أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الأحد، 11 يونيو 2023

مسرحية " نكران " تأليف مريم علي

مجلة الفنون المسرحية 
الكاتبة مريم علي 

مسرحية " نكران  " تأليف مريم علي 

تفتح الستار ( ضوء خافت  ترافقه موسيقى حزينه  .. تسليط الضوء على المكان .. غرفة صغيرة يدخلها البرد من كل مكان..نافذتها تطل على الشارع المزدحم ليل نهار ..اثاثها رث قديم يظهر  فقط ذلك السرير المتهالك مرآة اسود زجاجها من ألم السنين 
(موسيقى حزينة هادئة ترافق البطلة )
ملاك  :(تسليط الضوء عليها   وهي جالسة على كرسي قديم تقرأ ..تضع الكتاب جانبا و من ثم تبدأ تحدث نفسها.).
        (ترتفع الموسيقى قليلا قبل بدأها           بالكلام)..آه آه جميلة واثقة بنفسك  تحاربين كل من وقف امام حلمك  ترفضين قيودهم  و أوامرهم  لم تكوني يوما  على مرامهم لكنك بذلك تخسرين و الى اين تصلين  بالعناد...ظل حلمك الذي حاولت جاهدة تحقيقه مخزن بادراج عقلك
ضوضاء  مزعجة جدآ في الشارع ) (ماي ارو/خبز يابس/عتيق للبيع/ وبالرواق صوت بائع فلافل يعلو صوته فوق كل الاصوات)  (لفات فلافل تاكل منها تبعدك عن المشاكل)
تعلو الاصوات رويدا رويدا
(تقوم منزعجة)ووه...آووه ...كل يوم اصحو على هذا الضجيج ونشاز الاصوات يكاد يخرق طبلة اذني
 ...انظري ماذا فعلت بنفسك ..صرتي يتيمة بلا يتم  تتذمرين  كثيرا  دائمة الشكوى من حالك ووضعك  ولكنك لا تعطين للاخرين فرصة للشفقة عليك
(تبدأ اصوات الضوضاء بالانخفاض )
(يرتفع صوت الموسيقى) 
( تصمت قليلا  موسيقى هادئة حزينة..)اه..لحظي العاثر حتى من تمنيته صار بعيد المنال .. عقلي دائما في  صراع  مع قلبي بين رفضه او قبوله.
 أحببته لانه خيل لي بأنه هاديء ورومانسي ..وما شدني اليه اكثر هو وسامته.انيق بلبسه جذاب  بطبعه يغريك بصوته..
 إبن الجيران   ...محطم قلوب العذارى(هههههههه)
هذا ما اطلقن عليه بنات الجيران.. عيناه قصة عشق    ... ...  يحاول قلبي دائما التحدث اليه اختلق الأعذار لألقي عليه .التحية..توددت له كثيرا صار حبي له اكبر احس بميلي نحوه بادلني المشاعر  اوهمني بحبه استمرت علاقة الحب السرية سنين ونحن نلتقي خلسة عن اعين الناس ..نتوارى عن الانظار  خوفا منهم على قصتنا.  اه ..ما اغبى قلبي لقد صدقت كل كلامه انجرفت لبحره غصت باعماق الحب المزيف ..كنت الاحظ بعض الامور الغريبة لكن قلبي يحاول عدم تصديقها اعطيته كل شي وهبته روحي وعقلي وقلبي و....(جسدي) تغير شيئا فشيئا انتقاد لاذع؛   شجار على اقل الاسباب تفاهة ؛.تصدر أوامر دون الاخذ بعين الاعتبار؛ ان اقبل ام لا..الى ان اتى ذلك اليوم الذي انفجرت به كل مشاعر البغض الدفينة نحوي...
 صباح الخير .....اراك مستعجلا ما الامر...
جراح: (  بنبرة  تعالي)صباح الخير  ..يا ملاك (منشغل عنها يتعطر ويمشط شعره ويرتب هندامه)
 وما بك  هكذا...
: لا شيء فقط لاني متوتر بعض الشيء و سيطول الحديث بيننا لست متفرغ للاحاديث الجانبية  ..تعرفين اليوم هو حفل تخرجي لذا انا منهمك بترتيب نفسي لاستقبل هذا الحدث بكامل أناقتي . 
ملاك: (مستغربة) يوم تخرجك!!
جراح: بلى ..!و لانك لم تكملي دراستك لذا فإن ذلك الشعور غريب عليك!.... اذهبي الآن ونكمل حديثنا فيما بعد...
انت تعلم جيدا ما هو سبب تركي للدراسة ..وماذا فعلت بنفسي لاجلك ..(تتمتم )ناكرا للجميل
(حاولت تغيير مسار الحديث بلطف)
اود الذهاب معك لحفل التخرج فانت تعنيني ويجب علي الوقوف معك في هذا اليوم الرائع  ونذهب للاحتفال معا
لا لا تأتي فوجودك يسبب لي الاحراج.
من من الاحراج؟ اتقصد اصدقاءك هم لا يعلمون بأننا متزوجون  ؟
الى اللقاء  ...حمل  اغراضه 
 .. يسرع دون وداع..ياالله.آه (بحرقة)
جراح:_ما الذي جاء بك؟ -جئت اشارك حفل تخرجك !
ولما لم تخبريني ؟ هل جننتي؟
جننت لاني اريد ان اتقاسم الفرح معك تنعتني بالجنون
نعم لقد خالفتي اوامري  وهذا لا يجوز
انت تعاملني كخادمة عندك او ذنب تحاول التخلص منه او نسيانه
لا تقولي مالا تعرفين. 
وما هو الصحيح برايك؟
ان تذهبي و نكمل حديثنا فيما بعد 
انت تتصيد علي الهفوات تحاول تجريمي بكل شيء افعله وانت تعلم علم اليقين باني وهبتك حياتي
_لا ترفعي صوتك بدأت تلفتين الانظار (يمسك يدها بعنف) 
_اترك يدي انك تؤلمني 




..لقد طفح الكيل كلما حاولت ان افهمك ان الحياة لا تؤخذ  بهذاالبرود..والعناد..لا تقتنعي ..ولا تطيعي..اسمعي أما ان تنصاعي لكلامي او....
ملاك (بدهشة) أو ماذا ؟ لا تهددني ....بالرحيل عني كل ما هنالك انك تراني  لم اعد اليق بك ولما وصلت أليه.  وانت تعلم جيدا أنا من اوصلك الى ما انت عليه الان..كنت احرم نفسي من ابسط الاشياء لجمع المال لك واساعدك بمصاريف الجامعة الباهظة اتحسر على فستان اتجمل به او حذاء انتعله لان الذي عندي قد اصبح بال ولكني لم اكترث وما كان يهمني هو انت ومستقبلك تركت دراستي لاجلك حتى لا انشغل بنفسي واهمل اهتمامي بك واليوم تحرمني من اللحظة التي كنت انتظرها منذ سنين كيف هنت عليك هكذا؟ 
ملاك لا يعلو صوتك على صوتي .كيف تجرئين على ذلك؟ لا تعايريني بما فعلت لقد كان بمحض ارادتك لم اجبرك على شيء!
الا ترى بأنك تملي علي الاوامر وتفرض  شروطك علي ..نعم بارادتي ولاني احبك اكثر من روحي..
جراح:(بتملل وضجر) وماهو المطلوب مني ..  انت المسؤولة  لما آلت اليه حياتك ...تقضين كل وقتك بأمور لا فائدة منها..تحسبين انني مثلك .استوعبي ما وصلت إليه لم يأت من فراغ بل كان ثمرة سهر ليال وتعب سنين ولكن كيف لك ان تقدري هذه الاحاسيس وانت لم تعيشيها؟
بل عشتها معك لحظة بلحظة افرح لك كلما لمحت لمعة الفرح بعينيك اسهر على راحتك وانا اشعر بالارهاق والنعاس
انا من وقفت معك وساندك حتى تصل لما انت عليه الان انت تنكر حبي لك وتضحياتي من اجلك يا لك من ناكر قبيح الطباع والان انا من يرفض لقاءك بدأت تملأ قلبي قيحا منك كرهت حتى الوقوف معك انسان متكبر لا يقدر المشاعر ...
جراح (وهو يجز على اسنانه) عن اي مشاعر تتحدثين ؟ انانية لا تفكرين الا بنفسك ... قيودك التي تخنقني  تحاولي اسري بها ..ملاك (يصرخ متملل) اذهبي الآن لان صبري نفذ 
_اعترف باني انانية لكن بحبك ..انت تعلم جيدا ماذا فعلت لاجلك لقد كسرت قيود العادات والتقاليد وهبتك نفسي دون تفكير ..
(يقاطعها بجحود) :لم أجبرك على شيء كل الأمور صارت بمحض ارادتك... لقد تاخرت والحديث بيننا لا يجدي ولا ينفع  . حديث عقيم في كل مرة تذكريني بتضحياتك العظيمة الى اللقاء ....
( تبكي بحرقة)(تتصاعد الموسيقى)

ذهبت اطلب الاستشارة من اعز صديقاتي ... جلست  وانا مطأطأة الرأس  منزعجة (تتحدث بصوت منخفض) لقد ذهب دون رجعة...
وفاء:كم من مرة نصحتك وانتي لا تاخذين بالنصيحة  إن لم تتركيه سيكون مصيرك الضياع...
(وفي زحمة الاحزان والدموع ضحكت ضحكا هستيريا .. .(ههههههههه) كأني اطمئن نفسي بأنه سيعود لا محالة...)
لا عليك ...انا اكيدة بانه سيعود....(تبتسم  بحزن)
وفاء: (بغضب )  هذا ما تظنينه ...اتركي هذا الهراء انه يحمل من اسمه الكثير...سيجرحك اكثر وستلاقين منه مر الحياة...
(في هذه الاثناء تعالت اصوات الباعه ) (شعرت برجفة لم تعرف سببها الحقيقي هل هو البرد القارص ام رجفة الشوق والحنين ام السبب الرئيسي هو وفاء) سأشعل  المدفأة اووووه... نسيت أن الكهرباء لم تأتي بعد..اتلحف بغطائي علني اشعر بالدفء( ثم غاصت بعمق البرد لتشعر بالدفء)..اه ...يا امي لكم احتجتك الان معي حضنك الدافيء يعادل كل مدفآت العالم ....(تغمر رأسها بالغطاء  خجلا ) كنت شخصية ممزوجة بالحدية والشدة  الا انك   حنونة لدرجة الشراسة   آه .....يا أمي لقد كنت كثيرة العناد معك
احاول دائما استفزازك لم اكن البنت المطيعة كأنني اعاقبك لانك جئت بي لهذه الدنيا ...اتذكر تمام ذلك اليوم الذي غضبت فيه  مني ...يوما ممطرا باردا جدا ومن  شدة خوفك علي  قسوتي علي  بردة فعلك حيال عنادي لك...
الأم: ( نبرة حادة) ..
لا تلعبي خارج المنزل الجو شديد البرودة هيا ادخلي لقد بدأت تمطر (صوت الرعد يجفل القلب ) هيا ادخلي لما أنتِ عنيدة هكذا...يا الهي لقد سئمت طبعها المتقلب ...تكره البرد وترقص تحت المطر..
(آه ...عنيدة تلك الكلمة التي ضيعتني...)
لم اكن اهتم للبرد لان  عشقي للمطر وهو يغسل شعري ويبلل ملابسي وانا أغني (طك يا مطر طك بيتنا جديد مرزابنا حديد) وانا ادور ...وادور ...وادور... اجمل شعور ..
 توقفت عن الدوران والدموع تغسل وجنتيها بدل ماء المطر.. تهمس لنفسها أين هو البيت الان .؟(.تصرخ) يالله لا اريد ان اتذكر ذلك اليوم ..  (اجهشت بالبكاء) اشتقت لقسوتك يا امي وحتى اخي رغم انه عنيف الطبع معي الا انني احن لتلك الايام...
الاخ: صاح بصوت مرعب اجش ..ملاك ..والله من اسماك ملاك لا يعرف شيئا بل أنتِ هلاك ...لما كل هذا العناد الم تسمعي ماقالته امي لكِ ( يزأر مثل الاسد صوته يوجع القلب و يجفل منه خوفا) سمعت صوته اصابني ذهول لانني اعرف ما سيفعل بي  ضربني بحقد ..لا لا بل بقسوة هو لا يحقد(رق صوتها )  لكنه قاس جدا معي والمصيبة ان امي لم تحاول  الدفاع عني ..وكلما قسى علي كنت ازيد عنادا وصلابة 
انخفضت درجات الحرارة (بدأت ترجف و تفرك يديها علها تشعر بالدفء) ..... مابي ارتعش هكذا ...هل هي رعشة البرد القارص ام انني تذكرت قسوة اخي علي وهذا ما اسميه رعشة الخوف..
الام:ملاك هيا لنعد الطعام لقد اشرف اخيك على الوصول...
ملاك :اوووه ...كل التحضيرات والاهتمام يذهب لذلك الاخ المتعجرف . حسنا يأ امي اني قادمة ..
حدثت امي بشكل عشوائي عن جراح وما هو رأيها به 
الام :شاب لا يثير اهتمامي  ابدا و أراه متكبرا بعض الشيء 
ملاك:(ههههههههه)وما لك انتي به؟ أنا سالتك عنه وليس عن اهتمامك به ...(مداعبة امها )هااا ايعقل دق نبض قلبك..
الام: (منزعجة من كلامها) تأدبي والا صفعتك...
ملاك:لا لا سكت..(.ثم تضيف ) ولكنه يثير اهتمامي ...اعترف باني معجبة به (تتنهد بعمق)
الام:يالك من وقحة وكيف تجرأين على التحدث معي هكذا...بنت تحشمي والا هشمت رأسك بهذه المغرفة
ملاك:عجيب امركم هل الصراحة صارت من قلة الأدب هل الحب عندكم يخترق عاداتكم وتقاليدكم التي صنعتوها بأنفسكم لانفسكم ...ويح قلبي كيف لي ان اكمل هذه الحياة بهذا الاستبداد للمشاعر والاحلام الموؤودة...
الام:افهمي يابنت ان الحب ليس حرام ولكن البوح به علنا يعد جريمة باعرافنا اياك ثم اياك من البوح به حتى لصاحب الشأن...
ولا تنسي بان الرجل الشرقي يحب المرأة المتزنة...
ملاك :ماذا تعنين بالمتزنة؟
الام: هي التي تخفي مشاعرها ولا تظهرها لمن تحب ...
ملاك: وان ضاع من يدي بسبب هذه العادات ؟
الام :خير لك من ان يرخص بك..افهمتي ايتها المعتوه..هيا هيا لنكمل اعداد الطعام واتركي هذا الحديث ...
(يزيد الرعد من زمجرته ويضىء البرق عتمة الغرفة)
ملاك: شكرا للبرق الذي دلني على الكبريت لاشعل الشمعة فظلام المكان موحش....(هههههههههه)ولما انا مستاحشة من الظلمة وهي معي ترافقني مثل ظلي...اليس الظل ظلام؟
جراح: مالك تجلسين لوحدك الم تجزعي من هكذا طبع..لقد سئمت من انفعلاتك الغريبة واطوارك المخيفة ..انزعي هذا الثوب الكئيب وانظري للحياة بشكل اجمل ..
ملاك: وماهو الجمال برأيك ان اخون من صانني وادير ظهري لمن كنت لهم بنتا يستأنسون لها( جراح) لا تخرج اسوء العبارات من جوفي ودعها خامدة فأنا على حافة الانهيار منك..انت تنعتني بغريبة الاطوار ومزاجية الانفعلات ولا تلاحظ تصرفاتك معي لا تشبه تصرفاتك مع الاخرين..تبتسم بحب لهم وصوتك يداعب احاسيسهم برقة وجمال ..اما معي (تنفعل بشدة) تنقلب رأسا على عقب تكون كالوحش تنهش كلماتك بقلبي كما ينهش السبع فريسته بلا رحمة ..انا بعت لاجلك امي واخي والاكثر من ذلك نفسي ولا اجدك مقدرا لهذه التضحيات
جراح:اه...اه..يا الهي لقد .مللت هذه الاسطوانة كل يوم ...لقد قرفت منك...ولم يعد صبري كاف لتحمل سوء ظنك وافتراؤك علي  
ملاك: اذهب ان استطعت او ....
جراح: أو ماذا؟ لا تقولي كلمتك  الشهيرة ... أو ارمي بي بالنهر وتخلص مني فانا جبانة لا اقوى على الانتحار
ملاك: اغرب عن وجهي فما عدت اطيقك ابدا...
(خرج ونسي هاتفه )
رن جرس الهاتف واذ بي اقرأ اسم (وفاء) 
ملاك: (فتحت الخط) تسمع صوت اعز صديقاتها ..
وفاء: اين انت يا حبيبي انسيت موعدنا ام كعادتك تحاول استفزاز الشوق بقلبي
ملاك: (بهدوء ) لقد نسي هاتفه ..تعالي لتأخذيه  ...(صمتت والدمعة تسبق الحروف) لا تخافي لن. ينسى موعدك لقد كان مستعجلا والدليل انه نسي هاتفه 
وفاء: لا لا تفهمي الامور بشكل خاطيء لقد كان موعدا من اجلكما .. لتهدئة المشاكل بينكما...
ملاك:دعك من هذا.. انت تعلمين جيدا انه يحاول الابتعاد عني . في كل مرة اسأل نفسي الف سؤال لما كل هذا التغيير المتدرج بدأ بانتقاد لبسي ومن ثم كان يعيب علي طبعي وحزني وهو يعرف جيدا انني خسرت لاجله كل شيء  
كنت تحذريني منه وتنعتيه بابشع الالقاب والمسميات حاولت مرارا ان تكبر الفجوة بيننا حتى عندما جئتك شاكية سوء معاملته لم تحركي ساكنا بل كنت كثيرة اللوم  علي لم تكوني يوما محضر خير بيننا 
(وفاء)(هههههههههه)ما اخذتي  من اسمك شيء انت الغدر والخيانة 
وفاء: لا تلوميني بل لومي نفسك من رخص نفسه  يتحمل معاملة الرخص
ملاك: اسكتي ... انتي تعلمين جيدا انني كنت احبه وانا اعلم كل العلم بطبعه وغروره ولكن تلك المضغة بين اضلعي أجبرتني على حبه وبين ليلة وضحاها صرت ملكه اطيع ما يقوله لي 
وفاء: وهل الطاعة ان تبيعي كل شي تتنازلي عن كل شي لقد ماتت امك بحسرتها على ما فعلت أما اخوك فقد تبرأ منك .  للابد وها أنت اليوم تعيشين ببؤس وعوز اين الحب الذي كنت تتوهمين ..وليكن بمعلومك انه لم يحبك قط...ولكنه استسهلك فقط لاغير وكنتي سهلة حد المرونة طائعة لاوامره دون تفكير
ملاك:وما دمت تعرفين بخسته لما ارتبطتي به وهل كنتي على علاقة به قبلي ... ؟
وفاء: (بنبرة التعالي) كان يحبني قبل ان تأتي انتي وتشغيله فترة الجامعة ..استغل طيبتك الساذجة ولكن قلبه كان يميل لي وانا لا اعلم فاختار الغالي وتسلى بالرخيص
ملاك:ولكنك كنتي من اعز صديقاتي كيف طاوعك قلبك على ذلك كيف تستطيعين النوم مرتاحة وانا اتلظى على نار الحب والشوق والندم ...لما لم تنصحيني 
وفاء: انصحك؟! لقد عجزت وانا احاول تغيير مسار تفكيرك عن (جراح) لانه  لا يحبك ولكني احترمت رغبتك ولم. ابح لك بحبه لي 
ملاك: احترمتي رغبتي ..ام كنتي تشعلين النار بيننا وتزيديها حطبا اه ...اه... يا اخر الخسارات
اذهبي الى الجحيم انتي وهو لم يعد لكم مكان عندي...انا طاهرة القلب وكما ادعيتي باني ساذجة 
وفاء : نصيحة اخيرة لك حاولي في المرات القادمة انت تحذري من صديقك الف مرة ومن عدوك مرة لان الصديق يعرف نقاط ضعفك اما العدو فيحاول ايجادها ..
ملاك (بيأس وخذلان) يا عزيزتي ان حبي لجراح كان مختلفا عن حبك له او حبه لك او حتى ايهامه بانه يحبني ..انا عشقت روحه وعيوبه وادق تفاصيله اما هو عشق جسداً اكل منه المرض والقهر والندم ...ما بقي شيء. .يا صديقتي الوفية وفاء ....
من يتقن اقتناء الروح ..يبقى  للروح هائما
ومن يرجو حلاوة الجسد يفنى ولا ذكر له باق(تغلق سماعة الهاتف)
(تقف بصعوبة وهي ترتعش )(يسلط الضوء عليها مع موسيقى التي رافقتها منذ بدء المسرحية)
علمتني الحياة بأن لا اقف بوجه الريح ..بل اطأطأ الراس لتمر ..علمتني الحياة أن لا اسبح ضد التيار بل معه لأعبر.. علمتني الحياة أن اتحمل صفعات الايام ..يوما تلو اليوم بلا تذمر..
ضحيت بكل شيء لاكسب حبه واكون امرأته التي يهواها أعطيته الحب والاخلاص بعت لاجله كل غال واشتريت رضاه ولكني لم احظَى به  تعبت من التعب والترقب مللت الانتظار الى متى؟ اه لو اني اعرف ما آلت اليه حياتي ما بدأت ولا عشقت وبقيت تحت المطر ارقص واغني سارحة عن هموم الدنيا وما فيها (تمشي بخطوات متثاقلة حزينة وتجلس على ذلك الكرسي محاولة نسيان ما جرى)
فجأة تقوم من مكانها وهي تتوعد لنفسها بأنها ستخلع جلباب جراح وحبه الذي جعل منها انسانه ساذجة لا تستفيد من أخطائها (يعلو صوتها ) لا حياة للذل والرضا بانصاف الحلول نعم اني قادرة على تغيير مجرى حياتي للاحسن ( تخرج من المسرح تعلو وجهها ابتسامة التفاؤل كانها تنفض غبار السنين عنها) (بعد لحظات نسمع صوت صفق باب قوي ) ثم ظلام 

              ستار

0 التعليقات:

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption