مسرحية " أنين الأرواح " تأليف د. ميسون حنا
مجلة الفنون المسرحية |
| د.ميسون حنا |
شخصيات المسرحية
الأم
الشاب / ابنها
الفتاة / خطيبة الشاب
الجريح
الزوج القتيل
الزوجة
أشخاص آخرون
اللوحة الأولى
(حجرة في منزل متواضع، الشاب وأمه يحلسان، تُسمع طلقات نارية وانفجارات متقطعة)
(صوت المذياع)
المذياع : الإجتياح....
الشاب : (صوته يطغى على صوت المذياع) الإجتياح؟
المذياع : الدم المسفوح... البيوت تُجرف على ساكنيها.
الشاب : (بحزن) تتبعثر الأشلاء.
المذياع : والجيش يمنع سيارات الإسعاف من نقل الجرحى إلى المستشقيات.
الشاب : (بحزن) فتشرب الأرض الدماء، ولا رواء... لا رواء.
المذياع : كما ويُمنع الأهالي من دفن الجثث المترامية على الطرقات، وتحت الأنقاض و ....
(يقفل الشاب المذياع بغضب)
الأم : يعاقبون الجثث.
الشاب : الأرواح تتعفن.
الأم : لا ... الروح لا تتعفن، ولكنها تئن مجروحة لما يجري على الأرض.
الشاب : (بحزن) أنين الأرواح.
الأم : ونحن هنا في انتظار الموت.
الشاب : والموت لا يأتي.
الأم : نحن في انتظاره.
الشاب : (في ثورة مفاجئة) بل ليأت إلينا فورا. (ينهض)
الأم : (تصرخ بهلع) إلى أين؟ (تمسكه)
الشاب : دعيني.
الأم : (تتشبث به وتصرخ) هناك من يقاوم في الخارج.
الشاب : وأنا لا أفعل غير اجترار الأحزان.
الأم : وماذا بوسعك أن تفعل وأنت أعزل؟
( لحظة، يتبادلان النظرات)
الشاب : (محبطا) ليس أمامي سوى محاولة استيعاب ما يجري .
(يجلس) (لحظة) ( يدير قرص المذياع)
المذياع : الحصار ... والجوع ... ومقتل رضيع.
(الشاب يركل المذياع فيصمت)
الشاب : (ثائرا) وما يجري يفوق الاحتمال. (ينهض)
الأم : (تمسك به) لا تتهور، ستقدم نفسك لقمة سائغة لهم.
الشاب : الموت أشرف من حياة على الهامش، نحياها ونحن ننتظره، نتوقعه ولا نصده.
الأم : (تصرخ) خروجك الآن يعني استسلامك للموت.
(ينظر إليها وقد هدأت ثورته)
الأم : (بهدوء ورقة) خروجك فيه الموت المحقق لك.
الشاب : (ثائرا مرة أخرى) أشتهيه، أشتهي الموت، هل تفهمين؟
الأم : (بصرامة) عليك أن تكرمه.
الشاب : الموت؟!
الأم : (بعذوبة) ستموت موتا رخيصا لو خرجت الآن.
الشاب : (بحزن) أنا ميت يا أمي إذ أشعر بالعجز، وقلة الحيلة. (يهم بالخروج، ويتابع)
الموت أرحم من الذل.
الأم : لا تتهور يا ولدي، يجب أن يكون الموت امتدادا للحياة.
الشاب : كيف؟
الأم : كل شيء بأوانه يا ولدي.
الشاب : (ثائرا) سأمزق جنديا بأظافري وسيّان بعدها الموت.
الأم : سيطلق عليك النار قبل أن تصله أيها الغشيم.
(يتفلت منها بينما تصرخ)
الأم : رحماك يا رب.
(يُسمع صوت انفجار شديد، يجفلان، ويقتربان من بعضهما، تتوالى الإنفجارات، يتلاصقان ثم
يجلسان بعد أن يسد كل منهما أذنيه براحتيه. الإنفجارات تتوالى، ينبطحان على الأرض)
*****
اللوحة الثانية
(نفس المكان. واجهة الجدار الأيسر متهدمة. الشاب يجلس بصمت قرب جثمان أمه المسجى بين الركام)
(مؤثر صوتي)
الصوت : من رحم الموت تتناسل الأحزان
الغضب والحقد يطغيان.
وشعور بالعجز يكبلني
لكني سأكسر طوق الريح
وأبيح لنفسي ما أبيح
أبيح لنفسي ما أبيح.
(تدخل فتاة معفرة الثياب، وهي خطيبة الشاب. الشاب يلمحها، يتبادلان النظرات للحظة، ثم يشير إلى الجثمان)
الشاب : (بألم) الجسد المسجى ينتظر فك الحصار ليوارى الثرى.
الفتاة : (بحرقة) دوامة القتل المستباح.
الشاب : (متنبها) لكن أنت ....
الفتاة : هربت من الموت لأجده أمامي.
الشاب : (بدهشة) أمس قُصف منزلكم، ظننتك ....
الفتاة : لا زلت أحيا لأتجرع مرارة القهر.
الشاب : وأفراد عائلتك؟
الفتاة : قضوا جميعهم تحت الأنقاض.
( الشاب ينظر إليها بوجوم)
الشاب : تهرب الكلمات مني، تتعثر، ببساطة لا أجد عبارة مواساة تليق بجلال الموقف.
الفتاة : (تنظر لجثمان الأم) أنت جريح، قلبك ينزف ألمه، لتتحد أحزاننا ، هذه هي المواساة...
(تمد يدها نحوه، يطبق على يدها براحتيه بحرارة)
لبشاب : تعازي الحارة.
الفتاة : تعازي الحارة لك كذلك.
( تسحب يدها من بين يديه)
الشاب : (يبتسم) فرح أنا بنجاتك (يقطب فجأة) أجلس قرب هذا الجسد المسجى و ... وأفرح.
أليس هذا هو العقوق؟
الفتاة : (بجزن) تركتهم هناك تحت الأنقاض، وأتيت إليك، أليس هذا هو العقوق؟
(يتبادلان النظرات بقلق)
الشاب : (متمالكا) ومع ذلك سنعقد قراننا، وسنواصل الحياة.
الفتاة : (تبتسم بألم) كانت أمي ستفرح لعقد قراننا... لكن ...
الشاب : ستفرحان لأجلنا، أنا على يقين أنهما ستفرحان.
(تُسمع طلقات نارية، تقترب منه)
الفتاة : الموت يحاصرنا أينما اتجهنا.
الشاب : لكننا سنحيا، سنتحداه ونحيا
الفتاة : هيا معي.
الشاب : إلى أين؟
الفتاة : نحفر قبرا واسعا نغيب فيه شهداءنا.
(تسمع طلقات نارية)
الشاب : الآن؟
الفتاة : إتبعني، بلا توان.
الشاب : وهل سنعود؟
الفتاة : سنحاول أن نحيا ، ثم نعود.
(يخرجان)
المؤثر الصوتي :
تحتضن الأرض الأشلاء
ويسقط المطر سيولا من الدماء
فتنبت زهرة تستهل الندى
تدوسها أقدام الردى
فيعبق المكان
برائحة المسك والزعفران.
*****
اللوحة الثالثة
(نفس المكان، الجدار الأيسر على حاله من الدمار، جثمان الأم غير موجود)
(الشاب والفتاة يتحدثان)
الفتاة : هذا المكان (تشير إلى الجدار المتهدم) كما ترى لا يقينا برد الريح.
الشاب : ولا شظايا القنابل. (يمسك يدها) هيا.
الفتاة : إلى أين؟
الشاب : نبحث عن مكان آخر.
الفتاة : هيا إلى المنزل المجاور.
الشاب : نعم، الأنسب أن نذهب إليه.
(يهمان بالخروج بينما يُسمع صوت انفجار حاد، يقتربان من بعضهما)
الفتاة : الحرب تحطم الحواجز بيننا.
الشاب : أشعر بمزيج من الخوف واللذة.
(تبتعد عنه وتنظر إليه باهتمام، يتابع)
الشاب : الخوف من الموت، ولذة امتلاك الحياة وقد أبقى علينا الموت في غفلة منه.
الفتاة : (بحزن) ومع ذلك لم يغفلنا الموت.
الشاب : (بحزن) لا ... لم يفعل.
الفتاة : اختطف أحبتنا، وتركنا في مهب الريح.
(يسمع صوت انفجار آخر، يقتربان من بعضهما)
الفتاة : الخوف.
(طلقات رصاص متتالية، يضمها إلى صدره)
الشاب : أدمناه.
(يتوقف إطلاق النار، يبعدها عنه فجأة)
الشاب : ولكن ... هل ننسى كل شيء لو كُتبت لنا النجاة؟
الفتاة : الموت محفور في الذاكرة.
الشاب : لن يكون لنا سوى هم واحد، الثأر.
الفتاة : نعم ، الثأر .
الشاب : (غاضبا) لكن كيف؟ ومتى؟
الفتاة : (مرتبكة) لا أدري، ولكن حتما سنفعل شيئا آخر سوى مواراة الجثامين.
الشاب : نحن هنا نحفر القبور (يصرخ) وهم هناك يقاومون بقليل من الذخيرة التي سرعان ما تنفد.
القتاة : (بيأس) حينها سيتساقطون الشهيد تلو الشهيد.
الشاب : (يائسا) سنحفر المزيد... سنحفر المزيد.
الفتاة : وماذا عن الآخرين الذين يراوغون الموت في بيوتهم كما نفعل نحن الآن؟
الشاب : وهل هذا يكفي؟
الفتاة : (بتصميم) سنراوغه ونراوغه ونحيا.
الشاب : وسيولد جيل جديد يواصل مشوارنا.
الفتاة : سنعلمهم كيف يكون الصمود.
الشاب : (ثائرا) بئس الدرس.
الفتاة : لماذا تقول هذا؟
الشاب : لست أمامهم مثالا يُحتذى.
الفتاة : (بحزن) انكسار الروح.
الشاب : (يائسا) أطمح أن يكون لحياتي أثر ... أثر ومعتى، قيمة، عبرة، أو أي شيء نافع.
الفتاة : لا تظن حياتك خالية من القيم، صمودك، تماسكك، كفاحك مع الموت، وداع الشهداء
كل هذا ....
الشاب : (مقاطعا) كل هذا نفعله كنتيجة حتمية، أي شخص مكاني كان سيفعل هذا، نحن ببساطة نفعله
لأنه فُرض علينا.
الفتاة : ومع ذلك هو إنجاز.
الشاب : إنجاز العاحز الذي لا حول له ولا قوة.
الفتاة : لتكن ثقتك بنفسك عالية ... إحباطك هو الهزيمة الفعلية وأنا لا أقبل لك الهزيمة.
الشاب : (متنبها) توقف إطلاق النار... (مستدركا) الآن على الأقل.
(الشاب يقترب من الجدار المتهدم وينظر إلى الشارع)
الشاب : هناك شخص متكوم على الأرض خلف هذا الجدار.
(الفتاة تمد رأسها وتنظر هي الأخرى)
الفتاة : جثة أخرى على ما يبدو.
الشاب : (منفعلا) إنه يتحرك ... أنظري ... يتحرك.
(يندفع خارجا، تلحق به، يعودان بعد قليل وهما يحملان رجلا من رجال المقاومة، الرجل جريح
ويئن، يمددانه على الأرض)
الفتاة : جرحه ينزف، لنفعل شيئا.
(يتناول الشاب منشفة ويشقها ويضمدان جرحهبها، الجريح يئن)
الفتاة : إنه يتألم.
الشاب : نعم ، نعم، أرى هذا.
(الفتاة تحضر كوبا من الماء، تدنيه من شفتيه، يرشف جرعة ويشيح بوجهه جانبا)
الشاب : دعيه، ربما لا يرغب في الماء.
الفتاة : (تضع الكوب جانبا) لم لا ننقله إلى المستشفى؟
الشاب : نعم، نعم، سنفعل هذا (ينظر عبر الجدار المتهدم، ثم منفعلا)
الشاب : لن نستطيع : الطريق محاصر.
(يُسمع صوت طلقات نارية)
الشاب : يطلقون النار على من يصادفونه.
الفتاة : (تنظر للجريح) المنشفة تشربت الدماء.
الشاب : جرحه لا زال ينزف، كيف نوقف النزيف؟ (يتناول المنشفة ويربط قرب الجرح)
هكذا أفضل.
الفتاة : هذا حل مؤقت.
الشاب : أفضل من لا شيء.
الفتاة : (بقلق) لا نستطيع أن نُبقي الرباط محكما هكذا.
الشاب : لماذا؟
الفتاة : (مرتبكة) لا أعرف، ولكني أعتقد هذا لا يفيد.
الشاب : لكننا نجتهد.
الفتاة : نعم، نعم، معك حق.
الشاب : هذا الجريح أنعش روحنا، قبل قليل كنت أشعر بالضآلة والتفاهة والعجز.
الفتاة : أصبح لحياتنا هدف إنقاذه.
الشاب : لو أنقذناه ، يحق لنا أن نفخر.
الفتاة : بصيص من النور يهديه لنا جريح متهالك.
(الجريح يئن)
الشاب : (محبطا) نحن نثرثر، وهو يتألم، نوهم أنفسنا أننا نفعل شيئا مفيدا... لكن أنظري... إن
حالته تتدهور.
الفتاة : لنغامر وننقله إلى المستشفى.
الشاب : نعم، لو فعلنا هذا نكون قد قدمنا شيئا للمقاومة.
(يحملانه بنشاط، يسمع صوت إنفجار حاد، يلقيانه بسرعة على الأرض ويتكومان قربه)
الفتاة : (محبطة) لا فائدة ... الموت يحاصرنا...
الشاب : لا تيأسي، لننتظر قليلا ... قد ننجح فيما بعد.
الفتاة : لنسعفه نحن ، ولكن كيف؟ ألا يوجد عندك شيء من العقاقير؟
( الشاب يبحث بحركات مضطربة)
الشاب : هذه حبوب ضد الصداع.
الفتاة : وماذا نفعل بها؟ صدره الذي ينزف وليس رأسه.
الشاب : (ينظر إليه) توقف النزيف... انظري ... (بفرح) لقد ساعده الضماد الذي سخرت منه.
الفتاة : معك حق (بمرح) معك حق (تتأمل الجريح) توقف أنينه ، لعله يشعر بالتحسن.
الشاب : (يشير إليها أن تصمت) إنه يحاول أن يقول شيئا.
(لحظات ترقب)
الشاب : قل شيئا أيها الجريح... أرجوك.
الجريح : المقا ... ومة .... (يصمت)
(لحظة حرجة)
الشاب : (حاثا) نعم، نعم، ماذا عن المقاومة؟
(صمت)
(الفتاة تلمس جبين الجريح)
الفتاة : إنه بارد.
الشاب : فقد وعيه على ما يبدو.
الفتاة : بل مات ... مات (تصرخ) مااااات.
(صوت آه من الخارج تمتزج مع صراخها)
*****
اللوحة الرابعة
( حجرة في بيت، حيث يُرى الأثاث مبعثرا ومكسرا، الزوج غارق في دمه على الأرض، إنه قتيل حيث أُطلق الرصاص عليه كما يبدو. الزوجة وهي امرأة حامل ممزقة ثيابها، متكومة وسط الغرفة، تئن)
المؤثر الصوتي :
استبيحت الأعراض
والظلم تفشى
والصمت المريب
ينذر باندلاع اللهيب
ولكن هيهات
الموت يحاصرني
والريح تعاندني
آه يا وجعي... آآآآآه
(في نفس اللحظة تطلق آهتها الزوجة لتمتزج مع آهة المؤثر الصوتي)
الزوجة : آآآآآه
(يدخل الشاب والفتاة، يقتربان من المرأة)
الشاب : أتينا نحتمي هنا، فوجدناهم بحاجة لحمايتنا، انظري .
(يشير للمرأة، وينتبه لثيابها الممزقة، يشيح بوجهه جانبا ويصرخ)
الشاب : الأوغاد... الأوغاد... (يخلع قميصه ويرميه عليها، الفتاة تحتضن المرأة وتبكي)
الشاب : (يصرخ) انظري ... جريح ... لنتداركه.
(يهرع نحوه، الفتاة تترك المرأة وتلتحق بالشاب، يتأملان الزوج ويتحققان من موته)
الفتاة : إنه قتيل ... قتيل.
الشاب : الإصابة في رأسه تماما.
(لحظة)
الزوجة : (تصرخ) آآآآه
(الفتاة تركض نحوها)
الفتاة : إنها حبلى... وتنزف.... الإجهاض، لعله الإجهاض.
الشاب : ساعديها ، إفعلي شيئا.
الفتاة : لا دراية لي، الأمر خارج عن طاقتي. (تندفع نحو الباب)
الشاب : إلى أين؟
الفتاة : يجب أن أستنجد بأحد ما.
الشاب : تستنجدين بمن؟
الفتاة : أي امرأة لها خبرة، أي امرأة.
الشاب : مهلا.... لا تتسرعي.
الفتاة : إعتن بها ريثما أعود.
(تخرج ويبقى الباب مفتوحا حيث تُرى الساحة أمامه)
الشاب : (يصرخ) عودي ... ربما...
(تسمع طلقات رصاص، تسقط الفتاة إثر إصابتها، يلمحها الشاب، ينظر إليها بذهول، لحظة
ثم يهرع إليها ويسحبها ويعود بها إلى الداخل)
الشاب : تجلدي ، إصابتك ليست بليغة.
الفتاة : آآآه.
الشاب : أدرك أنك تتألمين (يربط على ساعدها حيث الإصابة)
الفتاة : (بضعف) لا تقلق ... سأتمرد على الموت.
الشاب : الحمد لله، إصابتك طفيفة.
الفتاة : ماذا عن المرأة؟
(ينظران نحوها، تكون قد زحفت قرب جثمان زوجها، وتكومت على الأرض)
الشاب : أنظري ... فقدت وعيها على ما يبدو.
(يهرع نحوها ويجس نبضها)
الشاب : أظنها ماتت.
الفتاة تقترب منها وتتأملها)
الفتاة : من المؤكد أنها ماتت .
(يتبادلان النظرات بقلق)
*****
اللوحة الخامسة
المشهد الأول
(نفس مكان اللوحة السابقة، وقد أعيد ترتيبها، الفتاة وهي امرأة حامل، جالسة في ركن، الشاب زوجها يبدو متجهما، نظراته تعكس انشغاله بفكرة عميقة، يبقى متجهما حتى نهاية المشهد تقريبا)
المذياع : جرائم الحرب، ومحاولة طمس الحقائق.
(صوت أنين من الخارج)
المذياع : سقوط عدد من الشهداءمن بين المحاصرين، والجوع يتهدد الجميع.
(أنين من الخارج)
المذياع : الجيس يجرف القتلى بالجرافات، ويتخلص من الجثث بطريقته.
(أنين من الخارح)
الشاب : (بتصميم وثقة) آن الأوان لاستثمار الموت.
الفتاة : (بقلق) لا تتهور.
الشاب : سأكون عبرة له (يشير إلى بطنها)
الفتاة : صمودك عبرة.
الشاب : لن نكرر ذات العبارات...
(يتحرك نحو الباب)
الفتاة : إلى أين؟
الشاب : الوداع.
(إظلام، لحظات ثم إضاءة عن المشهد الثاني)
المشهد الثاني
(نفس المكان. الفتاة زوجة الشاب تجلس قرب المذياع)
المذياع : (صوته يطغى) قام الشاب باقتحام حاجز عسكري، كانت نتيجته مقتل خمسة جنود، وإصابة عدد آخر بجروح بعضها خطير، واستشهاد الشاب منفذ العملية)
( موسيقى جنائزية تستمر للحظات، ثم صمت تام، لحظات وتدخل بعض النسوة ومعهن أطفالا
يتحلقون حول الفتاة، ثم يعبر جميع أشخاص المسرحية اللذين استشهدوا، ويقفون وقفة استعراضية
ثم يبدأون بتنظيم المكان بنشاط)
المؤثر الصوتي:
يحيا النشيد
وتحتضن الأرض مليون شهيد
فتحلق الروح في الفضاء
لتحبل الريح ذات مساء
فتتعلم النساء
كبف تتشكل العنقاء
(موسيقى صاخبة وهتافات)
ستار
0 التعليقات:
إرسال تعليق