أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

السبت، 30 مايو 2015

إيهاب زاهدة: الممثل الفلسطيني يسعى لتطوير أدواته المسرحية رغم الحصار

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني


الفنان والمخرج الفلسطيني ايهاب زاهدة من الشباب المسرحي الواعي للمشهد الفلسطيني ومسارحه، وكانت مشاركاته العربية مميزة وحصد من خلالها جوائز ومنافسات عدة على مستويات دولية.
وكان زاهدة قد شارك مؤخرا في مهرجان المسرح الحر العاشر من خلال عرض (3 في 1)، إذ قال عن العرض "شارك فيه ثلاثة ممثلين ايهاب زاهدة ومحمد الطيطي ورائد الشيوخي في مخيلة واحدة، وهو نتاج حقيقي واقعي يتقاطع مع كل إنسان فلسطيني قبل الفنان وتنسحب على الفنان أينما حل".
وأكد زاهدة أن العمل يذهب للكثير من المشكلات السياسية والاجتماعية مستبصرا وضع الفنان وما آل إليه الحال بما يتعلق بتهميش  الفنانين ومحاصرتهم، خصوصا في ظل الاحتلال الغاشم.
ويؤكد زاهدة أن وضع الفنان الفلسطيني مؤلم ومأساوي بسبب عدم وجود مشروع دولة قائم وخطة طريق تنظم عمل مؤسسي للفن والثقافة للجمهور كافة، منوها إلى أن جميع المشاريع المسرحية تعبّر عن تجارب شخصية وإنتاجات فرق خاصة تبحث عن جهات داعمة، إضافة للبعد المكاني إذ لا يمكنه أحيانا التحليق وفق زاهدة خارج البعد والمسافة المحدد بها.
ويعتبر زاهدة أن المشكلة بالمسرح الفلسطيني هي أزمة مسرح يعاني من قلة يفكرون بتقديم أعمال قريبة للجمهور وتلامس قضاياهم وحياتهم ومعيشتهم، ويذهبون إلى نصوص عالمية يتم اسقاطها على الوضع العربي المحلي، والذي لا يتناسب وفق وجهة نظره مع خلق جمهور بحاجة إلى ما يمسه ويشاطره واقعه.
ويعتقد أن الوقت حان للنهوض بالمسرح الفلسطيني، إذ يجب أن يتكاتف المسرحيون الفلسطينيون من أجل الكتابة عن المحيط الذي يعيش فيه المواطن الفلسطيني والمتغيرات التي تحدث له يوميا وتطوراته، إذ أن الجمهور يريد ما يقترب منه ويهرب من الأعمال التي لا يشعر أنه وجد فيها ما يخصه ويلامسه.
الاستمرارية في الفعل المسرحي، وفق زاهدة، من شأنها أن تخلق مجتمعا مثقفا يساهم في رفد الأعمال المميزة ويرفض الأعمال المسرحية التي لا تقدم له ذلك الوعي الذي يبحث عنه.
زاهدة الحاصل على جائزة السلطان قاسمي لأفضل عمل مسرحي متكامل عن مسرحية "خيل تايهه" في مهرجان الهيئة العربية للمسرح، يوضح أن الممثل الفلسطيني وبسبب الظروف يحاول دائما القيام بتدريبات يومية ويبحث عن تدريبات دائمة وورشات عمل يشارك بها، ما يجعله رغم الحصار قادرا على التميز بالداخل والخارج.
ويؤكد أن مسرح "نعم" بالخليل يعمل على إنتاج المسرحيات كل عام، ويعرضها في فلسطين بواقع  60 عرضا مسرحيا يجوب كل المناطق، إضافة إلى تقديم دورات يومية بالمدارس والجامعات بهدف تنشئة جيل يعرف المسرح وأدواته.
ويعتبر زاهدة أن الوطن الذي يريد أن يحمي نفسه الآن وغدا ومستقبلا، يجب أن يعمل على تعليم الجيل الصاعد ثقافة المسرح ودور الفن والثقافة في ريادة وحماية الأوطان.
صاحب مسرحية "خيل تايهه" يقول إن المسرح ينقصه الحب متسائلا عن جدوى خلق جمهور إذا لم يتواجد الحب بين المسرحيين أنفسهم، منوها إلى أنه وللأسف بعض أعضاء المسرح يحاربون بعضهم بعضا وغالبا يحاربون نجاحات بعضهم.
ويشير إلى أنه تلقى مجموعة من الآراء المختلفة حيال فوز مسرحية "خيل تايهه" بمسابقة أفضل عرض مسرحي للهيئة العربية للمسرح، وأنه لم يتعرض لاعتراض مكتوب أو مقروء حيال العمل، معتبرا أن من لديه أي رأي ونقد للعمل، يجب أن يكتبه ويقدمه بورقة علمية ولا يبقيه خلف الظلال، لكي يتسنى له كمخرج الأخذ بتلك الآراء مستقبلا مستبعدا فكرة أن يغيّر ما ولد عليه عمله المسرحي، فالإبداع ولادة غير مطالب من المخرج تغييرها.
وبدأ زاهدة نشاطه المسرحي منذ العام 1996، ولم تسنح له الفرصة أن يقدم أعماله خارج حدود الوطن، إلا في السنوات الأخيرة، مؤكدا على أن أي عمل مسرحي ينفذ ليس للمشاركة في المهرجانات والمسابقات إنما لعرضه في فلسطين أولا، وبما يقارب 40 عرضا في السنة. ويذهب إلى أن المسرح مهم بالبنية المجتمعية الفلسطينية، وأنه متنفس بالنسبة له، وهو الأمر الذي يتمنى زاهدة أن يستمر إن انساقت الجهات الرسمية لتنشئة الجيل تنشئة فنية وثقافية.
وقدم زاهده شكره لكافة أعضاء وفريق مسرح "نعم" بالخليل والذين منحوه الثقة ليقوم بالإخراج لأعمالهم وأعمال أخرى وتدريبات للمجتمع المحلي، مؤكدا أنه فخور بتلك الثقة وهم يعملون كفريق بروح واحدة.
وعن الأعمال المستقبلية يوضح زاهدة أنه بصدد قراءة نصوص حول عمل مسرحي جديد، بالوقت الذي سيقدم فيه عرض مسرحية (3 في 1) في أواخر شهر تموز (يوليو) المقبل في اليابان (طوكيو) من خلال 3 عروض، بالإضافة إلى باكستان، وعرض لمسرحية "خيل تايهه" في مهرجان قرطاج المسرحي. يشار إلى أن مسرح "نعم" يعمل في محافظة الخليل الفلسطينية بشكل خاص وفي باقي مناطق الوطن بشكل عام منذ تأسيسه في العام 2008، على تنشئة جيل مسرحي يعي أهمية المسرح وتأثيره الايجابي على الفرد والمجتمع. ولمسرح "نعم" برامج متنوعة منها إنتاج مسرحيات للكبار وللأطفال، وتنفيذ ورشات دراما وبرنامج تدريب للمعلمين، إضافة إلى برنامج "نعم للشباب" وغيرها.
شارك مسرح "نعم" بالعديد من المهرجانات المسرحية الدولية والعربية، وحصل على عدة جوائز عربية ودولية.

سوسن مكحل - عمان- الغد


0 التعليقات:

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption