"أوليفر".. إسقاط المسرح الإنكليزي على أطفال الثورات العربية
مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني
تبدأ في الأردن، يوم الثلاثاء المقبل، عروض مسرحية "أوليفر" ولمدة ثلاثة أيام. هذه المسرحية التي تُعد من كلاسيكيات المسرح الغنائي، للمؤلف البريطاني ليونيل بارت، والمستمدة من رواية "أوليفر تويست" للكاتب البريطاني تشارلز ديكنز، تجسّد واقع العديد من الأطفال العرب المحرومين من حقوقهم نتيجة الثورات العربية.
ويشارك في المسرحية عدد من الأطفال الأردنيين والسوريين اللاجئين في الأردن، وفنانون من الأردن ومصر، إذ يعتبر صُنّاع العمل أن هؤلاء الأطفال يعيشون في نفق أسود، وأن المسرحية بمثابة النور الذي سيضيء هذا النفق، وصرخة تعبّر عن معاناة هذه الفئة من الأطفال.
مخرج العمل، الفنان المصري خالد أبو النجا، أوضح في مؤتمر صحافي، أنّ مشروع العمل المسرحي بدأ كفكرة بسيطة عندما طلبت شركة "ريفيوجي برودكشن" مني أن ننفّذ مسرحية سابقة تُعنى بقضايا المرأة العربية، لا سيما اللاجئات منهن، وبعد نجاح العرض، طلبت الشركة أن ننفذ نسخة عربية من مسرحية "أوليفر".
وبيّن أبو النجا أن المسرحية تتناول حق الطفل الطبيعي بتوفير مأكل وملبس جيد له، وأن الأطفال وقضاياهم ليسوا عبئاً أو ترفاً، وإنما لهم حقوق، لافتاً إلى أن استثمار مشاعر الحب في الأطفال، يقدمهم كعناصر فاعلة في المجتمع.
كما أشار إلى أنّ انطلاقة هذا العمل، تأتي من الأردن الذي يستقبل أعداداً كبيرة من اللاجئين، ويقدم الرعاية لهم، مثمّناً جهود وزارة الثقافة الأردنية والمؤسسات الأردنية الشريكة والداعمة.
بدورها، أشارت كاتبة الأغاني والمعالِجة الدرامية والتعريب زينب مبارك، من مصر، إلى أنّ العمل ليس ترجمة حرفية للعمل الأصلي، وإنها من خلال خبرتها في كتابة الأغاني، استطاعت أن تكتب أغانٍ للمسرحية تحمل المضامين الفنية والنفسية ذاتها، وخاصة أن المسرحية تحمل أهدافاً نبيلة تتعلّق بحقوق وقضايا الأطفال "حسب عضو فريق الإنتاج وليام ستيرلنج".
إلى ذلك، صرّح مؤلف الموسيقى نايل ناجي، من مصر، بأن تنفيذ هذا العمل لم يكن سهلاً، ولا سيما أن العمل كان مع أطفال من الطبقات المهمّشة واللاجئين الذين لم يشاركوا سابقاً بأي تجربة فنية، مبيّناً أن 6 أشهر من العمل المتواصل والشاق والجاد، أعطت نتائج إيجابية، وأن المنتج النهائي الذي خرج من الأطفال بعد هذه الفترة كان مميّزاً.
عمان - العربي الجديد
0 التعليقات:
إرسال تعليق