أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الأربعاء، 14 سبتمبر 2022

مسرحية للأطفال " ملك الغابة " تأليف طلال حسن

مجلة الفنون المسرحية
الكاتب طلال حسن 

              مسرحية للأطفال " ملك الغابة " تأليف طلال حسن




   المشهد  الأول


                                                                    
            عرين الأسد ، الأسد      

                               في فراشه ، يبدو قلقاً               

                             

الأسد : لا أثر للثعلب ، هذا اللعين ، الويل له إذا
.. " يصيح " أيها النمر .

النمر : " يدخل فوراً " مولاي .

الأسد : " بصوت واهن " تأخر الثعلب ،إنني 
أنتظره ، منذ فترة طويلة ، على أحر من
الجمر " بغضب "  هذا اللعين ، سأمزقه
لو  ..

النمر : الثعلب  بالباب ، يا مولاي .

الأسد : " يعتدل " بالباب ؟ وأنت واقف هنا
كالأبله " يصيح " ليدخل حالاً .

النمر : أمر مولاي .


                                  النمر يخرج ، بعد

                                 قليل ، يدخل الثعلب


الأسد : " بين الغضب والرجاء " آه جئتَ
أخيراً .

الثعلب : نعم ، يا مولاي ، جئتُ .

 الأسد : تعال .

الثعلب : " يقترب " مولاي .

الأسد : أرسلتكَ على عجل إلى جدتك .

الثعلب : أرجو ، يا مولاي ، أن لا أكون قد
تأخرت .

الأسد : " يغالب انفعاله " تأخرت .

الثعلب : عفواً ، يا مولاي .

الأسد : قلتُ لك أن لا تعود إلا  وهي معكَ . .

الثعلب " يتساءل بعينيه " ... ؟

الأسد : " يصيح " جدتك ال .. " يتمالك
نفسه " جدتك .. الحكيمة .

الثعلب : حاولتُ جهدي ، يا مولاي ، أن
أحضرها إلى العرين ، كما أمرتني ،
لكني حين وصلتُ إليها ، كانت للأسف
.. تحتضر .

الأسد : هذه اللعينة ، ألم تجد وقتاً تحتضر فيه
إلا عندما أحتاج إليها ؟

الثعلب : وماتت عند منتصف النهار .

الأسد : ماتت !

الثعلب : سوء حظها ، يا مولاي ، فقد تمنت أن
تحضر إليك بنفسها ، وتتشرف بلقائك .

الأسد : هذه اللعينة ، لم يكن لها أن تموت ، في
هذا الوقت بالذات .

الثعلب : اطمئن ، لم أدعها تموت حتى أخذت
منها ما تريده أنت ، يا مولاي .

الأسد : حقاً ؟

الثعلب : بالطبع ، يا مولاي .

الأسد : هذا هو المهم ، وإن كنت أتمنى لو 
سمعته منها هي بالذات .

الثعلب : هذا ما كنتُ أتمناه أنا أيضاً ، وما تمنته
هي نفسها ، لكن للأسف فإن الموت لم  
يمهلها .

الأسد : لا بأس ، أخبرني بما قالته ، فقد طال
مرضي ، وأريد أن أعود عاجلاً إلى
حياتي الطبيعية في الغابة .

الثعلب : أبشر ، يا مولاي .

الأسد : " يتهلل وجهه فرحاً " .... 

الثعلب : ستشفى ، يا مولاي ، وستعود إلى
الغابة ، كما كنت ، بل وأفضل .

الأسد : تكلم ، أسرع ، أخبرني بما قالت ، أريد
الدواء الشافي .

الثعلب : الدواء ..

الأسد : نعم ، الدواء ، تكلم .

الثعلب : ليس هناك إلا دواء واحد .  

الأسد : المهم أن يكون في متناول يدي .

الثعلب : طبعاً ، وإلا ـ وكما تقول جدتي ـ لا أمل
في الشفاء .

الأسد : أسرع ، ما هو ؟ الدواء .

الثعلب : خشف ..

الأسد : ماذا !

الثعلب : خشف ، يا مولاي .

الأسد : خشف ؟

الثعلب : هذا ما قالته جدتي ، يا مولاي ، قبل أن
تغمض عينيها للمرة الأخيرة ، وتموت .

الأسد : " يحدق فيه " .....

الثعلب : جدتي لا تخطىء ، يا مولاي .

الأسد : " يلوذ بالصمت مغالباً انفعاله " ....

الثعلب : مولاي ، الغابة تريد لك أن تشفى ،
وتعود إليها عاجلاً ، مهما كان الثمن ،
ومهما غلت التضحيات .

الأسد : أيها الثعلب ..

الثعلب : مولاي .

الأسد : أخرج .

الثعلب : مولاي !

الأسد : قلتُ لك ، أخرج .

الثعلب : " ينحني " أمر مولاي " يتراجع "
الأفضل أن تسرع بالعلاج وإلا .. ، هذا ما
قالته جدتي قبل أن .. ترحل .

الأسد : " يصمت " ....

الثعلب : جدتي ، يا مولاي طبيبة ..

الأسد : " يشير له أن يخرج " .....

الثعلب : " ينحني ثانية ويخرج " ....

الأسد : هذه الجدة اللعينة " يصمت " إنها
طبيبة ماهرة ، هذا ما يشهد به الكثيرون
" بغيظ " خشف ! " يصمت " لابد أن  
                    أشفى ، مهما كان الثمن ، فأنا ضرورة
، لا يمكن الاستغناء عني ، أنا أسد ، أنا
ملك ، ملك الغابة " يصيح " أيها النمر .

النمر : " يدخل مسرعاً " مولاي .

الأسد : أريد الشبل " يصيح " أريده حالاً ، لا
تقل لي أنه غير موجود ، جده لي حتى لو
كان تحت الأرض .

النمر : مولاي ، الشبل عاد قبل قليل ، وهو الآن
مع أمه اللبوة ، يرقدان تحت الشجرة  .

الأسد : نادهِ ، أريده في الحال .

النمر : أمر مولاي " يخرج " .

الأسد : ابني الشبل " يهز رأسه " ليس له
أصدقاء مميزون ، على العكس مني ، 
، فعندما كنت في عمره ، كان من بين
أصدقائي الفيل والنمر وحتى الكركدن ،
أما أصدقاؤه فهم الثعلب والخشف
ودبدوب وسلحوفة و .." يهز رأسه "
الخشف ، آه ها هو ولي عهدي قادم ،
لنرَ ملك المستقبل " يهز رأسه " إن
حياتي بين يديه ، يمكنه أن ينقذني ،
ويمكنه أن لا .. " يصيح " ولماذا لا ؟ أنا
أبوه ، الأسد ، ملك .. 

النمر : " يدخل " مولاي ، الشبل .

الأسد : ليدخل مباشرة ، أيها الأحمق ، إنه
الشبل .

النمر : أمر مولاي " يخرج " .   

                              يدخل الشبل مسرعاً ، 

                                ويقترب من الأسد


الشبل : بابا ، أرسلتَ النمر في طلبي .

الأسد : نعم .

الشبل : ها أنا ذا ، تفضل ، مرني .

الأسد : آه ، نعم .

الشبل : " ينظر إليه " بابا ، ما الأمر ؟ أرجو
أنك بخير .

الأسد : نعم ، أنا .. " بصوت منكسر "بصراحة
يا بنيّ ..

الشبل : بابا  .

الأسد : آه .. ماذا أقول لك ؟

الشبل : أنت تقلقني ، يا بابا .

الأسد : لا تقلق ، سأكون بخير ، نعم ، سأكون
بخير فأنا أسد ، ومازلتُ .. شاباً رغم .."
يسعل  " ..

الشبل : " ينظر إليه قلقاً " ....

الأسد : " يتمالك نفسه " أرأيت ؟ سأكون
بخير ، مهما كان ..

الشبل : رأيتُ الثعلب ، قبل قليل ، يخرج من
عندك .

الأسد : آه ، الثعلب ، إنه صديقك ..

الشبل : " يعبس قليلاً " ....

الأسد : وكذلك دبدوب وسلحوفة " يصمت "
والخشف  ، وربما أمه الغزالة أيضاً .

الشبل : نعم ، إنهم أصدقائي .

الأسد : وخاصة الخشف .

الشبل : الخشف أكثرهم طيبة وهدوءاً .

الأسد : آه .

الشبل : بابا ، ما الأمر ؟ صارحني .

الأسد : بنيّ اسمعني ..

الشبل : نعم ، بابا ، إنني أسمعك .

الأسد : اسمعني جيداً ..

الشبل : " ينظر إليه منصتاً " .... 

الأسد : أنا مريض جداً ..

الشبل : ماذا ! 

الأسد : وقد أنتهي ..

الشبل : لا تقل هذا ، يا أبي .

الأسد : إلا إذا ..

الشبل : بابا ، ستشفى ، يجب أن تشفى ،
وسنعمل المستحيل أنا وماما ..

الأسد : بنيّ ، دع ماما جانباً .

الشبل : مرني ، وستجدني رهن إشارتك .

الأسد :شفائي يتوقف عليك .

الشبل : أنا !

الأسد : هذا ما أراه .

الشبل : بابا ، من أجل شفائك ، وعودتك إلى
أحبائك في الغابة ، أعطيك حياتي .

الأسد : لا ، لا يا بنيّ . 

الشبل : أنت الملك ، أنت أبي ..

الأسد : نعم ، لكني لا أريد حياتك أنت..

الشبل : بابا ..

الأسد :  فأنت ابني ،  وليس عندي في الحياة ما
هو أغلى وأعز منك .

الشبل : بابا ، أطلب ما يشفيك ، وسأحضره لك
من آخر الدنيا .

الأسد : هذا ظني فيك ، يا بنيّ " يصمت " ما
يشفيني ليس في آخر الدنيا ، بل في
متناولك .

الشبل : بابا ..

الأسد : طبيبة ، عالمة ، لا تخطىء ، قالت لي
، ستنتهي قريباً  ، إلا إذا تناولت ..

الشبل :  ماذا ؟ قله يا بابا ، وسأحضره لك في
الحال .

الأسد : الخشف .

الشبل : ماذا !

الأسد : الخشف دوائي .

الشبل : الخشف ؟

الأسد : وإلا متّ .

الشبل : " يلوذ بالصمت " ....

الأسد : بنيّ .

الشبل : " يتجه إلى الخارج " ....

الأسد : بنيّ .. بنيّ .

الشبل : " لا يتوقف " ....

الأسد : أنقذني ، يا بنيّ ، أنقذني .


                           الشبل يخرج ، الأسد 

                         يتمدد في فراشه محطماًً 


                                   إظلام  

   


  







المشهد الثاني




                                    فسحة بين الأشجار ، 

                               الغزالة تذرع المكان قلقة


الغزالة : " تتوقف " تأخر خشفي  ، تأخر ،
ربما لم يتأخر كثيراً ، لكنه
تأخر " تسير قلقة " سيقول لي عندما
يأتي كالعادة ، لا تقلقي ، أنا مع الشبل "
تتوقف " يا ويلي ، وهل يقلقني إلا أنه
مع الشبل ؟ " تصيح " الشبل أسد ،
، صحيح أنه صغير ، إلا أنه أسد "
تسير " عليّ أن أمنعه من مصاحبة هذا
الأسد الصغير ، فقد يجوع يوماً ، وينسى
أنه صغير ، ولا يتذكر إلا أنه أسد ، وأن 
الخشف طعام لذيذ له ..آه " تتلفت " لابد
أن أسرع ، وأبحث عن خشفي ، وأعود
به إلى البيت ، قبل أن يجوع الشبل و
..آآآآ .


                             الغزالة تمضي إلى الخارج        

                               يدخل دبوب والخشف


دبدوب : آه من الشبل ، لم يدعنا نشبع اليوم من
اللعب واللهو ، كما نفعل كل يوم .

