«عندما تحدث أخطاء في المسرحية» الكوميديا القادمة
مجلة الفنون المسرحية
«عندما تحدث أخطاء في المسرحية» الكوميديا القادمة
أحمد ناصر - القبس
«عندما تحدث أخطاء في المسرحية» الكوميديا القادمة
أحمد ناصر - القبس
ماذا يحدث عندما ينسى أحد الممثلين على المسرح جملة من النص أثناء العرض؟ أو حين يفتح أحدهم بابا فيخلعه بيده؟! وماذا يمكن أن يحدث حين يسقط جزء من الديكور على الخشبة، هل يكمل الممثلون العرض، أم يوقفونه بسبب هذه الأخطاء التي وقعت فيه؟ هذه هي قصة مسرحية «عندما تحدث أخطاء في المسرحية» The Play Goes Wrong، من تأليف هنري لويس وجوناثان ساير ومن إخراج هنري لويس.
الفكرة غريبة.. وهذا هو سر كمالها وروعتها، أخذت فكرة المسرحية من قصة قديمة لجريمة قتل وقعت في أحد ضواحي لندن سنة ١٩٢٠، وكانت أخطاء المخبرين يومها وإفسادهم لمسرح الجريمة هي التي دلّت المخبر الشهير شيرليك هولمز في التوصل إلى المجرم، وبالفعل نجحت الشرطة في القبض عليه، من هذه الفكرة استمد لويس وساير فكرة هذا العمل.. التي تبنى على فكرة أخطاء تقع أثناء تقديم المسرحية، فينكسر الباب وتقع الثرية الكبيرة وسط المسرح، وينسى أحد الممثلين النص ويغمى على بطلة العمل بسبب خطأ من زميل لها في المسرحية، فيضطرون للاستعانة بخبيرة الماكياج التي تمسك النص معها وتمثل.. فوضى عارمة تنتهي بسقوط جدران الديكور كله وينتهي العرض، ولكن بعد أن يصمم فريق العمل على إكمال العرض إلى النهاية رغم كل شيء!
الفكرة جديدة على المسرح، وكأنه مسرح الواقع كما في تلفزيون برامج الواقع.. استخدم فيه الممثلون مهاراتهم في التعبير عن استغرابهم ودهشتهم للأحداث التي وقعت، وجذبوا المشاهدين معهم في هذه الدهشة بعيدا عن التكلف والتصنع، وهذا يحتاج إلى مهارة عالية ليس في الأداء فحسب، بل في التعامل مع الأحداث المفاجأة كسقوط الديكور أو ظهور ممثل في غير مكانه من غير ميعاد.
حصدت المسرحية جوائز عديدة منذ ٢٠١٤ في مهرجان برادوي وأوليفر الدولي وأفضل ما يعرض Whats On Stage، جميعها كانت كأفضل عرض وأجمل كوميديا وأحدث قصة، ولكن أطرفها كانت جائزة «أفضل موسيقى»، مع أنه لا توجد فيها موسيقى(!) ولكن مهرجان برادوي الذي شاركت فيه في هذا العام ٢٠١٧ قرر أن يعطيها أجمل موسيقى على اعتبار أنها استخدمت موسيقى طبيعية وهي أصوات الديكور وسقوط الأبواب وصرير الخشب وأصوات الضحكات، كل هذا كان يستخدمه الممثلون كمؤثرات صوتية للحدث فوق الخشبة.
ترجمت المسرحية رغم صغر سنها (٥ سنوات) إلى عشرين لغة، كما ذكروا في بداية العرض، وسألت المخرج لويس بعد العرض عن اللغة العربية، فقال إنهم يرحبون بالفكرة وينتظرون من يتفقون معه حول هذا الموضوع.
مسرح دوتشيز Duchees Theatre وسط لندن يقدم العرض حاليا، المسرح صغير جدا ولا يتسع لأكثر من ٢٠٠ شخص، ولكنه كان رائعا في تقنياته وإضاءته وصوت العرض، واعتبر الكثير من النقاد المسرحيين في بريطانيا هذه المسرحية نقلة مهمة في المسرح -آراؤهم معروضة في أروقة المسرح- ولا أجمل من أن تشاهد فكرة جديدة بعيداً عن المألوف في عالم المسرح الكبير.
0 التعليقات:
إرسال تعليق