أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

السبت، 3 سبتمبر 2022

مسرحية " النار والسكين " تأليف محمود القليني

مجلة الفنون المسرحية
 

الشخصية
                  الدور    
1-الآب آكل النار .    
2-الأم قاهرة الأفاعي والتعابين .    
3-الابن لاعب المسامرية .    
4- االابنة لاعبة أكروبات على الحبل .    
5- الجد المهرج واللاعب على الدراجة ذات الطبلة .  
العرض : مفتوح من الجانبين : المتفرجون يصعدون على المسرح للمشاركة في العرض ، والممثلون ينزلون إلى الصالة لتأدية بعض الفقرات بين المتفرجين .
للمثلين مطلق الحرية في تأدية فقراتهم بدون التقيد بزمان أومكان على المسرح وكذلك بدون التقيد بفقرة أو لعبة معينة ، ولا مانع من أن يستبدل أي ممثل بفقرته فقرة ممثل آخر ، وتوجيه النقد أو الملاحظات للجالسين في الصالة ، وكذلك توقع النقد والملاحظات لهم . 
طوال مدة العرض لا يتوقف أحد من الممثلين عن تأدية نمرته ،حتى أثناء الحوار بين الشخصيات ، فالفقرات وما يصاحبها من دقات الطبلة – التي ينخفض صوتها لتتوارى خلف الحوار – بمثابة خلفية للحوار وتشارك في التصاعد الدرامي للحوار .  
المؤثر الصوتي يقتصر على دقات الطبلة منفردة وتتنوع وتتوزع تلك الدقات على مدار العرض ، وتقوم بدور التمهيد للفقرات وكذلك لختامها 
افتــتاحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــية  المشــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهد
صوت :دقات متتالية متواصلة ، تبدأ متباطئة ثم تتسارع في وتيرة منتظمة ، تتوقف لحظات ثم تستأنف بدقات أسرع وأعلى ، تتسع المسافات بين دقة وأخرى تتباطئ تتوقف . ، دقة غليظة  يعقبها صمت .
ضوء :يشق ظلام المكان ، خيط طويل متعرج من اللهب ، يظهر جزءا لصدر عار  ووجه مبتور المعالم  ، يتبدد اللهب يسود الظلام إلا عن دائرة صغيرة من النار في طرف عود معدني ، تمسكه يد مرتعشة.
مزج :دقات متتالية متواصلة ، تبدأ متباطئة ثم تتسارع في وتيرة منتظمة ، تتوقف لحظات ثم تستأنف بدقات أسرع وأعلى ، تتسع المسافات بين دقة وأخرى تتباطئ تتوقف . ، دقة غليظة  يعقبها صمت ...يشق ظلام المكان خيط طويل متعرج من اللهب يظهر جزءا لصدر عار ووجه مبتور المعالم ، يتبدد اللهب يسود الظلام إلا عن دائرة صغيرة من النار في طرف عود معدني تمسكه يد مرتعشة ، تقترب دائرة النار من الوجه المفتوح الفم عن آخره ،   دقات متتالية متواصلة ، تبدأ متباطئة ثم تتسارع في وتيرة منتظمة ، تتوقف لحظات ثم تستأنف بدقات أسرع وأعلى ، تتسع المسافات بين دقة وأخرى تتباطئ تتوقف . تقترب دائرة اللهب أكثرمن الفم المفتوح ، لتلج داخل الفم ، يسود الظلام ، يشق السكون دقات متواصلة وفي نفس الوقت تسقط دائرة ضوء علي اللاعب ممسكا العود المعدني في يد وقطعة من القماش المهترئ يمسح فمه المدخن وصدره العاري المبلل  وهو يدور حول نفسه في دائرة والتصفيق يرتفع ممتزجا بالدقات المتتالية المتواصلة .
المكان :
 1وصف: تتسع دائرة الضوء لتظهر مسرحا دائري الشكل .
2 وصف: في مركزه توجد آلة السكين والنار ، عبارة عن عددة إطارات متوازية مثبتة على قائم حديدي رأسي ، وفي تلك الإطارات أماكن التي تعلق فيها السكاكين وشعل النار في شكل دائري . 
