أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الاثنين، 21 أكتوبر 2024

أضواء على الحركة المسرحية في العراق الجمــال والحقيقة

مجلة الفنون المسرحية

M:\سعد يونس\اعمالي\صورة_فايبر_2024-09-26_13-40-57-460.png
د. عقيل مهدي 

أضواء على الحركة المسرحية في العراق الجمــال والحقيقة تجوال في القيم المعرفية لدى الدكتور عقيل مهدي  يوسف

سعد يونس :

لقد امتطى'عقيل' خشبة المسرح فكان فارساً، وركب سفينة الإخراج فكان قبطاناً، وارتقى كرسي المنصب فملأه، وتوغل في النقد فكان باحثاً ومصوباً مرموقاً ومحكمّاً له رأياً، فكان سفره ابداعاً.

يقول احد علماء الجمال: أن الفن هو القدرة على توليد الجمال أو المهارة

في استحــداث متعــة جماليا (1)للجمال في فكر الأستاذ الدكتور"عقيل"حكاية وتصورات وله بحـــوث وإشارات ومقالات في هذا المضمار كونه احد الأكاديميين ورواد المسرح العراقي وأحد أركانه ....

يعتبر "مهدي" موسوعة معرفية ومرجع في جميع فنون المسرح وثنايــــــاه

فهو يكتنز ثقافــة وسبائــك فنيــة إضافة لذلك يعتبر ناقــد متمكن وله دربة،مصلح ومقــوم لمــا يــدور بالحركــة المسرحيــة، ونـرى ذلك مـن خلال

متابعتــه فــي النـدوات والورشـــات والمهرجــانــات ...

لقــد لقبته ب"أيقونة" المسرح العراقــي ،ووجــــوده في المحـــافـــــل

مهــم وضــروري لمــا يمتلكــه مـن معلومــات تغني جميــع الاحــــداث

التــي تــدور فــي المسـرح وتنوعــه ...

ومن خلال جولتـــي ومتابعــتي لأفكـــاره وآرائــه وجــدت لديــه اهتمـام

فــي جماليــات المسـرح والتعبيــر الفنـي وتأثيرهمــا على الجمهور بل من أساتذتها.

وأضافة الى ان الفــن والجمــال يساهمــان فــــي تشكيـــــل الجمعي

والثقافـــي ويمكن القــول إلــى انــه ينظر الــى الجمــال انـــه كوكتيــل

متكــون مـتن الفلسفــة الجماليــة والتطبيقـــات العمليــة فــي المســـــرح

والسينمــا مع التأكيد على الهوية المحليــة  والتأثيــرات بمــا يدور حولنا

مــن أحــداث ....

لقــد اقتطــع "مهدي" مــن وقتــه وجهــده مـن اجـل التــزامــه الــدائــــم

ومشاركــة الآخريــن فــي تطويــر المسرح من خلال التعليم او التميز.

ساهـــم الأستاذ الدكتور "عقيل" ومـن خـــلال طروحاتــه

فـــي اثــراء الساحــة المسرحيــة فهــو مــزج التراث مع التجديد.....

فكمـــا لــه بـــاع فـــي مســرح السيــرة فــي سفــره وكمصداق ومن ناحية اخرى قــــــدم لنــا مســرح عالمــي برؤى إبداعية كمسرحيــة "حلاق اشبيلية" تألــيف

"بومارشيه" وإخراجه عام1986وعاد في العام التالي نفس المخرج مسرحية"فاوست كما أراه"1987تأليف "فاليــري" وفــي العــام الثاني 1988 قـــــدم

ايضــا مسرحيـــة"المتوحشــة"تأليف"جان انوي" وآخر عمل فرنسي

قدمــه" عقيــل مهدي"هو مسرحيــة "جـــان دارك" للمؤلف نفســه جان

انـوي في العام 1999(2).

تلاحــظ فــي "العــرض "جان دارك"  للمخرج "عقيــل مهــدي" نجــد ان المخرج

قــد وجــه العــرض وازاحــه باتجـــاه السمــه التعبيريــــــة التــــي تــداخلـــــــت

بيــن مشــاهــد العرض الواقعــي" (3).

ومن خلال اعمالــــه نجــد "استخــدامــه للوظيفــة الرئيسيـــة لــلانزيـــــاح ماثله

فيمــا نجــده مـــن مفــاجئة تــــؤدي بالمتلقـــــي إلى الغبطــة والامتــاع

وإلى الإحساس بالإبقاء إحساسا متجددا"(4).


وفــي كتاباتــه فــي مختلــف الصحف والمجــلات نجـــده يتناول الجمــال

الفنــي والتأثيـــر النفســي وكيــف يــؤثــر الفــن المسرحــي فـي تشكيــل

رؤى للجمهــور وتوجيهــه نحــو ادراك  عــن ماهيــة الوجــود الانسانــي

عبــر الجمــال ومــن خــلال الحــوارات والنــدوات التـــي يحضــرها ويدلو

دلــوه فيهــا، وممــا تستنتجــه، انــه حتـى نصــل إلى مستــوى الجمــال، لابد

من هنــاك توافــق بيــن الشكـل والمضمـــون  .... ويمكــن رســـــم مفهومه

للجمــــال كاستنتـــاج انــــه هنــاك علاقـــات مترابطــة .

حتى نصــل إلــى إن الجمــال يقــدم الحقيقة وهي محــور وشــغل شاغل

العالم اليوم والكــل يبحــــث عنها ......فالجمـــال حين اذن لــه أهميــة فــي فكــر وطروحـــات وآراء المفكــر المسرحــي "عقيــل مهدي" .



المعنــى

الهـــوية

التأثيــر النفسي

التجريب والابتكار

التغييرات الاجتماعية

-التقنيات المسرحية

----------------التفاعل الحسي وتأثيرها على المتلقي


لقد ابحر "عقيل" في موضوعه الجمال فكانت له صولات وجولات

ســواء علـى شكــل كتــب أو ابحــاث أو محاضــرات ونـــــدوات

كمــأ في محاضــرة "الجمــال في المــسرح الحديـــث"

نعــم .... لقـــد ابــــدع فــي افكــــاره العديـــــدة ومنهـــا الجمــــــال

فأستحــق لقــب استــــاذ الجمــــال"الفلسفـــة الجماليـــــة" ،والـــذي يدرس ماهيـــة الجمــــــال والتـــذوق الجمالـــــي والتجــــارب الجماليــة .

ويمكــن القـــول انــه يهــدف الــى فهــم كيفيــة تفاعــل البشـــــر

مع الاعمـــــال والانجــــازات الفنيــة .

"ان التجربة الجماليـــة جــزء اصيـــل لــه أهميتــه فــي العمليــة

الابداعيـــة  مــن خــلال الموقــف الجمالــي ، وموقف الفنــــان

والمتلقــي اثـنـــاء حالات الاستجابـــة مــن خــــلال وعـي جمالي

للمدركــــات الجماليـــــة قبـــــل وأثنــــــاء وبعـــد العمليــــــــة

الابداعيـــــة وعليـــــه كــان علينــا ان نتطـــــرق الـى ميـــــزات

وخصائـــــص مــن يمــارس هــذه التجربـــــــة  ولكـــي تكـــون

تجربتــــــه هـــذه جماليــــة يجــب أن يكـــون ذا فكــر مستنيــر

حــر اصيــل يتمتــع ثقـــه نفسيــة يجعلـــه يقـــدر الامـــور برؤية

من خــــلال وعيـــــه بالوظيفـــــــة البصريـــة  والسمعي للبنــاء

الفنــي حينما يتصــدى للمشكلات الصعبــة والمعقــدة فــي موازنــة

بيــن الصـــور والخبــرة المكتسبــة ويــوازن بيــن الضــــــرورات

النفسيــة وضـــرورات المجتمع" (5).

لقــد خــاض الاستاذ الدكتــور تجــارب جماليــة ســــواء حتـــى

خــــلال اخــراجــه  المسرحيــات أو تنظيــره أو اطروحــاتـــه

و مما نستنتجه منها  لــه وعي جمالــي وأدوات استثمرهــا ليقـــــدم

ما ينعـــش ويطــور ويجمــل الأعمال الفنيــة ،وأعماله مصداق

لــذلك .

فيــرى كيــف تناول حيــاة الشاعـــر العربــي المتنبــي مــــن

منظــور فلسفــــي وفنــي في مسرحيــة "المتنبــي وقواف" 1987

ومسرحية "البئـر" 1992 و "حلــم المـدى" 1996 و "المحطة"

2007 و "العــودة" 2006 والتي تركــز على الهويــة الجــذور

فــي مواجهــة الصراعـــات الشخصية والاجتمــاعية و "المهجر"

2011.

 لقــد كانت لها أبعاد فلسفيــة وتحاكــــي الواقع

العراقـــي وكـــذلـــك فيهــا  رمزيـــة عاليــة . نجــد التعامـــــــل

الجمالـــي فــي الاخـــراج وأدواتــه .

لازال دكتور "عقيـل" يتابــع ما يجـــري مــن تغييــرات فـــــي

الساحــة المسرحيــة  فهـــو متواصــل مـــع جميــع انــــــواع

المـــسرح ومنهـــا مســرح  الميتــا والــذي يتــوج من خــــلال

الاستاذ "انس عبد الصمــد" وابــداعه ،حيث يتابــع من خلال الحضور او التعليقـــات .

ان تاريــخ الاستاذ الدكتـور"عقيل مهدي" يطــوي في ثنايـــاه الكثيــر من التوقفـات والمحطــات التي لا تسعها الكتب ويحتــاج الــى دراســـات وابحــاث للخــوض في بئـــــر معرفتــه والاستفــادة منها،و بالحقيقة هو مشروع دائما للنصح والتوجيــه وتقديـــم الخبرات للمهتميـــن والدارسين والنخبـــة،فهــو قامــة وترســانــة مــن المعلومــــات والمعرفــة والثقافـــة الى جانب ذلك فهو ذو نظــرة حديثــة وخبره  وبصمة فــي عالــم المسرح العراقي وفنـــــونــه ،ومن طروحاتـه، حيــث تنـــاول التربية المسرحيــــة فـــــي المـــدارس بصــورة فيهـــا جمالـيــة  وحينمــا تتطابــق الجـديــة خارج العــرض المسرحــي مــع الافكـــار الفنــية المبثوثـة، فــي مفاصــل العــرض تــرى السعادة متحقــقة بيــن طرفــــــي التجربــة المسرحيــة، كــادر الممثليــن وجمهــور الصالـة، انهـا لحظات مــن المتعــة الرفيعــة  لا تعــوض فالزمــن المسرحــي،زمــن العــرض، يكــون مشحونــا بقضايـــا مجربة وغيـر مترهل بأثقــال جانبيــة لا يشــع غيرها  ضوء الــروح البشريــة بــل انه زمن جمــالي فيه فلســفة نبيلــة عــن قلــق البشــر ومعــانــاتهم  الــروحيــة للوصــول الــــى حلـــول حقيقيــــة لآمالهـــم" (6).

وبذلك نجد ان لجمال له ارتبــاط بالحقيقـــة  . وكمــا يــرى الاستاذ

الدكتــور "عقيل مهــدي يوسـف" وهو ما تــوافق مــع هــدف .

فهــدف افــلاطون بالتربيــة والذي يتمثــل باعطــاء الجســـــم

والــروح كل ما يمكـــن مــن الجمــال ، وكــل ما يمكـــن مــن

الكمال (7).

لقــد انتقينا موضــوعــه الجمــال لــدى المفكــر " عقيـــل مهدي"

كـــون "أن علــم الجمــال انمـــا هــو تلــك الــدراسة الوصفيــــة

التي تنصــب على العمــل الفنـــي بوصفــه ظاهــرة بشــريـــة.

وليس للموضــوع الجمــالــي نقطــة انطــلاق تشرع عندهــا

فــي تحصيــل معرفــة عــن الواقــع ، انمــا هـــو بالأحــــرى

نقطــة انطـــلاق العملية وجدانيــة . تقـــرأ فيهــا تعبيــرا انسانيا

عــن الواقــع  وليــس (التعبيــر) ســوى الدعــامــة  الحقيقيــــة

التــي يرتكــز عليهــا كــل وصــال، يمكــن ان يتحقــق بيـــــن

الــذوات البشريــة" (8).







المصادر:

(1) الدكتور محمــد زكــي العشماوي ،فلسفــة الجمال فـي الفكر المعاصر، دار النهضة العربية ، بيروت ، لبنان ، ص10

(2) دكتور عبد الكريم سلمان، النص الفرنسي في عروض كلية الفنون الجميلة، مكتب عدنان ، بغداد، ط1، ص 80، 2024.

(3) المصدر السابق ، ص 82.

(4) الدكتور احمد محمد ويس، الانزياح في منظور الدراسات الأسلوبية، قسم اللغة العربية ، كلية الآداب، حلب، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، ط1، ص 166، 2005.

(5) مصطفى عبدة خير، دور العقل في الابداع الفني، اتحاد الجمعيات الفلسفية العربيــة  (15)، 79، 2008.

(6) الدكتور عقيل مهدي، التربية المسرحية في المدارس، مكتبة الطفل، سلسلة مكتبتنا(2)، دار ثقافة الاطفال ، ص92، بغداد، العراق، 2014.

(7) الدكتورة هيلا شهيد، الوعي الجمالي بين فلسفتي العلم والبركماتية، الرافدين، ط1، لبنان، كندا، ص29، 2017.

(8) الدكتور فؤاد زكريا، فلسفة الفن في الفكر المعاصر، دار مصر للطباعة، ص367.


0 التعليقات:

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption