"الكلمة": المسرح الأميركي الأسود والسينما الإيرانية والفنون البصرية
مجلة الفنون المسرحية
يفتتح العدد الجديد من (الكلمة)، التي يرأس تحريرها الدكتور صبري حافظ، عدد 110 لشهر حزيران (يونيو) الحالي، موضوعاته بدراسة ضافية عن مسرحية أميركية سوداء أهمل المسرح العربي معرفتها في حينها، برغم أهمية كشوفها وإنجازاتها الدرامية، يليه بدراسة ضافية أخرى عن فنان البندقية الرائي بيرانيزي تكشف عن كيفية التناول المعمق للفن التشكيلي.
وبعد فنون المسرح والحفر والعمارة يهتم العدد بالسينما فينشر مقالا عن فيلم إيراني متميز، وآخر عن فيلم مصري يطرح الحرية في مواجهة السلطة.
ومع اهتمام عدد هذا الشهر بالفنون البصرية فلم تفته هموم الراهن العربي، فينشر دراسة ألمانية ضافية عن حصاد الربيع العربي المرّ، وأخرى سودانية عن تجليات المشهد الدولي وتأثيراتها على عالمنا العربي عامة والسودان خاصة، ومقالا عن دور المرأة السورية في الحفاظ على الذاكرة التاريخية ودورها، وآخر عن العلاقة بين الفلسفة والسياسة.
ثم يكرس العدد بقية مقالاته لعدد من القضايا الأدبية والفكرية بدءا من قضية الحداثة والفكر التاريخي عند عبدالله العروي، مرورا بقضية الموت عند باولو كويهلو، وصولا إلى جدلية الدين والحياة في رواية مصرية، وأوشام الجسد وأوهام السرد عند كاتبة جزائرية، وجماليات اللغة وانزياحاتها في ديوان شعر فلسطيني. ثم يقدم العدد تحقيقا أدبيا موسعا عن راهن المشهد الثقافي المغربي، وحوارا مع الروائي الأردني إلياس فركوح.
ولم يفت العدد الاهتمام بالنصوص الأدبية من شعر وقص، فيقدم العديد من المقالات والمتابعات لجديد الواقع الأدبي العربي العريض. فضلا عن احتفاء العدد كالعادة بالنصوص الإبداعية، حيث قدم رواية جديدة من العراق هذه المرة، مع قصص من مختلف البلدان العربية.
باب شعر افتتح بديوان قصير من البرازيل وضم قصائد من عدة بلدان مختلفة، كما ينطوي العدد على طرح العديد من القضايا ومتابعة منجزات الإبداع العربي؛ مع أبواب (الكلمة) المعهودة من دراسات وشعر وقص وعلامات ونقد وكتب وشهادات/ مواجهات ورسائل وتقارير وأنشطة ثقافية.
في باب دراسات يقدم الناقد الدكتور صبري حافظ في القسم الأول من دراسته "لورين هانزبيري وتأسيس المسرح الأميركي الأسود" كاتبة أميركية سوداء لم يعرفها المسرح العربي من قبل، رغم أنها جديرة بأن يهتم بها كيلا تتحكم في خريطة معرفته بالمسرح في العالم اختيارات المركزية الثقافية الغربية، وكيلا تغيب عنه الكثير من الإنجازات المسرحية التي تستحق التريث عن كشوفها ورؤاها.
وتكشف الباحثة السودانية خديجة صفوت في دراستها "استباق الرأسمالية المالية الصهيونية للتجربة الاشتراكية" المتغيرات المرتبطة بالمشهد الدولي الراهن في الأميركيتين، وتقدم الكلمة رسائل شارل بودلير الى أمه حيث تغوص في أغوار الشاعر أحلامه العميقة، فيما تقدم محررة الكلمة الباحثة أثير محمد علي "بيرانيزي "فنان البندقية" الرائي، تتأمل فيه أعماله المختلفة ومشاريعه ودورها في فن العمارة.
ويأخذنا نبيه القاسم في رحلة تفصيلية شيقة مع رواية كويلو "فرونيكا قررت أن تموت"، ويتوقف الناقد مصطفى الغرافي عند "الحداثة والفكر التاريخي عند عبدالله العروي" حيث يكشف الخطوط العريضة لمشروع منهجي تركيبي وتشخيصي للوعي والايديولوجيا العربية، ويقدم الباحثان موريل أسبورغ وهايكو فيمن "الحصاد المر للربيع العربي" في دراستيهما الرصينة للمسارات التي أدت للإخفاق، ويتوقف الناقد عزيز العرباوي عند مفهوم "الانزياح" وجمالية اللغة الشعرية في تجربة حلمي الريشة الشعرية.
في باب شعر نقرأ ديوانا شعريا قصيرا من البرازيل للشاعرة ماريا أباراسيدا ماركيز سوزا، ترجم قصائده الشاعر التونسي محي الدين الشارني، قصائد تتغنى بأنبل العواطف وأكثرها شجنا وارتباطا بقيم الحياة، وضمن هذا السفر والترحال في الحب، هذا الى جانب نصوص شعرية للمبدعين: حكيم نديم الداوودي ومفيدة صالحي وصابر الهزايمة وفتيحة النوحو ومريم كعبي.
في باب السرد نقرأ نصا روائيا بعنوان "دماء وأقلام" للروائي العراقي حسين عبد خضر الأبهر يحاول من خلاله بحث قضية التضحية من أجل العدالة في بنية متخيلة لحدث تاريخي معروف ليعطي أبعادا أعمق من خلال بحث صحفي، كما نقرأ نصوصا للكتاب علي صالح جيكور، يوسف كرماح، كي جوتيرج، دينا سليم حنحن، حامد الفقيه، فاطمة بلحاح.
في باب نقد يكتب ثائر دوري عن "حائكات السجاد السوريات والذاكرة التاريخية"، ويكشف محمد الأمين بحري عن "أوشام الجسد وأوهام السرد" في تجربة مستغانمي الحكائية، ويكتب محمود قاسم عن الأدب المصري المكتوب باللغة الفرنسية في زمن كانت فيه مصر مستعمرة بريطانية، ويتناول محمد بقوح أحد أهم الأسئلة التي يعاني منها الواقع العربي "الفلسفة والدولة"، ويقدم حلمي شعراوي "رؤية المجتمع المدني الأثيوبي لأزمة مياه النيل" بشكل يكشف إهمال السلطة المصرية وتعاملها العشوائي مع تلك القضية المهمة، ويقدم محمد أنقار قراءة في فيلم إيراني يستخدم تقنيات السينما البسيطة في معالجة قضايا شائكة وسمها بـ"الصراع في فلم انفصال نادر وسيمين"، ويقدم باسل رمسيس قراءة فيلمية لأحدث أفلام داوود عبدالسيد حيث "رحلة الحرية في مواجهة السلطة".
في باب مواجهات وشهادات يحاور محمد محمود البشتاوي الكاتب الأردني إلياس فركوح، حول مفهومه للتجريب ولعوالم القصة والرواية ولأسئلة الكتابة، ونتعرف مع خالد حماد عن راهن المشهد الابداعي المغربي والذي شهد طفرة نوعية، من خلال تحقيق أدبي يحاور أجيال هذا المشهد.
في باب كتب، نقرأ للناقد والروائي محمد برادة مقالا عن "ربعي المدهون باحثا عن دلالة فلسطينية متوارية" وتتبعه لحالة التشظي تيمة وشكلا، ويقارب إبراهيم درويش في "قصة الإمام شامل وتعدد الهويات" محاولة من روائية سودانية استكشاف هويات متناقضة، ويكتب شوقي عبدالحميد يحيى عن رحلة المصري "سمحان" في رواية "جبل الطير" متتبعا مقولتي الدين والحياة، ويكتب خليل صويلح في "بلقيس شرارة بين سيرتين" عن تواشج فعال بين لحظة ضاربة في القدم وسيرة العراق اليوم، في "ذاكرة الحب" جمالية الحكاية في قلب توثيق المأساة" تنقلنا سحر عبدالله الى رواية تغوص عميقا في مأساة سيراليون عبر قصص حب تتناغم، ويستقرأ محمد عبدالله حضور "الصحراء" من خلال "رؤية تأسيسية في ثقافتها وسردياتها"، وينتهي باب كتب بمقال شاكر عبدالحميد عن "ديوان التحليق بلا أجنحة" في فضاءات المفارقة، في ديوان يحمل تجربة خاصة تجمع بين الواقعي والمتخيل".
---------------------------------------
المصدر: عمان - الغد
0 التعليقات:
إرسال تعليق