3 وصف:وعلى خط محيط الدائرة يجلس الجد على مقعد دراجة في مقدمتها طبلة موصولة برباط جلدي حول عنقه  مرتديا ثياب المهرج يتحرك في أرجاء المسرح بالدراجة والدق على الطبلة ويقوم بحركات بهلوانية 
  4 وصف:وعلى نفس خط محيط الدائرة تقف الأم محاطة بأفعي ضخمة تغطي مساحة عريضة من جسدها المترهل وعدد من التعابين  ، ويوجد حبل ممدود بين نقطيتين من محيط الدائرة تقف فوقه فتاة ممشوقة القوام تؤدي حركات أكروباتية راقصة  وعلى يمين المسرح يقف شاب نحيف طويل أمامه دائرة خشبية مثبت على سطحها المسامير المدببة نصفه الأعلي عار..يتمدد على المسامير المدببة  تارة على ظهره وأخرى على بطنه.
الجميع يؤدي فقراته في وقت واحد بمصاحبة المؤثر الصوتي والمؤثرات الضوئية ،ويشتعل المسرح حركة ونشاطا يستمر لبعض الوقت ، وفجأة يسود الظلام والسكون للحظات ، ثم يضاء المسرح : 
 
الأب  : ( يتقدم إلى الأمام خطوتين ثم إلى الخلف ثم يمنا وبسارا ) موسى نبي عيسى نبي محمد نبي وكل من له نبي يصلي عليه ..شوفواياسادة.. النار ما تحرقش مؤمن .     
المتفرجون : ( في صوت واحد ) وإن حرقته ؟    
الأب : (بصوت حاد مبحوح متقطع ) يكون منصاب .    
المتفرجون : ( في صوت واحد ) وإن كان منصاب ؟    
 الأب : ( يقفز في الهواء ) يصبر على ابتلاء الله زي ما ح يصبر الشاب ده ( مشيرا إلى ابنه) على النوم على المسامير اللي كل مسمار منهم يموت عجل .    
متفرج 1 : ( ضاحكا في سخرية ) ألف سلامة على العجل ابنك .    

   الأب
: ( مشيرا إلى ابنه بالهدوء ) ما هو ابنك أو زي ابنك ( ملتفتا إلى ابنه ) يلا نام على المسامير ولو مسمار دخل في بطنه ولا في دهره ولقى رب كريم ، عوضي على الله في ابني ( مخاطبا المتفرجين ) عوضى على مين يا سادة  ؟    
المتفرجون : ( في صوت واحد) عوضك على الله في ابنك .    
الابن : ( يتمدد على المساميربظهره ) فوق الشوك مشاني زماني قاللي تعالى نروح للحب    
الابنه : ( تقف فوق بطنه راقصة ) بعد سنين قاللي ارجع تاني حتعيش فيه مجروح القلب .    
الابن : (يتمدد على المسامير ببطنه ) اللي مشيته رجعت امشيه.    
الابنه : ( تتراقص فوق ظهره  ) واللي قاسيته رجعت أقاسيه .    
الأب : ( يصفق بحماس ) برافو با بطل برافو  ..الحمد لله ربنا حماه وانقذه من أن يدخل مسمار في بطنه أو ظهره ...صفقوا له .    
متفرج 2 : ( ضاحكا في سخرية ) أنا عايز البنت الجميلة دية تقف فوق بطني .    
متفرج 3 : ( ساخرا ) وبعدين المسامير دية مش مسامير .أنتم فاكرينا مختومين على قفانا .    
الأب : ( مشيرا إليهما ) تعاليا ..أصعدا إل هنا ..أما أنت يا من تقول أنها ليست مسامير ..أنا ح أخلع مسمار بشرط توافق عليه .    
متفرج 3 : ( مستفسرا ) إيه هو الشرط ؟    
الأب : (يوجه أصبعين إلى عيني المتفرج ) أضع المسمار في عينيك فإن لم يكن مسمارا فلا خوف .    
متفرج 3 : ( منسحبا من المكان عائدا إلى الصالة ) أنا إش ضمني يمكن يكون مسمار حقيقي لا يا عم .    
الأب : ( ممسكا بكتف المتفرج 2) أما أنت فالجميلة ستقف فوق بطنك بشرط أنك تتمدد على المسامير .    
متفرج2 : ( منسحبا من المكان عائدا إلى الصالة مذعورا) وانا استفدت إيه لما تقف فوق بطني ومسمار يدخل في ضهري ..الله الغني ياعم .    
الابنة : ( تلتقط حزمة من الحبال ترفعها عاليا وتدور بها في المكان ) ودلوقت ح نقوم بتكتيف الرجل القوي بالحبال ،ونشوف يقدر يفك نفسه ولا لأ .    
