قـــراءة في كتـاب " جماليات المسرح ومروريات الفن و الأدب والسياسة " تأليف د. عقيـل مهدي
مجلة الفنون المسرحية
فلاح المــرسومي - الزمان
في قراءتنا للمنجز الجديد للقامة الفنية والأدبية والمسرحية الدكتور عقيل مهدي بكتابه الموسوم ” جماليـــات المســــرح ومــروريات : الفـــن والأدب والســــياســـة ” لمسنا فيه سعي وجهد كبيرين في ما قدمه من جمال في الأدب وفي الفــن بانواعه وفي المســـرح وكل ما يرتبط به من جمال يعشقه الجمهور ويمتعــه عروضاً وأداء حيث امتزاج الأداب والفنــــون وتــآلفهــا نظرياً وتطبيقيـــاً بمادتها الواقعيــــة والخيـــاليـــة ، بلغــة تختزل خبرات أدبيـــة وجمــاليـــة متفتحــــة على مراحـــل ممهـــدة للجــدّة والابتكار بوسائل وطرائـــق منهجيـــة منســجمــة مـــع تصّدر شكــلي لمــادة الخطــاب الفنــي والأدبــي مؤطرة بكيان كلي موحد ومتكاملة بسبب كون الأدب والعنف باتت متشابكة في مقارباتها لفروضها وما تدخله وتدخرّه من أخيلة وصور فنية وانفعالات عاطفية وافكار وايحاءات افتراضية جمالية على المسرح حيث تتفاعل لغة النص الدرامي مع لغة العرض سواء البصرية والسمعية والحركيــة بطرائق تسلسل مشاهد العرض المسرحي أو تبعاً لرؤية المؤلف أو في النص الدرامي ولما يستأنفـــه المخــرج بحسب اتجاهه الابداعي وبرؤية فنية وتأويلية مبتكــرة مستحبة لمتطلبات العمر الفكري ، والجمالية المتواصلة مع نظريات الحداثة والتجريب باستقصاء فني وأدبي وابداعي مشترك . وفي المبحث الأول من الفصل الأول تطرق فيه عن المنظومة الدرامية ( التراجيديا والكوميديا ) وكذلك عن الرؤى الاخراجيــة ( النص الدرامي ) ومن هو المبدع مسرحياً وأدبياً حيث توفرها تركيزاً على الكفاءة والموهبة والتفرد وعلاقة كل منهما مع البعد الاجتماعي الثقافي الخاص والعام بشرط ان لا تتحول الى صراع المخرج مع المؤلف وان لا يعني ذلك التخلي عن الفردية الحرة في الخلـــق والابـــداع وجاء المؤلف في هذا المجال على دور المصطلح اللساني ، المصطلح أدبياً وفنياً ، ودور الترجمة ايضا ً ثم ينتقل في المبحث هذا عن مقاربته الاخراجية في موضوعة ( البيئة .. ومسرحية الرؤى السردية ) حين أخرج مسرحية ( الحسين كما نراه ) بمنظور شامل تتقابل فيه مواهب الخير والشر في عصر التكنولوجيا والرقميات والحروب والعولمة ومحارقها الاجرامية وكذا الحال برؤية مسرحية ( الحسين الآن ) و في مسرحيته الأخرى ( الحسين في غربته ) لنرى الاسقاطات العقائدية والسياسية التي باتت ” كما يصفها ” وقوداً لديمومــة النفعيــة.
عرض مسرحية
وتطرق الدكتور عقيل مهدي لمقالات كتبت عنه حين عرض مسرحياته هذه ، مقال الكاتب حسب الله يحيى وكان بعنوان : ” الحسين (ع ) الشمس الأزلية ” وكذلك في مقال للكاتب كافي لازم ” الحسين كما نراه ” ومقالات أخرى منها للكاتب ياسين ياس عن المخرج عقيل ومقال آخر بقلم عبد العليم البناء كان بعنوان ” د. عقيل يترجـــم فـــن التمثيـــل ” وفي المبحث الأول من الفصل الأول جاء الدكتور عقيل مهدي على رواد المسرح وتلامذتهم قراءة في ” صفحات من كتاب المسرح العراقي ” ولم ينسَ أحد منهم ، ومنهم من عاش وعمل أغلب أعماله خارج العراق منذ عقد الستينات وفي العراق بين وقت وآخر على وفق الظرف السياسي الذي يستطيعون ان يقدموا فيه أعمالهم بمختلف مجالات ابداعاتهم الفنية والأدبية والمسرحية ومنهم مؤرشف المسرح العراقي أحمد فياض المفرجي كموثق للمسرح العراقي واشار اليه الدكتور عقيل برجوعه الى كتاب أصدره الكاتب أ.د علي الربيعي بهذا العنوان و بمجلدين .
العــــروض المســـرحيــــة
وفي المبحث الثاني من الفصل الأول ينتقل المؤلف الى العروض المسرحية منها ” تقاسيم على حياة منتهكة ” للمخرج جواد الأسدي ، ومسرحية ” أنا وجهي و ( الأقنعـــة ) ” إخراج عواطف نعيـــم ، ومسرحية ” الراديو والصورة السالبة لواقع مــرّ ” للمؤلف ” كين تسارو” ومن اخراج محمد حسين حبيب وعن ” ثيمـــة ( الشهادة ) في مسرحية ” حرب لعشر دقائق ” للمخرج ابراهيم حنون ومسرحية ” بلاك بوكس ” للمخرج ماجد درندش ، ومسرحية ” خلاف ” من تأليف وإخراج مهند هادي ، وعن ” انتهاكات ( معاذ عكاب ) الشهداء رفعة وطنية مقدسة ” من تأليف عكاب مجدي واخراج معاذ عكاب ، لفرقة ( المنتدى المسرحي الجاد ) الفلوجة ومسرحية ( المجرشــة ) بين ” الثقافة ” و ” السلطة ” سيناريو وتأليف عاصم جهاد واخراج كاظم نصار وعلى نص آخر من تأليف سعدي عوض الزيدي بعنوان ” الشجرة المستوحدة ” وعلى نص ” مسرحية النظيــر ” من تأليف سعدي عوض الزيدي وكانه يحكي فيها عن الوطن الذي تناوشته ذئاب مسعورة ، وعن ” بوروتورية ” جماليات ابراهيم جـــلال قال عنها المؤلف د. عقيل بأنها قد شكلت دراسة لفن السينما في ايطاليا ( 1951-1955 ) وفيها كشف السر عن غنى كبير وراء مخيلته الغنية ووفرتها واستيعابها لتقنيات عدّة في التعامل مع الفراغ والزمن والكتل والقـــوى ويقول عنه بأنه قد استكمل شروط علوم المسرح بعد أن درسها في أمريكا ( 1958- 1963) وعلى أيادي اساتذة موسوعين أكفاء في الجوانب النظرية والتطبيقية ومنهم الدكتور ( رايــــخ ) المتفلسف في المسرح وان مصادره هم عباقرة الفن مثل ( بيكاسو وراينهارت وجولنلك ) الذين أدخلوا مفهومات جديدة على الشكل الفني ويزيد في القول عن ابراهيم جلال بأنه قد تعلم في ما يخص موضوعه من الاستاذ ( ماكــو ) مؤلف الكتاب الشهير ” الفن اعتقـــاد ” ومن جاء عليهم الدكتور عقيل في نهاية بحثه هذا ( سعدون العبيدي ) رجل المسرح الفنان الشامل كما يصفه لتمتعه بقدرات ابداعية ومواهب فنية مترابطة ومتكاملة في الجنس الدرامي وانواعه وفي الاخراج ومذاهبه والتمثيل ببعد عراقي وعربي وعالمي وترأس فرقاً في بغداد والكويت وتمرسه في معاهدة لندن وجامعة البرتا وجمعية الممثلين في انكلترا وأخرى وترأس دائرة السينما والمسرح (2004-2005 ) وفيها ايضا برزت مواهبه التشكيلية ، وأخيراً على الفنانة أزادوهي صموئيل ” أزادوهي .. وأدوار الأمومة في المسرح ” واستجابتها من صغرها لنداء الفنان الكبير يوسف العاني في فرقته المسرح الحديث للتمثيل ، لتمثل دوراً في مسرحية ” ست دراهم ” وهي من تأليفه حيث كانت طالبة في المتوسطة ولبست العباءة ومثلت دور الأم وقماش ملفوف في يديها كأنها تحمل طفلاً ، كما وان لها أدوار متميزة في مسرحيات عدة ، وقد تسامى نجمها في اخراج قاسم محمد ( لغات الأمهــــات ) وكأنه يختزل من خلالها مكابدات النسوة وهنَّ يفقدن الأبنــاء في ( حــــروب ) وحشـــية مــدمــرة . أما في المبحث الثاني من الفصل الثاني فقد تناول فيه رواية ” النخلة والجيــران “مسرحياً ليشير فيه الى إبداع كاتبها المؤلف غائب طعمه فرمان الذي خص ابيه في اهدائه للرواية بعبارة الى ( ذكــرى أبـــي ) وكان سرده منطلقاً من شخصيات ووقائع اجتماعية وبنيـــة عمــرانيــة وشخوصها عاشها وخبرها في محلته التي عاش فيها ببغداد محلة ( الصدرية ) وسواها ليتداخل في الرواية الفرح والحزن ليتعامل مع ذلك المخرج ( قاسم محمد ) آخذاً البعد الخاص في جنس النص الأدبي ونوعه ليتحول النص أما الجمهور بنية عرض شخصية بوضوح أمامهم بتعالق فني في اتساق تدمج الروائي بالمسرحي بطريقة رائدة ومبتكرة وجديدة على الذائقة الفنية العراقيــــة وعلى تاريخها المسرحي في بنيتها للحداثة والمعاصرة بأبعـــاد آنيـــة وقد نجح المخرج في حل المدونة السردية لفرقة المسرح الفني الحديث الى مدونة عرض مسرحي – درامي بتقنيات نوعية من المرئي والمسموع باداء ادوارها بروعة النجوم ( ناهده الرماح ، سليمه خضير ، خليل شوقي ، يوسف العاني ، فاضل خليل ، عبد الجبار عباس ، مقداد عبد الرضا ، فاضل السوداني ) وقد اشار الى بروز فاروق فياض فيها كممثل قدير ، كما وجاء الدكتور عقيل في هذا المبحث ايضاً على روايات أخرى منها رواية ” أولاد حمدان ” ملخصاً سرديات الرواية في حبكها الروائي ( راســم عبد القادر ) وهو يعيد بناء سير شخصياته وما خبروه من أحداث ووقائع بمنظوره الروائي وتميّزه في آليــة السرد وابتكاره الاشكال في تتابعها وتزامنها في نص ايقاعها والتواصل مع المجتمع العراقي منذ الاستهلال حتى تصاعد الذروة والحل لما اشترعه خياله الابداعي في السرد لمدونته النصية بلغة تؤطرها الأزمنة والأمكنة
، وعن رواية ” الآنســـة ” لمؤلفها الروائي صادق الجمل ليقول عنها وكما قالها الجمل أيضاً انها ( رواية ممســــرحة ) وان االقاص مؤمناً وبنسمة ( شكسبيرية ) في مقولة أن ( الحياة مسرح نعيشـــه ) ويوحي في روايته بضرورة الاهتداء الى حلول عقلانية من خلال مسرحة سردية منوهاً بأن الأوان قد آن لإيقاف المهازل المأساوية التي تؤدي بأصحاب الحكاية لتهديد مجتمع بأكمله ، لقد وصف دكتور عقيل مهدي الروائي صادق الجمل بأنه استطاع الوصول الى مقترح تأويلي جديد بنظام تحفيزي لتزاوج الفنون الأدبية في السرد والدراما والمشاركة في صنع خطاب أدبي مغــاير .
نصوص نقدية عن الســرد
يوضح المؤلف الدكتور عقيل التباين الذي يحصل بين الكتاب والنقاد في تناولهم لبعض النصوص أو الأعمال المسرحية حيث كل يأخذ بذلك على وفق منظوره وينقسم الجمهور والمتلقي على وفق ذلك وفي هذا نوع من أنواع تأجيج الصراع بين القاصد والمقصود مثل ما أشار الى الاشكالية في النقد الذي حصل حين دراسة كتاب ” الزنج ثورة وقائد ” حيث كانت الدراسة للكاتب علاء الوردي وجاء باربع حلقات تحت عنوان ” اشكالية الحر والعبد في التاريخ الاسلامي ” لتبقى تدور معضلة ( الزنج ) لحد يومنا هذا وكأنها امتداد لما تم تصنيفه تاريخياً لتكون مشكلة مستدامة وعلى وجه الخصوص في التعامل معها سلباً وإيجاباً كلما أعيد انتاجها في الأدب والدراما مثل ” بؤرة الزنج ” التي كتب نصها الشعري الدرامي ( معين بيسو ) وقام باخراجها مسرحياً سامي عبد الحميد أو كما قدمت نثري تحت عنوان ” إنهض أيها القرامطي هذا يومك ” ألفها طارق عبد الواحد وأخرجها ليث الأسدي وهذا قد أثار الكثير من أصوات الشجب الآيديولوجي الرسمي بوصفها ثورة شعوبية متمردة على القيم ، هناك من قيّم هذه الحركة بالبعد العرقي ومن متطلبات ( شوفينية ) متعالية واصفيهم بأنهم من عرق متدني وفي جانب آخر كان النظر اليها إنساني وديني وسياسي في حين طعن ( الطبري ) المؤرخ القديم بالثورة وقائدها صاحب الزنج علي بن محمد الثوري الذي قاد مجموعته في البصرة في القرن الثالث الهجري مزلزلاً بها الكيان العباسي كما وان الكثير ممن دافع عن الزنوج باعتبار أن ملوكهم كانوا أفارقة مسلمين . وفي الجانب المنهجي والمتزن كتب عنهم الدكتور الوردي في كتابه ” الدين والعرق ” باستشهادات انسانية رائعة بعيدة عن اللون والقومية
فنــون تشكيليــة
لقد جاء المؤلف في المبحث الأول من الفصل الثالث من كتابه هذا على الفنون التشكيلية بدءً بالكاتبة والمهندسة المعمارية ميسون الدملوجي عن ( منحوتات بغداد ) وانه رحلة في الحضارات الأولى حتى مشارف العصر الرقمي في الفن والسياسة ثم جاء على قراءات في الفن والتصميم عبركتاب ” مقاربة نقدية – جمالية ” للدكتور معتزعناد مشيراً الى أن المصمم باستطاعته تحويل وقائع الحياة اليومية الى تشكيل فني معرفي متفاعلاً مع العلمي – التقني ومتواصلاً مع طابع وجداني – انفعالي مع المتلقين بابتكار وتواصل فعّال مع البيئة ( المحيط ) ثم انتقل الى اللون في الفن التشكيلي ( أدوارد مانيه ) الذي قام بخلق الطرائق المألوفة في تناول موضوعات الفن بالدمج بين الالوان من الباستيل مع الوان زيتية وباسلوب انطباعي كما كان يفعل البعض الآخر من الشكيليين ، وعن معرض الفنان ( صلاح القصب ) حيث يؤكد صلاح في معرضه التشكيلي بدلالة العنوان على بروتيريت الشخصية واللوحات تتماهى مع مواقف سينوغرافية العرض المسرحي بما تثيره من الكثير من الاسئلة ، كما وان الدكتور عقيل لم ينسى الراحلون حيث جاء على المخرج بلاسم محمد وخطابه الفني السميولوجي ، عمانؤيل رسام .. من الاتباعية الى الابداعية ، حيث كان اسمه المشفّر تلفزيونياً يكتب ( ع ن رسام ) وكان يخاطب جمهوره برصانة من تمثيليات السهرة والمسلسلات التلفزيونية وهي التي اتخذت مساراً فنياً مغايراً من حيث جودة موضعاته وشخوصها واحداثها وعلى مستوى الحرفة الابداعية في ما يخص ( السيناريو والحوار ) وثقافة الكاتب الدرامي وتجربة المخرج وحذافة مدير التصوير وفنية المونتير . وجاء المؤلف في كتابه على ابراهيم الخياط الثقافة الجديدة – والواقع تناول في سلوكه المهذب ومعتقداته وتجذره بثقة عالية بالمستقبل الحر تعلي من الهوية الوطنية المترفعة على المرجعيات العرقية والدينية وفي المبحث الثاني من الفصل الثالث جاء على ( السينما والتلفزيون ) متناولاً فيه ” السينما الفرنسية .. دفاتر جديدة في أمواج إخراجية ” وارتحال الناقد السينمائي المثقف والمثابر ( ناجح حسن ) في فضاءات ” الصــورة ” وتنوع نماذجها الابداعية في التجربة السينمائية ( الفرنســـية ) وقد كان له دور الرصد في ما أنجزته هذه السينما ، كما وكتب عن الفنانة فوزيه الشندي .. من نافذة الحياة سيناريوهات للتلفزيون واشاد بخبرتها العريقة في تفهّم اصول الدراما واساليب التمثيل والبعد الصوتي والالقاء الفصيح في نسيج الشعر أو النثر منذ أن كانت طالبة في معهد الفنون الجميلة فهي موهوبة وتصدرت قائمة الممثلات بلعب دور البطولة وبروح خلاقة متكاملة وكذا في مجال التدريس في جامعة اليرموك في الاردن قسم المسرح . وفي المبحث الأول من الفصل الرابع تناول دكتور عقيل ” الحوارات النقدية ” معه في الإعلام المرئي أو في منشورات وسائل الإعلام الأخرى فقد جاء على الحوار الذي أجراه معه الفنان سعدون هليل واختار له عنوان ” العالم كله مسرح ” ليسمو وليؤكد فيه أنه بالفن يستعاد بناء الخبرة البشرية ، وحوار مع النبأ / علي حسين عبيد ، ليوضح فيه كيف أن المسرح جامعة مفتوحة للشعوب الحضارية ، وحواره مع عبد العليم عن لجنة التحكيم وقضية الريادة وعن الهيئة العربية للمسرح وما يمكننا تأشيره من حقائق في عمل الهيئة وعطائها ، وعن حواره مع / حسن جوان فقد جاء عن الثنائيات التي أنبتت عليها بعض أعمال دكتور عقيل وجلبت انتباهه وانعكاساتها على أعماله المسرحية ومعالجاتها ، وفي البحث الثاني من الفصل الرابع كتب عن عضويته في اللجان المسرحية ومنها عضويته في اللجنة العليا في مهرجان بغداد للمسرح العربي في 12/12/1989 وعن الكثير من جوائز تكريمه من قبل مؤسسات رسمية أعلامية بالخصوص وتكريم وزير الثقافة في اتحاد الأدباء وفي مهرجان مسرح بغداد الدولي الثاني وفي المهرجان المسرحي الأول في الأنبار والذي كان باسم ” د. عقيل مهدي الفنان المسرحي وهويته الاجتماعية ” ، ومهرجان مسرح الصوامت بين بعقوبة والسليمانية ومنظمات تربوية وتعليمية وانسانية في مختلف شؤون الحياة ولمختلف الأجناس لحياة سعيدة من خلال تبيان صدق وجمال وحلاوة ما تكون عليه العلاقة بين الفنان وجمهوره وقيل عنه في مقال كافي لازم بأن دكتور عقيل يتميز بمقاربته بين التجارب العالمية والمحلية وذو منهج واضـــح ، كما وكتب عنه وعن أعماله ومنها بالذات ما كتبه عبد الوهاب الحمادي في نصه المسرحي بعنوان “علي الوردي .. وغريمه ” الذي عرض على المسرح الوطني وقد وثق سيرته في كتابة علي حمدان ليشير فيها الى الكثير من الرسائل والاطروحات للطلبة لنيل شهاداتهم العالية في الماجستير والدكتوراه كان عضوا أو مشرفاً أو رئيساً فيها كما جاء على مقالات قصيرة هي بمثابة وجهة نظركما سماها دكتور عقيل وتناول فيها موضوعات كانت بعناوين ( منصة الفكــر ، من ينتخب من ، أصناف البشر بين مأساة وملهاة ، الصادق والمنافق وأخيراً النقد المسرحي ضد الإرهـــاب ) وعن مقدمات كتبه واصداراته التي كتبت بأقلام ( دكتــور محمد اسماعيل ودكتور رياض ستراك والمؤلفة خلود يوسف عبود ) كما وأن قد وثق بكل فخر في ختام كتابه هذا ما خصه به الباحث والمؤرخ صديقه شفيق المهدي من كلمات الاهداء النبيلة والتي كتبها بخط يده في الصفحات الاول لمجلداته الخمسة التي أنجزها بأصالة بحثية رصينة مستذكرا سيرته العطرة بكل حزن وألم داعيا له الله بالرحمة والسكن في الجنة الفردوس الأعلى.
الخلاصـــة .. في ما جاء عليه المؤلف الدكتور عقيل مهدي في كتابه هذا هو أن ” المعرفة الفنية ” بشبكاتها التكاملية في فنون التشكيل والسينما والتلفزيون مع مروريات الآداب ومشكلاتها النظرية والمنهجية بما يتيح لشفراتها الجمالية التوفر على خصائص العصر وسماته التي يتصدر خطابها ( المبدعــــــون ) من فنانين وأدباء وبما يستلهمونه من احتكاك مع ظروف الحياة المعاشــة في الفنون المتنوعة الأدبية والنقدية منها المألوفة والمتغيرة لابتكار رحاب تصبح فيه اللغة شاخصة وممسرحة بكينونات بشرية تلعب أدواراً خلاقة ومؤثرة لتعيش حيواتها المتخيلة ببعدٍ مرئي ومسموع أمام الجمهور المتفاعل معها .
الكتاب ب ( 316 ) صفحة ومن منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتّــــاب في العـــــراق.
0 التعليقات:
إرسال تعليق