مسرحية “خطيئة النجاح” عرض جديد للمخرجة التونسية مريم بوسالمي
مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني
منذ أن تجاوز المسرح تقاليده، بات عابراً للأشكال الأدبية، وهو ما تحاوله المخرجة التونسية مريم بوسالمي في عملها "فيمينار" حين تضع فوق خشبة المسرح نصاً مفتوحاً، يقع بين الشعر واليوميات والتنظير.
أثناء قراءتها يظهر على الخشبة، امرأة ورجل؛ ممثلة وعازف كمان (أداء: سنية دهماني وسامي دخلاوي) فيما تتحوّل الخشبة إلى بياض شامل، أو ورقة بيضاء يكتب فيها الممثلان بحركات جسديهما ما تقوله بوسالمي.
تحاول المخرجة أن تجسّد فكرة طالما اشتغل عليها مورو، وهي التعبير عن قصة حب مزدوجة: حب الكلمة وحب المرأة، والكوريغرافيا التي تقترحها هي محاولة لإخراج علاقة الحب الخفية مع الكلمة (لا تحدث إلا داخل الكاتب) إلى علاقة حب مرئية مع جسد المرأة.
ترى بوسالمي، المحامية والمسرحية، أن طرح مورو ورؤيته للمرأة محاولة متطورة كي ننسى صورة المرأة الضحية، التي نتداولها في الحياة ثم يأتي المسرح فيكرّرها. إنها تجد في نص مورو المرأة ملهمةً ومنقذةً.
وقالت المخرجة المسرحية التونسية، مريم بوسالمي، أن العرض المسرحي “لخطيئة النجاح” هو عبارة عن احتجاج ضد الظلم وإدانة للخوف السائد من الأنوثة الحكيمة،
معتبرة أن المسرحية استعملت فيها آليات التحليل عوضا عن آليات السرد قصد فضحها للحيل التي تستعملها المجتمعات العربية مقارنة بالمجتمعات الغربية لإذلال المرأة وتصنيع نموذج الأنثى الخاضعة، وذلك من خلال تمثيل تجارب شخصية لمبدعات لم يقبلن الوضع وحاولن التحدي. وقالت المتحدثة أن المسرحية صممت كمسرح داخل مسرح، حيث يتراوح السرد باستمرار في ذهاب وإياب بين المتخيل، التعليق على المتخيل والحكاية الأصلية، هذا الطرح هو اختيار مقصود لتفادي السقوط في فخ التعاطي مع المرأة كضحية وهو طريقة لتحويل السلبية في رد فعل المجموعة إلى طاقة إرسال وسلبية إلى ايجابية والخطأ إلى بناء، تتقاطع القصص ووجهات النظر والمشاهد بين الشخصيات المتقنصة والشخصيات الحقيقية للممثلات، وهو ما يفسر على حسبها أهمية “الكاستينغ” الدولي،
الذي يمثل ست ممثلات من عدة دول عربية وأشارت نفس المتحدثة أنه من الصعب على المسرح تغيير العالم، بل وجب أن نغير الطريقة التي نصنع منها المسرح، مؤكدة أن مسرحية “خطيئة النجاح” تتناول طرق عمل ماكينة الإنتاج العمل المسرحي ماكينة النجاح وخاصة فيما تعلق بالتمييز العنصري ضد المرأة، وأوضحت المتحدثة، أن الوسط المسرحي وسط ذكوري، الأمر الذي دفع بنا إلى عرض مجموعة من الشهادات حول تجارب الفنانات اللاتي لاقين صعوبة في التعامل معهن كنساء متساويات مع الذكور.
0 التعليقات:
إرسال تعليق