ضمن فعاليات البرنامج الإفتراضي للمسرح الجهوي سيدي بلعباس ، ومدّا لجسور التواصل وتلاقح الأفكار ، نضىء ضمن محطة " جسور للتواصل الإبداعي " موضوع " النقد المسرحي في سورية والمسرح المقام " ، في ورقة نقدية للكاتب والناقد " جوان جان " من دمشق /سوريا .
مجلة الفنون المسرحية
إذ ، في ورقته النقدية يقف عند مصطلح " الإبداع المقاوم " ، مدرجا أهمّ مراحل الحركة النقدية والتي مسّت المسرح في المقام الأول ، وكيف تأثر الإبداع المسرحي والحركة النقدية في سورية جرّاء كل التحولات التي شهدها الوطن ، وكيف تعامل معها النقاد والباحثون والمسرحيون .
كل هذا ، تجدون بين طيات الورقة النقدية للكاتب والناقد المسرحي السوري " جوان جان "
صاحب المسيرة الحافلة من النضال كتابة ونقدا وإبداعا .
جوان جان / كاتب وناقد مسرحي ، من مواليد دمشق 1970
خريج المعهد العالي للفنون المسرحية-قسم النقد والدراسات المسرحية 1993 .
رئيس تحرير مجلة "الحياة المسرحية" منذ العام 2010 .
عُرِضت نصوصه المسرحية في معظم المدن السورية وفي بعض الدول العربية سواء في حقل المونودراما ، أو الكبار أو الأطفال .
له عديد الإصدارات والكتابات
كتب للمسرح القومي بدمشق مسرحية "معطف غوغول" إخراج سلمان صيموعة 2000 .
كتب للمسرح القومي بدمشق مسرحية "نور العيون" إخراج د.عجاج سليم 2001 .
صدر له :
-كتاب "وراء الستار-مقالات نقدية في المسرح السوري" عن وزارة الثقافة-المعهد العالي للفنون المسرحية 2000 وأعيدت طباعته في مهرجان دمشق المسرحي الثاني عشر 2004 .
-كتاب "مسرح بلا كواليس-إطلالة على الحركة المسرحية السورية" عن وزارة الثقافة-المعهد العالي للفنون المسرحية 2006 .
-كتاب "قراءات في النص المسرحي السوري" عن اتحاد الكتاب العرب 2006 .
-مسرحيتان للأطفال "مغامرة في مدينة المستقبل" و"حيلة العنكبوت" عن وزارة الثقافة-الهيئة العامة السورية للكتاب 2008 .
-أربعة نصوص مسرحية "الطوفان" و"أجمل رجل غريق في العالم" و"مونودراما ليلة التكريم" و"المعطف"-دار إنانا-دمشق 2009 .
-كتاب "قصة المسرح" عن وزارة الثقافة-الهيئة العامة السورية للكتاب-منشورات الطفل 2013 .
-كتاب "حكايات مسرحية" عن وزارة الثقافة-الهيئة العامة السورية للكتاب-منشورات الطفل 2016 .
-نصوص مسرحية "حكاية المولود الجديد-وقت مستقطع-مونودراما ليلة الوداع" عن وزارة الثقافة-الهيئة العامة السورية للكتاب 2016 .
-مسرحيتان "نور العيون-هوب هوب" عن وزارة الثقافة-الهيئة العامة السورية للكتاب 2018 .
-"سعد الله ونوس" عن وزارة الثقافة-الهيئة العامة السورية للكتاب-سلسلة "أعلام ومبدعون" 2018 .
-مسرحية الأطفال "دو ري مي.. أبجد هوّز" عن وزارة الثقافة-الهيئة العامة السورية للكتاب-منشورات الطفل 2020 .
شارك في تأليف كتاب عن الكاتب والباحث المسرحي عبد الفتاح قلعه جي-اتحاد الكتّاب العرب 2003 .
شارك في تأليف كتاب عن الكاتب والمخرج المسرحي فرحان بلبل-اتحاد الكتاب العرب 2003 .
شارك في تأليف كتاب عن الكاتب المسرحي وليد فاضل-اتحاد الكتاب العرب 2006 .
شارك في تأليف كتاب عن الكاتب المسرحي علي سلطان-اتحاد الكتاب العرب 2008 .
نشرت له مجلة "الحياة المسرحية" مسرحيته "ذهب مع الريح" في العام 1995 .
نشرت له مجلة "الحياة المسرحية" مسرحيته "أجمل رجل غريق في العالم" في العام 1999.
نشرت له مجلة "الموقف الأدبي" مسرحيته "المعطف" في العام 2002 .
نشرت له مجلة "الموقف الأدبي" مونودراما "ليلة التكريم" في العام 2005 .
نشرت له مجلة "الموقف الأدبي" مسرحية الأطفال "مغامرة في مدينة المستقبل" في العام 2007 .
نشرت له مجلة "الموقف الأدبي" مونودراما "ليلة الوداع" في العام 2010 .
نشرت له مجلة "الحياة المسرحية" مسرحية "وقت مستقطع" في العام 2015 .
نشرت له مجلة "الحياة المسرحية" مسرحية الأطفال "دو ري مي أبجد هّوز" في العام 2016 .
كما شارك في عضوية لجان التحكيم والتقييم لعديد المهرجانات نذكر منها :
مهرجان حمص المسرحي 2001-2015 ، مهرجان حماة المسرحي 2001-2005-2006-2010، مهرجان مصياف المسرحي 2003-2004-2005، مهرجان الثورة (الطبقة) المسرحي 2003-2004-2005 ، المهرجان المركزي للشباب-دمشق 2004 حلب 2005 دير الزور 2009، المهرجان الشبيبي الفرعي-اللاذقية 2005 ، مهرجان الرقة المسرحي 2006-2007، مهرجان الشباب للفنون المسرحية-الحسكة 2007 دمشق 2008، أيام الشارقة المسرحية 2016، مهرجان السويداء المسرحي 2016-2017-2019-2020 ، مهرجان المسرح الجامعي-حلب 2019.
وسجل مشاركاته الأكاديمية في الندوات المسرحية في مختلف المدن السورية والعربية .
كما حصد عديد التكرمات منها نلكم في ملتقى شبيبة خالد بكداش الثقافي-دمشق 2014 .
مهرجان حماة المسرحي 2019 .
النقد المسرحي في سورية والمسرح المقاوم
لـ/ جوان جان
يُعتبر مصطلح "الأدب المقاوِم" أو "الإبداع المقاوم" حديثاً إلى حد ما في تاريخ الثقافة العربية، إلا أن فعل المقاومة من خلال الإبداع يبدو بعيداً زمنياً، وقد يعود بنا إلى ما سمي بالعصر الجاهلي حيث سادت الأدبَ العربي لغةُ المعلَّقات التي عبّرت بشكل أو بآخر عن فعلٍ أو شعورٍ بمقاومة الواقع والرغبة بالانعتاق منه والثورة عليه، وإذا كانت الحركة النقدية بمعناها المعاصر غير معروفة في ذلك الزمن فإن العديد من الدراسات التي وضعها النقاد والمثقفون في مراحل لاحقة ساهمت في كشف النقاب عن أدب المرحلة ودوره في مجتمعه وفضائه الإنساني والحضاري.
في مرحلة ما بعد الاستعمار بمعناه التقليدي سعت الحركة النقدية إلى تكريس واقع نقديّ واعٍ لخطورة المرحلة وتحدياتها، وآمنت هذه الحركة بأهمية دور الأدب والفن والثقافة في حياة الناس وقدرتها على صياغة واقع جديد.
لقد تلمست الحركة النقدية المستجدات الطارئة على الساحة فتلقفتها في ضوء ما تم إنجازه من أعمال إبداعية في مختلف أنواع الأدب والفن، وفي مقدمتها المسرح الذي حاول مبدعوه النزول إلى الشارع ومحاورة الإنسان الذي وجد في المسرح تحديداً ضالته المفقودة باعتباره الفن الوحيد –تقريباً- الذي حاول أن يجمع بين نبل الأدب وجمال الفن، فظهرت أعمال مسرحية عديدة تناولت الواقع بأسلوب مرمَّز في غالب الأحيان، حيث يشير الجزء إلى الكل، والقليل إلى الكثير، وهي لغة المسرح المختصرة المختلفة تماماً عن لغات الآداب والفنون الأخرى.
لقد كان للمسرح دور في مقاومة قوى الهيمنة ولا سيما في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، حيث كان خير معبّر عن حالة الحراك المجتمعي المضطرب بفعل الرفض المطلق للاحتلال العثماني، فعلى الرغم من الدعم الذي حصل عليه رائد المسرح السوري والعربي أبو خليل القباني من والي دمشق المتنوّر مدحت باشا إلا أن السلطة العثمانية لم تتمكن من حماية القباني ومسرحه عندما تم تأليب العامة عليه بحجة وجود ما يخل بالأدب العام في مسرحه، علماً أن السبب الأساس وراء الهجوم على القباني ودفعه إلى الهجرة كان التهديد الذي شكَّله مسرحُه على مصالح الطبقة الدينية المتحالفة مع الطبقة السياسية عندما أخذ يكشف النقاب من خلال أعماله عن مدى الهيمنة الفكرية للطبقة الدينية واستلابها العقلي للناس المدفوعين وراء رجال الدين بدافع الخوف من العقاب الإلهي، في الوقت الذي كان فيه رجال الدين يمارسون أقصى حالات التحالف مع السلطة العثمانية الغاشمة التي مارست أبشع أساليب التجويع والإفقار بحق الشعب السوري.
هذه الوقائع المرتبطة بنشاط القباني وهجرته كان لا بد للحركة النقدية في بلادنا أن تتفاعل معها، ليس في فترتها بل في فترات لاحقة ولا سيما بعد اندحار العثمانيين عن سورية عام 1918 حيث أخذت تظهر دراسات متواضعة تحاول إلقاء الضوء على الفترة التي نشط فيها مسرح القباني في دمشق.. وكان التواضع من أبرز سمات هذه الحركة النقدية، إضافة إلى محدودية عددها وتأثيرها بسبب انشغال الرأي العام آنذاك بمواجهة الاحتلال الفرنسي، كما أن هذه الحركة افتقرت للوعي الكافي بأهمية الكشف عن تفاصيل لم تكن متغلغلة في اهتمامات الناس الذين كان تأمين لقمة العيش بالنسبة لهم أهم من البحث عن أسباب عدم استمرار تجربة القباني.
ومن سمات هذه الحركة النقدية أيضاً تريّث بعض الباحثين السوريين قبل البحث في تفاصيل قد تثير حفيظة السلطة الفرنسية التي كانت ترى أن أي انتقاد للسلطنة العثمانية البائدة في الأعمال المسرحية هو انتقاد مباشر لها باعتبار أن الاحتلالين وجهان لعملة واحدة.. وبعد جلاء الاحتلال الفرنسي بدأت تظهر إلى العلن محاولاتٌ خجولة تتناول تجربة القباني من خلال دراسات نقدية بقيت سطحية فترة طويلة من الزمن، إلى أن أخذت وزارة الثقافة على عاتقها دعم الحركة المسرحية، فظهرت دراسات نقدية عديدة تناولت تجربة القباني بعمق، وركّز معظمها على الجانب الثوري في هذه التجربة.
في السنوات الأخيرة من عمر المسرح السوري، وبالتحديد ابتداء من العام 2011 العام الذي تم فيه شن الحرب على سورية يلمس المتابع للنشاطات المسرحية كيف كان المسرحيون السوريون واعين لفداحة الخسائر وعِظَم الأخطار، فقدموا على خشبة المسرح أعمالاً تناولت الحرب، وقد تنوعت هذه الأعمال شكلاً ومضموناً بتنوع أساليب مبدعيها، وتلقفت الحركة النقدية المسرحية السورية هذه الأعمال بكثير من الترحيب والاهتمام، وكان التركيز عليها باعتبارها فعلاً مقاوماً للموت والحصار، ولكي يقول المسرحيون السوريون للعالم أنهم موجودون، وبذلك أثبت المسرحيون السوريون أن الحياة في سورية مستمرة، والحياة الثقافية في المقدمة منها.
وبشكل عام لم تكن ردة فعل المسرح السوري على الحرب الظالمة على سورية متسرعة وانفعالية بشكل عام، بل اتسمت بالتأني في تناول الموضوع إلى درجة أن السنة الأولى من الحرب لم تأخذ مكاناً لها في خارطة المسرح السوري، وقد يعود السبب في ذلك إلى أن الأعمال التي عُرِضَت في العام 2011 كانت مدرجة مسبقاً، وبالتالي فمن المنطقي ألا تتناول الحرب على سورية كمسرحيات "منحنى خطر" لعروة العربي و"هل تأتون قليلاً" و"السيد" وكلاهما لوانيس باندك، ويمكننا القول أن مسرحية "كلهم أبنائي" لمأمون خطيب والتي قُدمت في الشهر الثاني عشر من العام 2011 كانت أولى الأعمال المسرحية التي تناولت الحرب على بلادنا بطريقة غير مباشرة..
والواقع أن تقديم مسرحية "كلهم أبنائي" لم يكن ليعني انجرار بقية الأعمال المسرحية التي قُدمت في ذلك الوقت نحو تناول الحرب بشكل تلقائي، فقد ظهرت أعمال مسرحية في نفس الفترة لم تكن معنية بهذا الموضوع إلا بشكل عابر وغير ملموس كمسرحيات "بيت الدمية" لمانويل جيجي و"فاوست" لهشام كفارنة و"المرحوم يموت مرتين" لسلمان شريبة و"كلب البيك" لمروان فنري و"هاملت" لعروة العربي و"أناتول فيلد" لمنتجب صقر ومونودراما "ليلة الوداع" لسهير برهوم، إلا أن ثمة عملين هامين ظهرا في أواسط العام 2012 أعادا الاعتبار لموضوعة الحرب التي أصبح تناولها في ذلك الوقت مباشراً في جزء منه ومبتعداً عن التلميح مفضّلاً التصريح، وهذان العملان هما "حكاية بلاد ما فيها موت" لكفاح الخوص و"ماتا هاري" لهشام كفارنة، ففي العمل الأول حديث عن شاب وجد أن مفهوم الموت قد وصل إلى مرحلة من الابتذال والرخص بحيث فقد معناه وهالته وأصبح أمراً مجانياً وفعلاً اعتيادياً.. وفي العمل الثاني "ماتا هاري" كانت هناك محاولة لملامسة قضية الحرب وتداعيتها بأسلوب غير مباشر.
ورغم الأجواء الكئيبة التي سيطرت على طبيعة العمل المسرحي السوري في تلك الفترة إلا أن هذا لم يعنِ أن الكوميديا أضحت بعيدة المنال عن خشبات مسارحنا، فقد طالعنا الفنان بسام كوسا في أواسط العام 2013 بإشرافه على عرض تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية بعنوان "الكوميديا السوداء" وهو عمل يعتمد على مواقف متلاحقة من سوء التفاهم ناتجة عن انقطاع التيار الكهربائي في لحظة فاصلة من حياة فنان تشكيلي ينتظر رجلاً ثرياً يحاول إقناعه باقتناء لوحاته، لتضاف إلى قائمة سوء التفاهم مجموعة من شخصيات الجيران والأقارب الذين تواجدوا جميعاً في المكان نفسه.
وفي العام 2014 كان المعهد على موعد مع عمل لامس الواقع السوري بأسلوب غير مباشر وكان بعنوان "رماد البنفسج" لسامر عمران، واكبه خارج إطار المعهد عمل حمل عنوان "ورق اللعب" إخراج مؤيد الخراط لم يخرج في إطاره العام عما يجري على الأرض السورية.. ومجمل هذه الأعمال وسواها وجد صداه عند نقاد المسرح السوري ودارسيه.
لقد قامت الحركة النقدية المسرحية في سورية بأدوار تفوق طاقتها من خلال رصدها لمجمل النشاط المسرحي، وساهمت في دفع النشاطات المسرحية إلى الأمام من خلال نقلها إلى أوسع شريحة ممكنة من المتابعين والمهتمين داخل سورية وخارجها، وبذلك تكون قد لعبت دوراً مهماً في المحافظة على الحياة المسرحية السورية وحمايتها كشكل من أشكال مقاومة الموت.
خلية البرمجة والاتصال.
كونوا الأقرب دوما .
0 التعليقات:
إرسال تعليق