مسرحية "سيام" وهاجس تحقيق الأحلام والأمنيات / أبراهيم الحارثي
مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني
بحضور كبير غص بهم مسرح عبد الرحمن المريخي بجمعية الثقافة والفنون بالاحساء وفي أول عرض لمسرحية (سيام) لفرقة مسرح الشباب بالمكتب الرئيسي لرعاية الشباب بالاحساء وبالتعاون مع جمعية الثقافة والفنون بالاحساء من تأليف و إخراج وسينوغرافيا سلطان النوه ، وقد حضر العرض مجموعة كبيرة من الفنانين والمسرحيين من الدمام والرياض منهم الفنان محمد المنصور و عبد الباقي البخيت والمخرج المصري جمال قاسم والفنان أحمد النوه والفنان إبراهيم الحساوي بالإضافة إلى مدير مكتب رعاية الشباب بالاحساء الأستاذ يوسف الخميس
بدأ العرض في بيت متهالك وبأخوين يشكوان الهم والضجر ينتظران لحظة منتصف الليل لكي يخرجان ويبحثان عن ما يسدان به جوعهما .. هما توأم متلاصق ( سيامي) يعيشان في بيت متهالك لا يخرجان منه إلا بعد أن تغفو الجفون فهما لا يريدان أن يراهما أي احد مكتفيان بما يملكانه من بساطة الحياة .. يتمنان ويحلمان ولكن وحتى الحلم يبدو لهما صعب المنال واسم ( سيام ) من السأم ويقال : سئمت من الشيء بمعنى مللته وهذا ما يفسر دائما حالة الملل والضجر اللذان يعيشانه .. فقدا والديهما منذ الطفولة ورباهما صديق والدهما .. هو الوحيد المسموح له بدخول البيت ومن باب سري لا يعرفه إلا هو ولا يستقبلان غيره أبدا ، وفي كل مره يحضر يحاول معهما بأن يخرجان ويختلطان بالناس فما هم عليه قضاء وقدر من رب العالمين ويحاول إقناعهما بأن يجريان عملية الفصل والتي ظلت مستعصية عليهما ويخافان أن يموتان بسببها ، ومع الأيام والمزيد من الأماني والأحلام يُحضر صديق والدهما طبيب كادا أن يقتلانه لرفضهما استقبال أي احد ومع المزيد من الإقناع يوافقان أخيرا على إجراء العملية ..
والهاجس لديهما الآن هل من الممكن أن تتحق جميع الأحلام والأمنيات ! .. تتم العملية وتنجح وتمر الأيام .. يزداد البعد بينهما و تشتد لغة الحوار بعدما كانت هادئة ومتناغمة سابقا .. يتقاسمان كل شي الكرسي والطاولة والنافذة حتى الهواء تقاسماه ولم يتفقان .. يذهب كل منهما في طريق فالأول شد نحو التطرّف وكره كل من يناقضه أو يصطدم معه أما الثاني فقد انغمس في اللذات والإدمان لينتهي المشهد الأخير وكل منهما في السجن .. يتذكران الأيام السابقة ورغم قسوتها وصعوبتها ألا أنها أجمل مما هما عليه الآن والعمل هنا يدعو للتقارب للتفاهم وللترابط فلا فرق ولا أفضلية فالكل يشكل المكان ويحييه والقرب قوة أما البعد فلا ينتج إلا لغة الرفض والكره والدمار والإقصاء ، على لسان أحدهم : لا تنسى فمصيري مرتبط بمصيرك لا يجب أن ننسى ما فات ونتقاتل على ما هوأت
وقد شارك في العمل نخبة مميزة من شباب مسرح الاحساء وهم :
عبد الرحمن المزيعل و شهاب الشهاب و عبدالله الفهيد ودغش الدغيش و مهند البوعلي و مرتضى القضي و محمد الظفر و سعيد الدرويشي ، مساعد مخرج وتســـــجيل ومؤثرات صوتية : محمد الحمد ، إضاءة وتصميم بروشور : محمد النوه ، إدارة مسرحية : عبد الله التركي ، الإشراف الفني : نوح الجــــمعان ، تقنيات وتنفيذ ديكور : محمد الشافعي ، ألحان و أداء : عمر الخميس ، متابعة : فهد الحنيطي ، الإشراف الإداري : علي الغوينم ، الإشراف العام : يوسف الخميس مدير مكتب رعاية الشباب بالاحساء .
0 التعليقات:
إرسال تعليق