الابن : ( يتناول الحبال ويدور حوله ابيه مربتا على كتفه العاري ) أنا ح اكتفك ، ولا الجن الأحمر ح يقدر يفكك من التكتيفة دية .    
الآب : ( يخطو نحوه خطوات منتظمة ) طبعا الجن الأحمر مش ح يقدر ، بس الاستعانة بالله ح أقدر أفك كل تكتيفه ، أنت ما تعرفش يا ولد ، أي عقدة مهما كانت صعبة تتحل إزاي ؟    
الابن : ( يدور حول جسم والده مقيدا بالحبال ) أيوه دا كلام بنسمعه ،وهو كلام ابن عم حديد ، ورينا إزاي ح تفك نفسك من التكتيفة المتينة دية  يا بطل ؟    
متفرج 4 : ( يقترب من المسرح ويدق بيديه على الخشب ) ها أو ..أنت متفقين على التكتيفة ، ومتفقين أزاي يحلها .    
متفرج 5 : (يقذف زجاجة مياه فارغة ) والحبال دية حبال فالسوا أي ولد صغير يقدر يقطعها .    
متفرج6 : ( يصعد المسرح مشمرا عن ساعديه ) سبيونا إحنا نكتفه وشاطر لو قدر يحلها .    
الابن : ( مضطربا ) الناس هنا في الصالة مش زي الناس اللي كنا بنعرض قدامهم في الشوارع والميادين والقهاوي .ما فيش حاجة بتعدي عليهم .    
الأب : ( أسفا ) في الشوارع والميادين أغلب الناس بيتفرجوا مجانا إنما دول دافعين تمن التذكرة ، ومتعودين يشوفوا عروض جامدة .    
الابن : ما صاحب الصالة مبسوط من عرضنا والدليل انه هو اللي عرض علينا نعرض هنا في الصالة .    
الابنة : ( بحماس ) سيبوني اطلع ألبس بدلة رقص ،وح أجننهم برقصي .    
الابن : ( غاضبا ) أتلمي يا بنت أحسن أقطع رقبتك .    
الابنة : ( تتمايل رقصا ) طاب ما انا بأرقص على الحبل ،وإيه الفرق لما أرقص على الأرض  ، وبعدين مش جايز ينبسطوا .    
الابن : ( يجذبها من زراعها محتدا ) الرقص على الحبل حاجة والرقص على الأرض حاجة تانية ..وأنت عارفة ده كويس .    
الابنه : ( تدور حول نفسها راقصة ) أهه كله رقص والسلام يا خويا     
متفرج 6 : ( ساخرا ) إيه يا بطل خايف إنك ما تعرف تتفكك من التكتيفة ؟    
الآب : ( محتدا ) تعالوا كتفوني بنفسكم وح افرجككم بعون الله إزاي ح أخرج منها .    
الابن : ( يتقدم أمام أبيه مضطربا ) أنا اللي ح  اتكتف بدلا منك ، ما تنساش اخر مرة ..أنت كبرت ما عدتش زي الأول .    
الأب : ( يبعد ابنه ) أنت ما عندكش خبرة بالطريقة اللي ح يكتفوا بيها    
الابن : ( مشيرا إلي المتفرجين ) دول شوية شباب غشيم .    
الاب : ( يربت على كتفه ) ما الخوف كله من الشباب الغشيم ... وأنت واحد منهم    
الأم : ( تتقدم محاطة بالأفاعي غاضبة ) إيه الحكاية ؟ ما يتفرجوا على العرض وهما ساكتين أحسن والله أطلق الأفاعي عليهم دية    
الأب : ( يربت على كتفها ) ما تنسيش إحنا كنا بنتعرض للحركات دية وأكتر وإحنا بنعرض في الشوارع والميادين .    
الأم : ( تمسك بالأفاعي المتدلية من حول عنقها ) كانت الشغلانه زمان بتجيب همها ..دلوقت...    
الابنة : ( تقاطعها ) والله يا جماعة أنا لو اشتغلت في الأوتيل رقاصة و..    
الابن : ( يقاطعها مهددا ) أنا مش حذرتك ما تجبيش السيرة دي تاني .    
الأب : (آسفا) الشغلانة دية بتجري في دمنا ، وياما اتعرضنا للبهدلة ، بس الفرحة والسعادة اللي بنشفها على وشوش الناس بتعوضنا على كل حاجة .    
