أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الأحد، 31 أغسطس 2014

مهرجان مسرح اسطنبول الــ 19 عرض اكثر من 100 أداء

مدونة مجلة الفنون المسرحية 

مهرجان مسرح اسطنبول الــ 19 عرض اكثر من  100 أداء
مهرجان مسرح اسطنبول الــ 19 جلب ما يقرب من 100 عروضا لعشاق المسرح لسبعة من الجنسيات الأجنبية و خمسة وثلاثين من التركية وسيجوبوا في في جميع أنحاء المدينة بين: 9 مايو - 5 يونيو
إن  مهرجان مسرح إسطنبول 19يجري في 9 مايو و يستمر حتى 5 من يونيو مع مائة من العارضين يوم الاثنين في رحمي كوج متحف في اسطنبول ، تركيا.


كجزء من البرنامج الثقافي 2014 بين تركيا و بولندا، و مسرح الرقص البلطيقي ، التي تأسس بمبادرة من راقصة ومصممة الرقصات ازادورا فايس جنبا إلى جنب مع الراقصين الشباب والموهوبين وسيتم تقديم مسرحية شكسبير الكوميدية ' الخالدة ' حلم ليلة منتصف الصيف ، وذلك باستخدام لغة الرقص و حفظ الموسيقى على سبيل المثال الصور تتدفق دون استخدام التكنولوجيا كثيرا.
أيضا ، المخرج الألماني الشهير توماس اوسترميير لهنريك إبسن قطعة ' عدو الشعب ' سوف تكون واحدة من المسرحيات المتوقعة للمهرجان.
سوف تكون بعض الإنتاجات المحلية أيضا في العروض ، وقصصا مستوحاة مثل قصة  الكاتب الشهير بوريس فيان و مثل ' هاملت ' و بناة الإمبراطورية " و شكسبير .
عشاق المسرح سيكونوا قادرين على حضور مناسبات المهرجان في أماكن مختلفة في جميع أنحاء المدينة. ثلاثة وثلاثين من الإنتاج المحلي في مبرمج المهرجان سوف يكون لهم العرض الأول التركي ، ثلاثة منها سيتم إنتاجها بشكل مشترك من قبل مهرجان مسرح اسطنبول.
رئيس المهرجان السيد بولنت اجزجزيباسيه سيلقي بكلمة ترحيبية  باثنان وأربعون مشاركا ، بحيث يؤدي سبعة من الدول الاجنبية والخمسة والثلاثين من تركيا. نحن سعداء لتقديم مثل هذا الاختيار المتنوع من المهرجان للجمهور " .
نظمته مؤسسة اسطنبول للثقافة والفنون ( IKSV ) منذ عام 2004 تحت رعاية كوش القابضة ومجموعة شركات الطاقة Aygaz ، الأوبت و توبراش ، الحاصلة على الجائزة الفخرية الأولى من المهرجان التي قدمت إلى ديكمان غورون، الذي كان مدير المهرجان من 1993- - 2013

"عدو للشعب"...مسرحية ألمانية في اسطنبول التركية

مدونة مجلة الفنون المسرحية 

حوار مع المخرج المسرحي الألماني توماس أوسترماير

"عدو للشعب"...مسرحية ألمانية في اسطنبول التركية

الفطنة والاستفزاز هما سمتان لأعمال المخرج المسرحي الألماني توماس أوسترماير، المدير الفني لمسرح برلين الاستعراضي (شاوبونه) وأحد أكثر المسرحيين الشباب الألمان إبداعا. وهذا ما أظهره أيضا في مهرجان اسطنبول المسرحي لعام 2014، من خلال إخراجه مسرحية "عدو للشعب" للكاتب الألماني هندريك إبسن. آنا إيسر التقته وأجرت معه لموقع قنطرة الحوار التالي، الذي يقارن فيه أيضا تفاعل شعوب مختلفة مع مسرحياته.
لماذا اخترت هذه المسرحية بالذات ولماذا تعرضها في تركيا؟
توماس أوسترماير: كان هذا العمل مدرجًا منذ عدة أعوام، ولكنني انتظرت حتى الوقت المناسب. "عدو للشعب" مسرحية مثيرة للاهتمام، ليس كثيرًا حول "الناس هنا"، بل حولنا نحن بالذات. وفي مسرحية الكاتب هندريك إبسن الناقدة للمجتمع والتي تعود إلى العام 1882، يكتشف طبيب المعالجة، الدكتور شتوكمان، أنَّ مياه حمام المنتجع الصحِّي في المدينة مسمَّمة ويريد الكشف عن هذه الفضيحة، الأمر الذي يحاول منعه السياسيون المحليون ووسائل الإعلام وكبار رجال الأعمال في المدينة.
هذه المسرحية هي تيقُّن ذاتي من المقاومة السياسية وإمكانياتها. وهي تتعلّق بالسؤال حول تحديد فرص الحقيقة في عصرنا وفي ظلّ هيمنة الاقتصاد وكيف يتم التشكيك فيها. هي تتعلّق كذلك بالسؤال حول ما يحدث للحقيقة عندما يتم التلاعب بوسائل الإعلام، وعندما تكون هناك محاولة لإفاسد الأشخاص الذين يقولونها. وهذا يتطابق مع الوضع السياسي في تركيا. ولذلك أيضًا فقد كانت دعوتنا من قبل إدارة المهرجان موقفًا شجاعًا للغاية.
هل من واجب المسرح لفت الانتباه إلى المظالم الاجتماعية؟
توماس أوسترماير: لم أفكّر حتى الآن قطّ في واجب المسرح. كما أنَّني لا أعتقد أنَّ من واجب المسرح أن يؤدِّي مهمة ما وأنَّ من واجبي بوصفي مخرجًا مسرحيًا أن أشرح شيئًا لأحد ما وأنَّ بإمكاني إجباره على وجهة نظري حول العالم أو أن أشرح له كيف يتم ذلك على نحو أفضل. وبدلاً عن ذلك، يعتبر كلّ أداء مسرحي بالنسبة لي محاولة للإخبار عن ذاتي وعن جيلي، وهو مواجهة جادة وصادقة لفهم تناقضاتنا الخاصة. ومن الغريب أو لحسن الحظّ أنَّ هذا الاهتمام مشترك لدى جمهور كبير منذ أعوام عديدة.
هل قمت بإجراء تغييرات على المسرحية قبل عرضها في اسطنبول؟ 
مشهد من مسرحية "عدو للشعب" للكاتب الألماني هندريك إبسن. Foto: Arno Declair/Schaubühne
أصداء وردود فعل غير مُتوقَّعة - يقول المخرج المسرحي توماس أوسترماير حول عرضه مسرحية "عدو للشعب" في اسطنبول: "في تركيا تم تحذيرنا من أنَّ الجمهور لن يشارك بسبب عدم وجود تقاليد مشاركة من جانب الجمهور. ولكن في الحقيقة لقد كان المشاهدون في اسطنبول ملتزمين جدًا وفي غاية الشجاعة".
توماس أوسترماير: أجل، لقد أجرينا تغييرين أو ثلاثة تغييرات صغيرة تتعلق بتركيا. وهكذا ترجمنا مصطلح "الأوباش" بكلمة "çapulcu" التركية التي تعني "الرعاع" وقد استخدمها رئيس الوزراء التركي لإهانة المتظاهرين في حديقة غيزي العام الماضي 2013. وكذلك قمنا بإدراج مشهد يظهر ركلات مستشار إردوغان، يوسف يركيل، للمتظاهرين أثناء كارثة المنجم في منطقة سوما.
في الجزء الأخير من إخراجك لهذه المسرحية، يتم إشراك الجمهور مشاركة فعّالة في الحدث وتتم دعوته للإدلاء برأيه والمناقشة. ما هي ردود الفعل التي توقعتها في اسطنبول؟
توماس أوسترماير: نحن نتجوّل منذ وقت طويل للغاية بهذه المسرحية، ولهذا السبب لم تعد لدي أية توقعات. في أثينا، على سبيل المثال، كنا نعتقد أنَّ رد الجمهور سيكون جنونيًا، بيد أنَّ جمهور المشاهدين هناك كانوا متعبين، ولم تعد لديهم أية رغبة وقوة للحديث حول السياسة. وعلى العكس من ذلك في نيويورك كنت أتوقع القليل من المساهمات، لكنني مع ذلك فوجئت مفاجأة إيجابية للغاية: حيث كانت هناك مساهمات في الحديث ملتزمة جدًا ومتقنة وكذلك متشدّدة للغاية. وهناك غادر أيضًا عدد كبير إلى حدّ ما من المشاهدين صالة المسرح، بسبب الخوف الذي انتابهم من أبناء مدينتهم.
وفي تركيا تم تحذيرنا من أنَّ الجمهور لن يشارك بسبب عدم وجود تقاليد مشاركة من جانب الجمهور. ولكن في الحقيقة لقد كان المشاهدون في اسطنبول ملتزمين جدًا وفي غاية الشجاعة. لقد كانت الدعوة إلى المهرجان بحدّ ذاتها جريئة جدًا. وبين حين وآخر كان هناك دائمًا تصفيق وهتافات احتفالية مستمرة. ولكن مع ذلك لقد جاءت الفاتورة بسرعة: ففي إحدى الصحف التركية المُقرَّبة من الحكومة، ورد في اليوم التالي أنَّ مجموعة مسرحية ألمانية عرضت مسرحية معادية لإردوغان، ووصفتنا إذا جاز التعبير على أنَّنا "مشعلين" للذكرى السنوية لاحتجاجات غيزي بارك. 
 رجب طيب إردوغان في إحدى فعاليات حزب العدالة والتنمية. Foto. picture-alliance/dpa
وصف إردوغان، عام 2013 حين كان رئيسا للوزراء، المحتجين والناشطين الأتراك المشاركين في احتجاجات غيزي بارك بأنَّهم "رعاع" تشكيكا منه في مصداقيتهم. وبعد أن أعلنت مفوضية الانتخابات فوزه في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التركية، دعا الرئيس التركي المنتخب رجب طيب إردوغان في العاشر من آب/ أغسطس 2014 إلى المصالحة وتناسي خلافات الماضي والانطلاق نحو حقبة جديدة في تركيا.
وكان عنوان هذا المقال: Alman oyun، أي "لعبة ألمانية" (إشارة إلى نظرية السياسيين الأتراك التي تفيد بأنَّ هناك قوى أجنبية دعمت احتجاجات حديقة غيزي). وهذه بحدّ ذاتها تجربة مثيرة يحلم بخوضها كلّ مخرج مسرحي - وتحديدًا بأن يثير عرض مسرحي ما ردود فعل سياسية. وأمَّا أن يصل المرء بما يفعله ويقوله حول موضوع ما إلى قسم الشؤون السياسية في صحيفة ما، بدلاً من أن يصل إلى الصفحات الثقافية، فهذا ما شهده المسرح الألماني في ألمانيا آخر مرة قبل ثلاثين عامًا.
في العرض الأوَّل في اسطنبول كانت مساهمات الجمهور شخصية نوعًا ما، وأحيانًا كانت الحدود بين الواقع والعمل المسرحي غير ثابتة...
توماس أوسترماير: في اسطنبول كانت المساهمات محمّلة بالمشاعر أكثر من أي مكان آخر. وهذه ليست بالضرورة اختلافات في العقلية، بل إنَّ هذا يعود إلى تقليد المشاركة في الحديث داخل الفضاء العام. وللأسف إنَّ الحديث بطلاقة ومن دون قيود يعدّ في ألمانيا الأقل تطوّرًا، فغالبًا ما يكون المشاهدون في ألمانيا مضطربين للغاية. بينما يعتبر الأشخاص الناطقون باللغة الإنكليزية متمرِّنين بشكل جيد للغاية. وهنا في تركيا لا توجد لدى الناس أية موانع تمنعهم عن الحديث في الأماكن العامة، بيد أنَّ ذلك يبدو لنا كألمان محملاً دائمًا بقليل من المشاعر.
من الواضح أنَّ مشاعر الناس في تركيا مشحونة بالغضب، ليس فقط بسبب الذكرى السنوية الأخيرة لاحتجاجات غيزي بارك. فما الذي يربطك بتركيا؟
توماس أوسترماير: لقد حصلت في مهرجان المسرح الأخير في عام 2012 على الجائزة الفخرية من مؤسَّسة اسطنبول للثقافة والفنون (IKSV)، وهذا أسعدني كثيرًا. ويبدو أنَّ جماعة المسرح التركي تتابع عن كثب كلّ شيء مما أنجزه. وهذا يؤثّر بي كثيرًا.
عندما أفكّر أثناء قراءة الأخبار اليومية حول محاكمة أعضاء الخلية النازية السرية في أنَّني أستطيع العمل في بلد سمعته سيئة إلى هذا الحدّ في ألمانيا - وخير مثال على ذلك جرائم الشرف -، ولكنني أفكّر بعد ذلك أنَّنا نعيش بدورنا في بلد قتل فيه نازيون أيًا كانوا تسعة أشخاص أتراك وشخصًا يونانيًا بالرصاص، فعندئذ يبدو لي هذا مُظلمًا للغاية، وعندئذ أخجل خجلاً شديدًا من كوني ألمانيًا موجودًا في تركيا.
وهذا شكل من أشكال التجريد من الإنسانية. تصوّروا مثلاً أن يتم في تركيا قتل عشرة مواطنين ألمان برصاص نازيين أتراك، فماذا سيحدث حينها. وهذا أيضًا يلازمني باستمرار وبشكل واضح في أثناء العروض والحوارات والمقابلات أو في أثناء أحاديث الجمهور في تركيا. وعلى الرغم من جميع الصعوبات التي يعاني منها هذا البلد في الوقت الراهن، إلاَّ أنَّه لا يزال في نخبته الأكاديمية ومثقَّفيه بلدًا مستنيرًا للغاية.


حاورته: آنا إيسر
ترجمة: رائد الباش
تحرير: علي المخلافي
حقوق النشر: قنطرة 2014 

مسرحية لـ "مارينسكي" الروسي باسكتلندا في ذكرى الحرب العالمية الأولى

مدونة مجلة الفنون المسرحية
  
أقيم في عاصمة اسكتلندا ادنبره مهرجان دولي قدم فيه مسرح "مارينسكي " من بطرسبورغ الروسية أوبرا "أهالي طروادة".
وحظيت المسرحية بإقبال كبير لدى سكان العاصمة حيث تم شراء جميع التذاكر قبل العرض بأشهر. ولعبت ، وقالت مغنية المسرح ملادا خودولي التي لعبت دور كاساندرا في الأوبرا إنها لم تكن تعول على هذا الإقبال الحار، مشيرة إلى أنها خشيت من إلغاء عروض المسرح من قبل الحكومة البريطانية بسبب العقوبات المفروضة على روسيا ورفض الحكومة المشاركة في أية فعاليات متعلقة بالمهرجان.
اوبرا "أهالي طروادة" ملحمة مسرحية غنائية تدين حروبا تشتعل في أنحاء العالم على مدى قرون. ونصبت على الخشبة مرآة ضخمة تنشب فيها حرائق وتظهر سقوط أبرياء ضحايا للحرب.
وقال مدير مهرجان بطرسبورغ ومدير مسرح مارينسكي الفنان الروسي فاليري غيرغييف أن المسرحية تم إخراجها بمناسبة الذكرى الـ 100 لنشوب الحرب العالمية الأولى.
 
المصدر: " RT " + "فيستي. رو"
روسيا اليوم

المسرح المغربي.. من الفكرة إلى الجمال

مدونة مجلة الفنون المسرحية










http://www.atitheatre.ae/images/stories/2014/08-2014/31-08-2014/441.jpg


من المحتوى الدرامي إلى الشكل الفُرجوي، من الرسالة الفكرية والأيديولوجية إلى الإبداع الجمالي الفني.. هكذا يلخص الباحث المسرحي المغربي عبد المجيد شكير مسار أب الفنون في المغرب، في كتابه الذي يحمل عنوان "حول الاهتمام الجمالي في المسرح المغربي".
ويرصد الباحث في هذا الكتاب الصادر ضمن منشورات وزارة الثقافة -والذي يقع في 183 صفحة- منعطفات الممارسة المسرحية فعلا وتنظيرا، وتعاقب أجيال من الرؤى والمقاربات التي اختلفت أولوياتها وبؤرة اهتماماتها في ما يخص توضيب عناصر الفرجة المسرحية، منذ مرحلة الاستعمار وحتى اليوم، في اتجاه التحول من ممارسة تعطي الأولوية للمضمون الفكري والبعد الأيديولوجي إلى ممارسة تهتم بالمنحى الفني والجمالي.
وقد حدد المؤلف أربعة مستويات لتحقق هذا المنحى الجمالي الفني في عينة من التجارب، على اختلاف مدارسها واختيارات روادها.
ويتعلق الأمر باقتراحات جمالية شملت أولا الفضاء المسرحي، وثانيا أدوات الاشتغال التقني من إضاءة وديكور وموسيقى وملابس، وثالثا التمثيل، ورابعا الكتابة الدرامية.
وأنتج تمازج هذه العناصر تجارب حداثية تراهن على إنتاج لغة مسرحية طافحة بالمتعة العميقة المتأتية من تأثيث خلاق للفضاء، واهتمام بالتعبير الجسدي والتشكيل "الكوريغرافي" وابتداع أشكال جمالية في تأليف النص تعطي الاعتبار لخصوصية الخشبة وخصائصها.
رسالة مقاومةيعود عبد المجيد شكير إلى الممارسة المسرحية إبان مرحلة الكفاح ضد المستعمر، حيث توجه الرواد إلى تبني أولوية الخطاب المباشر المحرض على المقاومة، وهو خيار تنبهت لفعاليته وشجعته الحركة الوطنية، وفي المقابل ظل المقوم الفني والعمق النظري غائبين في فعل فني وَسَمه وعي فطري وتقليدي.
هذا التوجه سيظل مهيمنا على بدايات المسرح المغربي بعد الاستقلال، بحيث دأب المتلقي على استقبال الظاهرة المسرحية بوصفها خطابا مباشرا يحمل أفكارا ومواضيع بالدرجة الأولى.
ولم تخرج عن هذا النطاق التجارب الاحترافية لرائدَي المسرح المغربي الطيب الصديقي وأحمد الطيب العلج، بل تجسد الخيار الموضوعي الفكري والأيديولوجي في مرحلة ازدهار مسرح الهواة خلال السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، من حيث "الارتباط بالقضايا الساخنة (الواقع المغربي، القضية الفلسطينية واللبنانية، الواقع الاجتماعي...) والاهتمام المركز بها على حساب الصنعة الفنية، وهو الشيء الذي حوّل العمل المسرحي في كثير من الأحيان إلى الهتاف المباشر والسقوط في الخطابية الشعارية القائمة على الاحتجاج"، بحسب الباحث.
أما في مرحلة لاحقة، فيتابع عبد المجيد شكير تبلور انتقال نوعي صوب ممارسة مسرحية مغايرة تعانق الأولوية الجمالية في العمل، وتقطع مع اجترار الخطابة السياسية والاجتماعية المباشرة. عندئذ، تبلور مسار انتقال من صيغة "ماذا يقول العرض المسرحي؟" إلى صيغة "كيف يقول العرض المسرحي؟".
وقد كان لإحساس المتلقي بالتخمة من خطاب أيديولوجي متكرر، حافزا على البحث عن بعد مغاير.
إيجابيات النقدويوثق شكير في هذا السياق فضل الحركة النقدية في صناعة اللحظة الجديدة في تاريخ المسرح المغربي، حيث انتقل الفعل النقدي من قراءة تفسيرية تمتح من السياق التاريخي والاجتماعي، إلى نمط بديل يشتغل على البنيات الداخلية للخطاب المسرحي وعناصر تركيبه. إنه نمط يشتغل على المسرح لذاته لا لغيره، وقد انتعش هذا النمط النقدي في أحضان الدرس الجامعي، تجاوزا لما هو انطباعي تذوقي.
كما ساهم في إحداث هذه النقلة التي بدت جلية منذ منتصف الثمانينيات، ظهور ثلة من المخرجين المسكونين بنزعة تجريبية ورغبة في رسم أفق جمالي للممارسة المسرحية المغربية.
ويحرص الباحث على التأكيد بأن هذه النقلة النوعية الجديدة لم تكن تعني إبطال البعد الأيديولوجي والفكري في صناعة العمل المسرحي، بل تتمثل تقديمه في "قالب إبداعي يحترم الشرط الفني والضرورة الجمالية، والوعي بمكوناتهما الأساسية التي أصبحت تشكل الاهتمام الأول في إنجاز العمل المسرحي".
ومن قراءته في نماذج واسعة من العروض المسرحية المغربية، يخلص عبد المجيد شكير إلى أن الاشتغال الجمالي على مستوى العناصر الأربعة السالفة الذكر جاء متفاوتا، فعلى مستوى الكتابة الدرامية لم يكن الوعي بها أمرا جديدا، والجديد تمثل في بروز بعض الأشكال الجمالية الإضافية التي طورت مفهوم الكتابة في اتجاه الإدراك المسبق للركح واشتراطاته.
أما على مستوى الفضاء والأدوات التقنية، فيلاحظ الكاتب تطورا ملحوظا جعلهما أساس رصد البعد الجمالي في المسرح المغربي، الذي بات "يخرج من عنف الأيديولوجي وثقل الكلمة نحو ابتداع لغة بصرية يحتل فيها الجهاز السينوغرافي مكانة مركزية، مع ما يصاحب ذلك من استخدام متميز للإضاءة والديكور واللباس".
في المقابل، يسجل الكاتب أن مكون التمثيل ظل العنصر الأقل تجلية للبعد الجمالي في المسرح المغربي على الرغم من وجود طاقات قوية لدى الممثلين. وهو يعزو هذا التعثر إلى قصور في التكوين وعدم قدرة الإخراج على إدارة الممثل واستثمار طاقته في غالب الأحيان.
وينضاف كتاب "حول الاهتمام الجمالي في المسرح المغربي" إلى رصيد نوعي من البحث في الظاهرة المسرحية وقضايا فن الخشبة في المغرب والعالم العربي لدى عبد المجيد شكير، الحاصل على الدكتوراه في الجماليات المسرحية، والذي يمارس التدريس الجامعي في تخصص "الدراماتورجيا والنقد المسرحي".
وبالموازاة مع انشغاله البحثي الجامعي، يدير شكير فرقا مسرحية ويخرج أعمالها، مما يجعله مسرحيا يوازن بين الممارسة والتنظير. وقد سبق أن نشرت له الهيئة العربية للمسرح عام ٢٠١٣ كتابا بعنوان "عناصر التركيب الجمالي في العرض المسرحي".

نزار الفراوي-الرباط
الجزيرة نت

مسرحية «إكليل الدم» غداً على خشبة مسرح الحمراء بدمشق

مدونة مجلة الفنون المسرحية
برعاية وزارة الثقافة، مديرية المسارح والموسيقا، تبدأ غداً الإثنين عروض مسرحية «إكليل الدم»، نص وإخراج: زيناتي قدسية على خشبة الحمراء بدمشق.
 
يلعب دور الشخصيات فيها كل من الممثلين: أسامة التيناوي، قصي قدسية، رائد مشرف، أسامة جنيد، خلدون قاروط، فادي الحموي، زهير البقاعي، سامر الجندي، سجمال تركماني، مروى العيد، زيناتي قدسية.
يشار الى أن الفنان زيناتي قدسية قد شكّل في بداية الثمانينيات مع الكاتب الراحل ممدوح عدوان ثنائياً مسرحياً تحوّلت الأعمال القليلة التي قدّماها إلى ظاهرة فنية وفكرية بما قدّمته من فن مسرحي ذي خصوصية.
قدم عدداً من الأعمال تتناول المأساة الفلسطينية وأخرج مجموعة من الأعمال الجماعية للمسرح القومي ربما كان أبرزها مسرحيته «رأس الغول» التي زاوج فيها بين أعمال الأديبين محمد الماغوط وزكريا تامر، كما قام بتأسيس مسرح «أحوال» مع الشاعر والكاتب ممدوح عدوان.
 
الوطن

'مسرح أوبرا ملك' .. مختبر لتقديم أسماء جديدة إبداعا وإدارةً وتحكيماً

مدونة مجلة الفنون المسرحية

حمزة العيلي (مسكر) وفيروز كراوية وعلي قنديل وضياء شفيق ولوك لينر يشاركون في تحكيم مهرجان 'كيميت للممثل الواحد' بمسرح أوبرا ملك.

لهم قابليتهم وجمهورهم من الشباب

















بعد أن أعلن أحمد السيد مدير "مسرح أوبرا ملك" عن اسمي مديري المهرجان الشابين: المخرجة المستقلة "منار زين"، والممثل والمخرج "محمد عادل"، وفي إطار الفلسفة التي يتبناها السيد للدفع بالمبدعين الشباب لقيادة العملية الإبداعية والمساهمة في تنميتها، أعلن فريق عمل مهرجان "كيميت للممثل الواحد" بمسرح أوبرا ملك عن أسماء لجنة تحكيم المهرجان، والتي تضم عددا من المبدعين الشباب الذين أثبتوا وجودهم مؤخرا على الساحة الفنية ولهم قابليتهم وجمهورهم من الشباب.
فتضم لجنة التحكيم: الممثل حمزة العيلي، والمغنية فيروز كراوية، والمخرج الأميركي لوك لينر، والكاتب والمؤدي علي قنديل، ومصمم الاستعراض ضياء شفيق، والشاعر عمر جاهين.
حمزة العيلي ممثل مصري شاب، ولد عام 1983، وتخرج في كلية الحقوق بجامعة بني سويف عام 2007. بدأ رحلة التمثيل أوائل عام 2001 تقريباً من خلال مسرح الجامعة، وتخرج من الدفعة الثانية بمركز الإبداع الفني بدار الأوبرا المصرية عام 2011. حصل حمزة العيلي على جائزة أحسن ممثل صاعد عن مسرحية "ظل الحمار" في المهرجان القومي للمسرح عام 2010. وقدم عددا من الأعمال في مجال المسرح كان آخرها دور "ابن حزم الأندلسي" في عرض "عن العشاق" بقصر الأمير طاز، كما قدم أدوارا في السينما والتليفزيون، كان أبرزها دوره في فيلم "اكس لارج"، كما استطاع أن يلفت إليه الأنظار بعد نجاحه وتميزه في تقديم شخصية "مسكر" ضمن أحداث مسلسل "ابن حلال" والذي قدم رمضان الماضي.
فيروز كراوية ولدت عام 1980 في بورسعيد. درست الموسيقى بشكل حر في معهد الموسيقى العربية لمدة 3 سنوات، فحصلت على دبلومة في العود والصولفيج. دخلت كلية الطب، وكان نجاح أغنيتها: "قبل الأوان" بفيلم "أسرار البنات" دافعا لها لعدم ترك الغناء. درست الإخراج المسرحي لبعض الوقت وعملت به، وشاركت مع فرقة مسرحية مستقلة هي "المسحراتي" في العمل على تيمات من الفولكلور والتراث الشعبي من حكي وغناء، وتولت إعداد الرؤية الموسيقية والغنائية للعروض إلى جانب الغناء معهم لمدة سنتين، نفذت خلالها الموسيقى الخاصة بـ 4 عروض، هي مسرحيات «حكاوي الحرملك» و«حلو مصر» و«سهراية» و«يا حلاوة الدنيا".
قدمت أولى حفلاتها الغنائية عام 2006، مع الشاعر الشاب أحمد حداد، الذي ساعدها على تقديم أغنيات بروح جديدة. تعاونت كذلك مع شعراء يبدعون في كلمات بسيطة لها علاقة بحياة الناس وحكاياتهم وخواطرهم، مثل سيد محمود وعمر طاهر وكوثر مصطفى.
علي قنديل فنان متميز يمتلك العديد من المواهب، بدأ حياتة كصحفي في جريدة الدستور، وانطلق بعد ذلك من خلال فيلمه القصير "عبكويم" الذي حقق نجاحاً كبيراً، وقدم بعدها عروضا جيدة من خلال موجة ستاند_اب كوميدي، ثم شارك في بعض مسلسلات السيت كوم ومنها "حرمت يا بابا" و"العيادة"، وشارك ايضاً في كتابة عدة مسلسلات منها "تامر وشوقية" الجزء اﻻخير و6 ميدان التحرير.
ضياء شفيق مصمم استعراضات شاب، قام بتصميم عدد من الاستعراضات بعدد من العروض المسرحية بالمشاركة مع محمد مصطفى، وحصلا ثلاث مرات علي جائزة أفضل استعراضات بالمهرجان القومي للمسرح المصري في ثلاث دورات متوالية، وهما حالة فنية خاصة جدا فمنذ سنوات طويلة والاثنان يعملان معا حتى شكلا توأمه فنية في مجال الاستعراض، وأصبحا حاليا من أهم مصممي الاستعراض في مصر فلا يمكن أن يخلو عرض استعراضي ناجح منهما.
لوك لينر مخرج أميركي مقيم بالقاهرة، هو مؤسس ورشة تمثيل "درب الممثل"، اكتسب خبرته المسرحية على مدى 15 عاما، حصل على الماجستير في الفنون الجميلة، قسم المسرح من جامعة هارفارد. تعلم وتدرب على أيدي متخصصين في لندن وموسكو ولوس أنجيلوس.
وقد تم انتقاء لجنة التحكيم بناء على طلب بعض الشباب دون سن العشرين، لأن المهرجان يستهدف بشكل أساسي هذا السن من 10 – 20 سنة.

ميدلايست أونلاين

”المسرح الهاوي هو الخزان والمدرسة هي المنبع”

مدونة مجلة الفنون المسرحية
 
آثار المشاركون في الندوة  حول المسرح الهاوي ودوره في إثراء الحركة المسرحية في الجزائر، على هامش الأيام الوطنية الـ22 التي نظمتها جمعية المهرجان لمدينة سكيكدة، عدة نقاط للنقاش، حيث يعاني المسرح الهاوي بالجزائر، من عدة مشاكل وعراقيل تسببت في جفاف أحد أهم الأوردة التي تمد الحركة المسرحية في الجزائر بالحياة، 
مما أصابها بالركود والرتابة وأحيانا الموت البطيء. 
أجمع المهنيون وممتهنو المسرح الذين تحدثوا، إن مسرح الهواة هو الخزان الممول للمسرح المحترف، بل إن أغلب الممثلين الحاليين قد تخرجوا من مدرسة مسرح الهواة قبل وبعد الاستقلال، وسطع نجمهم في مختلف مسارح العالم، على غرار المرحوم رويشد، مصطفى كاتب، كلثوم، حسن الحساني وغيرهم. ودام العطاء إلى غاية الثمانينات، ليتوقف الركح في العشرية الحمراء، حين أغلقت أغلب المسارح أبوابها بعد أن فقدت الخشبة جمهورها، فكانت العروض تبرمج وتلغى لغياب الجمهور. حدث هذا في بعض المسارح التي حاولت كسر الركود، حيث تشتكي الفرق الهاوية من قلة الإمكانيات وافتقارها لوسائل العمل، خاصة من حيث الديكور المكلف أحيانا، إلى جانب الظروف الاجتماعية للممثلين التي تؤثر سلبا على عطائهم  الإبداعي، فأغلب الممثلين الهواة يفضلون البحث عن لقمة عيشهم وما يلبي حاجات أسرهم، قبل التفكير في حبهم لهوايتهم، عكس المحترف الذي يقبض أجرة شهرية، بالإضافة إلى مشاكل أخرى..
المسرح الهاوي هو خزان الحركة المسرحية في الجزائر  
يرى رئيس جمعية مهرجان المسرح لمدينة سكيكدة، الأستاذ عبد المالك بن خلاف، إن مسرح الهواة لعب دورا هاما في نشر الثقافة المسرحية في الجزائر، بل زوّد معظم المسارح الجهوية بممثلين وما زال ليومنا هذا. ويوضح الأستاذ إن قمة ازدهار مسرح الهواة كانت في السبعينيات، حيث أسست عديد الجمعيات، كما أنتجت عديد المسرحيات. مضيفا إن للهواة الفضل في نشر المسرح بالقرى والمناطق النائية، حيث كانت الفرق الهاوية التي تعتمد في غالبية الأحيان على  ديكور بسيط تتنقل إلى هذه المناطق لتقديم عروضها، كون المسارح المحترفة لم تكن قادرة على فعل ذلك لأسباب تقنية، تتمثل في صعوبة  نقل الديكور ووسائل عملها. لكن في الثمانينيات بدأ مسرح الهواة ينكمش وعدد الفرق يتقلص، وهذا راجع حسب المتحدث لعدة عوامل، منها كثرة المسارح الجهوية التي أصبحت توزع في إنتاجها الممثلين الهواة بمقابل مادي مغري، مما أحدث نزيفا حادا في الفرق الهاوية. هذا من جهة ومن جهة أخرى التوجه الاقتصادي والوسائل المادية أصبحت أكثر من ضرورية لحياة الفرق الهاوية.   
ومن أجل الترقية والمحافظة على مسيرة مسرح الهواة، يؤكد الأستاذ بن خلاف على ضرورة المحافظة على النشاط المسرحي الهاوي، بالإضافة إلى الاهتمام أكثر بالفرق المسرحية الموجودة من طرف السلطات المعنية، وتشجيع الشباب الهاوي بتوفير التكوين والدعم المادي وإدخال المسرح كمادة تدرس في مراحل التعليم. 
المسرح يبدأ من المدرسة 
يرى رئيس جمعية ”المسرح الجديد لمدينة يسر” المخرج عبد الغني شنتوف، أن المسرح على العموم هو فعل هاوي لهذا الفن دون مقابل. مضيفا ”نجد الكثير ممن يهتمون بهذا المسرح لكن يجب تأطيرهم وتكوينهم، لكي تنضج خبرتهم وتجربتهم على أسس صحيحة، لكي نجد بعد فترة وجيزة ثمرة هذا التأطير متمثلة في خزان يكفل استمرارية هذا الفن”. ويعتقد عبد الغني شنتوف أن المحافظة على مسيرة مسرح الهواة كأي مجال من المجالات الفنية الأخرى، يحتاج مسرح الهواة إلى تأطير الشباب وتكوينه على مستوى المدارس، ابتداء من الطور الأول كما كان معمول به في السبعينيات إلى غاية الثمانينيات، موضحا ”لعبت وقتها المدرسة دورا كبيرا في تدعيم الحركة المسرحية، حيث كانت المدارس تهتم بالنشاط المسرحي عكس ما يحدث حاليا، إذ أصبح تواجد المسرح يقتصر على بعض المحاولات في الجامعة، لكنها تبقى محدودة عكس المدرسة الابتدائية”.    
يعتقد الممثل المحترف نور الدين مرواني من المسرح الجهوي بقسنطينة، من جهته، أن العشرية السوداء هي نقطة الفصل، حيث أن جيلا كاملا ذهب ولن يعود. مضيفا أنه بعد عشرين سنة جاء جيل آخر له اهتمامات أخرى من غناء وطرب. معتبرا أنها المصيبة الكبرى. والدليل يتساءل نور الدين أين مسرح الهواة؟ بقي مهرجان مستغانم ومهرجان سكيكدة فقط.
وشدد نور الدين على أهمية وجود التواصل ما بين المدرسة والمسرح، مضيفا ”يجب الرجوع إلى ثقافة السبعينيات، أي العمل بنفس المنهج وضخ الأموال إلى الجمعيات والتــــــعاونيات وتنشيط عدة ورشات تكوينية وتحفيز العاملين فيها حتى نحافظ على هذا المكسب ونصل إلى خلق مهرجانات دولية لهذا المسرح”.
العنصر النسوي الغائب الأكبر 
تعاني الفرق الهاوية من عزوف العنصر النسوي عن المشاركة في نشاطاتها لأسباب متعددة، خاصة في المناطق الداخلية والنائية، حيث كانت مشاركة المرأة في مجموع المسرحيات المعروضة ضعيفة جدا، لم تحضر سوى ممثلتين واحدة من فرقة بالأغواط وأخرى بفرقة من بلعباس. وقال المخرج إبراهيم رحمون في تصريح لـ”الخبر”، على هامش عرض مسرحيته ”عويل الزمن المهزوم” لجمعية الناقوس من الأغواط، إن فرقته تضم عنصرا نسويا واحدا. مرجعا ذلك إلى عادات وتقاليد المنطقة المحافظة، حيث العنصر النسوي في الأغواط لا يزال لم يكتسح الخشبة بعد، عكس حضوره في مسرح الطفل، إذ نجد عددا معقولا من الفتيات، لكنهن يتوقفن عند بلوغ سن العشرين للأسباب المذكورة. 
نفس الرأي يتبناه الأستاذ بن خلاف الذي يقول إن العنصر النسوي غائب تماما في مسرح الهواة كممثلات أو كمشاهدات، وعلى عكس الرأيين السابقين، يشير الممثل المحترف عبد الغني شنتوف أن هناك اهتمام كبير بمسرح الهواة من قبل العنصر النسوي ولكنه في تراجع والسبب يرجع إلى غياب التواصل ما بين المدرسة والمسرح. 


سمير غانم وشعبان عبد الرحيم يعودان لخشبة المسرح بـ"عودة المستخبى"

مدونة مجلة الفنون المسرحية
   
قرر النجم سمير غانم العودة للمسرح من جديد من خلال مسرحية "عودة المستخبى"، وهى من تأليف أحمد الإبيارى ومن إخراج عبد الغنى زكى وإنتاج محمود فتح الله.

ويشارك سمير غانم بطولة المسرحية المطرب الشعبى شعبان عبد الرحيم، لتشهد تكرار التعاون بينهما، حيث اشتركا من قبل فى مسرحية "دو رى مى فاصوليا" فى عام 2005، والمسرحية كانت من تأليف أحمد الإبيارى أيضا ومن إخراج الراحل محمود أبو جليلة، وشاركهما البطولة طلعت زكريا وحسن مصطفى وميمى جمال وغسان مطر وآخرون.

وقال أحمد الإبيارى لـ"اليوم السابع" إنه سيبدأ بروفات مسرحية "عودة المستخبى" الأسبوع المقبل على مسرح الريحانى، مشيرا إلى أن المسرحية ستعرض بالتزامن مع عيد الأضحى المقبل فى لبنان، وستسافر للعديد من البلدان العربية قبل أن تعرض فى مصر، لافتا إلى أنه من المقرر أن تعرض فى القاهرة فى شهر يناير المقبل.

وأوضح الإبيارى أن المسرحية ستشمل أكثر من دويتو غنائى بين سمير غانم وشعبان عبد الرحيم، مؤكدا أنه لم يكتب كلمات هذه الأغانى، وأنه استعان بإسلام خليل لكتابتها، وأن "الكيميا" بين الفنان سمير غانم وشعبان عبد الرحيم كانت السبب فى أن يحب الجمهور أغنية "دو رى مى فاصوليا" والتى حققت رواجا كبيرا وقت عرض المسرحية، متمنيا أن تحقق أغانى مسرحية "عودة المستخبى" نفس النجاح.

وأضاف أن المسرحية تغوص داخل النفس البشرية من خلال طرح مشكلة سمير غانم الذى يخاف خوفا مرضيا من المستقبل وما سيحدث فيه، ودائما متشائم تجاه مستقبله ومستقبل من حوله، الأمر الذى يدفعه للحذر الشديد والعيش فى وحدة وانعزال، وعلى النقيض يأتى شعبان عبد الرحيم الذى لا يلقِى بالا للمستقبل بما يحمله من مخاطر أو من آمال، ويعيش كل يوم بكل تفاصيله ولا يعمل حساب للمستقبل، وهذا التناقض بين الشخصيتين يحدث الكثير من المفارقات الكوميدية، حيث يحاول شعبان عبد الرحيم التأثير على سمير غانم لإقناعه بأن أسلوب حياته ليس صحيحا وأن عليه أن يعيش حياته حرا، لا أن يكون سجينا لأفكاره ومخاوفه، وسيساعد شعبان عبد الرحيم فى هذه المهمة الطبيب النفسى الذى يعالج سمير غانم.

وتابع الإبيارى أنه لم يستقر على من سيقوم بدور الطبيب النفسى بعد، قائلا "لم أستقر بعد على من سيقوم بدور الطبيب النفسى وسأحرص على أن يكون فنانا موهوبا لأن الدور مهم جدا ومؤثر فى الأحداث ولن يستطيع أى ممثل تأديته"، موضحا أن سبب اختياره لهذه القصة هو أنها تهم كل إنسان، مؤكدا أن النفس البشرية بما تحمله من تناقضات وتباين تعتبر مادة خصبة لأى عمل فنى سواء كوميديًا أو غيره، لافتا إلى أن المسرحية لا تحمل أى طابع سياسى أو إسقاط على أحداث سياسية سواء مصرية أو عربيا من قريب أو بعيد، قائلا "المسرحية كوميدية فقط ولم أقحم السياسة فيها، وأحاول أن أخفف عن المشاهدين هموم ومصاعب الحياة اليومية".
 
اسماء مأمون
اليوم السابع

السبت، 30 أغسطس 2014

مسرحية " دروب الضجيج " تأليف قاسم ماضي

مدونة مجلة الفنون المسرحية
 مسرحية " دروب الضجيج " تأليف قاسم ماضي

وهي " مونودراما " تتحدث عما يحدث الان في زمن الفتن ، والقتل ، والتدمير " وهي محاولة لكشف أسرار الموت ، يلعبان اللعبة شخصيتان هما ,
الرجل + المرأة " وكأنهما في حالة جنون مع صوت انفجارت
الرجل : وهو يبحث بين أكوام من العربات ، لبائعي الخضار ، والحلويات ، واللبن ، في سوق شعبي ، وجثث هنا وهناك ، واشياء كثيرة فيها من الدم البشري ، ورائحة نتنة تملأ المكان مما يُحدث لديهما حالات إنبهار ، والمرأة كذلك
الحب عطاء لا حدود لمواهبه " فيها من الحزن الكثير "
المراة : الحب عطاء لا حدود لمواهبه " فيها من الحزن الكثير
الأثنان " المرأة مع الرجل " الحب عطاء لا حدود له
الرجل ، وهو يتمتم أي كأنه يتحدث مع نفسه ، يقولها على خشبة المسرح أكثر من مرة ،
رائحة الانفجار تزكم الأنوف " يكررها
وهو مستمر بهذا الحوار ،
المرأة : وهي تبحث عن شخص من بين الموجودين وتتمتم " ترفع يدا ً أو رأسا ً وهي ترتجف ، بعصبية وخوف وتتحدث
" انهزامات ،
وعذابات
دنيا تجعل من الإنسان المعدم المعذب
غابة
وجودها الأول وأساس عمل المستحيل المتوجع
لرقصات المعد المملوءة بالفجعية
وخبز الشعير المتيبس الحواف
وهي تدور وكأنها مصابة بالشلل ، وتنظر إليه بنظرة فاحصة ، ويعلو جبينُها الغضبَ ، وتكّرر " وخبز الشعير المتيبس الحواف ،
الرجل : تحت رماد الخوف كل شيء يحدث " بصوت متكسر وخائف " وهو مذهول ومتعب ،
اصوات انفجارات وسيارات أسعاف "
المرأة : نكرهُ حدَ الترف رؤية مشاهد الموت "
وهي متعبة وخائفة " وربما كأنها تقترف جريمة
الرجل : وهل ننسى عفونة الأجساد الملقاة على قارعة الطريق "
بهستريا فيها نوع من البكاء
المرأة : ومطر الشظايا البارق يتحسس معدنه ، " بسخرية "
وتتفجر نفسه بلغو جد غريب " " بسخرية "
وكأنه حالم وهو يرنو الى السماء " حالمة "
الرجل : فضاقت صدورنا ،
وها هم يحبسون عنا ضوءَ المصابيح ،
وضجيج الدروب ،
المهم سوف تدور الدنيا مثل دولاب "
هنا أشارات وتلميحات إلى " دول الجوار " التي ساهمت مساهمة فعالة في تخريب البلد
وهنا يتراكضان الاثنان في وسط المسرح وهما يرددان هذا الحوار " الرجل مع المرأة "
" كي نهرب من صدر المأساة "
لا تصدم قلب الفتنة برخاء التسبيحات "
يكررها الرجلُ عدة مرات ،
المرأة : لا تحرق صمتَك والناسُ نيام
الرجل : وهو ينظر إلى الجمهور بطريقة مخيفة ويردد هذا الحوار "
" لا تملأ أيامَ الغيمة بسيول الزيت "
لا ، لا
لا ، لا "
يكرُرها عدةَ مرات وهو خائف " ظلام "
المشهد الثاني
بقعة ضوء وموسيقى فيها من الرومانسية يجلسان وكأنهما تحت خيمة يحلمان "
المرأة : دونما حراك تحركت أيام ،
ولك وسادة من ريش وسرير من خشب الصندل
وفضاء مغسول ببصاق الفرح
الرجل : تنفق روحي على الطيران
وتتململ بلهاث يخنق انفاسي
المرأة : أُحسُ بتصلبِ جسدي وفورانه "
" أصوات إنفجارات في كل مكان "
تنهض المرأةُ وهو يصرخ بطريقة مرعبة وتقول
المرأة : الموت !!
لم هذا الموت ؟
ما شك وجودي معك هذا !
الرجل : أو تظنين في أمر ما جئت ؟
المرأة : بريبة " الشكوك حولك جد ثقيلة !
الاثنان مرعوبان "
تتغير الموسيقى إلى أصوات من الانفجارات
المرأة : الموت "
يسود الصمت للحظات
الرجل : الموت ،
الموت ، الموت
تلتفت المرأة متفحصة أرجاء المسرح متحسسة جسدها وأطرافه ، وكأنها تناشد الوطن بلغة شعرية
المرأة : ما كان يظن أن خطوه المتصاعد النبرات يمكن أن يؤدي إلى به إلى فوهة هذا القبر "
موسيقى حزينة وهي تشّيع هذا الوطن "
الرجل : العيون مشعلة وجوده ببضع توسلات ،"
وهنا يكون الرجل على نفس طريقة أداء المرأة "
تعود كتلُ السوادِ نداءاتها
الرجل + المرأة " بصوت قوي وكأنهما يرعبان الموت "
الموت ، الموت ، الموت
وهنا ينسلخ الرجل وكأنه محقق مع المرأة
الرجل : ما الذي يحدث يا أنت ؟ بطريقة بوليسية
المرأة " وهي تهزُ رأسَها " لا أدري
الرجل " كيف لا تدرين وأنتِ هنا
المرأة : أو لا تكف عن إطلاق شرورك
الرجل : ما ظننتُ الكلم شرورا
المرأة : بل هو شر ما بعده شر ، والشكوك حولك جد ثقيلة
الرجل : وهو كأنه يتملص منها "
يجب أن تحملَ ذواتُنا جواهرَ الحاضر ،
أزمان وإحساسنا بالانهزام مر
فما الذي حدث ،
أو عجزت الكلمات عن بوح ِ آثامها ،
أم عطّل الصولجانُ حضورَ مذابحه ،
" وهنا يقصدُ الوطنَ وبمرارة " وكأنه يخاطب الجالسين "
الرجل : كان سيداً، هذا الوطن
علمه جده الأبهة َ
أن شرف الخالق بعرض اماله هو كلمة ،
المرأة : أو ماتَ السيدُ هدرا ً
أم أشعلَت دمه مواقدُ الكلمات المالئة نوافير الأفئدة ،
أو فهمت الفرق الان يا إنسان !
الرجل : قلتُ لك أسكتي !
وأجيبي على قدر ما أريد !
المرأة : ما ظننتك تريد غيَر شيء واحد ، وياله من ثمن بخس !
الرجل : أن شهوة القتل تجاوزت حدود اي دين ، أو اي طائفة ،
المرأة : اسماءٌ نفسُها تبدو عاجزةَ عن فهم ما يجري
الرجل : وكذلك العقل فهو مجرد أضحوكة عندما يتدخل ببلادته لتغير الواقع
المرأة : أن الشرَ المطلق هو نحن جميعا
الرجل : أجناسُ الروح تقبلُ منطقَ الجواهر
المرأة : الجواهر يجب أن تحملَ ذواتنا جواهر وجودنا
الرجل " تقصدين الحاضر ،
هه ازمان
وإحساسُنا بالانهزام مر يا سيدتي
المرأة : أزمان وضعوا فيها شرف الكم وسط طبق من ذهب
وداعبوه بعصا رأسها
الرجل : فما الذي حدث
المرأة : يبدو أن الكلمات عاجزةٌ عن بوح آثامها
وعطّل الصولجان حضور مذابحه
كان سيدا ، هذا الوطن
الرجل : صولجانٌ منقوعٌ برذيلةِ الكذب
المرأة : قلت لك أسكت ،
وأجبني على قدر ما أريد
" صراع بين الأثنين " اطفاء أنارة
المشهد الثالث
كل منهما يأخذ تكوين ، وهما يتحدثان بطريقة مختلفة ،وكأنهم يتهامسان ويتناقشان عن هذا الذي يحدث مع صوت موسيقى
الرجل : عريضة جدا مسافات خطوي وغامقة " بقعة ضوء صفراء "
المرأة : لا تناسب حجم رغوة آمالي الضالات في خزائن الأسئلة الصفر
الرجل : كنت أبللُ وجهي لحظة كل مواجهة
المرأة : تفحصت أثمان المواجهة ، اثقلت نفسي ومن يحيط بي بحروق الإتصال
الرجل : المسافات الجرداء الأدمة الباركة فوق ظهر شوارعنا
المرأة : الواجةُ بحرائق اللغو والمناداة
الرجل : كان الدرسُ صعباَ وخطواتي تتبللها أنوارُ الاختناق
المرأة : باتجاه الصبايا المجدولات الضفائر
الغاطسات حد القسوة بالزعفران والمسك
" وكأنهما يدوران حول بعضهما " الأثنان في حالة فزع ممكن استخدام " سايك " وتعرض من خلاله تفجيرات وغيرها من مشاهد الدم "
الرجل : المسافات الجرداء الأدمة الباركة فوق ظهر شوارعنا الثقيلة مثل حديد المطارق
المرأة : المشتعلة بحرائق اللغو والمناداة
" يركضان في المسرح كل واحد على جهة "
الرجل والمرأة : كان الدرسُ صعبا ً
تنفردُ المرأةُ بخطوٍ ثقيل وهي تردد
المرأة : خطواتي تتبلها أنوار الأختناق
الرجل : وكراسيهم المتعفنة مثل روائح ارواحهم الميتة
المرأة : احتراقات تشبُ وسطَ المدينة
الرجل " وهو يدور حول المرأة ، وبطريقة مخيفة "
ماالذي يريده هؤلاء ؟
المرأة : تضحك بهستيرها وكأنها ارادت أن تقول شيئا ً ولم تستطع "
أنها سكاكين البلاء " تكررها عدةَ مرات "
الرجل : وكأنه يخاطب المتفرجين ويقول
أنها سكاكين البلاء !

ستار
هذه المسرحية مستوحاة من فكرة لرواية " كهف البوم . ممر الياقوت " لشوقي كريم حسن
قاسم ماضي – ديترويت

مسرحية - مصيدة الفئران- أكثر عرض مسرحي تواصلا على خشبة المسرح في العالم.

مدونة مجلة الفنون المسرحية
مسرحية - مصيدة الفئران- تدخل عامها الستين بعرض مسرحي احتفائياحتفل كادر مسرحية مصيدة الفئران للكاتبة البريطانية الشهيرة أغاثا كريستي بدخول عرض مسرحيتهم عامه الستين بتقديم عرض احتفائي بالمناسبة ضم عددا من النجوم امثال هيو بونفيل وميراندا هارت.ويرجع افتتاح أول عرض لهذه المسرحية في "ويست ايند" بالعاصمة البريطانية الى عام 1952، وقد ظلت محتفظة بالرقم القياسي لاكثر عرض مسرحي تواصلا على خشبة المسرح في العالم.

ممثلة بريطانية تدعو لتجسيد النساء مزيدا من أدوار الرجال

مدونة مجلة الفنون المسرحية


 ممثلة بريطانية تدعو لتجسيد النساء مزيدا من أدوار الرجال
قدمت بيك من قبل شخصيات نسائية عدة في مسرحيات شيكسبير، لأنها تعتبر شخصيات الرجال أكثر تبلورا واكتمالا

أعربت الممثلة البريطانية، ماكسين بيك، عن أملها في أن يشجع تجسيدها لشخصية هامليت المزيد من الممثلات على تجسيد شخصيات الرجال، مشيرة إلى أن أدوار النساء في مسرحيات شكسبير تكون "شديدة التعقيد".
وتلعب بيك دور هامليت، أمير الدنمارك، في مسرحية تعرض في شهري سبتمبر/ أيلول وأكتوبر/ تشرين الأول، على مسرح "رويال اكستشينج" في مدينة مانشستر.
وتقول بيك إن هامليت هو "الجزء الأهم" والأكثر تبلورا في المسرحية، بشكل يفوق الشخصيات النسائية. كما قالت إنها ستقدم الشخصية كامرأة "على اتصال مع الجانب الأكثر ذكورية فيها".
وتجري بيك حاليا الاستعدادات للمسرحية التي تشمل مشاهد قتالية، وهي المرة الأولى التي تقدم فيها الممثلة هذا النوع من المشاهد.
وعن هذه التجربة، تقول بيك إنها بمثابة "تجربة مكتملة الأركان، وحلم تحقق بأن أقدم نزالا بالسيف على المسرح وألكم خصمي في رأسه."
وأضافت "الآن اتفهم سبب حماسة الرجال لتجسيد شخصية هامليت، فهي شخصية متكاملة تغطي كل القواعد الشعورية. وهو الجزء الأهم في المسرحية لأنه يتيح الفرصة لتقديم كل شيء. عندئذ تشعر أنها تجربة لا تصادفها (في الأدوار العادية)."
وكانت بيك قد جسدت شخصية أوفيليا في المسرحية نفسها في عام 2002. كما جسدت شخصية الغانية دول تيرشيت في مسرحية هنري الرابع التي قدمتها بي بي سي في عام 2012.

"ثورة" بين الممثلات

وتقول الممثلة البريطانية إن "أدوار النساء في مسرحيات شيكسبير شديدة التعقيد".
وأوضحت أنها، عندما قبلت الدور، لم يكن في نيتها "تجسيد هامليت وبدء ثورة" بين الممثلات.
لكنها أضافت أن الممثلات يحتجن إلى "بعض الثقة" لإدراك قدرتهن على تجسيد شخصيات الرجال.
ومضت قائلة إنه "أحيانا، كممثلة، فكرت أني استطيع تجسيد شخصيات أدوار رجال والنجاح في هذا. فاختلاف التركيب الجسماني لا يعني عدم قدرتي على إدراك الأمر."
وقدمت بعض الممثلات شخصيات رجال في مسرحيات شكسبير من قبل.
فقد لعبت فيونا شو دور ريتشارد الثاني في المسرح الوطني في بريطانيا عام 1997، كما جسّدت كاثرين هنتر شخصية الملك لير في عام 1997.
وكذلك قُدمت مسرحية يوليوس قيصر في مسرح "دونمار ووترهاوس" بفريق كامل من الممثلات فقط في عام 2012، وبالمثل ستقدم مسرحية هنري الرابع في أكتوبر/ تشرين الأول القادم.
وكانت الممثلة فرانسيس دو لا تور هي آخر امرأة مشهورة قدمت دور هامليت في المملكة المتحدة في عام 1979.

هامليت "الرجل والمرأة"

وتقول المديرة الفنية لمسرح رويال اكستشينج، سارة فرانكوم، إنه "حتى هذا القرن، تتبع الكثير من الممثلات تقليد لعب دور هامليت. ففي العصر الفيكتوري، كان تقديم هذا الدور يعتبر مركز ثقل في مسيرة الممثلة."
كما أشارت فرانكوم إلى أن بيك ستقدم الشخصية "كمزيج بين الرجل والمرأة، فقد تعاملنا مع هامليت كطيف يتخلل الكثير من أجزاء المسرحية، وليس كرجل أو امرأة."
وأوضحت بيك أن تقديمها للشخصية أتاح لها الفرصة لرؤية المسرحية من وجهة نظر جديدة، "فإلقاء هذه السطور على المسرح يعتبرا نوعا من تواصل المرأة مع جانبها الذكوري. وأحيانا أحس أن بعض هذه السطور كتبت لامرأة."

نجاح جماهيرى لـ” الوحش الأخضر” على مسرح جمصة

مدونة مجلة الفنون المسرحية

 نجاح جماهيرى لـ” الوحش الأخضر” على مسرح جمصة
حقق العرض المسرحى الإستعراضى الدرامى”الوحش الأخضر” نجاحا جماهير يا على مسرح جمصة, خلال 30 ليلة عرض, وقد أثنى عليه جمهور المشاهدين لما لمسوه فى العرض من تصحيح للعديد من السلوكيات فى المجتمع والتى تعطى انطباعا ايجابيا لدى الأطفال.
وأجرى المركز الإعلامى للبيت الفنى للمسرح عدة لقاءات مع جمهور المشاهدين من الكبار والصغار, أمس فى آخر ليلة عرض.
وقال الطفل باسم أشرف فى الصف الثالث الابتدائى : تعلمت من المسرحية معنى الصداقة والوفاء والحب وتقديم العون والخير لكل من حولى وأعجبتنى الأغانى فهى جميلة وهادفة .
وأوضح الطفل محمد شريف طالب بالصف الرابع الابتدائى: ان الوحش الأخضر هدفه تعليم الانسان معنى الصداقة ويبتعد عن فعل الشر للاصدقاء وكنت سعيد بالماسكات والعرائس كان شكلها جميل وكوميدى .
اما زيدان محمود زيدان موظف فقال : ان اسم الوحش الأخضر اوحى لنا اننا سنشاهد مسرحية كلها شر لكننا وجدنا العكس فهى تعلم الأطفال معنى الخير والحب للاخرين فشاهدنا نصا مسرحيا مفيدا للكبار والصغار.
جدير بالذكر ان مسرحية “الوحش الاخضر” بطولة الفنان محمد الصاوى مع مجموعة كبيرة من نجوم فرقة تحت 18″ حسن الشريف وفاء سليمان وليلى عبد الحميد وطارق مرسى واحمد شومان ونور الشرقاوى وباسم نور” وهى من تأليف واشعار سامح الشاذلى, وألحان احمد كولة, والاستعرضات لحسن ابراهيم, الماسكات والعرائس للد كتور. جمال الموجى, والاخراج لوليد طه .

القاهره - أ ش أ 


الجمعة، 29 أغسطس 2014

منير أبو دبس: أبواب بيتي مفتوحة لجمهوري المسرحي

مدونة مجلة الفنون المسرحية
   المسرح ينتظر اللقاء مع محبيه.
 
منير أبو دبس، أو منير أبو المسرح اللبناني، لا يزال يعتني بولده ويعمل على اكتشافه، كأنّ رحلته التي بدأت منذ الستينات لا تزال في بدايتها. هذه السنة أيضاً يعود مهرجان الفريكة ببرنامج حافلٍ يمتدّ بين 12 أيلول و21 منه حيث يلتقي المخرج منير أبو دبس جمهوراً ينتظره من سنةٍ إلى أخرى.
في 12، 13، 14 أيلول تعرض مسرحية "الجسر القديم"، تأليف منير أبو دبس وإخراجه، وتمثيل: هند جرجي، طارق أنيش، مارك خريش وعماد برباري. المسرحية عبارة عن لحظات حضور ترتبط بعضها ببعضٍ لتدلّ على حالاتٍ إنسانية معيّنة.
في 16، 17، 18، عروض سينمائية تبدأ في اليوم الأول مع فيلم جان برات، "الفُرس"، الذي يستند بأمانة إلى رواية أخيل والذي تمّ تنفيذه عام 1961، وشكّل حينها حالة استثنائية لأنه عرض في وقت متزامن على التلفزيون وعلى الراديو، فنقل المسرح إلى الشاشة، كما إلى الراديو. في اليوم الثاني ستُعرَض أفلام طالبية قصيرة، وفي اليوم الثالث نعود إلى فيلم الموسم عام 1944 "غرام وانتقام" ليوسف وهبي، من بطولة أسمهان. هذا الفيلم كان الثاني لها، والأخير، إذ توفت على نحو غامض قبل إتمامه، فاضطر يومها يوسف وهبي إلى الاستعانة بممثلة بديلة لإتمامه. وفي هذا الفيلم غنّت اسمهان مجموعة من أجمل أغانيها مثل "إمتى ح تعرف إمتى"، و"ليالي الأنس في فيينا".
في 19 أيلول سهرة غنائية عنوانها "أسمهان وفريد الأطرش" تحييها ساندي لطّي ورامي بطرس.
في 20 أيلول مسرحية "وانتبهنا" من إخراج مارك خريش وتمثيله، إلى جانب طارق أنيش، هند جرجي، غنى عبّود، ريمي عقل، إيقاع إيلي أبو عبدو.
في 21 أيلول لقاء أدبي حول نعّوم مكرزل ورفاقه جبران، ريحاني، نعيمة.
منير أبو دبس مُقلٌّ في تقديم أعمالٍ خارج نطاق مهرجان الفريكة، فلا نراه مثلاً على خشبة المسارح في بيروت، وحين نسأله عن السبب يقول: "عادة الناس بيحضروني أو بالفريكة أو بِ باريس... كتير بحِب الناس يِجو لَ عندي واستقبلُن بِ بيتي، بِ مسرحي". نستوضح منه أكثر فيجيب: "في أشخاص كتار بيروحو عند الجمهور، والبعض منهم بيقدمولُو متل ما بيريد يحضر، وهالشي بلّش يخلق عدم توازن بالمستوى المسرحي. أنا بعتبر إنّو الجمهور لازم يقوم بخطوة تدل على إنّو عَن جَد بدّو يكون شريك بالحركة المسرحية، ومش مجرّد متفرّج مارق من حَد المسرح، لاقى إنّو عندو شويّة وقت فقرر يدخل ويحضر مسرحية... أنا بدّي الجمهور اللي بيريد يكون في لقاء بيناتنا، وبيسعى حتّى هاللقاء يتم... أنا بحضّر منيح وبعمل دوري، وبنطر الجمهور يقوم بِ دَوْرو ويِجِي ع المسرح".
مهرجان الفريكة يُقام كلّ سنة، ورغم ذلك لا يشعر منير أبو دبس أنّ الأمر يُتعبه. يفصح أنّه يحتاج إلى بعض التركيز، لكنّه لا يتعب بقدر المنظّمين الآخرين للمهرجانات الذين يمضون وقتهم يبحثون عن أعمالٍ قادرة على تأمين أكبر عدد من الجمهور. "أنا ما بتعاطى هيك مع الجمهور، أنا بحضّر المهرجان بحسب المقاييس اللي لازم يكون فيها، وهيدا بِوفِّر عليي كتير وقت".
نسأله: ألا يحلم كل فنان بأن تصل أعماله إلى أكبر عدد من الناس؟ ومن هذا المنطلق، أليس رأي الجمهور أساسياً في الأعمال الفنية، وبالتالي يجب أن يدخل في المعادلة بشكلٍ جدّي، أم إنّك تقوم بأعمالِك لنفسك أولاً؟ يوضح أنّ الفنان يجب أن يوصل
أعماله الى الجمهور شرط ألّا يقدّم التنازلات، فإذا وصل إلى النتيجة المرجوة يفرح مع المُشاهدين بما قدّم إليهم. "أنا بقدّم أعمالي لكل الناس، وفي أحيان بِكون هدفي قدّمها بس للرفاق، وببعض الأحيان بشعر إنّو مش غلط قدّمها لنفسي لإنّو كل عمل عم بعملو بيكون تجربة مهمّة لإلي". وحين نسأله إلى مَن يتوجّه في مهرجان الفريكة يقول: "المهرجان لكل الناس، وللرفاق، ولنفسي".
منير أبو دبس يمضي وقته بين لبنان وفرنسا، يحيي محترفات للتمثيل، يكتب أعمالاً مسرحية ويقوم بإخراجها. الأعمال التي يقدّمها يعمل عليها بالجدية نفسها بغضّ النظر إن كانت ستُعرض في لبنان أم في فرنسا، مع إشارته إلى أنّ الجمهور الفرنسي مختلف جدّاً عن الجمهور اللبناني. "الجمهور اللبناني ما عاد متل قبل بمرافقة الحالة المسرحية، والنقد الفنّي ما عاد متل زمان واختفت المرافقة الجدية للمسرح".
هل يعتبر إذاً أنّ الجمهور اللبناني غير ناضج مسرحياً؟ يوضح أنّ النضج موجود لكنّه قد لا يظهر دائماً، مما قد يعطي انطباعاً أنّ الجمهور غير ناضج. "لكن في كلّ سنة، حين ألتقي الناس في مهرجان الفريكة، أتأكّد أنّ هناك نواة جمهور مثقّف يتذوّق المسرح، وهذه النواة لا تحتاج إلّا إلى دعم الدولة ودعم الصحافة الفنية كي تصبح هي الجمهور العريض". ويختم: "أدعو الجميع إلى أخذ استراحة من زحمة بيروت، من ضجيج الحياة اليومية، والتوجّه نحو الفريكة حيث الهدوء والسكينة، وحيث المسرح ينتظر اللقاء مع محبّيه".
 
يوليوس هاشم
النهار

داخل البحراني: 'فرقة المسرح العربي الكندي' محاولة لتوظيف مواهب الفنانين العرب في كندا

مدونة مجلة الفنون المسرحية 



الفنان العراقي المغترب يؤكد أن الفرقة هي ثمرة جهود لأبناء الجاليات العربية التي تقطن مدينة كتشنر وبعض المدن المجاورة.

عرفته منذ عقود مسكون بهاجس المسرح، حمل حلمه، وتنقل بين محطات حياتية مختلفة تعثرت خطواته بفعل ظروف ذاتية وموضوعية إلا أنه ظل يصارع الظروف مؤمنا ًبضرورة تحقيق الانتصار وقهر المستحيل حتى تمكن الانعتاق نحو أفق الحرية، وبدأ يطلق بلورات مشروعه الفني شيئا ً فشيئا ً إلتقيته في كندا على هامش فعاليات مهرجان الايباك فكان معه هذا الحوار:
• تنوعت تجربتك بين التأليف والتمثيل والإخراج أين تجد نفسك؟
ـ منذ ولوجي عالم المسرح الذي فتنا بكل ما تتضمنه طقسيته من النص وسحره الادبي مرورا ً بعناصر الإخراج وشغل الممثل الذي يطلق العنان الى الفنان الممثل لإطلاق موهبته التمثيلية ليعيش حالة التجلي في الأداء وعلى الرغم من سحر الاجواء المسرحية متجسدة بعناصرها على الخشبة إلا انني أعشق الكتابة وأحب التمثيل بدرجة متباينة، وأجد ُ نفسي في أحيان كثيرة في مجال الإخراج أكثر لا سيما حينما أشعر أن ثمة رؤيا وشكل قد تبلورا في ذهني ويستحقان التجريب لذا أمضي في تقديم مشروعي الإخراجي، وأحاول جاهدا ً إيصال رؤيتي وتصوراتي وفهمي لمفردات النص الذي يستفز مخيلتي كمخرج ويحرّك طاقاتي الاخراجية.
• كيف تصف مسيرتك المسرحية في العراق وكندا وسط جملة الظروف العصيبة التي مرت على حياتك الشخصية؟
ـ لم يكن خافيا ًعلى أحد طبيعة المشهد الذي كان سائدا ًإبان فترة النظام السابق حيث كان فضاء الفرص محصورا ًبثلة من الأسماء المحسوبة على النظام وزبانيته، لذلك كانوا هم من يستفيد من الفرص المتاحة والايفادات والمشاركات الداخلية والخارجية، وفيما يتعلق ببدايات تجربتي مع الفن التي كانت عام 1979 في فيلم "الخوف" المأخوذ عن رواية للكاتب الكبير عبدالرحمن منيف التي تحمل عنوان َ"شرق المتوسط" واشترك في هذه التجربة السينمائية شباب ٌ موهوبون أذكر منهم عماد جاسم، حقي إسماعيل، أحمد شاكر، والفنانة الرائعة زينب علي التي كانت تعمل بجد وتأمل وكان عمرها آنذاك 15 عاما، وهي الآن كاتبة ومخرجة وفنانة تشكيلية مهمة وزوجها أخي وصديقي باسم مهدي الدليمي، ومن خلال هذا اللقاء أوّجه لها تحية حبٍ واحترام حيثما تكون وأغلب الظن أنها تعيش في بريطانيا.
وتعاون معي في تلك التجربة السينمائية جابر الغرباوي الذي تعلمت منه الكثير، بعدها دخلت معهد الفنون الجميلة، وفي نهاية العام الدراسي الأول ألقي القبض على مجموعة من المبدعين في مجال المسرح وأعدم منهم من أعدم مثل الصديق حسين حنيص والد الفنان المبدع مرتضى وآخرين لا أود هنا أن أذكر أسماءهم كي لا أنكأ جروح اندملت، وعلى خلفية هذا الحدث هرعت ُالى منطقة الأهوار هاربا ًوبقيت ُهناك أكثر من ثلاث سنوات والتقيت هناك مناضلين مهمين بقيادة البطل كريم ماهود، بعدها أصدر النظام البائد عفوا ًعاما ًوعدتُ على إثره وأسستُ فرقةَ مسرح العقيدة في مركز شباب الزعفرانية وهنا تعرفت ُعلى وليد العبيدي وقدمتُ مسرحية "الفزاعة" للكاتب العراقي الكبير عباس الحربي بعدها تعرضتُ للملاحقة انا وكادر العمل من قبل جلاوزة النظام السابق.
وأتذكر أني كنت ُأعدُ النص َلغرض تمريره من الرقابة وأعمل بشكل آخر وهذا الاسلوب كنتُ قد اتبعته عندما قدمت ُ مسرحية "بائع الدبس الفقير" للكاتب العربي الكبير سعدالله ونوس. وفي عام 1982 تم سوقي الى الجيش وتم إرسالي تحديدا ً الى منطقة الحدود العراقية السورية التي تدعى (أج 3) وخدمت ُ في القوة الجوية في أبعد نقطة صحراوية في العراق ووقتذاك كنتُ أعدُ مسرحية "المهرج" للكاتب العربي الكبير محمد الماغوط وأجري تمريناتي مع فرقتي المسرحية في أجازتي العسكرية وفي نفس الوقت إنضممت ُلفرقة مسرح اليوم وعملت ُمع الفنان الراحل عادل كوركيس ود. صبحي الخزعلي، والمبدع حسين الحيدري والزميل رضا المحمداوي، وياسين ماهود، وقدمنا مسرحية (جيقو) وهي مسرحية أعدت عن نص للكاتب والفنان الرائد يوسف العاني الذي كان يحمل العنوان "الضربة الموجعة".
وفي هذه الأثناء تمت ملاحقتي مجددا ًوملاحقة كادر المسرحية لأن المسرحية تضمنت إشارات رمزية عن الطاغية وابنائه، وبعدها بفترة وجيزة أعلن مجلس قيادة الثورة البائد قرارا ًمفاده قبول أي عضو عامل في نقابة الفنانين العراقيين بمعهد الفنون الجميلة بغض النظر عن الشهادة، وقد سعدتُ لهذا الخبر كثيرا ًلأنني اعتقدت ُأن بإمكاني العودة لمقاعد الدراسة وإكمال دراستي الأكاديمية في مجال المسرح، ولكن سرعان ما تفاجأت لدى مراجعتي الإدارة بأن القرار لا يشملني كوني من المفصولين لأسباب سياسية علما ًأن أغلب الذين تم قبولهم وليس جمعهم كانوا وكلاء أمن للنظام السابق، ولكوني عسكري تقدمت ُبطلب لفرقة المسرح العسكري للانضمام إليها وتم إختباري من قبل اللجنة والغريب في الأمر أني لم أُقبل كعضو ٍفي فرقة المسرح العسكري، وحاولت معرفة السبب ولم أتمكن من معرفته إلا بعد سنوات عندما إلتقيت بصديقي الفنان المرحوم خضير الساري حيث قال بأن هناك مؤشرات سياسية سلبية حالت دون قبولك وتم إعتبارك عنصرا ً غير سائر في خط الثورة. ولا أنسى ضحكته البريئة عندما أردف قائلا ً (اني هم طردوني من المسرح العسكري) والحديث يطول عن هذه الذكريات المريرة وهذا ما تناولته في العرض المسرحي الأخير الذي قدمته على خشبة مسرح مدينة (كتشنر) الكندية الذي كان بعنوان "إسمي داخل البحراني" حيث كان العمل بمثابة صرخة كل المبدعين المهمشين ومنهم صديقي المرحوم الفنان المرحوم كريم جثير، وصديقي الموسيقي الذي أعدمه النظام البائد في سابع أيامه زواجه حيث كانت عناصر الأمن تقتحم مدينة الثورة كل يوم خميس بعد منتصف الليل لتصفية المناضلين الشرفاء.
• عملت َ في أروقة الإذاعة والتلفزيون والمسرح كيف تقيّم تجربتك الفنية؟
ـ على الرغم من انني ساهمت ُ ببعض الانشطة الفنية في مجال الإذاعة والتلفزيون من خلال بعض التجارب الدرامية، والمعروف أن لكل فن من هذه الفنون خصوصيته التي تكمن في وسيلة التعبير التي يمتلكها كل واحد من وسائل الإعلام هذه، حيث الإذاعة تعتمد الصوت بالدرجة الأولى والمؤثرات الصوتية التي تساعد في إنتاج الصور الذهنية لدى المستمع، وكذلك التلفزيون الذي يعتمد على الجانب البصري الصوري، وبالتأكيد لكل فن متعته الخاصة وآليات عمله وأنا أعتز ببعض ما قدمته من تجارب على صعيد الاذاعة والتلفزيون، إلا أنني أجد ُ نفسي في المسرح لأنه الفضاء الأكثر رحابة بالنسبة لي والذي يمكنني أن أبث َفي رسائلي الفنية المسرحية بشكل مباشر للجمهور الأمر الذي يفتح الباب أمام حالة من التفاعل المباشر حيال ما يطرحه العرض المسرحية من شفرات وعلامات ومضامين فكرية بأسلوبه الجمالي ما يجعل دائرة الجدل تدور لإكتشاف المعاني الكامنة في العرض المسرحي الذي يعتمد خطابه على اساليب تختلف عن اسلوب الاذاعة والتلفزيون حيث خطابهما مباشر وحدود استخدام الاساليب الرمزية محدودة، بينما المسرح لديه القدرة على إنتاج الرمز بأشكال مختلفة ويوجد هامش لاستخدام التورية وغيرها لتمرير تلك الرموز التي تطلق ومن ثم تدخل فضاء َالتأويل والقراءة الجديدة المرتبطة بكيفية تلقي الخطاب.
• تم تشكيل فرقة المسرح العربي الكندي في مدينة (كتشنر) وتعتبر أحد مؤسسي هذه الفرقة ما هو مشروعكم المسرحي الذي تودون تحقيقه عبر هذه الفرقة؟
ـ قبل عام ونيف تقريبا ً إنبثقت فرقة المسرح العربي الكندي في مدينة (كتشنر) الكندية التي نقيم فيها والفرقة المذكورة هي ثمرة جهود لأبناء الجاليات العربية التي تقطن هذه المدينة وبعض المدن المجاورة حيث تم استقطاب عدد من المشتغلين بفن المسرح من ممثلين وفنيين ومؤلفين ومعنيين بالشأن الفني والمسرحي لتتبلور الجهود باتجاه ترسيخ تقاليد مسرحية هنا تخص جاليتنا العراقية والعربية وقد قدمت الفرقة حتى الآن عددا من العروض التي لاقت إستحسان الجمهور الكندي لما تضمنته من طرح إنساني وتعددت طرق المعالجة الاخراجية لهذه العروض بين الكوميدي والتراجيدي والأساليب الحديثة وذلك تبعا ًلطبيعة النصوص المقدمة، وقد وجدنا تفاعلا ً إيجابيا ً مع نشاطات الفرقة ونحن بصدد تقديم المزيد من العروض المسرحية والمشاركة ببعض التظاهرات الثقافية التي تنظم هنا، والغرض من تأسيس هذه الفرقة هو جمع العناصر المشتغلة في مجال المسرح وإتاحة الفرصة لبعض التظاهرات الثقافية التي تنظم هنا والغرض من تأسيس هذه الفرقة هو جمع العناصر المشتغلة في مجال المسرح، وإتاحة الفرصة لها لإطلاق مشروع مسرحي يرتقي بالذائقة الجمالية، ويتصدى لأبرز موضوعات الساعة التي تملأ وسائل الإعلام سواء الوضع في العراق او غيره من بلدان المنطقة، وأود الإشارة ايضا ًإلى أن الفرقة لديها ورشة عمل متكاملة لتكون مواكبة لحركة التطور المسرحي.
• كيف تنظر الى مستقبل المسرح العراقي؟
ـ ما يزال المسرح العراقي بخير ولكن ما يخشى عليه هو الانعكاس السلبي الذي قد يحصل نتيجة الاوضاع السائدة في العراق والمتعلقة بالوضع الامني والصراع السياسي وعدم إكتراث المؤسسات الثقافية والفنية بضرورة تلافي أخطاء الحقبة السابقة وإطلاق العنان للتجارب الشبابية وزج المواهب الشابة في المهرجانات والتظاهرات الثقافية المختلفة وتغيير أساليب العمل القديمة التي تنطوي على بيروقراطية مقيتة فضلا ًعن المحسوبيات وغيرها نتمنى ان يعي القائمون على كيان المسرح العراقي أهمية تشذيب المسرح من بعض الظواهر السلبية والمتمثلة بمحاولة إعادة إنتاج أساليب المسرح التعبوي وتوظيف هذا المفهوم لصالح حزب معين او تيار سياسي، لا بد ان يبقى الخطاب المسرحي خطابا ًإنسانيا ًجماليا ًمتحررا ًمن سطوة الاحزاب والشللية الإدارية وان يعيد المسرح العراقي ألقه عبر تجارب فنية ترتقي بالذوق العام وتسهم في بناء العراق الجديد على أسس صحية.
ولا بد أن ينأى الخطاب الثقافي بنفسه عن دائرة الصراعات السياسية والحزبية وأن يكون للمثقف والفنان العراق موقف أخلاقي يجعل من الوطن والشعب قضيته لا الاحزاب وزعمائها من أجل بضعة دولارات. 


قاسم ماضي – ديترويت (الولايات المتحدة)
ميدل ايست أونلاين

جود لو : سعيد لانني تخلصت من الادوار النمطية ولم أعد مجرد "الفتى الوسيم"

يبدو أن أزمة منتصف العمر ليس لها وجود بالنسبة للنجم البريطاني الشهير جود لو الذي بدأ مشواره الفني كنجم جذاب، حيث أنه بعد إتمامه عامه الحادي والاربعين بدأ في القيام بأدوار أكثر نضجا.


جود لو : سعيد لانني تخلصت من الادوار النمطية ولم أعد مجرد "الفتى الوسيم"
جود لو النجم البريطاني
 
وقال لو في حديث لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) على هامش مشاركته في مهرجان فينيسيا السينمائي، إنه سافر إلى فينيسيا للترويج لفيلم "ذا جينتلمانز ويجر"، وهو فيلم ترويجي لشركة بيع الخمور الشهيرة "جوني ووكر بلو ليبل"، حيث يشارك في بطولة الفيلم أيضا جيانكارلو جيانيني.

وأوضح لو أنه "عندما تصل لمرحلة الاربعينيات من العمر، يكون هناك احتمال أقل لان يتم محاصرتك في أدوارنمطية وتحديدا الفتى الوسيم"، مشيرا إلى أنه يرحب جدا بقيام المواهب الشابة التي مازالت في العشرينات من عمرها، بهذه الادوار حاليا.

ويشار إلى أن أول أدوار لو كان عام 1997 ، حيث قام ببطولة فيلم سيرة ذاتية يحمل اسم "وايلد" وجسد من خلاله شخصية عاشق شاذ جنسيا، ثم سعى لاثبات نجوميته في هوليوود ، إلا أنه بدأ مؤخرا التوجه إلى المسرح للقيام بأدوار البطولة في مسرحيتي "هاملت" و"هنري الخامس" لويليام شكسبير.

ووصف لو تجربة المسرح بأنها مرعبة "للغاية"، إلا أنها مليئة بـ"المكافئات العظيمة". ويشار إلى أن الصحافة البريطانية أشادت كثيرا بأداء لو المسرحي.

وقال لو "إن ما يجعلك تشعر بأنك حي كممثل، هو اختيار أجزاء تعلم أنها ستعمل على دفع حدود قدراتك الخاصة أو حدود ثقتك في نفسك".

وأضاف: "عادة ما أقوم قبل أسبوعين من التدريبات، بالبحث حولي عن الشخص الذي يساعدني في تقمص الشخصية حتى أدرك أن تلك الشخصية هي أنا، حتى لا ألقي باللوم على أي شخص أخر، ثم أشعر بالراحة وأقوم بأداء العمل".

وأعترف النجم الوسيم بأن فيلم "ذا جينتلمانز ويجر"، هو إنتاج بريطاني ضخم، تم على متن يخت إيطالي كان مملوكا من قبل لجيوفاني أجنيلي مؤسس شركة "فيات" لتصنيع السيارات، إلا أنه مشروع أقل صعوبة عن تجاربه السابقة.

وقال لو عن الفيلم الترويجي القصير الذي يظهر مهاراته في الرقص: "لقد كان أحد التجارب النادرة التي يتناغم فيها كل شيء سويا.. لقد كانت تجربة جيدة جدا ومتنوعة وكان كل يوم فيها يمثل نوع من المرح".

من ناحية أخرى، بدا على النجم الشهير الارتياح عند تحدثه عن تقدمه في العمر وبداية تساقط شعره، حيث أنه مازال رمزا للجاذبية.

ويشار إلى أن لو الذي مر بحياة عاطفية متقلبة دائما ما كانت تتصدر عناوين الصحف، هو أب لاربعة أبناء أنجبهم من زوجته السابقة الممثلة البريطانية سادي فروست /49 عاما/.
 
 (د.ب.أ)

الخميس، 28 أغسطس 2014

المسرح العراقي بين نسائم الديمقراطية وفخ الرقابة : د. عواطف نعيم

مدونة مجلة الفنون المسرحية
 المسرح العراقي بين نسائم الديمقراطية وفخ الرقابة
-1-
منذ بداياته ومنذ انطلاق صوت ممثله الأول "ثيسبس" وهو يترنم بأغاني الحرية ويرقص برفقة موسيقى القيثار والناي ، ظل المسرح يعمل وينجز عبر مبدعيه صرحا كبيرا لحرية الرأي والحلم وقد مر في مراحل عمره الممتدة لأكثر من ثلاثة الاف سنة ونصف بتحولات ومتغيرات عديدة حاول البعض فيها ان يحولوا هذا الصرح العتيد عن فعله التنويري وهدفه الاحتجاجي ودعوته للتحريض والتغيير ضد قوى الفساد وبؤر التخلف الا أنهم باؤوا بالفشل اذ بقي المسرح ومن خلال مبدعيه ومنظريه والباحثين المجتهدين في فضاءات عوالمه راسخا عصيا فظهرت المذاهب وتنوعت المدارس ونضجت الرؤى الساعية الى تأكيد هذا الصرح مدرسة للمعرفة والمتعة البريئة وليس غريبا ان يكون المسرح في بلدان العالم المتحضر مقياسا لذلك التحضر وعنوانا لرقي المجتمع وتطوره وليس بمستغرب ايضا ان يكون ذات الصرح مصدر خوف وحذر ورقابة في بلدان اخرى ينهش في جسد مجتمعاتها الاستبداد والتسلط والظلامية اذ يصبح المسرح في ظل تلك العقول المأزومة والحذرة من نيران الوعي موضع ملاحقة ومتابعة ومسألة مستمرة ويشتد أوار المراقبة والمسألة حين يكون بين تلك الجهات المتابعة واحد من أبناء المهنة من الذين يسهل شراؤهم عندها تكون عملية الإدانة والاتهام والملاحقة معبدة الطريق أمام القتلة ومتحجري العقول للنيل من الصوت الحر للمسرحي الواعي والمتمرد , وفي المسرح العراقي في مسيرته الطويلة المريرة والجريئة العديد من التجارب التي تعلن وتشير الى معاناة ونضالات فنانين كان المسرح بالنسبة لهم قضية وطن ومستقبل شعب سواء أكان هؤلاء الفنانون يعملون ضمن فرق عريقة او يعملون كأفراد وأساتذة فن في كلياتهم وفي معاهدهم الفنية وقد كانت العروض المسرحية التي يقدمونها الشعبية منها والعروض التي تنتمي للمسرح العالمي تملك خطابها المعرفي والوطني ونحن لا نستطيع ان نعتبر ان كل الفرق كانت تسير على ذاك النهج فتبتعد عن مغازلة السلطة والتزلف لها , بقي المسرح العراقي ومن خلال مبدعيه ينتج عروضا مسرحية ذات توجه مناوئ لكنه لا يجاهر بقدر ما يناور لإيصال الرسالة الأخلاقية والوطنية فظهرت عروض مسرحية شكلت حضورا وتأثيرا لدى المتلقين كما انها حققت تجربة متميزة في خارطة المشهد المسرحي العراقي ولان الكتابة والنقد والمتابعة لما قدم كانت تحرص على العوم عند حدود السطح والظاهر بقيت تلك العروض دون اضاءة وتحليل وقراءة نقدية صحيحة تمنح مبدعها حقه من التقييم والإجادة , اليوم ونحن نقف أمام مرحلة جديدة وحاسمة نرى فيها المسرح العراقي يتعرض للتضييق والرقابة المتشددة كان لزاما علينا وجزء من مسؤوليتنا الوطنية والفكرية والجمالية ان نتخذ موقفا توعويا للحفاظ على حركة مسرحية عراقية أسسها رواد متنورون وسعوا من خلالها الى تحصين مجتمع وتوعيته بأهمية دوره في صنع القرارالسياسي والاجتماعي الذي يبشر بوطن يحيا أفراده في جو حقيقي للحرية والديمقراطية وسنبدأ بتناول واقع الحياة المسرحية العراقية ما بعد الاحتلال الأمريكي للعراق ومن خلاله سيتم التطرق الى طبيعة العروض المسرحية التي ظهرت حتى يومنا هذا وستكون دائرة السينما والمسرح هي النموذج بوصفها الدائرة التي تمتلك الرئة الوحيدة التي يتنفس من خلالها مسرحيو العراق عبق المسرح بعد دمار مسرح الرشيد وبعد ان اصبح مسرحا المنصور والاحتفالات ثكنة عسكرية للجيش الأمريكي وبعد ان غاب المسرح الفني الحديث وبيع مسرح الستين كرسي ورحل من كان يفعل عمل مسرح اليوم وقد كانت هذه المسارح ترتبط بأسماء فنانين ورواد ومؤسسين لم يتركوا من بعدهم من يتواصل ويديم مسيرتهم لذا حين غابوا انحسر من كان معهم عن فضاءات المسرح التي شهدت تأريخا من الإرث المسرحي أضاعوه حين التفتوا لمصالحهم ومنافعهم !! بقي المسرحيون العراقيون يعملون من خلال فضاءات محدودة لاتتعدى التجارب الطلابية والتجارب التي يسهم بها أساتذة يدرسون الفن المسرحي ويدعمون النظري بالعملي وهي حالة صحية وضرورية ليس فقط على مستوى الإنتاج والمساهمة بل على مستوى الاكتشاف ورفد الساحة الفنية العراقية بالطاقات الشابة المبدعة والتي يعول عليها في استمرار الحياة المسرحية العراقية وهذا جزء مهم وأساس في أهداف وتوجهات كليات ومعاهد الفن في العراق , لم يكن في تصور اي فنان ومثقف عراقي ان زمن الديمقراطية والحرية يعني عودة الرقيب الأمني وليس الرقيب الفني اذ ان وجود الرقابة الفنية يكون في أحيان كثيرة وسيلة ناجعة لتقويم العروض المسرحية التي تحتاج الى إعادة النظر في بعض الجوانب في الية اشتغال المسرح بالشكل الذي يرصنها ويقدمها الى المتلقين وهم المعنيون بالدرجة الاولى في تقييم هذا العرض أو ذاك ولكن رغم كل الأصوات التي تتشدق بالديمقراطية وحرية الرأي وضرورة تشخيص السلبيات ونبذ الفساد وتعرية العيوب وضعف الأداء في مفاصل الحياة العراقية السياسية والاجتماعية والمالية فان هناك من يبتكر الطرق ويلتف على شروط الديمقراطية والرأي الحر ليس لأنه اشد وطنية من غيره أو اشد غيرة على سلامة المجتمع من غيره بل لان الرقابة تسهل لذوي النفوس المريضة وأنصاف المثقفين والفنانين إزاحة الكفاءات المتميزة والفاعلة في المسرح العراقي ظهر المخبر السري ليعين الرقابة الأمنية في وأد التجارب المناوئة والمعارضة لكل ما هو فاسد وهزيل وما يشكل خطورة عليهم ويعري ضعفهم ولغرض تسليط الضوء وبشكل واضح وصريح سنتوقف عند عروض مسرحية كان للرقيب الأمني والمخبر السري دور كبير في محاولة تشويه وتحريف الخطاب المسرحي الذي تنطوي عليه ، لذا فإن للحديث تتمة!!

المدى

بنيان صالح.. رحلة الحياة والمسرح : جاسم العايف

مدونة مجلة الفنون المسرحية
 بنيان صالح.. رحلة الحياة والمسرح
في السيرة الحياتية والثقافية للكاتب والناقد والمخرج المسرحي الرائد (بنيان صالح) الكثير من المواقف التي تعكس حضوره كإنسان وكاتب ومثقف وطني- تقدمي، ما يجعلنا نتوقف عندها، ففي بداية شبابه عام 1951 دفعته الظروف المعيشية القاهرة للعمل بصفة عامل مؤقت( في شركة نفط البصرة) ،  وكان حينها تحت السن القانونية للتعيين الدائم ، وشهد إضراب عمال الشركة عام 1953  للمطالبة برفع الأجور وتحديد ساعات العمل مع تعديل شروطه ،وكان خلف تنظيم الإضراب بعض العمال الشيوعيين وقيادة الحزب الشيوعي في البصرة ومسؤولها حينها الشهيد(سلام عادل)، وكيف تمت مواجهتهم من قبل الحكومة الملكية وأجهزتها الأمنية بقسوة ، وسالت دماء بعض العمال واعتقل الكثير منهم وتم حينها إعلان  الطوارئ في البصرة، ما دفعه لكتابة مقطوعة شعرية ، ونشرها باسمه في جريدة عمالية كانت تصدر في البصرة.
بعد بلوغه السن القانونية تم تعيينه في ( شركة نفط البصرة) بصفة(موظف بريد) وكان يعمل معه في ذات البناية القاص والروائي الراحل (مهدي عيسى الصقر) ، وسمع بنيان ، بأن ثمة مَنْ يسأل عن مسكن (الصقر) وأين يقع؟!. وعلمَ أنهم ( شرطة الأمن) وسيقومون بالإغارة عليه في وقت قريب لتفتيشه فخمن أنهم ، سيعثرون في مسكن(الصقر) على ما يعد( وسائل وشواهد) جرمية أهمها الكتب والمطبوعات المعارضة ،التي تعد محرمة وممنوعة وتوقع الحائز عليها تحت طائلة القانون وتدفع به للاعتقال والسجن والفصل من العمل، فسارع وكتب ورقة صغيرة للـ(صقر) شرح فيها هذا الأمر ، وبحكم العمل وضعها بين يديه بسرية. بعد أيام اعلمه (الصقر) برسالة أيضاً، تضمنت شكره وتقديره، و انه احتاط لهذا الشأن، إذ تمت فعلاً مداهمة بيته ليلاً، بشكل فظ ، لكنه تمكن قبلهم، في ضوء رسالته الصغيرة الكبيرة- الاحتياط للأمر ، و لم يتم العثور في المسكن على ما يستوجب اعتقاله. 
زاوج الرائد المسرحي(بنيان صالح) في حياته بين ثلاثة أمور هي: العمل نهاراً والدراسة مساءً والانكباب على التثقيف المسرحي بتواصل. بعد إكمال دراسته توجه للعمل في التعليم ، ما منحه الوقت المناسب لإشباع رغباته الثقافية المسرحية التي اعتبرها (مصيرية) ولم يحد عنها نهائياً فكتب عشرات المقالات النقدية عن العروض المسرحية التي قدمت في البصرة و بغداد وبعض المحافظات ، كما نشر الكثير من الدراسات عن المسرح البصري-العراقي ، وبعض المسرحيات العربية و العالمية ، في الدوريات و المجلات العراقية و العربية وأهما مجلة (الآداب) اللبنانية ، وكانت حينها من أهم المجلات الثقافية في العالم العربي ولم يكن النشر فيها سهلاً ، إذ كانت تضع شروطاً للنشر على صفحاتها تأميناً على مستواها الثقافي - الأدبي الرفيع، وقد أثارت المقالات التي نشرها (بنيان صالح) على صفحاتها، ومنها: "يوسف العاني..العودة إلى النبع"،وغيرها، وأهمها دراسته المطولة عن مسرحية "مارا صاد " للكاتب المسرحي العالمي "بيتر فايس" اهتمام و ثناء النقاد العرب الذين ثمنوا قدراته النقدية والتحليلية المسرحية. في نهاية عقد الستينات كانت مدينة البصرة تعج بفرق الهواة المسرحية ومنها: فرق مسرحية مدرسية ،وأخرى عمالية، وفرق أسسها مثقفون اتخذوا المسرح مجالاً لعكس رؤاهم الفنية ، إلى جانب فرقتين مسرحيتين رسميتين. وكانت العروض المسرحية تقدم على مسارح متواضعة، في النوادي الاجتماعية والرياضية ومقرات النقابات والمدارس وعلى قاعة(التربية) ،(عتبة بن غزوان) حالياً، كما سَرَتْ (عدوى) هذه النشاطات إلى بعض أقضية البصرة ونواحيها ، فبرزت فيها فرق مسرحية طلابية وأهلية شابة لنشر ثقافة المسرح بعروض متواصلة ،وكانت اغلب الفرق الأهلية تعتمد على مواردها الخاصة وتزج عوائلها في تلك العروض. في خلال تلك المرحلة أسس( بنيان) برفقة الراحل حميد مجيد مال الله وكاظم عيدان لازم وعبد الصاحب إبراهيم وعزيز الساعدي مع بعض زملائهم جماعة (كتابات مسرحية) ، واتخذت( الجماعة) ( نادي الفنون) مقراً لها وأسست كذلك فرقتها المسرحية الخاصة ، بعيداً عن هيمنة السلطة وتوجهاتها الفكرية ، وقدمت عروضاً مسرحية عدة على حدائق نادي الفنون وكذلك قاعة التربية (عتبة بن غزوان حالياً) ، وساهمت في الاحتفالات بالمناسبات الوطنية العراقية، والمشاركة كل عام (بيوم المسرح العالمي).كما أجرت الجماعة حوارات هادفة وعقدت ندوات تثقيفية عامة وشهدت أروقة نادي الفنون جدالات خلاقة مع الجمهور حول العروض المسرحية التي تقدم على قاعته أو حدائقه، وكان (بنيان صالح) مع زملائه يسعى لأن تغدو زيارات قاعات العروض المسرحية من التقاليد الراسخة اجتماعياً لدى العوائل البصرية، وتم تقديم بعض العروض المسرحية الخاصة بفرقة (كتابات مسرحية) في البصرة و بغداد. بقيت الجماعة تواصل نشاطها التثقيفي المسرحي ،على حدائق نادي الفنون ومنها مسرحية(هو الذي يتحدثون عنه كثيراً) والتي أخرجها (بنيان)وكتبها الكاتب المسرحي(عبد الصاحب إبراهيم) الذي اضطرته السلطة إلى هجر وطنه العراق بحجة (التبعية) ، وعروض أخر منها:(دوائر اللهب) تأليف حميد مجيد مال الله و إخراج بنيان صالح ، ومسرحية (طوفان الفرح) تأليف جبار صبري العطية وإخراج حميد مجيد مال الله ، ومسرحية (يبحر العراق) تأليف بنيان صالح وإخراج جبار صبري العطية. تعرض (بنيان) لتعسف النظام المنهار، إذ تم اعتقاله في نهاية السبعينات، والاعتداء عليه بقسوة ، كغيره من المثقفين والأدباء والفنانين البصريين الذين لم يتعاملوا مع النظام البعثي. ولم يُعرف عن(بنيان) إي تواصل أو مهادنة أو تقرب أو تزلف للنظام المنهار والمؤسسات الثقافية السلطوية وخطاباتها المتخلفة ، وبقي ينشد في مسيرته الفنية وكتاباته المسرحية المتعددة الجمال والفرح والمحبة والسلام و الحق و الحرية التي لا أسوار أو حدود لها ، بالترافق مع العدالة الاجتماعية- الإنسانية، مسلطاً الأضواء فيها ، على القهر الإنساني والقبح والتردي أينما كان ومن أية جهة أتى أو قناع ارتدى، معرياً بفنية كل قوى القهر والاستلاب المدججة بقوة السلطة والمال والإعلام والمخبرين والمتزلفين وخونة الضمير الإنساني، وبذا يشكل (بنيان صالح) مع قلة من زملائه صفحة مضيئة في التاريخ المسرحي في البصرة والعراق. كتب ونشر(بنيان) العديد من المسرحيات وأهمها: مسرحية ( الجنين الأشقر المحبوب) ، مسرحية (دراما تورج) نشرت عام 1972 ، مسرحية(آل يانكي) نشرت عام 1972أخرجها الفنان (أديب القليجي) في بغداد ، و سجلت تلفزيونياً ، لكنها منعت من العرض، كما أجرى المخرج المسرحي الرائد الراحل (إبراهيم جلال) تدريبات متواصلة عليها لتقديمها في بغداد بمناسبة (يوم المسرح العالمي) عام 1974 ، ولم تحصل الموافقة على عرضها؟!. مخطوطة كبيرة عن (الحركة المسرحية في البصرة)عام 1973، مسرحية (سيرة - أس) نشرت عام 1974 ، مسرحية (يبحر العراق) مخطوطة عام 1974 ، ،مسرحية (النورس لم تهاجر)وتعالج نتائج وانعكاسات الحرب العراقية- الإيرانية على المجتمع والشخصية العراقية مخطوطة 1985 ،مسرحية (العمة الزرقاء) نشرت عام 1990 ، مسرحية (الحلمانين) قدمتها فرقة البصرة للتمثيل في بغداد وأخرجها المخرج المسرحي الراحل( طالب جبار) ، مسرحية (حذاء الراقصة) نشرت عام 1992 ، (مسرحية النبوءة والدينونة) مخطوطة 1992، مسرحية (أوقات) مخطوطة 1994، مسرحية (المتمرد) مخطوطة 2007 ، مسرحية (حتى متى) مخطوطة عام 2010 . اعد واخرج مسرحية (تألق جواكان موريتا ومصرعه) من تأليف الشاعر ( بابلو نيرودا)، عرضت على مسرح قاعة نادي الفنون، بالتزامن مع الانقلاب الدموي الذي قاده الدكتاتور (بينوشت) ضد الرئيس التشيلي الشرعي(سلفادور الليندي)، وكان مفتتحها مقاطع من (قصيدة تشيلي قي القلب) للشاعر عبد الكريم كاصد التي ألقاها بصوته من خلف ستار العرض المسرحي . وقدمت (فرقة إبراهيم جلال المسرحية) في البصرة مسرحيته (مانيكان) من إخراج الأستاذ (خالد السلطان) عام 2009،ثم عرضت في بغداد ، وشاركت الفرقة فيها عام 2010 مع كلية الفنون بجامعة البصرة في (مهرجان المسرح التجريبي بالقاهرة) وقدم الممثل( نور الشريف) للفرقة درع الإبداع والتميز مع شهادة تقديرية عن التأليف والإخراج والتمثيل. صدر له كتاب ضمن منشورات اتحاد الأدباء في البصرة، ضم (أربع) مسرحيات(مونودراما). وفيما إذا تم جمع مقالاته المتعددة المختصة بالنقد المسرحي التطبيقي سيكون له أكثر من كتاب. ظل (بنيان صالح) مع بعض زملائه يواصلون نشاطهم المسرحي في نادي الفنون حتى تم ختمه بالشمع (الأسود) من قبل (سراكيل) الثقافة السلطوية المنهارة.نأمل على المعنيين في الشأن الثقافي- الأدبي في البصرة، خاصة كلية الفنون في جامعة البصرة أقامت ملتقى مسرحي- بحثي يحمل اسم الكاتب والمخرج المسرحي الرائد(بنيان صالح) تثميناً لمسيرته الريادية المسرحية ، وتكريماً لمواقفه الحياتية الناصعة.
 
المدى

فن الماكياج والماجستير والدكتوراه! : د.سامي عبد الحميد

مدونة مجلة الفنون المسرحية
 


صدرت في السنوات الاثنتي عشرة الأخيرة في كليات الفنون الجميلة في الجامعات العراقية رسائل للماجستير وإطاري للدكتوراه تخص فن الماكياج ومنح أصحابها الشهادات العلمية المطلوبة كما منح غيرهم مثل تلك الشهادات عن بحوث تخص فن التمثيل وفن الإخراج المسرحي والديكور والأزياء ، وفي كل تلك الاختصاصات يغلب الجانب العملي الجانب النظري وعليه تخرج عن النطاق الفلسفي.
بعد هذا أتساءل وليسمح لي عمداء كليات الفنون العراقية ان اسألهم: هل هناك جامعة في العالم تمنح شهادة دكتوراه في الماكياج او في التمثيل او في الإخراج او في الأزياء او في الإضاءة؟ واسأل ايضاً: هل يجوز اعتماد اي بحث علمي على مصدر واحد او مصدرين او حتى ثلاثة في الاختصاصات المذكورة سلفاً (خصوصاً في الماكياج والديكور والأزياء والإضاءة)؟ وحتى اذا منحت تلك الشهادات في تلك الاختصاصات فلكون بحوثها تعتمد النظريات وليس الممارسة العلمية كما هو حال البحوث الخاصة بالماكياج المشار اليها وادرج عنواناتها في أدناه:
1- تصميم وتطبيق وحدة تعليمية نمطية في مادة الماكياج المسرحي.
2- التحولات الفنية لفن التنكر وتوظيفاتها في العرض المسرحي المعاصر، علماً ان (التنكر Disguise) غير ( الماكياج make-up).
3- عمل منظومة الماكياج في تجسيد الشخصية المسرحية في مسرح الطفل.
4- الماكياج والتعبير الدلالي في العرض المسرحي العراقي.
5- دور الحاسوب في عمل الماكياج المسرحي و فوائده العلمية.
6- الثابت والمتحول للماكياج في العرض المسرحي العراقي.
7- جماليات الماكياج في العرض المسرحي الواقعي العراقي.
وهنا أتساءل مرة اخرى هل لدينا فعلاً متخصصون ماهرون في فن الماكياج تدربوا على أيدي اساتذة لهم معرفتهم وخبرتهم المتراكمة؟ وأتساءل ايضاً كم ستفيد تلك البحوث المذكورة سلفاً في تطوير فن الماكياج في العراق؟ اليس هم (الحلاقون) من يمارس هذا الفن هذه الايام وما قبلها عندنا؟ كيف يمكن لشخص لايمتلك موهبة فن الرسم وفن النحت وليست لديه معلومات كافية عن علم التشريح وعلم الفراسة وحضارات العالم، ان يصبح ماكيراً؟ وفن الماكياج يعتمد على كل تلك الفنون والعلوم.
وجدت الجامعات في أميركا حلاً لمشكلة منح الشهادات العليا في الموضوعات التي يغلب عليها الطابع العلمي المهني كالتمثيل والإخراج والديكور والماكياج وغيرها حيث استخدمت (اعلى شهادة في الاختصاص)للمتخرج في تلك الاختصاصات وسموها (ماجستير الفنون الجميلة MFA) وتمنح للمتخرج بعد ان يقدم مشروعاً فنياً مدعوماً ببحث نظري مصغر وتتم مناقشته من قبل لجنة مختصة كما هو الحال مع مناقشة الماجستير والدكتوراه.
ومن الجدير بالذكر ان هناك عدداً من فناني الرسم والتصميم والسيراميك في بلدنا ممن درسوا في الولايات المتحدة ويحملون مثل تلك الشهادات التي هي الأعلى في الاختصاص والتي تعادل الدكتوراه.
ومرة اخيرة اسأل: هل سمعتم او قرأتم يوماً ان ممثلين أمثال (لورنس اوليفيه) الانكليزي و (سموكتنوفسكي) الروسي و (سيزلاك) البولوني و (داستن هوفمان) الامريكي يحملون شهادة الدكتوراه؟ وهل يحمل الألماني (راينهارت) والفرنسي (كوبو) والانكليزي (كريغ) والروسي ( لوبيموف) شهادة الدكتوراه في الإخراج؟ والعكس هو الصحيح فهناك الكثير من الدراسات العلمية التي تناولت وصف وتقييم ومقارنة أعمال أولئك الفنانين العظام بأعمال الاخرين واستنتاج ما تركه اولئك من اضافات وإبداعات وابتكارات في فنونهم.
لا أريد بهذه المقالة ان ابخس جهود الباحثين العراقيين في مجال الفنون المسرحية فهم حتماً حاولوا تقديم اضافات معرفية وفعلوا ذلك فعلً ولكن ما مدى مساهمة أبحاثهم القيمة في تطوير العمل الميداني؟ كنت وما زلت اشك فكل الأبحاث بقيت مركونة على الرفوف.

المدى

البؤساء.. عرض عابر للزمن

مدونة مجلة الفنون المسرحية

تحطّم مسرحية "البؤساء" الموسيقية الرّقم القياسي لمبيعات التذاكر في الكثير من مدن العالم، منذ 29 عاماً. إذ لا تزال تُعرض لغاية يومنا هذا على مسرح "كوينز" في لندن وبشكل يومي، عصراً ومساءً، باستثناء أيام الآحاد، ويدوم العرض ساعتين وخمسين دقيقة. المسرحية التي شاهدها أكثر من 60 مليون شخص في 42 بلد و21 لغة، مقتبسة عن رواية الكاتب الفرنسي فيكتور هيغو التي نشرت عام 1862 وتُعد من أشهر روايات القرن التاسع عش، ويصف فيها الكاتب الظلم الاجتماعي في فرنسا بين فترة سقوط نابوليون عام 1815 والثورة الفاشلة ضد الملك لويس فيليب عام 1832. ما هو سرّ ديمومة "البؤساء" ومواصلة الإقبال عليها رغم مرور أكثر من قرن على صدورها؟ وما سبب اقتباس العديد من الأفلام والمسرحيات عنها؟ لعل الجواب مقترن باستمرار الظلم الاجتماعي وتطور البؤس بل وتكريسه حول العالم.  تبدأ الرواية عام 1815 في مدينة "دينيه" الفرنسية، مع إطلاق سراح جان فالجان بعد قضائه 19 عاماً في سجن تولون: خمسة أعوام بسبب سرقة خبز لأخته وأطفالها الذين كانوا يتضوّرون جوعاً، و14 عاماً أخرى بسبب محاولاته العديدة للهرب. لكن مسيرة معاناته تبدأ بعد الإفراج عنه، إذ ينبذه المجتمع بسبب جوازه الأصفر الذي كان يشير في ذلك الزمن إلى أصحاب السوابق؛ فينتهي به المطاف عند أسقف مدينة "دينيه"، شارل ميريل، الذي يستضيفه ليقضي الليل في بيته. وما إن ينام ميريل حتى يغادر جان فالجان المنزل سارقاً أواني فضية، لكن محاولته الفرار بغنيمته تبوء بالفشل ويقع في قبضة الشرطة التي ترافقه الى ميريل كي يعيد الفضّيات، فيتستّر الأخير عن سرقة جان فالجان قائلاً إنّه هو من أعطاه إيّاها، لا بل ويعطيه شمعدانين فضيين إضافيين. يصوّر هيغو هنا ببراعة الدهشة على وجه السجين السابق الذي لم يلق من المجتمع سوى الظلم والطغيان، وبأدواته الروائية، يوجّه أصابع الاتهام إلى الظلم الاجتماعي الذي يولّد الجريمة، ويبيّن تبدّل حال الانسان وفق الظروف المحيطة به، مستعيناً بهذه الحادثة كمثال.  باختصار، تقارب الرواية موضوعي الخير والشر في قصّة طويلة أخّاذة يتناول هيغو فيها أيضاً معالم باريس ويخوض في مسائل مختلفة، كالأخلاق والفلسفة والقانون والعدالة والدين وحب العائلة. أما المسرحية فتلاقي نجاحاً كبيراً حول العالم، وخصوصاً في لندن حيث عُرضت أكثر من سبعة آلاف مرّة على مسرح الـ"بالاس"، ثمّ انتقلت الى مسرح "كوينز" الذي افتتح في الثالث من إبريل/ نيسان 2004. ولا تزال تذاكرها تباع بالآلاف، وحصلت على ما يفوق المئة جائزة. أما وصول البؤساء الى العالم العربي فجرى سينمائياً على أثر اقتباسها للسينما على يد المخرج المصري كمال سليم عام 1943.  ولا شك أن نجاح هذا العمل الأدبي والمسرحيات والأفلام المقتبسة عنه، مدين إلى البؤس الذي يلفّ كوكبنا بقدر ما هو مدين لموهبة الشاعر والروائي الفرنسي. 

لندن - كاتيا يوسف
العربي الجديد
تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption