حيرة الممثل في عروض المونودراما / د. أبو الحسن سلام / د. أبو الحسن سلام
مجلة الفنون المسرحية
هل يختلف التمثل في المونودراما عن التمثيل في شعرية االآداء التمثيلي لعروض جنسية مسرحية أخري ينحو التمثيل فيها منحي التجسيد النفسي للغات الداخلية وألحارجية أو ينحو نحو التشخيص الآثلوبي أو التغريبي ؟'
كان هذا سؤال لبادرت به محاضرتي لطلاب الدكتوراه في تخصص ومناهج التمثيل والآخراج في العام الدراسي ألماي ٢٠٢-٢٠٢٢
وباعتبار المحاضرة و حول تركيز الباحث علي نقطة بحث رئيسية تمل اشكالية مختلف عليها أو لم يتطرق إليها بحث من قبل - في حدود علمي. لذا وجهت طلاب الدكتوراه إليها بهدف سبر أغوار الموضوع ( إشكالية شعرية التمثيل وفي عرض المونودراما .
ولآن الاشكالية البحثية ترتكز علي قضيتين مختلفتين بينهما وجه من وجوه المقاربة لذا وجدت هذا ماثلا في ما بين التمثيل في المونودراما وفي المونودراما التعاقبية ، خاصة ألن هناك كتابات تنظيرية متعددة حول شعرية كل من الفنين المتآخيين مع ما بينهما من تباين ، لذلك كانت متطلبات البحث حول ( آسلوب التمثيل في العرض المونودرامي وفي العرض المونودرامي التعاقبي )
ولأني بحث ونشرت علي عدد من المواقع ومنها ( الحوار المتمدن ، آبو الحسن سلام ) حول ( حيرة الممثل في الدراما التعاقبية ) لذا ركز المتطلب البحثي علي آسلوب التمثيل في المونودراما بشكل عام. وآشكاليته .
* بنية الشخصية المونودرامية :
مع أن الحدث محمول في المونودراما سواء التقليدية أو التعاقبية علي كاهل شخصية واحدة ؛. إلا أنه ينبني علي آفعال متعددة حملت علي فعله ، ذلك أنها تستحضر مع فعلها أو من داخل فعلها أفعالا وظلال صور لشخصيات أخري ربطتها بها علاقة ما رسبت في وجدانها وفي ذاكرتها الانفعالية والتخيلية أثرا ما ؛ إيجابا أو سلبا . إذا علي مخرج المونودراما وعلي ممثلها أدراك طبيعة تداخل أفعال ظلال الشخصيات التي تستدعيها استدعاء لحظيا أشبه ما يكون من حالة الارتجال وعرضها كومضة تسطع فجأة وتغيب في لحظة سطوعها . وومضة سطوعها اللحظي شبه الارتجالي ظلا لصوتها وحركتها باعتبارتولدها اللحظي علي شاشة ذهن حضور الممثل نفسه .' بمعني أن يكون مؤهلا ومتمسكا لطاقات حضور فعله هو ( كشخصية مونودرامية ) في تجسيد فعله الدرامي ، مع طاقات التناغم الأدائي المتباين بين نبر صوته كشخصية الحدث الرئيسي تجسيدا تسكنه توأمة صفات الشخصية الداخلية والخارجية مع طاقات إزاحتها اللحظية التلقائية عند احلال ظلال آصوات الشخصيات التي استحضرها علي شاشة ذهنه استحضارا وميض لحظي . هذه العملية المركبة المتباينة ما بين فعل الشخصية المونودرامية الرئيسي في الحدث وظلال أصوات وحركات آفعال شخصيات بعضها إيجابي وبعضها سلبي يستوجب تغيير العاطفة الحاكمة لفعل الصوت والحركة المستدعية لحظيا ويزاد عليها الانطباع الذاتي علي فعلها قبولا لها أم كراهية لها
* فنيات الأداء التمثيلي المونودرامي :
تبعا لما تقدم يكون علي ممثل الشخصية المونودرامية التسلّح بمنهجية رئيسيين من مناهج التمثيل :
- منهج التمثيل السايكولوجي في نظام ستانسلافسكي لتجسيد الشخصية المونودرامية الرئيسية
- - منهج الأسلحة عند كل من أنتونان آرتو و مايرهولد حيث تتضافر الأساليبة الآلية الحركية مع أسبلة آرتو في تشخيص ظلال فعل الشخصيات المحمولة صوتا وحركة خارجية لشخصيات أو ومضات أفعال لحظية لشخصيات مستحضرا
- الأمر سيان في توظيف منهجي الآداء المشار إليهما في تمثيل المونودراما التعاقبية
حيث أن الحدث في المونودراما التعاقبية وإن اتخذ صورتين يقوم بأداء صورة وجهة نظر وقائع الحدث شخصية مونودرامية تجسد فعلها الذين تريد اقناعنا بحقيقته وصدقه
بينما تقوم في اعادة تشخيص الحدث المونودرامي نفسه الشخصية التي استدعاها الشخصية الرئيسية في صورة الحدث المونودرامي الأولي ، بما يؤكد حق الرد المونودرامي تجسيدا لفعل الشخصية المعارضة للشخصية المونودرامية الآولي بتجسيد فعلها لتوكيد مصداقية عرضها مع تشخيص صورة فعل الشخصية المونودرامية الأول وعرضها عرضا ناقدا للصورة التي عرضت بها نفسها
0 التعليقات:
إرسال تعليق