أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الأحد، 4 يناير 2015

ما يشبه التجربة: عن حياة كاتبة مسرحية ( 9)

مدونة مجلة الفنون المسرحية
ما يشبه التجربة: عن حياة كاتبة مسرحية ( 9)
صفاء البيلي كاتبة مسرحية من مصر


معاناة جيل من المسرحيين؛ حينما أتحدث عن تجربتى المسرحية لا يمكننى أن أزعم بقيمتها العظيمة ولكننى موقنة على أقل تقدير بأنها على قدر من الجدة والالتزام بقواعد الفن الإنسانى الراقى الذى يحترم عقلية القارئ أولاً  والمشاهد إن قدر الله وتم عرض هذه الأعمال يومًا على خشبة المسرح!!

وحينما أتحدث عن معاناتى ومعاناة جيلى من المسرحيين فى مصر، أخشى أن يأتى كلامى تقليديًا وربمًا يستشعر فيه من يقرأه السخط أو الشكوى نظرًا للحالة المتردية لأجنحة التلقى الأخرى.. وأقصد بها: النقد والإخراج.. النقد الذى يتجاهل أصحاب الكتابات الجدد ـ بالرغم من أننا لم نعد جددًا فأحدثنا تجربة تجاوز العشر سنوات، ومنا من زاد على العشرين وهى عمر معظمنا فى الكتابة.
كما إن المخرجين لا ينفذون إلا الأعمال القديمة أو المشهور أصحابها لأسباب عديدة لا أريد ذكرها لأن المخرجين الأعزاء أنفسهم يعرفونها والمعنى هنا .. فى بطن المخرج!!

وذلك لأن نصوصى المسرحية لا تزال كسيحة حبيسة دفتى الكتب، شخوصها ميتة بين السطور وأحداثها متوقفة .. كل هذا بسبب المخرجين الشهماء الذين يملأون الجو صراخًا لعدم وجود نصوص جيدة ترتقى لعبقريتهم السمحة وقدراتهم الإخراجية العظيمة فتراهم إما يلجئون لنصوص أجنبية أو يؤلفون هم نصوصًا كما يتراءى لهم ثم يقومون بإخراجها والتمثيل فيها أحيانًا فينالون الحسنيين وأحيانًا الثلاث حسنيات!! والمؤلفون الشباب وغير الشباب من الذين حصدوا الجوائز .. فليذهبوا إلى حيث يشاءون!!
يتعجب البعض حينما يعرفون أننى حصلت على أكثر من أحد عشر جائزة فى المسرح غير الشعر والدراسات الأدبية! وما يثير دهشتهم عدم تجسيد أى من مسرحياتى على خشبة المسرح.. والغريب أننى كدت أدمن تقديم أعمالى للمسابقات من كثرة يأسى من النقاد ولربما قام أحدهم بتقديم  أحد أعمالي، ولكى يشرع فى تنفيذها يطلب منى أن أذهب لمدير المسرح أو رئيس الهيئة  حتى يتمكن من تنفيذها .. وفى نهاية الأمر.. يصمتون كأنما انقطعت ألسنتهم التى كانت تصدح بالمديح والثناء فأشعر بالغصة تملأ قلبى وأوقن باللاجدوى!!
كما لا يمكننى ـ حفاظًا على ماء وجهى الإبداعى ـ أن أمضى طارقة أبواب النقاد وأنتظر من يفتح لى بابه ويبتسم فى زيف وهو يأخذ منى النصوص ثم يلقى بها فى أدراجه حتى يأكل عليها الدهر ويشرب أومن لا يقابلنى من الأساس أو يقول لى إن الصحف لا تنشر نقدًا إلا عن المشهورين وكأننى مدعية إبداع!!
الحق أقول: لقد أورثنى هؤلاء النقاد كثيرًا من الزهد فيما بين أيديهم وكثيرًا من الحزن!


هذا الزهد كما قلت فيما فى أيدى النقاد علاوة على ما فى أيدى مخرجى مسارح الدولة الذين ينفرون من تقديم النوعية التى أكتبها والذين يحرضون الكتاب على الكتابة بالعامية حتى يقدموا أعمالهم!

المصريون 

0 التعليقات:

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption