مسارات نحت الذات في المسرح التونسي:د. محمود الماجري يحدّد إشكاليات المسرح في تونس
مجلة الفنون المسرحية
--------------------------------------------------
المصدر : نورالدين بالطيب - الشروق
بعد كتابيه «مسرح العرائس في تونس» و«من وثائق المسرح التونسي» صدر كتاب جديد للدكتور محمود الماجري بعنوان «مسارات نحت الذات في المسرح التونسي».
في نشر مشترك بين المعهد العالي للمسرح ودار سحر صدر الكتاب الجديد للدكتور محمود الماجري الكاتب الناقد المسرحي ومدير العهد العالي للفن المسرحي بتونس ويضم الكتاب مجموعة من الدراسات التي قدٌمها كمحاضرات في مناسبات متعدٌدة قبل أن يطورها إلى كتاب يمكن أن يستفيد منه الباحثون في أسئلة المسرح التونسي الذي يعاني من نقص الدراسات المنشورة خاصة مقارنة بمعدٌل الإنتاج والذي يتجاوز المائتي عمل مسرحي في الموسم الواحد .
الكتاب تضمٌن الدراسات التالية جدلية الأخذ والأضافة - من قضايا المسرح الموجٌه للأطفال - المسرح في الوسط المدرسي بين تفاؤل النظرية وإشكالات الواقع - المسرح الجامعي فضاء للأستئناس أم التجريب ؟ - مسارات التكوين المسرحي ، حيرة البحث الدائم - الإحتراف المسرحي، وهم المهنة ؟ في علاقة الإذاعة بالمسرح - التمثيل الفردي بين الأصل والراهن - النص المسرحي ، الواحد المتعدد. .
الكتاب يناقش مجموعة من القضايا المرتبطة بالمسرح التونسي مثل النص والتكوين وبطاقة الإحتراف فالمسرح التونسي « يختصر لوحده أهم الفعاليات الثقافية والفنية ويتفاعل أكثر من غيره من الفنون مع الأحداث الإجتماعية والسياسية ، فكم من مسرحية أقامت الدنيا ولم تقعدها لتصير حديث الخاص والعام ، وكم من مسرحي ملأ الدنيا وشغل الناس».
ويتساءل محمود الماجري « إلا أن ما قد يبدو إيجابيا في كل ما ذكرنا من مسائل وكل ما يحفٌ بها من قضايا تؤكد المفارقة التي ذكرنا ، إذ كيف يمكننا تفسير وجود أقل من خمسين تأليفا تاريخيا تحليليا لنشاط مسرحي تجاوز عمره المائة سنة إذا اعتبرنا 1909 تاريخ أوٌل عرض مسرحي تونسي وغفلنا عن كل ما عرفته البلاد من عروض قبل ذلك التاريخ؟ »
غياب الدراسات المختصٌة
يحدد محمود الماجري في كتابه عشرة مسائل لابد من الاهتمام بها وهي غياب أحصائيات دقيقة عن عدد العاملين في الميدان المسرحي في قطاعات مختلفة - عدم توفٌر معطيات عن المال الذي صرفته الدولة إنتاجا وترويجا - الجهل بالجمهور وبتواتر إقباله ونوعية أختياراته وأنتظاراته - مدى تأثير المسرح في الوسط المدرسي في توسيع قاعدة الجمهور المسرحي بصفة عامة وفي توجيه الشباب إلى دراسة الفن المسرحي وفي نشر الثقافة المسرحية بصفة خاصة - خصوصيات مسرح الطفل التي تميزه عن مسرح العرائس - مواصفات العاملين في مسرح الهواة وخصوصيات أعمالهم مقارنة بما ينتجه المسرح المحترف - البنية التحتية المتوفرة وتأثيرها على التوزيع العادل للإنتاج المسرحي - جدلية القطاعين العام والخاص في ظل التوجه الأقتصادي الليبرالي السٌائد - منهجية رصد الجماليات والتعبيرات الجديدة في علاقتها بالتحولات التي عرفتها البلاد منذ جانفي 2011.
فهذه المسائل العشرة تؤكد حسب محمود الماجري الحاجة الأكيدة الى مئات المؤلفات المختصة ويبرٌز ذلك بأن «مسرحنا مازال أرضا بورا في كثير من مواقعه تحتوي على مواضيع هامة لا تنتظر سوى إقدام الدارسين ومغامرة الباحثين».
المصدر : نورالدين بالطيب - الشروق
0 التعليقات:
إرسال تعليق