"كاستينغ".. أحلامٌ ترفض انكسارها..ثورة اونﻻين / آنا عزيز الخضر
مجلة الفنون المسرحية
تجربة أداء إبداعية هي الحالة التي انطلق منها عالم العرض المسرحي "كاستينغ".. تأليف وإخراج "سامر محمد اسماعيل" على صالة مسرح القباني بدمشق.. هذه التجربة التي لم تكن مجرد تجربة أداء، بل تجربة إنسانية مريرة، هي التجربة الحياتية التي عاشتها بطلة العرض حقيقة، وقد رشحت نفسها للبطولة ليقبلها ذلك المخرج السينمائي الذي قام بدوره الفنان "عامر العلي"، حيث رفضها دوماً كإشارة إلى دورانه في حلقة مفرغة، وهو يرفض انكسار أحلامه، ليعيد هواجسه أمامنا وأمام نفسه.
إنها الحرب التي تركت آثارها على الجميع، فقد أصبحت الحياة عنده كوابيس وأوهام، يحاول إعادتها دوماً
كي ﻻيعترف بفشل حلمه. فهو يريد اختيار بطلة فيلمه الذي لن يأت، وهو دوماً يبحث دون فائدة.
العرض أحدث ضجة، بمقارباته الموضوعية لعوالمنا النفسية، مع عالمه شديد الخصوصية، إلا أنه خاطب الجميع بهواجس شخصياته ومشاكلها المقاربة للواقع، وقد طرحها العرض وفق آلياتٍ على درجة من الدقة الاستثنائية، فهاهو المخرج باحتياطاته كمبدع وكإنسان، يعيش حالته الهستيرية كأنها طبيعية، ويحثّه دليل الضياع لكنه مستمر في البحث عن بطلة فيلمه..
إنه الهاجس الدائم، البحث عن بطلته في سلسلة يعيد تكرارها مرات ومرات، وهي بدورها صورة أخرى للوجع ذاته، لتؤكّد الرغبة بالخلاص دوماً، وذلك عندما تقول: أريد أن اعيش.. أريد أن أتنفس..
هكذا يوحي العرض بضغوط الحرب وأثرها على جميع الشرائح، وذلك وفق بنية درامية غنية، استطاعت ان تستحضر أبعاد مختلفة وواسعة، وحاﻻت كثيرة نراها من خلال شخصيات العرض، وردود أفعالها، كما تجليات آﻻمها الواسعة، والتي هي صورة عن الواقع وعن الحلم المنكسر، من جراء الحرب..
من هنا ﻻقى العرض الإعجاب والتفاعل، لاسيما في مقاربته لآلام المبدع التي هي آﻻم الناس، وطر ح تساؤﻻً: كيف لذلك المثقف أن يدافع عن كاستينع...
0 التعليقات:
إرسال تعليق