إصدار منهجي وأكاديمي جديد "المدخل الى فن الإخراج " رؤى جديدة وجدل للمتلقي المعاصر
مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني
اصدار منهجي واكاديمي جديد مبتكر ومستمد من تجارب وأفكار ودراسات، رسمت وطبقت على الواقع المسرحي العالمي والعربي والعراقي.
استطاع المؤلف،الدكتور سعد عبد الكريم، برؤاه الواقعية وبحكم اختصاصاته، أن يفند أساليب ونظريات مهمة وواسعة، كما استطاع أن يرسم لها خرائط جديدة ويجدد مسارها باتجاه المسرح، بل وفن الإخراج الصحيح.
فصول الكتاب
تتناول فصول الكتاب عدة ـ مباحث ـ خصت المسرح بتفاصيله الدقيقة جداً منها وهي الأساس (الاشتراطات الأولية لفن المسرح) والتعريف بالمسرح وبتطور المسرح تاريخياً بدءا بالمسرح اليوناني مروراً بمسرح عصر النهضة والعصر الحديث ومسرح ( العلبة ) الإيطالي والمسرح الملحمي وانتهاء بالمسرح الفقير.
إن ما يميز الكتاب هنا هو البحث في جذور العلاقة الصحيحة والمتشعبة التي تربط المخرج بطبيعة عمله وعلى ما يتميز به من صفات عامة تخص ثقافته وخبرته ودراية بفن التصميم ليستطيع تشكيل الصور المسرحية التي ترسم على خشبة المسرح.
إضافة أن يكون ذا خبرة في التحليل المسرحي ان يكون موسوعياً ومعرفته بالتاريخ والجغرافية, وهذه بعض العناصر التي لا نجد في المخرج العراقي على سبيل المثال والدارس الاكاديمي إلا النذر اليسير من تلك الصفات الأساسية.
فمخرجنا اليوم عليه أن يدرس تفاصيل هذا الكتاب مهما كانت ثقافته المعلوماتية وعليه أن يتفحص ويتمحص في أدق أموره وعناوينه وخرائطه التي أرست دعائم ما فصل وما كتب في عموم فصوله الستة الفنية بالمعارف الاكاديمية للمسرح بشكله العام والخاص.
وكتابنا هذا المدخل الى فن الإخراج دليل واضح لا يقبل الشك بأنه ترجمة حقيقية لمنظومة العمل المسرحي الحديث.
كما ويتناول الكتاب العناصر والقوى التي تسهم في تشكيل الأسلوب القيادي للمخرج وخصاله القيادية وخصائل العاملون من (ممثلين وفنيين ومصصمون وأدرايون).. فالعملية الاخراجية لا تتوقف عند المخرج فحسب بل تتعداه الى محيطه القريب والبعيد ودراسة العلمية الإنتاجية برمتها ومتناولاً خصائص النسق التنظيمي وفلسفة كل مكونات العلمية الاخراجية لبناء الفرقة المسرحية تنظيماً.
ناهيك عن ادراك وفهم خصائص السياق الثقافي والاجتماعي والسياسي المحيط بالفرقة (المنظمة) للعرض.
أهمية الكتاب
ان ما يعطي الكتاب أهميته تلك الفصول التي تناولت (الأسلوب الاخراجي) وهي السمة والصفة التي يتميز بها المخرج دون غيره من المخرجين وقد عرفه (هربرت ريد): أي الأسلوب بأنه أسلوب يخرج عن الأعراف السائدة ويسعى الى خلق أشكال ملائمة لاحساس وادراك عصر جديد.
ورغم أن طريقة الإخراج وعمارة المسرح تختلف من عصر الى عصر, إلا ان مفهوم الأساسي للدراما وتقديمها بقي على حاله صورة للحياة موجودة على المسرح, وتقدم بطرق مختلفة وصيغ مسرحية وتستخدم وسائل إيهامية في أسلوب اخراج تقديمي.
وحيث تناول المؤلف د . عبد الكريم كتاب عدة ومخرجين أمثال (سوفوكليس) الذي قدم منظر مرسوم اقترافياً وجعل الايهام في الواقع يتركز في ذهن المخرج نفسه فالعناصر اللاإيهامية إذا كانت مقبولة لدى الاغريق وكذلك لدى الكاتب الإنكليزي شكسبير.
كما تناول الكتاب التوجيهات الفنية للمخرجين أصحاب المنهج والأسلوب وفهم (جورج الثاني) الدوق الساكن مننغن) 1826 ـ 1914 الذي اعتمد مبدأ الايهام الشامل.
وكذلك تناول أساليب ومنهجيات كل من (أندريه أنطوان وريتشارد فاغنر) الذي أسس مفهوم (الإنتاج الفني الموحد) ولم ينس الكاتب المخرج الروسي (ستانسلافكس) وتأثره بالدوق (سايكس مننغن) وبمحاولة تحقيق المطابقة الخارجية للواقع التاريخي معتمداً على مبدأ الاستنساخ الدقيق للحياة الواقعية.
أما التوجيهات الفنية في المسرح المعاصر فقد تناولت كتاب ومخرجين معاصرين ظهرت أعمالهم بأنتقائية عالية لأساليب التجريب ومحاولات بناء شكل العرض والبحث عن لغة عالية للمسرح، ومنهم ـ بيتر بروك ـ والامريكي ـ روبرت ويلسون ـ الذي اعتمد مسرح العلبة الإيطالي والعروض المفتوحة .
وبأختصار إن كتاب (المدخل الى فن الإخراج) يأخذ بأيدينا لأبعد من تلك الحدود الأساسية والاشتراطات الأولية لفن المسرح إنه بحق مدخلاً جامعاً حقيقياً لوسائل الإخراج المسرحي الشامل.
عبد الجبار حسن - الصباح الجديد
0 التعليقات:
إرسال تعليق