أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الثلاثاء، 4 أكتوبر 2022

مسرحية " المندس " تأليف حسين عبد الخضر

مجلة الفنون المسرحية

مسرحية " المندس " تأليف حسين عبد الخضر


طابور طويل من شباب بالثياب البيض يتوجهون للدخول من بوابة مكتوب في أعلاها ( ادخلوا بسلام) على جانبي البوابة يقف ملاكان. وإلى الجانب من الطابور يجلس ملاكان إلى مكتب وأمامهما دفاتر كثيرة. بين طابور الشباب المتوجه إلى البوابة نرى المندس باللباس الأسود.

يسير المندس مع الطابور حتى يصل الباب، فيلقي الملاكان عليه القبض ويسلمانه إلى الملاكين اللذين يجلسان إلى المكتب.


ملاك1: ما الذي جاء بك إلى هنا؟

المندس: أنا ثائر كهؤلاء ومكاني معهم.

ملاك1: لا يمكن أن تكون منهم، إنك لاتحمل سيماهم.

المندس: يمكنك أن تسألهم. لقد كنت معهم وقتلت كما قتلوا.

ملاك1: ما اسمك؟

المندس: وماذا يهم اسمي هنا؟ قلت لك أنا منهم، وعليكم أن تسمحوا لي بالدخول كما تسمحون لهم.

ملاك1: لا تريد أن تقول اسمك!

المندس: اسمح لي بالدخول أرجوك.

ملاك1: أتظن أننا نجهل من أنت؟! أتظن أنك تستطيع خداعنا؟!

المندس: أنا لا أخدعكم. قلت لكم الحقيقة. أنا واحد مهم، وقد قتلت برصاص قناص كما قتلوا.

ملاك1: ( لملاك2) أعطه سجله، وليقرأ علينا بنفسه ما قام به في الثورة.


يناول ملاك2 المندس سجلا كبيرا مفتوحا على إحدى الصفحات.


المندس: (يكلم نفسه وهو ينظر إلى الصفحة) يا إلهي، هذا أنا، وهذا كل ما قمت به مدوّن هنا. من الذي كان يترصدني ويسجل كل خاطرة تمر في رأسي وكل كلمة قلتها وعمل قمت به؟!

ملاك1: لماذا لا تقرأ؟

المندس: هذا سجل شخص آخر. إنه ليس سجلي بالتأكيد. أنا أطالبكم بسجل أعمالي.

ملاك1: تظن أنك ستفلت بجرائمك كما كنت تفعل في الحياة الدنيا.

المندس: أنا لست مجرما، أنا ثائر.

ملاك1: سنعرف الآن.


يرفع المندس يده إلى جانب وجهه بحركة لا إرادية ويدور حول نفسه وهو يتكلم.


المندس: أنا مندس. كلفني حزبي بالاندساس بين الثوار وجمع المعلومات عنهم، ورشق القوات الأمنية بالحجارة والزجاجات الحارقة كي يطلقوا النار على المتظاهرين. وقد كلفوني أيضا بقتل ثائر عندما عجز قتلة الحزب عن تصفيته. 


يتقدم شاب باللباس الأبيض إلى الملاكين الجالسين إلى المكتب.


ملاك1: ما اسمك؟

ثائر: ثائر.

ملاك1: ماذا لديك لتقوله؟

ثائر: (وهو يرفع كفه الأيمن إلى مستوى وجهه) أنا ضحية هذا القاتل. قتلني لأني كنت أطالب بوطن نعيش فيه بكرامة كما يعيش الناس في أوطانهم. . قتلني بعد أن وثقت به وظننته شريكي في الهم وفي المصير. . كنت أرسم كل يوم خطة للإفلات من القتلة وكانت تنجح، لكني لم أستطع الإفلات من قاتل بوجه صديق.

المندس: سامحني أرجوك.

ثائر: لن تخدعني مرة أخرى.

المندس: ليس هناك مجال للخداع. نحن في عالم الحقيقة.

ثائر: ولأننا في عالم الحقيقة يجب أن يكون كل واحد منا في مكانه الذي يستحق.

المندس: أنت إنسان طيب، ولا يمكن أن تتركني أذهب إلى هناك. . لا أحد يريد أن يكون هناك.

ثائر: أنت من اختار هذا. . كنت تعرف. اذهب مع من كنت تقتل لأجلهم.

المندس: لقد أغرتني الحياة الدنيا.

ثائر: كم قبضت ثمنا لقتلي؟

المندس: خمسة وعشرون ألفا ورصيد شحن بخمسة آلاف.

ثائر: فطرت قلب والدتي مقابل هذا الثمن البخس!

المندس: سامحني أرجوك. ما مضى قد مضى ونحن أبناء هذا اليوم العصيب.

ثائر: لنفترض أني سامحتك، وهذا ما لن يكون، فهل سيسامحك الآخرون؟


يتقدم عدد من الشباب باللباس الأبيض باتجاه المندس، يرفعون أكفهم إلى مستوى وجوههم ويرددون بصوت واحد:" نحن ضحايا الثورة من أجل الوطن. نحن شهداء الكرامة والخبز. نشهد أن هذا المندس قد باع ضميره بثمن بخس. نشهد أن هذا المندس قد ساهم في قتلنا وضياع الوطن."


  ستار


الناصرية 

10/1/ 2022


0 التعليقات:

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption