قراءة نقدية لمسرحية " عزف نسائي " تأليف مثال غازي
مجلة الفنون المسرحية
وضاء الحمداني
خلاصة المسرحية :
في أحد البيوت كانت هناك امرأة متدينة تعيش لوحدها في البيت وهي امرأة متطرفة دينياً ومتعصبة كان لديها أب مات بسبب الحرب وأخ يتهم بانتمائه لحزب معين يترك البلد ويهاجر ، أما الام تنتابها الكوابيس لما حصل فتموت وفي أحد الايام يحدث اطلاق نار فيطرق على المرأة الباب واذا بها امرأة في الخارج وتطلب من المرأة التي في البيت فتح الباب فترفض في بادئ الامر المرأة المتطرفة دينياً فتح الباب ثم تتعاطف مع المرأة التي في الخارج لاعتقادها بأنها سوف تتحمل ذنبها اذا قتلت فتفتح الباب ويدور بين المرأتين نقاش طويل في أمور عديدة وتسرد كل واحدة قصتها للأخرى فالمرأة المتطرفة تقول للمرأة التي يظهر فيما بعد انها راقصة وان أباها قتل في الحرب أما أخوها فقد هجرهم فتعيب على المرأة انها تعيش في بيت مظلم ليس فيه نور ولا شمس ولا شمعة وتطالب بإطلاق السجينات وتسألها عن اسمها وهو نور اسم الراقصة حياة والشخصيات هي شخصيات نمطية واقعية والمفارقة بأن نور كانت فتاة تحب الحياة والنور ثم أصبحت تعيش في ظلام بعد مقتل أبيها في الحرب وهذه المسرحية فيها ادانة للحرب ، أما حياة فلديها زوج وولد وفي ليلة تهجم عليهم عصابة فيقتلون زوجها وولدها ويحاولون اغتصابها ويروها صورتين ويطلبون منها أن تبصق على واحدة منها وأن تدعو للآخر ، فتخبر حياة بأن نور فتاة جميلة وتطلب منها أن ترى وجهها في المرآة وعندما تسأل نور حياة عن عملها فتخبرها بعد مقتل زوجها وولدها تضطر لان تعمل راقصة فتطلب نور منها مغادرة المنزل لأنها دنست حرمته،لكن بعد أن تشرب الشاي وتأخذ طعام الفطور معها وتوضح لنور موقفها وما دفعها لذلك وتنظف أواني الشاي فالمرأة المتطرفة تتغير قناعاتها وتتحول من الظلمة الى النور والثانية تمثل الحياة والامل فأسماء المرأتين تحملان معاني رمزية كبيرة فحياة واحدة من كثيرات متمسكات بالأمل وأن تتحول حياتها نحو الاحسن وأنه يوجد أمل مهما حدث في الحياة من حرب وقتل وتهجير وفي النهاية تطلب حياة من نور أن توقد الشموع في البيت وأن يتمنوا أموراً جيدة تحصل وقت الفجر وهو وقت استجابة الدعاء وفي النهاية تخرج حياة ويطلق عليها النار وقبل أن تموت وتلفظ أنفاسها الاخيرة تقول حياة لنور أن تغفر لها ذنبها وأن تخرج نور للحياة وتري نفسها للناس ولا تنعزل عنهم وانها اذا ماتت فان هناك الاف مثل حالتها وفي النهاية تغمض عين المرأة حياة وتغطي جثمانها وتخرج من قاعة التمثيل على المسرح وفكرة المسرحية أن الانسان يتمسك بالأمل مهما حدث.
تحليل العينة :
ان المسرحية مكتوبة باللغة العامية لتقترب من واقع الشخصيات في المسرحية ، لاحظ الباحث المعطيات الآتية في مسرحية عزف نسائي للكاتب مثال غازي، استخدام الموسيقى في بداية ونهاية العرض وبشكل متصاعد ))(1) 0 ، ويلاحظ في حوار المرأة كشف الحقائق وملامسة الواقع اليومي وكشف عيوب المجتمع واظهار الوضع الاجتماعي الذي على علاقة وطيدة مع الوضع والمهيمن السياسي.
المرأة الثانية : (( اقول انت ليش عايشة . وحدج المرأة الاولى : ياريتني أعيش طول عمري وحدي 00الوحدة يعني البعد عن الناس 00والبعد عن الناس غنيمة الانسان مليان قبح وأخطاء 00الانسان أعوذ بالله منه 00منو يقتل الناس غير الناس منو يظلم الناس غير الناس أعوذ بالله من الناس منو اللي أخذ أبويه غير الناس 00منو اللي هجر أخويه غير الناس 00همه سبب مأساتي الناس أكرههم ))(2).
ونلاحظ ان المرأة الثانية تكشف الحقائق وتلامس الواقع حينما تقول أي حياة تقول
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مثال غلزي ، مسرحية :عزف نسائي ، مسرحية غير منشورة ،2013،ص03
المصدر نفسه ، ص09
المرأة الثانية : ((هذا مو بيت ، مستحيل يكون بيت ، هذا سجن ، غرفة تعذيب ، معتقل ، بيت لا شمعة لا كلوب لا شمس لا شباج فقط ظلمة ))(1).
أيضاً المرأة الثانية تكشف الحقيقة وتلمس الواقع من ناحية اعجابها بالرجال المرأة الثانية (حياة) تقول : (( صحيح احنه نكره الرياجيل بس ما نكدر نستغني عنهم همه
حلوين عيني وما ينملون ، نكرههم بس أنحبهم ))(2).
وأيضاً نلاحظ في قول المرأة الثانية كشف الحقيقة وملامسة الواقع حينما تقول المرأة الثانية : (( صدكيني أني عمري ما جنت هيج جنت حلوة ومستورة مثلج ،أتزوجت وكنا كل ليلة ندعي ونام ويبقة حلم ما نبدله بكنوز الدنيا 0وتحقق الحلم 0وأجه الولد وكل ما يكبر تكبر وياه أحلامنه وهمومنه وضحكاتنه ودمعاتنه وبليلة ظلمة وبلية كمر تحول الحلم لكابوس 0أقتحموا البيت 00قاومت00توسلت 00بست ايديهم وما فاد مات وراح العزيز ))(3).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر نفسه ،ص10.
المصدر نفسه ،ص15.
المصدر نفسه ،ص20.
وأيضاً نلاحظ كشف الحقيقة بالنسبة للمرأة الاولى نور في هذا الحوار الآتي : ((
كتلهم يا معودين استروا عليه أنا مثل أختكم ، الاول بست أيديه كتله خويه آني عرضك ما فاد ، الثاني بست رجله كتله وليدي آني أمك ما فاد ، الثالث كتله حجي آني مثل بتك ، ما فاد ،الكل نهش بيه ، نعجة وأذياب ألتموا عليهه ورا ما خلصوا كالوا ركصيلنه ، ولكم الكاعد تركصلكم بت شهيد ، أبويه دافع عنكم عن شرفكم عن عرضكم ،أبويه سبع شيال ، شيال همومكم ، أبويه الشرف والعز والنـــــــوماس ))(1).
وكذلك المرأة الثانية تكشف الحقيقة حياة المرأة الثانية : (( الهي زيح هاي الغمة ، وألف بين كلوبنه ، وأبعد عنه كل غريب ))(2).
وأيضاً نلاحظ المرأة الثانية تكشف الحقيقة وتريد أن يصبح ما حدث أمراً واقعاً المرأة الثانية : (( مع الاسف عبالي نكعد سويه 0ناكل سويه0نعيش سويه0نغني سويه0نصلي سويه ))(3).
والمسرحية نلاحظ فيها بعض من ملامح الكوميديا الساخرة المتهكمة وهذا يتضح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر نفسه ، ص026
المصدر نفسه ، ص034
المصدر نفسه ، ص036
من خلال الحوار الآتي : (( المرأة الثانية : عبالي أقدملج خدمة.
المرأة الاولى : خادمة ربج 00سبق وكتلج ماريد خدمة من أحد وتقول (بعد أن تجد السبحة ناقصة ) بقت وحدة .
المرأة الثانية : ياوحدة؟
المرأة الاولى : الوحدة 0
المرأة الثانية : هاي انت شكد قديمة هيه ظلت وحدة0
المرأة الاولى : شوف هاي أكلهه الوحدة0
المرأة الثانية : ها00الوحدة00الوحدة تكتل0
المرأة الاولى : الوحدة0
المرأة الثانية : الوحدة شيحملهه 0
المرأة الاولى : لج لا 00اكلهه الوحدة0
المرأة الثانية : انتي ليش متعبة نفسج ، أسأليني أنا عن الوحدة0
المرأة الاولى :( تتهجم عليها) لج ، عندج الوحدة؟0
المرأة الثانية : عندي بس فيدرالية وتعددية وديمقراطية يفيدنج 0
المرأة الاولى : هاي الوحدة مالتي0
المرأة الثانية : آني ما عرفت شي أسمه وحده 00لاني وحده عايشة على الارتواء (تذهب نحو السنك وتفتح حنفية الماء لتملأ قدحاً وتشرب))(1).
والشخصيات من خلال تحليلنا للنص أقرب الى الواقع من باقي النصوص الأخرى المحللة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المصدر نفسه ، ص11.
0 التعليقات:
إرسال تعليق