مونودراما " مونولوج الضحك " تأليف بيدرو مونيوث سيكا ترجمة :*أ.د.صباح عطية سويبج
مجلة الفنون المسرحية(الفتاة كونجيتا شابة انيقة وجميلة ترتدي ملابس الشارع العادية، مرحة وأحيانًا ساذجة بتصرفاتها ).
كونجيتا:- يا الهي أشعر بأنني متضايقة .. أعتقدتُ بأن التهيؤ للمسرح كان شيئًا سهلًا، لا يهم .. المهم أن لا أكونَ قبيحة المنظر، يجب أن أمتلك بعض الكلمات الحلوة وقليلًا من الوقاحة .. أقصد الجرأة العالية للتحدث، هيا يا كونجيتا دون رابط .. دون رابطة .. يا للمسيح دون ارتباط .. نعم ارتباط .. فقدتُ لساني يا الهي، ولهذا السبب فأنا الآن أحدُ أسناني ضد خطيبي ببيتو كوتيو خطيبي الرسمي.
أقول خطيبي الرسمي لأنني ( بصوت مُنخفض) أمتلك اخر؟؟ نعم يا سادتي اخر ، وهذا الاخر ليس مُلكي وإنما لتمضية الوقت معه (ببراءة) يمكنكم معرفته انه شاب أسمر اللون له وجنتان يابانيتان اسمه خوانيتو راموس .. مرحٌ جدًا .. جلبه الى البيت خطيبي الرسمي. المسكين خوانيتو عانى من خيانة الحُب مع خطيبته الأولى، تحدثنا وأهدى لي زهرة، ورقصنا ولهونا معًا. يرقصُ جيدًا، لقد شرح لي مأساتهِ وحزنه العميق حتى انني تألمتُ له كثيرًا ولأجل أن يكون سعيدًا فأنا على استعداد أن اكون صديقته!!ممكن أن يحدث هذا مع أي انسان!!
تصوروا ياسادتي يا كرام كان يمتلك خطيبة فهجرته. تعرف عليها في إحدى محلات بيع الأحذية، كانت هي جالسة بجانبه تتفحص مجموعة من الأحذية النسائية (تُقلد صوتها) أيّ بحق السماء يا رجل، الحذاء يؤلم قدمي. سوف يشوه قدمي ويجعله قبيحًا (تُقلد صوت الرجل خوانيتو) فعلًا يا مادموزيل انهما جميلتان (تعود إلى صوت الفتاة) أرجو ان تجلب لي آخر بقياس مُناسب ومُريح، أنظر إلى قدميَّ كم هما طريتان؟.
على اي حال المسكين خوانيتو تحرك قلبه لها، بعدها بساعاتٍ عدة من الكلام المُتحايل أصبحا خطيبين!وعلى بركة الله. ولكن يا للنساء الكاذبات المُتقلبات كتقلب الجو.
عمومًا بعد مرور شهرين انتهت علاقتهما بالفشل، لقد بكى المسكين كثيرًا وبكيتُ معه، طبعًا لأنني لستُ مثل أولئك الفتيات المُتقلبات.
ومنذ تلك المُصيبة ونحن صديقان. أما خطيبي الرسمي فقد عرف ذلك منذ الليلة التي رقصنا فيها وكذلك عطر الزهرة قد ملأ أنفه، لا أُطيل الكلام عليكم فقد ضربني بكتابٍ كان يُمسكه بيدهِ، أما أنا فقد رميتهُ بأحد الكراسي القريبة مني، ولأجل أن تكونوا على بينةٍ من ذلك فقد كسر أحد المصابيح المنضدية نتيجة رعونتهٍ !!
بعدها انتبهتُ إلى نفسي بأنني يمكن أن أكون ممثلة فقد جربتُ صوتي بالصراخ معه، لذا قررتُ أن أكون ممثلة هزلية في المسرح، وبمساعدة أحد الشعراء الشباب حصلتُ على مقابلة مدير المسرح الأهلي في مدريد.
وصلتُ إلى هناك واستقبلني المُدير برحابة صدر لأنني كنتُ قد رفعتُ صدري إلى الأعلى وشرحتُ له رغبتي أن أكون ممثلة هزلية في مسرحهِ، وقال لي :( تُقلد صوت مدير المسرح) يا آنسة لأجل أن تكوني ممثلة عليكِ أن تعملي في أحد المسارح الصغيرة، ومن أجل الوصول إلى المسارح المحترفة يجب أن تكوني صاحبة ذكاء خارق وعلاقات شخصية واسعة مع المُنتجين والمُخرجين وأصحاب الفن. لكن لا عليكِ لنرى حظكِ الآن، أُريد أن تُقدمي لي مشهدًا تمثيليًا، هل لديكِ مشهد جاهز؟ قُلتُ له لاأتذكر شيئًا يا سيدي، ممكن أن يكون صراخًا مثلاً؟.فأجابني: لا يا صغيرتي، أريد مشهدًا ، تذكري .. تذكري. (تسأل نفسها) اتذكر؟ .. لا اتذكر أي شيء، اني عصبية المزاج .. اوه .. تذكرتُ (تُغني بصوت اجش) تعالوا لنذهب جميعًا .. تعالوا لنذهب إلى ماريا .. إلى أمنا الحنونة ماريا .. ( تتوقف عن الغناء)
نظر إليَّ بوجه عبوس، فقد غنيتُ أغنية القرويات عن القديسة ماريا وكان وجهه يقول لي أذهبي يا غبية إلى أمكِ ماريا. بعدها تكلم وقال لي: (تُقلد صوت مدير المسرح) لنسمع طبقة صوتكِ، اقرأي في هذا الكتاب بعض السطور. تناولتُ الكتاب ويداي ترتجفان من الخوف. من هنا يا سيدي؟ نعم من هنا(تقرأ) العجوز المسكين كان يتذكر رقصة السامبو .. عفوًا السامبا (تُعيد القراءة بصوتٍ أعلى) العجوز المسكين كان يتذكر رقصة السامبيني فأجابني لا يهم السامبو والسامبيني الشيء نفسه استمري بالقراءة ( تقرأ بعصبية) العجوز المسكين كان يتذكر رقصة السامبيني .. اقول السامبو واذا بالطفل قنديل يحمل بيده قابيلًا. قاطعني مدير المسرح بسرعة : لا يا عزيزتي الطفلُ قابيل يحملُ بيده قنديلًا ، اتركِ القراءة واضحكِ (تتعجب) اضحكُ؟ كيف أضحك وأنا أمتلكُ الرغبة في البُكاء؟ فأجابني بشدة. هيا أضحكي ( تُقلد صوته) عندما يتطلب الدور من المُمثلة أن تضحك عليها أن تؤديه حتى وان لم تمتلك الرغبة في الضحك (يضحك) هاها.. هاها.. هاها..
نعم سيدي .. حاضر .. سأضحك (تضحك بصوت اجش) خا .. خا .. خا..
يا للتعاسة، لحظة من فضلك خا.. خا.. خا..خو.. خا..خي..خي (تبكي) سنيور (تتوسل) عندما أرى أو أسمع شيئاً يثير حفيظتي فأني أنفجرُ بالضحك المتواصل ولمدة عشرين دقيقة.
أُقسم بالله لمُدة عشرين دقيقة من الضحك المتواصل وكأنني مُصابة بداء الضحك حتى أن الجميع يهابني (تُقلد صوت المُدير) طيب يا صغيرتي تذكري حالة مُضحكة وقدمي لي ضحكًا على المسرح. سأحاول يا سيدي. وبدأت أشرحُ له حالة تذكرتها وهي أن إحدى صديقاتي قد تزوجت من رجلٍ خياط يكتب مسرحيات كوميدية وبما أنه خياط فأنه يخطئ في أثناء الكتابة في المسرح في كلمة (فنار)فيكتبها (فرو) طبعًا لأنه خياط؟؟. سيدي أعتقد انها حكاية سخيفة ولا أستطيع الضحك.
نهضتُ للرحيل من المسرح وأنا اتصبب عرقًا من سخافاتي الواحدة تلو الأخرى، وقبل أن أخرج من الباب الرئيسي شاهدتُ العجوز والعجوزة اللذان فتحا لي الباب أول مرة وأدخلاني إلى مُدير المسرح. انهما يحرسان الصالة، سألني مُدير المسرح دون أن ينظر لهما. من القادم؟. فأجبته ببراءةٍ انهما السادة أصحاب المسرحية فقفز الرجل مذعورًا. يا للفرحة لقد جاء السيدان (تضحك الفتاة) لقد قُلتُ أصحاب المسرحية أقصد أصحاب المسرح (تضحك) هاها.. هاها.. هاها.. لا أستطيع الكلام من الضحك والمسكين يتصور السيدين قد جلبا له النص المسرحي الموعود هاها.. هاها.. هاها.. (تضحك بهستيريا) وأنا أقصد حُراس المسرح .. يا الهي لقد دخلني مرض الضحك هاها.. هاها.. هاها.. عشرون دقيقة متواصلة ..
النجدة ( تخرج) ..
(ستار)
*كاتب أسباني 1881-1936
* استاذ في كلية الفنون الجميلة-جامعة بغداد
0 التعليقات:
إرسال تعليق