أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الاثنين، 25 مايو 2015

مهرجان المسرح المحترف في الجزائر... من ينصفه؟

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني


باتت العروض التي ستشارك بها الجمعيات المسرحية المستقلة في الدورة الجديدة من "المهرجان الوطني للمسرح المحترف" الذي ينطلق الأحد 24 مايو/أيار الجاري في الجزائر العاصمة معروفة، في ظل مطالبة نخبة من المسرحيين، بأن تخضع العروض التي تتقدم بها المسارح الحكومية للتصفيات أيضاً.
أفرزت تصفيات "المهرجان المحلي للمسرح" بمدينة سيدي بلعباس في الغرب الجزائري، و"المهرجان المحلي للمسرح" بمدينة قالمة في الشرق، المسرحيات الست التي تشارك في الدورة العاشرة من "المهرجان الوطني للمسرح المحترف"، والتي تنطلق الأحد 24 مايو/ أيار الجاري بالجزائر العاصمة. 
وهذه المسرحيات هي: "درب التبانة" لتعاونية "أصدقاء الفن" لمدينة الشلف، ومسرحية "أنا والماريشال" لتعاونية "ورشة الباهية" من وهران، ومسرحية "بسيكوز 90" لتعاونية "الإشارة" من مستغانم، ومسرحية "ثامن أيام الأسبوع" لتعاونية "ميلاف 86 للمسرح الحر" من مدينة ميلة، ومسرحية "النصف الضائع" لجمعية الفنانين الأحرار من سكيكدة، ومسرحية "الحقيبة" لتعاونية "الفضاء الأزرق" من مدينة باتنة.  
تنتمي العروض الستة الفائزة إلى التعاونيات المستقلة، وستتبارى ما بين 24 مايو/ أيار – 3 يونيو/حزيران، مع العروض التي تنتمي إلى المسارح الحكومية الأربعة عشرة بالمسرح الوطني الجزائري محيي الدين باشتارزي في الجزائر العاصمة، والتي لا يُلزمها قانون المهرجان بأية تصفيات، وهو الأمر الذي لازال يثير كثيراً من النقاش في الأوساط المسرحية الجزائرية. 
هواجس ملحة 
رئيسا لجنتي التحكيم في المهرجانين المحليين الفنانان جمال بن صابر، وأحميدة عياشي برّرا هذه الاختيارات لـ "الشارقة 24"بكون العروض الستة، قدّمت الجديد على مستوى الرؤية الإخراجية والسينوغرافية، وذهبت النصوص التي اشتغلت عليها إلى طرح الأسئلة الملحة التي تشغل الشارع الجزائري اليوم، رغم أن بعضها مقتبس من نصوص غربية. 
مسرحية "درب التبانة" المؤهلة الأولى على مستوى الجهة الغربية، والتي اقتبس نصَّها مخرجُها نفسه ميسوم العروسي عن نص "هل تعرف درب التبانة؟" للألماني كارل فيتلنجر، وأنتجتها تعاونية "أصدقاء الفن" من مدينة الشلف، تطرقت إلى ثقافة التنكر لمن خدموا الوطن، إلى درجة فقدان الرغبة في بقائهم، من خلال قصة علي بوعظمة الذي اختفى أثناء المأساة الوطنية في تسعينات القرن العشرين. 
مأساة بوعظمة 
يعود بوعظمة إلى قريته، بعد أن يسترجع ذاكرته، فيجد أن القوم وطّنوا أنفسهم على أنه مات، ولا مجال لقبوله بينهم من جديد، رغم كونه قدّم للعباد والبلاد ما ساهم في انتشالهم من الفناء. هنا يتحول العرض إلى محاكمة للذوات التي تقتات على استبعاد المناضلين الحقيقيين، قبل أن يؤول المقام ببوعظمة إلى مستشفى المجانين، فالصدمة أكبر من أن يتحمّلها إنسان حساس. 
ينسجم ميسوم العروسي مع الخراب الذي ينتج عن روح التنكر للجميل، حين تسود مجتمعاً معيناً، وترك الخشبة خالية من أي ديكور، عدا الإضاءة التي باتت من شخوص العرض، وخرجاتٍ كوليغرافية صممها الفنان عيسى شواط، خصيصاً لتعويض النص/اللغة في اللحظات التي يصبح فيها الكلام صعباً على الإنسان المصدوم. 
مقبرة الأحياء 
من جهتها تطرقت مسرحية "ثامن أيام الأسبوع" المؤهلة الأولى على مستوى الجهة الشرقية، وأنتجتها تعاونية "ميلاف 86 للمسرح الحر" من مدينة ميلة، إلى الاستقالة المعنوية التي يُقدمها الإنسان المهزوم نفسياً، بحيث ينساق طوعياً، وهو على قيد الحياة لدفّانه، فيحفر قبره بيده، وينزل إليه دونما أي اعتراض. 
العرض الذي كتب نصه العراقي علي عبد النبي الزيدي، وأخرجه زرّوق نكاع ينتمي إلى مسرح العبث، واضعاً النفس البشرية في مواجهة حيرتها، وهي تفقد بوصلة الأمل، مستعيناً بتقنيات الإضاءة، في رصد مظاهر هذه الحيرة، وما تفرزه من أسئلة تبقى مطروحة رغم نهاية العرض الذي دام ساعة وعشرين دقيقة.   
تصفيات مثيرة للجدل 
عن رأيه في طبيعة التصفيات التي تحدد الأعمال المشاركة في المهرجان، قال الكاتب والمخرج المسرحي علي عبدون مؤسس "تعاونية العفسة" في تلمسان لـ "الشارقة 24": "إن التصفيات يجب أن تشمل جميع العروض الراغبة في المشاركة، بما في ذلك العروض التي تتقدم بها المسارح الحكومية، خاصة في ظل دخول مسارح جديدة في الخدمة، وانتظار أن تفتح مسارح أخرى، وهو عدد لا يمكن استيعابه". 
وأضاف عبدون: "يجب أن ندخل إلى مرحلة لا تعلو فيها جهة من الجهات على التصفيات وفق المعايير الفنية المتعارف عليها". 
من جهته، قال فيصل معطاوي المكلف بالإعلام في الهيئة المسيرة للمهرجان لـ "الشارقة 24": "إن المسارح الحكومية معفاة من المشاركة في التصفيات، لأنها عكس التعاونيات الحرة، تملك لجان قراءة ومديريات فنية، تفرض مسبقاً معايير جمالية صارمة على العروض التي يتم إنتاجها، بغض النظر عن ترشيحها أو عدمه". 
غير أن معطاوي، لم يستبعد أن تخضع للتصفيات، حين تدخل جميع المسارح الحكومية في الخدمة، حتى يتم الاستقرار على عدد من العروض بما يتماشى مع الأيام المحدودة للمهرجان. 
جوائز وتتويجات 
الجوائز التي يقترحها المهرجان هي: جائزة أفضل إخراج، وجائزة أفضل سينوغرافيا، وجائزة أفضل موسيقى، وجائزة أفضل نص أصلي، وجائزة أفضل تمثيل رجالي، وجائزة أفضل تمثيل نسائي، وجائزة أفضل ممثل واعد، وجائزة أفضل ممثلة واعدة، وجائزة أفضل عرض متكامل، وجائزة لجنة التحكيم.

الشارقة 24 ـ الجزائر: عبد الرزاق بوكبة

0 التعليقات:

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption