مسرحية " السد " وانفتاح الجماليات على الآخر / د.جبار خماط
مجلة الفنون المسرحية
تتجدد الذائقة الجمالية لدى الجمهور مع تنوع وتطور مستويات العطاء الفني ، الفكر يتحول صورة ، والصور تتفجر شعرية امام السمع والبصر، واذ تتحقق الصورة المسرحية المتقنة إيقاعا ، فإن التلقي يكون متناغما مع حياة العرض المسرحي ، لأننا - الجمهور - بحاجة إلى فاعلية التواصل وبناء الذائقة الفنية وتعاضدها مع الفن الجمالي المسرحي . والإبداع الفني ، لا يعني صناعة الالغاز والمتاهات الملغزة، بل هو بوح عميق يتخذ من البساطة البليغة ، ممرا فسيحا نحو المتلقي . إذ ما عليك سوى العمل بمبدأ : كل شي بقدر، حتى تصل إلى الجمهور براحة وامان فني . لم تعدد الفنون فوقية الخطاب ، أو تسعى إلى التسفيل ، بل هي خطاب وانساق بنية تجعل كل ما في الوجود قابلا للحياة والوجود الفني . حتى الفوضى تكون خلاقة على المسرح ، حين تعمل بالقدر الكافي الذي تسمح به المعالجة المسرحية . والنفايات تحولت إلى كائن جمالي ، لانها خضعت إلى مشرط التحويل ، نراها نفايات بانساق فنية جميلة !
ما قام عليه العرض المسرحي السد ، هو الإتيان بحياة سردية - درامية على نسق إيقاعي منضبط ، تفاعلت فيه ، انشغالات الفضاء التشكيلي وتعاضده مع المسرحي، ليتحقق أفقا جديد ا في التلقي ، إذ نجد الساكن /اللوحة، والمتحرك/ المسرحي ، يعملان في مجاورة بليغة ، لإنتاج بيئة مسرحية ، يعيش فيها الإنسان / الممثل في متوالية إتصالية لها بعدها التواصلي ما بين المباشر / الرجل والمرأة ، وغير المباشر لدى الظلال البشرية ، التي تمكنت من انتاج لعب ادائي مسرحي مؤثر ،
إن بلاغة السينوغرافيا لدى المبدع نجم حيدر ، كان لها الأثر الجمالي البليغ والداعم لوحدة الاخراج وجمالياته، في بناء إيقاعي محكم يتنامى مع وحدة التلقي المسرحي لدى الجمهور ، لينتهي بانفجار السد، بمعالجة مسرحية ستظل ماكثة طويلا في ذاكرة الجمهور ، إذ استعمل المخرج طائرة مسيرة تجولت في فضاء للعرض ، تقوم بقصف السد ، لينهار وسط تفاعل الجمهور ، إذ وجد نفسه ، أمام ذكاء وإتقان بصري في الكشف عن السد ونسفه في ٱن معا ،
عرض مسرحية ،( السد ) إخراج (( قاسم مؤنس )) متقن الصنع ، أعده عن رواية السد تأليف ((محمود المسعدي)) سينوغرافيا نجم حيدر ، تمثيل رياض شهيد وإيمان عبد الحسن وأركان محمد كاظم ونوار علي محمد وأيام احسان .
0 التعليقات:
إرسال تعليق