لوجك و"تعرضنات" التالي
مجلة الفنون المسرحية
محمد عواد
محمد عواد
إن محاولة الكتابة عــــن عرض مضــت ثلاثة أعــوامٍ عـلى تقديمه يمكن عدّها مجازفة سببها تلاشي المعاينة المشهدية أو غيابها عن ذهن الـقارئ, الذي يفـترض ولوجه عالم العرض من خـلال معايشات إمتاعية ذهـــنية وأولها الوقت ,فللتزامنية مـــــــن حيث رصد الجماليات ضرورة مُلحة, يُمتن بها المتلقي انشداده مع الاشتغال في أعلى المستويات ليُضفي رصدياته,ولأن الكتابة عملية عرض تشي بملاحقة لمــــــضمرات,ولكي يكون الآخرعلى علمٍ بفكرة لماذا الكتابة الآن , أرى أن العنوان كفيل بتوضيح الهدف فالعمل غير المُنمط ولو محلياً , ينبــغــي التـــــــريـث في الحــديث فيه خصوصاً إن كان يبحث عـــــــــن مشـروعه في المغـايرة ,
لأن المـواصلة ربما تَظهر في ماسـيأتي بعده مــن تعرضنات تتيـح للمنقب اكتـــشـافها لدى التــالي , وفي الوقت الذي هيمنت به تداخلات الرؤى والبصريات في العــــروض جاءت نظـــــرية التـــعرضن لـ"يوسف رشيد" لتضع حداً لذلك, ولــــــــوجك أزهر وصي الذي قُـدّم في أحد مسارح الديوانية أكد تصورنا ,وكان علــى الرغم من بساطته يمتلك من الأهمية التي لم يُــشر إليها , وأهمـيته تكمن في تعاطـــيه رؤى إخراجـية فُـعـلت بالـــذهاب بالممثل نحو الأداء الذاتي غير الديكـوري, السِـمة المُهينمة عــلى أغــلب عروضنــا ,وحقق لوجك انسيابــــــــية ممثله العصري بعفويه ديكوريته والأخــيرة بمـغادرتها أعـطـت المساحة الكافية للمثــل في الانسـياب مع مســرحٍ منزوع السلطة في تفعيله الذات بوصفها المغنطة الحياتية للعرض, وهنا قـــد تم التوافق مع آليات مابعـد التحديث الــتي سعـت الى جـعل الحافة الذاتية وقلقها ثيمة رئيسة للأداء.والديكور الكُتـلي يُشـترط وجـود مهارة تنــزع إلى تحريكه بوصفه ممثل العرض ,بهـذا يعمل على مغنـطة الأداءات داخل محـيــطه ,مــمايسـرب نــوعاً مــن الدكتاتـورية الــتي لايُدركها الممثل نفسه,ليمضي نحو التجسيـد الإرغامي ومن ثم الاصطناع.ومن وجهة نظر تعتمد التغريب الـذاتي,يجوز الـقول بــأن الكتــلة هي عصا المخرج وحضورها يأتي هاشاً للممثل ولامـن مــــــآرب أخرى كما يحدث في عروض المخرج سعد هدابي,ولوجك باعتماده ديكورية الحركة الأدائية صرح بذلك,وإن كــــان غير شعوريٍ فهو نحا منحًى جعله في
خلاف وماتسيجه مــــن عروض قُدِمت من قــــــــبل أسماء لها هالتها الاخراجية ,تاركةً تراكـماتها تــظهر في ماتلاها مـن أجيال . المزية الثانية التي عملت على منح لوجـك القـفــزة على المعـتاد تكـمن في عولمة المحنة وتأميم المأزق فنياً لاستخراج كائنه والإصرار على محاكاة الذات المغتربةبين
براثن أزمة طمـرت فــنتازاتها كل أشكال المنطق المرجو تحـصله بغيــــــة الإمساك بشــرعية تُرمــم التصدع الحاصل في الروح العراقية المـغـتربة وجعاً قـــل نظيره على وجـه الخرائط كلها , فمـا كان مـن المخرج سـوى السعي إلى استغلال وسائــل الاتصـال المتاحة حديـــثاً ليُصـرح بكونية المشكـــــلة ,وكل هـذا حدث بـــدافع الجرأة التجريبية,لنـُدرك أنَّّ العـرض قد اعتمد عولمة متــلقيه ومحـــاكته بحسب وسائل إتصاله ,لكـن لايــعني أنه تبـنى الانقلاب التام , فتــشبثه الصــريح بالنص ضرب جــداراً منعه المــجاهـرة ضــــــرورة التحــايل علـــى الحوارات في الأداء,مما يغيّب الصورة تماماً, وعن مغـــازلته المسكوت الاجـتماعي في جملة "كنت أمارس عادة لابد منها لأضع الانسان المـــناسب في المكان المناسب" يتضح عدم الإتقان حيث الأدق أن يســـتعرض الفعل من دون ملفوظات؛لأنَّ الممارسة هي أصلاً فعل والفعل لايُعرّف بسواه .وفي العودة إلى التعرضن,والحــق أنني رصـدته في أكثر من ثـلاث عروض جاءت تالـياً بعـد لوجك,منـها من تــعرضـن في طــــــرحه إشكالية الشرخ الوجودي للفرد العــراقي ومنها من تعــرضن مـشهدياً,كـأنه يجتزئ بـعـض الأداءات اللـوجكية ليــوظفها تماماً, وهذا ماحدث في بعض العروض المُقدّمة ضمن جغرافيا لوجك,والتي بمـشاهدتها خُيّل إليّ أنني بين
--------------------------------------------
المصدر : المدى
0 التعليقات:
إرسال تعليق