زهوة المغدورة ضحية حبها سيحتفل بعرسها في "مسرح مونو" لارا قانصو تعالج فاجعة الموت في ثلاث لوحات
المجلة المسرحية المتخصصة بفنون المسرح
زهوة رفيقة الجامعة، تركت بعد مقتلها في ذاكرة رفيقتها لارا قانصو جرحا لم يندمل ولم يتماه مع الوقت بل ظل هاجسا مقلقا، إلى أن أوصلته خبرتها المسرحية إلى احتفالية بعرس ملطّخ بالدم.
حكت لي لارا قانصو منذ أكثر من عام عن زهوة، ضحية جريمة شرف ارتكبتها عائلتها، بسبب زواجها سرا من شاب لم ترض العائلة بمستواه الاجتماعي. في لقائي السريع بها أخبرتني أنها في صدد تحضير مسرحية تسدد بها دينا عمره عشرون عاما لصبية اغتالها الحب. نسيتُ القصة إلى أن جاءت لارا قانصو إلى مكاتبنا في "النهار" وفي يدها بطاقة دعوة إلى "عرس زهوة": "كنت خلال هذا الوقت أحضر لها عرسا يليق بحسنها ورهافتها، إلى أن اثمر المشروع وأصبح اليوم جاهزا ليرتقي على مسرح مونو من 12 إلى 16 آذار".
هل هي مسرحية، سألت؟
"بل مشهدية من ثلاث لوحات. اللوحة الأولى للكاتب عباس بيضون في نص عنوانه "عرس زهوة"، ومن قصتها استوحى وكتب. اللوحة الثانية تدور حول قصيدة "السجين والعمر" لمحمود درويش. واللوحة الثالثة لمارغريت دوراس، قصة قصيرة عن موت الطيّار الانكليزي الفتي".
تعود لارا قانصو ابنة الجنوب إلى هاجسها الأول: "لطالما شعرت بالغبن والظلم يقيّدان المرأة الجنوبية. لذا شئت في كل لوحة تعبيرا عن عرس زهوة، المرأة، الحب، الجسد، الرغبة، وصولاً إلى عرس الدم، هذا الاحتفال بالحب الذي حرمت منه. هي تحمل صليب أنثويتها".
لكن استشهادك بنصوص رفيعة بمعانيها يحمل رسالة من الأم الأرض إلى المرأة، ماذا تتضمن هذه الرسالة؟
"إنطلاقا من فاجعة الموت والدم المراق غبناً، تصبح المرأة رمزا للأرض وتلك الشعلة التي لا تنطفئ ابدا. هي الأرض التي يمارس عليها القتل والارهاب والدمار ثم تقوم من جديد إلى الحياة، أماً ومربية. مارغريت دوراس أتت في كتابتها على ذكر "البييتا"، الأم المفجوعة في كبدها، موت شاب في العشرين".
ماذا تتذكرين من زهوة إبنة العشرين؟
"كنا ندرس معا في الجامعة، حلوة، ناعمة، لائقة، كتومة، لا تتبرّج. ذكراها بعد مصرعها ظلّت تطاردني إلى أن صرت أعمل في حقل المسرح، وموضوعي العنف الذي يقترف في حق الأرض. ذات يوم شاهدت على التلفزيون مناظر رهيبة للاغتصابات الجماعية في مصر. هالني ما يحدث في بلد منوّر استبد به جنون العبث بالمرأة. زهوة عادت من جديد توسوس في ضميري وأنا أبحث عن الطريقة للكلام عنها، فتاة لامعة، متفوّقة، عاشقة، نسيها الرفاق وعادت تهجس فيّ".
هل الوقت الطويل أعادها إليك كما بالأمس؟
"كاملة، متكاملة، صبية تستحق الحياة. الوقت حمل مسؤولية النسيان لذا أردت لها لا حواراً باهتاً لا يفي بالرسالة التي وددتها من صميم حياتها، بل في هذه الاحتفالية التي تحوّل العرس إلى موت، يجري حوار بين الرسام جان مارك نحاس ورقص مروة خليل التعبيري، ووفاء حلاوة بإدارة الكوريغرافيا اليابانية كازومي فوشيغامي. كما سيعلو صوت دالينا جبور في غناء صوفي أولا ثم في ثلاث أغنيات شرقية".
من تكون زهوة على المسرح؟
"مروة خليل تجسد برقصها شخصية زهوة، في لحظة يختفي الرسام والمغنية والراقصات وتبقى زهوة رمز الأرض والبقاء".
مي منسي
النهار
0 التعليقات:
إرسال تعليق