فسيفساء جزائرية متحركة تتوج بجائزة مهرجان المسرح العربي في عمّان
مجلة الفنون المسرحية
فسيفساء جزائرية متحركة تتوج بجائزة مهرجان المسرح العربي في عمّان
عواد علي- العرب
أسدل الستار، مساء الخميس، في المركز الثقافي الملكي بعمّان، على فعاليات الدورة الثانية عشرة من مهرجان المسرح العربي، بتتويج العرض المسرحي الجزائري “جي.بي.أس” (GPS) بجائزة أفضل عرض متكامل، وقد تنافس مع 8 عروض ضمن المسار الثاني (التنافسي) من الأردن والإمارات والمغرب وتونس والكويت.
مسرحية “جي.بي.أس” (GPS) من تأليف وإخراج محمد شرشال. وقد نافسها على الجائزة عرضان من الأردن هما “الجنة تفتح أبوابها متأخرة” من تأليف فلاح شاكر وإخراج يحيى البشتاوي، و”بحر ورمال” من تأليف ياسر قبيلات وإخراج عبدالسلام قبيلات وإنتاج فرقة مسرح الشمس، والعرض الكويتي “الصبخة” تأليف وإخراج عبدالله العابر وإنتاج فرقة مسرح الخليج العربي، وعرضان من المغرب هما “النمس” تأليف عبدالإله بنهدار وإخراج أمين ناسور وإنتاج فرقة المسرح المفتوح، و”قاعة الانتظار 1” تأليف وإخراج أيوب أبونصر وإنتاج فرقة شارع الفن للإبداع، وعرضان من تونس هما “خرافة” تأليف علي عبدالنبي الزيدي، وإخراج أيمن النخيلي وإنتاج كرنف آر للإنتاج، و”سماء بيضاء” تأليف وإخراج وليد الدغسني وإنتاج فرقة كلندستينو، والعرض الإماراتي “مجاريح” تأليف إسماعيل عبدالله وإخراج محمد العامري وإنتاج مسرح الشارقة الوطني.
تميز عرض “GPS” ببنية مشهدية إيمائية مبتكرة ومتقنة ذات إيقاع منضبط، وببراعة في مقاربة ثيمته وإخراجه وأدائه، مازجا بين أشكال مسرحية مختلفة في تناغم بصري وسمعي مبهر، مكثف بالعلامات التي تحمل المتلقي على الدهشة والتفكّر والتأمل، بحيث يصعب تصنيفه، فهو أقرب إلى لوحات فسيفسائية متحركة يتداخل فيها الاشتغال الجسدي والصوري والكاريكاتيري والتعبيرات الصوتية الغامضة لتجسيد ثيمة ضياع الإنسان المعاصر وتشتته وامّساخه وسط تجاذبات وإرادات قاهرة وعابثة بمصيره، وطغيان الزمن عليه، وإدمانه على الانتظار اللامجدي دون الوصول إلى غاية ما، فالشخوص جميعهم على شاكلة دمى تارة، وآليين تارة أخرى، وفق التحولات التي اقتضاها مسار العرض، ينتظرون الخلاص، من دون جدوى، منذ ولادتهم، أو سقوطهم إلى الحياة توائم، جراء نزوة بين الذكر والأنثى، والقطار الذي هو رمز الخلاص يمر في كل مرة من غير أن يستقله أحد منهم، وبينما هم ينتظرون ينشغلون ببعضهم، ولا ينتبهون إلى الوقت ولا إلى عبور القطار حتى بلوغهم الشيخوخة.
"جي.بي.أس" عرض يمزج بين أشكال مسرحية مختلفة في تناغم بصري وسمعي مكثف بالعلامات المحفزة على التفكير
وشاركت في المسار الأول من المهرجان (غير التنافسي) 6 عروض، اثنان منها للمسرح القومي السوري هما “ثلاث حكايا” تأليف أزوالدو دراغون وإخراج أيمن زيدان، و”كيميا” من إعداد وإخراج عجاج سليم عن نص للروسي ألكسندر أبرازتسوف، و”أيام صفراء” تأليف دانييلا يا نيتش وإعداد عمر توفيق وإخراج أشرف سند وإنتاج مسرح الهناجر المصري، و”رهين” تأليف محمد بويش وإخراج شوقي بوزيد وإنتاج المسرح الجهوي في باتنة بالجزائر، و”سماء أخرى” إعداد وإخراج محمد الحر عن مسرحية “يرما” للإسباني لوركا وإنتاج مسرح أكون في المغرب، و”على قيد الحلم” تأليف تغريد الداوود وإخراج يوسف البغلي وإنتاج مسرح الشباب في الكويت.
وجاءت هذه الدورة من المهرجان استمرارا للجهود الكبيرة التي تبذلها الهيئة العربية للمسرح لاحتضان تجارب المسرحيين العرب ودعمها، وإتاحة الفرصة أمامهم لتقديم أفضل ما أنتجوه خلال العام الماضي، والتنافس على جائزة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة والرئيس الأعلى للهيئة، لأفضل عرض متكامل، إلى جانب عروض أخرى ضمن المسار الأول.
وقد كشف البرنامج عن تطور كبير في تنظيمه المتقن، وعدد المسرحيين العرب المدعوين إليه، وفعالياته التي اشتملت على ندوة فكرية في غاية الأهمية حملت شعار “المسرح بوصفه معملا للأسئلة ومشغلا للتجديد”، وتضمنت مساءلات علمية وعملية لتجارب خمس فرق مسرحية أردنية هي “المسرح الحر”، “المسرح الحديث”، “طقوس المسرحية”، “الرحالة”، و”ع الخشب”. كما اشتملت فعاليات المهرجان على ندوات نقدية مكرسة لمناقشة العروض المشاركة، وإصدارات الكتب الخاصة بالمسرح الأردني، إضافة إلى معرض إصدارات الهيئة من كتب وأعداد مجلة “المسرح العربي” التي تشكّل بمجموعها ثروة معرفية لجميع المعنيين بالمسرح ومحبيه.
وشهد المهرجان توزيع الجوائز على الفائزين بمسابقتي النصوص المسرحية المكتوبة للكبار والأخرى المكتوبة للأطفال، وإلقاء رسالة اليوم العربي للمسرح في حفل الافتتاح التي كتبها المسرحي البحريني خليفة العريفي، فيما جرى تكريم رواد من المسرح الأردني هم باسم دلقموني، حابس حسين، حاتم السيد، خالد الطريفي، عبدالكامل الخلايلة، عبدالكريم القواسمي، مجد القصص، نادرة عمران، نبيل نجم، ويوسف الجمل.
وتكونت لجنة التحكيم من المخرج المصري خالد جلال رئيسا، وعضوية الممثلة العراقية شذى سالم والباحث السوداني عادل الحربي، والمخرجة اللبنانية لينا خوري والمخرج الفلسطيني إيهاب زاهدة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق