أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

السبت، 31 يناير 2015

المسرحي التونسي وليد داغسني: لا النص المسرحي سلطة… ولا الإخراج إلغاء للجملة المعبّرة

مدونة مجلة الفنون المسرحية
 قدمت فرقة «كلندستينو» التونسية مؤخرا عرضا مسرحيا بعنوان «الماكينة» في إطار الدورة السابعة لمهرجان المسرح العربي التي احتضنتها مدينة الرباط. وبهذه المناسبة كان لنا مع مؤلف ومخرج المسرحية الفنان وليد داغسني الحوار التالي:
■ ما موقع هذه المسرحية الجديدة «الماكينة» ضمن مسارك الفني؟ وأي إضافة تطمح إلى تحقيقها من خلالها؟
□ مسرحية «الماكينة» امتداد لمسار انطلق بعفوية منذ أربع سنوات. واليوم تفرع وصار فكرا وكلمة طامحة للتغيير من خلال نخبة واعية ومنسجمة من خريجي معاهد المسرح. وأنا كمخرج مطمئن نسبيا على صدقية المشروع.
■ لماذا فضّلتَ الدراماتورجيا كاختيار إبداعي، ولم ترتكن إلى نص مسرحي جاهز؟
□ للفنان سبل شتّى للإبداع من دون الإطناب في الذاتية… وقد أكون صالحا كدراماتورج متمرس أفضل من كاتب كلاسيكي يجد حواجز مع مخرجين يميلون للدراماتورجيا الآنية والمتحولة.
■ كيف يحضر الممثل لديك في تصورك الإخراجي، باعتباره عنصرا أساسيا في العرض؟ بمعنى آخر، على ماذا تركز أكثر في تعاملك مع الممثل؟
□ الممثل كصيغة للتجاوز… هو الأكثر ظهورا في العرض، والمؤثر الأول في التلقي… وخطورته تلك تدفعنا للتعامل معه، بشكل يومي، حسب التحولات.
■ ثيمة «الاستبداد» حاضرة بقوة في عرض «الماكينة»، هل هي نتاج تفاعلك كمبدع مع سياقات ما سمي بـ»الحراك» أو «الربيع العربي»؟
□ الربيع العربي لحظة منتهية تبدأ عند تكرار الحديث عنها. في عرض «الماكينة»، يتبدد الربيع العربي وسط أفكار فنية تتجاوز المتاح والممكن، إلى رؤى أخرى تقدّم للمتفرج المسرحي عمقاً آخر للمسألة السياسية.
■ عُرفتْ الكثير من تجارب المسرح التونسي الجديدة بكونها تغلّب الجوانب الشكلية للعرض على الجوانب الأخرى المتعلقة بالدلالة، فتحضر لغات العرض المرئية وتتقلص سطوة الملفوظ والنص بدلالاته المختلفة. هل تنطبق هذه الحالة عليك؟
□ نحن في النهاية امتداد طبيعي للتجربة المسرحية في تونس… وقد ننزاح أحياناً بحكم التوق للتجاوز، ولكن من دون أن نبتعد عن موروث تاريخي حاضر في أذهاننا ومتبلور في أعمالنا. فلا النص سلطة ولا الإخراج إلغاء للجملة المعبّرة.. هو كل متكامل يتناغم في ظل فعل فني متمكن.

الطاهر الطويل

كتاب ونقاد ومسرحيون مغاربة، يضعون عبد الحق الزروالي في مساحات الضوء

مدونة مجلة الفنون المسرحية
"عبد الحق الزروالي: وحيدا في مساحات الضوء" مصنف جماعي بأقلام عدد من الباحثين المتخصصين صدر حديثا بدعم من وزارة الثقافة، وذلك عن منشورات المركز الدولي لدراسات الفرجة 2014 (سلسلة رقم 27). 
وفي تقديم هذا المؤلف الجماعي، يقول الباحث حسن يوسفي، الذي أشرف عليه، إنه "يمزج بين المقاربة الشمولية لتجربة الزروالي المسرحية، وبين القراءة النقدية لبعض مسرحياته، وبين الشهادة التي تستحضر التشابكات والتقاطعات الحميمية بين الزروالي الإنسان والفنان، وبين بعض الأصدقاء الذين تقاسموا معه تجارب في الحياة كما في المسرح".
ويستهل الكتاب بمقاربات للتجربة أنجزها كل من يوسفي "الزروالي: ماء المسرح الذي يغسل وجه الحياة"، وحسن المنيعي "الزروالي: فاعلا جماليا في تاريخ المسرح العربي"، وعبد الواحد عوزري "الزروالي: عابر أثبت وجودا غير عابر في فسيفساء المسرح المغربي"، والبشير القمري "عن تجربة عبد الحق الزروالي: مسرح فردي..مسرح مضاعف أم متعدد.."، وسعيد كريمي "عبد الحق الزروالي وتجربة المسرح الفردي" ومحمد لعزيز "عبد الحق الزروالي: قلق تجربة مسرحية مغربية" ورشيد بناني "مونولوغ اللسان والجسد: مقاربة دراماتورجية لمسرح عبد الحق الزروالي" ومحمد جلال أعراب "أسئلة مسرح الممثل الواحد : تجربة عبد الحق الزروالي نموذجا" ومحمد بلهيسي "اختزال الجماعة في مسرح الممثل الواحد".
ثم ترد في الكتاب، الذي يقع في 190 صفحة باللغة العربية و27 صفحة باللغتين الفرنسية والإنجليزية فضلا عن عدد من الصور للمحتفى به في 1963 و1964 وفي أول مسرحية فردية له في 1967، قراءات في مسرحيات أنجزها كل من محمد مصطفى القباج "شعرية المكاشفة المسرحية: قراءة في مسرحية (انقب واهرب)" وعبد الرحمان بن زيدان "البحث عن الوعي التراجيدي في مسرحية (الوجه والمرآة)" ومحمد أديب السلاوي "(زكروم الأدب) يضع القضية ويؤرخ لشهودها" وعزيز الحاكم "مراودة المطلق: قراءة في (كدت أراه)" ومحمد قيسامي "نظام الخطاب وإرادة العشق في مسرحية (انصراف العشاق)" والطاهر الطويل "الحوارية في مسرحيات الزروالي الفردية (عود الريح نموذجا)".
ويختتم الكتاب، الذي أنجز صورة غلافه الفنان عبد العزيز خليلي، بشهادات لكل من محمد الأشهب "روح المسرح التي تمنح معنى للحياة" ورشيد أمحجور"عبد الحق الزروالي مبدعا متعددا" ومحمد بهجاجي "عبد الحق الزروالي: سياقات متقاطعة" وسالم اكويندي "تغريدة طائر البوح" ويوسف العرقوبي "عبد الحق الزروالي وبداية نفس إبداعي جديد" والزبير بن بوشتى "في مديح عبد الحق الزروالي: هو الحب فاسلم بالحشا ما الهوى سهل".
تتصدر الكتاب صورة لجلالة الملك محمد السادس وهو يوشح صدر عبد الحق الزروالي بوسام شريف بمناسبة عيد العرش سنة 2013.
 

الاتحاد الاشتراكي 

توقيع كتاب "المسرح الفردي في الوطن العربي" للطاهر الطويل

مدونة مجلة الفنون المسرحية



ضمن فعاليات الدورة السابعة لمهرجان المسرح العربي في المغرب، جرى عشية الأربعاء الماضي في بهو المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط حفل توقيع الكتاب الجديد للكاتب الطاهر الطويل "المسرح الفردي في الوطن العربي، مسرح عبد الحق الزروالي نموذجاً" الصادر ضمن منشورات الهيئة العربية للمسرح، وذلك بحضور عدد من المسرحيين والنقاد والإعلام والمهتمين.
ينقسم الكتاب إلى ثلاثة فصول، يتناول أولها هوية المسرح الفردي، من خلال رصد سمات الشكل التمثيلي الفردي لدى اليونان ثم لدى العرب، وكذلك من خلال التوقف عند مسرحيات فردية لفنان مسرحيين مغاربة. ويستقصي المؤلف في هذا الفصل الوضعية الراهنة «للمسرح الفردي»، وذلك في سياق المنحى التأصيلي الذي يحكم مسار المسرح العربي ككل.
أما الفصل الثالث، فهو مخصص للتجربة المسرحية للفنان عبد الحق الزروالي عبر إبراز مراحلها وخصائصها. في حين يتم في الفصل الثالث مقاربة التجليات الإبداعية لتجربة «المسرح الفردي» عند عبد الحق الزروالي، من خلال التركيز على مسرحية «رحلة العطش» نموذجا للتحليل.
ويرى المؤلف أن مما يضمن الاستمرار والتطور للمسرح الفردي أو "مسرح الممثل الوحد" قابليته لاستثمار معطيات النظريات والمدارس المسرحية العالمية، وكذلك نتائج الاجتهادات والأبحاث العملية في مجالات بناء النص والتصور السينوغرافي وميكانزمات فن التشخيص...إلخ؛ وكذلك انفتاحه على كل الدعوات المسرحية العربية التأصيلية، سواء تجلت في اتجاهات ومذاهب أم في تجارب متفرقة، واستعداده للتعامل معها وفق القناعات المشتركة؛ وتطبيقه الفعلي لفكرة استلهام الأشكال الفرجوية الشعبية، واعتبارها قالبا مسرحيا ذا طبيعة قومية، لا مجرد زخرف إبداعي ثانوي؛ بالإضافة إلى تجاوزه للصعوبات المادية والمعنوية المتعلقة بعملية الإنتاج المسرحي، إذ يتم إنجاز مسرحيات الممثل الواحد بأقل الإمكانيات المادية والبشرية، ويسهل تنقل الفرقة المسرحية التي تكون عادة قليلة العناصر المشاركة في إنتاج العرض (حتى إنها قد تصل إلى عنصر إضافي واحد أو عنصرين فقط  ـ كما هو الحال بالنسبة لعبد الحق الزروالي)، إذ تنتقل المسرحيات إلى حيث يتواجد الناس ويتجمعون (أندية، مقاهٍ، دور شباب، مراكز ثقافية، مستشفيات، ثانويات، أحياء جامعية...إلخ)، لا انتظار قدوم الجمهور إلى البنايات المسرحية.

الدورة الرابعة من دورات التكوين في تقنيات المسرح بأسفي

مدونة مجلة الفنون المسرحية

ضمن سلسلة دورات التكوين الأكاديمية في المهن الفنية انطلقت الجمعة 30 يناير بفضاء قاعة العروض (مدينة الفنون) وستستمر إلى غاية 1 من فبراير 2015 الدورة الرابعة للتكوين في تقنيات المسرح والتي تنظمها فرقة همزة وصل للإبداع بأسفي بدعم وشراكة مع وزارة الثقافة المغربية. 
دورات التكوين التي ترسخت وأمست موعدا قارا سنويا تسعى لاستقطاب المزيد من الشباب والأطر بالانفتاح على تقنيات جديدة للتكوين في المسرح وتوسيع قاعدة المشاركين والمستفيدين من الأطر التابعة للجمعيات والطاقات الشابة سواء تلاميذ الثانوي التأهيلي أو طلبة الكليات والمعاهد بالإقليم وجهاته. وتستضيف فرقة همزة وصل للإبداع بأسفي في الدورة الرابعة فريقا من الأساتذة والأطر المتمرسة في المجال المسرحي، وهم السادة المخرج المسرحي ابراهيم الهنائي، الممثل أمين ناسور، المخرج والممثل يوسف آيت منصور، الناقد والمسرحي سالم اكويندي، سيشرفون على تأطير فنون وتقنيات المسرح من خلال ورشات{الارتجال، التعبير الجسدي، الإلقاء والصوت، التشخيص} كما ستقدم لوحة مسرحية تتويجا للتكوين صبيحة الأحد 1 فبراير.


طنجة الادبية 


عرض مسرحية «الأميرة المفقودة» وعودتها وسط فرحة الأطفال على مسرح المدينة

مدونة مجلة الفنون المسرحية
عودة «الأميرة المفقودة» وسط فرحة الأطفال على مسرح المدينة بحديقة القرم


انتهت رحلة البحث عن الأميرة المفقودة «ربانزل» بعد أن اختطفتها الساحرة الشريرة جوثل، عندما علمت عن القوى السحرية لشعر ربانزل وطمعت في امتلاكها واحتجزتها في برج عال في الغابة السحرية لمدة 18 عاما، وقد احتفل بعودتها في القصر الملكي أبواها والحاشية الملكية والحضور الجماهيري من الأسر والأطفال على مسرح المدينة بحديقة القرم الطبيعية.المسرحية التي قدمتها فرقةH2 البريطانية باللغة الإنجليزية في عرضين متتاليين يومي الخميس والجمعة، ضمن فعاليات مهرجان مسقط 2015، نالت استحسان وتفاعل الحضور وذلك من خلال المشاهد الكوميدية والدرامية، التي تميزت بها حيث برع الممثلون في تجسيد القصة بأسلوب مشوّق تخللته أغانٍ بمصاحبة الإضاءة والديكور اللافت.
تدور المسرحية حول قصة خرافية بطلتها الأميرة «ربانـزل» التي تعيش في مملكة سحرية يحكمها أبواها الملكان آرثر واليزابيث والساحرة الشريرة جوثل، التي تعيش في المملكة المجاورة، وكان الملك وزوجته يعيشان في سعادة تامة وفي إحدى الليالي مرضت الملكة اليزابيث، وبعث الملك حراسه للبحث عن الزهرة الغامضة التي فيها شفاء الملكة وتم العثور عليها في حديقة إحدى الساحرات، وبعدما تناولت الملكة الدواء تماثلت للشفاء، ووضعت مولودة جميلة تدعى ربانـزل ذات الشعر الذهبي السحري الطويل وكان شعر «ربانـزل» قد احتفظ بقدرات الزهرة السحرية، ولكنه يفقد قواه السحرية حال قصه ويخفت لونه ويتحول إلى اللون البني، وسمعت الساحرة الشريرة بذلك وفكرت في اختطافها.
وبعد مرور عدة أشهر وبينما كان الملك وزوجته وحاشية القصر يحتفلون، ويشاهدون الفوانيس المضاءة في السماء أتت الساحرة خلسة واختطفت الطفلة ربانزل ذات الشعر الذهبي الطويل، وهم يلهون ويرقصون وذهبت بها إلى برج عال عميق في الغابة السحرية البعيدة، ثم اكتشفوا بعد ذلك اختفاء الطفلة وجن جنون الملك وزوجته وأرسل حراسه للبحث والتقصي ثم أمر بمكافأة قدرها مليون باوند لمن يعثر على «ربانزل»، ولكن بدون فائدة، تمر الأيام والليالي والسنون ولم يتم العثور عليها، ويتم سنويا الاحتفال بعيد ميلادها في القصر ويتأملون عودتها يوم ما، ليصبح عمر الفتاة 18 عاما وحاولت ربانزل التوسل إلى الساحرة التي كانت تناديها «أمي» أن تحتفل بعيد ميلادها وتحضر لها الكعكة وتخرجها من البرج، إلا أن الساحرة تتعلل أن المخبز بعيد جدا لمسافة ثلاثة أيام وأكثر، وتمر الأحداث ثم يتم العثور عليها من قبل «فين» من حاشية الملك الذي تزوجها لاحقا وأصبح أميرا.

عمان

مرعي الحليان: انكفاء سلطة النص لصالح الفرجة والكتابة بأجساد الممثلين../ متابعة: بشرى عمور

مدونة مجلة الفنون المسرحية
الندوة التطبيقية لمناقشة العرض المغربي ” بين بين” في مهرجان المسرح العربي السابع في المغرب
مرعي الحليان: انكفاء سلطة النص لصالح الفرجة والكتابة بأجساد الممثلين../ متابعة: بشرى عمور
مباشرة بعد انتهاء مناقشة العرض الأردني ” حرير آدم” الذي احتضنه بهو مسرح محمد الخامس، الطابق الأول، تحول مدير الندوة التطبيقية الإعلامي الكويتي (عبد الستار الناجي) على العرض المسرحي المغربي ” بين بين” لفرقة نحن نلعب للفنون، والذي قام بالتعقيب عليها الكاتب و المخرج المسرحي الإماراتي (مرعي الحليان)، بحضور المؤلفين (طارق الربح) و (محمود الشاهدي) الذي قام بإخراج هذا العمل.


أشار المعقب (مرعي) في مستهل ورقته إلى القاسم المشترك الذي يجمع بين ثلاثة شخصيات تمثل ثلاث أزمنة، شخصية محسن في رواية عصفور من الشرق لرائد الأدب الأدبي توفيق الحكيم، مصطفى سعيد في موسم الهجرة إلى الشمال للطيب صالح.. و شخصية محمدي في “بين.. بين” لطارق ربح ومحمود شاهدي. حيث يرى (مرعي) أن هناك يتقاطع العزف على وتر الأشكال الصارخ في إنتمائين اجتماعيين يصعب الجمع بينهما دون تقديم تنازلات غالية الثمن، وربما الخسارة تصبح مصيرا حقيقا..، في تلك التقاطعات الحادة و في تيه المسافة الواصلة بين حضارتين، حيث الحد الفاصل بين المتناقضات. وحيث العبور هو مواجهة أعاصير الانسلاخ والاستلاب، وحيث أغواء الفضاء الحر، يمثل الدافع لقطع حبل السرة والانعتاف من الهوية.. فيصبح التيه هو الخسارة الكبرى وهو (بين بين)..
ويجد (الحليان) أن في سؤال نص (بين بين) الذي تشارك في كتابته المخرج والمؤلف، أهمية خاصة في هذا العرض. تدوي صرخة في فضاء الإنسانية، هذا الفضاء المشروخ، والذي ولا زلنا نسأل عن المتسبب في شرخه، تدوي الصرخة بأسئلة طرحها (المعقب) كالتالي:” ألا تقبل الجهات المتضادة هذا الإنسان كما هو إنسان؟ هذا هو سؤال هذا النص المكتوب في رأيي.. ألا تقبل الجهات أن نلتقي لقاء سلام وأمان بحكم أننا البشر مجبولين بخلقة الخالق على السلام والبحث عن أمان لممارسة المشاعر والحياة..ألم يخلق الله الإنسان جميلا عاشقا محبا؟ ألا يمكن أن يكون التناحر الإيديولوجي من نهاية، أن يكون انفلاتا حرا يقبل الأشياء كما هي، يقبل الأفكار كما هي، يحترمها في تصالح هادئ..ألا يمكن للإنسان أن يكون إنسانا أينما حل وأينما ذهب في جهات الله وكونه؟”. أسئلة تدوي بها الصرخة في هذا النص.
ويؤكد المعقب مرة أخرى، أن القاسم المشترك بين تيه محسن العربي عند توفيق الحكيم، وأزمة مصطفى سعيد في انتقامه عند الطيب صالح وورطة محمدي في تلاشي أمانيه وضياعها عند الشاهدي والربح..هو الصرخة في مقابل مالا يمكن قبوله من وضع بائس في الحضارة الإنسانية….إن الصرخات الثلاث برغم تباعدها الزمني..تتقارب هنا..في هذا النص..في هذا العرض. الشيء الذي جعل (الحليان) يُحيي الكاتبين أنهما قررا أن يبقيا الصراخ مستمرا من أجل إنسانية أكثر إنسانية.. لأنه يرى أن هذه هي المهمة الأمثل للمسرحيين في المسرح.
ولقد سعى (الحليان) إلى:” أود أن ادعوكم ونحن هنا نجتمع حول هذا العرض الجميل الصادق في أطروحته، حول نقطة هامة في مسألة بنائية النص. فهذا العرض يقدم لنا نصا مختلفا، يخرج من ثوب التقليدية ليؤسس حالة قائمة على دراماتورجية تزن معطياتها بمقياس حساس. فالنص المكتوب يتطابق ونص الركح تطابقا تما، وهذا ما كنت أشير إليه في اجتماع المخرج والمؤلف في الكتابة لهذا العرض..هنا لا يثقل النص انطلاقات وتشضيات الرؤية الإخراجية لا يحدها لا يكبلها ولا يتصارع معها كذلك. يأتي النص في سياق العرض مكمالا، وربما في بعض الأوقات هامشيا لصالح عناصر أخرى في العرض..وهنا بادرة حداثية تقلب ميزان حساسية النص في الاشتغال المسرحي.
تفتيت النص وتجزيؤه ليكون مفردة صغيرة في النص الفرجوي للعرض، أمر أحسبه لفريق بين بين..نحن كمشاهدين قرأنا النص المكتوب والنص الفرجوي محفورا بحركة أجساد الممثلين، مرسوما في مشهديات بصرية تتوالى علينا بتأثيراتها وأغوائها، تتكون في فضاء ضيق وتتحول عبر أصوات، همس وصراخ وعويل، واختناق، ودموع، وضحك ورقص وموسيقى، هادئة أحيانا وهستيرية في أحيان أخرى. الحضور الطاغي للدرامز.. الإيقاع….الإضاءة التي تخلت عن عضالاتها واغواءتها المجانية..لكي تقوم العناصر الأخرى للعرض ببطولتها المطلقة.. إنه سبك واشتغال في الفرجة. ورسم بريشات مختلفة الذي اكسب العرض تنويعا هادرا يدفع بالملل بعيدا، ينعش فضاء التلقي ويبقيه مشدودا متوترا على الدوام”
ويتابع (مرعي) أن (بين بين) عرضا يدعو الملتقى إلى تأمل بنائيته، إلى تموقع النص المكتوب في الفرجة المشاهدة، إلى تأمل حالة الاندياح والانزواء لعناصر مسرحية لصالح عناصر أخرى.. الأمر الذي يخلق الهارموني الذكي الفعال المتقصد والمتربص بالمتفرج. ويبقى (بين بين) ـ حسب رأيه ـ عرض يعيد دوزان العناصر المسرحية بحساسية عالية لصالح استنطاقات فرجوية لمحاحة ومباغته. بحيث أن أجساد الممثلين، أُحيلت إلى كلمات، الإضاءة أحيلت موسيقى، الموسيقى تركت ظلالها أمام الكلمات. بحيث تلاشى المكان في مشاهد وصار بطلا في مشاهد أخرى. هذا الهارموني جدير بالتأمل..هذه البنائية للعرض المسرحي تحتاج إلى حديث طويل في مسألة كسر الاعتياد في بنائية الفرجة المسرحية.
ليختم مداخلته بأن العرض “بين بين” يرتكن على ثقافة بصرية ومعرفية جد عالية، حيث أن نصه كُتب على الخشبة بتكسير الطابوهات المسرحية. فهو حالة البحث عن الفرجة بتكسير سلطة النص من خلال دمجه مع الموسيقى والتعبير الجسدي للممثل.
بعدها فتح باب النقاش الذي أغنته مداخلات عديدة لمخرجين و ممثلين و ناقد مسرحيين حضروا هذه الجلسة، حيث كانت البداية مع المسرحي الموريتاني (تقي ولد عبد الحي) الذي أشاد بأن العرض احتوى على قفزات قوية، معتقدا أننا الآن بصدد صياغة حالة مشهدية جديدة بالمسرح العربي وفق تطلعات الملتقي يجب الأخذ بها بعين الاعتبار. كما أنه التمس بترا في العرض بين الموسيقية والنص، مستفسرا أيضا كيف تم الربط بين الفرقة الموسيقية و الممثلين. كما لاحظ أن هناك فقر في السينوغرافيا واستوضح هل هذا كان مقصودا؟
أما الناقد العراقي (محسن النصار) يرى أن العمل أقحم أربع أغنيات افتقرت إلى الصيغة الدرامية بحيث لم يكن لهذه الأغاني صورة مسرحية. بالمقابل أثنى على تلقائية الأداء لدى الممثلين وأيضا على جمالية السينوغرافيا.
عبر الناقد والمخرج المسرحي العماني (عماد الشفري) عن استمتاعه بالعرض برغم عدم فهمه الحوار ولكنه استوعب مفاهيمه و طروحاته. ويجد أن العرض غريب عن المسرح العربي وهذه تعتبر تجربة جديدة تستحق التشجيع. وأعرب عن إعجابه بالأداء المميز الذي يترجم بدوره إدارة جيدة لإدارة الإخراج .
وقال المسرحي المغربي (محسن الزروال) :” لا يمكن أن نتلقى العرض بدون معرفة تجربة الفرقة، التي تجاوزت مرحلة الاشتغال على الورق وصار الاشتغال على عمل جماعي يساهم فيه كل أعضاء الفرقة. و “بين بين” يضعنا بين حدين فاصلين الذي ظهر بثنائية عناصر العرض”.
وقبل اختتام الجلسة قام المخرج (محمود الشاهدي) بالرد عن كل الأسئلة التي جاءت أثناء المناقشة.

الجمعة، 30 يناير 2015

مسرحية " تالي الليل " تأليف رشا فاضل

مدونة مجلة الفنون المسرحية
مسرحية " تالي الليل "
تأليف: رشا فاضل


المكان: 
فضاء أظلم تعلو بالتدريج اصوات غناء عرس فتضاء اضوية الاعراس المعلقة تباعا وتستمر لعدة دقائق ، ليضاء المسرح بالاضوية الملونة المعلقة على الحبال ويكون مؤثثا بكوشة اعراس تتسلط عليها الانارة (فلاش) بحيث لاتظهر بوضوح ، ولايمكن للجمهور رؤية الجالسين عليها ،فقط ايحاء للجمهور بوجود عروسين يجلسان في اجواء العرس البهيج. 

الزمان : 
الان أو أي زمن آخر 

الشخصيات:
امرأة متوسطة العمر 



الفصـل الأول

المشـهد الأول


تعلو اصوات عرس وأغنيات وأجواء عرس تستمر لدقائق تتداخل مع الأضوية الملونة المعلّقة على المسرح ، حتى تخفت بالتدريج ليبرز بوضوح ضوء ليزري يتجول في ارجاء المسرح مع استمرار اصوات الغناء حتى يستقر على
جسد العريس الافتراضي والذي يمكن ان يرمز له ب(كوشة العرس) عندها يخفت صوت الغناء ، ليعلو صوت الرصاصة لتعلو اصوات صراخ وعويل في الأرجاء مع اصوات اسعافات وتكبيرات بعد برهة 
يمكن الاشتغال على هذا المشهد بشكل اكثر تفصيلي من خلال السينوغرافيا وادخال دلالات اضافية دون الاستعانة بأي حوار او شخوص. 




ينتهي المشهد 



المشهد الثاني



المسرح عبارة عن قسمين ، القسم الأول مزار تتعلّق على جدرانه النذور المعقودة بألوان شتى وتفوح رائحة البخور منه ويكون مفروشا بسجاد اخضر وستائر خضراء مسدلة على اجزاء من الجدار ، الجانب الأيمن وفيه جدار مغطى بسجاد اخضر ومنقوش يشبه سجاد المزارات وتفوح من فوقه الابخرة وتتعلق عليه النذور وحوله الشموع ..
تقابلها جدران قديمة تمثل المزار ايضا عارية من اي غطاء وتنعقد عليها النذور ايضا وخرق من القماش ، وصورة لمرشح انتخابي ممزقة من الاطراف وصورة لاعلان تجاري نصف ممزق وكتابة بخط يد ذكرى شخص مع شخص اخر، وأسفل الجدار قطع وأوراق نقدية.
القسم الثاني يكون قاعة اعراس وأضوية افراح معلقة وزينة ولكنها تبقى مظلمة ويتركز الضوء فقط على قسم المزار . 
أمام الجدار المغطى بالسجاد تجلس امرأة ترتدي شالا أبيضا وملابس بيضاء ، تتجه صوب الجدار وتدعو وتتطلع للارض و تدمدم : 
(لاتكفون عن رمي نفاياتكم من السماء حتى وأنتم تدعون ..تطلبون الرحمة من السماء وأذاكم بهذه الأرض نازل
.. سياتي اليوم الذي تبصقكم فيه دون هوادة بل تتقيأكم هكذا ) تمثّل كمن يتقيأ
تبدأ بتنظيف الأرض من الاوساخ وبقايا الزوار ، تصمت برهة وهي تتطلع للنذور المعقودة على الجدران فتبدأ تفكها الواحد تلو الاخر ويزداد تذمرها وهي تحاول ان تفك احداها المعقودة بقوة:
سأفتح عقدتك مهما كانت قوية ، هكذا.. هكذا ، سافتحها عقدة الوهم والموهومة التي تأتي كل صباح لتعقد أمنياتها عليك لُتنزل طفلها المعلّق بالسماء، موهومة وغبية أخرى .. يال هذه العقدة الملعونة ( تتعب من محاولاتها المتكررة لفك العقدة ) سأفتحك .. هكذا .. اني اصل لعقدتك .. هكذاااا .. ( ترتمي يديها في الهواء من التعب دون ان تقدر على فكّها) 
يال هذه العقدة الملعونة كأننا لم نكتفي من العقد التي ربطت حياتنا ، ماذا تظن صاحبتك انها فاعلة بهذه الخرقة؟ 
؟ لماذا عقدتها بهذه القوة 
هل خشيت ان تسقط من الجدار وهو يشق طريقه للاعلى ليوصلها للسماء ؟ 
:(تخرج النذور من سلة المهملات وتخاطبها )
ماذا فعلت هذه الخرق الخضراء غير سرقة اعمارنا وتبديدها في الانتظار ؟
:( تضرب الجدار وتلصق رأسها عليه وتهمس )
لم تكن الحياة صديقتنا ذات يوم .. لهذا تعلّقنا بأحجارك ..- 
ايها الأصم ذو الاحجار الخرساء 
وحدي
(تالي الليل) 
سمعت قهقهتك الساخرة من الخرق المعلقة عليك والآمال المعقودة على احجارك ..
في تلك الليلة ضحكت كثيراااا وأنت تتذكر ماجال في يومك المكتظّ بالأسرار .. 
تلك الفتاة التي عقدت النذر على جسدك وهمست في قلب احجارك 
(اجعله نصيبي واجمعنا معا ولاتفرقنا حتى الموت )
بعدها بأيام قليلة عادت اليك لتفك نذرها وتستبدله بخرقة أخرى وأمنية أخرى لكن هذه المرة بنشيج يشبه عواء الذئاب الجريحة ..، ذلك البكاء الانساني المستذئب الذي اعرف لوعته تماما ، تلك الآهة الصاعدة من اقاصي الجرح حتى ابعد شهقة في السماء 
وفيها يبدأ شريط نزفك ينزلق أمامك لتصبح المشاهد والشاهد على جرحك او موتك ( اللهم احرق قلبه كما احرق قلبي )على الأرجح 
يومها بقدر مابكت تلك الذئبة الجريحة ضحكت انت ، فقد سمعتك بكامل وجعي الذي استفاق من تابوته في تلك الليلة ، بهاتين الاذنين سمعتك (تمسك اذنيها وتخاطبه )
-بكامل وعيي سمعتك .. لم يكن ذلك خيطا اخر من الجنون ..
ومن يومها تكفلت بجمع أحلامهم المعلقة على جسدك لكي لاتداهمها 
، لكي احفظ قدسية حزنها .. وتلك الدمع الحبيسة .. سخرية احجارك 
أنت لست سوى غادر آخر ..واولئك الموهومون يتصورونك جدارا قادرا على ان يسند وقوعهم 
وحبل نجاة ينتشلهم من بحر احزانهم وخيباتهم
وحدي أنا المركونة هنا في احدى زواياك المنسية اعرف الحقيقة
صوت احجار تسقط على الأرض مع موسيقى غاضبة ) 
( دخان من الأرض 