الأم : ( تقترب بالأفاعي من المتفرجين وتقوم بنقبيل الأفاعي) الناس ما عدوش هما الناس ...كل حاجة بتتغير إحنا بس اللي واقفين محلك سر .    
الجد : (يتحرك حولهم بحركات بهلوانية ضاحكة وهو يدق على الطبلة ) خلصوا كلام ..أنا تعبت من اللف والدق على الطبلة ، أنا رايح أقعد في مكاني .    
الابن : ( يتواثب فوق المسامرية بأرجل عارية ) أنا قلتلكم نسافر بره ، غيرنا سافر وربنا فتح عليه .    
الأب : ( يجهز الحبل محتدا) سافر أنت يا أخي وبطل وجع دماغ.    
الابن : ( يشير إلى اخته ، تثب فوق كتفه راقصة ) ما ينفعش أسافر لوحدي ..إحنا فرقة واحدة    
الأب : ( يختبر متانة الحبل ) ودي الحاجة اللي مخلياني استمر في العرض ...أنا عاوز نكون كلنا ربطة واحدة في عمل واحد في مكان واحد وما نتفرقش .    
الابن : ( يمسك بيد أخته كي لا تسقط ) ربطتنا دية هي اللي ح تاخرنا وممكن تضيعنا .    
الاب : ( يربت على كتف ابنه ) ربطتنا دية هي اللي ح تقوينا وتخلينا نستمر .    
الام : ( ترفع أفعي عاليا  متقدمه نحو الصالة ) أنت ح تبدأ ولا أنزل الصالة بالأفاعي .    
الأب : ( مشيرا إلى الأفاعي الملتفة حولها ) أنت كدة ح ترعبي المتفرجين وبالأخص الأطفال والبنات    
الأم : ( تطبطب على الأفاعي ) هما جايين علشان يترعبوا ويصرخوا ويصوتوا    
الأب : بس هما جايين علشان يروقوا دمهم وأنت ناوية تنشفي دمهم .    
الأم : وأنت الصادق ...نجري دمهم ونخرجهم من حياتهم المملة .     
الأب : ساعة ولا اتنين ويرجعوا تاني لملل حياتهم .    
الأم : الدور والباقي علينا ..مين يخرجنا من الملل والقرف اللي إحنا عايشين فيه .    
الأب : ( ضاحكا ) الظاهر هم اللي بيخففوا علينا وبيخرجونا من واقعنا الممل .    
الأم : أهي أيام بنعيشها وربنا يحسن ختامنا .    
الأب : مين يصدق قاهرة الأفاعي اللي كانت كلها جمال وحيوية وضحك وفرفشة  يكون كلامها بالمرارة دية .    
الأم : ( تدور حول نفسها بالأفاعي المتدلية من حول عنقها ) كان الزمن ضاحك علينا وخادعنا كلنا .    
الابن : ( يربت على كتف أبيه ) الغراميات دية مش دلوقت يا بطل .    
الأبنة : ( تسوى خصلة شعر على جبين أمها ضاحكة) أن كنت معجبة بيه خدي منه ميعاد وتقابلوا بعد العرض .    
الأم : ( مهددة ) أتلم انت وهيه أحسن أحرمكم من العشا الليلة دية .    
الأب : ( رافعا الحبال لعلى متجها إلى المتفرجين ) أنا عاوز رجلين كالأسود يطعلوا هنا ويكتفوني بالحبال.    
متفرج 6 : (يصعد إلى المسرح مشمرا عن ساعديه) إبليس نفسه مش ح يعرف يحل الحبال من على جسمك    
متفرج 7 : ( يصعد إلى المسرح متفحيا الحبال ساخرا)وح تاخد وقت قد غيه علشان تحل نفسك يا بطل ؟!    
الأب : ( يشير إلى ساعه في يده )نفس المدة اللي ح تكتفوني فيها ويمكن أقل .    
متفرج 6 : ( مشيرا إلى صاحبه بطرف الحبل  ) خد طرف الحبل وروح بعيد ناحية الشمال وانا ح اروح ناحية اليمين ،  وشد الحبل وإحنا بنكتفه كويس ، مش عايزين ولا عضلة واحدة من جسمه تتحرك .    
الأب : ( يقف متصلبا ) بعون الله ح أفك الحبال حتى لو كتفتوني بحبال الشيطان نفسه .    
الابن : ( مقتربا من أبيه) خليهم يكتفوني أنا المرة دية وجربني .    
الأب : ( يترك يمينا ويسارا من اثر جذب الحبل ساخرا ) أنت لو اتكتفيت مش ح تعرف تفك نفسك ..أنت لسه اخضر يا ولد .    
الابن : ( متابعا لف الحبل حول جسمه )هو يعني ما حصلش معاك أنك في مرة ما عرفتش تحل الحبل ؟    
الأب : ( شاردا )مرة واحدة بس ومش ح أنساها طول عمري .    
الابن : ( متشوقا ) أحكيها لي .    
الأب : ( مشيرا إلى الرجلين المنهمكين في تكتيفه ) خليها وقت تاني .    
الابن : ( ساخرا ) دول ناويين يربطوا حتى صوابع رجليك ...( ضاحكا ) أنت مكسوف تحلكيها ولا إيه    
الأب
: ( متارجحا تحت جذب الحبل ) في مرة وانا لسة في بدايتي وتقريبا كده في سنك ، كتفتنفي مجموعة من الشباب تكتيفة موت ، ما كنتش عارف احل الحبال من على جسمي خالص لدرجة ما كنتش عارف أخد نفسي وكان ح يغمي علي .    
الابن : ( متشوقا ) وقدرت تحل الحبال ؟    
الأب : بأقولك ما كنتش قادر اخد نفسي وكان يغمى علي    
الابن : ( منزعجا ) يعني ما قدرتش تحل الحبال ..واتصرفت إزاي ؟ّ    
الأب : كل محاولاتي فشلت ..وكل الناس عيونهم على ..والرجالة اللي كتفوني بداوا يلقحوا على باكللام البذئ ويئست أني احل الحبال من على جسمي .    
الابن : ( قلقا ) وبعدين ؟! إيه اللي حصل ؟    
الاب : فجأة قرب منى رجل عجوز أول مرة أشوفه وما شفتوش بعد كدة مع اني بحثت عنه كتير .    
الابن : ( متشوقا ) المهم إيه اللي حصل ؟    
الاب : قاللي كلمتين وبعد كده مشى ...قاللي ما تفكش الحبال بجسمك فكها بروحك .    
الابن : ( متعجبا ) يعني فكها بروحك ؟!    
الأب : ( يتنفس بصعوبة ) أنا وقتها كنت مستغرب زيك ..المهم غمضت عيني للحظات وما اعرفش إيه اللي حصل لي ..بعد كده كانت الحبال مرمية على الأرض وأنا بأتحرك زي نسر حر .    
الابن : ( حائرا ) لحد  دلوقت أنا ما عرفتش فكيت نفسك من الحبال إزاي ؟!    
الأب  : أظن الرجل العجوز كان عايز يلفت انتباهي إني ما أفكرش في الحبال بالمرة ولا اهتم بيها وكأنها مش موجودة .    
الابن : ( متعجبا ) وأفكر فيه إيه وأهتم بإيه ..ما المشكلة كلها في الحبال اللي محاوطه جسمي .    
الاب : ( يتنفس بصعوبة ) فكر في روحك وخد منها المدد والقوة.    
الابن : ( مندهشا محدقا في وجهه) مالك مش عارف تاخد نفسك ؟    
الاب : ( مشيرا إلى الحبل حول عنقه ) مش .....أتنفس..    
الابن : ( مخاطبا الرجلين في غضب ) انتم بتلفوا الحبل حول رقبته ..أنتم عاوزين تكتفوه ولا تموتوه ؟!    
الأب : ( يتنفس بصعوبة ) ومع ذلك أنا ح أخرج من الحبال زي الشعرة من العجين .    
متفرج 6 : ( يربت على كتف الابن ساخرا)نستنى هنا  لما نفكوه ولا ننزل في الصالة ؟    
متفرج7 : ( ضاحكا في سخرية ) خلينا هنا بدل ما ننزل ونطلع تاني يالا يا بطل ورينا ح تحل نفسك إزاي؟    
الأب : ( يتقدم إلى منتصف المسرح ) لا ..خليكم لأني بعد ما احل الحبال ح اكتفكم بيها .    
متفرج 6 : ( منزعجا ) وتكتفنا ليه يا بطل ؟    
الأب : ( مشيرا إلى الحبال حول جسمه ) زي ما كتفتموني أكتفكم ..مش ده هو العدل ؟    
متفرج 7 : ( متجها إلى الصالة ) أنا راجع أقعد على الكرسي أحسن حد يخده .    
متفرج 6 : ( مسرعا وراء صاحبه ) خدني معاك أحسن يعملها ويكتفني .    







  الأب






:



( يسقط عليه دائرة ضوء،ويقوم بحركات جنينية تارة هادئة وأخرى عنيفة ، تصاحبها دقات تتناغم مع هدوء الحركات وعنفها ، يركع على ركبتيه ويقترب من الأرض متمددا عليها متخذا وضع الجنين متكورا حول نفسه، ثم ينبسط الجسد ببطيء وهدوء ، ينهض مرتكزا على ركبتيه واضعا رأسه بين ركبتيه ، يحرر يده اليمني ويرفعها إلى أعلى ، ثم يحرر يده اليسرى ويرفعها ، يرفع رأسه ، ينهض فجأة ، تتهاوى الحبال على الأرض، يدور حول نفسه قافزا إلى أعلى تضج الصالة بالتصفيق والصفير ويشتعل المسرح حركة ونشاطا وتؤدى كل الحركات في وقت واحد حركات بهلوانية  من الجد على الدراجة والدق على الطبلة وقيام الابنة بالرقص على الحبل الممدود والإتيان بالعاب أكروباتية ، ونوم الابن على المسمارية متخذا أوضاع شتى ودوران الأم في المكان وحول جسمها الأفاعي تتلوى .يظلم المسرح ويسود السكون والصمت ،يضاء المسرح،في مواجهة المتفرجين،آلة النار والسكاكين مسلط عليها دائرة ضوء،والجميع يحيطون بها من كل جانب تتسع دائرة الضوء لتشمل الجميع مع دقات منتظمة من الطبلة.    
الابن : ( يقترب من الآله محاولا تثبيتها في الأرض  ، مخاطبا أباه) ما كنش لها داعي ولا لها لازمة .    
الأب : ( يمسح الأطواق ) ولكنها موجودة على المسرح .    
الابن : ( يربت عليها بيده ) كفاية أنها موجودة على المسرح ويتفرجوا عليها .    
الاب : ( مشيرا إلى الآله ) طالما موجودة على المسرح ، فلابد يكون لها دور ،ولابد إنها تؤديه ، المسرح اللي إحنا واقفين عليه ده زي الحياة ، كل واحد له دور ولابد يقوم بيه .    
الابن : ولو واحد ما لوش دور ؟    
الاب : يدور له على دور ، طالما لك مكان او أخدت مكان لابد تشغله بالحركة والكلام ..تخيل لو أنت واقف هنا قدام المتفرجين لا بتتحرك ولا بتتكلم ؟    
الابن : ح اكون زي المسامرية دية أو آلة النار والسكين .    
الاب : حتى الألآت دية لها دور وبتتحرك وبتتكلم .    
الابن : ومين اللي بيحدد الدور ؟    
الاب : وجودك هواللي بيحدده .    
الاين : ولا الدور هو اللي بيحدد وجودي .    
الاب : هنا على المسرح ولا في الحياة ؟    
الابن : أنت مش قلت أن المسرح اللي إحنا واقفين عليه زي الحياة .    
الاب : هما شيء واحد .    
الابن : على كده فالدور هو اللي بيحدد الوجود ،فلو ما كانش ليا دور أقوم بيه فأنا مش موجود أصلا .ولكن مين الليي بيحدد الأدوار ؟    
الآب : ( مشيرا إلى المتفرجين ) دول اللي بيحدد الأدوار .    
الابن : ( متعجبا ) دول مجرد متفرجين مش أكتر.    
الاب : لا ، دول مراقبين على الأدوار اللي هم حدودها لنا ، وإحنا واقفنا علي تأديتها .    
الابن : والدليل ؟    
الأب : إنهم ممكن يمنعونا من تأدية أدوارنا ، أو يطلبوا نغيرها ونبدلها ، وممكن يطلعوا هنا ويشتركوا معانا زي ما حصل ، وممكن يحصل أكتر من كده .    
الابن : ( مبتسما في سخرية ) إيه اللي ممكن يحصل أكتر من كده ؟    
الاب : ( ضاحكا ) إنهم يطلعوا هنا على المسرح وإحنا ننزل في الصالة ونقعد مكانهم .    
الابن : ( مندهشا )  متفرجين؟!!    
الاب : لا ، مراقبين زي ما قلتلك ...( مشيرا إلى آلة السكين والنار ) ثبت الآلة كويس أحسن أنا ملاحظ إنها بتتهز .    
الابن : ( يثبت الآلة مشيرا إليه ) مش ح أعلق السكاكين في الإطارات .    
الاب : ( مندهشا ) وشعل النار ؟    
الابن : ( مبتعدا عن الآلة ) ولا شعل النار ..أنا ملاحظ أنك مرهق الليلة دية .    
 الأب : ( متعجبا) وأنا لما أمر من الاطارات وما فيهاش سكاكين ولا نار فين الخطورة هنا يا بني ؟    
  الابن : وإيه لازمة الخطورة هنا ؟  لما يكون في الإطارات سكاكين وشعل نار المتفرجين ح يستفيدوا إيه    

 الأب
: يا بني اللعبة اصلها كدة ..نظامها كدة ..وبعدين هو أنت فاكر أنا بمفردي اللي بأمر من بين السكاكين والنار ؟ ( مشيرا إلى الصالة ) دول كل الموجودين هنا بيمروا معايا . دا يمكن كل واحد منهم بيحس بوخز السكين ولهيب النار أكتر مني ...بدليل اللي بيغمض عينيه وانا بأمر واللي بتصرخ واللي بتصوت واللي بيغمي عليها .    
الابن : ( يربت على كتفه )نعدي المرة دي من غير سكاكين ولا نار ...يالا أتوكل على الله وسمي الله .    
الأب : ( يتراجع خطوات إلى الوراء ويبدأ في الاندفاع نحو الآلة ) بسم الله اتوكلت على الله .    
المتفرجون : ( في صوت واحد ) السكاكين ....السكاكين .    
الأب : ( يتوقف مشيرا إلى المتفرجين بوضع السكاكين) علق السكاكين في الإطارات يا بني .    
الابن : ( يضع أصبعيه في أذنيه)ولا كأننا سمعناهم عدي من الإطارات وهي كده هما يعني ح يعملوا إيه     
الأب : ( ساخرا ) هم مش يعملوا حاجة ..لو سمعت كلامك وما سألناش فيهم .. بس ده كأنه انتحار لنا قبل ما يكون خداع لهم .    
الابن : ( يخرج السكاكين من صندوق خشبي بجوار الآله ويعلقها في الإطارات) يارب يعجبهم بعد كدة    
الأب : ( يتراجع خطوات إلى الوراء ويبدأ في الاندفاع نحو الآلة ) بسم الله توكلت على الله .    
المتفرجون : ( في صوت واحد ) النار ...النار ..    
الأب : ( يتوقف مشيرا إلى المتفرجين بإشعال النار ) أشعل النار في الإطارات يابني .    
الابن : ( يشعل في الأماكن المثبتة في الإطارات ) سكاكين ونار في وقت واحد وانت تعبان وفي الحالة دية ؟!    
الأب : ( يجلس على الأرض ويسعل ) قل لهم يقدموا نمرهم لحد ما أخد نفسي ..وبعد كدة ح أمر من بين السكاكين والنار .    
الجد : ( يتجه إليه راكبا الدراجة ويدور حوله )إزاي ح تعمل الفقرة دية وأنت تعبان بالشكل ده  ..أنت عارف ايه اللي ممكن يحصل ؟    
الأم : ( تعاتب ابنها ) أنت مين اللي قالك تعلق السكاكين وكمان النار !    
الأب : ( مشيرا إلى صدره العاري ) أنا اللي قلتله يعمل كده ...وكل واحد عنده كلمه يلمها .    
الجد : إحنا بطلنا السكاكين والنار دية من زمان ، وكفاية انك تمر من بين الإطارات ..أشمعنى المرة دية علقت السكاكين وولعت النار .    
الأب : ( مشيرا إلى الصالة محتدا) أنت ما سمعتمش بيطلبوها ..وبعدين ما طول عمري بأمر من بين السكاكين والنار و ..    
الأم : ( مقاطعة ) إنت وزنك زاد وكبرت ( مشيرة إلى المتفرجين ) ومش معنى إنهم طلبوها تقوم على طول تقدمها ، هو من قلة فقرات العرض ؟    
الابن : ( يخلع قميصه ويتقافز عدة قفزات ) أنا اللي ح اقوم بتقديم الفقرة دية ..على الأقل أنا أخف وأنحف منك .    
الأبنة : ( تدور حول نفسها راقصة ) أنا أكتر ليونة وإنسيابية منك وممكن أمر من بين السكين والنار زي العصفورة .    
الابن : ( يلوح لها بيده ساخرا ) إنت غايتك ترقصي على الحبل .    
الابنة : ( ساخرة ) اسم الله عليك أنت اللي بتنطط على المسمارية .    
متفرج 8 : ( يصعد على المسرح ) أنتم بتتعزموا على إيه يا جماعة ؟    
متفرج 9 : ( يصعد على المسرح ) لو عاوزين إي حاجة إحنا في الخدمة .    
الأم : ( تحاول أن تلقي إليهما بالأفاعي والتعابين ) خدوا شيلوا عني الأفاعي والتعابين .    
متفرج 8 : ( يسرع بالنزول إلى الصالة ) لا يا ست الكل...  إلا الأفاعي والتعابين .    
متفرج 9 : ( يسرع بالنزول مذعورا) أنا طول عمري متعقد من التعابين تقوللي شليهم !    
الابن : ( مشيرا إلى الآلة مندهشا ) أنا ما عدتش شايف الفتحة اللي أنت ح تنط منها ..    
الابنة : ( تحدق في الآلة ) أنا مش شايفة غير ساكيين ونار مشتعلة .     
الأب : ( ساخرا ) وأنت وأخوك كنتوا عاوزين تنطوا فيها    
الابن : ( يربت على يده ) أنا كنت عارف أنك مش ح توافق .    
الابنة : ( تقبل يده ) ما إحنا خايفيين عليك .    
الأب : ( يقف على موازاة الآلة مشيراإليها بيده ) أدعو لي إن ربنا يوفقني وأمر سليما ما بين السكين والنار .    
الجميع : ( في صوت واحد مشجعين بالتصفيق الحاد ) ربنا معاك ويعينك يا بطل    
الأب : ( يتراجع خطوات ثم يعدو نحو الآلة قافزا من خلالها ) بسم الله ...توكلت على الله .    
الابن : ( يعانقه متفحصا جسده  بعدما قفز من خلال الآله) ولا خدش من السكاكين ، ولا لسعة نارحتى ريحة دخان .    
الآب : ( يجفف عرقه ويربت على كتفه ) علشان ما مرتش بجسمي على السكاكين والنار يا غشيم ..أنت نسيت كلام الرجل العجوز ..أنا مريت بروحي الأول وبعد كدة بجسمي .بالظبط زي حكاية الحبل    
الابن : ( يشد على يده ) وإن كنت مش مقتنع بكلام الجسم والروح ده ( مشيرا إلى الصالة متعجبا ) شوف الناس في الصالة كلهم واقفين وبيصقفوا ويصفروا حتى الأطفال ..دول عاوزين يطلعوا  هنا على المسرح !    
الابنة : ( تحتضنه مقبله يده مشيرة إلى عدد من المتفرجين يصعدون إلى المسرح) الظاهر كل اللي في الصالة عاوز يطلع على المسرح .    
الآم : ( متعجبة ) إيه الحكاية ..أوعى يكونوا طالعين علشان يضربونا ولا حاجة ...كل ده علشان مريت من آلة السكين والنار .    
الجد ( يتلقى التهنئات من المتفرجين على المسرح ) كأنهم أول مرة يشوفوا واحد يمر من بين السكيين والنار    
الابنة ( تصافح الآطفال الذين احاطوا بها ) إحنا ما عدش لنا مكان على المسرح ..الظاهر كل المتفرجين طلعوا هنا .    
الأب ( محاط بالمعجبين ) المفروض أحنا ننزل في الصالة وهم يفضلوا على المسرح .    
الابن ( يشق الزحام حوله مندهشا ) عمرها ما حصلت أن المتفرجين يطلعوا على المسرح وإحنا ننزل في الصالة !    
الأب ( يشير إليهم  متجها إلى الصالة وهم يتبعونه) هم اللي أصروا على لعبة السكين والنار ولولاهم ما نجحتٌ في المرور  من بين السكين  والنار ، هما الأبطال والمفروض أننا نحيهم ...وفي نهاية كل عرض يكونوا على المسرح وإحنا نكون مكانهم في الصالة .    
الابن ( مصفقا مع بقية اعضاء الفرقة ) والستارة موقفها إيه يا بطل مش تنزل برضه ؟    
الأب (محتضنا أعضاء الفرقة ) هو إحنا رفعنا ستارة قبل كدة علشان ننزلها !!العرض مستمر ومش ح يتوقف  ..لأنه جزء من الحياة .    
الابن ( يربت على كتفه مقبلا جبينه ) دا هو الحياة با بطل .


ختـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــام المشــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهد  
  

0 التعليقات:

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption