دراسة في "القيم التربوية السائدة في نصوص مسرح الدمى "
مجلة الفنون المسرحية
القيم التربوية السائدة في نصوص مسرح الدمى
ملخص البحث
حاولت الكثير من المؤسسات التربوية الاهتمام بالطفل بوسائل عديدة مستندة إلى دراسات علمية سايكلوجية ,هدفها تقويم الطفل وسلوكه وبناء شخصيته, ليكون فردا فاعلا في تقدم المجتمع ,من حيث ان مسرح الدمى هو جزء لا يتجزأ من مسرح الأطفال ,فهو مؤسسة تربوية ذات مساس مباشر بالطفل ,لذلك فهو يسهم بطريقة فاعلة في بناء شخصيته من خلال توجيه وبث القيم التربوية من أفكار وروابط اجتماعية وثقافية وأخلاقية ,إلى جانب الترويح والتسلية اذ يقدم السلوك السليم للطفل إزاء الكثير من التجارب التي يمر بها في بداية حياته , ساهم مسرح الدمى في تكوين مجموعة من البنى التربوية التي لها الأثر الايجابي في بناء الطفل من كافة النواحي ,وهنا تحددت مشكلة البحث الحالي ,والتي برزت من خلال التساؤل التالي : ما هي قدرات مسرح الدمى في طرح القيم التربوية للطفل التي تساهم في بنائه الفكري والتعليمي , يهدف المبحث الحالي الى التعريف على اهم القيم التربوية السائدة في نصوص مسرح الدمى . ودرست الباحثة في اطار بحثها النظري عدة مباحث الاول منها درس تطور مسرح الدمى ,نشأته , وخصائصه , وتقنياته والمبحث الثاني درس مسرح الدمى في البلدان المختلفة , اما البحث الثالث فقد درس الاهمية التربوية والتعليمية في مسرح الدمى, شمل مجتمع البحث نصوص مسرح دمى مختلفة نشأ والبالغ عددها (15 ) نصاً، بلغ عدد النصوص التي اخضعت للتحليل ثلاثة نصوص مسرحية عرائسية ، باستخدام الباحثة منهج تحليل المحتوى منهجية لبحثها وقد قامت ببناء اداة خاصة ببحثها في ضوء اطلاعها على المراجع والادبيات المتعلقة بالقيم وتم عرضها على مجموعة من السادة الخبراء . ومن خلال تحليل نص مسرحي كعينة استطلاعية ، ولغرض الوصول إلى تحقيق منهجي لبحثها فقد وضعت الباحثة قواعد وخطوات خاصة لتسهيل وتنظيم عملية التحليل ورفع درجة الثبات بين محللين، اعتمدت الباحثة الفكرة وحدة التحليل وتسميتها وتصنيفها ومن ثم الخروج وبتكرارات كوحدة للتعداد ولتحقيق الموضوعية ، وقد تم استخراج الثبات للاداة عن طريق قيام الباحثة بتدريب محللين خارجيين حول استخدام اداة تحليلية وتم الخروج بنتائج متقاربة مع النتائج التي خرجت بها الباحثة بعدة نتائج تمت مناقشتها في الفصل الرابع ومجموعة استنتاجات وبعض المقترحات والتوصيات.
الفصل الأول
مشكلـة البحـث
يعد الطفل اللبنة الأساسية لبناء الأسرة وبناء المجتمع ,لذا تسعى المجتمعات إلى الاهتمام بالأسرة والطفل ,وذلك للحفاظ على بنيتها وتماسكها ,فبناء المجتمع السليم من خلال بناء الطفل السليم عقليا ونفسيا وجسديا,إذ لا ترقى المجتمعات و تتقدم الأمم إلا من خلال بناء الأسرة والطفل . من خلال تقديمها له كل ما من شأنه أن يُسهم في بنائه بناءً متكاملاً صحياً ، و ينقل له ثقافته وما يحمله من مفاهيم و قيم و سلوك يرضاه . لقد أثبتت الدراسات التي قام بها الكثير من الباحثين في مجال بناء الطفل تربويا و فكريا ، إن مخاطبة حواس الطفل و عقله يساهم كثيرا في عملية غرس القيم و المفاهيم بشكل أسرع مما لو تم ذلك عن طريق الوعظ و الإرشاد و المناهج الدراسية الجامدة , إن المسرح عموما ومسرح الطفل بشكل خاص يمتلك الخاصية الفريدة . وهي مخاطبة العقل و الوجدان ، من خلال ما يقدمه للمتلقي ومن خلال تفاعل المتلقي مع ما يبثه المسرح من أفكار ومفاهيم و قيم ، عن طريق الصورة الجميلة المعبرة التي يشاهدها أمامه . ويعد مسرح الدمى من أهم المسارح التي تساهم في عملية الغرس تلك . خاصة بالنسبة إلى الأطفال الذين هم في أعمار لا تساعدهم على فهم الحوارات و الحركات التي تجسد الحدث فمن خلال ما يقدمه مسرح الدمى على لسان الدمى للأطفال فإنه يقدم لهم خبرات سارة ومفرحة . وفي الوقت ذاته فإنهم يتمتعون و يتعلمون . ومن خلال هذا المنطق وجدت الباحثة إن هناك مبررا منطقيا لتناول موضوع بحثها . هذا من خلال طرحها للتساؤل الآتي : هل استطاع مسرح الدمى أن ينقل للأطفال قيما تربوية تساهم في بنائهم الفكري و التعليمي ؟ .
أهمية البحث و الحاجة إليه
1. يسلط الضوء على مسرح الدمى باعتباره من الفنون المسرحية التخصصية ذات الأهمية البالغة في تعليم الطفل و ترفيهه .
2. يعد أول دراسة حسب علم الباحثة تتناول مسرح الدمى إذا لم يسبقها إلى ذلك أية دراسة أخرى .
3. يفيد الدارسين و المهتمين في مجال مسرح الطفل و المجالات التربوية و التعليمية الأُخر .
4. يكشف لنا إن لمسرح الدمى هدفا تربويا تعليميا .
5. يعد البحث هذا امتدادا لدراسات مسرح الطفل .
هدف البحث
يهدف البحث الحالي إلى تعرف اهم القيم التربوية السائدة في نصوص مسرح الدمى .
حدود البحث
الحدود الزمانيــة : ( 1935 ـ 2004 ) .
الحدود المكانيــة : نصوص تشيكية و مصرية و سورية و عراقية .
الحدود الموضوعية: دراسة أهم القيم التربوية السائدة في نصوص خيال الظل و نصوص الدمى القفازية ونصوص عرائس الماريونيت .
تحديد المصطلحات
القيم : لغــويا
" قيم الشيء :قدر قيمته " (1)
"القيم :جميع قيم النوع من قام قيمة الانسان ,قامته ..دين القيمة أي دين الامة القيمة " (2)
اصطلاحـــاً
عرف "هوتزلد "القيم على انها " تقديرات لمعاني واهمية الاشياء والاعمال والعلاقات اللازمة لاشباع حاجات الفرد الفسيولوجية والاجتماعية "(3) .
كما عرفها " ثورندايك " على انها " تفضيلات وان القيم الايجابية والسلبية تكمن في اللذة والألم الذي يشعر به الإنسان " (4).
يعرفها" محمد ابراهيم " بانها "مقياس او مستوى نستهدفه في سلوكنا ونسلم بانه مرغوب او مرغوب عنه " (5).
التربوية : لغويـا
" ربا , يربو , رباء , وربوا " المال زاد ونما , الولد : نشأ ويقال أيضا :" ربيت رباء وربيا" "نشأت " ربى تربية وتربى " الولد :غذاءه وجعله يربو ,هذبه " (6) " ربيت ,رباء وربيا نشأت , رب الولد ربا : تعهد بما يغذيه وينميه ويؤدبه " (7) .
اصطلاحـا
عرف افلاطون التربية هي " ان نضفي على الجسم والنفس كل جمال وكمال " (8) .
عرف سبنسر التربية على إنها " كل ما نقوم به من اجل أنفسنا ,وكل ما يقوم به الآخرون من اجلنا , بغية التقرب من كمال طبيعتنا , والمثل الأعلى في التربية هو أن نزود الإنسان بإعداد كامل للحياة بكاملها " (9).
مسرح الدمـى :اصطلاحـــا
يعد مسرح الدمى" شكلا من أشكال الدراما ,تمثل فيه الدمى ذات الأشكال الصغيرة المدورة التي يتحكم فيها من اسفل مباشرة بيدي محرك الدمى ,او بعصي ,أو تمثل فيه الدمى من فوق المسرح بالخيوط والأشكال " (10)
كما يعد مسرح الدمى "من المسارح المصغرة من الورق المقوى مع اجنحة متحركة وستائر واشكال ممثلين وممثلات متحركة ويمكن ان تقدم عليها المسرحيات المفضلة .
ان مسرح الدمى " وسيلة تربوية تعليمية على درجة كبيرة من الفاعلية والتأثير ..وهو مصدر معلومات ثمين عن شكل المسرح الحقيقي ومناظره " (11).
التعريف الاجرائي
مجموعة من العلاقات التي تشبع حاجة المتلقي ,وتمثل مقياس سلوكه في الشكل الدرامي ,الذي يظهر هذه العلاقات و التفضيلات على لسان دمى يتم التحكم فيها , وتكون على هيئة عرائس او خيال ظل او دمى قفازية .
الفصل الثاني
المبحث الاول/ نشأة مسرح الدمى.
امتلكت العرائس صلة وثيقة بخيال الإنسان منذ تاريخه الأول ، فقد نمى خيال الإنسان و ازداد أفقه وتوسعت مداركه لاتصاله بالدمى والعرائس . فالدمى قد عرفت في العراق منذ آلاف السنين ، فقد ذكر " فاضل خليل "* إن الدمى قد عرفت " منذ ما يقرب من ثمانية آلاف سنة دلت على ذلك الدمى الطينية غالبا غير المفخورة و تمثل بعض الحيوانات و كذلك تمثال (الآلهة الأم )"(12) فقد اتخذ الإنسان الأول من خياله عالما واسعا أدرك من خلاله العلاقة الوثيقة التي تربطه بالدمية .
لم تقتصر معرفة الدمى على العراقيين فقد عرفتها شعوب عدة و بدأت تنتقل من بلد إلى آخر بحسب الاتصال الحضاري بين البلدان و انتشار الثقافات عن طريق الأسفر و الحروب لذلك عرفتها " قدماء المصريين و الفينيقيون والآشوريون و الهنود و اليابانيون القدماء وعرفتها الحضارات اليونانية قبل تعرف المسرح الدرامي و الآدمي نفسه " (13) لذلك فإن هذا الفن التعبيري يعد من الفنون التعبيرية الأولى في مرتبة الظهور بالنسبة للفنون الأخرى ، وتولت العرائس منذ فجر التاريخ مهمة التأثير الواسع في نفوس الناس لذلك نجد إن الكهنة قد استغلوا هذه النقطة المهمة التي تمتاز بها العرائس و وظفوها لنشر التعاليم الدينية للوصول إلى مبتغاهم مستغلين بذلك عنصر الانبهار الذي تحدثه هذه الدمى و هذه العرائس فقد كانت حالة الانبهار "تستحوذ على نفوس المشاهدين وعقولهم تجعلهم أكثر حساسية للتأثر بالعرض "(14).
إن حالة الانبهار هذه متأتية من شكل العرائس و المادة المصنوعة منها و ما ترتديه من ملابس زاهية الألوان تجذب انتباه الطفل ، و بما إن الملابس هي قريبة جدا من ملابس الأطفال والكبار لأنها تمتاز بواقعيتها لذلك كان قربها من ذات الطفل يمتلك تأثيراً كبيراً على استيعاب الطفل لهذه الحالة و جعلها أقرب إلى الواقع فيزداد بذلك تلقيه منها لما تبثه من أفكار و قيم . إذ إن علاقة الطفل بالدمية علاقة وطيدة جدا فهو يعتبرها كالإنسان و أحيانا كثيرة يتبادل معها الحوارات فهذه "العلاقة السيكولوجية التي ربطت الإنسان صغيرا و كبيرا بالعرائس وهي التي هيأت العرائس لأن تؤدي الأدوار التي خلقها الخيال الإنساني " (15) تم اكتشاف لعب مصرية قديمة على هيئة عرائس كان يستخدمها الأطفال للتسلية والمتعة فقد لاحظ " بول مكفرلين pharlin ـPaul Mc " فأشار لذلك بقوله "ان التنقيب في البلاد اليونانية والايطالية ادى الى اكتشاف دمى صغيرة مصنوعة من صلصال محروق في الشمس ولها مفاصل تتحرك بواسطتها, أما رؤوسها فقد ربطت بأناشيط لتعلق منها ,ولم تكن هذه العرائس أكثر من دمى يلعب بها الأطفال"(16) .تطور الفكر الإنساني بتطور الحضارات واستطاع ان يتخطى مرحلة الطقوس الدينية والتعابير الأسطورية والخرافية التي نشأت بنشوء الإنسان الأول وبدأت مرحلة جديدة هي مرحلة الفن الدرامي حيث تم استثمارها في أوائل مرحلة ظهور المسيحية وبداية إمارات الدعوة إليها, فقد استغل الكهنة مقدار تأثير العرائس على جذب الناس نحو الكنيسة حيث حاولوا تلقين المتعبدين المواعظ الدينية لما امتلكوه من عقول متفتحة ونيرة في القدرة على بث المعلومة المراد إيصالها " فاستغلت الكنيسة إمكانيات العرائس في التأثير على الناس فأمدتها بالكثير من التمثيليات والقصص الديني بقصد بث المواعظ في الدعوة إلى المسيحية ."(17) الا ان الكنيسة وبعد فترة وجيزة حرمت هذا الفن وكان تحريمها هذا عاملا ساعد الفن العرائسي الى الانتقال من التفكير الديني البحت الى عالم "قصص البطولات الشعبية والاعمال الفلكلورية ثم بدأت بعد ذلك في تقديم النصوص الدرامية المكتوبة للمسرح الادمي "(18) .
تميز الأثرياء أول الأمر باستقدامهم المخايلين اللاعبين في " خيال الظل "٭ في الاحتفالات
والليالي اللاهية كما كانوا يستقدمون المنشدين والمغنين لذلك فقد كثر المخايلون وكثرت ألعابهم وفنونهم وطفقوا يجوبون القرى وأحياء المدن في موالد الاولياء والمناسبات الدينية والقومية وحفلات الزواج والختان ويعرضون تمثيلياتهم الظلية في المقاهي وبعض الحانات والاسواق "(19) لذا فأن نشوء مسرح خيال الظل في مصر ارتبط بالعادات و التقاليد الاجتماعية و المناسبات الدينية بل تطرق أيضا حتى إلى المناسبات القومية . ولكن من خلال ما تقدم فقد كانت بدايته على أرضية متنقلة بين المقاهي و الحانات .
نشأ مسرح الدمى في الصين على هيئة تماثيل ولدت في عهود قديمة رافقت بدايات حضارة الصين لذلك فأن الصين حالها حال بقية البلدان التي نشأ فيها مسرح الدمى فإن الأصول كانت دينية لذلك " من المستحيل تصور تأريخها بصورة منفصلة عن تاريخ المسرح الديني" (20) اما في الهند فقد كان ظهور مسرح الدمى بهيئة مسرح شعبي حقيقي,فانتقل مسرح العرائس بواسطة التجارية والحروب الى مناطق عديدة مثل اليابان وجاوا ومن ثم الى روما القديمة ,إذ بدأت تنتشر في القرن الثالث قبل الميلاد ومنها انتشرت في اوربا ,فأتخذ شكلا كثيفا في التطور في القرنين السادس عشر والسابع عشر منتقلا من الساحات والاسواق الى بلاط الملوك وصار لمسرح العرائس ذكرا في مؤلفات ميغل وسرفانتيس وشكسبير"(21) اكتسب مسرح العرائس فرصة لتقديم اعمالا كتبت اصلا للمسرح الآدمي وبذلك نالت شهرة واسعة جدا من خلال الكتاب المشهورين والاعمال الادبية التي قدمت ,ومن ابرز هؤلاء المؤلفين "مولير ,راسين ,كريستوفر مارلو,شيللر, جلدوني ,شكسبير , فولتير ,جوستاف فلوبير ,ايفان تورجيف, تولستوي ,جورج صائد ,اناتول فرانس , جورج برنادشو ,هانز كريستيان اندرس ,اسكار وايلد ,وغيرهم"(22) وبذلك فان مسرح الدمى لم يقتصر تقديمه على النصوص المسرحية العرائسية ,بل تعدى ذلك الى النصوص التي كتبت الى المسرح الادمي .و انشىء في القرن السادس عشر مسرح العرائس في "كل من باريس ولندن كما ازدهر في ايطاليا في البندقية في مطلع القرن الثامن عشر"(23) كما قدم مسرح العرائس شوامخ الاوبرا العالمية التي ألفها " فاجنر ,مونسارت ,بوتشيني , باسكاني , فردي زادفنباخ ,وغيرهم "(24) وكان لهذا التقديم الاثر البالغ في نشر مسرح الدمى في معظم بلدان العالم المختلفة .
نشأ مسرح خيال الظل عند العرب في القرن الثالث عشر الميلادي وبانت عدة اشارات تعبر عن وجود هذا النوع من المسارح في شعر امرؤ القيس ,وثم في شعر المتنبي ,وعرف انتشاره وازدهاره الواسع عند العرب على يد "ابن دانيال"٭وذكر الكثير من المؤرخين ازدهار خيال الظل في العصر الفاطمي ,كما نشأ في تركيا حينما أخذ السلطان سليم من مصر بعض المخايلين , كما يشير الى ذلك حسين فوزي في كتابه "السندباد المصري" وقدم هذا الفن اشكاله الخاصة التي اثارت المشاهدين وجذبت الكثير منهم لكنه لم يلبث ان دخلت الثقافة مجالات عديدة منها البرامج التلفزيونية والبرامج الرقمية التي صادرت هذا الفن فأصبحت بعض اشكاله البسيطة بعيدة عن اهتمام الاطفال لان هول التقدم التقني جعل من صندوق الفرجة مثلا يدخل طور الانقراض كغيره من الاشكال التي كانت تمثل خيال الظل "(25).
خصائص مسرح الدمى
يمتلك المسرح بصورة عامة ومسرح الدمى بصورة خاصة خصائص درامية مسرحية متميزة مثل المناطق المسرحية والديكورات والماكياج والاكسسوارات والمؤثرات الصوتية والضوئية والازياء الى غير ذلك من الخصائص التي تتحد من اجل تكامل العرض المسرحي الامر الذي ينقل المشاهد الى عوالم متخيلة عديدة تزيد من ابهار الجمهور بالعمل وانشدادهم نحو مواضيعه وابعاد الملل الذي قد يصيبهم لذلك فقد عمل مسرح الدمى جاهدا من أجل الوصول الى هذا التكامل لأن الطفل بطبيعته يميل الى الاشياء المبهرة والمذهلة التي تدخله الى عوالم أُخر غير العالم الذي يعيشه لذا فقد توصلت الباحثة الى إن مسرح الدمى يتفق مع الاطفال في مراحلهم العمرية المتقدمة في ان لغته مسموعة وغير مقروءة لذلك فان الطفل الذي لا يتمكن من القراءة يستطيع ان يفهم ما يقدم له من قيم تمد له يد العون في فهم هذا العالم الواسع , فالطفل يمتاز بخياله الواسع لذلك فانه يستطيع ان يندمج مع احداث المسرحية بسهولة لانه لا يستطيع ان يفرق بسهولة بين الخيال و الواقع لذلك فان "عوامل (الإيهام المسرحي )تتفق مع (خيال الاطفال الايهامي وخيالهم الحر ) "(26) وهذا الاتفاق يعتبر من الخصائص المهمة التي يمتاز بها هذا النوع من المسارح إذ انه يسهل عملية ايصال المعلومة الى ذهن الطفل .يقدم مسرح الدمى للأطفال شخصيات العرائس المصنوعة من الورق أو الاقمشة "عرائس الماريونيت " ٭ او عرائس مصنوعة من الخشب او الجلد كما هو الحال في مسرح خيال الظل او " دمى قفازية " ٭٭ مصنوعة من الفراء و القطن و الاقمشة وان كل ذلك يعمل على اثارة الطفل من خلال زرع الفضول في ذاته وكذلك حبه لمعرفة كيفية تحريك هذه العرائس فيكون مملوء بالاعجاب و التساؤل عن صدور الاصوات هل هي اصوات بعيدة ام انها دمية تتكلم فعلا فهذا يوصل الطفل الى لذة ما بعدها لذة لان " ما يقدمه من شخصيات و ديكورات و مؤثرات واحداث مرئية في الاماكن التي وقعت فيها يتفق مع طريقة الاطفال في التفكير الحسي... والتفكير بالصور " (27).
يقدم مسرح الدمى للاطفال شخصيات تسلب منه كل تفكير واقعي فيصبح في عالم خيالي مليء بالحيوانات والشخصيات الخيالية فانه بذلك يتيح للطفل" فرص لصناعة الدمى و العرائس واللعب بها و معها , يتفق مع ميل الاطفال للعب الايهامي والى اللعب بالدمى و العرائس " (28) لذلك ترى الباحثة ان مسرح الدمى يقدم ابطالا يتفقون مع خيال الطفل من خلال ايهام الطفل بان ما يراه حقيقة وليس خيال عن طريق اتقان كافة خصائص الطفل ذاته . فان الاعجاب بالشخصيات البطولية يترك تأثيرا على سلوك الطفل من خلال التشبه بهكذا ابطال من قبل الطفل . لذا فان باستطاعتنا ان نستغل هذا الاتفاق القائم بين خصائص مسرح الدمى و خيال و ميول و تفكير الطفل في مجالات تربوية و تعليمية عدة تستطيع من خلالها القيم و الافكار و المعلومات و كذلك الحقائق و العادات الاجتماعية و السلوكية المرغوبة من خلال المسرحيات و احداثها و طبيعة المواضيع التي تطرحها و طريقة طرحها من خلال بساطة الحوارات ووضوح الفكرة و طبيعة الشخصيات الايجابية و مواقف هذه الشخصيات من الخير و الشر وما تتركه تلك المواقف من تأثيرات ايجابية على سلوك الطفل .
تقنيات مسرح الدمى
تعد الكلمة و الموسيقى والمؤثرات الأُخر اللغة التي يستخدمها مسرح الدمى لكي يعبر للطفل عما يريد ان يقدمه له من متعة وتعلم , لذلك يجب ان يكون تعاملنا مع هذه التقنيات دقيق حتى نصل الى تكامل العرض المسرحي العرائسي بكل مقوماته . و يأتي اللاعب او المؤدي او محرك الدمى بايهام الطفل بان الدمية هي التي تتكلم , وذلك عن طريق الحوار بالتناسق مع حركة الدمية , وهذه تقنية يجب ان يتقنها اللاعب لانها تحتاج الى الكثير من التدريب و التركيز وخاصة في الدمى التي يتم تحريكها من اعلى بواسطة الخيوط " الماريونيت " لان هذا النوع يحتاج الى تركيز في كيفية إظهار حركة الرأس للدمية واليدين من خلال تحريك الخشبة التي ترتبط بالخيوط وبيد واحدة مع ملائمتها للحوار , بينما الدمى القفازية لا تحتاج الى ذلك لان اللاعب يدخل يده في الدمية ويعمل على تحريكها بصورة سهلة جدا لذلك فان الفنان حين " يصمم دميته , و يتعرف على شخصيتها , و يتخيلها بصورتها النهائية فانه كذلك يتخيل صورتها التي ستصدر ,وخصائص هذا الصوت " (29) ترى الباحثة ان ذلك يتطلب مهارة عالية في نوعيه الصوت الذي يصدره اللاعب ومدى ملائمته لشكل الدمية والحوار الذي تؤديه , وان هناك ارتباطاً وثيقاً بين الحركة والصوت , فان تقنية الحركة للدمية والتعبير الصوتي الدال على هذه الحركة يخلق انسجاما يتم التوصل اليه بالتدريب المستمر الذي يشكل خبرة يتمكن من خلالها اللاعب اقناع الطفل بان الدمية هي التي تتكلم وهذا الاقناع هو من اهم مفاتيح خيال الطفل , وان استطاع اللاعب الدخول الى مملكة الطفل الخيالية استطاع ان يعبىء ما يريده من افكار ومعلومات وقيم ,كماتعد تقنية استخدام الموسيقى في مسرح الدمى من الامور المهمة , التي يجب ان تراعى . فالموسيقى تصاحب " عروض مسرح الدمى كمدخل او كمقدمة للعرض او للتعبير عن بعض المواقف او فترات الانتقال بين المشاهد و التعبير عن مرور الزمن ....الخ " (30) ,فهذا الاستخدام يفضل ان يكون بذكاء كي يعبر عن المواقف المختلفة بصورة بسيطة ومباشرة تمكن الطفل بحسب مقدرته ووعيه أن يتوصل الى ما يريده بدون عناء ليعطي التأثير المطلوب . يتداخل مع المؤثرات الصوتية عنصر اخر يتم استخدامه بتقنية خاصة اذ يلزم في عروض الدمى ان تستخدم اصوات الحيوانات او اصوات هطول المطر او العواصف فضلا عن اصوات السيارات برزت تقنية خاصة لمعالجة فكرة النص العرائسي لتمر بمراحل نضوج متسلسلة ومنطقية واضحة كما انها بسيطة يسهل على الطفل استيعابها ,لذا تعد هذه التقنية من الصعاب التي تواجه المخرج وبالاخص ان حاول معالجة نص كتب للمسرح الادمي ,ولفئات عمرية عالية المستوى ,لذا عليه ان يستخدم وسائل تسهل طرح الفكرة ليتمكن من ايصالها الى الطفل فيستخدم الرسوم والصور التي تسهل من عملية الاستيعاب الصحيح وعدم التخبط بين الافكار "لان التعبير المرئي هو الاساس في مسرح العرائس ,ولهذا فان هذه الرسوم هي المحك الصحيح للنتيجة النهائية للعرض " (31).
ان استخدام الاضاءة في مسرح الدمى يظهر من خلال التفنن في الالوان المتغيرة والمبهرة التي تدخل السرور على ذات الطفل وتجذبه للمتابعة وتخيل ماقد يحصل بعد كل تغيير ,حتى يصل الى حالة الفرح المنتشي ليكون متألقا في هذا العالم الخاص به ,بحيث يصبح مستعدا لتلقي كل مايقدم له على المسرح وهذا سلاح ذو حدين ,لذا فالنصوص المقدمة يجب ان تدرس بصورة علمية ,إذ ان الطفل في هذه المراحل العمرية المبكرة لايميز بين الخطأ والصواب . تلعب الاضاءة دورا فاعلا في عروض خيال الظل ,بل ان العرض يكون قائما على الاضاءة القوية الموجهة الى ستارة ويقوم اللاعب بتحريك العرائس مابين الاضاءة والستارة ليظهر الخيال الممتع , ولكي يقدم فصول جيدة , فنجاح اللاعب واجادته في التمثيل يعتمد بصورة اساسية على " شخصية المخايل ودرجة ذكائه وقدرته على المحاكاة للهجات والاصوات المختلفة لكل شخصية من الشخوص وسرعة البديهة ,واجادته اتقان عمله وقدرته على التأثير على المتلقين بالحوار المتقن والاغاني الشعبية"(32).
المبحث الثاني
مسرح الدمى في بلدان مختلفة
أولا- العراق
يعد العراقيون الاوائل اول من مارس فن الدمى ومنهم انتقل هذا الفن الى بقية البلدان الأخر ، فقد رافق ظهور الدمى فنون عديدة كالنحت و العمارة وكان الانتقال من العراق الى بقية البلدان عن طريق الاسفار والحروب والعلاقات التجارية التي كانت تربطه بالبلدان الاخرى فان "العراقيون الاوائل هم اول من عرف الدمى ، كما عرفها كل المصريين القدماء و الصينيين و الهنود الاوائل ، و عرفها بعد ذلك اليونان " (33) .
ظهر فن الدمى في العراق منذ الاف السنين ، كما انتشر و ازدهر في "القرن الثالث عشر الميلادي ، على يد شمس الدين الموصلي ،كما ان الكثير من المؤرخين يشير الى ازدهار هذا الفن في العصر الفاطمي ، وكذلك في العصر التركي " (34) فقد كان لشمس الدين الموصلي الاثر البالغ في ازدهار وانتشار هذا الفن ، كما ان ( خيال الظل ) قد انتشر في بغداد و كان من بين اهم الكتاب شمس الدين الملقب بابن دانيال و ذلك في عام " 680 ميلادية و في ايام بني العباس بعد ان عرف العراقيون الغناء عرفوا ( طيف الخيال ) .. في بغداد "(35) .
تعرف العراقيون حديثا على فن الدمى في " عام 1954 بعد زيارة مدينة الالعاب المصرية (اللونابارك ) الى العراق وقدمت بعضا من العابها التي استهوت بعض العراقيين فحاكوها و شكلوا لها فرقا قدمت هذا الفن في التلفزيون عبر برامج ( القرة قوز ) " (36) .
اظهرت الدولة اهتمامها بالطفل من خلال اهتمامها بمسرح الدمى باعتباره وسيلة مهمة من الوسائل التعليمية التي لها ارتباط وثيق بتربية الطفل " اسست فرقا قدمت فعاليتها في المدارس والفنادق ـ بعدها ـ اسست الدولة متحفا للاطفال احتوت مسرحا للدمى .. واسس في كل دائرة فنية قسم يعنى بشؤون الاطفال و تحريك الدمى " (37) تطورت صناعة الدمى في العراق من خلال تطور الرسوم المتحركة ، فقد كانت فترة الخمسينيات من الفترات التي ازدهرت فيها هذه الصناعة مما ادى الى ازدهار مسرح الدمى وخاصة (خيال الظل) فقد كانت تقدم العديد من العروض في المقاهي البغدادية وكانت تتمتع بجمهور وفيرفقد "شهدت الخمسينات العاب خيال الظل التي كانت تقدم في مقهى عزاوي في ليالي شهر رمضان , إذ اشتهر شخص يدعى رشيد افندي بتقديم خيال الظل للصبيان التي تتراوح اعمارهم بين (10 – 15 ) سنة " .(38)
تزامن تأسيس مسرح الدمى مع تاسيس متحف الطفل وقدم عدد من المسرحيات منها (صعود اينانا الى السماء ) ومسرحية (الصياد ادابا ) وغيرها ,إذ تم استخدام الدمى القفازية المستوردة التي يعاب عليها ملامح ابطالها جاءت بعيدة عن الملامح الشرقية ,فشكلت نوعا من الغرابة ,فتكونت اول هيئة للمركز العراقي لمسرح الاطفال من ( امل العراقي ,سعدون العبيدي ,قاسم محمد ,عزي الوهاب , حسين قدوري ,علي مزاحم عباس ) وهم مجموعة من المهتمين والعاملين النشطين في حقول مختلفة تهتم بالطفل اما في الثمانينات فقد شكلت موضوعة الحرب جزءا مهما من موضوعات الاطفال (39) .
ثانيا - سوريا.
ترك ظهور مسرح العرائس " خيال الظل " في سوريا تأثيراً كبيراً في نفوس الشعب السوري الرازح تحت وطأة الاحتلال التركي , فكان يمثل مسرحا شعبيا ذو افكار بدائية متفقا مع "تفكير الشعب الساذج الذي فقد كل شيء وعاش منطوياً على ذاته متخلفاً في الفكر والمعرفة ولم يجد وسيلة تعبر بصدق عن حياته ورغباته سوى الاستماع ومشاهدة فصول خيال الظل التي تمثل تمثيلا دقيقا . حياته وتفكيره ونفسيته في الفترة التي لازمته قرابة اربعة قرون " (40)
تمتع الشعب السوري بهذا المسرح الذي كان شاغله الوحيد وخصوصا ان السينما لم تكن قد ولدت بعد ، وكانت معرفة الشعب بالتمثيل او المسرحيات معرفة ضئيلة لذلك " كانت هذه الفصول اصلا للمسرح العربي الحديث وقد ظهرت في الوقت الحاضر بسلسلات "صح النوم " و"مقالب غوار" بعد ان هذبت وعدلت المواضيع لتلائم عقلية ونفسية الشعب في الوقت الحاضر وتعالج مشاكله المعاصرة "(41).
استمد المؤلفون الشعبيون مواضيع فصولهم من " ملاحم وقصص واساطير سمعوا بها ، او قرؤوها فقام المخايلون بتأليف فصول حول هذه الموضوعات فابدع المؤلفون الشعبيون صكها وتقديمها الى شعب كانت هذه الملاحم هي اقرب شيء الى عقله و احب شيء الى نفسه مثل مأساة محمد كبكب الدوماني وقصة الوزير الخائن و الملك العادل وسيشولاني واسطورة "ست شارين " التي تمثل اسطورة تمديد المياه .... تأثرت هذه الفصول بما كان يحضر من كبار الدولة من الصين لكن لم تظهر فيها سوى بعض التأثيرات القليلة من العهد العثماني " (42) يتبع مسرح العرائس في دمشق "اسلوب الدمى المحمولة التي تلبس كقفاز ، ويحرك بقضبان رفيعة وهي التي يسمونها بالدمى الجاوية ، واللاعبون فيه هم الممثلون في نفس الوقت وفيه الان عشرون ممثلا وممثلة بالاضافة الى الفنيين وورشة صناعة العرائس و المناظر "(43) .
رابعا:ـ تشيكوسلفاكــيا
يميل الشعب التشيكي بطبعه الى حب العرائس بكل انواعها واشكالها ، اذ " يضرب فن العرائس بجذور عميقة في التاريخ الحضاري للشعب التشيكي ، وله اصول ممتدة الى العصور الوسطى حين انتشرت عرائس العصى Rod puppets وعرائس القفاز Glore puppets واصبحت الوسيلة الاولى لتسلية هذا الشعب اينما كان ، سواء في القرى او في المدن "(44) عرف الشعب التشيكي عرائس الماريونيت في القرن السادس عشر وذلك " بفضل فرق العرائس الاجنبية الوافدة من انجلترا و هولندا و ألمانيا .. وقرب نهاية القرن الثامن عشر دخلت خيال الظل Shadow puppets بواسطة فرقة فرنسية متخصصة في هذا النوع من العرائس زارت البلاد " (45) قدمت عدة عروض في مختلف المدن التشيكية ، فقد " كانت العائلات التشيكية التي تخصصت في تقديم فن العرائس تقوم بعرض مسرحياتها و ألعابها في طول البلاد و عرضها ، متنقلة بين القرى و المدن ، لتمنح جمهور مشاهديها مزيدا من التسلية ومزيدا من الثقافة ، و تربط بين فئات الشعب المختلفة برابط قومي اخذ يتوثق على مدى الايام حتى نهاية الوحدة القومية واعلنت الدولة " (46) .
المبحث الثالث
الأهمية التربوية والتعليمية لمسرح الدمى
اكد علماء النفس أهمية اللعب بالنسبة للطفل فهو يؤدي دورا زيادة كبيراً في "المجالات التربوية كوسائل ايضاح تعليمية او مساعدات لاعانة الصغار على كسب المهارات " (47) إذ يمكن اعتباره وسيلة ترفيهية وتعليمية في الوقت ذاته ,لذا يعد مسرح الدمى من الوسائل التعليمية والتثقيفية التي تمكننا من طرح الأفكار من خلال تقريبها الى ذات الطفل بوسائل مختلفة , لان مسرحيات الدمى تتيح للطفل فرصة المشاركة في العمل المسرحي ,كما تعد فرص نشاط تربوي واسع النطاق لاكساب الطفل خبرات تعليمية مباشرة من خلال الممارسة وقيم تعليمية وتربوية تتعلق بتغيير سلوك الطفل نحو الافضل .و يحمل مسرح الدمى بين طياته سمات ترتفع بالطفل نحو عالم الخيال ,وذلك من خلال مشاهدة القصص التاريخية والاسطورية الخرافية , تتجسد مثل هذه القصص في نصوص عديدة خاصة بالدمى كما في مسرحية " اربع حكايات حول تنين واحد " التي ألفتها الكاتبة التشيكوسلوفاكية ميلادا ماشا تورا Milada Masatora وهي مسرحية تبين ان الانسان اذا كان مرحا نظيفا يعامل الناس معاملة جيدة فان الجميع يولونه احتراما وتقديرا عاليين كما يحصل على مساعدة الآخرين . وتقدم مسرحيات الدمى قصصاً تور على لسان دمى بهيئة حيوانات واقعية ومن الممكن ان تتجسد من خلال شخصيات انسانية يتم من خلالها معالجة مشاكل الاطفال بصورة غير مباشرة بواسطة بث قيم تربوية تقوم من سلوك الطفل للاهتمام بالاخرين وحثهم على الالتزام بالقوانين اثناء عبورهم الشارع كما في مسرحية "الكلب الذكي " للكاتب التشيكي جيري دودس Jiri Dudes .يمتاز الطفل بالحماس الزائد منذ طفولته لمسرح العرائس والاقبال على مشاهدته ، ذلك لان "شخصيات العرائس تلعب دورا بالغ الاثر في تنوير عقول الاطفال وتفتيح عيونهم على المزيد من تجارب الحياة ، و تنمي فيهم فضائل الادب والصدق والزمالة وحب الاخرين و التعاون معهم"(48) كما تقوم هذه الشخصيات بتنوير الاطفال على ضرورة الالتزام بالنظافة ومبادﺉ الصحة لقربها من نفوسهم ولحبهم لها تلك العلاقة الحميمة التي تربط الطفل بالدمية و التي تشكل اثرا عظيما في ذاته وكذلك تلعب العرائس دورا كبيرا في ترغيب الاطفال في حب الفن وتنمية الذائقة الفنية لديهم لذا ترى الباحثة ضرورة استثمار هذا الجانب للرقي بالطفل وذائقته الفنية . فاننا لا نهدف فقط الى امتاع الطفل بل تقويمه تربويا لان " السرور الذي يجلبه مسرح الاطفال يعد مبررا الا انه يمثل جانبا واحدا مما يمكن ان يقدمه الى اطفال البيئة فكل مسرحيات الاطفال تقريبا تقوم على المثاليات كالإخلاص والشجاعة والأمانة والبطولة والعدالة "(49) ولما كانت هذه المثاليات تبث للطفل عن طريق مجموعة من الشخصيات التي تعتبر محبوبة ومرغوبة عند الاطفال لذلك تستأثر بمشاعرهم من خلال موضوع المسرحية يميز لهم بين الخير و الشر وايهما يجب علينا ان نتبعه لذلك فقد وجدت الباحثة ان الصراع و نتائجه له الاثر البالغ في التأثير على سلوك الطفل ، فما تحمله الشخصيات من صفات و ملامح ومزايا جمالية يؤثر بصورة مباشرة على تلقي الطفل الافكار التي تبثها هذه الشخصيات لذلك وجب استثمارها بصورة ايجابية.
أهمية الدور التعليمي لمسرح الدمى
تعد الدمى من الوسائل القريبة الى ذات الطفل فان طرح المادة التعليمية من خلال بعض الاعمال المسرحية العرائسية شيء يجذب الطفل ويجعل استيعابه لهذه المادة افضل ، لذلك لقن بعض الاطفال في ازمان تنتمي الى القرن الثامن عشر موادا تعليمية وذلك عن طريق مشاهد كوميدية زادت من رغبة الاطفال نحو التعلم وكان ذلك على يد "مدام دي جينس في القرن الثامن عشر ، فقد حاولت ان تلقن الاطفال مبادﺉ الاخلاق بطريقة الكوميديا القصيرة التي كانت تقدمها في المسرح التعليمي الذي انشأته " (50) ان عملية توظيف المادة الدراسية وبثها للطفل عن طريق مجموعة من الشخصيات العرائسية تلعب دورا مهما في تثقيف الطفل فقد ثبت علميا ان هذه الشخصيات التي تمتاز بهيئات تميز بالشكل والألوان المبهرة والملابس المختلفة " تلعب دورا اساسيا في تثقيف الاطفال وتبصيرهم بافاق الحياة الواسعة بكل ما فيها من فضائل عليا ، وان العرائس اذا كتبت لها التمثيليات الملائمة تكون خير وسيلة لتعليم الاطفال مبادﺉ العلوم العامة والوقاية الصحية وقواعد النظام "(51) ازداد الا هتمام بمسرح العرائس بقدر معرفة فائدته التعليمية للطفل فقد " تزامل تلاميذ المدرسة في تلقي العديد من المواد التعليمية التي قدمتها لهم المسرحيات العرائسية فهي " تشرح لهم مبادﺉ العلوم العامة وتعلمهم القواعد الصحية وترغبهم فيها بطريقة مستحبة ... على وجه العموم تجعل لهم الفن العرائسي وسيلة محبوبة مرغوبة فيها يتسامون فيها الى اوسع افاق المعرفة والمثل " (52) لذلك وجب الاهتمام بمسرح العرائس للاطفال "باعتباره من طرق التربية التي تستعين بالوسائل السمعية والبصرية في مخاطبة عقول النشىء وعواطفهم ، فقامت في اوربا وروسيا وامريكا مسارح للصغار تفوق مسارح الكبار استعدادا ويعمل فيها الاخصائيون في التمثيل و التربية وعلم النفس"(53) وبذلك تصل حدود فعل وتأثير مسرح العرائس اعلى مدياتها في تقديم اعمال فنية عرائسية تمتاز بثرائها المعرفي والتعليمي وكذلك التربوي ، حينما يكون المسرح قد ساهم في بناء شخصية الفرد من خلال تنظيم طاقاته الخيالية الخلاقة لتأخذ مداها البعيد في حياته .
ما أسفر عنه الإطار النظري
1- نشأت الدمى على ارض وادي الرافدين منذ ما يقرب ثمانية الاف سنة .
2- يمتلك مسرح الدمى خصائص درامية تقنيات مسرحية مثل المناظر المسرحية والديكورات والماكياج والاكسسوارات والمؤثرات الصوتية والضوئية والموسيقى.
3- امتاز مسرح الدمى العراقي ببدايات تربوية تعليمية لكنه تأثر بموضوعات الحرب التي شكلت جزءا مهما من نشاطه الفكري .
4- نجح مسرح العرائس في تمثيل الحياة للشعب السوري وتفكيره ونفسيته .
5- نشر مسرح الدمى اللغة والثقافة التشيكية على نطاق واسع .
ثانيا : الدراسات السابقة
لم تعثر الباحثة على دراسة خاضت مجال بحثها سابقا لذا فان دراستها تعد اول دراسة حسب علم الباحثة تناولت القيم التربوية السائدة في مسرح الدمى . وقد عثرت الباحثة على دراسات مجاورة تناولت مسرح الدمى من حيث انتاجيته وأثره في النمو الاجتماعي وهي :
1- دراسة نذير عبد الغني العزاوي التي قدمت الى مجلس كلية الفنون الجميلة – الموصل " واقع انتاج اعمال الدمى والرسوم المتحركة في العراق " .
2- دراسة زهراء جاسم , التي قدمت الى مجلس كلية التربية – الموصل " اثر استخدام مسرح الدمى في النمو الاجتماعي والمحصول اللفظي لدى الاطفال" .
الفصل الثالث/إجراءات البحث
اولا :- مجتمع البحث .
يتألف مجتمع البحث من (15) نصاً عرائسياً تحدد بالمدة الزمنية (1935 – 2004 ) ,فقد ضم المجتمع ثلاثة انواع من نصوص الدمى " القفازية , وخيال الظل , وعرائس الماريونيت " وهذا ما تم العثور عليه من قبل الباحثة كنصوص مطبوعة ونظرا لندرتها وقلة توفر مصادرها فقد اكتفت الباحثة بهذا العدد .
جدول -1- مجتمع البحث
اسم المسرحية
|
اسم المؤلف
|
سنة التأليف
|
اسم المترجم
|
العزيمة
|
محمد الشيخ
|
1935-1937
| |
التأصيل
|
ـــــــــــ
|
ـــــــــ
| |
الحمام
|
ـــــــــــ
|
ـــــــــ
| |
لعبة الكلاب
|
ـــــــــــ
|
ـــــــــ
| |
الحمار
|
ـــــــــــ
|
ـــــــــ
| |
بدي خرجية
|
ـــــــــــ
|
ـــــــــ
| |
غريب وبدو يجوز
|
ـــــــــــ
|
ـــــــــ
| |
الحكيم
|
ـــــــــــ
|
ـــــــــ
| |
اجير الحلواني
|
ـــــــــــ
|
ـــــــــ
| |
كهرمانة الفرحانة
|
أحمد نجيب
|
1981
| |
مدرسة العصافير
|
دراهو ميرا غاكوفا
|
1984
|
سليم الجزائري
|
القطيطة نسيت المواء
|
آنا خلو بكوفا
|
1984
|
ــــــــ
|
الحيوانات الطيبة والمعزة الشريرة
|
ماريا مبشتيكوفا
|
1984
|
ــــــــ
|
العصفورة والوردة
|
عمار نعمة جابر
|
2004
| |
الفأرة الصغيرة والاسد
|
ياسر البراك
|
2004
|
ثانيا :- عينة البحث
شملت عينة البحث (3) نصوص مسرحية خاصة بمسرح الدمى من اصل (15) نصاً تم اختيارها بصورة قصدية للوصول الى تمثيل سليم للمجتمع بانواعه الثلاثة بصورة شاملة وعلمية من اجل تحقيق هدف البحث ,كما انها تقع ضمن حدود البحث الزمانية فضلا عن تمثيلها لمجتع البحث .
جدول (2) عينة البحث
اسم المسرحية
|
تصنيفها
|
اسم المؤلف
|
تاريخ التأليف
|
العصفورة والوردة
|
عرائس الماريونيت
|
عمار نعمة جابر
|
2004
|
الفأرة الصغيرة والاسد
|
دمى قفازية
|
ياسر البراك
|
2004
|
التأصيل
|
خيال الظل
|
محمد الشيخ
|
1935-1937
|
ثالثا:- منهج البحث.
اعتمدت الباحثة منهج" تحليل المحتوى " كونه يفي بالغرض في هكذا دراسات تعمد الى استخراج القيم والمفاهيم والافكار من النصوص .
رابعا :- اداة البحث .
تم اعتماد هيكلية لبناء الاداة بعد الاطلاع على الدراسات المجاورة ,فشملت بنى تربوية ضمت بنى اجتماعية ,ثقافية ,جسدية ,أخلاقية وشخصية, وقد تفرعت عنها محاور فرعية تم القبض عليها من خلال تحليل العينة الاستطلاعية, إذ تم عرض "الاداة بصورتها الاولية "٭ على مجموعة من" السادة الخبراء"٭٭ للحصول على صدق الاداة حيث تم حذف(3) قيم فرعية ودمج (4) مع قيم مرادفة لها فضلا عن تحويل قيمة واحدة ,فخرجت الباحثة "باداة بحث ذات صيغة نهائية"٭٭٭ وذلك باستخدام " معادلة كوبر " ,كما استخرجت الباحثة ثبات التحليل عن طريق تحليل المحتوى مع " محللين خارجيين "٭٭٭٭ وبتطبيق" معادلة سكوت " ظهرت النتائج كما هو مبين في جدول (3),وبذلك اكتسبت الاداة صلاحيتها المنهجية واصبحت جاهزة للتطبيق.
جدول (3) معامل الاتفاق بين المحللين والباحث
نوع الثبات
|
تحديد الفكرة
|
تسميتها
|
الباحث مع المحلل الاول.
|
85%
|
90%
|
الباحث مع المحلل الثاني.
|
87%
|
85%
|
المحلل الاول مع المحلل الثاني.
|
80%
|
85%
|
خامسا :- ضوابط التحليل
لغرض ان يسير البحث بشكل منهجي منظم ,ولغرض ان تحصل الباحثة على نسبة عالية من الثبات وبغية نيل الدقة العلمية في التحليل وضعت الضوابط الاتية :-
1- يتم تحليل جميع الحوارات دون تمييز.
2- يعد المعطوف والمعطوف عليه افكارا مستقلة .
3- الاخذ بنظر الاعتبار احتواء الفكرة الواحدة على اكثر من بعد.
4- عد السبب والنتيجة كل منها فكرة مستقلة عن الاخرى .
5- ان الصفات المرادفة صفات مستقلة تاخذ كل منها تكرارا.
6- تعد العبارات المفسرة للافكار مستقلة .
7- اعطاء تكرار واحد لكل فكرة و اعطاء درجة لكل تكرار .
8- استخدام استمارة تحليل واحدة لعينات البحث الثلاث .
طبقت الباحثة أداة بحثها على عينات الدراسة بتاريخ 20 /6 /2010 إذ تم تفريغ نتائج التحليل بجداول خاصة ومن ثم معالجتها احصائياً معدة القيم التي حصلت على درجة أعلى من الوسط الحسابي سيتم مناقشتها ,اما القيم التي حصلت على درجة دون الوسط الحسابي فستكتفي الباحثة بالإشارة إليها دون تفسير,وستقوم الباحثة بعرض نتائج بحثها ومناقشتها في الفصل الرابع.
الفصل الرابع / نتائج البحث ومناقشتها
جدول (3)
يبين التكرارات والنسب المئوية للقيم الفرعية لكل نوع من انواع مسرح الدمى الثلاثة.
البنى الرئيسة
|
القيم الفرعية
|
القفازية
|
خيال الظل
|
الماريونيت
|
الكلي
| |||||||||||||||||
البنى الاجتماعية
|
-اللطافة.
-الشعور بالجماعة
-الاحترام .
-العطاء.
-التمرد.
-التشبه.
|
ت
|
%
|
ت
|
%
|
ت
|
%
|
ت
|
%
| |||||||||||||
13
4
5
4
-
-
|
23,36
7,27
9,09
7,27
-
-
|
3
6
3
2
2
-
|
5,45
10,90
5,45
3,63
3,63
-
|
5
3
-
1
3
1
|
9,09
5,45
-
1,81
5,45
1,81
|
21
13
8
7
5
1
|
38,18
23,63
14,54
12,72
9,09
1,81
| |||||||||||||||
المجموع
|
26
|
47,26
|
16
|
29,06
|
13
|
23,61
|
55
|
99,97
| ||||||||||||||
البنى الاخلاقية
|
الطاعة.
الاخلاق .
الصدق.
الدين.
العدالة.
|
3
9
2
-
-
|
6,12
18,36
4,08
-
-
|
20
6
2
4
-
|
40,81
12,24
4,08
8,16
-
|
1
-
1
-
1
|
2,04
-
2,04
-
2,04
|
24
15
5
4
1
|
48,97
30,6
10,2
8,16
2,04
| |||||||||||||
المجموع
|
14
|
28,56
|
32
|
65,56
|
3
|
6,12
|
49
|
99,97
| ||||||||||||||
البنى الشخصية
|
العدوانية.
السيطرة.
الغرور.
الحرص.
التكيف
|
2
2
4
-
2
|
5,55
5,55
11,11
-
5,55
|
10
7
1
-
-
|
27,77
19,44
277
-
-
|
-
2
1
4
1
|
-
5,55
2,77
11,11
2,77
|
12
11
6
4
3
|
33,32
30,54
16,65
11,11
8,32
| |||||||||||||
المجموع
|
10
|
47,46
|
18
|
49,98
|
8
|
22,2
|
36
|
99,94
| ||||||||||||||
البنى الثقافية.
|
التعلم.
المعرفة.
الذكاء.
الثقافة.
|
2
9
2
1
|
6,45
29,3
6,45
3,22
|
5
-
1
-
|
16,12
-
3,22
-
|
9
2
-
-
|
29,3
6,45
-
-
|
16
11
3
1
|
51,6
35,48
9,67
3,22
| |||||||||||||
المجموع
|
14
|
45,15
|
6
|
19,34
|
11
|
35,48
|
31
|
99,97
| ||||||||||||||
البنى الترويحية
|
الفرح.
اللعب.
التعبيرالذاتي.
الخبرة.
الاثارة
|
2
2
-
4
-
|
8,69
8,69
-
17,39
-
|
5
3
1
-
-
|
21,73
13,04
4,34
-
-
|
1
-
3
-
2
|
4,34
-
13,04
-
8,69
|
8
5
4
4
2
|
34,76
21,73
17,38
17,39
8,69
| |||||||||||||
المجموع
|
8
|
34,77
|
9
|
31,11
|
6
|
26,07
|
23
|
99,95
| ||||||||||||||
البنى الجسدية
|
النشاط.
الصحة.
النظافة
|
3
-
-
|
100
-
-
|
-
-
-
|
-
-
-
|
-
-
-
|
-
-
-
|
3
-
-
|
100
-
-
| |||||||||||||
المجموع
|
3
|
100
|
-
|
-
|
-
|
-
|
3
|
100
|
اولا :- البنى الاجتماعية.
تصدرت هذه البنى قائمة اهتمام الكاتب العرائسي بالنسبة لبقية البنى ,ولكن هذا الاهتمام جاء بنسب متفاوتة للقيم الفرعية ,وكذلك بالنسبة لكل نوع من انواع مسارح الدمى "الدمى القفازية وخيال الظل وعرائس الماريونيت",فقد اكدت نصوص الدمى القفازية على ضرورة تربية الطفل على اللطافة وكان الاهتمام بها وكذلك اهتمت بتربية الطفل على الاحترام والعطاء أما خيال الظل فقد وجد اهتمامه بإنشاء علاقات اجتماعية للطفل قائمة على الشعور بالجماعة من اجل الوصول بالطفل الى حالة الاستقرار النفسي . اما عرائس الماريونيت فقد كانت ايجابية في ارساء قوانين اجتماعية خاصة في الشعور بالجماعة والعطاء ، ولكن بنسبة اقل من نصوص الدمى القفازية بينما اظهرت لنا حالة سلبية مؤثرة على الطفل لانها بثت له التمرد على طاعة القوانين الاجتماعية على الرغم من قلتها الا ان الباحثة تجدها مؤثرة على سلوك الطفل سلبيا من هذه الناحية ، وذلك لان نصوص عرائس الماريونيت قد أظهرت للطفل التشبه دون غيره ( الدمى القفازية وخيال الظل) وكذلك بث التمرد فان هناك علاقة بين التشبه و التمرد ، لان الطفل سوف يقلد من يقوم بالتمرد على القوانين الاجتماعية وبذلك فان موقف نصوص عرائس الماريونيت من التربية الاجتماعية للطفل موقفا سلبيا ,وبصورة عامة فقد اهتمت نصوص الدمى القفازية بالبنى الاجتماعية ,وهي اعلى نسبة تاتي بعدها نصوص خيال الظل, ثم تليها نصوص عرائس الماريونيت .
ثانيا:-البنى الاخلاقية.
قدم مسرح الدمى القفازية نصوصا درامية عرائسية اكدت على ضرورة بناء الطفل اخلاقيا من خلال التأكيد على تربية الطفل من ناحية الاخلاق وكذلك اكدت على ضرورة الاهتمام بالقيم الدينية لانها تشكل العمود الفقري لسلوك الطفل حسب رأي الباحثة ان نصوص خيال الظل اكثر ملائمة مع التربية الاخلاقية الدينية للمجتمعات الشرقية التي تولي اهتماما خاصا بها ,كما اهتمت عرائس الماريونيت اهتماما ذا نسبة قليلة بكل من الطاعة والصدق والعدالة ,بينما كانت قيمة الصدق اعلى في نصوص الدمى القفازية من خلال ذلك ترى الباحثة ان الاهتمام بالبنى الاخلاقية وقع على عاتق مسرح خيال الظل ,إذ أكد على الطاعة والصدق والاخلاق والدين ,بينما جاءت نصوص مسرح الدمى القفازية في المرتبة الثانية في الاهتمام بالطاعة والاخلاق والصدق وتأتي نصوص العرائس في المرتبة الاخيرة باهتمامها في الطاعة والصدق والعدالة , بغية بناء الطفل اخلاقيا فضلا عن غرس القيم التربوية في ذاته .
ثالثا:-البنى الشخصية .
اظهرت الدراسات التحليلية التي قامت بها الباحثة ان مسرح الدمى بصورة عامة لا يمتلك التاثير الايجابي العالي في بناء شخصية الطفل ، لانه من خلال تفريغ النتائج ظهر ان مسرح خيال الظل يبث من خلال نصوصه قيما سلبية تؤثر على سلوك الطفل وخاصة العدوانية و السيطرة على الاخرين ، لو درسنا بشيء من التأني والدقة هاتين السمتين لوجدناهما تؤثران تأثيراً مباشراً وبصورة سلبية على علاقة الطفل باقرانه بصورة خاصة والآخرين بصورة عامة ، كما ان سمة العدوانية ان تمكنت من الطفل فانه سيسلك سلوكا انطوائيا مبنيا على حب الذات والأنانية ، أما نصوص الدمى القفازية فانها بثت سمة الغرور التي تدفع بالطفل الى هاوية الفشل في أي مجال يدخل فيه كذلك العدوانية والسيطرة على الآخرين الا انها في الوقت ذاته أولت التكيف اهتماما الا انه لا يعادل اهتمامها بالعدوانية والغرور والسيطرة على الاخرين ، لذلك كان تأثيرها سلبيا على سلوك الطفل ، غير ان نصوص عرائس الماريونيت خرجت بنتيجة ايجابية من خلال المقاربة بين القيم الايجابية التي تمثلت بالحرص والتكيف إذ كانت نسبتها أعلى من القيم السلبية المتمثلة في السيطرة على الاخرين والغرور لذلك خرجت الباحثة بان نصوص عرائس الماريونيت هي الأفضل في بناء شخصية الطفل اما نصوص الدمى القفازية وخيال الظل فانهما يحملان تاثيرا سلبيا في ترصين شخصية الطفل .
رابعا:-البنى الثقافية .
اولى مسرح الدمى بانواعه الثلاثة اهتماما بثقافة الطفل اذو اهتمت نصوص مسرح الدمى القفازية بتسليط الضوء على المعرفة واهميتها للطفل في تقديم سلوكه الثقافي وكذلك كان الاهتمام بهذا النوع بنسب متفاوتة كان ابرزها للتعلم والثقافة والذكاء واخيرا كانت نسبة المعرفة ، ثم توصلت الباحثة من خلال هذه النسب الى اهتمام مسرح الدمى القفازية بالرصيد المعرفي للطفل كان الهدف الاول والاهم بالنسبة لبناء الطفل ثقافيا واعتبار الطفل اذا امتلك قاعدة معرفية لا بأس بها فانه بتقدم سنه سوف يطور هذه القاعدة حتى تصبح قاعدة جبارة تخلق انسانا ذا خبرة ثقافية عالية . اما مسرح عرائس الماريونيت فقد اولى اهتمامه بالتعلم والمعرفة ، ترى الباحثة ان عرائس الماريونيت من المسارح التي تقدم نصوص هي الافضل في تعليم الطفل المناهج الدراسية من خلال طرحها بصورة مشوقة وقريبة من ذهن الطفل ، يأتي مسرح خيال الظل فيهتم بالتعلم اكثر من القيم السابقة الذكر في بناء الطفل الثقافي كذلك اكدت على اهمية الذكاء للطفل من حيث توفير البيئة التعليمية لنموه وتطوره ، وبذلك تكون الباحثة قد توصلت الى ان نصوصاً مسرح الدمى القفازية كانت هي المهتمة في بناء الطفل ثقافيا باعلى نسبة تليها نصوص عرائس الماريونيت ثم خيال الظل .
خامسا:-البنى الترويحية .
يحتاج الطفل الى اللعب واللهو والفرح كاحتياجه للماء الغذاء ، فانه يمتلك طاقة حيوية عالية ان لم يتم تفريغها في اعمال ايجابية فانها قد تؤذي الطفل نفسيا وبدنيا ، لذلك ان نصوص مسرح الدمى لم تغفل هذا الجانب المهم من حياة الطفل، اهتمت الدمى القفازية بافراح واسعاد الطفل من خلال تقديمها كل ما يفرحه ويجذب انتباهه مما يدفع بالطفل الى ممارسة اللعب مع الدمى فبثت قيمة الفرح واللعب والخبرة المكتسبة من الآخرين ، فان اللعب مع الدمى بكل ود وحب يكسب الطفل طريقة ايجابية في التعامل مع الاخرين ، اما نصوص خيال الظل فقد كانت الرائدة في الاهتمام بالفرح واللعب بغية استثمار الطاقة الحيوية للطفل وبصورة ايجابية فضلا عن اهتمامها في التعبير الذاتي ، وهذه القيم التربوية تساعد الطفل على الترويح فيخرج ما في داخله ليستقر وضعه النفسي الداخلي ، وبذلك فان وضعه الخارجي تبعا للداخلي يناله الاستقرار ، اهتم مسرح عرائس الماريونيت وبنسبة عالية بالاثارة إذ عدها من العوامل المساعدة على تخليص الطفل مما يكبته في داخله من خلال اثارته وزجه في ممارسات عملية مع الدمى كالغناء والرقص وممارسة الالعاب ، وكذلك اولى اهتماما للتعبير الذاتي والفرح الامر الذي يساعد على بناء الطفل بعيدا عن الانطواء والانزواء والعقد النفسية التي تعرقل مسيرة حياته مستقبلا ، لو تاملنا نتائج التحليل للبنى الترويحية المبينة لتوصلنا الى ان نصوص مسرح الدمى القفازية تصدرت الانواع الأخرى المدروسة في الاهتمام بترويح الطفل تليها نصوص خيال الظل ثم عرائس الماريونيت .
سادسا:-البنى الجسدية .
كان نصيب الاهتمام بالبنى الجسدية من قبل كاتب مسرح الدمى ضئيلا وخاصة الدمى القفازية الذي حصل على نسبة ضئيلة جدا اما خيال الظل وعرائس الماريونيت فلم يكن لها شيء يذكر في هذا المجال ، وهذا ما يؤخذ على هذه النصوص ماخذا سلبيا اذ ان الصحة والنظافة من الاشياء المهمة والضرورية في بناء الطفل ، وهو بحاجة ماسة اليها لما لها من تاثير مباشر على بنيته الجسدية .
لو اخذنا بنظر الاعتبار المجموع الشامل للنسب والتكرارت ولجميع البنى التربوية بالنسبة لكل نوع من انواع مسرح الدمى لخرجنا ان نصوص مسرح خيال الظل تأتي بالمرتبة الاولى في تسيد القيم التربوية , تليها نصوص مسرح الدمى القفازية , ثم نصوص عرائس الماريونيت .
جدول (4)
يبين التكرار والنسب للقيم التربوية السائدة في الانواع الثلاثة المدروسة آنيا من نصوص مسرح الدمى مرتبة تنازليا حسب اهميتها.
نوع نص مسرح الدمى
|
التكرار
|
النسبة
|
خيال الظل.
|
81
|
41,11 %
|
الدمى القفازية.
|
75
|
38,07 %
|
عرائس الماريونيت.
|
41
|
20,81 %
|
المجموع
|
197
|
99,99 %
|
الاستنتاجات:
1. إن قيم اللطافة والاحترام والعطاء والشعور بالجماعة تسيدت نصوص مسرح الدمى بغية بناء الطفل اجتماعيًا وإقامة علاقات مبنية على الحب والاحترام والتوحد.
2. ان نصوص مسرح الدمى ضمت القيم الاخلاقية المتمثلة بالطاعة والصدق والامانة والدين.
3. ان نصـوص مسرح الدمى لم تمتلك قيما تربوية تساهم في بناء الطفل من الناحية الشخصية .
4. ان نصوص مسرح الدمى سادت فيها قيم ثقافية تمثلت بالتعليم والمعرفة والذكاء,اذ قدمت المناهج بطريقة مشوقة قريبة من ذهن الطفل .
5. ان نصوص مسرح الدمى اسعدت الطفل وقدمت له الفائدة من خلال اللعب والفرح والتعبير الذاتي ليستقر الطفل نفسيا وسلوكيا.
6. ان نصوص مسرح الدمى اهتمت اهتماما ضئيلا بالبنى الجسدية للطفل .
7. ان نصوص خيال الظل من اكثر انواع نصوص مسرح الدمى تسيدا للقيم التربوية.
التوصيات:
1. رفد المكتبات بالمصادر والمراجع العربية والاجنبية التي تدرس هذا النوع من المسارع وذلك لندرة مصادرها.
2. دعم الدولة للفرق العرائسية العامة من خلال انشاء مسارح خاصة للدمى في الحدائق العامة .
3. انتاج مؤسسات انتاجية خاصة بمسرح الدمى .
4. تكوين فرق جديدة تقدم عروض دمى تشرف عليها كلية التربية –قسم التربية الفنية فنيا واداريا ,كما تقوم بعدة زيارات لرياض الاطفال.
5. التخطيط لتخريج فنيين من لاعبين ومخرجين وكتاب نصوص دمى واداريين .
6. التأسيس لنشاط مسرحي موسمي لمسرح الدمى مع تكوين لجان مشرفة خاصة بهذا النشاط ,كأن يكون مهرجان المسرح العرائسي.
7. اضافة مادة الاعمال اليدوية الى المنهج الدراسي ومن ضمنها مفردة صنع العرائس والدمى بانواعها .
المقترحات:
1. دراسة تقنية الازياء في مسرح الدمى .
2. دراسة توظيف الاضاءة في عروض خيال الظل .
3. دراسة مشكلة تلوين الصوت لدى لاعبي مسرح الدمى .
الهوامش:
1- جماعة من اللغويين العرب : المعجم العربي الاساس (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم :لاراس,1989) ص 1020 .
2- لويس معلوف : المنجد العربي (بيروت :الكاثوليكية , ب ت ) ص 663 .
3- فوزية دياب : القيم والعادات الاجتماعية ( القاهرة :الكتاب العربي,1966 )،ص 283 .
4- المصدر السابق , ص 22 .
5- محمد ابراهيم كاظم : تطورات في قيم الطلبة ( القاهرة :الانجلو ,1962 ) ص 1 .
6ـ جماعة من اللغويين العرب : المعجم العربي ( بيروت : لبنان , 1962 ) ص 226 .
7ـ اياد الفيروزي ويعقوب محمد الدين : القاموس المحيط , ج3 , ط2 ( مصر : مصطفى الحلبي , 1952) ص 334.
8ـ محمد حسين العمبارة:اصول التربية التاريخية والاجتماعية والنفسية( الاردن:المسيرة ,2000) ص10.
9ـ المصدر السابق , ص 289 .
10ـ د. عبد الله عبد الدائم : التربية عبر التاريخ ( بيروت :دار العلم للملايين , 1973 ) ص 481.
11ـ ابو حامد الغزالي : احياء علوم الدين ,ج1 ( القاهرة :ب ت ) ص 242.
* فاضل خليل ، هو الدكتور فاضل خليل رشيد مواليد محافظة ميسان 1946 ، حاصل على شهادة البكالوريوس من أكاديمية الفنون الجميلة ـ بغداد عام 1970 ، حاصل على شهادة الدبلوم العالي في الإخراج المسرحي من أكاديمية الفنون الجميلة ـ بغداد عام 1980 ، حاصل على شهادة الدكتوراه في الإخراج المسرحي من معهد المسرح العالي ( S . T . V) الفيستر في صوفيا ـ بلغاريا .
مثل العديد من المسرحيات منها " النخلة والجيران " ، " الخان " ، " القربان " ، " أضواء على يومية " ، "بغداد الأزل بين الجد و الهزل " ، " الخرابة " ، " تموز يقرع الناقوس " ، " بير و شناشيل " و غيرها كما مثل الكثير من الأعمال الدرامية في التلفزيون و السينما ، أخرج عدد من المسرحيات منها "الشياح " ، "الملك هو الملك " ، " الشريعة " ، " حلاق بغداد " ، " خيط البريسم " و " اللعبة " و غيرها .
وهو عضو المجلس المركزي في نقابة الفنانين ، وعضو فرقة المسرح الفني الحديث منذ عام 1967.
12ـ د. فاضل خليل : تاريخ و تطور الدمى في العراق ( دراسة غير منشورة ) ص 1 .
13ـ مختار السويفي : خيال الظل و العرائس في العالم ( القاهرة : الكتاب العربي ، 1967 ) ص 7 .
14- المصدر السابق ,ص 8 .
15ـ مختار السويفي : خيال الظل و العرائس في العالم ( مصدر سابق ) ص 7.
16- ابراهيم حمادة : خيال الظل وتمثيليات ابن دانيال (مصر : القاهرة ,1961 ) ص.ص 22.
17- مختار السويفي : خيال الظل والعرائس في العالم (مصدر سابق ) ص 9 .
18- المصدر السابق , ص 9 .
٭ خيال الظل : هو حاجز خشبي بعرض الصالة يفصل المشاهدين عن اللاعبين ,ويرتكز هذا الحاجز على الارض ويرتفع فوقها فتحة طولها نحو المتر وعرضها متر ونصف تقريبا ,وقد شدت عليها ستارة من القماش الابيض الرقيق الشفاف وفي اسفل الشاشة من داخل المسرح ثبت قضيب ليحمل الدمى المشتركة في اللعب ,للمزيد ينظر أبراهيم حمادة (مصدر سابق) ص 16.
19ـ ابراهيم حمادة ,(مصدر سابق ) ص 9.
20ـ بوجوكوكوليا : فن العرائس وتحريكها ,ت: نجاة قصاب حسن (دمشق : وزارة الثقافة والارشاد القومي ,1963 ) ص8 ,
21ـ المصدر السابق , ص 8 .
22ـ مختار السويفي : خيال الظل والعرائس في العالم (مصدر سابق ) ص 9 .
23ـ المصدر السابق ,ص 9 .
24ـ مختار السويفي : خيال الظل والعرائس في العالم (مصدر سابق) ص 9 .
٭ ابن دانيال :هو شمس الدين بن دانيال الموصلي ولد 1250 /م وتوفي 1310 /م وكان شاعرا ومنتجا ,له قصائد متفرقة في كتب التاريخ والادب وانه ليس له ديوان يحوي اشعاره ,كما لغيره من الشعراء ولم يشتهر بغيره كتابة المخطوط "طيف الخيال " و يحوي أبوابه الثلاث "طيف الخيال " , "عجيب و غريب " و " المتيم و الضائع اليتيم " كما ان له في الشعر التعليمي ارجوزة في ولاة مصر بعد الفتح العربي حتى عصره اسماها "عقود النظام فيمن ولا عصره من الحكام " كما ذكر صاحب " كشف الظنون " ان له ديوانا مجموعا ولكن لم نقف له على اثر و اضاف ايضا ان بعضهم لخصه وسماه "عقد اللآلىء في المختار من شعر الأديب ابن دانيال" و للمزيد ينظر ابراهيم حمادة ( مصدر سابق ) ص45
25ـ دني بوردا : الدمى المتحركة وعالم الاطفال , تر : نجلا جريصاتي خوري ( بيروت : دار المثلث , 1981 ) ص .ص 5ـ6
26ـ أحمد المتيني و أحمد نجيب ( مصدر سابق ) ص95 .
٭الماريونيت وهي دمى خشبية او من أي مادة على شيء من الصلابة كالورق القوي او القماش المبطن بالخشب وذلك للمحافظة على قوامها في العرض تتحرك أجزاؤها القابلة للحركة الجذع و الرأس و الاطراف بواسطة مفاصل من المعدن او الجلد او الخيط الغليظ او من أي مادة تسمح بالحركة في الاتجاه المطلوب . وهي صعبة التحريك تتسم بحركتها البطيئة وشكاها الغير مألوف بالنسبة الاشخاص و الحيوانات يمكن استخدامها في قصص الجنيات وفي اوبرا الاطفال . للمزيد ينظر بوجو كوكوليا ( مصدر سابق ) ص6
٭٭ الدمى القفازية وهي دمى تتكون في اغلب الاحيان من راس وجسم ويدين ويكون الراس من ملدة على شيء من الصلابة او التماسك أما الجسم و اليدان فيمثلهما هيكل خارجي من القماش او من أي مادة مرنة تسمح للدمية بحرية الحركة لتقوم بأدائها المطلوب ترتدي ملابس اذا كانت انسانية و يكسوها الفراء او الجلد او الشعر اذا كانت حيوانية و غالبا ما تكون بدون ارجل وتلبس كالقفاز وهي اكثر ملائمة للمسرحيات الضاحكة و الواقعية . ينظر دني بوردا (مصدر سابق ) ص11 .
27ـ أحمد المتيني و أحمد نجيب ( مصدر سابق ) ص95 .
28ـ (المصدر السابق نفسه ) ص95 .
29ـ أحمد المتيني و أحمد نجيب : ( مصدر سابق ) ص85 .
30ـ أحمد المتيني و أحمد نجيب : ( مصدر سابق ذكره ) ص 85 .
31- المصدر السابق , ص 87 .
32- مختار السويفي : خيال الظل ,مجلة المسرح ,1965 ,العدد 21 ,ص 49 .
33ـ صبحي أنور رشيد : متحف الطفل ، نشرة المتحف ، بغداد ، 1977 ، العدد الثاني ، ص3
34ـ عبد الفتاح أبو فصال : في مسرح الاطفال ( الاردن : دار الشروق ، 1984 ) ص38
35ـ د . فاضل خليل : ( مصدر سابق ) ص 1 .
36ـ المصدر السابق , ص1.
37ـ المصدر السابق , ص1 .
38ـ فاضل خليل : مصدر سابق , ص 5 .
39ـ المصدر السابق , ص.ص 9 – 20 .
40ـ حسين حجازي : مسرح خيال الظل و تحولاته ، مجلة الحياة المسرحية ( سوريا : وزارة الثقافة و الارشاد القومي ، 1979 ) العدد (9) ص24
41ـ حسين حجازي : مسرح خيال الظل وتحولاته ( مصدر سابق ذكره ) ،ص24 .
42- مختار السويفي :مصدر سابق ، ص25 .
43- بوجو كوكوليا : مصدر سابق , ص9 .
44- مختار السويفي : مصدر سابق , ص25 .
45- المصدر السابق ، ص25.
46- المصدر السابق ، ص26.
47ـ مختار السويفي : خيال الظل و العرائس في العالم ( مصدر سابق ذكره ) ص29.
48ـ ابراهيم حمادة : مصدر سابق , ص 23 .
49ـ وينفر يد رادو :مسرح الاطفال ، تر : محمد شاهين الجوهري(القاهرة : الدار المصرية ، ب . ت)ص152 .
50ـ وينفر يد رادو : مسرح الاطفال ، ( مصدر سابق ) ص152.
51ـ مختار السويفي : العرائس المصرية في القرن العشرين ، مجلة المرح ، العدد31 ، 1966 ص30 .
52ـ مختار السويفي : خيال الظل و العرائس الهندية ، مجلة المرح ، العدد35 ، 1966 ص61 .
53 ـ محمد شاهين الجوهري :الاطفال و المسرح ( القاهرة : البيئة المصرية العامة للكتاب ، 1986) ص3.
٭ ملحق (1).
٭٭ ملحق (2) .
٭٭٭ ملحق (3).
٭٭٭٭ المحلل الاول محمد الحربي و المحلل الثاني احمد محسن كامل (ماجستير فنون مسرحية).
المصادر والمراجع
1. ابو معال ,عبد الفتاح : في مسرح الاطفال ( الاردن : دار الشروق , 1984).
2. بوردا ,دني : الدمى المتحركة وعالم الاطفال ,تر : نجلا جريصاتي خوري (بيروت :دار المثلث ,1981).
3. تايلر ، جون رسل : الموسوعة المسرحية ، تر : سمير عبد الرحيم الجلبي ، ج2(بغداد: دار المأمون ، 1991 ) .
4. حمادة ، ابراهيم : خيال الظل وتمثيليات ابن دانيال ( القاهرة : مصر ، 1961 ) .
5. خليل ، فاضل : تاريخ وتطور الدمى في العراق ( دراسة غير منشورة ) .
6. الجوهري ، محمد شاهين : الاطفال و المسرح ( القاهرة : الهيئة المصرية العامة للكتاب ، 1986 ) .
7. دارو ، وينفريد : مسرح الاطفال ، تر : محمد شاهين الجوهري ( القاهرة : الدار المصرية ، ب.ت).
8. دياب ، فوزية : القيم والعادات الاجتماعية ( القاهرة : الكتاب العزي ,1966) .
9. السويفي ، مختار : خيال الظل والعرائس في العالم ( القاهرة : الكتاب العربي ، 1967 ) .
10. عبد الدائم ، عبد الله : التربية عبر التأريخ ( بيروت : دار العلم للملايين ، 1973 ) .
11. العمبارة ، محمد حسين : اصول التربية التأريخية والاجتماعية والنفسية (الاردن : المسيرة ، 2000).
12. الغزالي ، ابو حامد : احياء علوم الدين ، ج1 ( القاهرة .ب.ت ) .
13. القيم ، كامل حسون : مناهج واساليب كتابة البحث العلمي في الدراسات الانسانية ( بغداد : السيماء ، 2006 ) .
14. كاظم ، محمد ابراهيم : تطورات في قيم الطلبة ( القاهرة : الانجلو ، 1962) .
15. كوكوليا ، بوجو : فن العرائس وتحريكها ، تر ، نجاة قصاب حسن ( دمشق : وزارة الثقافة والارشاد القومي ، 1963 ) .
16. المتيني ، احمد ونجيب ، احمد : اصول ومقومات مسرح العرائس (القاهرة : الاخبار ، 1981 ) .
17. الفيروزي ، اياد ، محمد الدين ، يعقوب : القاموس المحيط ج3 ، ط2 (مصر ، الحلبي ، 1952 ) .
18. معلوف ، لويس : النجد العربي في اللغة ( بيروت:المطبعة الكاثوليكية ،ب.ت).
19. جماعة من اللغويين العرب : المعجم العربي الاساس ( المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم : لاراس ، 1989 ) .
20. جماعة اللغويين العرب : المعجم العربي ( بيروت : لبنان ، 1962 ) .
21. السويفي ، مختار : خيال الظل ، مجلة المسرح ، القاهرة ، 1965 العدد 21 .
22. السويفي، مختار: العرائس المصرية في القرن العشرين،مجلة المسرح،القاهرة ، 1966 العدد 31 .
23. السويفي ، مختار : خيال الظل والعرائي الهندية ، مجلة المسرح ، القاهرة ، 1966 العدد 35 .
24. رشيد ، صبحي انور : متحف الطفل ، نشرة المتحف ، بغداد ، 1977 .
ملحق (1)
" استمارة الاداة بصيغتها الاولى "
وزارة التعليم العالي والبحث العلمي .
جامعة الكوفة/ كلية التربية .
قسم التربية الفنية /الدراسات العليا .
الاستاذ د. …………………………………...المحترم .
تقوم الباحثة بدراسة القيم التربوية السائدة في نصوص مسرح الدمى ، وتهدف الدراسة الى تعرف اهم القيم التربوية السائدة في نصوص مسرح الدمى ، حيث تكمن اهمية هذه الدراسة والحاجة اليها في انها تسلط الضوء على مسرح الدمى بعده من الفنون المسرحية التخصصية ذات الاهمية البالغة في تعلم الطفل وترفيهه ، كما انها تعد اول دراسة – حسب علم الباحثة – تدرس مسرح الدمى اذ لم يسبقها الى ذلك اية دراسة اخرى ، فضلا عن انها تفيد الدارسين والمهتمين في مجال مسرح الطفل والمجالات التربوية والتعليمية الاخرى .
اعتمدت الباحثة التعريف الاجرائي التالي " مجموعة العلاقات التي تشبع حاجات الفرد وتمثل مقياس سلوكه في الشكل الدرامي الذي يظهر هذه العلاقات والتفضيلات على لسان دمى يتم التحكم فيها من قبل لاعبين ، وتكون على هيئة عرائس ماريونيت وخيال ظل ودمى قفازية " كما درست الباحثة في اطار بحثها النظري ثلاث مباحث ، الاول تطورمسرح الدمى وضم نشأته وخصائصه وتقنياته،اما المبحث الثاني فقد درس مسرح الدمى في العراق وسوريا وتشيكوسلوفاكيا،ودرس المبحث الثالث الاهمية التربوية والتعليمية لمسرح الدمى .
خرجت الباحثة بمؤشرات اطار نظري منها :-
1- نشأت الدمى على ارض وادي الرافدين منذ ما يقرب ثمانية الاف سنة .
2- يمتلك مسرح الدمى خصائص درامية تقنيات مسرحية مثل المناظر المسرحية والديكورات والماكياج والاكسسوارات والمؤثرات الصوتية والضوئية والموسيقى.
3- امتاز مسرح الدمى العراقي ببدايات تربوية تعليمية لكنه تأثر بموضوعات الحرب التي شكلت جزءا مهما من نشاطه الفكري .
4- نجح مسرح العرائس في تمثيل الحياة للشعب السوري وتفكيره ونفسيته .
5- نشر مسرح الدمى اللغة والثقافة التشيكية على نطاق واسع .
ولما تتمتعون به من خبرة علمية تتوجه الباحثة اليكم لمساعدتها في بناء اداة بحثها (تحليل المحتوى) لاستخراج القيم التربوية ,راجية تفضلكم بأبداء ارائكم السديدة فيما ترونه مناسبا خدمة للبحث العلمي ,ولكم جزيل الشكر والامتنــــــــان.
الباحثــــة
م.م.امل حسن الغزالي.
الاداة بصيغتها الاولية
البنى الرئيسة
|
القيم الفرعية
|
يصلح
|
لايصلح
|
البديل
|
البنى الرئيسة
|
القيم الفرعية
|
يصلح
|
لايصلح
|
البديل
|
بنى اجتماعية
|
-الشعور بالجماعة.
-التشبه.
-اللطافة.
-العطاء.
-التمرد.
-التأدب.
الاحترام.
|
بنى شخصية
|
-التكيف.
-التحصيل
-الفرح.
-الفردية.
-السيطرة.
-العدوانية.
-المظهر.
-الاستغلال
-الحرص.
| ||||||
بنى ترويحية.
|
-الخبرة.
-الاثارة.
-اللعب.
-المرح.
|
بنى ثقافية.
|
-الذكاء.
-الثقافة .
-التعلم.
-المعرفة.
| ||||||
بنى اخلاقية.
|
-الاخلاق.
-الطاعة.
-الدين.
-العدالة.
-الصدق.
|
بنى الجسدية
|
-النظافة.
-الصحة.
-النشاط.
-الرفاهية.
|
ملحق (2)
"الاداة بصيغتها النهائية"
البنى الرئيسة
|
القيم الفرعية
|
يصلح
|
لايصلح
|
البديل
|
البنى الرئيسة
|
القيم الفرعية
|
يصلح
|
لايصلح
|
البديل
|
بنى اجتماعية
|
-الشعور بالجماعة.
-التشبه.
-اللطافة.
-العطاء.
-التمرد.
الاحترام.
|
بنى شخصية
|
-التكيف.
-السيطرة.
-العدوانية.
-الحرص.
-الغرور.
| ||||||
بنى ترويحية.
|
-الخبرة.
-الاثارة.
-اللعب.
-المرح.
-التعبير الذاتي.
|
بنى ثقافية.
|
-الذكاء.
-الثقافة .
-التعلم.
-المعرفة.
| ||||||
بنى اخلاقية.
|
-الاخلاق.
-الطاعة.
-الدين.
-العدالة.
-الصدق.
|
بنى الجسدية
|
-النظافة.
-الصحة.
-النشاط.
|
ملحق (3)
استمارة السادة الخبراء
الاسم
|
اللقب العلمي
|
الاختصاص العام
|
عارف وحيد
عبود المهنا.
محمد عبد الرضا ابو خضير.
حامد عباس مخيف.
عباس محمد ابراهيم التاجر.
|
ا .د.
ا.د.
ا.م.د.
ا.م.د.
ا.م.د.
|
تربية فنية.
فنون مسرحية.
فنون مسرحية.
تربية فنية.
تربية مسرحية.
|
----------------------------------------------------------------------
المصدر :المدرس المساعد : أمل حسن إبراهيم الغزالي -أكاديمية الفنون الجميلة
قسم الفنون المسرحية/ التربية المسرحية
قسم الفنون المسرحية/ التربية المسرحية
0 التعليقات:
إرسال تعليق