحت سنابك جوادى لعلى اقتراب منها فإذا بى أطارد سرابا ؟؟ انه  شيء ألذ  سكرا من
الخمر .. واشد هولا من الموت.. اننى أكاد أموت شوقا وحنينا إليها سبنديوس .
{ تنتابه رعشة يهتز لها جسده بعنف }
آه ... سبنديوس  .. دوار .. دوار سبنديوس يعصف بى .. لا أدرى ماذا دهاني .. البرد يجتاح جسدي .. فخذ بيدي فانا أريد غطاءا  ثقيل أتدثر به .
سبنديوس :- إن جسدك ينضح بالعرق .. يبدو وكأنها حمى .. أيها  الحارس خذ سيدك ماتو ليستريح بخيمته .. لكي اجلب له بعض الأعشاب لتنخفض حرارته العالية تلك .
الحارس   :- أمر سيدي .
{ يعتمد ماتو على الحارس ويدخل به الخيمة التي بصدر المسرح }
احدهم    :- { يدخل صارخا } وفد قرطاجى قادم  .. وفد قرطاجى قادم .
سبنديوس :- مــــــــــــاذا ؟؟؟ وفد قرطاجه .. أين هم .؟
{ ليتوافد على المسرح جنود المعسكر في جلبة وضوضاء  }
جندي 1 :- هــــــــــــا هم .. هــــــــــــا هم .
جندي 2 :- وهل معهم سلال الذهب الذي وعدونا به ؟
جندي 3   :- لا  توجد معهم  سلال  الذهب
لايوس     :- { محرضا }   أين إذا  ما وعدونا به ؟
جندي 4   :- لقد خدعونا إذن .
سبنديوس :- { مستغلا الموقف }  تبا للقراطجه ..  تبا للقراطجه
الجميع     :- تبا للقراطجه .. تبا للقراطجه ..
لايوس     :- { يقترب من سبنديوس هامسا }
اعتقد إنها تلك ساعة الصفر التي كنت تنتظرها  ليالي طوال ..
سبنديوس :- نعم .. إنها هي .. ولابد أن نستغلها على أكمل وجه  .. ونشعلها فتنه .
لايوس  :- ها هم رجالنا يشعلونها نار .
سبنديوس :- دعهم يعملون بجديه بين صفوف البربر .. ويزيدوا نيران الفتنة نار .
لايوس    :- ولكن هل تعرف القادم ؟
سبنديوس :- نعم  انه هنون .. احد زعماء القراطجه البارزين .
{تدخل محفة ملكيه مذهبه .. يحملها ست رجال أقوياء عرايا الصدر ..
وما أن يضعوها  على المسرح حتى يهبط منها هنون  .. متثاقلا في بطء }
لايوس     :- مال حركته بطيئة وجامدة .
سبنديوس :- جموده وبطئه هذا .. كان سببا في خسارة قرطاجه معركة
 ( اجان ) وأظنه سيخسر اليوم أيضا ولنفس السبب  المهم كن مستعدا أنت ورجالنا لأنني سأتدخل معه في الحوار محاولا بتر حديثه . سأسد عليه أي طريق يدلف منها إلى قلوب هؤلاء البربر  لذا أريد أن تلهب حماس الجموع مؤيدين لي هاتفين ضد قرطاجه ..  هيا بسرعة . حتى لا يدهمنا الوقت
لايوس       :- نحن رهـــــــــــــن الإشارة .
هنون   :- بسم قرطاجه أتحدث إليكم متوجها إلى قلوبكم الشجاعة الكريمة التي مازالت درع قرطاجه الحامي . راجيا أن ترتفعوا  فوق حقوقكم حالما تسترد قرطاجه عافيتها .
سبنديوس :- نرتفع هـــه ..  معنى هذا أن دمنا وأرواحنا التي كنا نهبها للموت عن طيب خاطر من أجل الدفاع عنكم ليس لها قيمة في حساباتكم .
هنون      :- هذا لان الأعباء الملقاة على عاتق قرطاجه ثقيلة .. خاصة بعد الهزيمة التي أنزلتها بنا روما التي فرضت علينا غرامة حربية كبيرة . وعلى العموم فيما بعد سنعوضكم
سبنديوس :- { وهو يجرد سيفه في وجه هنون }
الموت لكم . الموت للقراطجه .
الجميع     :- { وهم يجردون سيفهم مثله أيضا }
 الموت لكم . الموت للقراطجه .
{ يتقهقر هنون ويلقى بجسده البدين في المحفة ليحملها الرجال ويخرجون }
لايوس    :- لنطو الخيام  ونستعد لقتال القرطج أنهم يماطلون ولا يوفون بالعهد
سبنديوس  :- نعم أنها المماطلة .. مره أخرى المماطلة ولا لن يدفعوا لنا أجورنا { يتوقف عن الكلام فجأة متسائلا }  ماذا ؟؟؟؟؟ هل تبصرون ما أبصر ؟
{ ليخيم الصمت على الجميع ليدخل جندى مهلهل الثياب .. تبدو عليه أثار التعذيب يكاد يلفظ أنفاسه فيتحلقون حوله }
جندي 1   :- من هذا ؟ ومن فعل به هذا ؟
جندي  4   :- انه من زملائنا البليار الذين تركناهم  بقرطاجة كرقباء على حسن النوايا .
الجندي البليارى :- لماذا تركتمونا خلفكم فقد ذبحونا جميعا بعد تنكيل وعذاب مرير .. ولولا الصدفة ما نجوت وجئت أحذركم من نفس المصير .
سبنــــــــــديوس :- إذن فهي الخيانة . فلنجرد السيوف ونثأر للبليار فالحرب..  الحرب
الجميــــــــــــــع  :- الحرب . الحرب .
{  تسود المكان حركة عنيفة غير عادية مضطربة .. دخول وخروج ضوضاء وطي للخيام ليخرج ماتو على هذه الضوضاء وقد تدثر بغطاء من جلد النمر }
مـــــــــــــــــــاتو :- ما الـــــــــــــذي يحدث هنا ؟
سبنــــــــــديوس :- إنها الحرب . الثأر للبليار فقد ذبحوهم عن أخرهم هنالك في قرطاجه .
مــــــــــــــــــاتو :- كيف ؟ ! فبيننا عهود ومواثيق .
سبنـــــــــديوس :- قلت لك هم لا يحترمون وعود . فقد نقضوها .. فمنذ برهة جاء هنون .
مــــــــــــــــــاتو :- الزعيـــــــــــــــــــم القرطاجى ؟!
سبنـــــــــديوس :- نعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم ....
مــــــــــــــــــاتو :- ولما لم توقظنـــــــــــــــــــــي
سبنـــــــــديوس :- حاولنا كثيرا إيقاظك  .. ولكنك كنت في غيبوبة الحمى
مــــــــــــــــــاتو :- ومــــــــــــــــــــــــــاذا قــــــــــال ..؟
سبنـــــــــديوس :- قال  ترفعوا عن أجوركم . فثارت ثائرة الجموع وكادوا أن يفتكوا به .
مــــــــــــــــــاتو :- ومــــــــــــا العمـــــــــــــــــــل ؟
سبنـــــــــديوس :- لا معوق لقرار الجموع . فألق من على جسدك هذا الجلد الذي تتدثر به .وكن حيث يجب أن تكون في مقدمه الجند وإلا داسوك  بأحذيتهم .

إظلام

******************************************************

الفصل الأول
الحب
المشهد الرابع   .. وشاح الربة
المنظر .. حجرة قدس الأقداس للربة تانيت
شخصيات المشهد ..
هماكو – الكهنة
********************************
هماكو :-
{ يدخل مستندا على عصاه المذهبة .. يجثو بشكل تعبدي أمام تمثال الربة تانيت .. المتشحة بوشاح ازرق شفاف .. بصدر المسرح .. ثم ينظر حوله بعد برهة مناديا }
كهان القرابين .
{ وبشكل طقسي يتوافد الكهنة من الخارج مترنمين حاملين باقات الزهور وأطباق الفاكهة والزجاجات العطرية .. ليدوروا حول الحجرة .. واضعين ما معهم من فاكهة وعطور في كوات محفورة في جدار الحجرة .. وأثناء دورانهم بالكوة الأخيرة  المفتوحة الموجودة في أقصى يمين الحجرة والتي يمر بها من خارجها مجرى مائي .. توحي الإضاءة الزرقاء  به .. وكذالك خرير ميائه .. يرتشف كل واحد من الكهنة  رشفة منه بالدورق الذهبي الموجود على حاجز الكوة .. ثم يجلسون على جانبي المذبح المقدس الموجود خلف تمثال الربة تانيت المتصدر المشهد }
الكهنة  :- أيتها ألربه .. تباركت أنت وتبارك ابك هنى بعل سيد الإلهة  .. وهاك بعض
القرابين لعلك ترضينا علينا .
هماكو :- فلتحضروا الماء من المجرى  المقدس
{ يقف احد الكهنة بتؤدة يذهب إلى حيث كوة الماء ويمد الدورق بداخلها .. ليغترف من المجرى بعض الماء .. ويقدمه لهماكو فيأخذه وينفس فيه وهو يتمتم بداخله .. ثم يرشف رشفة واحدة ثم يرشرش ما تبقى على الكهنة وفي جميع الإرجاء وحول التمثال وفوق المذبح .. ثم يرد الدورق للكاهن الذي احضره .. فيعيده  بدوره مكانه على حاجز الكوة .. بينما الكهنة أثناء ذلك تردد }
الكهنة :- مبارك الماء الذي منه كل ما هو حي .
هماكو :- مذكي البخور .
{ يتقدم احد الكهنة ويستدير من خلف المذبح ويلقى في مجمرة البخور بعض البخور ليتصاعد الدخان بكثافة ويعود مكانه ليردد الكهنة }
الكهنة :- استنشقي العطر الذكي الذي جلبه الأسطول القرطاجى من بلاد بونت البعيدة .
هماكو :- أيتها الربة المقدسة . هاك بعض القرابين تتقدم بها قرطاجة عسى ان تمنحي أهلها القوة وتدعمي أسوارها .. لتتحدى حصار هؤلاء البربر فلتفرغي صبرا علينا .. 
والعجز الوجل على البربر .. لأنه لو تم لهم ذلك سيدنسون معبدك ..  وينتهكون قدس أقداسك المباركة .
الكهنة :-
استجيبي لتوسلاته .. اسقطي لعناتك فوق رؤوس البربر .
هماكو :- وأقــــــد الشموع
{ يتقدم احد الكهنة .. ويبدو انه صغير السن .. مهزوز الشخصية .. يشعل لفافة ورقيه من المحرقة .. ليوقد بها شموع المذبح الطويلة الموضوعة في أركانه الأربع  .. وبعد ما يتم له ذلك تكون النار قد التهمت الورقة وأحرقت أصابعه المرتعشة .. فيلقى بباقي الورقة المشتعلة بشكل لا ارادى نحو تمثال الربة }
الكاهن :- آآآآآآآآه
هماكو :- { صارخا به }  احذر الوشاح أيها الأرعن
الكاهن :- { يتخشب في ذهول بينما الكهنة يقفون ما مذهولون  }
هماكو :- { يهرع ويطفئ بقايا الورقة المشتعلة .. ثم يستدير إلى الكاهن ويعنفه }
أنت محروم من دخول قدس الأقداس إلى مدى الحياة .
الكاهن :- الرحمة .. فالنار قد التهمت أصابعي
هماكو :- أيها الأبله .. هذا الوشاح مغزول بيد الأرباب فوق الجبل الكبير .. ليستقر فوق جسد ابنتهم الغراء .. تانيت المقدسة ..ساترا عورتها .. وقد ربطوا  استقراره فوق جسدها المقدس .. باستقرار قرطاجة  وستر عوراتها .. مجد قرطاجه وقوتها متعلق بهذا الوشاح .. وزواله أو تلفه مرهون بزوال قرطاجه وتلفها.. وفقده وضياعه هو فقد وضياع قرطاجه.. فهمت أيها الأخرق
الكهنة :- فليتقدس الوشاح ومن تدثر به  .. ولتحفظ الإلهة قرطاجة .
هماكو :- حذار أن يمس هذا الوشاح بسوء حتى لا تحل عليكم اللعنة خاصة عندما نشعل شموع المذبح ليستقر هذا في أذهانكم وفى مقل عيونكم ..{ ثم يستدير للكاهن المهزوز } أما أنت فإلى الوراء إلى الوراء
الكاهن:-  { وهو يتراجع بظهره إلى خارج المسرح }
غفرانك أيتها الربة.. والسماح
الكهنة :- غفرانك أيتها الربة .. و السماح ..  السماح
الكاهن:- غفرانك أيتها الربة ..والسماح
الكهنة :- غفرانك أيتها الربة .. و السماح ..  السماح
هماكو :- مباركه هي الربة تانيت المقدسة .. التي اختارتنا نحن .. كهنتها دون سائر البشر لنكون في خدمتها ليل نهار.. فلتتقدس تانيت
الكهنة :- فلتتقدس تانيت
{ يخرجون في صفوف مترنمين ترنيمة شجية .. لتسحب جميع الإضاءة
من على المسرح .. إلا من ضوء الشموع التي تظل مشتعلة .. ولكنها
تتناقص بشكل سريع وعجيب حتى تنطفئ }

- إظلام
*********************************************************

الفصل الأول
الحب
المشهد الخامس  .. الولوج
المنظر .. فوهة صغيرة في احد جدران مجرى الماء المقدس نتيجة لانهيار قديم
شخصيات المشهد ..
ماتو – وسبنديوس
********************************
ماتو      :- { بانفعال } إلى متى سنظل نعوى خارج تلك الأسوار سبنديوس
سبنديوس :- قليل من الصبر ..  ماتو
ماتو      :- كيف اصبر بعدما أشعلت  نيران العشق بجسدي
سبنديوس   :-  قرطاجه ليست كأي مدينة .. فهي قوى عظمى حصينة .
ماتو     :-  فكيف الاستيلاء عليها .. ونحن نصطدم بكبرياء وعجرفة تلك الأسوار التي تستعص علينا .. سبنديوس .. فها هي  بأبراجها الشامخة تتحدى ثورة الغضب .. المستعرة في قلوبنا .. خاصة بعدما  أغلقوا  بوابات القناطر المائية .. ليجعلوا من هذا الشريط المائي الذي يدور حولها خندقا عميقا يزيدها قوة على قوتها  .. هذا إلى جانب منع الماء عنا حتى  لا نشرب أو نستحم إلا بالكاد .. فنتعفن أو يأكلنا الجرب والقمل
سبنديوس :- لا تكن مهتاج الأعصاب هكذا .
ماتو      :- أنها النقمة على طول هذا الحصار والبقاء خارج تلك الأسوار .. والمدينة تعج بالناس .. بيع وشراء .. كأننا لا نحاصرها .. كم أنا معجب بها .. وفى ذات الوقت أريد محوها من الوجود .. فقل لي كيف أعرى تلك المدينة من سلطانها وقوتها. كـــــــــــــــــــــــيف
 سبنديوس :- عليك إذن بوشاح الربة .. وكما قلت لك فقد كنت اعمل خادم بمعبد تانيت  وعرفت أن الوشاح الذي تتشح به الربة  مرتبط استقراره على جسدها  باستقرار قرطاجه  وانتزعه هو انتزاع القوة من قرطاجه .. وعرى الربة هوعرى قرطاجه من سلطانها .
ماتو      :- سبنديوس أنا  لا اعتقد في هذا .
سبنديوس  :- ولا أنا .. ولكن القراطجه يعتقدون اعتقادا راسخ  في هذا .. وبحكم هذا الاعتقاد
 سيمتلكهم اليأس لا محالة .. وسيستسلمون للهزيمة إذ  صار وشاح الربة  معنا
ماتو  :- يالا  مكر راسك  ..اننى اشك في انك كنت صديق حميم  لماجو.. صديقي الطيب
.فلم يكن يوما ماكرا .. أو مخادع
سبنديوس :- دع شكك جانبا .. ولا تنسى إننا في حرب .. والحرب مكر .
ماتو  :- نعم  أحسنت .. وأنا سأنتزع  هذا  الوشاح .. حتى لو  كان في جوف أسد . ولكن كيف ألج إلى الداخل لأنتزعه ..؟
سبنديوس :- إذا كنت تريد وبين جانبيك قلب من حديد .. فما عليك إلا أن تتبعني .. وأنا سألج بك إلى قدس أقداس تانيت .. ودون أن يبصر بنا احد .ماتو       :- دون أن يبصر بنا احد ..!
سبنديوس :- نـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــعم
ماتو       :- كيــــــــــــــــــــــــــــــــف ..؟
سبنديوس :- من هذه الفتحة .التي يخر منها الماء .
ماتو        :- مــــــــــــــــــــــــــاذا تقول ..؟
سبنديوس :- أقول أننا سنسبح من خلال  هذا المجرى المائي إلى الداخل
ماتو       :- ربما يكون غير امن وقد  يضيق علينا وتتمزق أجسادنا بفعل الصخور الدببة بداخل
 تلك القناطر
سبنديوس :- هذا أمر وارد الحدوث .. وخطوب أخرى لا يتسع المجال لوصف أهوالها فما رأيك
ماتو      :- قـــــــــــــــــــد نفشل
سبنديوس  :- وقد نمـــــــــــــــــوت
ماتو       :- { بعزم وتصميم } سنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلج
{ يتجهان إلى يمين أعلى المسرح .. حيث الفتحة التي يخر منها الماء .. ينظران
في جميع الاتجاهات ثم يرفع كلاهما الأخر .. وينفذان للداخل .. لنسمع صوت انزلاقهما واصطدامهما بالماء .. وانجرافهما من خلال المجرى .. } { تسحب جميع الإضاءة من المسرح .. ثم يرفع المنظر لأعلى .. وتهبط  شاشة بيضاء كبيرة بطول المسرح .. لتستغل في عرض خيال ظل يجسد صراع ماتو وسبنديوس مع الإحياء البحرية  المتوحشة التي  تعيش بين طيات الظلام في المجرى  المائي .. وما إن تضاء الشاشة بإضاءة زرقاء  مع علو متزايد لأصوات مخيفه مرعبه .. لنرى ماتو وسبنديوس سابحين في الفراغ المائي بطول المسرح .. وهما يصارعان تلك الوحوش المائية .. إلى أن يصطدما بشبكة حديدية يتعاملان  معها .. وينفلتان منها بصعوبة  بالغة .. لتطفئ إضاءة  شاشة  عرض خيالات الظل .. .. ليضاء المسرح إضاءة زرقاء شفافة .. فإذا بنا في حجرة قدس الأقداس للربة تانيت  .. الدخان يملأ المكان مع سماع أصوات واهنة لترتيل وهمهمات أتيه من خارج المسرح لنشاهد ماتو وسبنديوس يقفان بداخل الكوة المقدسة التي تمد الحجر بالماء .. من خلال المجرى المائي الذي يجرى خارجها }
سبنديوس :- هيا اقفز للداخل فأنت في قدس أقداس تانيت
{ سيقفزان بداخل الحجرة }
ماتو        :- لكن كيف سنبرر هذا للناس ..؟
سبنديوس :- سنشيع بان الربة تجردت من الوشاح بخيمتك وأعطته لك .. اعترافا  بحقوق الثوار وغضبها على القراطجه .. هذا سيضعك في مصاف الآلهة .. لان الربة لا تتجرد من وشاحها إلا أمام  اله مثلها .. مما يضعف من قوة القراطجه ويعتقدون بإلوهيتك ومن ثمة يدينون لك .. هيا .. ماذا دهاك .. تقدم وانزعه .. قرطاجه ستصبح بين يديك .
ماتو        :- { يتقدم نحو التمثال مترددا .. وفجأة }
 ذنب فظيع .. أنا لا استطيع فعل ذلك . . لن أجرؤ .. أنها إلهه وقد تصيبني لعنتها ..
سبنديوس :- لا تخف .. فلا سيطرة لها عليك لأنك تعبد اله أخر غير اله القراطجه .. وبما إن كل اله يحمى عابديه  لذا فهي لن تفعل لك شيء . هيا انزع الوشاح . من اجل أن تملك قرطاجه التي ستدين لإلهها الجديد . . وتزوجه أميرتها البتول .
ماتو    :- - { حالما }  سلامــــــــــــــــــــــــــــبو
{ تسحب جميع الإضاءة .. ويدار جهاز العرض السينمائي - الفيديو بريجكتور - لنشاهد ماتو في زى ملكي .. يضجع على أريكة مذهبة بينما سلامبو ترقص على أنغام الموسيقى حوله .. ثم تجذبه ليرقص معها وبعد أن يرقصا .. يحتضنها بقوة وما أن يهم بتقبيلها حتى يطفئ جهاز العرض السينمائي .. وتعود الإضاءة على ما كانت عليه .. لنشاهد ماتو وهو يحتضن سبنديوس }
سبنديوس :- مـــــــــــــــــــــــــــــــــاتو ماذا دهاك ..؟
ماتو        :- { يفيق .. وبتصميم وبعزم }  سأنتزع الوشاح سبنديوس
{ ويتقدم من تمثال تانيت ويجردها من وشاحها.. فتبدو كتمثال( فينوس العاري ) فينظر ماتو إلى سبنديوس ثم إلى الوشاح بيده .. ثم يضع الوشاح على جسده ثم ينظر إلى سبنديوس مرة أخرى }
سأذهب به إلى سلامبو في مخدعها لتراني وأنا اتشح بوشاح تانيت
سبنديوس :- هــــــــــــــــــل جننت .؟
ماتو   :- { يحكم الوشاح حول جسده }
لا ولكن أنا غير ما كنته منذ برهة سبنديوس اننى ألان أكثر من رجل .. فدبيبا خفيف يسرى في جسدي  ويزيل من فؤادي اى هيبة . اشعر باننى فوق البشر .. اشعر باننى اله .. استطيع  أن اقتحم النيران.
وأمشى على الهواء والأمواج وان زمام قرطاجه في يدي ألان .
سبنديوس :- اخفض صوتك وهيا بنا لنعود من نفس الطريق الذي جئنا منه  قبل أن يدركنا جند المعبد والكهنة .
ماتو    :- قلت لك سأذهب إلى مخدعها . . فكم أريد أن تراني وأنا متشحا بوشاح الربة .


- إظلام -

*******************************************************

الفصل الثاني

الفراق



الفصل الثاني
الفراق
المشهد السادس ..  الاختبار الصعب
المنظر .. مخدع سلامبو مرة ثانية
شخصيات المشهد ..
ماتو – سلامبو – الوصيفتان – الحرس
******************************
ماتو   :-
{ يقترب من سلامبو النائمة بحذر . . يجلس بجوارها يتأملها لبرهة .. ثم يتحسس شعرها المنسدل .. من حولها ويرفعه
 إلى انفه .. بتشممه بتلذذ ثم يتنهد بارتياح }
سلامبو استيقظي يا عذراء قرطاجه الجميلة وانظري إلى بعدما صرت إلها .. إلها متيما بك .. فكم أنا احبك .. احبك سلامبو .. احبك .
سلامبو :-
{ بين اليقظة والمنام } من ..؟ الربة المقدسة في مخدعي
ماتو     :-
لا بل أنا ماتو
سلامبو  :- { تهب منتفضة }
ماتو ..؟  وما هذا ..وشاح الربة .. أسرقت وشاح الربة ..
اخلعه .. بسرعة فأنت تدنس وشاح الربة .. هذا كفر .
ماتو      :-
ماذا ..؟ سارق وشاح الربة ..؟ هذا أقصى ما أبصرتني
 به عيونك الجميلة .. سارق .. لو اننى سارق كما تقولين ..
 ما تجشمت تلك المخاطرة وجئت إلى هنا كي تبصرينني ..
 وأنا متشحا به .. لأبدوا في عيناك إلها .. إلها متيما بك .. لا بل  سأعطيك إياه .. أرده  إليك ..  لأنه خيل لي أن الإلهة جميعا  نازلة  لكي عن أثوابها الست أنت  مثلها .. لا  عيب فيك ولا دنس .. جميلة متلألئة مثل تانيت ..؟ لا بل أنت هي نفسها .. تانيت الحية .
سلامبو :- لا انك آت لتجرني إلى شيء فظيع رهيب . لتلقى بى إلى  أعماق  الهاوية .
ماتو     :- أهذا كل ما أملاه عليك  قلبك ..  إذن سأخبرك بما لم يستطيع قلبك أن يخبرك به   قد ظننت أن عيونك مبصرة .. ولكن خدعني قلبي .. واليك الجواب . من يوم الوليمة وأنت تقضين مضجعي .. تطاردينني في نومي وفى يقظتي .. تعيشين في .. وأنا لا املك سوى الإذعان  لطيفك لاثما إياه .. عندما يمرق من خلال الهواء راجيا بان يمكث ولو قليلا .. لكنه ينائي ويتركني وحيدا أتلظى وقلبي بنيران حبك .
سلامبو    :- مـــــــــــــــــــــــاذا قلت ..!؟
ماتو        :- أنــــــــــــــــــا احبك سلامبو
سلامبو:- { تقترب منه فتعلو موسيقى حالمة . يسرحان في أجوائها.. وبشكل لا ارادى }
ماتو     :-  { يمد لها كفيه .. لتتعانق الأصابع بحميمة  }
سلامبو:- { مبهورة باللحظة .. ترتمي في أحضانه .. لا تلبث حتى تدفعه بعيدا عنها .. ليقف كل منهما أمام الآخر  مبهورا صامتا ..  يتبادلان النظرات .. وفجأة .. تهرع لتهز بعنف .. جرس صغير بشكل هستيري }
ماتو         :- {  ينتبه .. يفيق من اللحظة السحرية على رنين الجرس فينظر إليها معاتبا ثم إلى الشباك الذي دخل منه .. وبسرعة يعدو نحوه ليقفز منه  .. ويختفي }
الوصيفة 1 :- { تدخل بسرعة وتضمها إلى صدرها وخلفها الوصيفة 2 .. ومجموعة الحرس الخاص }  ماذا هناك يا مـــــــــــــــــــولاتي ..؟
سلامبو      :- سارق تانيت .. الوشاح .. سارق تانيت .
الوصيفة 2 :- تنظر في الغرفة .. وباقي الحرس يلاحظون الشباك مفتوح فيهرعون إليه } ليس هناك من احد فلتحفظ الربة مولاتي .. يبدو انه كابوس .. اهدئي ونامي .
سلامبو    :- أنام من أين لي النوم بعد الآن
{ تتجه لتمثال صغير الحجم للربة في ركن من أركان مخدعها وسط ذهول الجميع .. فتشير لهم  الوصيفة 1 .. فينصرفون واحدا تلو الأخر . مطأطئ الــــــــــــرؤوس }
لما أيتها الربة ..؟ لما ..؟   فانا مخلصة لك .. فرفقا بى فانا لا احتمل هذا الاختبار الصعب  فاى تجربة مريرة تلك التي تضعينني فيها فانا حقا أقدسك . وفى  ذات الوقت لا استطيع أن أقاوم شعوري  لحبه . حبه الذي يتغلغل في .. وينام  بداخلي .. هنالك في أعماق  أعماقي .. حيث يرتع نشوان..  تغذيه روحي . فيكبر ويكبر .. ويصبح حبه دوحة بداخلي   فروعها الشوق وثمارها اللهفة . اعترف  لك أيتها الربة من يوم الوليمة .. وطيفه يسرق النوم من عيني .. وقلبي يترنم  باسمه ..  فلماذا ..؟ لماذا هذا الاختبار الصعب .

- إظلام -


*********************************************

الفصل الثاني
الفراق
المشهد السابع ..  القربان البشرى
المنظر .. مذبح وتمثال هنى بعل
شخصيات  المشهد :
هاميلكار برقه – شاهبريم – هماكو – الضحية – هانو – كهنة
*********************************
شاهبريم :- { ينسلخ شاهبريم من بين الكهنة الذين يمارسون طقوس
العبادة لــــــــ هنى بعل }
تقدم يا زعيم زعماء قرطاجه .. وقائد جيوش المغوار .
هاميكار :- تسخر منى يا كاهننا الأعظم .. فأنا حقا لم أعرف أن الوضع خطير هنا الى هذه الدرجة فقد كنت كما تعلم منشغلا بحروبي
 مع الرومان .. هناك بصقلية .
شاهبريم :- أنا لا أسخر يا ولدى .. فأنت فعلا مغوار .. بدليل أنك انتصرت على البربر  فى أولى جولاتك معهم .
هاميكار :- إحقاقا للحق هم هزموا أنفسهم فى تلك الجولة  .. فعندما سمعوا بعودتي من صقلية .. وقيادتي للجيش القرطاجى خلخلتهم ..  خاصة وأنني كنت من بضعة أشهر قائدهم الملهم وأوامري كانت بالنسبة لهم مقدسة .. فاهتزت الثقة فى نفوسهم .. وانهزموا ولكن سرعان ما ألقوني من فوق عباءاتهم .. وعادت الثقة لهم .. وحالفهم النصر فى
 باقي الجولات .. خاصة عندما ينشر هذا المدعو ماتو سارق الربة تانيت .. وشاحها المقدس فوق رؤوسهم .. وعلى مرأى من جنودنا فتدب فى أوصالهم القوة وفى أوصالنا الضعف والخذلان .
هماكو :- هون عليك .. هاميلكار .. فكاهننا الأعظم .. يجهد نفسه كي يستمطر عطف الكبير بين أنداده اله الشمس هنى بعل .
هاميلكار :- يبدوا أنه تخللا عنا .
شاهبريم :- حسبك ابن برقة .. فالإلهة أبدا لا تتخلى عن عابديها .. إلا إذا عابدوها تخلوا عنها ولا تنسى أن تدنيس الأماكن المقدسة تجلب الكوارث .هاميلكار :- ما تخلينا عنها يا كاهن سيد الآلهة .. لا ولن نتخلى عنها .. حتى ولو كان على رؤوسنا الموت .. وسنسترد وشاح الربة المقدس مهما كلفنا الآمر .. ولكن أنظر فالمصائب قد حلت بنا هزائم بالخارج والداخل وقبائل جمة تشق عصا الطاعة وتنضم لهؤلاء البربر .. حتى أصبحوا ثلاث جيوش يقود أكبرها هذا الماتو الذى أصبح فى نظر القراطج ملك البربر  لحيازته الحجاب المقدس .
شاهبريم :- أين قربانك البشرى الذى طلبناه لتتقرب به الى سيد الآلهة عسى أن يشملنا بنظرة عطف يكون فيها النصر والقضاء على البربر .
هاميلكار :- { ينظر إلى الخارج مناديا }  أحضروا القربان
هماكو :- إن كاهننا الأعظم شاهبريم .. لم يذق النوم أو الطعام منذ ثلاث ليال غارقا فى الترتيل والدعاء يستدر رضا الآلهة وحتى يمنحنا سيد الآلهة النصر المظفر ونسترد وشاح ابنته تانيت المقدسة
 لكي نستر عورتها فى قدس أقداسها .
هاميلكار :- فلتبارك الآلهة جميعها أبانا وكاهننا الأعظم فليس لنا سواه طريقا للآلهة
حارس المعبد (1):- القربان البشرى .
{ ليدخل حارسان يمسكان بينهم شاب فى مقتبل العمر خائر القوى .. ليضعانه فوق مذبح هنى بعل .. ذو التنور المتقد مع شد وثاقه  جيدا ليأخذ شاهبريم من أسفل المذبح جرة صغيرة
 بها ماء مقدس ليرشه فى جميع الأركان وحول الضحية ثم يطلق البخور ويؤجج نار التنور الذي بين يدي تمثال
( هنى بعل ) بينما انخرط هماكو وباقي الكهنة فى رقصة
 تعبيريه تعبديه وترتيل توحي بجلال اللحظة ومن غمد فى
حزام تمثال ( هنى بعل ) يخرج شاهبريم سكين حاد طويل
النصل ثم يضعه على رأسه ثم يتقدم فى ثبات نحو الأضحية ويرفع السكين لأعلى ببطء ثم يهوى بها وبسرعة على رقبة الشاب الذى يتدفق منه الدم بغزارة بعدما ينتفض وبشدة
هابطا من فوق المذبح بلا رأس مترنحا باتجاه الجمهور فيتعثر ليسقط أسفل منتصف المسرح لتزداد الإيقاعات والحركات الراقصة تشنجا .. برهة بعدما يهدا كل شيء على المسرح .. يشير شاهبريم للحار سان ليحملان الضحية للخارج ثم يعطى هاميلكار رأس الضحية ليلقى بها فى التنور المتقد بين يدي هنى بعل }
شاهبريم :- فلتقبل بعل المقدس هذا القربان الآدمي عساك أن تقف بجوار البار الوفي هاميلكار  تنصره على المرتزقة الأشرار
 { ثم يأخذ الجرة مره أخرى ويصب منها الماء على رأس هاميلكار  ثم يعطيها له ليشرب منها جرعة واحدة} وألان أذهب إلى ساحة القتال ودافع ببسالة عن قرطاجه  لآن الذي قدمت بين يديه القربان الآن بجانبك وفى ركاب جندك .
هاميلكار :- { وهو يعيد الجرة الى شاهبريم }  ليكن النصر حليفنا .
هماكو :- أذهب واسترد وشاح الربة حتى تعود الثقة المفقودة الى نفوس جندك
هانو :- { يدخل مندفعا من الخارج وهو يلهث }
مولاى قائد الجيش .. مولاى قائد الجيش
هاميلكار :- هيه .. انتصرنا .. هانو
هانو :- لا  بل هزمنا يا مولاى .. وما من سبيل للانتصار .

إظلام --

***********************************************************

الفصل الثانى
الفراق
المشهد الثامن.. الخطة
المنظر : مقر الاجتماع القرطاجى
شخصيات المشهد :
هاميلكار – شاهبريم – هماكو – مستشارين
********************************
المستشار (1) :- ما أمر هذا الاجتماع الذى لا يحتمل تأخير ولا تأجيل ..
يا زعيم قرطاجه
هاميلكار :- مستشاري قرطاجة .. الأمر جد خطير .. أمير النوميدين
نارهوى يرسل لنا رسله سرا .. معتذرا من ناحية ويريد أن يتحالف معنا من ناحية أخرى .. على أن نسقط عنه ما بدر
 منا من وعد بقتله على ما صدر منه يوم الوليمة فى حق
عذراء البلاد ابنتنا البتول سلامبو .
المستشار الثانى :- لا يحتاج الأمر الى الاستشارة زعيم قرطاجه فالرفض هو الآمر الطبيعي ولا للتحالف
هاميلكار :- ولكن انضمامه إلينا فى هذا التوقيت مهم .. أنا رجل حرب
وأدرك ما أقول .. خاصة بعدما عرض أنه سيقف معنا فى
حروبنا ضد البربر .. بخيله ورجاله وعتاده .
المستشار (1) :- أنا أتحفظ على انضمامه إلينا .. أنى أتشكك فى نواياه ... انه لا يؤتمن .. سمج .. يحب التظاهر والظهور بشكل غير عادى .. فيوم الوليمة كان يريد أن يظهر أمام العذراء القرطاجيه بأي شكل كى يلفت نظرها .. فأرضا شخصية عليها تارة .. شذرا لها أخرى .
المستشار (2) :- خائن بطبعه .. أم أنك نسيت ما فعله يومها .. حتى كاد أن يضيع العذراء القرطاجيه .. وعليه وحده يقع تفجير الموقف يومئذ .
هاميلكار :- لم أنس .. ولكن هذه طبيعة الرجل كما تصفون .. و ...... أريد أن تفهموا جيدا ... من المصلحة أن ينضم إلينا .. لأننا فى حاجة الى قبيلته والى جيشه .. فقرطاجه ليس لديها جيش .. بما يكفى لمواجهة البربر.. نحن الذين ندافع عن قرطاجه بأنفسنا فجميع المرتزقة انصرفوا عنا .. لذا فنحن فى حاجة الى رجاله .
هماكو :- كثيرا ما حذرتك من المرتزقة البربر .. ولكنك أبدا لم تسمع لكلامي .. وفتحت الأبواب للألوف المؤلفة منهم دون حساب .
هاميلكار :- كنت فى حاجه الى جيش أواجه به الرومان .. وذلك للآن معظم القراطجة انشغلوا بالتجارة ومكاسبها الوفيرة .. وراحوا يتهربون من الجيش دافعين فى الخزائن العامة نقودا
 بديلا لأنفسهم من الخدمة فى الجيش القرطاجى ولكنها مجرد نقود ..لا تحميهم أو تحمى مصالحهم وتدافع عنهم .. ولم يفكروا فى تكوين جيش منهم يحارب من نابع قومي  وخوف على المصلحة العامة .
المستشار (1) :- لما تصمت يا أبانا وكاهن سيد الآلهة .
شاهبريم :- من الحكمة يا ولدى أن أصمت .. حتى أزن الأمور جيدا .
المستشار (1 ) :- ولكننا فى حاجة الى سماع رأيك .
شاهبريم :- سنتحالف مع نارهوى .. ولكن سرا .. لا يذاع أبدا .. لا لقومه
 أو قومنا .. وفى الوقت ذاته نشيع مؤكدين تهديد برقة  لنارهوى  وقبيلته بالموت جراء ما اقترفه يوم الوليمة مع  الآميرة القرطاجيه
هاميلكار :- وما الحكمة من ذلك يا أبانا ؟
شاهبريم :- الآمر حيلة .. خدعة .. خطة نسحق بها البربر .
المستشار (1) :- وكيــــــــــــــــــــــــــــف ذلك ؟
شاهبريم :- سندفعه بهذه الشائعات لكي ينضم الى صفوف البربر .. ليكون وقبيلته معبر لنا لنقضى به على زهو هؤلاء الرقيق .. وقتل سارق تانيت المقدسة شر قتله .
المستشار (1) :- ولكن لا تنسى أن ماتو يتوعده أيضا .. فقد قتل صديقه ماجو  يوم الوليمة .
هماكو :- إذن على نارهوى أن يصطاد سبنديوس مستشار ماتو أولا ..
لآن هذا الروماني اللعين هو الذى يخطط ويدبر .. وماتو والبربر ينفذون .. وأنا متأكد أنه هو الذي حرض ماتو على  سرقة وشاح الربة تانيت المقدس .
شاهبريم :- نعم لذا على نارهوى أن يخدعه بقليل من التذلل والبكاء والندم والخوف من بطش ماتو .. ورغبته فى التحالف معهم خوفا منا وحنقا علينا .. وكرهه الشديد لنا .. وفى الوقت ذاته يتعهد لهم بأنة سيمدهم بالرجال والعتاد وأنا على ثقة بأنه سينجح فى ذلك لآن المكر والخداع طبيعته .
هاميلكار :- واذا تـــــــــــــــــــم له ذلك .
شاهبريم :- لحظتها سيقنع سبنديوس ماتو  ويجعله يتسامح وينسى دم صديقه وتكمل خطتنا .
هماكو :- إذن فليكن على هذا الأساس التحالف سرا مع نارهوى أمير النوميديين
الجميع :- ليكن التحالف ... وعلى هذا الأساس .
شاهبريم :- أما أنت كاهن تانيت المقدسة فلنا جلسة خاصة .. على أن تكون معنا الوصيفة الثانية للعذراء القرطاجية  سلامبو  .

إظلام --

*************************************************
الفصل الثانى
الفراق
المشهد التاسع ... الذهاب
المنظر : حديقة قصر هاميلكار مرة ثانية
شخصيات المشهد  :
شاهبريم – سلامبو – بعض الوصيفات – الكهنة – رجل ملثم
****************************************
شاهبريم :- لقد دمر هؤلاء البربر الحديقة يوم الوليمة .. حتى السمك المقدس لم ينجو منهم .
سلامبو :- نعم .. وها نحن نحاول أن نعيد للحديقة بعض رونقها الذى كان
شاهبريم :- غرس الزهور شيء نبيل .
سلامبو :- إنها متعه وأي متعه .
شاهبريم :- ما أشبه الزهور بالإنسان .. فمكانته فى الحياة مثل الألوان التي تتحلى بها تلك الزهور . وان كانت لا تشي بمكنونه الداخلي .. الجوهر .
سلامبو :- ولكن ليس للإنسان شذا تلك الورود الضواع .
شاهبريم :- السيرة الذاتية .. هى بمثابة الشذا الضواع ..  كيف كان وماذا
قدم لبلاده من تضحيات وماذا صنع من اجل إرضاء الآلهة .
سلامبو :- ومن ذا الذى يتقاعس عن أن يصنع خيرا للآلهة .. وأن يضحى بحياته فى سبيل بلاده
شاهبريم :-  كثيرا ما هم يا ابنتي .
سلامبو :- إن هذا واجب مقدس .
شاهبريم :- لكنهم يهربون منه .
سلامبو :- يهربون منه ؟ كيف ؟ واننى رغم كوني أنثى على استعداد أن أفعل أي شيء  من أجل بلادي وفى سبيل إرضاء الآلهة .
شاهبريم :- أنا واثق من ذلك .. ليت كل عذراوات قرطاجه بمثل إخلاصك .. ومن أجل ذلك أقولها انك فعلا ابنة تانيت البارة .. لذا يقع عليك وحدك استرداد وشاحها المقدس .
سلامبو :- مــــــــــــــــــــــــــــــــــاذا ؟!
شاهبريم :- نعم عليك الذهاب الى معسكر المرتزقة والعمل على استرداد  الوشاح باى وسيله ومهما كان الثمن .. فليس هنالك بطبيعة الحال اى سبيل لإحياء الأمل الميت لقرطاجه .. وإعادة الثقة المفقودة لجنودنا إلا باستعادة الحجاب المقدس باى حيلة وأيا كانت الوسيلة .
سلامبو:-  مــــــــــا اصعب الاختبار ,
شاهبريم :- لكنه واجب مقدس كما قلتى وهو علاج أزمة اليأس التي استولت على القراطجه وأفقدتهم  الثقة بأنفسهم وبالنصر .. منذ أن فقدوا حجاب ربتهم .
سلامبو :- انك لا تعلم شىء .
شاهبريم :- بل اعلم كل شيء . لقد تحدثت وصيفتك بكل ما يدور بخلدك .. ويشغل قلبك .. ومن اجل هذا اخترناك أنت لتقومي بهذا العمل البطولي وتستردي وشاح الربة. مهما كان الثمن { يشير بيده ليدخل رجل ملثم }
 وها هو احد الثقاة المقربين  دليلك لمعسكر البربر .. .
سلامبو :- صلـــــــــــــــــــواتك يا أبانا .
الوصيفة 1 :- { تدخل مندفعة وتقدم لسلامبو سلسلة العفة }
 مولاتي .. مولاتي ... لقد نسيت أن ترتدي سلسلة العفة
سلامبو:- { بيد مرتعشة تأخذ منها السلسة وترتاديها }
شاهيريم :- { بذات مغزى }
 شكرا على اهتمامك بشرف سيدتك .. وحرصك على عفتها ..
 وألان فلتذهبي سلامبو وتعودي  بسلم .

إظلام --
*******************************************************

الفصل الثاني
الفراق
المشهد العاشر  ... التحالف مع الذئب
المنظر : خيمة ماتو
شخصيات المشهد :
ماتو – سبنديوس – شبح ماجو – نارهوى
*********************************
ماتو :- لا تحاول معي سبنديوس .. أنا لن أضع يدي  فى يد  نارهوى .. أبدا فقد حاول قتلى يوم الوليمة .. علاوة على ثأر ماجو .. ودمه الذي بيننا
سبنديوس :- الخمر كانت تلعب بالرؤوس يومئذ .. أما ألان الرجل على باب خيمتك كأحد رعاياك يلتمس الإذن بالدخول .. رغم انه امير النوميديين ..ولا تنسى إننا في حاجة إلى حلفاء لأننا نحارب قرطاجه اكبر قوة فى العالم .
ماتو :- ودم ماجــــــــــــــــــــو .
سبنديوس :- ماجو ..  ماجو .. أن الرجل جاء ليلقى تحت أقدامك برجله وعتاده وأفياله .. لتفعل به وبقبيلته ما تشاء .. وانظر كم من الدماء سيسيل منهم في أتون المعارك :: ألا يكفيك هذا الدم المراق بدم ماجو .. رغم ان هذا الدم  سيراق من أجلك أنت ولصالحك .. ليتم لك كل شيء وتكون الفائز الوحيد بالعذراء المتعبدة
ماتو :- نار هوى لا يؤتمن .. يعمل لمصلحته .. واخشي ساعتها أن تأتى الضربة القاصمة منه .. ويقدمنا كقرابين على مذابح القراطجه .
سبنديوس :- لا .. لا أظنه يخون فقرطاجه ماضية فى سياستها العمياء تجاهه  تهدد ملكه هو وباقي القبائل المنتشرة حولها .. وذلك بما تفرضه عليهم من ضرائب فادحة .. هذا غير ضم شبابهم لصفوف جيوشها بالإكراه .. غير التعذيب والتنكيل وقطع الرؤوس لمن يشكو أو يتضرر .. لذلك هم يريدون أن يتحالفوا معنا .
ماتو:- ولكن نــــــــــــارهوى .............
سبنديوس :-{ يقاطعه }  يقع عليه وقومه العبء الأكبر .. خاصة بعدما القوا على  كاهله مسئولية تفجير الموقف يوم الوليمة فى حدائق  برقه ..
ويتوعدونه بما  سببه للأميرة من ترويع .. حتى كاد أن يتسبب فى هلاكها .. حتى اقسم هاميلكار عندما عاد من صقلية بالاقتصاص منه
ماتو :- لذا هو يسرع للانضمام إلينا حتى لا يصبح وحيدا فى مواجهة قرطاجه
سبنديوس  :-   الحرب استغلال فرص .. فلما لا نستغله نحن بالتحالف معه .. على العكس سيزيدنا  قوة لكي نشدد الحصار على قرطاجه .. لتخر راكعة . بين يديك .. لينعم صدرك بدفء أحضان عذرائها البتول ..
 أم تراك  قد  تخليت عن أحلامك القديمة لان تصبح أنت  الزعيم يشار إليك بالبنان كاله منقذ .. فادى للجميع { فترة صمت وجيزة  وبشكل قاطع } فليكن هذا التحالف .. عن إذنك سأنادى الرجل من الخارج
ماتو :-{ وحيدا }  اى إحساس هذا  الذي يرتج له صدري .. ما هذا الشعور ذاك الذي يعصف بى وينقبض له قلبي .. ولما هذا الاختناق إلى حد البكاء ..واى  مرارة هذه التي  تلجم حلقي { يهرع إلى احد أركان الخيمة .. ليخرج لثام صديقه ماجو الملطخ بالدماء } وآه يا صديقي .. يا من وهبتني حياتك .. هاهي الظروف .. تطرني لكي أصالح عدونا
شبح ماجو :- { يظهر بعدما تخفف الإضاءة }  لا تصالح
ماتو :- { مأخوذا}   ماجو ............. !!!؟
شبح ماجو :- هل نسيت دمى بهذه السرعة .. دمى الذي سفك من أجل حياتك .
ماتو :- لا.. ماجو .. لم أنس .
شبح ماجو :- صدقني ماتو لن تجد فيمن حولك من يضحى بحياته من أجلك  كما فعلت فحذار
{ يختفي الشبح ويلقى ماتو لثام صديقه بعيدا عنه مذعورا }
ماتو :- ماجو أين ذهبت..؟ .. بعد لم أنه الحديث معك .. فأين ذهبت..؟ .
{ ينهار منكمشا على سريره .. الإضاءة مازالت خافتة ..
 ليضاء باب الخيمة المسدول .. لتستغل كخيال ظل لنرى خيال ظل  نارهوى يتضخم  ويأتي بحركات تعبيرية ..  بما يوحى
 أنه يريد قتل ماتو .. الذي يزداد  ذعرا  وانكماشا .. لنرى
خيال ظل سبنديوس  وهو يأخذ أكياس النقود من نارهوى
 بما يوحى ببيع ماتو ويضعها فى نطاق ملابسه .. ليجرد  نارهوى  سيفه من غمده بما يوحى بالهجوم ..ليطفئ خيال
 الظل .. ليسود المسرح الضوء الأزرق الخافت ودخان صادر من مكان مجهول .. ماتو ينساق مع خيالاته تاركا لها العنان لنرى سبنديوس يقف ضاحكا عند مدخل الخيمة بينما  نارهوى  يهجم على ماتو وقد أصبح له وجهان وجه حقيقي وأخر لوجه هاميلكار برقة .. الذعر يخيم على ماتو يحاول الهروب  والاختباء بين أرجاء الخيمة بينما نارهوى يطارده شاهرا  سيفه ..  فجأة يظهر صديقه ماجو بوجهان وجه حقيقي
 وأخر لسلامبو يفرد  زراعيه  لماتو الذى يجرى ليحتمي به .. وما إن يقترب منة حتى يستدير ماجو فإذا به أصبح فجأة أمام سلامبو ..  ماتو يتوقف لبرهة مفزوعا ولكنه عندما يجد إنها سلامبو فخوفه يدفعه الى أن يحتضنها  بقوة  وفجأة يرتجف يلقيها بعيدا عنه .. ثم يقترب منها بحذر يتحسس منطقة الصدر .. فتشق جلبابها كاشفة له عن صدرها فإذا به قطع حجريه متصخره يرتعد ماتو ويهمس }
كل الصدور تصخرت حتى صدرك أنت .
{ يحاول الهرب منها لكنه يجد ( نارهوى  ..  وبرقة ) خلفه وسبنديوس يقهقه ساخرا منه يمدون أكفهم  فى محاولة  منهم لخنقه بينما الإضاءة تخفت رويدا رويدا حتى يسود  الظلام المسرح .. ومن بين طيات الظلام  نسمع ماتو وهو يقاوم خيالاته بأنات ضعيفة ..  لا يلبث حتى يصيح صارخا } لا..لا..لا..لا..لا............ .
{  كل هذا يجرى بشكل كابوسي .. لحظات وتعود الإضاءة كما كانت  لنرى ماتو وحيدا منكمشا على سريره }
نارهوى :-{ من الخارج } هل هو بالداخل الآن
سبنديوس :- نعم هو بالداخل تعال .
{ ليرتفع باب الخيمة ليدخل سبنديوس ومن خلفه نارهوى .. فيهرع ماتو الى  عمود الخيمة حيث علق عتاده الحربي ..  مجردا سيفه ليهجم على نارهوى . الذى يركع أمامه متذللا .. بينما سبنديوس يعترض طريق ماتو } على رسلك ماتو .
نار هوى :- لا .. بل دعه سبنديوس ليفعل بى ما يشاء .. وها هو صدري .. اطعنني إن كان ذلك يشفى ما بداخلك منى .. فانا أخطأت .. وفى عنقي دم صديقك .. ولكنها الخمر .. عبثت برأسي ولكنى على ثقة من سمو أخلاقك .. واطمع فى عفوك
ماتو :- {بعد تردد لبرهة وجيزة }  انهض .. لقد عفوت
سبنديوس :- إذن فلنعقد اتفاق التحالف حالا .. هلم بنا
نارهوى :- ولكن لى رجاء .. وأتمنى تحقيقه .. فهناك عادة قبلية جميلة ..
 ألا وهى أن يجرح كل منا كفه .. ونضع الجرحان فوق  بعضهما .. ليمتزج دم كل منا .. بدم الآخر .. فنصير اخوين فى السراء والضراء .
سبنديوس :- لا بأس .. خاصة لو تم ربط  كفيكما برباط واحد .
نارهوى :-  { يخرج خنجره من خصره }  تفضل سيدى .. هاك خنجري
ماتو :-{ بتوجس صارخا }
 لا .. بل بخنجري أنا .. لا تنس أن خناجرنا  مسمومة  { ثم ينظر الى  سبنديوس بذات مغزى }. وأنت سبنديوس .. هات نطاقك لتربطنا به .. ولكن بعد ما تخرج  ما به من نقود .
سبنديوس :- أنت تعرف اننى لا أضع نقودا في حزامي أبدا ..
 وهاك نطاقي .. فشرف لي أن أربطكما كأخوين بنطاقي هذا ..
 { ويتم طقس الجرح وربط الجرحين بنطاق سبنديوس .. لينتفض  ماتو يريد سحب يده  ولكن سبنديوس يحكم الرباط على كفيهما جيدا }
إنكم ألان .. اخوين .. فليحتضن كل منكما الآخر .

إظلام - -

***************************************************************

الفصل الثالث
الموت

الفصل الثالث
الموت
المشهد الحادى عشر ..  اللقاء
المنظر : خيمة ماتو
شخصيات المشهد :
ماتو – سبنديوس – شبح ماجو – نارهوى
********************************
صوت الحارس :- { من خارج المسرح }
 قف .. لا تتحرك .. من أنت ..؟
صوت سلامبو :- أنا جندي ..  .. هارب من قرطاجه
ماتو :- { يهب واقفا من فوق سريره .. وفى بطء راح يقترب من باب الخيمة بحذر متسمعا }
صوت الحارس :- وماذا تــــــــــــــــــريد ...... ؟
صوت سلامبو :- أريد التحدث مع زعيم الثوار فى أمر هام .. أو ليست هذه خيمته .
ماتو :- { يستل سيفه من غمده .. ثم  يفتح باب الخيمة بعنف ..}
 أيها الحارس دعه يدخل
صوت الحارس :- دع أسلحتك ها هنا ثم ادخل
سلامبو :- { تدخل المسرح وهى ترتدي زى الفرسان  ..
وخلفها الحارس }
ماتو :- أنا ماتو زعيم الثوار .. فماذا تريد ..؟  أوجز .
سلامبو :- { مبهورة تتلعثم }  لا .. لا .. استطيع الكلام أمام احد غيرك  .. فلنكن لوحدنا  .
الحارس :- فلتحذر ياسيدى فشكل هذا القرطاجى مريب .
ماتو :- لا عليك سوى أن تحكم باب الخيمة من الخارج .. ولا تدع احد يدخل أو يخرج منها  مهما كان حتى ائذن أنا  له  .
الحارس :- أمرك سيدي  { يخرج }
ماتو :- وألان  .. أنت في قلب خيمتي .. فقل ما بدا لك
سلامبو :- {  تتطلع بطرفها فى أرجاء الخيمة .. تبصر الوشاح ملقى
 على السرير } أريد أن اخذ هذا .
ماتو :- كل الفيالق القرطاجيه عاجزة عن أخذه .. وأنت تريد أن تأخذه هكذا في منتهى البساطة .
سلامبو :- ربما أكون أكثر فاعليه من كل فيالق القرطج .
ماتو :- إذن خذ هذا السيف ولنتبارز .. فإذا قتلتني .. حق لك أن تأخذه
{  يهجم على سلامبو .. ليدور مبارزة بينهما نكتشف أن
 سلامبو تجيد المبارزة أيضا ولكن الخبرة تجعل ماتو يتفوق عليها .. وقبل أن يطعن ماتو سلامبو تتوقف يده كأنها شلت فينظران إلى بعضهما ويستأنفا المبارزة  ..  وفى لحظة ما تسقط  سلامبو على الأرض ويسقط غطاء الرأس من فوق شعرها  .. فتبدوا تحت تأثير الضوء الشاحب مثيرة وهى  فى زى الفرسان ممددة على الأرض .. وما إن يراها ماتو
 حتى يرتد إلى الوراء مبهوتا من المفاجأة ..  ويسقط
السيف من يده  }
ماتو :- سلامبو  .. ألان أدركت لما كانت يدي .. تتوقف بشكل
 لا ارادى عن طعنك .
سلامبو :- {  تقف منتصبة  وترفع سيفها فى وجهه}
  لا  تنسى السيف مازال  معى .
ماتو:-  { يتقدم نحو سيفها حتى يكون سن السيف بين  ضلوعه }  وهاأنذا ..  وها هو قلبي تحت سن سيفك .. وكل ما عليك
 هو أن تضغطي بقليل من القوة  حتى ينفذ سيفك داخله .  فانا اعلم  جيدا باننى سألقى حتفي يوما ما بين يديك  .. فمنذ اللحظة الأولى التي رايتك فيها وامتلأت عيناي ببهائك  . حتى  اعتصر قلبي شعور مضبب ..هممت على أثره أن  اهرب وأغادر المكان وبأقصى سرعة .. ولكن صديقي هو
 الذي اغرانى بالمكوث .. متمنيا الموت بين يديك ولو ألف
 مرة .. وتحقق له ذلك . { يجثو على ركبة ونصف }
  وأنا ألان بين يديك انتظر حتفي .
سلامبو :- { تلقي سيفها وتجلس أمام ماتو وترفعه ببطء  ليقفا معا .. مع سماع موسيقى حالمة  }  لا ..  بل  أنت  من سلبتني ارادتى يومها .. وشعرت باننى أقف بين يدي هنى بعل .. وتمنيت أن أكون أنا صديقك  وأتلقى الطعنه بدلا منك ..  كي أفديك بروحي ودمى . فما اجله من عمل أن أموت فداك ..  فكيف تطلب منى ألان أن أكون أنا قاتلتك .
ماتو :- لقد قر بداخلي في تلك اللحظة التي اسرتى فيها قلبي بحديقة قصرك يوم الوليمة .انك لست من البشر.. آآآآآآآآآه .. تعالى  .. نامي  هنا على صدري .. نامي  ولا  تخافي فما كنت فيما مضى إلا جندي مغمور بين حثالة الجند .. وديعا متواضعا .. احمل الحطب على ظهري وأبيعه للآخرين .. فماذا يهمنى اليوم من أمر قرطاجه ..؟ إن جميع مناصبها وكنوزها وأقاليمها ومستعمراتها لا تستهوينى كما تستهوينى عيناك العسلية شمس حياتي .. لقد كنت أريد تدمير الأسوار حتى أصل إليك لأجثو تحت أقدامك  واردد .. احبك . وكم  أشقى بحبك .
سلامبو :- ارجوك ماتــــــــــــــــــــــــــو
ماتو :- { وهو يريد ان يحتويها بزراعيه } احبــــــــــــــــــــك
سلامبو :- { تقاومه بلمسة غير محسوسة .. ولكن أثرها تجاوز حس ماتو  وسرى إلى نفسه }
ماتو :-{ يهتز كيانه من تلك اللمسة فيحتضنها بقوة مقبلا إياها
كم حلمت أن اسمع منك تلك الكلمة.. احبك .. فأسمعنيها .. أرجوك
سلامبو :- احبك .. ماذا أقول غير ذلك  .. لقد عشقتك ماتو الى ابعد
  الحدود ..  حتى كأنك أنت هنى بعل الحي وتستحق  منى كل تقديس وعبادة .
ماتو :- لا بل أنت تانيت المقدسة .. والوحيدة التى تستحق أن
 تتشح بهذا الوشاح .
سلامبو:- ماتو أنت تعلم إن هذا الوشاح .. بالنسبة لنا كقراطجة مقدس .. عقائدي ولابد من إرجاعه للمعبد
 ماتو :- سلامبو ..  جئت من اجله ..  أم  من أجلى
صوت شاهبريم :-  { يرن صداه فى الأجواء }
 لابد أن تعودي بالوشاح .. الوشاح سلامبو .
سلامبو:- { تفيق من الجو الحالم منتفضة مع تلاشى
 للموسيقى الناعمة }  بل من اجل  الوشاح
ماتو :-{ يفيق بشيء من التردد }  من اجل الوشاح .. ماذا تقصدين ..؟
سلامبو :- { آخذة الوشاح رافعه إياه فى وجهه } سأعود به الى قرطاجة
ماتو :- { يخطف الوشاح من يدها }
 إذا أنت لم تأتى من اجلي بل من اجل الوشاح ..
 { يضحك بهسترية وينقلب ضحكه الى غيظ وغضب  }
تريدين الوشاح لتكون لكم الغلبة .. هــه .. كم أنا أحمق .. وصدقتك .. صدقت  كذبك
سلامبو :- لا لم اكذب عليك ابدا ..  وتذكر انه كان مطلبي الأول  من أول خطوة لى هنا فى خيمتك .
ماتو :- إن رجال قرطاجة غبار يثور كالغبار المتطاير تحت نعلي .. وانك ألان ملكا لى  ولن يقوى احد من البشر على انتزاعك منى .. إلا  من فوق جثتي .. هل تفهمين ..؟
{ بدفعها بعيدا عنه لتقع على الأرض .. ثم يجلس على احد المقاعد وقد أعطاها ظهره }
صوت شاهبريم :-  لا بد  من  استرجاع الوشاح مهما كان الثمن .. مهما كان الثمن .
سلامبو :- { تزحف على الأرض الى حيث عمود الخيمة .. لتقف متسلقة عليه.. ثم تستل خنجر ماتو المعلق فى عمود الخيمة تتقدم منه فى بطء تريد طعنه .. وعندما ترفع الخنجر عاليا تتجمد يدها }
ماتو :- { دون ان ينظر إليها }
 أقتلى .. هاأنذا  أمامك  .. أقتلى .
سلامبو :- { يقع منها الخنجر على الأرض وتجرى منهارة وتلقى بنفسها فوق سرير ماتو باكية }
ماتو :- { يتقدم إليها فى صمت .. ليدوى صوت الرعد .. الذي على ضوء وميضه نرى ماتو وقد جثي على الأرض بجوار السرير.. والدموع تنهل من عينه .. متنهدا }  إلى هذا الحد تكرهينني .. أنا الشقي بحبك .
سلامبو :- { وهى تعتدل من نومها لتجلس على السرير وقد تملكها التضعضع والين ..  شيئا خفيا وأمرا علويا يدفعها الى الاستسلام }
 مــــــــــــــــــاتو انــــــــــــــــــــا ....
ماتو :- { يجلس بجوارها ثم يضع سبابته فوق شفتيها .. }
 ااااش شش .... لا كلام حتى لا نلوث قدسية تلك اللحظة
 بثرثرة فارغة .
{ ثم يمد يده  وبأطراف أصابعه يلمس عقد العفاف  حول جيدها }
سلامبو :- عقد العفاف .. فكبار الأسر القرطاجية .. تلزم بناتها العذارى
 أن ترتاديه حول جيدها كدليل للعفة والطهارة .. وفقده يعنى فقد للعفة .
ماتو :- مثلك لا يحتاج الى دليل كهذا . . فأنت سواء ارتديتيه أو لم ترتديه فأنت الطهارة مجسدة  فلا حاجة لكي بمثل هذا
{ يجذب العقد بشدة فتنفرط حباته فى كل الأرجاء }
سلامبو :- { فزعة مذعورة وهى تهب واقفة }  مـــــــــــاذا فعلت ..؟
{ ليدوى الرعد مرة ثانية لتتعالى مع وميضه الخاطف  أصوات هرج ومرج .. ووقع أقدام ثقيلة يهتز لها المكان  بشدة وصياح من خارج الخيمة }
صوت 1 :- السلاح .. السلاح ..  هميلكار برقه يهاجم المعسكر
الجنود :- { بأصوات متباينة }
 السلاح .. السلاح .. القراطجه .. يجتاحون المعسكر .
ماتو :- { ينظر إلى سلامبو .. ثم للوشاح الملقى على السرير بجوارها .. ثم الى سلامبو .. ثم يندفع خارج الخيمة متسائلا }
 ماذا يحدث هنا ...؟ اخبروني ...؟
سلامبو :- { وحيدة .. تنظر حولها .. تمسك بالوشاح تتفحصه .. وتهم بالخروج .. ولكنها تتقاعس وتترك الوشاح على السرير مكانه وتجلس على مبعدة منه .. }  شعور غريب يجتاحني .. فلم اشعر بتلك السعادة التي كنت أتخيلها بحصولي على الوشاح  اى حزن تتفجر ينابيعه فجأة داخل قلبي . أيكون هذا بسبب عقد العفاف .. أم من تلك النظرات التي ستلهب جسدي الغض من عيون اهلى وعشيرتي .. كم ستكون مؤلمة نظراتهم  لى .. كفاقده  لعذريتي وشرفي وعفافي .. ترى هل أظل هنا مع ماتو .. ولكن عشيرتي واهلى .. إنهم  فى حاجة الى الوشاح ليتم لهم النصر .. ماذا سأفعل ...؟ سأذهب لهم .. واتهام نظراتهم .. لن أعباء بها .. ولتشهد الآلهة باننى مازلت عذراء
{ وبسرعة ترتدي عباءة الفارس التي كانت قادمة بها .. وتحشو الوشاح بداخلها ثم تتقدم نحو باب الخيمة .. تسمع  وقع أقدام قادمة .. تقف محتارة .. ثم يقع بصرها على الخنجر الملقى على الأرض .. فتأخذه وتمزق احد أجناب الخيمة لتخرج هاربا منها .. وقبيل الخروج تقف مترددة لبرهة . ثم تجرى وتحتضن مقبلة صدرية ماتو الحربية المعلقة فى عمود الخيمة .. وتولى الفرار إلى الخارج .. لنسمع صوت الرعد ونرى  وميضه المخيف متزامنا .. مع أصوات استغاثات بخارج الخيمة وأصوات اصطدام التروس وصليل السيوف ووقع الأقدام الثقيلة التي تهز المكان. الموسيقى والإضاءة  والمؤثرات الصوتية هم أبطال تلك اللحظة على المسرح الخالي تماما من العناصر البشرية ..  وتظل هذه المؤثرات الضوئية والصوتية حتى
 نهاية المشهد }
ماتو :- { يدخل مسرعا مندفعا }  الوشاح بسرعة سلامبو ...
{ يتجمد مكانه ويعدوا نحو القطع الذي خرجت منه.. يمسكه  بيده ويصرخ بحنق } سلامبووووووووووووو
{ يجرى إلى عتاده الحربي ليمسك به وما كاد أن يخرج حتى يدخل عليه سبنديوس }
سبنديوس :- بسرعة ماتو .. فقد فعلها الكلب نارهوى وجنوده . فقد خاننا وانضم إلى معسكر القراطجه  وقد سهل جنوده للقرطاجيون اجتياح المعسكر. فقد كانوا هم المنوط  للحراسة هذه الليلة..
 المهم أين الوشاح ..؟
ماتو :- لقد أخذته سلامبو وهربت منذ قليل
سبنديوس :- سلامبو ؟؟؟؟ هل كانت هنا ..؟
ماتو :- قبيل اجتياح القراطجة للمعسكر
سبنديوس ..:- يالها من خطة

إظلام –-
**********************************************************
الفصل الثالث
الموت
المشهد الثانى عشر  ... الموت معا
المنظر : ساحة أسفل تل جبلي كبير
شخصيات المشهد :
ماتو – سبنديوس – مجموعة غير كثيرة من جنودهما
****************************************
ماتو :- { جريح يدمى }
لقد خانت .. خانت سلامبو .. سبنديوس
سبنديوس :- { مصاب أيضا }  كلاهما خان .. فقد خدعني أنا أيضا  نارهوى .. ولأول مرة  اخدع في شخص
ماتو :- لقد لعب الوشاح دورا فى هزيمتنا كما كان يلعب نفس الدور فى هزيمتهم ..  وأنا  السبب في كل هذا .. آه ..  أنا السبب .
سبنديوس :- لا تحمل نفسك جريرة ما حدث .. هون عليك
ماتو :- اسمع سبنديوس هم يريدونني أنا .. فخذ أنت ما تبقى من جنودنا الأوفياء وأنجو بهم . واتركني .. وصدق بل اقسم  لك لن ينالوا منى إلا بعد جهد .
سبنديوس :- ستحاربهم وحدك
ماتو :-  نعم سأحارب جيوشهم وحدي
سبنديوس :-  { يتأمل ماتو لبرهة }
 الى هذا الحد تريد أن تضحى بحياتك  من اجل أن نعيش ماتو .. صدقني .. نحن .. بل أنا بالتحديد .. لا استحق فداءك هذا ..
ماتو :- آه .. سبنديوس العزيز
سبنديوس :- أرجوك اسمعني للنهاية   لم أكن يوما ما صديق ماجو .. بل استغليت الفرصة  وأقحمت نفسي عليك كى استغلك .. وأجرجرك لمصالحي الشخصية
ماتو :- ولما أنـــــــــــــا بذات
سبنديوس :- لما رأيت بريق الحب .. حبك  يتوهج فى عين العذراء سلامبو يوم الوليمة .. فأيقنت انك أنت المــــــــــــــــــــــــراد
ماتو :- لا تكمل سبنديوس  ولا تنسى انك جعلت منى زعيما
سبنديوس :- كان سوء النية يحركني
ماتو :- لا عليك .. بل كل ما ارجوه منك ألان هو أن تذهب بما تبقى معنا من رجال  حتى لا  يدركنا جميعا الموت
 سبنديوس :-  لا بل اذهب أنت  بهم  وسابقي أنا هنا وحدي .. حتى اكفر عن ذنبي تجاهك
ماتو :- أنت تعلم إن جراحي كثيرة وعميقة ولا أقوى على الحركة ..
 واني ادخر بعض ما تبقى  لدى من قوه كى أواجه بها القرطج
سبنديوس :- وأنا لن أتركك وحدك أبدا  .. وسنحاربهم معا ..
لآخر قطرة دم
ماتو :- افهمني .. افهموني جميعا أرجوكم .. يا من كنتم يوما ما خير
 أجناد قرطاجه في  حروبها ضد الرومان .. وكان جزاؤكم المماطلة وعدم دفع أجوركم .. وتقتيلكم .. أنا المطلوب ولن  يهدئوا إلا عندما يفتكوا بى لذا فهيا انجوا انتم بأرواحكم  فالصحراء  واسعة تبتلع الآلاف  دون أن يبصر بهم احد .. فهيا .. وفقط   تذكرونني .. فى الأمسيات الشاتية الطويلة .
أصوات متباينة :-  لا لن نرحل دونك
ماتو :- هيا فالبقاء معي  معناه الموت
سبنديوس :-  { بعد تشاور مع الجميع }
 معا عشنا .. ومعا سنبقى ..  ومعا سنموت
الجميع :-
             معا عشنا ..            
                              ومعا سنبقى ..
                                                   ومعا سنموت

- إظلام -

****************************************************

الفصل الثالث
الموت
المشهد الثالث عشر  ... الأمر
المنظر : مقر الحكم القرطاجى
الشخصيات المشهد :
هاميلكار – سلامبو
******************
{أصوات متباينة آتية من الخارج .. هاتفة للأميرة سلامبو التي تجلس منزوية  فى حالة انهيار وبكاء تام }
صوت 1 :- { هاتفا }  النصر لنا . النصر لنا
الجميع :-{ يردد }  لنصر لنا . النصر لنا
صوت 2 :- عاشت الأميرة مستردة الوشاح
الجميع :- { يردد } عاشت الأميرة مستردة الوشاح
هاميلكار :- هاهم يهنئونك لان هذا النصر من صنع يداك وتم بفضلك .. لذا يهتفون لك بالخارج .. ولا يعرفون أن الثمن الباهظ الذي قدمته لاسترداد الوشاح .. فياله من شعب طيب .. لا يعرف إن الأميرة المقدسة التي نعدها لتحل فيها روح تانيت .. لتصير بدورها ربة.. تعبد وتخلد على مر العصور والأزمان باعت نفسها .. وقدمت جسدها وليمة رخيصة .
سلامبو :- أبى اقسم لك
هاميلكار :- لن يجدي القسم .. فالدليل واضح .. وها أنت تعودين بالوشاح المقدس ولكن بلا شرف أو  عفاف .. هـــه ..  فقد انفرط عقد العفاف في خيمة هذا المرتزقة البربري
سلامبو :- أبى أرجوك اسمعني
هاميلكار برقه :- ياله من عار
سلامبو :-{ تبكى }
هاميلكار :- تبكي وماذا ينفع الندم  والبكاء .. بعدما فقدت عذراء قرطاجه البتول عذريتها
سلامبو :- أبى صدقني أنى مازلت عذراء
هاميلكار برقه :- { يمسكها من زراعها بعنف }
 أنهم يتحدثون عنك وعنى  في الخفاء .. ويصل إلى سمعي حديثهم بالكاد . أنهم يتندرون بك وبتلك البذرة التي زرعها ذلك البربري في أحشاءك .. اسمعي وهذا أمر .. قبل أن تكبر البذرة في  أحشاءك  ويفشى السر .. ويصبح الهمس بها عويلا وصراخ .. ستتزوجين  وسأتدبر أنا  مع  الكهنة  أمر عدولك عن خدمة تانيت المقدسة بشكل
 يحفظ لك ولى ما تبقى لنا  من رمق الهيبة والشرف { يفكر قليلا } ولن أجد خيرا لك إلا حليفنا المخلص  الودود .. نارهوى اميرالنوميديين .. فقد طلب منى يدك قبل ذلك . فجهزي نفسك له .. وسأخرج ألان أعلن هذا على الملأ
سلامبو :- { تسقط مغشيا عليها }

 - إظلام -
***********************************************************

الفصل الثالث
الموت
المشهد الربع عشر  ...الأسر
المنظر :  ساحة التل الجبلي مرة أخر
شخصيات المشهد :
نار هوى ومجموعته - هاميلكاروبعض القادة   - ماتو ومجموعته
******************
{ أصوات القتال والتضارب بالسيوف  .. تعلو .. ليضاءالمسرح لنرى نارهوى وجنوده يضيقون الخناق محاصرين ماتو ومجموعته القليلة العدد والعدة .. والذين راحوا بعدما اسندوا ظهورهم للتل وقد انتهى بهم أمرهم  .. بأنه إذا اندفع الجنود القراطجه هاجمين عليهم .. يتظاهرون بالاستسلام .. حتى إذا اقتربوا منهم يرسلون صيحة استهزاء فى وجوههم .. ويقتلون أنفسهم بضربة واحدة وعلى جثثهم يعلو رفاقهم .. ليدافعوا ما استطاعوا عن أنفسهم ببسالة منقطعة النظير .. وهكذا دواليك تتعالى الجثث لتصبح هرما حتى اخر جندى .. ماتو وحيدا ..
ورغم الجراح يقاتلهم وحده .. يحارب جيوش قرطاجه كوحش كاسر وكل من يقترب منه يموت  ..  المهاجمين القرطج
 يرتدون للخلف مذعورين  .. ليلتفت هاميلكار برقه لنار هوى ..
ويعطى له  شبكه كبيرة  .. يأخذها  منه نار هوى  ويلتف مع بعضهم خلف التل خلسة دون أن يلاحظهم ماتو  .. لا نلبث حتى نراهم فوق التل .. يلقون  بالشبكة عليه ..  ليتم لهم بها اصطياد ماتو .. كما تصطاد الوحوش البرارى الضارية .. ليتدحرج من فوق كومة الجثث فيسرعون إليه ممسكين به . ليتصافح هامليكار فى تلك اللحظة مع نارهوى ويحتضنه }

- إظلام –
*********************************************************
الفصل الثالث
الموت
المشهد الخامس عشر  . . الفداء
المنظر :  ميدان كبير للاحتفالات
شخصيات المشهد:
هاميلكار – نار هوى – سلامبو – ماتو – جموع الشعب
******************
{ موسيقى وأصوات صاخبة ورقص وفرح يعم الجميع.. وبعد برهة يتم تخفيف هذا الصخب قليلا لنسمع }
الأول :- أنى أتحرق شوقا لرؤية هذا الماتو .. وهم يسلخون جلده
الثاني :- لا .. بل سيصبون الرصاص المصهور  في أحشائه إلى أن يموت .. وبعدها ستزف الأميرة سلامبو لي الأمير نارهوى بعدما  اوحت  الربه تانيت المقدسة.. لكاهننا   الأعظم  بان نسلها المقصودة  وليست هي بالإلهية  . . فيا لهو من يوم بهيج  فيه النصر وفيه العرس
هنون :- { يقترب من  هاميلكار }  متى سيحضرون هذا الماتو
هاميلكار :- فى طريقه الى هنا .. وسيتم الأمر كما قررنا وأمام الجميع ليكتمل فرح قرطاجه  بالنصر الساحق
هنون :- { ضاحكا } والعرس الميمون
{ تنبسط أسارير هامليكار .. ويرفع يده ليرد على تحيات الجموع بحرارة .. بينما يجلس بجواره نارهوى الذي تبدوا عليه السعادة البالغة .. بيمنا الشحوب يبدوا على وجه سلامبو الجالسة بجواره .. برهة وتخفت الموسيقى والأصوات تدريجيا حتى التلاشي مع استمرار للحركة على المسرح كأن الموسيقى والأصوات مازالت مستمرة ليتم في ذات اللحظة سحب الإضاءة تدريجيا أيضا ليخيم الصمت والظلام ..
لتهبط من أعلى المسرح  شاشة العرض السينمائي ( الفيديو بروجكتور ) لنشاهد ماتو على باب السجن يحمل قطعه خشبية كبيرة على كتفيه ممتدة من خلف الرأس .. وقد ربطوا يداه على أطراف هذه الخشبة .. كالمصلوب .. بينما جسده ينزف من أثر الجراح التي ألمت به دافعين إياه الحرس عبر طريق طويل مكتظ بجماهير قرطاجية غفيرة .. تريد الفتك به تتسابق على ضربة والبصق عليه وقد تحولت أيديهم الى مخالب فولاذية تنهش جسده ليواصل ماتو سيره فى طريق أللآلام الممتد بطول الشارع الذي تعثر فيه لأكثر من مرة ليطفئ (الفيديو بروجكتور ) وترفع الشاشة الى أعلى وتعود الإضاءة والأصوات الصاخبة والحركة الدائبة على المسرح كأن شيء لم يكن برهة ويدخل أحدهم مندفعا }
احدهم :- ماتو وصل .. ماتو وصل
{ فيتوقف كل شيء فجأة على المسرح ويسود الصمت  وتسكن الحركة .. ليخيم على المكان حالة من الترقب .. وقد تعلقت عيونهم بالمكان الذي سيدخل منه .. وفجأة يندفع ماتو على المسرح .. كأنه القي  به من الخارج .. مصلوب الذراعين .. غائبا عن الوعي .. ما ان تراه سلامبو حتى تهب واقفة .. بينما هو يتفقد المكان بحثا عنها  تتلاقى عيونهما .. يقترب من مكانها فى بطء .. وفى واحدة من تلك اللحظات التي يغيب فيها المرء عن العالم بأسره  .. ويتغيب الوجود .. تحت تأثير فكرة معينة  . وبلا أراده تسرع سلامبو هابطة من شرفتها منجذبة إلى حيث ماتو بخيوط وهمية .. الجموع متسمرة كل فى مكانه .. تشخص بأبصارها نحوهما .. يحمل ماتو عيناه كل معاني العتاب والحب .. يبثهما عيناها .. ليدورا حول بعضهما البعض فى دائرة .. وقد حملت عيناها أيضا كل معاني الاعتذار والوله .. وبشوق يتأمل كل منهما الآخر .. لنسمع صدى أصواتهم الداخلية ممتزجة بدقات القلوب التي راحت تشكل إيقاع تلك اللحظة }
صدى صوت  سلامبو :-
احبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــك
صدى صوت  ماتو  :-
احبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــك
{ تقف أمامه .. وتفرد زراعيها بمستوى ذراعيه
 المصلوبتان لتتعانق اكفهما  تتشابك أصابعهم بلهفة
 وشوق .. ليصرخ نارهوى .. صرخ تعيدهم للوجود
 مع تزايد  لإيقاعات دقات قلبيهما  }
نار هوى :- { ساحبا من حزام خصره خنجرا }
 مــــــــــــــــــــــــــــــــاتوووو
{ يرتجف كل منهما ينظران معا الى حيث نار هوى الذى يلقى بخنجره على ماتو } خــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــذ .
سلامبو :-
{ تدير فى اللحظة المناسبة ماتو .. لتأخذ الطعنه بدلا منه لتتوقف إيقاعات دقات القلوب .. ويسود الصمت .. برهه .. وتترنح وسط ذهول الجميع .. وتلقى برأسها على صدر ماتو الذي يحاول دون جدوا أن يحتويها  بصدره .. بدلا من ذراعيه المصلوبتان فوق الخشبة التى على كتفيه .. ليتهاويان معا على الأرض .. الصمت يخيم على المسرح .. يقطعه أنفاس العاشقان  .. } آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
ماتو :- { بفزع }
لا . .  مستحيل لا  لن يحدث لك ما حدث لماجو .. استديري .. دعيني أرى جرحك .
سلامبو :- { وهى تلفظ أنفاسها الاخيره على صدر ماتو }
 لا تفزع من أجلى ماتو .. فقد تحققت  أخيرا أمنية من امنياتى .. فيوما  ما  تمنيت أن  أكون أنا بدلا من صديقك ماتو .. عندما فداك بروحه يوم الوليمة .. وهاهي الأقدار تستجيب .. وأفديك بروحي ومن نفس ذات الخنجر .
ماتو :-
{ صارخا متفجعا } ســــــــــــــــــــــــلامبوووووووووووو
{ يتوقف المشهد .. كل ثابت فى مكانه وقد اعتراهم الصمت .. والذهول بعدما حولتهم اللحظة الى تماثيل .. لتعلوا رويدا رويدا أهات حزينة تسحب معها تدريجيا الإضاءة ليسود المسرح .}

- إظلام -
          
***********************************
          (   محمد سيد عمر    )
 { الشهير :-  علاء سيد عمر }
كاتب قصه ومسرح
مخرج معتمد بالهيئة العامة لقصور الثقافة
مثل جمهورية مصر العربية مصر في المهرجان السادس للمسرح التجريبي بالعرض المسرحي {  ايزادرا }
فاز بالعديد  من الجوائز المسرحية والأدبية
له كتاب بسلسلة نفرتيتي المنيا ( مسرحية الناعسة )
{ مسرحية العذراء القرطاجية ، (سنوات الوجع )  } عن سلسلة مسرحيات مصرية القاهرة
 وسلسلة نصوص مسرحيه بالعدد ( 148) القاهره
والعديد من المسرحيات التي مُثلت علي مسارح الثقافة الجماهيريه في ربوع محافظات جمهورية مصر العربية
دنيا الحواديت مجموعة مسرحيات للاطفال سلسة تحوت الادبيه
كريشندوا متتاليات للحزن مجموعة قصص قصيره عن سلسلة المركز الادبي للتنمية باسيوط
اني شموع اخترق ديوان  في الشعر الغنائي عن دار المهندس للطبع والنشر
للذكري عن دار المهندس للطبع والنشر
أعماله في معظم الدوريات المصرية من جرائد ومجلات
{ الجمعة 10 / 11 / 2006 }  رواية عن دار المهندس للطبع والنشر  



0 التعليقات:

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption