مسرحية "بحلم يا مصر " تفتقر الرؤية الإخراجية وعناصر الإ
مدونة مجلة الفنون المسرحية
كتب جمال عبد الناصر - مى فهمى - تصوير حسن محمد
اليوم السابع
على الحجار أثناء المسرحية |
توقع مشاهدو مسرحية "بحلم يا مصر"، أول عرض يفتتح به المسرح القومى بعد حريقه وغلقه لمدة تجاوزت الـ 6 سنوات، أن تكون المسرحية على قدر كبير من الإبهار والاحترافية فى جميع عناصرها، إلا أن المخرج عصام السيد خيب الآمال، وكان العرض متواضعًا للغاية ولا يرتقى لمستوى الحدث، فما تم تقديمه لم يكن عملا مسرحيا، ولكنه مجرد افتتاحية ترصد رحلة الشيخ رفاعة الطهطاوى، استخدم فيها المخرج كل الإمكانيات المسرحية وغير المسرحية مثل الشاشات السينمائية والجرافيك والمونتاج السينمائى، لكن فى النهاية خرج العمل مشوهًا أقرب لكونه افتتاحية تقدم لمرة واحدة فقط لن تجذب جمهور المسرح، لأن المخرج خرج عن اللون المسرحى للون آخر لا مسمى له سوى رصد تسجيلى غنائى استعراضى. وبرغم أهمية الفكرة التى يتناولها الكاتب الكبير نعمان عاشور فى مسرحيته إلا أن الإعداد الذى قدمه المخرج عصام السيد وخلط فيه بين مسرحيتين للكاتب الكبير نعمان عاشور وهما "بشير التقدم" و"باحلم يا مصر" كان مهلهلًا، وأقرب للتسجيلية أكثر من كونه عملا دراميا يتناول فكرة ورؤية. انعدمت الرؤية لدى المخرج وكثرت الأغانى التى جاءت على حساب النص والدراما، وأخطأ المخرج حينما وضع أغنيتين متتاليتين دون أى فاصل درامى بينهما، فالنصين اللذين كتبهما الراحل نعمان عاشور ونهل منهما المخرج عصام السيد وصاغ عمله، قدم فيهما عاشور حياة ونضال ومواقف رفاعة رافع الطهطاوى بشكل درامى، ولو قدمت كل مسرحية منهما على حدة لكانت الرؤية قد اتضحت فى كل عمل لكن الأخذ العشوائى من النصين جعل العمل بدون رؤية وفكرة. أفضل ما فى العمل، هو صوت الرائع على الحجار، والمطربة مروة ناجى، فقد شكلا "ثنائى غنائى" ناجح، وكل الممثلين المشاركين أدى كل ممثل دوره ببراعة، فقد تميز علاء زينهم فى دور (سعداوى) ويوسف إسماعيل فى دور ( الشيخ فراج ) وأحمد الرافعى فى دور ( محمد على باشا ) وأحمد أبو عميرة فى دور ( أدهم باشا ) وأحمد سعد ( عباس باشا ) وحسن العدل فى دور (الشيخ أبو الأنوار السادات ) بالإضافة للنجوم الذين ظهروا كضيوف شرف محمود ياسين ونبيل الحلفاوى وأشرف عبد الغفور ومحمد وفيق. لو تحدثنا عن الأسوأ فى العرض، سنجد الديكور الذى قدمه محمود حجاج، الذى كان أقرب للديكورات الفقيرة التى يقدمها الطلبة فى مسرح الجامعة، لتغلبهم على قلة الإنتاج، ففكرة القرص الدائرى الذى يلف مع كل لوحة لم تكن بفكرة جديدة، فقد قدمها المهندس حازم شبل من قبل مع نفس المخرج فى مسرحية ( ذكى فى الوزارة ) ولكنها كانت مبهرة أكثر، وفكرة إسقاط ( موتيفة ) من سقف المسرح على القرص الدائرى لتعطى دلالة عن مكان المشهد لم تكن بالفكرة الجديدة أيضا، لكنها حيلة يستخدمها طلبة الجامعة فى عروضهم لقلة الإمكانيات، لكن قلة الأفكار والإبداع والسرعة فى تنفيذ عرض للحاق بالافتتاح فقط لنيل شرف التقديم الأول على خشبة المسرح بدون إبهار أو احترافية فى التقديم، وراء هذا المستوى الذى ظهرت عليه المسرحية، ولو تم اقتراح بعض المسرحيين بإعادة الافتتاح بمسرحية (الملك لير ) ربما كان أفضل مما قدم بالأمس، خاصة أن النجم الكبير يحيى الفخرانى وافق على الفكرة، لكن المخرج عصام السيد رفض الفكرة، وأقنع الوزير بتقديم مسرحيته التى خيبت آمال المسرحيين أمس، وخرج الكثير منهم فى الفاصل الثانى لرتابة الإيقاع والشعور بالملل وعدم وجود ما يبهر على خشبة المسرح. جانب من الاحتفالية الفنان على الحجار جزء من المسرحية أثناء عرض المسرحية
كتب جمال عبد الناصر - مى فهمى - تصوير حسن محمد
اليوم السابع
0 التعليقات:
إرسال تعليق