الخشف : لا بأس ، الأيام أمامنا ، والربيع مازال
في بدايته ، وسنشبع من اللهو واللعب .

دبدوب : هذا إذا عاد الشبل إلى طبيعته ، وترك
الحزن والقلق ، قبل أن ينتهي الربيع ،
ويشتد الحر .

الخشف : إنني لا ألومه ، فأبوه الأسد ، ملك
الغابة ، مريض جداً .

دبدوب : لا أدري لماذا أظن ، أن الثعلب يبالغ ،
ويهول الأمر ، ربما لغاية في نفسه .

 الخشف : من يدري ، فهو يهتم كثيراً بأمر الملك
هذه الأيام ، رغم أن علاقته بالشبل فاترة
جداً في الفترة الأخيرة .

دبدوب :  يبقى الثعلب ثعلباً ..

الخشف : " ينظر إليه " ....

دبدوب : هذا ما تقوله جدتي .

الخشف : لا أدري ما سبب ذلك الفتور بينه وبين
الشبل .

دبدوب : من يدري ، لعل الثعلب يغار من
علاقتك  الطيبة والحميمة بالشبل.

الخشف : إن علاقتي ، بكل من في الغابة  ، طيبة
للغاية ، وأنت تعرف هذا .

 دبدوب : نعم ، لكن الشبل نفسه يكن لك 
عواطف خاصة وعميقة ، وربما يظن
الثعلب لذلك ، أنك أبعدت الشبل عنه .

 الخشف : حتى لو كان في هذا شيء من الصحة ،
فلا أظن أن  الذنب ذنبي .

دبدوب : نعم ، الذنب ليس ذنبك ، لكنه ربما هو
سبب حقده عليك .

الخشف : سأحاول إصلاح هذا الخلل .

دبدوب : إن استطعت ، وهذا .. " يهز رأسه " إنه
الثعلب .

الخشف : " يتلفت " ماما .

دبدوب : " يتلفت منصتاً " ....

الخشف : ماما  ماما .

دبدوب : لا تناد ِ ، يا خشف ، يبدو أن أمك  
ليست هنا .

الخشف : هذا ما يبدو " يتوقف " لعلها مضت
كالعادة تبحث عني .

دبدوب : فلأذهب أنا أيضاً إلى البيت ، قبل أن
تظن أمي  بأني قد تهتُ ،  وتقلب الغابة
رأساً على عقب بحثاً عني .

الخشف : " يضحك " وتتهمني طبعاً بأني أنا من
تيّهكَ .

دبدوب : " يتجه إلى الخارج " فلأسرع إذن ،
وإلا قرعتني ، وأسمعتني خطبة لا تنتهي
عن الجد والعمل ، وعدم إضاعة الوقت
باللهو واللعب .

الخشف : مهلاً " يلحق به " سأسير معك بعض
الطريق ، مادامت ماما ليست هنا .

دبدوب : هذا أفضل ، فأنا لا أحب أن أسير وحدي
بين الأشجار ، هيا .


                          دبدوب والخشف يخرجان ، 

                            بعد قليل ، تدخل الغزالة 


الغزالة : " تتلفت " خشفي ليس هنا أيضاً ،
عجباً ، لقد  رأيتُ سلحوفة قبل قليل ،
فقالت لي إنه اتجه نحو البيت ومعه
دبدوب " صمت " مادام  دبدوب معه،
فإنه لن يصل إلا بعد غروب الشمس ، 
ولابد أنهما قد  توقفا هنا أوهناك ، وراحا
يلعبان كالعادة ، آه من خشفي هذا ، إنه
مجنون ، كأبيه طبعاً ، وإلا ما صادق
دبدوب والشبل و .. " تنصت " إنه قادم ،
لا ، هذا ليس وقع أقدامه ، إنه الشبل ،
ومن يدري لعل أمه تأتي في أعقابه ،
وسأكون وليمة ما بعدها وليمة .


                                 يدخل الشبل عابساً ،

                                  الغزالة تحدق فيه


الغزالة : الشبل .

الشبل : نعم .

الغزالة : وحدك ؟

الشبل : " يهز رأسه " ....

الغزالة : الخشف ليس هنا .

الشبل : هذا أفضل .

الغزالة : ماذا !

الشبل : آه .

الغزالة : تبدو غير مرتاح ، ما الأمر ؟

الشبل : لا شيء .

الغزالة : إنه يحبك كثيراً ،ابني الخشف ، أرجو
أن لا تكون غاضباً منه . 

الشبل : غاضب من الشبل ! لا .

الغزالة : ولا من دبدوب ؟

الشبل : ولا من سلحوفة .

الغزالة : ولا من .. الثعلب ؟ 

الشبل : " لا يجيب " ....

الغزالة : أعرف أنك  شبل طيب ، صارحني إذن
، ما الأمر ؟

الشبل : " بصوت دامع " بابا مريض .

الغزالة : لا عليك ، كلنا نمرض ، ونشفى بعد
حين .

الشبل : إن مرضه ، هذه المرة ، شديد جداً ،
وأنا قلق عليه .

الغزالة : اطمئن ، يا بنيّ ، فلكل مرض ، مهما
كان  ، دواء .

الشبل : نعم ، أنت محقة .

الغزالة : لكن المهم  ، في هذه الحالة ، أن نعرف
الدواء .

الشبل : عرفناه  ..

الغزالة : " تنظر إليه " ....

الشبل : الدواء .

الغزالة : عرفتموه ؟

الشبل : نعم .

الغزالة : انتهى الأمر إذن ، مادمتم قد عرفتم
الدواء ، فالشفاء قريب .

الشبل : لا ، فالدواء هو معضلة . 

الغزالة : " تنظر إليه " ....


                                الخشف يطل خلسة من

                             بين الأشجار ، ويقف منصتاً  


الغزالة : أنت تقلقني ، يا بنيّ .

الشبل : نعم ، معضلة ، ومعضلة كبيرة .

الغزالة : " تقترب منه " صارحني ، يا بنيّ ،
فقد أستطيع مساعدتك .

الشبل : " ينظر إليها صامتاً " ....

الغزالة : صارحني ، فأنت مهما يكن ، صديق
ابني الخشف . .

الشبل : " يهز رأسه " ....

الغزالة : أنت تخيفني ، مهما كان الدواء ، تكلم ،
تكلم يا بنيّ .

الشبل : الدواء هو ..

الغزالة : هو ؟ هو ماذا ؟ هيا تكلم .

الشبل : آآآآآ..

الغزالة : ماذا ؟ 

السبل : " يبعد عينيه الغارقتين بالدموع " لا ، لا
أستطيع . 

الغزالة : يا للعجب ، قله ، قله يا بنيّ ، مهما يكن
، فأبوك هو .. الملك .

الشبل : هذا أمر صعب ، صعب للغاية .

الغزالة : " تحدق فيه " ....

الشبل : " تنهمر دموعه " .....

الغزالة : ماذا ؟

الشبل : الخشف .

الغزالة : " تتراجع مصعوقة " الخشف ! 

الشبل : لن ينقذه إلا .. الخشف .

الغزالة : يا ويلي .

الشبل : " ينظر إليها صامتاً " ....

الغزالة : لا ، مستحيل ، الخشف !

الشبل : " يطرق دامع العينين " ....

الغزالة : بنيّ ..

الشبل : " بصوت تخنقه الدموع " لا عليك ..

الغزالة : صدقني لو كنت أنا الدواء لما ترددت
لحظة ، لكن .. الخشف ..

الشبل : " لا يتكلم " .....

الغزالة : " تهز رأسها باكية " لا ، لا يمكن ،
مهما كان الثمن .


                             الخشف يختفي مسرعاً ،

                              الغزالة والشبل يلتفتان


الشبل : يبدو أن أحدهم كان بين الأشجار .

الغزالة : إنه الخشف .

الشبل : لا ، لا أظن أنه هو .

الغزالة : بل هو ، ابني الخشف ، لعله سمعنا "
تتجه نحو الخارج " لابد أن ألحق به "
تلتفت إليه "سامحني ، يا بنيّ ، سامحني
، فما تطلبه مستحيل .


                          الغزالة تخرج مسرعة ، الشبل

                              يبقى وحده ، ثم يخرج


                                                                        إظلام 






 المشهد الثالث




                                العرين ، الأسد يعتدل

                                   في فراشه غاضباً 


الأسد : تأخر ، تأخر الشبل ، سأموت إذا لم
يأتني بالخشف ، صحيح إنه صديقه ،
لكني أنا أبوه ، أنا الأسد ، ملك الغابة ،
وكل ما في الغابة ملكي ، ورهن
إشارتي" يصمت " الثعلبة الشمطاء
العجوز ، لم تجد دواء لمرضي القاتل ،
سوى صديق ابني الخشف " صمت "
تلك اللعينة ، لو تأكد لي أنها كذبت ،
لسبب من الأسباب ، فلن أدعها تفلت مني
حتى بالموت ، سآكلها وهي ميتة ، و .. "
يصيح " أيها النمر .

النمر : " يدخل مسرعاً " مولاي .

الأسد : اقترب .

النمر : " يقترب متردداً " مولاي .

الأسد : لم تدخل عليّ منذ ساعة .

النمر : " محرجاً " مولاي ، أردتُ أن ترتاح..

الأسد : " يحدق فيه " ....

النمر : ثم .. إنني بالباب .. رهن إشارتك .. يا
مولاي .

الأسد : لا أحد غيرك بالباب ..

النمر : " يهز رأسه " ....

الأسد : أو قريباً منه ..

النمر : " يهز رأسه " ....

الأسد : أو ..

النمر : " يهز رأسه " ....

الأسد : الثعلب مثلاً ..

النمر : " يهز رأسه " ....

الأسد : الشبل ..

النمر : " يهز رأسه " ....

الأسد : " غاضباً " الويل لك .

النمر : أمام العرين ، تحت الشجرة..

الأسد : " يحدق فيه " ....

النمر : تتمدد أم الشبل ، اللبوة .

الأسد : " يشيح بوجهه " ....

النمر : أناديها ، يا مولاي ؟

الأسد : " لا يرد " ....

النمر : أظنها قادمة ، يا مولاي ، أم الشبل .


                            تدخل اللبوة مترددة ،

                             النمر يقف محرجاً


النمر : مولاي .

الأسد : " يصيح " قف بالباب .

النمر : " ينحني " أمر مولاي .

الأسد : وإذا جاء .. ، أخبرني في الحال .

النمر : " حائراً " إذا جاء ..  ! مولاي ؟

الأسد : " يصيح غاضباً " أيها الأبله  ، أخرج
الآن ، أخرج .

 النمر : أمر مولاي " يخرج بسرعة " .

الأسد : " ينظر إلى اللبوة " ....

اللبوة :لم تأكل شيئاً البارحة ..

الأسد : دعيني من الأكل .

اللبوة : ولا صباح اليوم .

الأسد : لا أريد أن آكل .

اللبوة : أنت مريض ، وبحاجة إلى الأكل .

الأسد : أووووه .

اللبوة : " تلوذ بالصمت " .....

الأسد :  إنني متعب ، متعب جداً " يتمدد
متأوهاً " وأريد أن أرتاح .

اللبوة : سأخرج ، وأجلس تحت الشجرة " تتجه
نحو الباب " نادني إذا احتجت إليّ .

الأسد : " لا يرد " ....

اللبوة : " تخرج " ....

الأسد : هذا الثعلب اللعين ، سيدفع الثمن غالياً ،
وإن كنت أجهل لماذا  " يصمت " الشبل
، ابني الشبل ، ماذا دهاه ؟ إنني أبوه ،
الأسد ، ملك الغابة ، ألا أعني شيئاً له ،
ليتركني هكذا ؟ دون أن يلتفت إليّ ، أو
يرد عليّ ولو بكلمة واحدة ؟ " مغتاظاً "
آآآ ه .

النمر : " يدخل متردداً " مولاي .

الأسد : " غاضباً " نعم .

النمر : عفواً مولاي ، لا أدري ماذا أقول ، لكن
.. 

الأسد : تكلم ، ما الأمر ؟

النمر : بالباب ، يا مولاي  " يصمت متردداً "
آه ، أرجو المعذرة  .

الأسد : من بالباب ؟ تكلم .

النمر : إنه .. الخشف .

الأسد : " يعتدل متلهفاً " الخشف !

النمر : " يتراجع " مولاي ..

الأسد : قلتَ .. الخشف ؟

النمر : نعم ، يا مولاي ، الخشف .

الأسد : ليدخل ، ليدخل في الحال .

النمر : الخشف !

الأسد : أيها الأبله ، ليدخل الخشف ، بسرعة .

النمر : كما تشاء ، يا مولاي " وهو يخرج "
الخشف ! 

 

                             يدخل الخشف متردداً ، 

                               ويقف عند الباب


الخشف : مولاي .

الأسد : الخشف !

الخشف : نعم ، مولاي .

الأسد : لعل ذلك اللعين وجدته المحتضرة لم
يكونا  كاذبين .

الخشف : مولاي ؟

الأسد : لو لم  يذهب إليها في اللحظة الأخيرة
لربما  ..

الخشف : " يحدق فيه صامتاً " .....

الأسد :مادمتَ قد جئتَ ، فكل شيء على ما يرام
، وسأبقى ، سأبقى .. ملك الغابة .

الخشف : ولهذا جئت ، يا مولاي ، جئت على
عجل .

الأسد : دوائي العزيز ، لا تقف عند الباب ،
تعال .

الخشف : " يقترب " ....

الأسد :" تعال .. تعال .

الخشف : " يتوقف قرب السرير " ....

الأسد : " ينظر إليه " آه ، جئت في اللحظة
المناسبة .. اللحظة الأخيرة .

الخشف : هذا واجبي ، أنت ملك الغابة .

الأسد : ليت الجميع يعرفون واجبهم في الغابة ،
كما تعرفه أنت .

الخشف : " يبتسم ببراءة " ....

الأسد : " يحدق فيه " آه .

الخشف : مولاي .

الأسد : ما أرقّ عينيك ، إنهما نبعان صافيان..
يترقرقان براءة ، آه .

الخشف : هذا ما قاله البلبل أيضاً ، يا مولاي .

الأسد : البلبل ؟

الخشف : في أغنيته الأخيرة ، التي غردها
البارحة بمناسبة عيد الطفولة . 

الأسد : لكني لا أريد أن أكون بلبلاً ، أريد أن
أشفى .

الخشف : وهذا ما أريده أنا أيضاً ، يا مولاي .

الأسد : " يحدق فيه مغالباً نفسه " آه .. من
هاتين العينين..

الخشف : ستشفى ، يا مولاي .

الأسد : الآن عرفت لماذا تعلق بك شبلي .

الخشف : شبل صديقي ، بل أكثر ..

الأسد : يا للقدر .

الخشف : إنني أعرف أنك مريض ..

الأسد : مريض جداً .

الخشف : وما أن سمعت أنني قادر على شفائك ،
حتى أسرعت إليك..

 الأسد : آه .

الخشف : وها أنا أمامك ، يا مولاي .

الأسد : " متأثراً " آه .

الخشف : جئت أشفيك ، وإن كنت لا أعرف كيف
..

الأسد : لا تعرف !

الخشف : ولا داعي لأن أعرف ، المهم أن تشفى
" يبتسم فرحاً " هذا سيفاجيء الشبل ،
ويفرحه .

الأسد : لكني توقعت أن الشبل هو الذي أرسلك
إليّ .

الخشف : سمعتُ بعض حديثه إلى أمي ، وعرفت
أنني أستطيع أن أشفيك ، فجئتُ على
الفور .

الأسد : " يحدق فيه " ....

الخشف : مولاي .

الأسد : " ينهض وينزل عن السرير " ....

الخشف : ها أنا أمامك ، يا مولاي ، اشفَ .

الأسد : " يتقدم منه محدقاً في عينيه " ....

الخشف : هيا يا مولاي ، اشفَ ، اشفَ .

الأسد : " يتوقف " لا ، لا أستطيع .

الخشف : مولاي ، يجب أن تشفى .

الأسد : لا أستطيع ، ليس فقط لأنك صديق
الشبل ، بل .. " يشيع النظر عن عينيه "
اذهب .

 الخشف : مولاي .. !

الأسد : " يتراجع قليلاً " اذهب .. اذهب .

الخشف : جئت لأشفيك ، صحيح إنني لا أعرف
كيف ، لكن ..

الأسد : اذهب ، يا بنيّ ، اذهب ..

الخشف : أريد أن أشفيك .

الأسد : لقد شفيتني .


                              يدخل الشبل مسرعاً ، 

                              والنمر يدخل في أثره 


الشبل : بابا .

النمر : مولاي ..

الأسد : " للنمر " أخرج أنت .

النمر : " يتراجع " أمر مولاي " يخرج " .

الشبل : بابا  بابا .

الأسد : بنيّ ، لا تقلق ، كلّ شيء على ما يرام . 

الشبل : " ينظر إلى الخشف " ....

الأسد : صديقك بخير .

الشبل : " يقترب منه " خشف ..

الخشف : سمعتك تتحدث إلى ماما ، فأسرعت إلى
العرين ، لعلي أشفي أبيك ، ملكنا ، ملك
الغابة .

الشبل : " ينظر إلى الأسد " ....

الأسد : وقد شفاني " للخشف " لقد رأيتك ،
رأيت عينيك ، فشفيت .

الخشف : " يبتسم للشبل " ....

الشبل : أشكرك ، يا صديقي .

الأسد : أيها الشبل ..

الشبل : نعم ، بابا .

الأسد : خذ صديقك الخشف ، وأوصله سالماً
إلى أمه الغزالة .

الشبل : " فرحاً " أشكرك بابا .

 الأسد : الشكر لك " للخشف " ولك أيضاً " هيا
، اذهبا .


                                الشبل يأخذ الخشف ، 

                               ويسرع به إلى الخارج 


الأسد : أيها النمر .

النمر : " يدخل مسرعاً " مولاي .

الأسد ابحث عن الثعلب ، واقطع ذنبه ..

النمر : " يحملق في الأسد مذهولاً " .... 

الأسد : إنني لا أعرف دوافعه ، أو دوافع جدته
، هذا إن كانت له جدة ، لكن " للنمر "
اقطع ذنبه .

النمر : أمر مولاي .

الأسد : اليوم أريد أن تأتيني بذنبه مقطوعاً ،
ماذا تنتظر ؟ ، اذهب .

النمر : أمر مولاي " يخرج "

الأسد : هذا اللعين ، كاد يجعلني أطفيء أصفى
عينين في الغابة ، لكن مهلاً ، سيدفع
الثمن غالياً .

اللبوة : " تدخل وتقف عند الباب " ....

الأسد : تعالي ، تعالي يا أم شبلي .

اللبوة : " تقترب منه " ليتني فقط أعرف ما
يجري هنا .

الأسد : أريد أن أتغدى  .

اللبوة : " فرحة " مُرني ، سأصطاد لك كل ما
تحبه .

الأسد : أي شيء إلا الخشف أو أمه الغزالة .

اللبوة : " تنظر إليه فاغرة الفم " ....

الأسد : أسرعي ، يا عزيزتي ، أكاد أموت من
الجوع .

اللبوة : لن تموت من الجوع مادمتُ موجودة ،
يا عزيزي " تتراجع " أنت ملكي ، و ..
ملك الغابة .


                                 

                                   اللبوة تخرج مسرعة ،

                                  الأسد يتنفس الصعداء

                                           إظلام 

                                           ستار



                                       

0 التعليقات:

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption