شكل مونودرامي رغم تعدد الشخصيات «كن صديقي».. رسالة احتجاج امرأة ضد زوجها
مجلة الفنون المسرحية
-------------------------------
المصدر :الشارقة - محمد ولد محمد سالم- الخليج -
شهد معهد الشارقة للفنون المسرحية، مساء أمس الأول، عرض مسرحية «كن صديقي» التي أعدها أحمد الماجد عن مسرحية «خطبة لاذعة ضد رجل جالس» لغابرييل غارسيا ماركيز، وأخرجها مرتضى جمعة لمسرح عيال زايد، ومثّل فيها كل من: سميرة الوهيبي، وحسن الرئيسي، ويعقوب الزرعوني، ومحمد حسين، وفؤاد القحطاني.
وهذه أول مشاركة لهذا المخرج الشاب في معرض أيام الشارقة المسرحية، بعد أن أكد نجاحه من خلال عدة مشاركات في مهرجان دبي لمسرح الشباب، وقد كانت هذه البداية مبشرة له عندما تم اختيار «كن صديقي» ضمن المسرحيات الثماني المتنافسة على جوائز هذه الدورة، كما أنها أول مشاركة لفرقة عيال زايد في أيام الشارقة المسرحية، وهي فرقة شبابية حديثة تأسست عام 2012 في أبوظبي، وتبذل جهداً متزايداً في الحضور على المستوى الوطني، وشاركت بنشاط في دورات مهرجان دبي لمسرح الشباب، ويشكل وصولها إلى مهرجان الأيام تطوراً في مسيرتها الإنجازية.
تبدأ المسرحية بامرأة تجلس أمام مرآة، وتتناول أدوات التجميل تحت إضاءة موضعية مسلطة عليها، وفي عمق المسرح يصطف ثلاثة رجال على مقاعد، بأيديهم آلات موسيقية، يتناوب اثنان من الرجال على سؤال الثالث عن جدوى انتظارهم تلك المدة الطويلة، من دون أن يقوموا بأي عمل، فيجيبهم بأنهم جاؤوا بطلب من المرأة، وأن ليس عليهم إلّا انتظار أوامرها، لأن ما ستقدمه لهم من النقود في نهاية الليلة سيكفي لإعالة أسرهم شهراً كاملاً، وتقوم المرأة من فوق الكرسي، وتتجه تحت إضاءة أفقية إلى الطرف الأيمن من المسرح، الذي تنبثق فيه بقعة ضوء دائرية يظهر في وسطها رجل على كرسي، وتبدأ المرأة في لوم الرجل وتعنيفه، وهو جامد لا يتحرك، وتدور به، وتذهب وتعود، وهي تلومه، ثم يتحرك الرجل ويمسك بجريدة، ويبدأ في قراءتها، وتقترب المرأة منه وتمد يدها إليه، فيرفع الجريدة بينه وبينها، وتسير المسرحية على هذا المنوال، المرأة تدور في القاعة وتهذي بهواجسها، والرجل لا يتكلم، ولا يفعل شيئاً سوى أن يرفع الجريدة في وجهها، أو أن يدور بالكرسي ليوليها ظهره، ورجال الفرقة الموسيقية يراقبون ويتعجبون، ويتعجبون من أنها لا تطلب منهم أن يغنوا.
الرجل هو زوج المرأة، وهي ناقمة عليه، لأنه تزوج عليها امرأة أخرى، وأصبحت هي لا قيمة لها، ومع ذلك لم يُسمح لها بحرية الاعتراض أو الاحتجاج، لأن المجتمع يعيب على المرأة أن تعترض على قرارات زوجها، ويعيب عليها أن تخالف أوامره، فواجبها أن تتقبل كل ما يصدر عنه، هكذا كانت جدتها التي تزوج عليها زوجها، ولم تستطع أن تعترض، وأمها التي تزوج عليها زوجها امرأة أخرى، فتقبلت ذلك بخضوع، وكان عليها هي أن تسير كما سارتا، وتقبل بما يصدر عن زوجها، لكنها وبعد سنين من الخضوع، لم تعد قادرة على كتمان ما في صدرها من ألم وحنق على حياتها، فكان لابد لتلك المكبوتات أن تخرج.
يختفي الرجل ويبقى الكرسي، وتظل المرأة تلقي بلومها، وهي تتحرك جيئة وذهاباً، وتتذكر حضن أمها وحنانها، وتحذيرها لها من غدر الرجال، وتتمنى لو أنها ظلت طفلة في حضن أمها، ولم تكبر ولم ترَ عالم الرجال القاسي، الذي لا يعرف الرحمة، ثم تعود إلى مخاطبة خيال زوجها في رقة وحنان، وتلومه على إصراره أن تكون خاضعة له، وهي التي كانت تريده أن يكون أباً لها وأخاً وحبيباً وصديقاً، كما أنها كانت مستعدة لأن تكون له أماً وأختاً وحبيبة وصديقة. وتدعوه إلى أن يكون صديقاً لها، وتنتهي المسرحية.
«كن صديقي» هي مونودراما، رغم وجود خمس شخصيات، لكنّ الموسيقيين والزوج لم يكن لهم أي دور في الحوار، ولم يزيدوا على أن يكونوا ديكوراً، أو محفزات بصرية لهواجس المرأة التي كانت تتحدث بتداعٍ حر طوال الوقت، ولم يسمع سوى صوتها وحدها، ورغم ذلك فقد كان صوتها مضطرباً غير واضح في كثير من الحالات، وكان أداؤها أفقياً على وتيرة واحدة، ليس فيه تصاعد ونزول، ما يجعل المتفرج لا يحس بتطور في العرض، ويصاب بالممل، وكذلك فإن عناصر السينوغرافيا، خاصة الإضاءة كان فيها خلط واضطراب، ولم تعط التمايز المطلوب.
المصدر :الشارقة - محمد ولد محمد سالم- الخليج -
0 التعليقات:
إرسال تعليق