مسرحية «السيرك» تختزل الحياة بأحزانها وأفراحها لفرقة مديرية الخدمات الجامعية الأغواط
مجلة الفنون المسرحية
_________________________________
المصدر : صارة بوعياد - المحور اليومي
تناغمت الموسيقى وانسجمت الألوان في مسرحية «السيرك» لفرقة الأخوات بج، لمديرية الخدمات الجامعية للأغواط، التي اختزلت في تفاصيلها الحياة بأحزانها وأفراحها.
اعتلا المهرج الركح ظنا منا أنه سيزرع البهجة في النفوس، فإذا بنار تلتهب في الكواليس فينادي بأعلى صوته «حريق» فيصفق له الجمهور، وتزيد النار التهابا ويحترق المهرج فوق الخشبة، فتنطفئ البسمة وتقتل الفرحة، وأعدم الأمل وازداد الألم.
عبر عن الزمن في قلقامش، عبر وضع العديد من التواريخ فوق الساعة منها تواريخ وطنية وأخرى عالمية، ملفتا انتباه المتلقي إلى التغيير الذي حدث في زماننا مع تغيير الوقت عبر حكاية الشاب الذي أحب فتاة من عامه الأول قدم لها زهرة القرنفل، ومن عامه الثاني جاء في نفس الموعد لكن معه بندقية.
وفي مشهد آخر أشار إلى الطفولة والأم في ريحة الخبز حين تصنعها، واستمد منها الصبر، ووضعنا المخرج ومصمم السينوغرافيا «علال معامير» في ديكور يوحي بالسرك غطت فيه مقدمة الخشبة العديد من البالونات التي تدل عن السعادة والأمل، ولكن تغيرت
دلالتها في العرض وصارت تدل عن تيمة الألم، مبرزا من فكرة النص الذي تم اقتباسه من الكاتب إسماعيل خلف عن نصه «عويل الزمن المهزوم»، الصفة العدوانية الحيوانية التي صار يتصف بها الإنسان، في هذا الوقت الذي لم يعد يرحم أحدا، فاستدعى «قلقامش» الذي كان يريد الخلود ولكن قتل الزمن وبقيت الذاكرة، كما وظفت في العرض الموسيقى والغناء جاءت في مواويل حزينة، شد الجمهور أكثر للعرض وزاده جمالية وتميزا، حيث قال فيها المهرج «الغناء يزيد حزني فلا نعزف إلا مواويل حزينة».
واقتربت المحور من المخرج «علال معامير» الذي صرح أن فكرة خوض تجربة في المسرح الجامعي، عمد على أساسها على تنظيم ورشات تكوينية قبل الشروع في العرض المسرحي، تم اختياره لنص لسماعيل خلف «عويل الزمن المهزوم»، الذي عمل على اقتباسه، والذي يمثل فيه محاكاة والصراع موجود في أنفسننا ومع الزمن، إذ قال «ونحن دائما في صراع مع النفس والوقت، لكن نبقى نتساءل عن الموت وما بعد الموت، وفي تيمة السيرك اخترت المهرج ولم أحدد جنسه»، وبخصوص إضافة قرقامش نوه المخرج أنه يشكل رمزا لزمن، الذي يرمز للخلود، لكن تبقى الذاكرة هي الأقوى والكل فاني.
المصدر : صارة بوعياد - المحور اليومي
0 التعليقات:
إرسال تعليق