قراءة نقدية لمسرحية "زوج بسطال " تأليف علي عبد النبي الزيدي
مجلة الفنون المسرحية
وضاء الحمداني
خلاصة المسرحية :
المسرحية هي مونودراما تتكلم عن شخص غير سعيد في حياته مع أزواجه بالرغم من زواجه بأربعٍ نساء مع ذلك فهو غير سعيد دائماً يطلق النكات لكنه رغم ذلك هو حزين ، وهو دائم البحث عن بسطاله ، بسطاله الذي خاض به الحروب ولا يستطيع أن يفعل شيء دون وجود هذا البسطال والبسطال مقترن بحدوث الحروب في هذه الدولة تلك الحروب التي أحرقت الاخضر واليابس ، تلك الحروب التي أهلكت الحرث والنسل ، تلك الحروب التي لم يفيد منها بشيء سوى الخراب والدمار ، تلك الحروب التي لا يدري لماذا حدثت ولأجل أي شيء ، المهم انه يبحث عن بسطاله لاستعادة رجولته وتذكر بطولاته في الحرب واستعادة نغمة الفرح مع زوجاته، فالزوجة الاولى أحبها لكنها أتعبته ، والثانية تآمرت مع الاولى من أجل بيعه في سوق الخرداوات ، والثالثة تآمرت مع زوجتيه من أجل التخلص منه ،والرابعة اتفقت مع زوجاته الثلاثة من أجل طرده من الغرف الاربعة ، وفي النهاية يحصل على بسطاله لكنه لا يفيد منه بشيء فالحرب انتهت وزوجاته لا يريدونه نهائياً في حياتهن0
تحليل العينة:
ونلاحظ في المسرحية المؤشرات الآتية :
استخدام الموسيقى في بداية المسرحية وفي المسرحية استخدام الموسيقى والغناء حينما يغني الزوج ويقول في أغنيته : (( أكلهم قبل أن يتعشوا بجثتي بندقيتي شرفي
وخوذتي خالتي وعمتي نطاقي
وبسطالي جدي وجدتي ))(1).
والتركيز على المهيمن السياسي حول الحروب التي مر بها البلد أكثر من ثلاث حروب خلال فترة عشر سنوات حينما
يقول الزوج: ((كنت محارباً باسلاً ومحارباً عظيماً ، طالما استيقظت في الصباح فوجدت نفسي في جبهة أحارب ولا أعرف لماذا أحارب والمخجل انني لا أعرف ضد من أحارب ومن هو العدو المقابل ؟))(2).ونلاحظ أيضاً المهيمن الاجتماعي عندما يقول الزوج : (( أنت زوجتي الاولى ، أحببتك كما كنت أعتقد ان ذلك حباً ، ولكن تبين بعد يوم واحد فقط بأنه ام يكن سوى انتحار ))(3).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- علي عبد النبي الزيدي ، مسرحية : زوج بسطال ، مسرحية غير منشورة، ص03
(2)المصدر نفسه ، ص4.
(3)المصدر نفسه ، ص1.
وفي هذه المسرحية يظهر المزج بين الحقيقة والوهم حينا يقول الزوج : (( أين هو بسطالي هو الحل الوحيد أين بسطالي كيف لي أن أخوض حرباً دون بسطال ، سأهزم 000أنا مقاتل شرس ))(1).
ويظهر لنا كشف الحقيقة وملامسة الواقع حينما يقول الزوج : (( أنا مهان وابن مهان كل آبائي وأجدادي قد أهينوا في هذه اللحظة ))(2).
وايضاً الحوار الآتي يكشف الحقيقة ويلمس الواقع حينما يرد أباه عليه : ((عندما سألته يا أبي من هم الأعداء قال لي غاضباً : انه لا يدري ولا يريد أن يدري ولكن الاهم عنده 00أن أذهب للحرب لكي أقاتلهم الاعداء الذين لا يعرفهم أبي ولا جدي ولا الجنود ولا الناس ))(3).
وأيضا الحوار الآتي يكشف الحقائق ويلمس الواقع حينما يقول الزوج : (( ضحك أبي علي وقد علمت أن جدي كان يضحك على أبي وتيقنت أن جدي الاول كان يضحك على جدي الاخير من أجل أن يشارك الجميع في حرب لا يعرف أحد لماذا يحارب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)المصدر نفسه ، ص01
(2)المصدر نفسه ، ص01
(3) المصدر نفسه ، ص03
فيها ولكن توصلت ان البسالة أن تشاهد الحرب من بعيد وتتفرج على صور المعارك وتستمع الى البيانات والاناشيد الباسلة ))(1).
وفي المسرحية أستخدم الكتاب كنوع من الوثائق المستخدمة في هذه المسرحية حينما يقول الزوج : (( هاهو القاموس بكرامة وجدتها الانسان بلا كرامة مثل أسد بلا فريسة لا بل مثل أسد بلا أسنان ، أو مثل حمار بلا نهيق ))(2).
ونلاحظ فيها المسرحية استخدام الكوميديا الساخرة المتهكمة حينما يقول الزوج:
(( جدي شارك في ثورة العشرين ، وأبي شارك في ثورة الحادي والعشرين وعمي شارك في ثورة الثاني والعشرين ، أخي الكبير شارك في ثورة الثالث والعشرين ، أقاربي وجيراني شاركوا في ثورة الرابعة والعشرين وأنا ولدت في ثورة الخامسة والعشرين وشاركت في ثورة السادسة والثمانين والتسعين والالفين والمليونين والمليارين وأولادي الذين سيأتون سيشاركون في ثورة ال..))(3).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- المصدر نفسه ، ص 04
- المصدر نفسه ، ص01
- المصدر نفسه ، ص04
وأيضاً تظهر الكوميديا في الحوار الآتي : (( مرحباً بكم في مزاد الازواج أيها الناس نفتح المزاد على بركة الله ، بزوج كامل الاوصاف والارداف وقد خاض حربين وأستشهد في ثورتين وبعث من جديد في معركتين ، زوج زوج زوج من نوع خاص ، زوج كأنه ثور في قمة عطائه من يشتري 0لا يفوتكم شراء هذا الثور ، أيها الناس ثور ، زوج للبيع من يشتري ؟ من يشتري ؟ )) (1).
وشخصية المسرحية متخيلة وهي شخصية غير نمطية عبارة عن فكرة أقترحها الكاتب وتنتهي المسرحية بسقوط عدد كبير من البساطيل لكن لا فائدة من هذه البساطيل لان أزمة البطل ليست مادية وانما نفسية ذاتية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- المصدر نفسه ، ص5.
*مسرحية مونودراما 2007
0 التعليقات:
إرسال تعليق