-الجدار:
لستِ سوى جاحدة أخرى مثلهم 
تطالبوني ان اكون جدارا يسند وقوعكم وتتهمونني بالتحجر والقسوة 
يال فوضاكم المرعبة 
لو تقرأي نذورهم على جلدي لعرفتي سبب تحجري 
( بارتباك وخوف تبتعد عنه )
كنت واثقة مما سمعت في تلك الليلة - 
قهقهتك الساخرة من دموع تلك المرأة لم تكن خيالا موحشا من خيالاتي 
ماذا تنتظرين من جدار قضى عمره مصلوبا كما الأمنيات المعلّقة على أحجاره -
تلك المرأة لم تكن سوى قتيلة تعرج أمام كسيح 
(بخوف تبتعد عنه )
بل ذئبة جريحة أوت اليك في لحظة انكسار وحزن كثيف-
تماما كالبشر . .. ونست ان قلبك من حجر حجرررر 
-بغضكم لبعضكم والشِباك التي تتقنون حياكتها لبعضكم هي التي جعلت قلبي حجرا 
حتى اني اتواطأ كل مساء مع أصابعك المتيبسة وهي تلملم النذور والأحلام ، تكنسيها عن جسدي بملمس يشبه احجاري تماما ..ها أنت ترين بأنني لست وحيدا في هذا العالم المتحجر .. 
(تتطلع الى النذور التي تجمعها في سلتها بارتباك ، تخرج بعضا منها (
-أنا احافظ عليها من تلك الضحكة الساخرة فهي ضحكة بمرتبة رصاصة ..
(يقاطعها)
لكنها لاتشبه الرصاصة التي جائت بك هنا منذ عمر -
حيث ظللت روحك الكسيرة بهذه الأحجار التي تلعنيها الان
(ترتبك وهي تنظر اليه مذهولة كمن يكتشف سرا، تسقط سلّة النذور من يدها وهي ترجع للخلف ) 
اصمتي أيتها الأحجار اللعينة المسكونة بالأرواح الشريرة- 
..أعوذ بالله منك 
( تقرأ آيات وتتمتم بالأدعية وهي تبتعد عنه)
من الذي آوى أوصالك المرتعدة في تلك الليلة التي انقلبت أفراحها نحيبا ؟
تصمت ذاهلة .. ترتجف .. تلهث .. تعود للوراء .. تسقط على الأرض وبقعة ضوء تلاحقها : 
كنت ابحث بين أحجارك عن حظن طيني ضاع مني في زحمة الرصاص والخوف -
وكنت ابكي كل ليلة لأبلل احجارك بدعائي وبكائي لعلك تعود فتتشكل بذلك الوجه الماثل بين أحجاري المتراصّة في هذا الهيكل العظمي من جديد ، السنا من طين وماء؟
طين ومااااااااء؟
تأخذ الدلو الذي كان قربها وتسكب الماء فوق جسدها وهي تردد طين ومااااء .. سنوات وانا ابلل هذه القامة الحجرية لتستعيد طينها الحرّي بلا جدوى
وروحي الحبيسة بين هذه الاحجار لاتقوى على الانفلات من قبضتها ولا على استعادة رائحة طينها ، واثبة كرمح حرب صديء في ساحات الكذب ، جثة من أمل لايدركه اليبأس او الزوال في قلب الجمر ، وفي القلب جمر كثير كثير ايها الجدار ايها الحجر روحي تتكسرفوق اسفلتك وانت تداهمني بكل هذه الأحجااااااااااااار 
يعود صوت ذلك العرس 
تختفي بالتدريج بقعة الضوء عنها لتضاء وسط المسرح 
اضوية ملونة بنفس أجواء العرس مع الأغنية ذاتها التي تستمر لبعض الوقت ،
فتظهر بثوب ابيض جميل
تتحدث مع خلفية الموسيقى الصاخبة تتمايل معها بتناغم وانسجام 
بعدها تتعثر خطواتها فتتوقف عن الرقص)
كانت هذه موسيقى انعتاقي -
، لكن كاتبة هذا النص الذي تشاهدونه الان ما ان عرفت بأن حكايتي مشابهة لفكرتها التي لم تكن جديدة على الاطلاق حذفت النص الحقيقي واستبدلته بنص فارغ اجوف وتافه مثلها تماما ، فقررت اقصائي لأجدني الان حاشية مهملة في الاسفل .. وكنت أنا ،لكن .. كما ترون .. أنا الان حرة التصرف .. حرة البكاء ، لا احد يملي علي ادواري ، منذ ان خلق وهم يضعون لي الادوار تباعاويصادرون صوتي .. انا خرساء اخرى .. مثلكم تماما ، اقول ما تلقنت على قوله فيما يتساقط صوتي في الداخل .. فقد حرمونني نعمة الكلام وعلمونا الكلام الذي لايقول شيئا والصوت الذي لايكون الاصدى لهم جميعا .. ، الان انا اضربهم جميعا عرض ذلك الجدار الاخرس .. انا حرة تماما .. حرة البكاء .. حة الضحك .. امد لساني لهذا العالم الذي لم يكن صاحبي يوما .. ولا احد يحدد لي ادواري ... منذ ان انتهى دوري في هذه الحياة ، دوري الذي كان على وشك ان يبدأ لولا تلك الرصاصة 
منذ أن انتهى دوري في هذه الحياة اصبحت مفلسة والمفلس شجاع فليس لديه مايخسره .. 
يعلوصوت المخرج خلف الكواليس بغضب، تستدرك وتستدير نحو أحد جوانب المسرح فتخاطبه خلف الكواليس)
اكاد اسمع شتائمك وأنت تحاول ان تقنع (اسم ما لمساعد المخرج الافتراضي) بأن يسدل الستار ، شرارة غضب عينيك تطالني حتى وأنا على الخشبة، ضحكت عليّ كثيرا حين اقترحت عليك ان نترك النص الورقي المجمّد في علب السرد والسردين وان نفترش هذه المنصّة بوجع حقيقي غير معلّب ، فما يخرج من القلب يدخل الى القلب ومايخرج من الدمع يذهب الى الجرح وما يخرج من الورق يذهب بخطى ثابتة الى سلة النسيان ، امنح هذا الحضور لحظة صدق ليقفوا الان أمام مرايا وجعهم وجراحهم المستترة خلف هذه الملابس الانيقة التي تخفي الكثير من الخيبة.. .. 
انا امنحهم اللحظة جرعة استشفاء وتطهير لن تتكرر لأعمار قادمة فأنا امنحهم الحق برؤية نزفي الذي يشبه نزفهم تماما لان الجرح واحد والنصل والقناص واحد .. اعترف لهم ان هذا المكان كان مأهولا بالموت والرصاص الذي يستدل الدرب الى قتلاه بذلك الضوء الأحمر الذي يسبق الشهقة الأخيرة واللقطة الأخيرة على مشهد الحياة .. كما الكلمة المقصلة التي تنهي حكاية عمر .. كما الاغنية التي تحطّ بنصالها على فوهة الجرح ..كما عتابنا على الرمال التي ابتعلتنا حلما تلو اخر .. ..
لست مثلك لأخدعهم بجمالية هذا المكان المخصص للعروض المسرحية ، ضميري لايسمح لي بمشاركتك هذه الجريمة ، فالعالم مثقل بالجثث وهو على حافة دمعة ..
نحن نشترك اللحظة بهذا النص الخارج من متون الورق .. نحن نكتب مايجول بجثث قلوبنا ونمنحهم اصواتنا ودموعنا وعتابنا المنكسر .. ..
(صوت جلبة خلف المسرح تبين محاولات المخرج لاسدال الستار ووممكن اظهار صوت شجار او صياح يعزز المشهد الذي يوحي بالارتجالية) 

لاوقت لدي يبدو أنهم سيسدلون الستارة في عمق صدقنا اللحظة ..تداهمنا النهايات دوما ، (تخاطب المخرج) اطمئن سااعود للنص المعلّب ..اتركني للحظات استمتع بخلق نصّي الخاص ورواية جرحي بصوتي لابصوت تلك الكاتبة الهجينة الوجع والملامح ، نحن نفهم بعضنا ولن نحتاج للكثير من الكلمات (تخاطب الجمهور بعدها تلتفت للمخرج خلف الكواليس) لاتقلق انا عائدة لأكمل مشروعك التجاري الذي تخفى خلف المسرح تماما كما اختبأ اللصوص والسماسرة وراء وجوه الوطنيين والابطال الحقيقيين الذين لم تدركهم الشمس فتعفنوا في ذاكرة الوطن التي تشبه تماما ذاكرة الاسماك 
هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
يا الهي 
ليس هنالك اجمل من ان تكون الكاتب لسيناريو حياتك، حيث لا احد يملي عليك موتك او ضحكتك او دمعتك ، تمامااا كما يحدث الان
طائر حر وان كان بأجنحة متكسرة (مثلي) تفرد ذراعيها كأنها تطير حول المسرح 
وحدث اني كنت طائرا على اجنحة الفرح والموسيقى
وكان الوقت بهجة بيضاء تشبه هذا الثوب تماما.. ذلك الدوار المقدّس كان يحملني على راحتيه .. عاشقة خلقت نقاب الانتظار بعودة بطلها الأوحد من موت محتوم ، من عراك مجانين اسموه حربا وبطولة وعلّقوا فوق انيابه الأوسمة والنياشين لتغوي البسطاء ببريقها الزائف الذي لم يكن سوى طعم آخر لفخاخ الفناء 
(تجلس على الأرض كأنها تخاطبه) : اترك الحرب وتعال فالعمر قصير .. دعنا نسرق الحياة من فم الموت ونأخذ قيلولة تحت ظلّها..
فللحرب ربّ واحد هو الموت .. لذا هي تنشر اليتم على حبال الغسيل .. ، دعنا نؤثث الأرض بالكثير من الأطفال لنلوّن هذا العالم الآيل للبكاء بدلا من تعفين الأرض بالمزيد من القتلى ورائحة الدماء .. 
(تنهض)
وجئتني ذلك اليوم مأخوذا ببريق عيون اطفالنا الشاخصة نحونا من اعالي السماء كأيقونات الملائكة .. كدمى من عطر وسكر ..
حتى كدت اسمع ضحكاتهم تتدحرج نحو قلبي بسرعة اللهفة والانتظار 
ولم اكن اعرف اني كنت استدرجك بأكذوبة الحياة من حيلة الموت
.. اغويتك بليل رحيم لايضرب بحوافره أرصفة قلوبنا بالبرد والوحشة
بدفء ابريق شاي في الليالي المقمرة ، بثرثرة مذياع قديم واغاني يعلوها غبار النسيان 
وكنت نجمة تدور في افقك المشتعل بالأمنيات
(تتزوجيني ؟ أريد ان اضمك تحت جناحاي ؟)
وسالت التجاعيد عن روحي واضاءت فوانيس الفرح أعماقي المظلمة كبحر غاضب 
وخلتني نجمة تارة وأغنية شاهقة الفرح تارة اخرى 
وانطلق القلب في غنائه كطائرة ورقية مجنونة الأجنحة 
هكذااااا هكذاااااا هكذااااااااا
(تدور فاتحة ذراعيها كالطائرات الورقية وتظل تدور في اروقة المسرح مع موسيقى تتناسب معها حتى تخفت الإنارة ويظلم المسرح وتستمر الموسيقى حتى يبدأ المشهد الثاني لتتغير معه بالتدريج)

الفصل الثاني

المشهد الأول

(مع استمرار الموسيقى تظهر في الجانب الآخر من المسرح حيث الجدار وتعود بنفس هيئتها وملبسها لتكمل حوارها مع الجدار وكأنه لم ينقطع 

-مايغريك بكل هذه السخرية ياجدار؟ 
-لو كنتِ حجرا لعرفتي 
مالذي فعلوه لك لتدقّ ادعيتهم وتصلب أحلامهم بالمسامير على جلدك المتيبس وتقنعهم بأنك الدرب الأقرب الى السماء ؟

-لو كنتِ جدارا لعرفتي 
-وماذا فعلت لك لتنكأ جرحي كما الأعداء 
لستي جدارا لتعرفي-
..كما الأحجار تعبث بالمصائر ، لست سوى لعنة بهيئة جدار .. 
-لستِ سوى جرح بهيئة امرأة
-أحجارك سبب كل ذلك الوهم.. وهم الحب ووهم الحرب .. يريقون الدم ليظفروا بك وأنت الخائن الذي يمنح اسمه لكل ذراع يطوقه .. حتى رمالك لاتحفظ اسماء عشّاقها .. فقط اولئك الذين يعلقون اسماءهم في نهاية كل حرب ينقشون اسماءهم في ذاكرة احجارك .. فيما يتربص بنا الفناء في كل نشوة عابرة ..
ايها العابر الماكر نحن الذين قصصنا عليك حكاية الذئب الذي انقظّ على غفوة الحلم فينا ليسرقنا في وضح العناق ، لماذا تحقنّا كل يوم بهذا الوهم الجميل ؟

لأنني بار بصلة الرحم التي بيننا -
لأننا اخوة.. لأننا واحد .. لأن البكاء المعلّق على كتفي يتسرّب الى مسام قلبي الذي ظننتموه حجرا .. أنا البار حتى بمن عاقّوني ، وبالذين لاذوا بي واحتموا باحجاري ، 
حتى كبروا وتعلموا القفز من فوقي، وحين كبروا وضعوا لافتات الكذب على فمي ليلقموني الصمت ، بعد أن علمتهم نعمة البوح وأسرار الكلام 
وحدها الكلاب كانت تعرفني وتتذكرني
وتلوذ في العراء لتتبول بعيدا عن احجاري المتراصة بدهشة الاكتشاف وخيبته .. 
أنا منكم وأنتم مني كيف لي ان اخونكم أو أهزأ بنزفكم؟
كل مافي الامر اني أحيانا أضيّع الدرب الى البكاء ..
.. اضحك... فأضحك 
هههههههههههههههههههههههههههه واعني آآآآآآاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااآآآآآآآآآه

! -لستُ محمومة 
! لست مصابة بالجنون لأنفي ما أراه الان 
نحن الذين شيدناك من وهم عالق في رؤوسنا كيف لك ان تعرف كل هذه الأسرار؟ أنت حجر ونحن بشر، ماشيدناك الا لتكون ملاذا يجمع شتاتنا من العراء ولكي لانصطف في طوابير الباحثين عن جدار وسقف يأوينا .. فإذا به يهوي فوق رؤوسنا حلما تلو آخر.. 

-دعكِ انتِ من الأوهام كلانا من دمع وطين
أنا امنحكم نعمة الوهم لتحيوا 
متى ماسحبت بساط الوهم من تحت أقدامكم تساقطتم كسرا من وجع 
كلانا من طين وماء 
ولكي لاتتعفن أرواحنا نحتاج للكثير من الملح بين حلم وآخر 

لذا بكل هذه الخيبة نزهر كلما تبللنا بالحنين فأعود أنا لصلصالي قبل ان تجففه شمسكم الحارقة لا المضيئة.. 
وتعودين انتي لبكاءك الأول ورائحة الفقد الأول فتهوي أحجارك على الأرض فأسندك على كتفي لتقفي من جديد بمواجهة موت آخر وآخر 
أيتها الجاحدة 
بيداي اللتان لاتقويان على العناق ظللت جسدك النازف ..
ولايزال يهوي من سابع سما .. تتنكرين الىن لأبوتي وأمومتي وقرابتي بك ..
وكلانا من طين وغياب .. مساماتي تفهم ماتجهش به مسامات رملكِ .. وكلما فضتي بالدمع .. جائت رمالك لتمتص ملح الوجع بمسامها .. 
كلانا من ماء مالح .. وغياب ..
كمن يستذكر تتطلع اليه بدهشة و تتلمس احجاره بحنان (
تجلس على الأرض وتتلمس احجاره بكفيها كأنها تستذكر شيئا 
هذه الأحجار التي ضمدّت نزف جسدي لم تتمكن من ايقاف نزف قلبي.. -
...اتذكرها جيدا ..
ذلك العرس الذي تحول الى مأتم ..
والقاتل الذي تسلل عبر عدسة صغيرة اطلق من خلالها رصاصته الغادرة وظل يتجول فوقنا بلا وجه ولا جسد ولا ظل .. ..
اتذكرهاااااااااا هذه الأحجار المشؤومة التي توسلتها ان تحقنّي بالنوم المؤبد .. 
بفقدان الذاكرة بالغيبوبوة المشتهاة.. ..
لكنها لم تمنحني سوى المزيد من اليقين..
وحدها دمائي التي غطت الأرض كانت ترسم على الاسفلت وفوق كسر الزجاج وبقايا الورد والبالونات وحدها الدماء كانت ترسم لي حبل الخلاص ..
ذلك الحبل الذي لازلت انتظره هنا في هذه الزوايا المنسية حتى من عزرائييييييييييييييييييييل

ياعزرائيل 
ياعزرائييييييييييييييييييييييييييييييييييل



(موسيقى حزينة و غاضبة اوملحمية واضاءة تخفت بالتدريج ليغرق المكان بالظلام مع استمرار الموسيقى وربما اضاءة في الاعلى تتماشى معها دون ان تضاء ارضية المسرح 

تتغير الموسيقى بالتدريج الى موسيقى رقص شرقي صاخب ويضاء المسرح بأضوية ملونة فتظهر البطلة بملابس ملونة قريبة لملابس الرقص وهي ترقص على المسرح 
تستمر لبرهة) ..
تعلو الموسيقى وتظل ترقص وتدور معها حتى تنقطع فجأة: ..
- لماذا اطفأت الموسيقى يا(اسم المخرج)
لماذا يا( أبو خدود) 
وكاد ان يغمى عليّمن الضحك .. رأيتك تتراقص بكرشك قبل العرض وتدندن ..
اعمل كل شيء عدا ان ترقص فرقصك مؤامرة على الرقص ..
ياراقصات العالم اتحدوااا 
هههههههههههههههههههههههههه
اسكت الموسيقى لكنك لن تسكتني سأفضحك أمام الجمهور كيف كنت ترقص :
هكذا.. (تقلّد حركاته بشكل مضحك) ..
(لك دخيل كرشو انااااااااا) 
وبعدها يدق الوتس اب فتركض اليه هكذا ..
كما تفعل الان ..
هكذاااا
(تقلد ركضته وتمثل كأنها تمسك الموبايل وتتطلع لشاشته وتضحك)

اعرف انك تفعلها الان والا لكنت اسدلت الستار فوق رأسي .. 
خصوصا بعد ان وجدتني ابكي بحرقة حقيقية في البروفة الاخيرة فقلت لي متقمصا (يوسف شاهين):
لاتخرجي عن النص فهو محبوك ولايحتمل الارتجال
ولا أدري لماذا انفجرت اضحك وانا اصيح محبوك ومحبوكي.. 
وحينها احمرت عيناك غيضا ..
وسمعت كل شتائمك التي لم تنطق بها كي لا اترك المسرحية قبل عرضها بليلة !
كنت اذكى منك هذه المرة حين قررت ان اضرب رؤيتك الاخراجية
عرض الحائط .. (المحولة) 
وتلك الكاتبة الساذجة التي تبث أمراضها وقصص حبها الفاشلة على الورق لتلصقها بي ..
ومنك .. ولاعلاقة لي بكما .. وانا بريئة من كل ماكتب في هذا النص ..
دوري فيه ليس سوى قناع لرغباتكم وهزائمكم وعقدكم .. 
وهذا وجهي وهذا صوتي وهذا قلبي الذي لايزال الجرح عليه مختوما .. صلصالا نقيّا .. هذه حقيقتي 
وهذا صوتي وان كان مليئا بالحشرجات.. 
وهذا رقصي الذي يشبه كثيرا رقص تلك الحسناء التي تمايلت في عرسي
هنالك حيث تعانقت الحياة مع الموت في رقصة مستوحدة ..
(تتطلع للاعلى وكأنها تخاطب احدا):
.. انت تسمعني حتما ..
فهنا بعضك او كلك في مكان ما
لاتخف ..
ذهب القناص برصاصته الغبية ..
انزل .. تعال .. هنا حظني الذي استدرجك لحياة كانت اكثر غدرا من الحرب ..
اهبط 
انزل 
(تسمع حركة في الاعلى وسعال)
يا الهي هذا انت يا
!!! (اسم المخرج) 
لن ارفع صوتي اكثر ..
فالصوت العالي لايجلب سوى المصائب .. 
هذا زمن الكاتم .. 
لذا ساناجيك وانت الأقرب من الهمس ، تتلقف الكلام من بين شفتي قبل ان انطقه ، معكعرفت كيف للروح ان تنقسم في جسدين ، ان يتقمص الجسد جسدا اخرا حتى في الموت .. لستُ سوى تمثال شاخص على مشهد الغياب ..لذا لايفطن احد لوجودي ولا غيابي .. انا كلمة شاحبة على جدار عتيق معتق .. مافتيء يردد كما الصلاة : كلانا من طين .. وأردد : كلانا من ملح وغياب .. 
انزل.. اكاد ارى ضوءك امتدلي من اعالي قوس قزح .. الذي كان قوس فرح .. 
انزل الان قليلا وخذ قيلولتك تحت مداد ملحي ودمعي ..
بعدك انا غيمة لاتمطر الا الملح ..
انزل 
انزل
انزل
منذ ان رحلت انا هيكل بلا معنى ، هيكل فارغ من الداخل بملامح تشبه ذلك الجدار ..
.. اهبط فصعودي مرهون بقناص آخر لم يأتي فمخزن الرصاص قد نفد بعد ان وزع الموت بالتساوي .. 
حين تحولت الى ضوء قزحي كنت ممددا فتبخرت دماءك لتتشكل فوقك غيمة قزحية فاتنة الموت .. وهزجوا بأسمك ( عريس وربعة يزفونه ) واعرف ان الحواري لايعجبونك كما انا .. وانهن لن يقدرت على اغوائك وجعلك تنسى طيني الحري .. ياطيني ومائي ..
وتركوني عارية منك لقدري الطيني .. تماما
كذلك الجدار ..
كذلك الجداااااااااااااااااار 


تخفت الانارة (
وتعلو الموسيقى 
بعدها تخفت بالتدريج ويضاء المسرح في 
الجانب الاخر حيث تقف لصق الجدار وتلصق رأسها بأحجاره)

تعلّق النذور التي كانت تجمعها وتعيدها اليه:

وحدي اعرف لعنة ان تكون جدارا غير قادر على الانهيار او الجلوس قليلا تحت فيء ذاكرة ليست عابرة . ..
وحدي اعرف لعنة ن تكون وتدا ثابتا بجذر الارض لاوترا حائرا بين لهفة وجرح
ضمني ياصديقي.. 
.. فأناملكة وحيدة استوت على ذاكرة موحشة وخوف كثير 
.. ورصاص يملأ وجه السماء وقناصين أكثر من النجوم
ضمني بقوة بين حنايا احجارك وعلّقني في مساماتك هلالا بابتسامة عرجاء
وأرّخني في ذاكرة الرمال
حكاية ..
من طين 

اظلام


ملاحظة : لايسمح باشتغال هذا النص دون الاستئذان المسبق من المؤلف .


 rasha20002099@yahoo.com

فتح باب المشاركة في مهرجان الحسيني الصغير الأول لمسرح الطفل مع تحميل استمارة المشاركة

مدونة مجلة الفنون المسرحية



إعلان 
انطلاقا من شعار (بنهج الحسين نبني الأجيال) يسر شعبة رعاية الطفولة التابعة للأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة عن إقامتها لمهرجان الحسيني الصغير الأول لمسرح الطفل والذي تنطلق فعالياته في الخامس عشر من آذار من العام الحالي (15 إلى 18 /3/2015) ولمدة أربعة أيام فعلى الفرق المسرحية الراغبة بالاشتراك من محافظاتنا الحبيبة كافة زيارة الموقع الرسمي لمجلة الحسيني الصغير alhusseini-alsagher.org أو صفحة التواصل الاجتماعي الفيس بوك الخاصة بالمهرجان (مهرجان الحسيني الصغير الأول لمسرح الطفل) ،علما أن آخر موعد لإرسال الاستمارة المشاركة الالكترونية مع النصوص المسرحية(25/1/2015) .
شروط الاشتراك 
1) أن يكون العمل المسرحي المقدم معروضا لأول مرة .
2) أن لا تقل مدة العمل المسرحي عن 25 دقيقة ولا تزيد عن 35 دقيقة .
3) أن يكون موضوع العمل عن القضية الحسينية حصرا .
4) أن يكون العمل المسرحي باللغة العربية الفصحى.
5) أن يكون العمل خاليا من تجسيد للحيوانات .
6) أن تكون الفئة العمرية المستهدفة من 9 - 18 سنة .
7) أن يكون عمر كادر الممثلين في العمل المسرحي لا يتجاوز 15 سنة .
8) أن لا يتجاوز وفد كادر العمل عن 10 أشخاص .
آلية الاشتراك
1) ملء استمارة الاشتراك وإرسالها مع النص المسرحي .
2) تُقدم الفرقة المشاركة العمل المسرحي مصورا على قرص CD خلال شهر واحد بعد فحص النص والموافقة عليه .
الجوائز المخصصة في المهرجان
1) جائزة أفضل عمل متكامل
2) جائزة أفضل نص مسرحي
3) جائزة أفضل ممثل
4) جائزة أفضل ممثلة
5) جائزة أفضل ديكور
6) جائزة أفضل مؤثرات
7) جائزة أفضل أزياء
8) جائزة أفضل إخراج
ملاحظة
1) تسلم اللجنة المنظمة للمهرجان مبلغ قدره (1.000.000) مليون دينار عراقي لكل فرقة مسرحية مشاركة عن كلفة العمل المسرحي على أن تسدد بوصولات رسمية .
2) توفر اللجنة المنظمة للمهرجان السكن والإطعام والنقل للفرق المشاركة خلال أيام المهرجان فقط .
3) توزع اللجنة المشرفة على المهرجان دروع مشاركة وشهادات تقديرية لكل الوفود المشاركة
4) يمكن إشراك ممثل أو ممثلين من الشباب أو الرواد في العمل المسرحي وحسب الضرورة مع مراعاة كادر الوفد المشارك والبالغ 10 أشخاص .
5) يتم اختيار أفضل عشرة أعمال فقط من الأعمال المقدمة للاشتراك في المهرجان .

تحميل استمارة المشاركة في مهرجان الحسيني الصغير الأول

الخميس، 29 يناير 2015

مسرحية «الفزاعة « في دهوك وانتقادات للواقع السياسي والاجتماعي

مدونة مجلة الفنون المسرحية
مسرحية «الفزاعة « في دهوك ودعوة الى العدالة
ضمن فعاليات مسرح النشاط المدرسي في محافظة دهوك تم عرض مسرحية (الفزاعة) التي تضمنت إنتقادات للواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي في اقليم كردستان.
والمسرحية تتعرض لاشكال الظلم والتبعية العمياء التي تنادي به السلطات في كل زمان ومكان، داعية الى ضرورة توفير العدالة الاجتماعية بين ابناء المجتمع بشكل متساوٍ.
المسرحية من تأليف الكاتب الايراني بهرام بيضائي،و إعداد واخرج الفنان المسرحي ديدار مصطفى الذي قال لأذاعة العراق الحر: «قمنا من خلال هذه المسرحية بطرح العديد من الاسئلة المفتوحة وتركنا الخيارات للمشاهدين كي يعبروا عن ارائهم ويشاركونا بالافكار العديدة التي استثرناها في اذهانهم من خلال الفزاعة التي تحولت بين عشية وضحاها الى صنديد يخشاه الجميع».
وبين مصطفى انهم خلال هذه المسرحية لجؤوا الى «استخدام العديد من التقنيات الحديثة في المجال الاخراجي، مضيفاً: «حاولنا طرح الموضوع من زاوية خيالية، فزاعة تتحول فجأة الى شخصية حية يهابها الجميع واستخدمنا تقنية الخلفية السوداء في المسرحية وتجنبنا استخدام الكثير من الديكورات والاكسسوارات لكي لا يتشتت ذهن المشاهد كما استخدمنا تقنيتي الرقص والغناء والموسيقى من اجل التعبير عن بعض المواضيع التي طرحتها المسرحية».
فيما قال الممثل المسرحي خلات اسماعيل الذي مثل دور شخص فقير الحال «اردت ان ابين للمشاهدين ان الشخص الفقير والانسان البسيط دائما هو الضحية في مجتمعاتنا مهما تغيرت الانظمة السياسية التي تسيطر على البلاد لأنه يمتلك قلبا نقيا وصافيا خاليا من الغل والحقد».
من جهته ذكر مدرس قسم المسرح في معهد الفنون الجميلة نيجيرفان ككو «ان الممثلين إستطاعوا التعبير عن مضمون المسرحية بشكل جميل، وادوا ادوارهم باتقان رغم ان هناك مآخذ على مضمون المسرحية التي تدَخل المعد في نهايتها، ما جعلها نهاية مسطحة في حين كان من الافضل لو كانت ذات نهاية مفتوحة».
وقالت الاستاذة الجامعية كوثر محمد «حقيقة لقد اسمتعت بهذا العرض المسرحي، والممثلون استطاعوا تجسيد ادوارهم بشكل جيد وعبروا عن افكارهم باسلوب سلس وبسيط بعيد عن التعقيد».
جدير بالاشارة ان مسرحية (الفزاعة) عرضت لمدة اربعة ايام متواصلة بدعم من مديرية المسرح في دهوك وشهدت حضورا لافتا من قبل الجماهير التي كانت تملأ القاعة في كل عرض.‌
وكانت قاعات مديرية النشاط المدرسي في المديرية العامة لتربية محافظة دهوك قد احتضنت عام 2013 عروض مهرجان الفنون المسرحية لمديريات التربية في اقليم كردستان.وشارك في المهرجان الذي استمر على مدار يومين متتاليين ثماني فرق مسرحية من عموم اقليم كردستان.
وكان الهدف من وراء تنظيم هذا المهرجان هو التقريب بين الفرق الفنية المسرحية التي تعمل في اقليم كردستان كي تتبادل الخبرات والمعلومات مع بعضها في مثل هذه المناسبات الفنية.
وتعود جذور الحركة المسرحية في محافظة دهوك الى بديات السبعينيات من القرن الماضي وقد مرت بمراحل عديدة حيث انها كانت في بدايتها مقتصرة على المسرحيات المدرسية ثم تطورت الى انشاء فرق فنية وخاصة في بداية الثمانينيات عندما اسس بعض الشباب فرقا مسرحية وقدموا عروضا عن طريق مديرية الثقافة والفنون آنذاك وبعد انتفاضة 1991 ظهرت الكثير من الفرق الفنية التي كانت غالبيتها مرتبطة بالاحزاب السياسية من ناحية التمويل المالي وقدمت عروضا مسرحية كثيرة ومتنوعة جسدت الواقع الذي مر به اقليم كردستان في التسعينيات من القرن المنصرم حيث برز فيها ملامح اكاديمية اظهرت الدور الذي قام به معهد الفنون الجميلة الذي تأس في العام 1992 في رفده لهذه الفرق المسرحية بالعناصر الأكاديمية.
يقول المخرج المسرحي بشار محمد ان «مضامين الاعمال المسرحية قد تغيرت عما كانت عليه في السابق فقد كانت قبل الأنتفاضة تميل الى الرمزية لكنها توجهت بعد الانتفاضة الى تجسيد اجواء الحرية منتقدة بعض الظواهر الأجتماعية والسياسية التي ظهرت في اقليم كوردستان»
فيما اشاد الفنان يوسف ايشا بالدور الذي لعبه معهد الفنون الجميلة مضيفا « اننا تقدمنا كثيرا في مجال العمل المسرحي ولكننا مازلنا بحاجة الى العنصر النسوي الذي نراه غائبا في عدد من مسرحياتنا حيث انه ماتزال هنالك بعض العادات العشائرية التي تمنع المرأة الظهور على خشبة المسرح»
الفنان المسرحي رفعت رجب وهو ينتمي الى جيل السبعينيات بين ان « الحركة المسرحية مستمرة لكنها بطيئة وهنالك مضامين متنوعة تقدمها الفرق المسرحية ولكننا مازلنا نعاني من عدم وجود فرق فنية مختصة بالمسرح فقط»
يذكر ان جامعة دهوك وبهدف تطوير الحركة المسرحية في المحافظة قامت بفتح قسم خاص بالفنون المسرحية في كلية الآداب بداية عام 2009.


دهوك - الصباح الجديد

عرض مسرحي يسجل سبقاً إبداعياً آخر في مواجهة الدواعش..نساء إحسان عثمان يرسمن ملحمة الحاضر!!

مدونة مجلة الفنون المسرحية
عرض مسرحي يسجل سبقاً إبداعياً آخر في مواجهة الدواعش..نساء إحسان عثمان يرسمن ملحمة الحاضر!!
 يوم  12- 13- /1 /2015 عرضت في مدينة دهوك مسرحية "النساء المنتظرات" وهي من تأليف وإخراج الفنان إحسان عثمان . وسوف تعرض في بداية شهرشباط القادم في مدينتي أربيل والسلمانية ومن ثم تنتقل في الشهر الثالث إلى مدن ديار بكر وماردين وإستنبول .ثم تسافر إلى ألمانيا كي تعرض في مهرجان "ماي فست" العالمي وذلك يوم 30|5|2015 وتمثل العراق وإقليمه كردستان مثلما صرح لنا الفنان إحسان عثمان وأكد أيضا أن المسرحية من إنتاج وزارة الثقافة-المديرية العامة للثقافة والفنون/ اربیل ومديرية المسرح في اربیل بالتعاون مع مديرية المسرح في دهوك.
ومسرحیة (النساء المنتظرات) فكرتها مأخوذة من مسرحیة (نساء طروادة) ليوربيدس وهي تروي قصص مجموعة من نساء معتقلات في معسكر يبدو كأنه في صحراء قاتلة وهذا المعسكر أقيم من قبل متطرفین أمثال داعش او أية منظمة ارهابیة تمارس فيه أبشع ممارسات القتل والتعذيب والاغتصاب تجاه النسوة واللواتي يتحدثن عن عذاباتهن وهن شهدن كيف تسرق وتحرق البيوت ويقتل الرجال والزرع وتؤخذ النساء كسبایا لهم تحت راية الله أكبروالتكبير ...
وفي حكاية المسرحية تظهر مجموعة من النساء مكونة من ١٧ امرأة مختلفات في الأعمار والدين وهن في حالة یأس وإحباط ينتظرن قدرهن المأساوي من قبل الدواعش وهن یعرفن بأن ما هو أسوأ قادم لهن ومع ذلك يحاول بعضهن التماسك وعدم الانهيار والقبول بما هن عليه :
سينم: اعتقد انهم ان لم یقتلونا جمیعا، فهم سيقتلونني بالتحديد!
غزال: لماذا سيقتلونك؟
سينم: لأنني ايزيدية و قبل ان يأخذوني من بين النساء الأخريات والإتيان بي إليكن، في الطريق كانوا يقولون لي أن مصيري هو الموت!
غزال: لماذا؟ هل هناك نساء أخريات غيرنا هنا؟
سينم: نعم و بالآلاف، فقط في المكان الذي كنت فيه، كانت هناك نحو 400 امرأة و فتاة، كن كلهن ايزيديات، لكن آخ فان طول لساني جعلهم يفصلونني عنهن. لكنني لا اشك بان القتل سيكون مصير جميعهن.
المرأة العمياء: (الى سينم) كفى، لا تكونن متشائمات، و لا تجمعن الأفكار السوداوية هنا.
الخادمة: من يدري بانهم لن يأخذوننا من هنا و يبيعوننا في اسواق النخاسة بارخص الاثمان؟
كولبهار: اصمتن و كفى ارتعاشا كالارانب......
ولكن الشخصیة الرئيسية في العرض وهي الأم (دهولهت) التي تقود المجموعة تتدخل بین حین و اخر لتكسر أجواء اليأس والقنوط وتعطي النسوة بعض أمل يرفع من معنويات المسبيّات على أيدي هؤلاء الظلاميين ، وهذا الأمل يتعثر مع دخول أحد قادة الدواعش وهو(أبو قتاده) حيث يذكر النسوة بمصیرهن الاسود الذی ينتظرهن وهو توزيعهن على رجاله ومن ثم عرضهن في أسواق البيع والمحظوظة تبقى جارية للمقاتل حيث يمارس معها نكاحه الجهادي ومن منهن ترفض تتعرض للقتل والذبح .
وتتواصل الأم (دهولهت) كمركز لتخفيف وطأة ووحشية حالات الخوف التي تموج في أرواح النسوة السبايا من دون إعطائهن أفيون التمنيات الفارغة ، هي بالعكس من ذلك تذكر الوقائع الآنية والمتوقعة إيماناً منها بأن مواجهة ما هو أسوأ يجعلهن صابرات وقادرات على تجاوز المحنة :
دولت: انا اعرف شيئا واحدا و هو انهم سيفعلون بنا الأسوأ. سيتخذون منا جواري و خادمات، لكن خادمات لمن؟ و اين؟ تحت خيمة سوداء في الصحراء؟ ام في قرية مهجورة؟ ام في بلد غريب......
في هذا المفصل تتصاعد وتيرة الإيقاع الدرامي حيث ترجع الأم (دهولهت) مرّة أخرى لبث القوة في أرواح النسوة المسبيّات وذلك بمواجهتها المباشرة وتحديها الشجاع تجاه القتلة الذين لا يتوانون في قتل حفيدها من زوجة ابنها ازاد (كولبهار) وتحاول بكل جهدها لجعل النساء يصمدن ويتحدين إرادة الشر، وقد وظّف المخرج عثمان قصائد لشعراء كرد وأغاني من الموروث الشعبي مع ضرب على الدفوف في تصعيد لحالات التحدي وهنا تخاطب(دهولهت) بصلابة رائعة أحد القتلة الدواعش: 
دولت: ضعه على الارض! الارض التي طالما احببناها في وطننا، الى الحد الذي أرقنا دمنا فداءً لها، ضعه علی هذه الارض حتی اذا لم تكن أرضه، هذه الارض ستصبح الآن له قصرا كبيرا، ستتحول الى منزل ابدي، رغم انه سيكون مظلما، لكنه سيمنحه الاحساس بانه في منزله، ضعه على الأرض و لا تخف، لن نبك و لن نقيم له عزاء......
لا يمنع أبداً تواصل المعاناة والموت والتهديدات اتساع طاقات التحمل والصبر والتحدي عند النسوة المسبيّات ، فنشاهد أم الشهيد الصغير (كولبهار) تنهض كشجرة جوز لا تهاب الرياح السوداء ، تنهض كامرأة ترفض الندب واللطم والصمت أمام هول فجيعتها بقتل طفلها ، متيقنة أن دماءه لن تذهب في مهب رياح القتلة السوداء وصارخة في وجوههم: 
كولبهار: (تصرخ، تقترب من طفلها، و تحمله في حضنها) انتم ايها الانفالجيون تختنقون في جرائمكم، لا انتصار لكم، لكي تفتخروا به! انتم قتلتم "ازاد " و جميع رجالنا قتلوا، انتم دمرتم جميع المناطق، حرقتم شجرها و نهبتم حيواناتها.. طفل، نعم طفل واحد، كان قد بدأ للتو في الضحك، كنتم تخافونه، و تجتمعون في أمره! كنتم تخشون ان يكبر و يعيد إعمار هذه المنطقة؟ لتعلموا و تتأكدوا بان هذا التفكير بداية لنهايتكم، ستأكلون لحم بعضكم بحرب فيما بينكم، ستقعون في أيدي ظالم يفعل بكم ما تفعلونه بنا. هنا (تبدأ بحفر الأرض) سأحفر قبر طفلي و سیكبر وسیكبر مثل جبل كبير.
وفي هذه اللحظة الدرامية القاسية والمفجعة تظهر شخصیة بنت الأم (دهولهت) الصغيرة واسمها (هیڤي) أي الأمل لتقول بأن أحد مسؤولي الدواعش قد اختارها زوجة له ، ومع هذا الاختيار الوحشي لها لا تظهر هيفي بأنها خائفة ، بل بالعكس من ذلك تطمئن أمها وأمام جمیع المختطفات اللواتي يعتبرن قبولها للزواج من أحد القتلة عاراً عليها لكنها تؤكد بان یوم عرسها سیكون اخر یوم في حیاة هذا المتوحش الزوج الداعشي و سوف تقتله بیدها و تأخذ ثأر أبیها و جمیع الشهداء....
هيفي: لماذا اصمت و لماذا سأجلب العار لكن؟ آخ، أنتن لا تفهمن، لكن من الأفضل ان أقول أنكن على حق، يجب ان ألوذ بالصمت. (تصمت لبرهة) نعم نحن خسرنا المعركة و الانفالجيون انتصروا، يعني ماذا؟ ها؟ لنكن نحن الذين سقطوا و المنهوبين، لكن المستقبل حتما سيكون لنا، لان سقوط الانسان ليس هزيمة! انما الهزيمة هي ان نبقى حيث سقطنا! و نحن لن نبقى هنا، في موقع السقوط!..
ومع بكاء ورفض النسوة يتم العرس الأسود ، حيث يأتي أمير داعشي على حصان من حديد وسخ وصدئ يدفعه أربعة من مقاتلي الدواعش ، يركبون عليه (هيفي) وهي بملابس بيضاء فيما العريس يغرق بملابسه السوداء.
وقبيل نهاية العرض يظهر الحصان الحديدي ملطخا بالدماء ومن مكان أخر من المسرح ونشاهد (هيفي) وبيدها ساطور ضخم ونسمع هلاهل النساء المسبيّات.
في هذه اللحظة الدرامية يغيّر المخرج إحسان عثمان عنوان مسرحيته (النساء المنتظرات) وليكون العنوان (النساء المقاومات) ، فيدفع شخصية (هيفي ) إلى ترك غفوة الانتظار إلى حيث المواجهة الدموية مع القتلة ، تقرر النسوة المسبيّات وخاصة (دهولهت) التي تتجسد في أبعاد شخصيتها روح التمرد والتحدي المأخوذة من نيران جدها (كاوه) الحداد الذي قطع رأس الطاغية (أزدهاك) بساطور هو نفسه الساطور الذي استخدمته (هيفي) وهي تساهم في إزاحة غربان الدواعش.. 
ما يميّز هذا النص-العرض هو رؤيته الجمالية حيث تأسيس مشاهد بصرية ممتعة وعميقة في دلالاتها دون السقوط في البذخ البصري والاستعراضي ، وأيضاً جرأته في طرح مفاهيم تفضح اليقينيّات المتديّنة المتخلفة ، وهذه الجرأة الفكرية أعطت دوراً كبيراً لإظهار عقل الإنسان كونه يفكر ويتساءل ولا يقبل المقولات الغبية من أمثال (القناعة كنز لا يفنى) أو (الذي مكتوب على الجبين تشهده العين) أو لا يرضى الاستكانة والرضوخ للأقدار الغيبية والوعود غير المرئية لذلك يتجلى مواقف النسوة المسبيّات وخاصة (كولبهار) بعد اغتيال طفلها ، إذ ترفع رأسها إلى السماء وتقول:
كولبهار: يا رب لن افعل شيئا بعد هذا للفوز بجنتك، ما دمت أرى نفسي و من حولي هنا داخل أسوأ جهنم..
وفي سياق طروحات العرض الفكرية الجسور التي تتوالد وتتوضح وتتوسع مع تصاعد المواجهة بين القبح المتمثل بحضور داعش والجمال النابض في أرواح المسبيّات تذهب الأم (دهولهت) صوب طرح التساؤلات الجارحة والجريحة ، تساؤلات يراد منها شحن وعي الإنسان بالأضواء ، بطاقات روحية من أجل إزاحة الظلام والظلاميين الذين مهما اختلفت قومياتهم أو ألوان عماماتهم ، إن كانوا يتربعون على منابر الخطب في المساجد او الحسينيّات أو البرلمان إلا أنهم وبحكم (عقليتهم) المسكونة فيها الجن واليقين المتهرئ لا يتحملون مثل هذه التساؤلات وبل يحاولون تكفير من يطلقها مثلما أطلقتها هنا الأم: 
دولت: يا أيها الذي لم يره احد.. يا ايها الذي نسميه نحن بـالله، رب العالمين، من أنت و ماذا أنت، هل أنت كل شيء و رب الجميع؟ لم نرك ولكن آمنا بك، لم نعرف اللغة و حفظنا القرآن، لم نكن نعرف لماذا علينا أن نصلي و كنا نصلي الخمسة كل يوم، لم نكن نعرف ماذا ستكون منفعة الجوع و العطش و كنا نصوم 30 يوما، و زار بيتك من استطاع اليه سبيلا و اعتمرنا، ماذا كان ان نفعل بعد، لكي لا يجري ما جرى بنا؟ اي دين، اي عرف و قانون في هذه الدنيا يسمح بإبادة الناس العُزَل و يسمح بخطف الرُضَع من حضن امهاتم و من ثم قتلهم ام بدفن الناس و هم أحياء؟ أية سورة تلك التي باسمك يؤنفلوننا؟ لم يحرقوا أموالنا و أملاكنا فقط بل حرقوا مساجدك و دمروها و هدموها! يا الله، كيف تستطيع ان تكون صبورا الى هذه الدرجة، فانا كعبدة صغيرة، كأم و كجدة لهؤلاء الأطفال لا أقدر ان ألوذ بالصمت! فكيف انت قادر على ذلك؟ كيف تقدر ان لا تتدخل و كل هذه الخليقة من عبيدك، أمام ناظريك و باسم سورك، يقومون بهذه الجرائم، قم و قل كن فيكون و اجعلهم كقوم لوط!! لا لا، اجعلهم كقوم نوح و أقم الطوفان، ربما بهذا الطوفان يغتسل وطني و كل العالم. يا الله ليس لنا وليَ غيرك!! لا تقبل بهذا الباطل و لا تصبر على فعل هؤلاء الكفرة...........
وهكذا تتوالى مشاهد الموت والبطولة والتحدي والوحشية في حياة نسوة تحولت سيرتهن ملاحم لا تقل درامية حكايتهن عن سيرة نساء طروادة والتي سجلها يوربيدس قبل ميلاد المسيح بقرون طويلة، فإذا كانت نساء يوربيدس (هيلين ، ميديا ، كاسندرا ) وغيرهن من الطرواديات اختلف الدارسون في تفسيراتهم حول بنيتها وأبعادها النفسية والإنسانية والاجتماعية إلا أن النقاد والمشاهدين سوف لن يختلفوا في توصيف يوميات نساء إحسان عثمان بملاحم الحاضر التي تأسست على أحدات مأساوية مجرياتها ، طقوسها ، إفرازاتها أكثر وحشية ورعباً من كوابيس النوم!! 
بالإضافة إلى شخصية (ابو قتادة ) وهي الشخصية الرجالية الوحيدة في عرض مسرحية " النساء المنتظرات" إلا أن شخصياتها الــ(17) أدتهن ممثلات جاء اختيارهن من جميع مناطق كردستان ، من (باشور) جنوبها ومن (باكور) شمالها ، ومن (روزههلات) شرقها ومن (روزئاڤا) غربها ويمكن القول أن المخرج إحسان عثمان ولأول مرة حاول رسم خارطة كردستان عبرهذا العرض المثير والمؤثر والذي يعتبر سبقاً إبداعياً ومعرفياً في تناول قضية الغزوة الجهادية الداعشية الظلامية للعراق وكردستانه. 
والفنان إحسان عثمان حاصل على الدبلوم في المسرح عام 1989 ودخل عالم التمثيل المسرحي وشارك في العديد من الأعمال، وفي عام 1987 بدأ عمله كمخرج حيث أخرج العديد من المسرحيات، ومنذ عام 1991 وهو يعيش في ألمانيا وعمل كأول فنان كردي في مجال الأوبرا كممثل في أوبرا "فيزبادن" وعمل كمخرج مساعد في أوبرا "الناي الساحرة " لموزارت وشارك في عامي 1988و1989 في مهرجان المنتدى المسرحي ببغداد وفي دورته عام 2013 فاز عرضه "بيت برناردا البا" على جائزة أحسن عمل متكامل . والفنان إحسان عثمان يعمل بجهد معرفي ويحاول خلق الجديد في لغة العرض الجمالية ، في السينوغرافيا ، أداء الممثلين الصوتي والجسماني ، الموسيقى ، المؤثرات ، الإنارة ، وبمعنى يجعل فضاء الخشبة مشحونا بالبصريات المتألقة والعميقة والبسيطة ، لا ينجرف صوب المبالغة ولا يقبل التكرار وهذا ما يتجلى في عرضه (بيت برناردا البا) والذي قدم في مهرجان أربيل الدولي للمسرح عام 2012 وفي عروض سابقة مثل عرض(انتظار المطر) الذي جاء كمشروع تعاون في إنجازه فنانون من العراق والمانيا.


فاروق صبري 
المدى

الهيئة العربية للمسرح / اعلان هام للمهرجانات المسرحية

مدونة مجلة الفنون المسرحية

قاعدة بيانات المهرجانات المسرحية في الوطن العربي

ضمن سعيها الدؤوب لخدمة المسرح العربي,تتمنى الهيئة العربية للمسرح على المسرحيين العرب القائمين على تنظيم مهرجانات مسرحية,تزويدها بالمعلومات التالية :

    صورة بدون التقاط

الهيئة العربية للمسرح / اعلان هام للمهرجانات المسرحية

مدونة مجلة الفنون المسرحية
الهيئة العربية للمسرح / اعلان هام  للمهرجانات المسرحية 

الأربعاء، 28 يناير 2015

مناقشة الأعمال الكاملة لـ"مسرح محمد سلماوي" بمعرض الكتاب.. الأحد

مدونة مجلة الفنون المسرحية
ندوة لـ"مسرح محمد سلماوي" بمعرض الكتاب.. الأحد

يعقد معرض القاهرة الدولي للكتاب ندوة خاصة في قاعة ضيف الشرف لمناقشة الأعمال المسرحية الكاملة للكاتب الكبير "محمد سلماوي" في الساعة الواحدة بعد ظهر يوم الأحد المقبل.
ويدير الندوة الدكتور "محمد عزيزة" من تونس, ويشارك فيها المؤلف مع الناقدة المسرحية الدكتورة "نهاد صليحة" والباحثة السورية "عبلة التميمى" الحاصلة على الدكتوراه فى مسرح سلماوي من جامعة ليدز البريطانية.
كانت الهيئة المصرية العامة للكتاب أصدرت مجلدين بعنوان "مسرح محمد سلماوي"، يضم أولهما نصوصه المسرحية، وهى "فوت علينا بكرة، إللي بعده، القاتل خارج السجن، اتنين تحت الأرض، سالومي، رقصة سالومي الأخيرة، الجنزير"، ويضم المجلد الثاني أهم الكتابات النقدية التي تناولت هذه النصوص للدكتور لويس عوض والدكتور جابر عصفور وألفريد فرج وأحمد عبد المعطي حجازي وسامي خشبة والدكتور عبد العزيز حمودة ورجاء النقاش وغيرهم.






مسرحية " طقوس البيض "وإيصال العلامات البصريه والسمعية والحركية يشكل متناسق / محسن النصار

مدونة مجلة الفنون المسرحية


 عرضت  المسرحية الإماراتية (طقوس الأبيض) تأليف محمود أبو العباس وإخراج محمد العامري في مهرجان المسرح العربي  السابع 2015 في المغرب  وقد بدأ العرض المسرحي بلوحة بصرية صيغت بشكل حدثوي ذات تشكيل حركي يعتمد الدال والمدلول ثم ندخل في جو طقسي اعتمد الطقس والخرافة مدلولا رمزيا له  , فنجد أن الموروث الطقسي  بأشكاله ومفرداته كان له أهمية في العرض المسرحي بإعتباره  الأطار التشكيلي واللوني الذي يتجاوب مع أحداث المسرحية ويسهم بدور فعال في إبراز مضمونها  حيث تأخذ الموروث الطقسي  كوسيلة لتأكيد التكوين العقلني والروحاني للشخصيات   فالطقسية في انتمائها  للموروث الشعائري  ومن  هذا اإلأطار يحقق  العرض المسرحي دوره الوظيفي السباق في الإيحاء لمستوى الشخصية طقسيا و إجتماعياً وفكرياً من خلال اَضفاء   سمة التصميم المنظري المجاور للشخصية الطقسية  ومساندتها
يالأيحاءات   المنظورة، ليضفي ذلك الشكل الطقسي  على مشاعر الشخصيات  ومسارها الخلقي والسلوكي لمستوى يتطابق وأفكار المتلقي المستفزة في الذاكرة الجمعية لجماليات الشعائر الطقسية  وبحيث  خلقت في نفسية المتلقي   إلأستمتاع الجمالي .
ونجد الشخصيات في العرض المسرحي  كانت تمر بحالات متعددة , ان تكون شريرة  , وأن تكون فاضلة , وأن تكون متنافرة , بعيدا عن التوافق , وأن تكون متشابهة , وقد تكون ثابتة .
والمسرحية كانت مبنية على أسس تقليدية حيث كانت هناك بداية ووسط ونهاية وهنا أدخلنا العرض المسرحي في جو طقسي كأنه أعاد ألينا ولادة المسرح من جديد كون المسرح ولد طقسيا فكانت الفكرة الفلسفية للمسرحية تؤكد على تطهير النفس البشرية عبر اثارة الخوف والشفقة في نفوس المتلقين في محاولة تطهيرهم من  كل التقلبات الشريرة المكبوتة في دواخلهم , فالعرض المسرحي  أضاف  وسمح لسلسلة من الأحداث التي تتوالى وفقا للاحتمال والضرورة وأن تنتقل بالشخصيات  من النعيم  إلى الشقاوة ، أو من الخير  إلى القساوة  والبعكس   من خلال الموروث الشعائري الطقسي  الذي استوحاه المؤلف  من  الشفوي من التراث الروحي الطقسي   والذي  يطلق تحديداً على الطقوس والشعائر الدينية  الذي ينتقل شفوياً ، وقد يطلق على الشفوي من الثقافة عموماً .ولكن  طقسية  أي عمل مسرحي  تحدد من خلال تعبيره عن ذاتية الشعوب ، فوظف المؤلف والمخرج  الشعائر والطقوس  في العرض المسرحي   مرئياً و مسموعاً و بنيوياً نصياً . و كان التوظيف المرئي والمسموع مرتبطاً بالحرفة المسرحية ، أي بالإخراج ، فإن التوظيف البنيوي النصي مرتبط بالتأليف ،
وهنا نجد بأن الطقوس كانت ذات رمز وعلامة .ودلالة لعلاج الشخصيات  لاشعوريا من كل الأنفعالات  المكبوتة والتي ملئت كرها وظلاما وتعسفا ومحاولة تحريرها من الشر الى معرفة الخير .

وكان الممثل حاضرا بقوة في العرض المسرحي وكان الممثل حاضرا  وقام بإيصال العلامات البصريه يشكل متناسق مع العلامات  السمعيه والعلامات الحركيه   وقد كانت شخصية  الحفار مؤثرة جدا في العرض المسرحي فقد كان تركيب الشخصية يعتمد دائما على الألتجاء الى الذاكرة الأنفعالية من  خلال وضعها على شكل من مؤثراث عاطفيه وحدانيه ليخلق حالة من الطقسيه المسرحيه بحيث كان قادرا علئ التأثير  من خلال ايحاد الحدث وخلق الهدف الذي يبني علية العرض المسرحي  واما اداء الممثلات كان اداءا انفعاليا لتحقيق الحاله النفسيه للجو الطقسي في العرض  المسرحي عن طريق الوعي بالتجرية وتقديمها برابط سايكلوجي  في علاقه استدلاليه ذات تلقائية  كانها ذات ايقاع  موسيقي ممتلئ حسا جماليا في الأداء ,  وكان المخرج متوفقا في بناء رؤيته المسرحية التي قام بتركيبها على عدة عناصر في العرض المسرحي والولوج من خلالها الى التأمل العقلي  والغوص والغور في رموز ودلالات وعلامات  الى اعماق النفس الأنسانية وفضحها باضهار الجانب المظلم فيها .

واما اداء المجاميع وخاصة الجوقة فقد كانت متجانسة بشكل كبير مع التقنيات البصرية والصوتية في العرض المسرحي لتعطي صورا ذات مضامين أنسانية تعتمد الأجواء الطقسية مفتاحا لها في ايجاد التأثير في المتلقي .

            
تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption